منتديات عجور - بيت كل العرب

منتديات عجور - بيت كل العرب (http://ajooronline.com/vb/index.php)
-   قسم اللغات (http://ajooronline.com/vb/forumdisplay.php?f=53)
-   -   موسوعة اللغة العربية (http://ajooronline.com/vb/showthread.php?t=4870)

م .نبيل زبن 03-20-2011 11:54 PM

موسوعة اللغة العربية
 
اللغة العربية هي إحدى أكثر اللغات انتشارا في العالم، يتحدثها أكثر من 300 1 مليون نسمة، ويتوزع متحدثوها في المنطقة المعروفة باسم العالم العربي، بالإضافة إلى العديد من المناطق الأخرى المجاورة كإيران وتركيا وتشاد ومالي والسنغال. اللغة العربية هي أكبر فرع من فروع اللغات السامية وتشبه إلى حد كبير، من ناحية البنية والمفردات وغيرها، لغات سامية أخرى كالآرامية والعبرية والأمهرية. للغة العربية أهمية قصوى لدى أتباع الديانة الإسلامية، فهي لغة مصدري التشريع الأساسيين في الإسلام: القرآن، والأحاديث النبوية المروية عن الرسول محمد بن عبد الله صلى الله عليه و سلم، ولا تتم الصلاة في الإسلام (وعبادات أخرى) إلا بإتقان بعض من كلمات هذه اللغة. إثر انتشار الإسلام، وتأسيسه دولا، ارتفعت مكانة اللغة العربية، إذ أصبحت لغة السياسة والعلم والأدب، وأثرت العربية، تأثيرا مباشرا أو غير مباشر على كثير من اللغات الأخرى في العالم الإسلامي، كالتركية والفارسية والأردية مثلا.

العربية لغة رسمية في كل دول العالم العربي إضافة إلى: إسرائيل، السنغال، مالي، تشاد، اريتيريا، سينيغال. وقد اعتمدت العربية كإحدى لغات منظمة الأمم المتحدة الرسمية الست. تحتوي العربية على 28 حرفا مكتوبا وتكتب من اليمين إلى اليسار -بعكس الكثير من لغات العالم- ومن أعلى الصفحة إلى أسفلها.

العربية اسم مشتق من الإعراب عن الشيء( وربما العكس)، أي الإفصاح عنه، وهكذا فالعربية تعني من حيث الاشتقاق لغة الفصاحة. تسمى العربية بـلغة الضاد لأنه يعتقد أنها اللغة الوحيدة في لغات العالم التي تحتوي على حرف الضاد

م .نبيل زبن 03-21-2011 12:07 AM

الأسماء

"لغة القرآن" بما أن القرآن قد نزل بها، فسميت باسمه.
"لغة الضاد" هو الاسم الذي يُطلقه العرب على لغتهم، فالضاد للعرب خاصة ولا توجد في كلام العجم إلا في القليل. ولذلك قيل في قول أَبي الطيب المتنبي:
وبِهِمْ فَخرُ كلِّ مَنْ نَطَقَ الضَّا دَ وعَوْذُ الجاني وغَوْثُ الطَّريدِ
حيث ذهب به إلى أنها للعرب خاصة.
غير أن الضاد المقصودة هنا ليست الضاد التي تستخدم اليوم في الفصحى التي هي عبارة عن دال مفخمة، أما الضاد العربية القديمة فكانت صوتا آخر مزيجا بين الظاء واللام، واندمج هذا الصوت مع الظاء في الجزيرة العربية. ولأن الظاء هي ذال مفخمة، أي أنها حرف ما - بين - أسناني، فقد تحولت بدورها في الحواضر إلى دال مفخمة كتحول الثاء إلى تاء والذال إلى دال، وصارت هذه الدال المفخمة هي الضاد الفصيحة الحديثة. فالدال المفخمة ليست خاصة بالعربية، بل هي في الواقع موجودة في لغات كثيرة. وهي ليست الضاد الأصلية التي كان يعنيها المتنبي وابن منظور صاحب لسان العرب وغيرهم

م .نبيل زبن 03-21-2011 12:09 AM

تصنيفهـــــــــــــــــــــــــا
تنتمي العربية إلى أسرة اللغات السامية المتفرعة من مجموعة اللغات الأفريقية الآسيوية. وتضم مجموعة اللغات السامية لغات حضارة الهلال الخصيب القديمة، كالأكادية) والكنعانية والآرامية واللغات العربية الجنوبية وبعض لغات القرن الإفريقي كالأمهرية. وعلى وجه التحديد، يضع اللغويون اللغة العربية في المجموعة السامية الوسطى من اللغات السامية الغربية، فتكون بذلك اللغات السامية الشمالية الغربية (أي الآرامية والعبرية والكنعانية) هي أقرب اللغات السامية إلى العربية.
والعربية من أحدث هذه اللغات نشأة وتاريخا، ولكن يعتقد البعض أنها الأقرب إلى اللغة السامية الأم التي انبثقت منها اللغات السامية الأخرى، وذلك لاحتباس العرب في جزيرة العرب فلم تتعرض لما تعرضت له باقي اللغات السامية من اختلاط.ولكن هناك من يخالف هذا الرأي بين علماء اللسانيات، حيث أن تغير اللغة هو عملية مستمرة عبر الزمن والانعزال الجغرافي قد يزيد من حدة هذا التغير حيث يبدأ نشوء أي لغة جديدة بنشوء لهجة جديدة في منطقة منعزلة جغرافيا.

م .نبيل زبن 03-21-2011 12:11 AM

نشــــــــــــأة اللغة العربية
هنالك العديد من الآراء حول أصل العربية لدى قدامى اللغويين العرب فيذهب البعض إلى أن يعرب كان أول من أعرب في لسانه وتكلم بهذا اللسان العربي فسميت اللغة باسمه، وورد في الحديث النبوي أن نبي الله إسماعيل بن إبراهيم أول من فُتق لسانه بالعربية المبينة وهو ابن أربع عشرة سنة بينما نَسِي لسان أبيه، أما البعض الآخر فيذهب إلى القول أن العربية كانت لغة آدم في الجنة،2 إلا أنه لا وجود لبراهين علمية أو أحاديث نبوية ثابتة ترجح أيًا من تلك الادعاءات.
ولو اعتُمد المنهج العلمي وعلى ما توصلت إليه علوم اللسانيّات والآثار والتاريخ فإن جلّ ما يُمكن قوله أن اللغة العربية بجميع لهجاتها انبثقت من مجموعة من اللهجات التي تسمى بلهجات شمال الجزيرة العربية القديمة. أما لغات جنوب الجزيرة العربية أو ما يسمى الآن باليمن وأجزاء من عُمان فتختلف عن اللغة العربية الشمالية التي انبثقت منها اللغة العربية، ولا تشترك معها إلا في كونها من اللغات السامية، وقد كان علماء المسلمين المتقدمين يدركون ذلك حتى قال أبو عمرو بن العلاء (770م): "ما لسان حمير بلساننا ولا عربيتهم بعربيتنا."


شاهد قبر امرئ القيس بن عمرو ملك الحيرة.
وقد قام علماء الآثار بتصنيف النقوش العربية الشمالية القديمة المكتشفة حتى الآن إلى أربع مجموعات هي الحسائية (نسبة إلى منطقة الأحساء) والصفائية والديدانية والثمودية، والأخيرة لا علاقة لها بقبيلة ثمود وإنما هي تسمية اصطلاحية. وقد كتبت جميع هذه النقوش بالخط المسند (أي الخط الذي تكتب به لغات جنوب الجزيرة)، وأبرز ما يميز هذه اللهجات عن اللغة العربية استخدامها أداة التعريف "هـ" أو "هنـ"، ويعود تاريخ أقدمها إلى عدة قرون قبل الميلاد. أما أقدم النقوش باللغة العربية بطورها المعروف الآن فهما نقش عجل بن هفعم الذي عثر عليه في قرية الفاو (قرب السليل) في المملكة العربية السعودية، وقد كتب بالخط المسند ويعود إلى القرن الأول قبل الميلاد، ونقش عين عبدات في صحراء النقب، ويعود تاريخه إلى القرن الأول أو الثاني بعد الميلاد، وقد كتب بالحرف النبطي. ومن أشهر النقوش باللغة العربية نقش النمارة الذي اكتشف في الصحراء السورية، وهو نص مؤرخ بتاريخ 328م ومكتوب بنوع من الخط النبطي القريب من الخط العربي الحالي، وهو عبارة عن رسم لضريح ملك الحيرة امرئ القيس بن عمرو وصف فيه بأنه "ملك العرب".
لم يعرف على وجه الدقة متى ظهرت كلمة العرب؛ وكذلك جميع المفردات المشتقة من الأصل المشتمل على أحرف العين والراء والباء، مثل كلمات: عربية وأعراب وغيرها، وأقدم نص أثري ورد فيه اسم العرب هو اللوح المسماري المنسوب للملك الآشوري شلمنصر الثالث في القرن التاسع قبل الميلاد، ذكر فيه انتصاره على تحالف ملوك آرام ضده بزعامة ملك دمشق، وأنه غنم ألف جمل من جنديبو من بلاد العرب، ويذكر البعض - من علماء اللغات أن كلمة عرب وجدت في بعض القصص والأوصاف اليونانية والفارسية وكان يقصد بها أعراب الجزيرة العربية، ولم يكن هناك لغة عربية معينة، لكن جميع اللغات التي تكلمت بها القبائل والأقوام التي كانت تسكن الجزيرة العربية سميت لغات عربية نسبة إلى الجزيرة العربية.

اللغة العربية من اللغات السامية التي شهدت تطورًا كبيرًا وتغيرًا في مراحلها الداخلية، وللقرآن فضل عظيم على اللغة العربية حيث بسببه أصبحت هذه اللغة الفرع الوحيد من اللغات السامية الذي حافظ على توهجه وعالميته؛ في حين اندثرت معظم اللغات السامية، وما بقي منها عدا لغات محلية ذات نطاق ضيق مثل: العبرية والأمهرية (لغة أهل الحبشة، أي ما يعرف اليوم بإثيوبيا)، واللغة العربية يتكلم بها الآن قرابة 422 مليون نسمة كلغة أم، كما يتحدث بها من المسلمين غير العرب قرابة العدد نفسه كلغة ثانية.

فصل اللغويون اللغة العربية إلى ثلاثة أصناف رئيسية، وهي: التقليدي أو العربي القياسي، والرسمي، والمنطوقة أو لغة عربية عامية. بين الثلاثة، العربي التقليدي هو الشكل للغة العربية الذي يوجد بشكل حرفي في القرآن، من ذلك اسم الصنف. العربية القرآنية استعملت فقط في المؤسسات الدينية وأحيانا في التعليم، لكن لم تتكلّم عموماً. العربية القياسية من الناحية الأخرى هي اللغة الرسمية في الوطن العربي وهي مستعملة في الأدب غير الديني، مثل مؤسسات، عربي عامي "اللغة العاميّة"، يتكلّمها أغلبية الناس كلهجتهم اليومية. العربية العامية مختلفة من منطقة إلى منطقة، تقريبا مثل أيّة لهجة مماثلة لأيّة لغة أخرى

م .نبيل زبن 03-21-2011 12:12 AM

وضع اللغة العربية الان

عتبر اللغة العربية أكثر اللغات السامية تداولا واستخداما في العصر الحالي، وإحدى أكثر اللغات انتشارا في العالم. وللغة العربية أهمية كبرى لدى المسلمين لأنها اللغة المقدسة للديانة الإسلامية، فهي مصدر التشريع الأساسي في الإسلام (القرآن، والأحاديث النبوية)، حيث لا تتم الصلاة (وعبادات أخرى) في بعض الأحيان إلا بإتقان بعض كلمات من هذه اللغة. وتعتبر العربية أيضا لغة الشعائر لعدد كبير من الكنائس المسيحية في الوطن العربي، مثل كنائس الروم الأرثوذكس، والروم الكاثوليك، والسريان، وبعض الكنائس البروتستانتية، كما كتبت بها الكثير من الأعمال الدينية والفكرية اليهودية في العصور الوسطى. يتحدث العربية أكثر من 422 مليون نسمة، ويتوزع متحدثوها بشكل رئيسي في المنطقة المعروفة باسم الوطن العربي، بالإضافة إلى العديد من المناطق الأخرى المجاورة له كالأهواز وتركيا وتشاد ومالي والسنغال وإرتيريا.

وأثر انتشار الإسلام، وتأسيسه دولا، في ارتفاع مكانة اللغة العربية، وأصبحت لغة السياسة والعلم والأدب لقرون طويلة في الأراضي التي حكمها المسلمون، وأثرت العربية، تأثيرا مباشرا أو غير مباشر على كثير من اللغات الأخرى في العالم الإسلامي، كالتركية والفارسية والأوردية والألبانية والهندية وبعض اللغات الإفريقية الأخرى، وبعض اللغات الأوروبية كالروسية والإنكليزية والفرنسية والإسبانية والإيطالية والألمانية. كما أنها تُدرّس بشكل رسمي أو غير رسمي في الدول الإسلامية والدول الإفريقية المحاذية للوطن العربي.

م .نبيل زبن 03-21-2011 12:16 AM

الضاد و لغة الضاد

لقد ظنوا قديمًا وكثيرًا أن حرف الضاد حرف خاص بالعربية ( 1) ، لا تشاركها فيه لغة أخرى . يقول صاحب " القاموس المحيــط " إن " الضاد حرف هجاء للعرب خاصة ، ولا توجد في كلام العجم إلا في القليل " .
ونحن اليوم نلفظ الضاد دالاً مفخمة ، وتشاركنا في هذا الصوت لغات أخرى ، فمن شك في ذلك فلينطق مثلاً : don’t ) ) هناك طريقتان للفظ الضاد : قديمة ومعاصرة . وقد وصف سيبويهِ ( ت . 796 م ) اللفظ القديم فقال :
" أول حافــَة اللسان وما يليه من الأضراس مخرج الضاد " – ( الكتاب ، ج2 ، ص 489 ) . وهذا الحرف كما نفهم أو نتخيل كان احتكاكيـــًا رخوًا ، بينما هو اليوم في لفظنا انفجاري شديد ومخرجه اللسان واللثة – إنه اليوم دال مفخمة . ويعلل تمام حسان في كتابه " اللغة العربية - معناها ومبناها ذلك ، فيقول :
"الضاد الفصيحة كانت تُنطق بواسطة احتكاك هواء الزفير المجهور بجانب اللسان والأضراس المقابلة لهذا الجانب ، ومن ثم يكون صوت الضاد الفصيحة من بين أصوات الرخاوة مثله في ذلك مثل الثاء "( ص 55 ).

وقد وصلت إلينا بعض المعلومات التي تشير إلى الطريقة في ذلك اللفظ ، فكان ثمة خلط بين الضاد والظاء ( شأن كثير من العراقيين والمغاربة في لهجاتهم اليوم ) ، ومن ذلك ما أورده الجاحظ ( 868ت . م ) في ( البيان والتبيين ) – ج 2 ، ص 211 ، وأسوق ذلك على سبيل الطرفة :

" كان رجل بالبصرة له جارية تسمى ظمــياء ، فكان إذا دعاها قال : يا ضميـــاء ! ، فقال له ابن المقفع : " قل يا ظمياء ! " ، فناداها : " يا ضميـــاء ! " فلما غيّرعليه ابن المقفع مرتين أو ثلاثًا قال له : " هي جاريتي أو جاريتك ؟!!! " .

أعود إلى القول إن الضاد القديمة هي التي ميّزت أو تميزت في لغتنا ، وكان د . إبراهيم أنيس قد ذكر ذلك على سبيل التقدير : " ويظهر أن الضاد القديمة مقصورة على اللغة العربية " – الأصوات اللغوية ، ص 49 . فأنيس إذن يُقدّر أنه قد طرأ على لفظ الضاد أو صوتها تطور(2) ، ولكن البحث المستفيض الذي أجراه د . رمضان عبد التواب ( المدخل إلى علم اللغة ، ص 62 ) يؤكد هذا التباين بما لا يدعو إلى الشك ( 3 ) . كما يعلل محمد المبارك أسباب التبدلات الصوتية عامة . ( فقه اللغة وخصائص العربية ، ص 54 ) . ويبدو أن الضاد قد وردت في حديث شريف - في إحدى رواياته : "أنا أفْصَحُ من نَطق بالضَّاد بَيْدَ أني من قُريش" ( انظر تاج العروس للزبيدي ، مادة الضاد ) .

أما تعريف العربية بأنها لغة " الضاد " فقد سبق أن وردت بعد عصر الاحتجاج والرواية ، ولعل المتنبي - ت . 965 . م - ( إن لم يكن أول ) من استعملها في المعنى في شعرنا القديم :

لا بقومي شرفت بل شرفوا بي وبنفسي فخرت لا بجـــــدودي

وبهم فخر كل من نطق الضــادَ وعوذ الجاني وغوث الطريد

ثم ذكر البوصيري ( ت . 1296 م ) بعده :

فارضَه أفصح امرئ نطق الضا د، فقامت تغار منها الظـــاء

ومع ذلك فلم يذكر الثعالبي ( ت . 1038 م ) هذا التركيب " لغة الضاد " في كتابه " ثمار القلوب في المضاف والمنسوب " – مع أنه أدرك المتنبي صغيرًا . بمعنى آخر : لم يكن التعبير شائعًا وذائعًا في اللغة . ثم ورد بعد ذلك على لسان الفيروز أبادي ( ت . 1415 ) في صورة النسبة ، وذلك في قوله :

يا باعث النبي الهادي مُفــحمــًا باللسان الضادي

وفي شعرنا المعاصر يقول شوقي ( ن . 1932 ) مفاخرًا :

إن الذي ملأ اللغات محاسنًا جعل الجمال وسره في الضاد

وخليل مطران ( ت . 1949 ) يسمي العرب " بني الضاد " :

وفود بني الضاد جاءت إليك وأثنت عليك بما وجبْ

ويقول إسماعيل صبري ( ت . 1923 ) : أيها الناطقون بالضاد هذا منهل صفــا لأهل الضاد

ويقول حليم دموس ( شاعر لبناني ت . 1957 ) :

لغة إذا وقعت على أكبـادنا كانت لنا بردًا على الأكباد وتظل رابطـــة تؤلف بيننا فهي الرجاء لناطق بالضاد

أما التعبير الحرفي أو الكناية " لغة الضاد " فقد وجدته أولاً لدى علي الجارم ( 1949 ) :

وارث الأصمعي في لغة الضاد وفي الشعر وارث البحتري

1 – نلاحظ أيضًا أن الأمر ليس مقصورًا على الضاد فقد ورد " قالوا مما اختصت به لغة العرب من الحروف وليس هو في غيرها، حرف الظاء، وقال آخرون حرف الظاء والضاد. ولذلك قال أبو الطيب المتنبي: وبهم فخر كل من نطق الضاد - يريد وبهم فخر جميع العرب. وقد ذهب قوم إلى أن الحاء من جملة ما تفردت به لغة العرب، وليس الأمر كذلك، لأني وجدتها في اللغة السريانية كثيراً.( ابن سنان الخفاجي : سر الفصاحة ، ص 20 ) .

2 – يقول الدكتور عبد الرحمن السليمان الباحث في اللغات السامية في حديث له معي : " حرف الضاد كان موجوداً في كل اللغات السامية ، إلا أنها كلها أهملته بل دمجته بالدال تارة والظاء تارة أخرى، إلا العربية الشمالية والعربية الجنوبية (الحميرية والحضرمية والقتبانية والسبئية) والعربية الوسطى (اللحيانية والثمودية)، بالإضافة إلى الأوغاريتية والحبشية.

وأما في العبرية فاندمج هو والظاء مع حرف الصاد (قارن: צבי<ظبي وצחק<ضحك). وأصوات العربية هي الأصل في الدراسات السامية وهنالك إجماع تام بشأن ذلك بين المشتغلين باللغات السامية كما تعلم. "

3 – أشار الفقيه التونسي ابن عزوز ( 1854 – 1916 ) في مقطوعة له يصف لفظ الضاد :

الضاد مخرجه بحافـــة مِقول يُمنى أو اليسرى بغير عناء

الضاد مضبوط متين ما رأت فيه التفشّي دقــــة البصراء

ثم امتياز الضاد سهل عند مــن عاناه بالتلقـــن والإلـــــــقاء

ومن الخطا في الضاد يُلفظ حرفه دالاً مفخـــــمةً مع استعلاء

( الأبيات في موسوعة الشعر العربي – أبو ظبي )


***بقلم الدكتور فاروق مواسي (اديب و اكاديمي فلسطيني )

م .نبيل زبن 03-21-2011 12:18 AM

فهرس الموضوع

م .نبيل زبن 03-21-2011 12:21 AM

قواعد الغة العربية - يوسف الصيداوي
 
*** توكيــــــــــــــــد الفعل بالنون


يؤكَّد الفعل بالنون لتقوية معناه في نفس المستمع. ودونك أحكام ذلك في أحواله الثلاث:

1 - أما الفعل الماضي فلا يؤكد بالنون مطلقاً.

2- وأما فعل الأمر فلك الخيار - بغير قيد - إن شئت لم تؤكده، وإن شئت أكدته. وعلى ذلك تقول: [اذهب أو اذهبنّ، واكتب أو اكتبنّ]. قال عبد الله بن رواحة:

فأَنزلنْ سكينةً علينا وثبّتِ الأقدامَ إن لاقينا

وتلاحظ التوكيد مرة: [أنزلنْ]، وعدمَه مرة: [ثبت].

3- وأما الفعل المضارع فتوكيده بالنون ذو فرعين:

الفرع الأول: أن يكون هذا الفعل جواباً لقسم متصلاً باللام. ولا مناص في هذه الحال من توكيده. [توكيده واجب]. ومنه الآية: ]تالله لأكيدنّ أصنامكم[ (الأنبياء 21/57) فالمضارع [لأكيدنّ] واجبٌ توكيده لأنه جواب لقسم: [تالله]،لم تُفصَل اللام عنه.

فإذا لم تتصل به اللام، لم يؤكَّد بحال من الأحوال: (توكيده ممنوع). ومنه الآية: ]ولسوف يعطيك ربك فترضى[ (الضحى93/5) وقد فصلتْ [سوف] بين اللام وجواب القسم [يعطيك] فامتنع التوكيد. ولولا هذا الفصل لوجب التوكيد، فقيل: [ليعطينّك ربك].

ومن بديع الشواهد والأمثلة في هذا الباب، قوله تعالى: ]لئن أُخرجوا لا يخرجون معهم ولئن قوتلوا لا ينصرونهم ولئن نصروهم لَيُوَلُّنَّ الأَدبار[ (الحشر59/12) ففي الآية -كما ترى - ثلاثة أجوبة للقسم.

فأما الأول والثاني، أي: [لا يخرجون] و[لا ينصرونهم]، فلم تتصل بهما اللام، فامتنع توكيدهما، وأما الثالث وهو: [ليولُّنَّ]، فقد اتصلت به اللام فوجب توكيده.

والفرع الثاني: ألاّ يكون المضارع جواباً لقسم؛ وفي هذه الحال يجوز توكيده، وعدم توكيده: [لك الخيار]. تقول: [ألا تسافرُ وألا تسافرنَّ، ولا تتأخرْ ولا تتأخرنَّ]…

ولا يستثنى من ذلك إلا الفعل الذي تُنْبِئ به مخاطبك نبأً ما، نحو: [يشرب خالد، وينام سعيد، ويلعب محمد…] فهذا لا يؤكده العربي [1].

أحكام:

1- تُحذَف من المضارع الذي يراد توكيده بالنون: ضمّةُ الرفع في المفرد، ونونُ الرفع في الأفعال الخمسة.

2- يجوز تثقيل النون وتخفيفها في كل موضع، إلاّ بعد ألف التثنية ونون النسوة، فليس إلاّ التثقيل، نحو: [تشربانّ وتشربنانّ].

3- إذا وقفتَ على النون الخفيفة جاز أن تقلبها ألفاً نحو: [يا زهيرُ سافِرَنْ = يا زهير سافِرَاْ].

4- يعامَل فعل الأمر عند توكيده، كما يعامل الفعل المضارع.

تطبيق على توكيد الفعل مقترناً بفاعله:

فاعلُه: مفرد مذكَّر (نحو: تسافر): يُبنى على الفتح:

واللّه لَتُسافِرَنَّ ولَتسعَيَنَّ ولَتَدعُوَنَّ أصدقاءَك ولَتقضِيَنَّ حَقَّهم

سافِرَنَّ واسعَيَنَّ وادعُوَنَّ أصدقاءَك واقضِيَنَّ حَقَّهم

فاعلُه: مثنى (نحو: تسافران): تُكسَر نون توكيده: واللّه لَتُسافِرانِّ ولَتسعَيَانِّ ولَتَدعُوَانِّ أصدقاءَكما ولَتقضِيَانِّ حَقَّهم

سافِرانِّ واسعَيَانِّ وادعُوَانِّ أصدقاءَكما واقضِيَانِّ حَقَّهم

فاعلُه: جمع مذكّر (نحو: تسافرون): تُحذَف واو الجماعة إلاّ مع المعتلّ بالألف:

واللّه لَتسافِرُنَّ ولَتسعَوُنَّ ولَتدعُنَّ أصدقاءَكم ولَتقضُنَّ حَقَّهم

سافِرُنَّ واسعَوُنَّ وادعُنَّ أصدقاءَكم واقضُنَّ حَقَّهم

فاعلُه: مفردة مخاطَبَة (نحو: تسافرين): تُحذَف الياء إلاّ مع المعتلّ بالألف:

واللّه لَتسافِرِنَّ ولَتسعَيِنَّ ولَتدْعِنَّ صديقاتك ولَتقضِنَّ حَقَّهن

سافِرِنَّ واسعَيِنَّ وادعِنَّ صديقاتك واقضِنَّ حَقَّهنّ

فاعلُه: جمع مؤنث (نحو: تسافرْنَ): الفعل هو هو، لكنْ يُزاد بعده ألِف:

واللّه لَتُسافِرْنانِّ ولَتسعَيْنانِّ ولَتَدعُونانِّ صديقاتكنّ ولَتقضِينانِّ حَقَّهنّ

سافِرْنانِّ واسعَيْنانِّ وادعُونانِّ صديقاتكنّ واقضِينانِّ حَقَّهنّ

نماذج فصيحة من توكيد المضارع بالنون وجوباً، وامتناع ذلك،

وجواز توكيده وعدمه

قال النابغة:

فلَتأتِيَنْكَ قصائدٌ ولَيَدفَعَنْ جيشٌ إليكَ قوادمَ الأَكوارِ

(الأكوار للإبل بمنْزلة السروج للخيل. يتوعّده بجيش يأتيه على الإبل، حتى إذا حلّ بساحته نزل الأبطال عنها وامتطوا الخيل). وللبيت رواية أخرى: [جيشاً إليك قوادمُ].

[لَتَأْتِيَنْ]: فعل مضارع، واجبٌ توكيده، لأنه جواب قسم (القسم محذوف) وقد اتصلت به اللام، فتحقق شرط الوجوب. ومثله: [لَيَدفعَنْ]: والنون في كليهما هي الخفيفة [2].

«والقمرِ إذا اتّسق لَتركبُنَّ طبقاً عن طبق» (الانشقاق84/18-19)

[لتركَبُنَّ] فعل مضارع واجبٌ توكيده، لأنه جواب قسم اتصلت به اللام؛ والنون هي الثقيلة.

قال امرؤ القيس (الديوان/134):

والله لا يذهبُ شيخي باطلا حتى أُبيرَ مالكاً وكاهِلا

القاتِلينَ الملكَ الحُلاحِلا خيرَ مَعَدٍّ حَسَباً ونائِلا

(أبير: أُهلِك، الحلاحل: الشريف).

فهاهنا قسم: (والله)، وجواب القسم: (لا يذهبُ). وتوكيده بالنون ممنوع؛ وإنما امتنع ذلك مع أنه جوابُ قسم، لأن شرط التوكيد الذي لا بد منه، وهو اتصال لام القسم بالفعل، لم يتحقق. ومن هذا تعلم أن المسألة ليست مركوزة في القَسَم، وإنما هي مركوزة في اتصال اللام بجواب القسم!!

وقال الشاعر:

فحالِفْ، فلا والله تَهبطُ تَلْعَةً من الأرض، إلا أنتَ للذلّ عارِفُ

(يقول الشاعر: حالفْ مَنْ تَعِزُّ بِحِلْفه، وإلا عرفت الذل حيث توجهت من الأرض).

قوله: (تهبط) جواب للقسم: (والله)، وتوكيده ممنوع، وإنما امتنع لأن شرط التوكيد، الذي لابد منه، وهو اتصال لام القسم بالفعل،لم يتحقق [3].

...يتبع

م .نبيل زبن 03-21-2011 12:22 AM

توكيد الفعل بالنون

«واتّقُوا فتنةً لا تُصِيبَنَّ الذين ظلموا منكم خاصّة» (الأنفال8/25)

[لا تصيبَنَّ]: تلاحظ توكيد المضارع بالنون. ولولا أن النص قرآني لجاز أن يقال: [لا تصيبُ الذين…]. وذلك أن المضارع ليس جواباً لقسم، فجاز التوكيد وعدمه.

وقال الأعشى (الديوان /137):

وذا النُّصُبَ المنصوبَ لا تَنْسُكَنَّهُ ولا تَعبدِ الأوثانَ والله فاعْبُدَا [4]

[تنسكَنَّ]: مضارع سبقته [لا] الناهية، وهو مؤكَّد بالنون، ولكن لو قيل: (لا تنسُكْه) لجاز. وقد أوضحنا سبب ذلك في الشاهد السابق، إذ قلنا إن المضارع إذا لم يكن جواباً للقسم، جاز توكيده وعدم توكيده.

ومن ذلك أيضاً، الآية: ]ولا تقولَنَّ لشيء إني فاعل ذلك غداً[ (الكهف 18/23) فلولا أن النص قرآني لجاز عدم التوكيد، أي: (ولا تقلْ…). وذلك أن المضارع ليس جواباً لقسم.

ومن هذه النماذج أيضاً قول امرئ القيس (الديوان /358):

قالت فُطَيْمَةُ: حَلِّ شِعرَكَ مَدحَهُ أَفَبَعْدَ كندةَ تَمْدَحَنَّ قَبيلا

[تمدحنَّ]: مضارع ليس جواباً للقسم، فيجوز فيه التوكيد وعدمه، ولو قيل: [أفبعد كندة تمدحُ] لجاز.

ومثل ذلك قول الشاعر:

فهل يمنعنّي ارتيادي البلا دَ مِن حَذَرِ الموتِ أنْ يَأْتِيَنْ

[يمنعنّي]: مضارع ليس جواباً للقسم، وقد أُكّد بالنون، ولو لم يؤكَّد فقيل: [فهل يمنعُنِي] لجاز.

وقس على ذلك ألا يكون جواباً للقسم، فيجوز فيه الوجهان:

نحو: لِيُسافرَنَّ، فيجوز: لِيُسافِرْ

ونحو: ألا تسافرَنَّ، فيجوز: ألا تسافِرُ

ونحو: هلاّ تسافرَنَّ، فيجوز: هلاّ تسافِرُ

ونحو: ليتك تسافرَنَّ، فيجوز: ليتك تسافِرُ

ونحو: لعلك تسافرَنَّ، فيجوز: لعلك تسافِرُ

ومن هذه النماذج أيضا، أن يكون المضارع، مسبوقاً بـ [ما] الزائدة، ومنه قول الشاعر:

إذا مات منهم ميِّتٌ سَرَق ابنُهُ ومِنْ عِضَةٍ ما يَنْبُتَنَّ شَكيرُها

(يريد إذا مات منهم ميت سرق ابنه مساوئه، فكان شبيهاً به، فمن رأى هذا ظنه ذاك. و[العضة]: واحدة [العضاه]، وهو شجر عظام. و[الشكير]: صغار الورق والشوك).

[ينبتَنَّ]: مضارع ليس جواباً للقسم، وقد أُكّد بالنون، وسبقته [ما] الزائدة، ولو قيل: [ما ينبتُ] لجاز.

ومن ذلك غير قليل من أمثال العرب:

منها قولهم (مجمع الأمثال 1/100): [بعينٍ ما أَرَيَنَّكَ] . ولو قالوا: [بعينٍ ما أراك] لجاز. [المعنى: اعمل كأني أنظر إليك، يُضرب في الحثّ على ترك البطء، و (ما) زائدة].

وقولهم (مجمع الأمثال1/107): [بألَمٍ ما تُخْتَنَنَّ]. ولو قالوا: [بألمٍ ما تختَنُ] لجاز.

وقولهم (مجمع الأمثال 1/102): [بسلاحٍ ما يُقْتَلَنَّ القتيل]. ولو قالوا: [بسلاحٍ ما يُقتَلُ] لجاز.

ومنه الآية: «إمّا يبلغَنَّ عندك الكبرَ أحدُهما أو كلاهما» (الإسراء17/23)

[إما = إنْ الشرطية+ما الزائدة]، [يبلغَنَّ]: مضارع ليس جواباً للقسم، مؤكدٌ بالنون، ولو لم يكن النص قرآنياً لجاز: [إما يبلغْ].

ومثل ذلك الآية: ]فإمّا تَرَيِنَّ من البشر أحداً[ (مريم 19/26)

ولولا أن النص قرآني لجاز: [إما تَرَيْ].

ومما جاء من هذا غيرَ مؤكد بالنون قول الشاعر:

يا صاح إما تجدْني غير ذي جِدَةٍ فما التخلّي عن الخِلاّنِ من شِيَمِي

[إما تجدْني]: مضارع ليس جواباً للقسم، غير مؤكد بالنون، سبقته [ما] الزائدة، ولو أُكِّد بالنون فقيل: [إما تجدَنِّي] لجاز.

-----------------------------------------------------------
================================
حواشي
[1] لا يؤكد العربي الفعل في هذه الحال، لأن المستمع يكون خالي الذهن من الخبر، غير متردد فيه، ولا منكر له. مما ينفي الحاجة إلى توكيده؛ وقد نص الأئمة على ذلك صراحة، فقال الرضي: [النون لها مواضع… ولا تجيء في الخبر الصرف، نحو: تضربنَّ زيداً]. (شرح الكافية 4/318)

[2] تأتي هذه النون خفيفة: (نْ) للتوكيد، وثقيلة: (نَّ) لمزيد توكيد، وقد اجتمعتا في الآية: ]ليُسجَنَنَّ ولَيكونَنْ من الصاغرين[ (يوسف12/35)

[3] في البيت فائدة عظيمة القيمة، وهي أن العربي قد يحذف (لا) النافية من جواب القسم، مع أنه يريد النفي. قال سيبويه - هارون 3/105: (تحذف لا وأنت تريد معناها، وذلك قولك: والله أفعل ذلك أبداً، تريد: والله لا أفعل ذلك أبداً) ثم استشهد بالبيت الذي نحن بصدده. وعلى ذلك فالأصل قبل الحذف: (والله لا تهبط… إلا). ومنه الآية: ]تالله تفتأ تذكر يوسف[ (يوسف12/85)، أي: تالله لا تفتأ تذكر يوسف. ومنه قول امرئ القيس: فقلت يمينُ الله أَبرحُ قاعداً ولو قطعوا رأسي لديكِ وأوصالي

أي: يمين الله لا أبرح. وكل هذا يمتنع توكيده مع أنه جواب للقسم. وذلك أنه لم يتحقق له شرط التوكيد، وهو اتصال اللام بجواب القسم.

[4] قوله: [اعبدا] فعل أمر مؤكد بالنون الخفيفة. والأصل فيه [اعبدَنْ]، غير أن النون الخفيفة يجوز أن تقلب في الوقف ألفاً، فيقال مثلاً: [اضربنْ = اضربا واذهبْن = اذهبا واحفظنْ = احفظا].

م .نبيل زبن 03-21-2011 12:25 AM

اسم الفعل - يوسف الصيداوي
 
***اسم الفعل

اسم الفعل كلمة، تدل على ما يدل عليه الفعل، لكنها لا تقبل علاماته. مثال ذلك، [شَتَّانَ] فإنه يدل على ما يدل عليه الفعل الماضي: [افترقَ]، ولكنه لا يقبل علامة الفعل الماضي. فلا يقال مثلاً: [شَتّانَت].

واسم الفعل قد يكون بمعنى الفعل الماضي، مثل: [هيهات = بَعُد]. أو بمعنى الفعل المضارع نحو: [أُفٍّ = أتضجّرُ]. أو بمعنى فعل الأمر نحو: [مكانَك = اُثْبُتْ] و[إلَيْكَ = تَنَحَّ].

أحكام:

أسماء الأفعال كلّها سماعية، ولا يستثنى من ذلك إلا صيغة واحدة، وزنُها [فَعالِ] ومعناها الأمر فإنها قياسية. فمِن: نَزَلَ وترَك ولعِب وكتَب وحذِر… يُصاغ: نَزَالِ وتَراكِ ولَعابِ وكَتابِ وحَذارِ…

أسماء الأفعال تلزم صيغة واحدة لا تتغيّر. تقول: صه يا رجل، ويا امرأة، ويا رجلان، ويا امرأتان، ويا رجال، ويا نساء.

كاف الخطاب تلحق اسم الفعل وجوباً، إذا كان أصله شبه جملة (ظرفاً أو جارّاً ومجروراً)، نحو: إليك عني - إليكما عني - إليكم عني - إليكنّ عني - مكانك - مكانكما - مكانكم - مكانكنّ.

يعمل اسم الفعل عمل فعله مِن رفع فاعل، ونصب مفعول…

ودونك أشهر أسماء الأفعال، وأكثرها استعمالاً:

آمينَ: استجِبْ

حيَّ: أَقْبِلْ

آهِ=آهٍ=آهاً: أتَوجعُ

شتانَ: افترقَ

أفٍّ: أتضجّرُ

صهْ=صهٍ: اسكتْ

إليكَ عني: تنحَّ وابتعدْ

عليك: اِلْزمْ

أمامكَ: تقدّمْ

مكانَك: اُثْبتْ

أوّهْ: أتألّمُ

هاكَ: خُذْ

إيهِ=إيهٍ: حدّثْ وزِدْ

هيّا: أسرعْ

بَسْ: اكتَفِ وارفُقْ

هَيْهات: بَعُدَ

بَلْهَ: اُتركْ

وا=واهاً=وَيْ: أعجبُ

حَذارِ: اِحذرْ

وراءَك: تأخرْ


...يتبع

م .نبيل زبن 03-21-2011 12:26 AM

اسم الفعــــــــــــــــل

نماذج فصيحة من استعمال اسم الفعل

قال تعالى: [فلا تقلْ لهما أُفٍّ ولا تنهرهما] [1]

[أفٍّ]: اسم فعل مضارع، معناه: أتضجّر.

قال عليّ كرّم الله وجهه يخاطب الدنيا: [إِليكِ عنّي يا دنيا فحَبْلُكِ على غارِبك] [2]

[إليكِ]: اسم فعل أمر معناه تَنَحَّيْ وابتعِدي.

قال ذو الرّمّة [3]

وقَفنا فقُلْنا: إِيهِ عن أمِّ سالمٍ وما بالُ تَكْليمِ الديارِ البَلاقِعِ

[إيه]: اسم فعل أمر، والمعنى: زد من حديثك عنها.

وقال كعب بن مالك يصف فِعْل السيوف:

تَذَرُ الجَماجِمَ ضاحِياً هاماتُها بَلْهَ الأكُفَّ كأنها لم تُخْلَقِ

(ضاحياً: بارزاً منفصلاً من مكانه) [بَلْهَ]: اسم فعل أمر معناه: دَعْ، اترُكْ..

وقال الشاعر [4]:

يا ربّ لا تسلبنّي حبَّها أبداً ويرحمُ الله عبداً قال: آمينا

[آمين]: اسم فعل أمر معناه: استجبْ.

وقال سالم بن أبي وابصة [5]:

عليكَ بالقَصْد فيما أنتَ فاعِلُهُ إنّ التخَلُّقَ يأتي دونَهُ الخُلُقُ

[عليك]: اسم فعل أمر، معناه: اِلْزَمْ، وتمسّك.

قال الأعشى [6]:

شَتَّانَ ما يَوْمِي على كُورِها ويومُ حَيّانَ أَخِي جابِرِ

(كورها: أراد كور الناقة، وهو لها كالسرج للفرس)

[شتان]: اسم فعل ماض، معناه: افترقَ.

وقال أبو النجم العجلي [7]:

واهاً لِرَيّا ثمّ واهاً واها هِيَ المُنى لو أنّنا نِلْناها

[واهاً]: اسم فعل مضارع، معناه: أَعْجَبُ.

وقال ربيعة بن مقروم الضبي [8]:

فَدَعَوا نَزالِ فَكُنْتُ أَوّلَ نازِلٍ وعَلامَ أَرْكَبُهُ إذا لم أَنْزِلِ

[نزال]: اسم فعل أمر قياسي، معناه: اِنزلْ.

وقال ابن ميادة يحثّ ناقته على الإسراع (الديوان /237):

وقد دَجَا الليلُ فَهَيَّا هَيَّا

[هيّا]: اسم فعل أمر، معناه: أَسْرِعْ.
==================================
حواشي
[1] (الإسراء 17/23)

[2] (نهج البلاغة - د. الصالح /419)

[3] (الديوان 2/778)

[4] (شرح المفصّل 4/34)

[5] (المستطرف 1/133)

[6] (الديوان /147)

[7] (الديوان /227)

[8] (شرح المفصّل 4/27)

م .نبيل زبن 03-21-2011 12:27 AM

التوكيد - يوسف الصيداوي
 
التوكيـــــــــــــــــــــــد

لتوكيد: تكرير اللفظ لتثبيته في النفس، اسماً كان أو فعلاً أو حرفاً أو ضميراً. ويتبع في إعرابه إعرابَ المؤكَّد قبله، رفعاً ونصباً وجرّاً، ويسميه النحاة اصطلاحاً: [التوكيد اللفظي]. ودونك الأمثلة: [جاء خالدٌ خالدٌ، وجاء جاء خالدٌ، ونعمْ نعمْ، وسافرتَ أنتَ، وسنسافر نحن].

وقد يكون التوكيد بإحدى الكلمات السبع التالية، وهي: [العين، والنفس، وجميع، وعامّة، وكُلّ، وكِلا، وكِلتا] ويسمّونه: [التوكيد المعنويّ]. ودونك الأمثلة: [جاء الضيفُ عينُه، والزائرةُ نفسُها، والجيرانُ جميعُهم، ونظرنا إلى الطلاّبِ عامّتِهم، ثم كرَّمْنا الناجحِين كلَّهم، وصفّقنا للمتقدِّمَيْن كليهما، والمتقدِّمَتَيْن كلتيهما].

قد يراد توكيد التوكيد وتقويته، فيؤتى بكلمة [كلّ]، وبعدها إحدى أربع كلمات هي - على حسب الحال -: [أجمع، أو جمعاء، أو أجمعون، أو جُمَع]، ودونك الأمثلة: [جاء المعهدُ كلُّه أجمعُ، يصحب الهيئة الإداريةَ كلَّها جمعاءَ، مع الطالباتِ كلِّهنَّ جُمَعَ، والطلاّبِ كلِّهم أجمعين ] [1].

أحكام:

التوكيد خاصّ بالمعارف، غير أنّهم أكّدوا النكرات إذا كانت محدودة المقدار، كاليوم والشهر والسنة، نحو: [غبتُ سنةً كلَّها].

المُظهَر يؤكَّد بمُظهَر نحو: [سافر خالدٌ نفسُه]، وأما الضمير فيؤكَّد بمضمَرٍ ومظهَر، نحو: [سافرنا نحن، وسلّمنا عليكَ نفسِك].

إذا أكّدتَ ضمير الرفع بالنفس والعين، فلا بدّ من أنْ تقوّيه أوّلاً بضميره المنفصل، نحو: [سافرتُ أنا نفسي، وسافروا هم أنفسُهم، وخالدٌ نجح هو عينُه…].

المؤكَّد، يؤكَّد بمثله، إلاّ المثنى فيؤكَّد بمثله وبالمفرد وبالجمع أيضاً، نحو: [جاء الرجلان نفساهما، أو نفسهما، أو أنفسُهما].

...يتبع

م .نبيل زبن 03-21-2011 12:28 AM

التوكيد

نماذج فصيحة من التوكيد

[فسجد الملائكةُ كلُّهم أجمعون] (الحجر 15/30)

[أجمعون]: توكيد لكلمة [كلُّ]، التي هي أصلاً توكيدٌ لكلمة [الملائكةُ]، فهاهنا -كما ترى - توكيدٌ للتوكيد، والغرض من ذلك التقوية. فإذا لم تُرَد التقوية،لم تسبقها [كلّ]. ونذكّر بأنّ ما يؤتى به لتوكيد التوكيد أربع مفردات هي: أجمع وجمعاء وجُمَع، وأجمعون التي نحن بصددها.

[لأُغويَنَّهم أجمعين] (ص 38/82)

[أجمعين ]: اسمٌ منصوب، لأنه توكيد للضمير [هم] الذي هو في محل نصب مفعول به. وكلمة [أجمعين]، هي من الكلمات الأربع التي قلنا آنفاً: إنها يُؤتى بها مسبوقةً بـ[كل]، إذا أريدَ توكيد التوكيد (للتقوية). فإذالم تسبقها [كل] أفادت التوكيد فقط، كما ترى في الآية.

[هيهات هيهات لما توعَدون] (المؤمنون 23/36)

[هيهات هيهات]: هيهات الثانية، توكيدٌ للأولى، وهو توكيد يسميه النحاة: [التوكيد اللفظي]، لأنه يكون بتكرير اللفظ. والغرض من تكريره وإعادته، تثبيتُه في النفس. وتلاحظ أنّ المؤكَّد هاهنا اسم فعل، ولكنْ قد يكون فعلاً، واسماً، وحرفاً، وضميراً،كما ترى بعدُ.

قال جميل بثينة (الديوان /79):

لا لا أبوحُ بحبّ بَثْنَةَ إنها أخذتْ عليَّ مواثقاً وعهودا

[لا لا ]: هاهنا توكيدٌ لفظيّ، وهو من توكيد الحرف بالحرف، بإعادة الأول بلفظه.

قال الكميت بن زيد (الهاشميات /31):

فتلك وُلاةُ السوءِ قد طال ملكُهم فحتّامَ حتّامَ العناءُ المطَوَّلُ

[حتّامَ حتّامَ]: حتّامَ الثانية توكيدٌ لفظيّ للأولى، وهو من توكيد الجارّ والمجرور بجارّ ومجرور. الأصل: [حتى ما؟] ثم حذفت ألف [ما] الاستفهامية، على المنهاج في حذفها كلما دخل عليها حرف جرّ.

قال الشاعر (شرح المفصل 2/25):

فإيّاكَ إيّاكَ المراءَ فإنّهُ إلى الشرّ دعّاءٌ وللشرّ جالبُ

[إيّاكَ إيّاكَ]: توكيد لفظيّ، وهو من توكيد الضمير بضمير، بإعادة الأول بلفظه.

قال قطريّ ابن الفجاءة (شرح ديوان الحماسة: التبريزي 1/50):

فَصَبْراً في مَجال الموت صَبراً فما نَيْلُ الخُلودِ بمستطاعِ

[صبراً صبراً]: توكيد لفظي، وهو من توكيد الاسم الظاهر باسم ظاهر، بإعادة الأول بلفظه.

قال النابغة للنعمان (الديوان /26):

مهلاً فداءً لكَ الأقوامُ كلُّهمُ وما أُثَمِّرُ من مالٍ ومن ولدِ

[كلُّهُم]: توكيدٌ لـ [الأقوامُ]، ويسميه النحاة اصطلاحاً: [التوكيد المعنويّ]. وهو توكيد يكون بكلمة من سبع كلمات هي: [العين والنفس وجميع وعامّة وكِلا وكِلتا، وكلّ: التي نحن بصددها هاهنا في البيت].

[يا آدمُ اسكنْ أنتَ وزوجُكَ الجنّة] (البقرة 2/35)

[اسكنْ أنتَ]: هاهنا فعل أمر: [اسكنْ]، فاعله ضمير مستتر وجوباً. وأما الضمير [أنتَ] الظاهر، الذي تراه، فهو توكيد للضمير المستتر. وهذا صنف من صنوف التوكيد اللفظي، إذ هو تكرير للضمير المستتر، وإعادة له.

قال الشاعر (الخزانة 5/168): يذْكر مرضعاً وابنها:

[إذاً ظلِلْتُ الدهرَ أبكي أجمعَا]

[الدهرَ… أجمَعا]: كلمة [أجمع] توكيد لـ [الدهر]، وهي واحدة من أربع كلمات يؤتى بها بعد [كلّ]، لتوكيد التوكيد، إذا أريد تقويته، هي: [جمعاء وجُمَع وأجمعون وأجمع (التي نحن بصددها)]. ويتوجّه النظر هاهنا، إلى أنّها لم تُسبَق بـ [كل]، ولذلك تكون في استعمال الشاعر للتوكيد، لا لتوكيد التوكيد (التقوية). وقد وجّهنا النظر آنفاً، إلى أنّ ذلك وارد في كلامهم. وأوردنا له شاهداً قوله تعالى: ]لأُغْوِيَنَّهمْ أجمعين[.

[وإنّ جهنمَ لَموعدُهم أجمعين ] (الحجر 15/43)

[أجمعين ]: توكيد مجرور، للضمير المتصل: [هم] الذي هو في محلّ جرّ. وقد ذكرنا آنفاً أنّ [أجمعون] من الكلمات الأربع التي يُؤتى بها للتوكيد، إلاّ إذا سبقتها [كلّ] فتكون لتقويته. ولما كانت هنا في الآية غير مسبوقة بـ [كلّ] كانت للتوكيد فقط، لا لتقويته.

حواشي
[1] هذه الكلمات الأربع، قد لا تسبقها [كل]، فتكون عند ذلك للتوكيد فقط، لا لتقويته.

م .نبيل زبن 03-21-2011 12:30 AM

التنازع
 
التنــــــــــــــــــــــــازع

التنازع: أنْ يطلب المعمولَ عاملان تقدّما عليه. نحو قولك: [سافر وعاد خالدٌ]. فكلٌّ من الفعلين المتقدمَيْن: [سافر ورجع] يطلب فاعلاً هو كلمة: [خالدٌ]. ونحو الآية: ]آتوني أُفْرِغْ عليه قِطْراً[ (الكهف 18/96) فكلٌّ من الفعلين المتقدمين: [آتوني وأفرغ] يطلب مفعولاً به، هو كلمةُ [قِطراً]: (القِطر النحاس الذائب).

الحكْم:

لك أن تُعمِل في الاسم الظاهر أيَّ العاملين شئت، فيكون العامل الآخرُ عاملاً في الضمير [1].

نماذج مشروحة من التنازع!!

(النماذج هنا والتعليق عليها مقبوسان من شرح ابن عقيل)

ظنَّني وظننتُ زيداً قائماً إيّاه - ظننتُ وظنّنيهِ زيداً قائماً.

ظننتُ وظنّني إيّاه زيداً قائماً - أظنُّ ويظنّاني زيداً وعمراً أخوين.

ولقد رأى ابن عقيل - أثابه الله- أنّ ما صاغه ابن مالك ومثّل له، في باب التنازع، محتاج إلى شيءٍ!! من الشرح، وهو قولُه:

وأظهرِ انْ يكن ضمير خَبَرا لغير ما يطابق المفسَّـرا

نحو: أظنُّ ويظنّاني أخَا زيداً وعمراً أخوين في الرَخا

فانبرى يشرح ذلك فقال ما نصّه: (1/555)

[يجب أنْ يُؤتى بمفعول الفعل المهمل ظاهراً إذا لزم من إضماره عدمُ مطابقته لما يفسِّره، لكونه خبراً في الأصل عما لا يطابق المفسِّر، كما إذا كان في الأصل خبراً عن مفرد ومفسِّرُهُ مثنى، نحو (أظن ويظناني زيداً وعمراً أخوين) فـ (زيداً) مفعول أوّل لأظُنُّ، و(عمراً) معطوف عليه، و(أخوين): مفعول ثانٍ لأظنُّ، والياء: مفعول أوّل ليظنّان، فيحتاج إلى مفعول ثانٍ. فلو أتيت به ضميراً فقلت: (أظنّ ويظناني إيّاه زيداً وعمراً أخوين)، لكان (إيّاه) مطابقاً للياء، في أنهما مفردان، ولكن لا يطابق ما يعود عليه وهو (أخوين)؛ لأنه مفرد، و(أخوين) مثنى؛ فتفوت مطابقة المفسِّر للمفسَّر، وذلك لا يجوز].

وتابع ابن عقيل شرحه وتبيينه فقال (1/556):

[وإن قلت: (أظنُّ ويظنّاني إيّاهما زيداً وعمراً أخوين) حصلت مطابقة المفسِّر للمفسَّر؛ وذلك لكون (إيّاهما) مثنى، و(أخوين) كذلك، ولكن تفوت مطابقة المفعول الثاني - الذي هو خبر في الأصل - للمفعول الأول، الذي هو مبتدأ في الأصل، لكون المفعول الأول مفرداً، وهو الياء، والمفعول الثاني غير مفرد، وهو (إيّاهما)، ولابدّ من مطابقة الخبر للمبتدأ، فلما تعذّرت المطابقة مع الإضمار وجب الإظهار؛ فتقول: (أظنّ ويظنّاني أخا زيداً وعمراً أخوين). فـ (زيداً وعمراً أخوين): مفعولا أظنّ، والياء مفعول يظنان الأول، و(أخا) مفعوله الثاني، ولا تكون المسألة - حينئذٍ - من باب التنازع لأن كلاً من العاملَين عمل في ظاهر].

وإنّ من أيسر اليسير، أنْ نقبس من مطولات كتب الصناعة، شيئاً كثيراً من هذا المعجن، نحو: [كنتُ وكان زيدٌ صديقاً إيّاه]، و[أظنّ ويظنّانني أخاً الزيدين أخوين] إلخ… ولكننا أعرضنا عن ذلك، إذ بعض الشيء يغني عن كله، إذا كان هذا هذا.

حواشي
[1] قال ابن هشام: [لاخلاف في جواز إعمال أيِّ العامِلَين أو العوامل شئت] (قطر الندى 198). وقال ابن عقيل: [ولا خلاف بين البصريين والكوفيين أنه يجوز إعمال كلِّ واحدٍ من العامِلَيْن في ذلك الاسم الظاهر] (شرح ابن عقيل على الألفية 1/548)

م .نبيل زبن 03-21-2011 12:31 AM

الاعلال
 
الإعلال

الإعلال: هو حذْف حرف علّة، أو قلبُه، أو تسكينه.

تنبيهان:

الأول: أنّ من القواعد الكلية التي لا تتخلّف في العربية، أنه لا يُبدأ بساكن ولا يوقَف على متحرك. واستمساكاً بهذه القاعدة، نظرنا إلى المفردات وعالجناها، موقوفاً عليها بالسكون.

والثاني: أن أصول الكلمات العربية، ليس فيها ألف(1)، وبناءً على هذا، فإن في اللغة حرفَي علة فقط - لا ثلاثة - هما الواو والياء. فإذا رأيت الألف في كلمة، فاعلم أنها منقلبة عن أحدهما، أو أنها ليست أصلية. بل زائدة. فإذا قلنا في تضاعيف البحث مثلاً: (يُقلب حرف العلة أو يُحذف حرف العلة….)، فإنما نعني بذلك الواو والياء.

الإعلال بالحذف:

إذا التقى ساكنان، والسابق منهما ألِفٌ أو واو أو ياء، حُذِف السابق. وذلك نحو: [ياخالد نَمْ وقُمْ وبِعْ] والأصل قبل الحذف: نَاْمْ وقُوْمْ وبِيْعْ، فلما التقى ساكنان، حُذِف السابق. ومثلُ ذلك أن تقول عن النسوة: [هنّ يَنَمْن ويَقُمْن ويَبِعْن] والأصل: يَنَاْمْنَ ويَقُوْمْنَ ويَبِيْعْن. وهكذا…

إذا كان أول الماضي واواً، حُذِفَت في مضارعه وأمره، نحو: [وعَد - يعِد - عِدْ، وقَف - يقِف - قِفْ…](2).

الإعلال بالقلب:

يُقلب حرف العلة (الواو والياء) ألفاً، إذا تحرّك وقبله فتحة(3) نحو: [قَوَل - بَيَع]؛ وبعد القلب: [قَال - بَاع]. فإذا كان حرف العلة طَرَفاً كفى لقلبه، الشرطُ الثاني فقط، أي: انفتاح ما قبله، نحو: [دنَوَ الفتَيْ - فرمَيَ العصَوْ] وبعد القلب: [دنَا الفتَى فرمَى العصَا](4).

تُقلب الواو ياءً: (ولكن اعلمْ من قبل أن نبسط القاعدة، أن هذا إنما يكون إذا سَبَقَت الواوَ كسرة). ودونك التفصيل:

أولاً: إذا سكنت الواو، وسبقتها كسرة، ودونك الأمثلة، وإلى جانبها ما تؤُول إليه بعد قلبها:

الواو ساكنة وقبلها كسرة

تقلب ياءً

ملاحظات

مِوْزان

مِيزان

رَضِوْ

رَضِي

(فعل ماض من الرضوان)

مِوْقات

مِيقات

يرتضِوْ

يرتضِي

قَوِوْ

قَوِي

(فعل ماض من القوّة)

الشَجِوْ

الشجِي

الداعِوْ

الداعِي

الغازِوْ

الغازِي(5)

ثانياً: إذا وقعت الواو بين كسرة وألف، شريطة أن يكون ذلك:

إما في مصدر أُعِلَّت عينُه وعين فعله نحو: [صِوام: صِيام، سِواق: سِياق، اِنقِواد: اِنقِياد…] فإنّ أفعالها معتلة العين أيضاً، وهي: [صَوَم: صام، سَوَق: ساق، اِنقوَد: اِنقاد…].

وإما في جمع وزنه [فِعال] أُعِلَّت عين مفرده أو سكنت. فإعلالها في المفرد نحو: [دَوَر: دار]، وتُقْلَب في الجمع: [دِوار: دِيار…]. وسكونها في المفرد نحو: [ثَوْب]، وتُقْلَب في الجمع: [ثِواب: ثِياب].

ثالثاً: إذا اجتمعت الواو والياء، والسابق منهما ساكن. وتورد كتب الصناعة كلمة: [سيّد] مثالاً على هذا. فتقول: الأصل فيه [سيْوِد]، فلما اجتمعت الياء والواو، والسابق - وهو الياء - ساكن، قلبت الواو ياءً، وأدغمت في الياء، فقيل: [سيّد](6).


....يتبع

م .نبيل زبن 03-21-2011 12:33 AM

قلْب الياء واواً:

تُقلب الياء واواً في كلمات معدودة. نورد أشهرها فيما يلي:

قبل القلب بعد القلب
يُيْسِر==== مُيْسِر
يُوسِر==== مُوسِر
يُيْقِن ====مُيْقِن
يُوقِن ====مُوقِن
يُيْئِس=== مُيْئِس
يُوئِس=== مُوئِس
يُيْقِظ === مُيْقِظ
يُوقِظ ====مُوقِظ
يُيْنِع ==== مُيْنِع
يُونِع ====مُونِع
يُيْفِع==== مُيْفِع
يُوفِع ====مُوفِع
إعلال الحرف الثالث مِن فَعْلَى وفُعْلَى، وتصحيحه:

1- فَعْلَى: إذا اعتل ثالثها، كان واواً في كل حال نحو: [دَعوى - نَشوى - تَقوى]، إلا في صفة - وأصله ياءٌ - فياءً يبقى، نحو: [خَزْيا (مؤنث خَزْيان) - وصَدْيا (مؤنث صَدْيان)].

2 - فُعْلَى: إذا اعتل ثالثها، كان ياءً في كل حال، نحو: [العُليا - الفُتيا - الوُليا (مؤنث الأَوْلى، أي الأجدر والأحقّ)]، إلا في اسمٍ - وأصله واو - فواواً يبقى، نحو: [حُزْوَى (اسم موضع)].

تسكين حرف العلة وحذفه:

يُسَكّن حرف العلة إذا تطرّف وقبله متحرك. فلا تظهر عليه ضمةٌ ولا كسرة، فلا يقال مثلاً: [يدعُوُ القاضِيُ بالجانِيِ]، بل يسكن في كل ذلك فيقال: [يدعوْ القاضيْ بالجانِيْ]. وأمّا فتحاً، فيُفتَح، فيقال مثلاً: [لن ندعُوَ القاضِيَ ليقضِيَ في الأمر].

ويُحذَف هذا المعتلُّ الساكنُ، إذا تلاه ساكنٌ آخر، وذلك نحو: [يرميْ+وْن]، فإن الياء تُحذَف هاهنا، دفعاً لالتقاء الساكنين، فيقال: [يرمُوْن](7).

إذا وقع حرف العلة في حشو الكلمة، نُقِلت حركته إلى الحرف الساكن الصحيح قبله. وذلك نحو: [يَقْوُم]. وبعد نقل الحركة: [يَقُوْم]. ونحو: [يَبْيِن]، وبعد نقل الحركة: [يَبِيْن].

حكم: إذا لم يكن حرف العلة مجانساً حركتَه، انقلب حرفاً يجانسها.

ففي نحو: [أقْوَم]، لا تَجانُسَ بين الواو وفتحتِه، فينقلب ألفاً ليجانسها: [أقام]. وفي نحو: [يُقْوِم]، لا تَجانُسَ بين الواو وكسرته، فينقلب ياءً ليجانسها: [يقيم]. وفي نحو: [أبْيَن]، لا تَجانُسَ بين الياء وفتحته، فينقلب ألفاً ليجانسها: [أبان]. وهكذا…

تنبيه عظيم الأثر:

يمتاز وزن [أَفْعَل] بخروجه عن قواعد الإعلال، من قلب وحذف ونقل… ودونك بيان ذلك:

¨ لا يُعَلّ حرفُ العلة في [أفعل] اسمَ تفضيل. يقال مثلاً: خالد أَطْوَلُ من سعيد وأَبْيَنُ منه. ولو أعلّ لقيل: أطال من سعيد !! وأبان منه !! (وهذا لا يقال في العربية)

¨ ولا يُعَلّ في [أفعل] صفةً مشبهةً، ولا في فِعله أيضاً، ولا في مصدره. يقال مثلاً: فلان [أَحْوَل]، وقد حَوِلَ - يَحْوَلُ - حَوَلاً. ولو أُعلّ لقيل: أَحَال!! وهو: [أ صْيَد (رافع رأسه كبراً)]، وقد صَيِدَ - يَصْيَدُ - صَيَداً. ولو أعلّ لقيل: أصَاد!! (وهذا لا يقال في العربية)

¨ ولا يُعَلّ أيضاً في [ما أَفعله] و [أفعل به] تعجّباً. يقال مثلاً: [ما أصْيَده وأصْيِد به]، ولو أعلّ لقيل: ما أصاده، وأ صِيْدْ به = أصِدْ به !! (وهذا لا يقال في العربية)

عودة | فهرس

1- ليست الألف في نحو (مفتاح) مثلاً، من أصل الكلمة، إذ الأصل (فتح)، ولا هي من أصل الكلمة، في نحو: (قاتل)، إذ الأصل (قتل). وأما في نحو: (قال) فإنها - وإن لم تكن أصلية فإنها بمنْزلة الأصلية - لأنها منقلبة عن أصل هو الواو، أي: (قول)، ثم قُلِبت الواو ألفاً.

2- لا تُحذَف هذه الواو، في المضارع المبني للمجهول، ولذا يقال مثلاً: [يُوصَل الخيطُ بالخيط، ويُوعَدُ المجتهدُ خيراً].

3- قد يتحرك حرف العلة وتسبقه فتحة، ومع ذلك لا يُقلَب !! وسبب ذلك أنه إذا قُلِب التقى ساكنان، فيتعذّر النطق به. مثال ذلك: [بَيَان وطَوِيل وفَتَيَان وعَصَوَان] فلو قَلبتَ حرف العلة من هذه الكلمات ألِفاً، لآل الأمر إلى: [بَاْاْن وطَاْيْل وفتَاْاْن وعصَاْاْن]، ولا يكون هذا في العربية.

4- في اللغة أفعال قليلة العدد، لا تكاد تُستعمل، وزنها [افتعل] صحّحوا واوها. أشهرها: [اشتوروا - اجتوروا - ازدوجوا - اعتوروا - اعتونوا]. والناس يستعيضون عنها بـ [تشاوروا وتجاوروا وتزاوجوا وتعاوروا وتعاونوا].

5- لا بدّ من التعريج هنا، على حالة خاصّة، تتجلى في تصغير كلمة [دَلْوْ] ونحوها مما ينتهي بالواو. وبيان ذلك أنّ التصغير لا بد فيه من الياء أصلاً، فإذا صُغِّرتْ كلمة [دلو] صارت: [دُ لَيْوْ]، فيلتقي حرفَا علّة: ياء التصغير والواو. ولما كان السابق منهما ساكناً، قُلِب الثاني - وهو الواو - ياءً، كما سيأتي بعد بضعة سطور في المتن، أي: [د ل ي ي] ثم كان الإدغام، فقيل: [دُلِيّ].

6- يلحق بهذا كلُّ جمعٍ وزنه [فعول]، ينتهي بواوين أصلاً، نحو: [عِصِيّ]، فإنّ الأصل هنا: [عصوو]: الواو الأولى واو [فعول]، والثانية لام الكلمة. وقد قلِبت الثانية ياءً: [عصوْي]، فاجتمع واو وياء، والسابق منهما ساكن، فيقلب ياءً: [ع ص ي ي]، وبالإدغام: [عصيّ]، جمعاً لـ [عصا].

7- إنما ضُمَّت الميم لتناسب الواو.

م .نبيل زبن 03-21-2011 12:35 AM

الاضافة
 
الإضافة

إذا قلتَ: [هذا كتابُ خالدٍ]، فقد نسبتَ الأولَ: [كتاب] إلى الثاني: [خالد]. وبتعبير آخر: أضفت الأول، ويسميه النحاة: [المضاف]، إلى الثاني، ويسمّونه: [المضاف إليه].

والإضافة صنفان:

1- الإضافة اللفظية [1]: وضابطها أن يَحلَّ مَحَلَّ المضافِ فِعْلُه، فلا يفسد المعنى ولا يختلف. ففي قولك: [هذا طالبُ علمٍ، وهذا مهضومُ الحقِّ، وهذا حَسَنُ الخُلُقِ] يصحّ المعنى ولا يختلف، إذا أحْلَلْتَ الفعلَ محلَّ المضافِ فقلت: [هذا يَطلب عِلماً، وهذا يُهْضَمُ حقُّه، وهذا يَحْسُنُ خُلُقُه].

2- الإضافة المعنوية [2]: وضابطها أن الفعل لا يحلّ فيها محل المضاف؛ ففي قولك مثلاً: [هذا كاتِبُ المحكمةِ] لا يحلّ فِعْلُ [يَكْتُبُ] محلّ [كاتِبُ]. ولو أحللتَه محلّه فقلتَ: [هذا يكتُب المحكمةَ]، لفسد المعنى. وفي قولك: [هذا مِفتاحُ الدارِ]، لو أحللت فِعلَ [يَفتحُ] محل المضافِ [مِفتاح] فقلت: [هذا يفتَحُ الدارَ] لاختلف المعنى؛ ولو أحللته في مثل قولك: [هذا مفتاحُ خالدٍ] لَتَجَاوَزَ المعنى الاختلافَ إلى الفساد.

أحكام الإضافة:

المضاف إليه مجرور أبداً.

المضاف لا يلحقه التنوين، ولا نونُ المثنى وجمعِ السلامة.

لا يجوز أن يحلّى المضاف بـ [ألـ]، إلا إذا كانت الإضافة لفظية، نحو: [نَحتَرِم الرجُلَ الحسنَ الخُلُقِ].

إذا تتابعت إضافتان، والمضاف إليه هو هو، جاز حذف الأول اختصاراً نحو: [استعرتُ كتابَ وقلمَ خالد = استعرتُ كتابَ خالدٍ وقلمَ خالد]. (انظر المصباح المنير /367) + (الخصائص لابن جني 2/407و409)

إضافة الصفةِ المشبهة واسمِ الفاعل:

الصفة المشبهة: لا تتعرّف بالإضافة، بل تتعرّف بـ [ألـ]، وعليه قولُهم في تنكيرها: [زارنا رجلٌ حسنُ الأخلاق] [3]. فإذا أُريد تعريفها حُلِّيَت بـ [ألـ] فقيل: [زارنا الرجلُ الحسنُ الأخلاق] [4].

اسم الفاعل: إن دلّ على مُضِيّ، كانت إضافته حقيقية، فيتعرّف بإضافته إلى معرفة، نحو: [نحمد اللهَ خالقَ الكَونِ] [5].

فإن دلّ على حال أو استقبال [6]، كانت إضافته لفظية، فلم يتعرّف بإضافته إلى المعرفة، كنحو قول قومِ (عاد) في الآية: ]هذا عارضٌ ممطِرُنا] [7].

وإن دلّ على استمرار جاز الوجهان. أي:

آ- جاز اعتبار جانب الماضي، فتكون الإضافة حقيقية، نحو: [الحمد للهِ … مالكِ يومِ الدين] [8] (الفاتحة 1/2)

ب- وجاز اعتبار جانب الحال والاستقبال (اليوم وغداً)، فتكون الإضافة لفظية، نحو: [وجاعلُ الليلِ سكناً] [9] (الأنعام 6/96)

...يتبع

م .نبيل زبن 03-21-2011 12:36 AM

الاضافة

ملاحظتان:

آ- إضافة اسم الفاعل والصفة المشبهة، يكثر فيها التَّلَوّي والالتواء، هنا وهناك، في هذا الشاهد أو ذاك. ومن هنا أنّ قارئ كتب النحو واللغة، يظلّ يرى - ما سار معها - آراءً وشروحاً مختلفةً وتفاسير. ومع ذلك إنّ ما قرّرناه مؤسّس على شواهد من كتاب الله لا تُنْقَض.

ب- ما يراه القارئ من تكرار الشواهد في المتن والحواشي والنماذج، إنما الغاية منه تثبيت القاعدة بالتكرار.

نماذج فصيحة من استعمال الإضافة:

[وقال الذين استُضْعِفُوا للذين استَكْبَروا بل مَكْرُ الليل والنّهَارِ] (سبأ 34/33)

[مكرُ] مضاف، حُذف تنوينه - على المنهاج - إذ المضاف لا ينوّن. و[الليل] مضاف إليه مجرور، جرياً مع القاعدة المطلقة: [المضاف إليه مجرور أبداً].

[تبتْ يدا أبي لَهَب] (المسد111/1)

[يدا]: مثنّى مضاف، والمضاف لا يلحقه التنوين ولا نون المثنى وجمعِ السلامة. ولذلك حذفت نون المثنّى، والأصل: [يدان]، و[أبي] مضاف إليه مجرور- جرياً مع القاعدة المطلقة: المضاف إليه مجرور أبداً - وعلامة جره الياء، لأنه من الأسماء الخمسة. و[لهبٍ] مضافٌ إليه ثانٍ مجرور أيضاً - جرياً مع قاعدة: المضاف إليه مجرور أبداً، وعلامة جره الكسرة.

[إنّا مرْسِلُو النّاقةِ فتنةً لهم] (القمر 54/27)

[مرسلو] جمع مذكر سالم، وهو مضاف، والمضاف لا يلحقه التنوين ولا نون المثنى وجمعِ السلامة. ولذلك حُذفت نونه، والأصل [مرسلون]. و[الناقة] مضاف إليه مجرور بالكسرة جرياً مع قاعدة: المضاف إليه مجرور أبداً. والإضافة لفظية، لأنّ فعل : [نرسل] يصحّ حلولُه محلّ المضاف [مرسلو] فلا يفسد المعنى ولا يختلف.

[والصابرينَ على ما أصابهم والمقيمي الصلاةِ] (الحج 22/35)

[المقيمي]: مضاف، حذفت نونه بسبب الإضافة، والأصل: [المقيمين]. وجاز أن يحلّى بـ [ألـ]، مع أنه مضاف والمضاف لا يُحَلّى بـ [ألـ]، لأن إضافته لفظية، يصحّ أن يحلّ محلّه فِعْلُ [يقيمون]، فلا يفسد المعنى ولا يختلف. و[الصلاة] مضاف إليه.

قال عنترة (الديوان /154):

ولقد خَشِيتُ بأنْ أموتَ ولم تَدُرْ

لِلحرب دائرةٌ على ابْنَيْ ضَمْضَمِ

الشاتِمَيْ عِرْضِي ولم أشْتُمْهُما

والناذِرَيْنِ إذا لَمَ الْقَهُما دَمِي

[الشاتمي] مضاف مثنى حُذِفت نونه بسبب الإضافة. وجاز أن يحلّى بـ [ألـ]، مع أنه مضاف والمضاف لا يُحَلّى بـ [ألـ]، لأن إضافته لفظية، يصحّ أن يحلّ محلّه فِعْلُ [يشتم]، فلا يفسد المعنى ولا يختلف. و[عِرض] مضاف إليه.

وقال زهير يمدح هَرِم بن سنان (الديوان /153):

القائدُ الخيلِ منكوباً دَوابِرُها

فيها الشَّنُونُ، وفيها الزاهِقُ الزَّهِمُ

(الشنون: بين السمين والمهزول، والزاهق: السمين، والزهم: أسمن منه. أراد أنّ دَأْب خَيْلِه في السير أَضَرَّ بحوافرها).

[القائد]: مضاف، وجاز أن يحلّى بـ [ألـ]، مع أنه مضاف والمضاف لا يُحَلّى بـ [ألـ]، لأن إضافته لفظية، يصحّ أن يحلّ محلّه فِعْلُ [يقود]، فلا يفسد المعنى ولا يختلف. و[الخيل] مضاف إليه.

وقال الفرزدق (شرح المفصل 3/21):

يا مَنْ رأى عارِضاً أَرِقْتُ لهُ بينَ ذِراعَيْ وجَبْهَةِ الأسَدِ

(العارض: السحاب. وذراعا الأسد وجبهته: من منازل القمر).

الأصل: [بين ذراعَيِ الأسدِ وجبهةِ الأسدِ]، لكنّ الشاعر حذفَ المضافَ إليه الأول؛ وهو في العربية جائز [10]. وذلك أنه إذا تتابعت إضافتان، والمضاف إليه هو هو، جاز حذف الأول اختصاراً.

وقال تعالى: [وجاعلُ الليلِ سَكَناً] (الأنعام 6/96)

[جاعل] اسم فاعل، مضافٌ إضافةً لفظية، وضابط ذلك أن يحلّ محلّ المضاف فِعلُه، فلا يفسد المعنى ولا يختلف. وذلك متحقق في الآية، لصحة حلول فِعْل [جَعَلَ]، محلّ [جاعل]. و[الليل] مضاف إليه. وفي الكفّ برهانان على سلامة ما قلنا. الأول: أنّ الآية لها قراءة أخرى هي: [وجَعَلَ الليلَ سكناً]. والثاني: أنّ اسم الفاعل عَمِلَ فنصب كلمةَ [سكناً] مفعولاً به. ولو كانت الإضافة حقيقية لم يَجُز ذلك.
===========================================
حواشي
[1] يسمّون [الإضافة اللفظية] أحياناً: [المجازية]، وأحياناً [غير المحضة].

[2] يسمّون [الإضافة المعنوية] أحياناً: [الحقيقية]، وأحياناً [المحضة].

[3] [حسن] صفة مشبهة نكرة، ولذلك نعتتْ كلمة [رجل] النكرة. وذلك أنّ الصفة المشبهة لا تتعرّف بالإضافة.

[4] كلمة [الحسن] صفة مشبهة معرفة، اكتسبت التعريف بـ [ألـ]، ولذلك نعتتْ كلمة [الرجل] المعرفة.

[5] [خالق] اسم فاعل يدلّ هنا على مضيّ، إذ خلق الله الكون في الأزل؛ وقد استفاد التعريفَ بإضافته إلى كلمةِ [الكون] المعرّفة بـ [ألـ]. يدلّ على ذلك أنه نَعَتَ معرفةً هي لفظ الجلالة: [الله].

[6] يعبّر النحاة عن هذا بقولهم: (اليوم أو غداً).

[7] الأحقاف 46/24: [ممطر] اسم فاعل يدلّ على مستقبل، لأن قوم (عادٍ) إنما قالوا ذلك حين قدّروا أنّ العارض (السحاب) سيمطرهم عن قريب. فالإضافة إذاً لفظية، ولذلك لم يتعرّف [ممطر] بإضافته إلى معرفة هي الضمير [نا]، فنَعَتَ نكرةً هي :[عارضٌ].

[8] [مالك] اسم فاعل، تعرّف بإضافته إلى: [يوم الدين]، فنَعَتَ لفظ الجلالة وهو معرفة، فالإضافة إذاً حقيقية.

[9] [جاعل الليل] الإضافة هنا لفظية، إذ المضاف يحلّ محلّه فعلُه [يَجْعَل] فلا يفسد المعنى ولا يختلف. [سكناً] مفعول به لاسم الفاعل: [جاعل]. وما كان هذا النصب ليجوز لو أنّ الإضافة حقيقية، وفي مجمع البيان (4/337): [قرأ أهل الكوفة: وجَعَلَ الليلَ… والباقون: وجاعلُ الليلِ…].

[10] قال الفيوميّ: [ويجوز أن يكون الأول مضافاً في النية دون اللفظ، والثاني في اللفظ والنية، نحو: غلام وثوب زيد، ورأيت غلام وثوب زيد، وهذا كثير في كلامهم إذا كان المضاف إليه ظاهراً]. يعني إذا لم يكن ضميراً

م .نبيل زبن 03-21-2011 12:37 AM

التمييز
 
التمييــــــــــــــــــــز


التمييز: اسمٌ نكرةٌ فضلةٌ منصوب، يرفع إبهامَ ما تقدّمه مِن مفرد نحو: [عندي رِطلٌ - عسلاً]، أو جملة نحو: [حَسُنَ خالدٌ - خُلُقاً] [1].

وهو نوعان:

الأول: أن يتقدّم المضافُ إليه على المضاف، فيصير المضاف إليه فاعلاً أو مفعولاً به، ويصير المضافُ تمييزاً. وذلك نحو: ]واشتعل الرأسُ - شَيباً] [2] والأصل: [اشتعل شيبُ الرأس] [3]. و ]وفجّرنا الأرضَ - عيوناً] [4] والأصل: [فجّرنا عيونَ الأرض]قُدِّم المضاف إليه: [الأرض]، فكان مفعولاً به، وأُخِّر المضاف: [عيون] فكان تمييزاً..

والنوع الثاني: أن تحتاج الكلمة المفردة، أو الجملة، إلى تبيينٍ يُزيل ما فيهما من الإبهام، فيؤتى باسم هو التمييز، يرفع ذلك الإبهام ويُزيله، نحو:

عندي مِتْرٌ - جوخاً:

لو اجتزأنا بـ [عندي مترٌ]، لكان كلامنا من الوجهة الصناعية تامّاً، إذ هو مؤلف من مبتدأ وخبر. ولكن الإبهام هاهنا يعتري قولنا، فلا يُدرَى: أمتر حرير هذا المتر، أم متر كتان، أم متر حديد تُقاس الأطوال به؟

فإذا أُتِيَ بالتمييز، فقيل: [جوخاً]، زال الإبهام، واتضح القصد.

لي قصبةٌ - أرضاً:

ما قلناه في المثال الأوّل، يقال هنا. فقولنا: [لي قصبةٌ]، كلام تامّ، إذ هو من الوجهة الصناعية، مؤلف من مبتدأ وخبر. ولكن الإبهام يعتريه، فلا يُدرَى: أهذه القصبة قصبةٌ مما تُنبت الأرض، أم قصبة مما يُكتَب به، أم قصبة تقاس بها الأراضي عند مسحها؟ فإذا أتينا بالتمييز، فقلنا: [أرضاً]، زال الإبهام، واتضح القصد.

خالدٌ أكبر منك - سِنّاً:

قولنا: [خالدٌ أكبر منك]، هو من الوجهة الصناعية،كلام تامّ، مؤلّف من مبتدأ وخبر. ولكنّ الإبهام يعتريه، فلا يُدرَى أخالدٌ أكبر منك حجماً، أم عُمراً، أم قَدْراً ؟ فإذا أُتِيَ بالتمييز، فقيل: [سِنّاً]، زال الإبهام، واتّضح القصد.

امتلأ قلبُ زهير - سروراً:

جملة: [امتلأ قلب زهير]، تصدق على أشياء كثيرة يمتلئ بها القلب، من فرح وسعادة وحُزن وغبطة إلخ… وذلك مدعاةُ إبهام، وللتبيين والإيضاح، أُتِيَ بكلمة [سروراً]، فأوضحتْ وفسّرتْ، وأزالت الإبهام، وبيّنتْ أنّ قلب زهير إنما امتلأ بالسرور، لا بغيره مما يمتلئ به في الحالات المختلفة.

وقس على ذلك قولَك: [عندي ذراعٌ - حريراً]، و[لك قنطارٌ - عسلاً]، و[أعطِ الفقير صاعاً - قمحاً]، و[ما في السماء قَدْرُ راحةٍ - سحاباً]، و[عندي جَرَّةٌ - ماءً]، و[لنا مثل ما لكم - خيلاً، ولنا غير ذلك - غنماً]، و[عندي خاتمٌ - ذهباً]، و[كفى بالشيب - واعظاً]، و[عَظُمَ عليٌّ - مقاماً]، و[ارتفع سعيدٌ - رتبةً]، و[ملأتُ بيتي - كتباً]، و[سموتَ - أدباً]، و[ما أكرمكَ - رجُلاً]، و[أَكرِمْ بسليم - خطيباً] إلخ…

...يتبع

م .نبيل زبن 03-21-2011 12:38 AM

التمييـــــــــــــــــــــــز

تنبيهات:

1- قد يتقدّم التمييز على فعله، نحو: [نفساً يطيب خالدٌ]، إلاّ أن يكون فعلاً جامداً نحو: [ما أحسنه فارساً]، فيمتنع ذلك.

2- لا يتقدّم تمييز المفرد على المميَّز، قولاً واحداً. فلا يقال مثلاً: [نجح طالباً عشرون].

3- التمييز اسمٌ جامد، ولكن قد يكون مشتقاً نحو: [لله درّه فارساً].

فوائدُ تجلوها مقابلةُ الحالِ بالتمييز:

الحال التمييز
الأصل في الحال أنها مشتقّة الأصل في التمييز أنه جامد
الحال على معنى [في] التمييز على معنى [مِن]
قد تحذَف الحال فيفسد المعنى يُحذَف التمييز فلا يفسد المعنى
الحال تفسِّر هيئة صاحبها التمييز يفسِّر ما انبهم من مفرد أو جملة
الحال تكون اسماً وجملة وشبه جملة التمييز لا يكون إلاّ اسماً
نماذج فصيحة من استعمال التمييز

رأيتُ أحدَ عشَرَ كوكباً (يوسف 12/4)

[أحدَ عشرَ كوكباً]: تجري كتب الصناعة على أنْ تُعرِب الاسم المنصوب [أي: المعدود]، بعد العدد تمييزاً، من الأحد عشر إلى التسعة والتسعين. وترى نموذج ذلك في كلمة [كوكباً] مِن الآية، فإنها المعدود بعد العدد: [أحد عشر] فتُعرَب تمييزاً منصوباً [5].

ومثل ذلك، قوله تعالى: [إنّ هذا أخي له تسعٌ وتسعون نعجةً] (ص 38/23)، فالتمييز هنا هو: [نعجةً]. وقوله أيضاً ]فانفجرت منه اثنتا عشْرةَ عيناً[ (البقرة 2/60)، فالتمييز هنا هو: [عيناً].

قال الشاعر:

إذا المرء عيناً قرَّ بالعيش مُثرِياً ولم يُعْنَ بالإحسان، كان مذمَّما

[المرءُ عيناً قرّ]: الأصل في التركيب هو: [قرّتْ عينُ المرءِ]، ثم يُقدّم المضاف إليه [المرء]، فيكون فاعلاً لـ [قرّ]، ويؤخَّر المضاف [عين] فيكون تمييزاً. هذا هو الأصل؛ لكنّ الشاعر قدّم كلمة [عيناً] على الفعل فقال: [عيناً قرّ]. والتمييز يجوز أن يتقدم على فعله، إلاّ أنْ يكون فعلاً جامداً فيمتنع ذلك.

قال المتنبي (الديوان 2/75):

فهنَّ أَسَلْنَ دماً مُقلتِيْ وعذَّبن قلبيْ بطول الصدودِ

[أسلنَ دماً مقلتي]: الأصل في التركيب هو: [هنّ أسلْنَ مقلتي دماً]، غير أنّ الشاعر قدّم التمييز وهو: [دماً]، فأتى به بين الفعل ومفعوله. ولقد قدّمنا آنفاً أنّ التمييز يجوز أن يتقدم على فعله، وإذا جاز تقديمه على الفعل، فتقديمه على المفعول أحرى.

ومن تقديم التمييز أيضاً قول الشاعر:

أنَفْساً تطيب بنَيْلِ المنى وداعِيْ المَنُون ينادي جِهارا

[أنفساً تطيب]: الأصل في التركيب هو: [أتطيب نفساً؟]، غير أنّ الشاعر قدّم التمييز وهو: [نفساً]، على الفعل. وذلك جائز كما ذكرنا آنفاً.

ومن التقديم أيضاً قول الشاعر:

ولستُ - إذا ذَرْعاً أَضِيقُ - بضارعٍ ولا يائس عند التعسُّرِ من يُسْرِ

البيت بعد حلِّه يصير إلى: ((إذا ضقتُ ذرعاً، فلست بضارعٍ (لست بمتذلّل)، ولا يائسٍ من يُسرٍ عند التعسّر)). والذي نريده من البيت هو [ذرعاً أضيق]، فإنّ الأصل تأخير التمييز، فيقال: [أضيق ذرعاً]. غير أنّ الشاعر قدّمه فقال: [ذرعاً أضيق]، وقد كررنا القول: إنّ ذلك جائز.

[قُلْ لو كان البحرُ مداداً لكلمات ربي لنفِدَ البحرُ قبل أنْ تنفَدَ كلمات ربي ولو جئنا بمثله مدداً] (الكهف 18/109)

تعبِّر كتب الصناعة عن مجيء كلمة [مثل] وكلمة [غير] مبهمتين في الكلام، بقولها: [ما دلَّ على مماثلة، وما دلّ على مغايرة]. فأما المماثلة فمنها ما نحن بصدده، وهو قوله تعالى: [جئنا بمثله مدداً]، وذلك أنّ كلمة [مِثل] يعتريها الإبهام، فإذا سمعك امرؤ تقول: [خالدٌ مثل الجبل] لم يدرِ أهو مثله في التَوَطُّد أم الثبات أم الارتفاع إلخ… حتى إذا أتيتَ بالتمييز فقلتَ: [مثل الجبل ثباتاً]، ارتفع الإبهام واتّضح القصد.

وقُل الشيءَ نفسه في الآية. فإنّ المرء لا يدري أمماثلةُ البحر هنا بالكميّة، أم بسهولة الاستمداد، أم بالاتّساع؟ فلما قيل: [مدداً]، ارتفع الإبهام واتّضح القصد.

وكذلك الشأن - طِبقاً - في استعمال [غير]. تقول مثلاً لمن تحدّثه: [عندي خيلٌ وغير ذلك]، فلا يدري ما الذي عندك غير الخيل، حتى إذا أتيت بالتمييز فقلت: [وغير ذلك غَنَماً] ارتفع الإبهام واتّضح القصد.

قال جرير (الديوان /89):

ألستم خيرَ مَن ركب المطايا وأندى العالمين بطونَ راحِ

قول الشاعر: [ألستم….أندى العالمين] - من الوجهة الصناعية - كلامٌ تامّ، غير أنّ الإبهام يعتريه، إذ لا يُعرَف بمَ كانوا أندى العالمين، أَهُمْ أنداهم نباتاً (مِن نَدِيَ النبات إذا أصابه الندى)؟ أم هم أنداهم صوتاً، (مِن نَدِيَ الصوتُ إذا علا وامتدّ)؟ حتى إذا أتى الشاعر بالتمييز فقال: [بطونَ راح] ارتفع الإبهام وتبيّن أنّ الشاعر أراد: ألستم أندى الناس كفّاً؟ (مِن النَدى، أي: الكَرَم).

[فلن يُقبَل مِن أحدهم مِلءُ الأرض ذهباً] (آل عمران 3/91)

[لن يُقبلَ ملءُ الأرض]: الكلام مِن الوجهة الصناعية تامّ، مؤلَّف من فعل ونائب فاعل، غير أنّ الإبهام يعتريه، فلا يُدرى: أهذا الذي لن يُقبَل هو ملءُ الأرض نحاساً أم فضةً أم جواهرَ إلخ… حتى إذا جيء بالتمييز فقيل: [ملْءُ الأرض - ذهباً]، زال الإبهام واتّضح القصد.
==================================
حواشي
[1] كلمة [رطل]: تصدق على كل ما يوزَن، كالملح والخبز والسمن والتفاح إلخ… كما تصدق على الأداة التي يوزَن بها. ومن هنا ينشأ الإبهام. وللتبيين والإيضاح، يُؤتى باسم منصوب بعدها يَرفع الإبهام، ويُطلقون عليه اصطلاحاً [التمييز]، وهو في مثالنا، كلمة [عسلاً]. وأما ما يُرفَع إبهامُه، فيطلقون عليه اصطلاحاً [المميَّز].

ومثل ذلك جملة: [حَسُنَ خالدٌ]، فإنها تصدق على أشياء كثيرة، كأن يكون حُسْنُه في وجهه أو طوله إلخ… وللتبيين والإيضاح يُؤتَى بكلمةٍ تُزيل ما في الجملة من الإبهام، يُطلق عليها [التمييز]، وهي في مثالنا كلمة: [خُلُقاً]، وقد أزالت ما في جملة [حَسُنَ خالدٌ] من الإبهام، وبيّنت أنّ حُسْنه حُسْنُ أخلاق، لا سواه من صنوف الحُسْن الأخرى.

[2] مريم 19/4

[3] قُدِّم المضاف إليه: [الرأس] فكان فاعلاً، وأُخِّر المضاف: [شَيب] فكان تمييزاً.

[4] القمر 54/12

[5] نرى مِن المفيد التنبيه، على أنّ الكلام من الوجهة الصناعية، يتمّ بالفعل والفاعل: [رأيتُ]، وأنّ الذي نحن بصدده هنا، محصور في العدد ومعدوده.

م .نبيل زبن 03-21-2011 12:40 AM

تعليق شبه الجملة(الظرف و الجار و المجرور)
 
تعليق شبه الجملة (الظرف والجار والمجرور)
تبيين للشداة وغير المتخصّصين:

إذا لم يَرْبِط شبهَ الجملة: (الظرف والجارّ والمجرور)، رابطٌ معنويٌّ، بما قبلَه أو بعدَه، كان شبه الجملة في العبارة لغواً أو إحالة [1].

فمِن اللغو والإحالة أن يقال مثلاً: [شَرِبَ خالدٌ بالقلم]. وذلك أنّ [بالقلم] لا يربطهما بـ [شرب] ولا بـ [خالد] رابطة معنوية. إذ الشُّرب لا يكون بالقلم.

وليس كذلك قولك: [كتب خالد بالقلم]، فهاهنا ارتباط معنوي بين [كتب] و[بالقلم]، وذلك أن الكتابة تتحقق بواسطة القلم. ومن هنا أن المعربين يقولون: [بالقلم: جار وجرور متعلّقان بكتب].

ومن اللغو أيضاً والإحالة أن يقال: [نام سعيدٌ تحت الماء]، وذلك أن [تحت الماء] لا يربطه بـ [نام] رابط معنوي، إذ النوم لا يكون تحت الماء.

وليس كذلك قولك: [نام سعيدٌ تحت السقف]، فهاهنا ارتباطٌ معنوي، لأنّ النوم ممكنٌ تحقُّقُه تحت السقف. ولذا يقول المعربون: [تحت: ظرفُ مكان متعلقٌ بنام].

فإذا قيل: إن العربي يقول: [خالد في البيت]، وشبه الجملة هنا لا يرتبط معنويّاً بخالد. وليس هاهنا كلمة أخرى يرتبط بها.

ففي الجواب نقول: إنّ شبه الجملة لما كان - في هذه الحال - هو الذي أتمّ معنى المبتدأ، استقلّ بنفسه فاستغنى عن التعلّق والارتباط بسواه. فشبه الجملة إذاً يفتقر إلى رابط معنوي، في نحو: [كتبت بالقلم] لأن الكتابة تتحقق بالقلم، وأما إذا كان شبه الجملة في موضع الخبر فتمّ به معنى المبتدأ، في نحو: [خالدٌ في البيت] أو [الكتاب على الطاولة]، فإنّ شبه الجملة هو نفسه، يكون الخبر.

وأمّا موضع التعليق (أي: بمَ نعلّق شبه الجملة؟) ويسمّيه النحاة: [المتعَلَّق]، فإنه إدراك عقليّ؛ وصحّةُ المعنى وحدَها، هي الحَكَمُ والفَيْصَلُ، في تعيينه.

البحث

تعليق شبه الجملة (الظرف والجارّ والمجرور)، هو ربطٌ معنويّ بما قبله أو بعده في العبارة، نحو: [خالدٌ جالسٌ فوق السطح (التعليق بجالس)، يستدفئ بحرارة الشمس (التعليق بيستدفئ)، وبعد قليل يذهب إلى السوق (التعليق بيذهب)].

إذا كان شبه الجملة في موضع الخبر، كان هو نفسه الخبر، فاستغنى عن التعليق، نحو: [العلم في الصدور] و[الجنة تحت أقدام الأمهات].

نماذج من تعليق شبه الجملة لمزيد من الإيضاح:

يقال مثلاً في نَقْد ممثِّل، لا يؤثِّر دورُه في حركته ولا في نُطْقه: [فلانٌ خشبةٌ على المسرح]: شبه الجملة [على المسرح] يتعلّق بـ [خشبة].

وتقول مثلاً في حديثك عن سفرك بالطائرة:

أُفٍّ للسيارة (التعليق باسم الفعل أفّ)،

فقد سافرتُ بالطائرة (التعليق بالفعل سافرت)،

فكانت مُتْعَة سفري عليها (التعليق بالمصدر سَفَر)،

كمتعة إنسان على بساط الريح (التعليق بإنسان)،

أو طفل في المهد (التعليق بطفل)، وهكذا…

ويتبين من هذه الأمثلة أنّ التعليق (الربط)، مسألةُ فهمٍ وإدراكٍ للمعنى، وليس شيئاً وراءَ ذلك.
================================
حواشي
[1] الإحالة: التكلم بالمستحيل.

م .نبيل زبن 03-21-2011 12:42 AM

البدل
 
البدل

البَدَل

البدل: تابعٌ لما قبله، رفعاً ونصباً وجرّاً. غير أنه خلافاً للتوابع الأخرى، هو المقصود بالحكم دون ما قبله، نحو: [قرأت خطبة الإمامِ عليٍّ](1). فـ [عليّ]: بدل من [الإمام]، وهو المقصود بالحكم المنسوب إلى [الإمام]…

صنوف البدل أربعة هي:

[بدل كلّ من كلّ]، نحو: [سافر سعيدٌ جارُك].

[بدل بعض من كلّ]، نحو: [أسفت على ضياع كتابين: كتابٍ في اللغة، وكتاب في الأدب].

[بدل اشتمال]، نحو: [قُتِلَ أصحابُ الأُخدودِ النارِ ذات الوقود] (2)

[البدل المباين]، نحو: [جاء المعلّمُ… التلميذُ](3).

أحكام:

يُبدَل كلٌّ من الجملة والفعل والاسم من مثله:

ففي الآية: (أمدّكمْ بما تعلمون أمدّكم بأنعام وبنين) إبدال جملة من جملة(4).

وفي الآية: (ومَنْ يفعلْ ذلك يلقَ أثاماً يضاعَفْ له العذاب) إبدال فعل من فعل(5).

وفي قولك: [جاء زهيرٌ أخوك] إبدال اسم من اسم.

يُبدَل كلّ من النكرة والمعرفة من مثله، ومن ضدّه أيضاً:

ففي الآية: (اِهدنا الصراطَ المستقيم صراطَ الذين أنعمتَ عليهم) إبدال معرفة من معرفة(6).

وفي قول كثيّر عزّة (الديوان /99):

وكنتُ كذي رِجلَين: رِجلٍ صحيحةٍ

ورِجلٍ رمَى فيها الزمانُ فشلَّتِ

إبدال نكرة من نكرة(7).

وفي الآية: (وإنكَ لَتَهْدي إلى صراطٍ مستقيمٍ صراطِ الله) إبدال معرفة من نكرة(8).

وفي الآية: (لنسفعاً بالناصية ناصيةٍ كاذبة) إبدال نكرة من معرفة(9).

يُبدَل الاسم من الضمير: ومنه الآية: [وأسَرّوا النجوى الذين ظلموا] (10)

الضمير لا يكون بدلاً(11).

تنبيه ذو خطر:

إنْ كان المبدَلُ منه اسمَ استفهام، سَبَقَ البدلَ - وجوباً - همزةُ استفهام. نحو: [مَنْ زارك]؟ أزهيرٌ أم خالدٌ؟(12)

أو كان المبدَلُ منه اسمَ شرط، سَبَقَ البدلَ - وجوباً - [إنْ] الشرطية. نحو: [مَا تقرأْ إنْ كتاباً وإنْ صحيفةً يُفِدْكَ](13).

ملاحظة:

رأينا النماذج الفصيحة، التي أوردناها في البحث، مغنية عن مزيد منها بعده.

1- [عليّ]: بدل، و [الإمام] مبدَل منه. ويدلّك على أن البدل: [عليّ] هو المقصود بالحكم المنسوب إلى المبدَل منه، أنك لو حذفت المبدل منه، أي: [الإمام]: فقلت: [قرأت خطبة عليّ] لاستقلّ المعنى بذكر [عليّ].

2- البروج 85/4-5

3- لو تأملت أسماء صنوف البدل الأربعة الاصطلاحية، لرأيتها تعبيراً عن علاقة البدل بالمبدل منه. فقد سمّي الأول: بدل كلّ من كلّ (ويسمى: البدل المطابق أيضاً) لأنه عين المُبْدَل منه. وسمّي الثاني: بدل بعض من كل، لأنّه بعضُ المبدل منه. وسمّي الثالث: بدل اشتمال لأن المبدَل منه مشتملٌ على البدل. وسمّي الرابع: البدل المباين، لأنه بدل شيءٍ مما يباينه، لغلطٍ أو نسيانٍ أو إضراب.

4- الشعراء 26/132-133: جملة: [أمدكم] الثانية بدل من جملة: [أمدكم] الأولى.

5- الفرقان 25/68-69: فعل: [يضاعف]، بدل من فعل: [يلقَ].

6- الفاتحة 1/6-7: [صراطَ] الثاني، معرفة بإضافته إلى الذين، وهو بدل من [الصراط] الأول، المعرّف بـ [ألـ].

7- [رِجلٍ صحيحة]: نكرة، وهي بدل من [رِجلَيْنِ]، وهي نكرة كذلك.

8- الشورى 42/52-53: [صراطِ] الثاني، معرفة بإضافته إلى اسم الجلالة، وهو بدل من [صراطٍ] الأول، النكرة.

9- (العلق 96/15): [ناصية]: نكرة، وهي بدل من [الناصية] - قبلها - المعرفة.

10- (الأنبياء 21/3): [الذين] بدل من واو الضمير المتصل في [أسرّوا]، وهو فاعل.

11- قال ابنُ مالك في التسهيل /172: ولا يُبدَل مضمَرٌ من مضمَر ولا من ظاهر.

12- زهير: بدل مِن مَن.

13- كتاباً: بدل مِن ما.

م .نبيل زبن 03-21-2011 12:43 AM

التصغيير
 
التصغيير

التصغير لغةً، هو: جَعْلُ الشيء صغيراً. وهو عند النحاة: تغيير في بناء الاسم، للدلالة على معان شتى. منها: التحقير، نحو: شُوَيْعِر، والتقليل، نحو: دُرَيْهِمات، والتصغير، نحو: كُتَيِّب، والتقريب، نحو: بُعَيْد الظهر…

والتصغيرُ للأسماء فحسب، وما جاء مصغَّراً من فعل أو حرف فشاذّ.

¨ للتصغير أوزانٌ ثلاثة هي:

1- فُعَيْل: ويُصَغَّر عليه كل اسم ثلاثي، نحو: جبل وقمر، فيقال في تصغيرهما: جُبَيْل وقُمَيْر.

2- فُعَيْعِيل: ويُصَغّر عليه كل اسم من خمسة أحرف، رابعُها حرفُ علّة. ففي تصغير نحو: قنديل وعصفور وقرطاس، يقال: قُنَيْدِيل وعُصَيْفِير وقُرَيْطِيس.

3 - فُعَيْعِل: ويصغَر عليه كل اسم رباعي الأحرف، نحو: درهم وجعفر (من أسماء النهر)، فيقال في تصغيرهما: دُرَيْهِم وجُعَيْفِر. فإن كانت حروفه أكثر من أربعة، تعذّر تصغيره، حتى تُصيِّره بالحذف أربعة - كما ذكرنا في بحث جموع التكسير(1).

فمن: سفرجل وفرزدق مثلاً، تحذف الحرف الخامس، ثم تصغّر فتقول: سُفَيْرِج وفُرَيْزِد.

ومن: غضنفر وفَدَوْكَس مثلاً، تحذف النون من الأول، والواو من الثاني، لأنهما زائدان - وذلك أنّ الزائد أولَى بالحذف - ثم تصغّر فتقول: غُضَيْفِر وفُدَيْكِس. ومن مستخرج، تحذف السين والتاء، لأنهما أقلّ قيمة من الميم، فتقول: مُخَيْرِج.

ومن: عندليب وخندريس، تحذف الخامس والسادس، ثم تصغِّر فتقول: عُنَيْدِل وخُنَيْدِر وهكذا…

أحكام:

ما خُتِم من الأسماء بحرف زائد على الأصل، أو أكثر، لا يعتدّ - عند تصغيره - بزوائده، كعلامة التثنية وجمع السلامة وياء النسب وتاء التأنيث وألف التأنيث الممدودة والألف والنون الزائدتين، فتبقى الزيادة على حالها لا تُمَسّ، ويجري التصغير على ما قبلها. ودونك من ذلك نماذج، فَصَلْنا بين كلماتها، وبين الأحرف الزائدة عليها بثلاث نقاط، هكذا […] لمزيد إيضاح:

الكلمة

تصغيرها

تمر…ة

تُمَيرة

حنظل…ة

حُنَيْظلَة

خضر…اء

خُضَيْراء

زعفر…ان

زُعَيْفران

عبقر…يّ

عُبَيْقريّ

عثم…ان

عُثَيْمان

عَطْش…ان

عُطَيْشان

سكر…ان

سُكَيران

كاتب..ان

كُوَيْتِبان

كاتب..ون

كُوَيْتِبون

كاتب..ات

كُوَيْتِبات





ولا يستثنى من هذه القاعدة، إلا الألف المقصورة، فإنها تثبت إن كانت رابعةً، وتُحذَف إن وقعت خامسةً فصاعداً. ففي تصغير نحو: [حبلى]، تثبت فيقال: [حُبَيْلَى]، وفي تصغير نحو: [خَوْزَلَى]: (مشية في تثاقل)، تُحذَف فيقال: [خُوَيْزِل]…

..يتبع

م .نبيل زبن 03-21-2011 12:45 AM

كل اسم ثلاثي مؤنث، خالٍ من تاء التأنيث، إذا صغّرته ألحقتها به:

ففي تصغير: عين وأذن وسن ودار وشمس وهند، تقول: عيينة وأذينة وسنينة ودويرة وشميسة وهنيدة.
يجوز التعويض عن المحذوف:

ما تَحذف منه لتصيّره أربعة أحرف، يجوز أن تزيد قبل آخره ياءً للتعويض عن المحذوف. مثال ذلك [سفرجل]، وبالحذف [سفرج]، ثم بالتصغير [سُفَيْرِج]، ثم بزيادة الياء جوازاً [سفيريج]. ومثله: [عندليب]، فبالحذف [عندل]، ثم بالتصغير [عُنَيْدِل]، ثم بزيادة الياء جوازاً [عنيديل]…

إذا صغّرت اسماً منتهياً بحرفٍ منقلبٍ عن أصل، فأَعِدْه عند التصغير إلى أصله. وذلك نحو: [المَلْهَى]، فإن الألف في الآخر، أصلها الواو: [المَلْهَو]، لأنه من [اللهو]، وتصغيرُه: [المُلَيْهِو]، ولكن الواو تطرّفت بعد كسرة، فقُلِبت ياءً، فصارت [المُلَيْهِي]، فإذا نكّرت ونوّنت قلت: [مُلَيْهٍ].

وكذلك [الأعمى]، فإنّ الألف في آخره أصلها الياء، لأنه من [عمِي]، فتعاد عند تصغيره ياءً على الأصل أي [الأُعَيْمِي]. فإذا نكّرت ونوّنت قلت: [أُعَيْمٍ].
إذاصغَّرت اسماً ثانيه حرف علّة، قلبته واواً في الحالات الأربع الآتية دون غيرها:

أ- إذا كان زائداً نحو: شاعر وخاتم، فتقول في تصغيرهما: شويعر وخويتم.

ب- إذا كان أصله واواً نحو: باب وميزان، فتقول في تصغيرهما: بويب ومويزين.

ج- إذا كان مجهول الأصل نحو: عاج وصاب، فتقول في تصغيرهما: عويج وصويب.

د- إذا كان مبدوءاً بمدّة نحو: آدم وآخر، فتقول في تصغيرهما: أويدم وأويخر.

وأما في غير ذلك، فليس إلا قلب حرف العلة ياءً بغير تردد في كل حال، مهما يكن موقع حرف العلة من الكلمة، ومهما يكن أصله.

ودونك من هذا نماذج، نذكر فيها: الاسم ثم تصغيره ثم شيئاً من التعليق لمزيد إيضاح:

الاسم

تصغيره

ملاحظات

ناب

نُيَيب

وقع حرف العلة ثانياً، لكنّ أصله الياء لا الواو، بدليل جمعه على أنياب، فيقلب ياءً.

عصا

عُصيّة

حرف العلة أصله الواو (عُصَيْوَة)، بدليل تثنيته على عَصَوَيْن، لكنه وقع ثالثاً لا ثانياً، فيُقلب ياءً.

ظَبي

ظُبَيّ

حرف العلة ياء، وقد وقع ثالثاً لا ثانياً، فظلّ ياءً على الأصل، وأُدغم في ياء التصغير.

جَمِيل

جُميّل

وقع حرف العلة - وهو الياء - ثالثاً لا ثانياً، فظلّ ياءً، وأدغم في ياء التصغير.

منشار

مُنَيْشِير

وقع حرف العلة - وهو الألف - رابعاً لا ثانياً - فقلب ياءً.

أرجوحة

أُرَيْجِيحة

حرف العلة واو، لكنه وقع رابعاً لا ثانياً، فقلب ياءً.

قنديل

قُنيديل

وقع حرف العلة - وهو الياء - رابعاً لا ثانياً، فظلّ ياءً على الأصل.

ما حُذف من الاسم، يُرَدّ عند تصغيره:

مثال ذلك: زِنة ولُغة وعِدة، فـ [زِنة] محذوف منها واو، إذ الأصل [وزن]، و[لغة] محذوف منها واو أيضاً إذ الأصل [لغو]، و[عدة] محذوف منها واو كذلك، إذ الأصل [وعد]. فعند تصغيرها، يعاد إليها ما حُذف منها فيقال: [وُزَيْنَة - لُغَيَّة(2) - وُعَيْدَة]…

تصغير الجمع

- في العربية أربعة جموع تُصَغَّر على لفظها:

أوزانها: أَفْعُل وأَفْعال وأَفْعِلَة وفِعْلَة

وأمثلتها: أنفُس وأصحاب وأعمِدة وغِلْمَة (جمع غلام)

وتصغيرها: أُنَيْفس وأُصَيْحاب وأُعَيْمدة وغُلَيْمة

وأما غيرها من الجموع، فيؤخَذ مفرده، فيُصغَّر، ثم يُجمع جمع سلامة. ودونك نماذج:

تصغير جمعِ مذكرٍ عاقل:

الجمع

المفرد

التصغير

جمع السلامة

رجال

رجل

رُجَيْل

رُجَيْلون

كُتّاب

كاتب

كُوَيتِب

كُوَيْتِبون

شعراء

شاعر

شُوَيْعِر

شُوَيْعِرون

تصغير جمْعِ مؤنثٍ أو غير عاقل:

الجمع

المفرد

التصغير

جمع السلامة

كاتبات

كاتبة

كُوَيْتِبة

كُوَيْتِبات

شواعر

شاعرة

شُوَيْعِرَة

شُوَيْعِرات

دراهم

درهم

دُرَيْهِم

دُرَيْهِمَات

عصافير

عصفور

عُصَيْفِير

عُصَيْفِيرات

تصغير الترخيم:

وهو تصغير الاسم بعد تجريده من كل حرف زائد؛ فإن كان ثلاثي الأصول، صُغّر على [فُعَيْل]، فأبلق ومنطلق ومحمود ومعطف، تُجرَّد من كلّ زيادة فتغدو: بلق وطلق وحمد وعطف. ثم تصغَّر على: بُلَيْق وطُلَيْق وحُمَيْد وعُطَيْف… فإن أردت التأنيث زدتَ في آخر ما تصغّره تاء التأنيث، فتقول مثلاً: حُمَيدة وعُطَيفة…

وإن كان الاسم رباعي الأصول، صُغّر على [فُعَيْعِل] نحو: قِنديل وقِرطاس وعصفور، فهذه إذا حُذِفت زياداتها غدت: قندل وقرطس وعصفر، ثم تُصّغَّر على: قُنَيْدِل وقُرَيْطِس وعُصَيْفِر…
===================
1- فصّلنا في بحث جموع التكسير، قواعدَ حذف الحروف، سواء منها ما كان أصلياً أو زائداً، وبيّنّا أحكام ذلك، وما يتعلق بتسلسل قيم ومراتب الحروف الزائدة، وإذ قد كانت هذه القواعد والأحكام مشتركة بين جموع التكسير، والتصغير، فقد أغنى ذكرها هناك عن إعادة ذكرها هنا. فمن شاء رجع إليها في بحث جموع التكسير.

2- لغيّة: الأصل فيها [لغيوة]، وقلبت واوها ياءً، على المنهاج في الإعلال، فقيل: [لغيّة].

م .نبيل زبن 03-21-2011 12:48 AM

الاشتغال
 
الاشتغــــــــــــــــــــال

الاشتغال

الاشتغال: وقوعُ فِعلٍ بين اسمٍ وضميرِه، فيجوز رفع الاسم ونصبه.

فمثال الرفع: [خالدٌ ضربته]، على أنه مبتدأ، والجملة بعده خبرُه.

ومثال النصب: [خالداً ضربته] على أنه مفعولٌ به مقدَّم.

وأما الضمير (الهاء من ضربته) ففي محل نصب، لأنه توكيد لإيقاع الفعل على الاسم المتقدم [1].

تنبيه: إذا كان الفعل لازماً، نحو: [خالداً مررت به] قدَّرتَ أن المعنى [خالداً لقيته]، أي: قدّرت الفعل المناسب.

نماذج فصيحة مِن الاشتغال

(أبشراً منّا واحداً نتّبعُه) [2]

في الآية اشتغال: [أبشراً … نتّبعه]، وقد وقع الفعل [نتّبع]، بين الاسم المشتغَل عنه وضميره، فانتصب الاسم: [بشراً]، كما ترى. هذا على أنّ للآية قراءة أخرى بالرفع: [أبشرٌ….نتّبعه]. [3]، ودعْ عنك أنّ القراءتين واردتان، فإنّ الكلام لو لم يكن قرآناً لجاز ‎الوجهان: الرفع والنصب.

ولا التفات إلى قول كتب الصناعة: النصب بعد همزة الاستفهام أرجح؛ فمتى جاز وجهان في اللغة، لم يكن لترجيح أحدهما على الآخر مسوِّغ. اللّهمّ إلاّ أن يكون ذلك تعبّداً بصناعة نحوية عفا عليها الزمان.

(والظالمين أعدّ لهم عذاباً أليماً) [4]

في الآية اشتغال: [الظالمين…أعدّ لهم]، وقد وقع الفعل بين الاسم المشتغَل عنه وضميره، فانتصب الاسم: [الظالمين]. هذا على أنّ قراءة عبد الله بن الزبير وأبان بن عثمان بالرفع: [والظالمون أعدّ لهم]. ودعْ عنك أنّ القراءتين واردتان، فإنّ الكلام - حتى لولم يكن قرآناً - يجوز فيه الوجهان: الرفع والنصب. هذا، وقد عالج ابن جني القراءتين ووجّههما. [5]

قال الربيع بن ضبُع الفزاري:

أصبحت لا أحمل السلاح ولا

أملِكُ رأس البعير إنْ نفَرَا

والذئبُ أخشاه إنْ مررتُ به

وحدي وأخشى الرياحَ والمطرا

في قول الشاعر: [الذئب أخشاه] اشتغال، وقد وقع الفعل بين الاسم المشتغَل عنه وضميره، فارتفع الاسم: [الذئبُ]، على الابتداء، والجملة بعده خبره.

وللبيت رواية أخرى هي: [الذئبَ] بالنصب، على أنه مفعول به مقدّم. وأما الهاء، ففي محل نصب لتوكيد وقوع النصب على الاسم.

هذا، وستظلّ ترى في كل نموذج من هذه النماذج الفصيحة، التي نعالجها، أو التي تقع عليها مستقبلاً في بعض ما تقرأ، أنّ الرفع والنصب في الاشتغال جائزان دوماً. وقد يُظَنّ غير هذا، حيث يلتبس الاشتغال بغيره. ونبين ذلك مبسوطاً في الآية الآتية، وهي قوله تعالى:

(وكلُّ شيءٍ فعلوه في الزبر) [6]، (الزبُر: الكُتُب).

ليس في الآية اشتغال، وإنْ ظُنَّ ذلك أول وهلة!! وبيان هذا أنّ جملة: [فعلوه]، صفة لما قبلها، ومن ثم فإنّ فِعْلها ليس مسلّطاً على كلمة: [كلّ]، أي لا ينصبها على أنها مفعول به. ومن القواعد الكلية، أنّ الصفة لا تعمل في الموصوف. ومن هنا كانت كلمة [كلّ] - بالضرورة - مبتدأ مرفوعاً، وشبه الجملة (الجارّ والمجرور): [في الزبر] خبر، والتقدير: [كلُّ شيء فعلوه ثابتٌ في الزبر] [7].

هذا بيان المسألة من وجهةٍ إعرابية. وأما الوجهة المعنوية، فبيانها: أنّ هذا التركيب لو كان تركيب اشتغال، لكان المعنى: [وفعلوا كلَّ شيء في الزبر]. أي الزبر مكانٌ لكل شيء فعلوه. وهو معنى غير وارد، وغير معقول.

فإذا كان هذا - وهو كائن - فقد بقي أن نلخّص المسألة فنقول: ليس التركيب في الآية تركيب اشتغال، فيكونَ نصبُ الاسم المتقدم ورفعُه جائزين، وإنما هو تركيبُ مبتدأٍ وخبر، والاسمُ المتقدم فيه واجبٌ رفْعهُ !!

ونخلص من جميع ذلك إلى القول: ليس في الاشتغال وجوبُ رفعٍ ولا وجوبُ نصب، بل فيه، في كل حال جواز الرفع والنصب.

قال النمر بن تولب، يردّ لوم امرأته له على إتلاف ماله:

لا تجزعي إن مُنفِساً أهلكته فإذا هلكتُ فعند ذلك فاجزعي

(المنفِس: هو النفيس، ويريد به المال الكثير)

في البيت اشتغال. إذ وقع الفعل: [أهلكتُ] بين الاسم المشتغَل عنه وضميره، فانتصب الاسم: [منفساً]. على أنه مفعول به مقدم. وأما الضمير [الهاء]، ففي محلّ نصب، لتوكيد وقوع الفعل على الاسم.

هذا، وللبيت رواية أخرى هي: [إنْ منفسٌ أهلكته] بالرفع، على أنّ الكلام مبتدأ وخبر [8]. ومن ذلك، ومن مئات من مثل ذلك، تستيقن أن الاشتغال ليس فيه وجوبُ رفعٍ ولا وجوب نصب. بل فيه في كل حال جوازُ الرفع والنصب.

(الزانيةُ والزاني فاجلدوا كلَّ واحدٍ منهما…) [9]

(أي: الزانية والزاني اجلدوهما). ففي الآية اشتغال: وقد وقع الفعل [اجلدوا] بين الاسم المشتغَل عنه وضميره، فارتفع الاسم: [الزانيةُ…] على أنه مبتدأ، خبره جملة: [اجلدوا].

هذا على أنّ للآية قراءةً أخرى بالنصب: [الزانيةَ والزانيَ]، وهي قراءة عيسى بن عمر الثقفي، أستاذ الخليل بن أحمد. [المحتسب- لابن جني 2/100].

ودع عنك أنّ القراءتين واردتان، فحتى لو كان للآية قراءة واحدة، لكان الوجهان - الرفع والنصب - في مثل هذا النموذج جائزين.

(وأما ثمودُ فهديناهم) [10]

في الآية اشتغال: فقد وقع الفعل: [هدينا] بين الاسم المشتغل عنه وضميره، وجاء الاسم مرفوعاً على أنه مبتدأ: [ثمودُ].

هذا، وللآية قراءة أخرى بالنصب: [ثمودَ]، على أنه مفعول به مقدم، وأما الضمير: [هم]، ففي محل نصب، لتوكيد وقوع الفعل على الاسم. قال ابن هشام (أوضح المسالك 2/11): [وقرئ: ]وأما ثمودَ فهديناهم[ بالنصب على حدّ (أي: على حدّ قولك) زيداً ضربته].

(جناتُ عدْنٍ يدخلونها) [11]

في الآية اشتغال: إذ وقع الفعل: [يدخلون] بين الاسم المشتغَل عنه وضميره، وجاء الاسم مرفوعاً على أنه مبتدأ: [جناتُ عدن]. غير أنّ للآية قراءةً أخرى بالنصب: [جناتِ عدنٍ]، على أنّ [جنات] مفعول به مقدم، والضمير [ها]، في محل نصب، لتوكيد وقوع الفعل على الاسم. قال الأشموني (1/340): [ومنه قراءة بعضهم: جناتِ عدن يدخلونها، بنصب جنات]. ومثل ذلك في (قطر الندى / 196).

قالت امرأة من بني الحارث بن كعب:

فارساً ما غادروه مُلحَماً

غيرَ زُمَّيْلٍ ولا نِكسٍ وَكِلْ

[ما: زائدة. ملحماً: لم يجد مخلَصاً في الحرب. زمَّيل: ضعيف جبان. نكس وكِل: ضعيف متواكل].

في البيت اشتغال: فقد وقع الفعل: [غادروا] بين الاسم المشتَغَل عنه وضميره، وقد رواه ابن الشجري بالنصب، وفي ديوان الحماسة بالرفع [فارسٌ]. والروايتان على المنهاج.
========================================
حواشي
[1] هذا مذهب الفراء والكسائيّ، في إعراب الاسم المتقدم والضمير. ومن تمام المسألة ملاحظة أنّ الضمير - في المعنى - هو الاسم المتقدم نفسه. ويقولون في تعليل نصب الاسم والضمير معاً بفعل يتعدّى إلى مفعول واحد: إنّ الأصل هو: [خالداً ضربت]، والفعل هنا متسلط على الاسم [خالداً]، إذ هو مفعوله. فإذا تسلط على الضمير أيضاً، كانت فائدة هذا التسلط، بعد أن تسلّط على الاسم الظاهر، هي تأكيد إيقاع الفعل على الاسم المتقدم. انظر: [شرح الكافية 1/438].

[2] (القمر 54/24)

[3] (مجمع البيان 9/190)

[4] (الإنسان 76/31)

[5] (انظر: مجمع البيان 10/412)

[6] (القمر 54/52)

[7] وبتعبير أكثر وضوحاً - وإن كان النحاة لا يرضون عنه - نقول: [كلُّ شيء فعلوه، قد ورد ذكره في الزبر].

[8] الخزانة 1/314

[9] (النور 24/2)

[10] (فصّلت 41/17)

[11] (الرعد 13/23)

م .نبيل زبن 03-21-2011 12:50 AM

الادغام
 
الادغــــــــــــــــــــام

الإدغام

الإدغام: إدخال حرف في حرف مثله، بحيث يصيران حرفاً مشدَّداً، نحو: [قَلْلَ = قَلَّ، وعَدْدَ = عَدَّ].

حُكمان:

1- يجب الإدغام إذا سكن الحرف الأول منهما وتحرّك الثاني، نحو: [حَجْجَ = حجّ] و[يَحُجْجُ = يحجّ]. وبتعبير آخر أجمعَ وأمنَعَ: [كلما استُطيع الفكُّ والإدغام، وجب الإدغام](1).

2- يجوز الفكّ والإدغام، في فعل الأمر المبني على السكون، والمضارع المجزوم بالسكون(2) نحو: [اُشْدُدْ = شُدَّ (أمر مبني على السكون)] و [لم يَمسَسْ = لم يَمَسَّ (مضارع مجزوم بالسكون)](3).

نماذج فصيحة من الإدغام

قال تعالى: (يكادُ زيتها يُضيءُ ولو لم تَمْسَسْهُ نار) [1]

فَكُّ الإدغام في الآية، على المنهاج، إذ الفعل مضارع مجزوم بالسكون. ومتى كان كذلك، جاز فيه الإدغامُ: [لم تمسَّه]، وجاز الفكُّ أيضاً: [لم تَمْسَسْه].

(يا أيّها الذين آمنوا مَنْ يَرْتَدَّ منكم عن دِينهِ فسوف..) [2]

المضارع في الآية مجزوم بالسكون، فيجوز فيه الإدغام: [من يرتدّ]، ويجوز الفك أيضاً،كما في الآية التالية «ومَنْ يَرْتَدِدْ منكم عن دينه» [3]

ودونك الإدغام والفكّ أيضاً، في كلمة تكررت في آيتين:

فمن الإدغام قوله تعالى: (ومَنْ يُشاقِّ الله…) [4]. ومن الفكّ قوله تعالى: (ومَنْ يُشاقِقِ الله…) [5]

والإدغام والفكّ في الآيتين على المنهاج. وذلك أن الفعل فيهما مجزوم بالسكون، فيجوز معه الوجهان.

قال الحارث بن هشام (هو أخو أبي جهل عمرو بن هشام):

وعلمتُ أني إنْ أقاتِلْ واحداً أُقتَلْ، ولا يَضْرُرْ عدوّيَ مَشْهَدِي

[يضرر]: مضارع مجزوم بالسكون، إذ هو معطوف على جواب الشرط [أُقتَلْ]. ومتى كان المضارع مجزوماً بالسكون، جاز الإدغام: [يضرَّ]، وجاز الفكُّ: [يضْرُرْ].

(وما يُضِلُّون إلاّ أنفسَهم وما يَضُرُّونك من شيء) [6]

في الآية فعلان مضارعان: [يضلّون ويضرّون]، والإدغام فيهما واجب. (على المنهاج: سكون فحركة).

وقال تعالى: «واضْمُمْ يدك إلى جَناحِك» [7]

وقد فُكَّ الإدغام في الآية، وذلك جائز، كما أن الإدغام جائز أيضاً. ففي غير القرآن يجوز لك أن تقول: [ضمَّ يدك إلى جناحك]. إذ القاعدة أن الإدغام وفكّه جائزان، في الأمر المبني على السكون.

وقال: «سنَشُدُّ عَضُدَكَ بأخيك» [8]

والإدغام هاهنا واجبٌ لا يجوز سواه، لسكون الأول وتحرك الثاني. وليس الأمر كذلك في الآية: ]واجعل لي وزيراً من أهلي هارون أخي اشْدُدْ به أَزْري[ (طه 20/31) فها هنا فعل أمر مبني على السكون، فيجوز معه الفكّ كما رأيت في الآية، ويجوز الإدغام.

وأما في قوله تعالى: «فَشُدُّوا الوَثاق» [9]

فلا يجوز إلاّ الإدغام، لأن الفعل - وإن كان فعلَ أمرٍ هاهنا - فإنه ليس مبنياً على السكون، بل هو مبني على حذف النون؛ ومعلوم أن شرط جواز الوجهين أن يكون فعلُ الأمر مبنياً على السكون حصراً، أو يكون فعلاً مضارعاً مجزوماً بالسكون حصراً.

وقال: «وهُزِّي إليكِ بجذع النخلة» [10]

ولا يجوز هنا إلاّ الإدغام، أي لا يجوز [اهززي]، لأنه وإن كان فعل أمر، فإنه مبني على حذف النون، على حين جواز الإدغام والفك مشروط ببناء الأمر على السكون حصراً.

وقال: «فلْيَمْدُدْ بسببٍ إلى السماء» [11]

وهاهنا فعل مضارع مجزوم بالسكون، فيجوز معه الإدغام والفكّ، أي: [فليمدَّ وفليمدُدْ].
=======================================
حواشي
[1] (النور 24/35)

[2] (المائدة 5/54)

[3] (البقرة 2/217)

[4] (الحشر 59/4)

[5] (الأنفال 8/13)

[6] (النساء 4/112)

[7] (طه 20/22)

[8] (القصص 28/35)

[9] (محمد 47/4)

[10] (مريم 19/25)

[11] (الحج 22/15)

م .نبيل زبن 03-21-2011 12:51 AM

التعجب
 
التعجب

لتصغير

التصغير لغةً، هو: جَعْلُ الشيء صغيراً. وهو عند النحاة: تغيير في بناء الاسم، للدلالة على معان شتى. منها: التحقير، نحو: شُوَيْعِر، والتقليل، نحو: دُرَيْهِمات، والتصغير، نحو: كُتَيِّب، والتقريب، نحو: بُعَيْد الظهر…

والتصغيرُ للأسماء فحسب، وما جاء مصغَّراً من فعل أو حرف فشاذّ.

للتصغير أوزانٌ ثلاثة هي:

1- فُعَيْل: ويُصَغَّر عليه كل اسم ثلاثي، نحو: جبل وقمر، فيقال في تصغيرهما: جُبَيْل وقُمَيْر.

2- فُعَيْعِيل: ويُصَغّر عليه كل اسم من خمسة أحرف، رابعُها حرفُ علّة. ففي تصغير نحو: قنديل وعصفور وقرطاس، يقال: قُنَيْدِيل وعُصَيْفِير وقُرَيْطِيس.

3 - فُعَيْعِل: ويصغَر عليه كل اسم رباعي الأحرف، نحو: درهم وجعفر (من أسماء النهر)، فيقال في تصغيرهما: دُرَيْهِم وجُعَيْفِر. فإن كانت حروفه أكثر من أربعة، تعذّر تصغيره، حتى تُصيِّره بالحذف أربعة - كما ذكرنا في بحث جموع التكسير [1].

فمن: سفرجل وفرزدق مثلاً، تحذف الحرف الخامس، ثم تصغّر فتقول: سُفَيْرِج وفُرَيْزِد.

ومن: غضنفر وفَدَوْكَس مثلاً، تحذف النون من الأول، والواو من الثاني، لأنهما زائدان - وذلك أنّ الزائد أولَى بالحذف - ثم تصغّر فتقول: غُضَيْفِر وفُدَيْكِس. ومن مستخرج، تحذف السين والتاء، لأنهما أقلّ قيمة من الميم، فتقول: مُخَيْرِج.

ومن: عندليب وخندريس، تحذف الخامس والسادس، ثم تصغِّر فتقول: عُنَيْدِل وخُنَيْدِر وهكذا…

أحكام:

ما خُتِم من الأسماء بحرف زائد على الأصل، أو أكثر، لا يعتدّ - عند تصغيره - بزوائده، كعلامة التثنية وجمع السلامة وياء النسب وتاء التأنيث وألف التأنيث الممدودة والألف والنون الزائدتين، فتبقى الزيادة على حالها لا تُمَسّ، ويجري التصغير على ما قبلها. ودونك من ذلك نماذج، فَصَلْنا بين كلماتها، وبين الأحرف الزائدة عليها بثلاث نقاط، هكذا […] لمزيد إيضاح:

الكلمة وتصغيرها تمرة

تُمَيرة

حنظلة

حُنَيْظلَة

خضر…اء

خُضَيْراء

زعفر…ان

زُعَيْفران

عبقر…يّ

عُبَيْقريّ

عثم…ان

عُثَيْمان

عَطْش…ان

عُطَيْشان

سكر…ان

سُكَيران

كاتب..ان

كُوَيْتِبان

كاتب..ون

كُوَيْتِبون

كاتب..ات

كُوَيْتِبات




يتبع.............

م .نبيل زبن 03-21-2011 12:52 AM

ولا يستثنى من هذه القاعدة، إلا الألف المقصورة، فإنها تثبت إن كانت رابعةً، وتُحذَف إن وقعت خامسةً فصاعداً. ففي تصغير نحو: [حبلى]، تثبت فيقال: [حُبَيْلَى]، وفي تصغير نحو: [خَوْزَلَى]: (مشية في تثاقل)، تُحذَف فيقال: [خُوَيْزِل]…

كل اسم ثلاثي مؤنث، خالٍ من تاء التأنيث، إذا صغّرته ألحقتها به:

ففي تصغير: عين وأذن وسن ودار وشمس وهند، تقول: عيينة وأذينة وسنينة ودويرة وشميسة وهنيدة.

يجوز التعويض عن المحذوف:

ما تَحذف منه لتصيّره أربعة أحرف، يجوز أن تزيد قبل آخره ياءً للتعويض عن المحذوف. مثال ذلك [سفرجل]، وبالحذف [سفرج]، ثم بالتصغير [سُفَيْرِج]، ثم بزيادة الياء جوازاً [سفيريج]. ومثله: [عندليب]، فبالحذف [عندل]، ثم بالتصغير [عُنَيْدِل]، ثم بزيادة الياء جوازاً [عنيديل]…

إذا صغّرت اسماً منتهياً بحرفٍ منقلبٍ عن أصل، فأَعِدْه عند التصغير إلى أصله. وذلك نحو: [المَلْهَى]، فإن الألف في الآخر، أصلها الواو: [المَلْهَو]، لأنه من [اللهو]، وتصغيرُه: [المُلَيْهِو]، ولكن الواو تطرّفت بعد كسرة، فقُلِبت ياءً، فصارت [المُلَيْهِي]، فإذا نكّرت ونوّنت قلت: [مُلَيْهٍ].

وكذلك [الأعمى]، فإنّ الألف في آخره أصلها الياء، لأنه من [عمِي]، فتعاد عند تصغيره ياءً على الأصل أي [الأُعَيْمِي]. فإذا نكّرت ونوّنت قلت: [أُعَيْمٍ].

إذاصغَّرت اسماً ثانيه حرف علّة، قلبته واواً في الحالات الأربع الآتية دون غيرها:

أ- إذا كان زائداً نحو: شاعر وخاتم، فتقول في تصغيرهما: شويعر وخويتم.

ب- إذا كان أصله واواً نحو: باب وميزان، فتقول في تصغيرهما: بويب ومويزين.

ج- إذا كان مجهول الأصل نحو: عاج وصاب، فتقول في تصغيرهما: عويج وصويب.

د- إذا كان مبدوءاً بمدّة نحو: آدم وآخر، فتقول في تصغيرهما: أويدم وأويخر.

وأما في غير ذلك، فليس إلا قلب حرف العلة ياءً بغير تردد في كل حال، مهما يكن موقع حرف العلة من الكلمة، ومهما يكن أصله.

ودونك من هذا نماذج، نذكر فيها: الاسم ثم تصغيره ثم شيئاً من التعليق لمزيد إيضاح:

الاسم وتصغيره == ملاحظات ناب

نُيَيب

وقع حرف العلة ثانياً، لكنّ أصله الياء لا الواو، بدليل جمعه على أنياب، فيقلب ياءً.

عصا

عُصيّة

حرف العلة أصله الواو (عُصَيْوَة)، بدليل تثنيته على عَصَوَيْن، لكنه وقع ثالثاً لا ثانياً، فيُقلب ياءً.

ظَبي

ظُبَيّ

حرف العلة ياء، وقد وقع ثالثاً لا ثانياً، فظلّ ياءً على الأصل، وأُدغم في ياء التصغير.

جَمِيل

جُميّل

وقع حرف العلة - وهو الياء - ثالثاً لا ثانياً، فظلّ ياءً، وأدغم في ياء التصغير.

منشار

مُنَيْشِير

وقع حرف العلة - وهو الألف - رابعاً لا ثانياً - فقلب ياءً.

أرجوحة

أُرَيْجِيحة

حرف العلة واو، لكنه وقع رابعاً لا ثانياً، فقلب ياءً.

قنديل

قُنيديل

وقع حرف العلة - وهو الياء - رابعاً لا ثانياً، فظلّ ياءً على الأصل.

ما حُذف من الاسم، يُرَدّ عند تصغيره:

مثال ذلك: زِنة ولُغة وعِدة، فـ [زِنة] محذوف منها واو، إذ الأصل [وزن]، و[لغة] محذوف منها واو أيضاً إذ الأصل [لغو]، و[عدة] محذوف منها واو كذلك، إذ الأصل [وعد]. فعند تصغيرها، يعاد إليها ما حُذف منها فيقال: [وُزَيْنَة - لُغَيَّة [2] - وُعَيْدَة]…

تصغير الجمع

في العربية أربعة جموع تُصَغَّر على لفظها:

أوزانها: أَفْعُل وأَفْعال وأَفْعِلَة وفِعْلَة

وأمثلتها: أنفُس وأصحاب وأعمِدة وغِلْمَة (جمع غلام)

وتصغيرها: أُنَيْفس وأُصَيْحاب وأُعَيْمدة وغُلَيْمة

وأما غيرها من الجموع، فيؤخَذ مفرده، فيُصغَّر، ثم يُجمع جمع سلامة. ودونك نماذج:

تصغير جمعِ مذكرٍ عاقل:

الجمع

المفرد

التصغير

جمع السلامة

رجال

رجل

رُجَيْل

رُجَيْلون

كُتّاب

كاتب

كُوَيتِب

كُوَيْتِبون

شعراء

شاعر

شُوَيْعِر

شُوَيْعِرون

- تصغير جمْعِ مؤنثٍ أو غير عاقل:

الجمع

المفرد

التصغير

جمع السلامة

كاتبات

كاتبة

كُوَيْتِبة

كُوَيْتِبات

شواعر

شاعرة

شُوَيْعِرَة

شُوَيْعِرات

دراهم

درهم

دُرَيْهِم

دُرَيْهِمَات

عصافير

عصفور

عُصَيْفِير

عُصَيْفِيرات

تصغير الترخيم:

وهو تصغير الاسم بعد تجريده من كل حرف زائد؛ فإن كان ثلاثي الأصول، صُغّر على [فُعَيْل]، فأبلق ومنطلق ومحمود ومعطف، تُجرَّد من كلّ زيادة فتغدو: بلق وطلق وحمد وعطف. ثم تصغَّر على: بُلَيْق وطُلَيْق وحُمَيْد وعُطَيْف… فإن أردت التأنيث زدتَ في آخر ما تصغّره تاء التأنيث، فتقول مثلاً: حُمَيدة وعُطَيفة…

وإن كان الاسم رباعي الأصول، صُغّر على [فُعَيْعِل] نحو: قِنديل وقِرطاس وعصفور، فهذه إذا حُذِفت زياداتها غدت: قندل وقرطس وعصفر، ثم تُصّغَّر على: قُنَيْدِل وقُرَيْطِس وعُصَيْفِر…
=======================================
حواشي
[1] فصّلنا في بحث جموع التكسير، قواعدَ حذف الحروف، سواء منها ما كان أصلياً أو زائداً، وبيّنّا أحكام ذلك، وما يتعلق بتسلسل قيم ومراتب الحروف الزائدة، وإذ قد كانت هذه القواعد والأحكام مشتركة بين جموع التكسير، والتصغير، فقد أغنى ذكرها هناك عن إعادة ذكرها هنا. فمن شاء رجع إليها في بحث جموع التكسير.

[2] لغيّة: الأصل فيها [لغيوة]، وقلبت واوها ياءً، على المنهاج في الإعلال، فقيل: [لغيّة].

م .نبيل زبن 03-21-2011 12:54 AM

التقاء الساكنين
 
التقاء الساكنين
لا يلتقي في العربية ساكنان فإذا التقيا، تخلص العربي من ذلك بمعالجة الساكن الأول، وأبقى الثاني على حاله [1]. فدونك أحكام ذلك:

1- أن يلتقي الساكنان في كلمتين:

نوع الساكن الأول الحكم المثال اللفظ
حرف مدّ يُحذف حضرناْ الْيوم حضرنَ لْيوم
ليس حرف مدّ يُكسر خذْ الْكتاب خُذِ لْكتاب
ميم الجمع يُضمّ لهمْ الْبشرى لهمُ لْبشرى
نُونُ حرف الجر [مِنْ] يُفتح منْ الْبيت منَ لْبيت
2- أن يلتقي الساكنان في كلمة، والأول حرف مدٍّ، فيُحذف، نحو: قُلْ، بِعْ، سَعَتْ، مَشَتْ (الأصل في ذلك: قُوْلْ - بِيْعْ - سَعَاْتْ - مَشَاْتْ)…

3- إذا اجتمع على حرف العلة سكونان حُذِف [2] نحو: لم يمْشِ، ولم يسْعَ، ولم يغزُ. (الأصل:لم يمشيْْ - لم يسعىْْ - لم يغزوْْ) [3] ونحو: اِمشِ، اِسْعَ، اُغزُ. (الأصل: اِمشِيْْ - اِسعَىْْ - اُغْزُوْْ) [4].

4- الفعل المضارع المجزوم، وأمرُه أيضاً، يجتمع على آخرهما سكونان، فيُتَخَلَّص من التقائهما، بالفرار إلى الفتح، نحو: [لم يشُدَّ وشُدَّ] [5].

وفيما يلي جدول يعبّر عن الحالات الثلاث الأخيرة:

الحالة الحُكم المثال
الساكن الأول منهما حرف مدّ يحذف سَعَىْتْ دَنَاْتْ مَشَىْتْ قُوْلْ بِيْعْ
سَعَتْ دَنَتْ مشَتْ قُلْ بِعْ
أن يجتمع السكونان على حرف علة بسبب الجزم يُحذف لم يَسْعَىْ لم يَغْزُوْ لم يمشِيْ
لم يَسْعَ لم يَغْزُ لم يَمْشِ
أن يجتمع السكونان على حرف علة بسبب البناء يُحذف اِسْعَىْ اُغْزُوْ اِمْشِيْ
اِسْعَ اُغْزُ اِمْشِ
أن يجتمع السكونان على آخِر الفعل المضعّف بسبب الجزم يفتح آخره لم يَشُدْدْ
شُدْدْ، شُدَّ
=============================================
حواشي
[1] يستثنى من ذلك حالة واحدة، كنحو: خاصّة، وضالّين… وشرطُها أن يكون الأول حرف مدّ، والثاني مدغماً في مثله.

[2] يقول النحاة والصرفيون: حرف العلة ساكن بطبعه.

[3] حُذف حرف العلة في هذه الأمثلة لالتقاء سكونين: سكون حرف العلة وسكون المضارع المجزوم.

[4] حذف حرف العلة هنا أيضاً لالتقاء سكونين: سكون حرف العلة وسكون بناء فعل الأمر.

[5] يجتمع على آخر الفعل المضارع المضعّف المجزوم سكونان: سكون التضعيف، وسكون الجزم، فيُتَخَلَّص من ذلك بالفتح، فيقال: [لم يشدَّ]. وكذلك الشأن في فعل الأمر المضعّف، إذ يجتمع على آخره سكون التضعيف وسكون البناء، فيُتَخَلَّص من ذلك بالفتح، فيقال: [شُدَّ].

م .نبيل زبن 03-21-2011 12:56 AM

الاسماء الخمسة و اسماء الزمان و المكان
 
الاسماء الخمسة و اسماء الزمان والمكان

الأسماء الخمسة

في العربية خمس كلمات، اصطلح النحاة على تسميتها بـ [الأسماء الخمسة]. تُرفَع بالواو وتُنصب بالألف وتُجَرّ بالياء. شريطة أن تُضاف إلى غير ياء المتكلم [1]. وهي: [أبٌ - أخٌ - حمٌ - فو - ذو]. نحو: [جاء أخوك - رأيتُ أخاك - سلّمتُ على أخيك]، فقس على هذا.

أسماء الزمان والمكان

يُشتقّ اسم الزمان للدلالة على زمان الحدث، نحو: [اقترب مَذهَبُ القطار]، أي زمان ذهابه. ويُشتقّ اسم المكان للدلالة على مكان الحدث، نحو: [مَدخل المحطة واسع]، أي: مكان دخولها واسع.

صوغهما:

1- من الثلاثي:

تصاغ أسماء الزمان والمكان من الفعل الثلاثي، على وزن [مَفْعِل]، إذا كان مضارعه مكسور العين صحيحَ الآخر، نحو: [يجلِس - مجلِس، يغرِس - مغرِس، يرجِع - مرجِع]. وعلى [مَفْعَل] فيما عدا ذلك، نحو: [مَذْهَب - مَدْخَل - مَرْمَى - مَلْهَى…](3).

هذا، وقد أدخلَت العرب تاء التأنيث على اسم المكان، فقالت: [مَزرَعة -مَقبَرة - مَزلَّة - مَدبغَة…] لمكان: الزرع والقبر والزلل والدبغ…

2- من غير الثلاثي:

يصاغان من غير الثلاثي على وزن المضارع، مع إبدال حرف المضارعة ميماً مضمومة، وفتح ما قبل الآخر، وذلك نحو:

[يُدحرِج - مُدحرَج، يُسا فر - مُسافَر، يَستخرج - مستخرَج…]

3- من الأسماء:

يصاغ اسم المكان من الأسماء، على وزن [مَفْعَلة]، بفتح العين، للدلالة على المكان الذي يكثر فيه الشيء. نحو: [مَأْسَدة - مَسْبَعة - مَذْأَبة - مَرْمَلة - مَحْجَرة - مَقْطَنة - مَعْنَبة - مَبْطَخة…] للمكان الذي تكثر فيه الأُسود - السباع - الذئاب - الرمل - الحجر - القطن - العنب - البِطيخ…

نماذج من استعمال أسماء الزمان والمكان

1- من الثلاثي:

مَجْلِس العلماء معمورٌ بالفوائد: (أي مكان جلوسهم معمور بها).

[مَجْلِس] اسم مكان وزنه [مَفْعِل] بكسر العين، لأن مضارعه [يَجْلِس] مكسورُها، وهو صحيح الآخر.

وقد اختاروا يوم الغد مَجْلِساً لهم: (أي اختاروا يوم الغد زمانَ جلوسٍ لهم).

[مَجْلِس] - في هذا المثال - هو اسم زمان، وتلاحظ أنْ لا فرق بينه وبين اسم المكان المذكور قبله. فكلاهما [مَجْلِس]، وإنما يفرق بينهما سياقُ الكلام. وكذلك الشأن في الأمثلة الآتية كلِّها، فاسم الزمان واسم المكان، لفظُهما واحد، والذي يفرق بينهما هو السياق.

هذه التربة مَغْرِس الشجرة: (أي مكان غرسها).

[مَغْرِس] اسم مكان، وزنه [مَفْعِل] بكسر العين، لأن مضارعَه [يغرِس] مكسورُها، وهو صحيح الآخر.

وشهركانون الأول مَغْرِسها: (أي زمان غرسها).

[مَغْرِس] اسم زمان، وحكمُه حكمُ اسم المكان في المثال الذي قبله…

2- من غير الثلاثي:

هذا مُنْفَتَح باب المدرسة: (أي هذا مكان انفتاحه).

[مُنْفَتَح] اسم مكان، مصوغ على وزن مضارعِه [يَنْفَتِح] مع إبدال حرف المضارعة ميماً مضمومة، وفتح ما قبل آخره.

والساعة السابعة مُنْفَتَحُه: (أي الساعة السابعة زمان انفتاحه).

[مُنْفَتَح] اسم زمان، وحكمُه حكمُ اسم المكان في المثال الذي قبله…

الملعبُ مُدحرَج الكرة، لا الطريقُ: (أي الملعب مكان دحرجتها).

[مُدحرَج] اسم مكان، مصوغ على وزن مضارعِه [يُدَحْرِج] مع إبدال حرف المضارعة ميماً مضمومة، وفتح ما قبل آخره.

والصباح مُدَحْرَجُها: (أي الصباح زمان دحرجتها).

[مُدَحْرَج] اسم زمان، حكمُه حكمُ اسم المكان في المثال الذي قبله…

هنا مُسافَر زينب: (أي هنا مكان سفرها).

[مُسافَر] اسم مكان، مصوغ على وزن مضارعِه [تُسافِر] مع إبدال حرف المضارعة ميماً مضمومة، وفتح ما قبل آخره.

وقد دنا مُسافَرها: (أي دنا زمان سفرها).

[مُسافَر] اسم زمان، حكمه حكم اسم المكان في المثال الذي قبله…

3- من الأسماء:

سهول الجزيرة مَقْمَحَة: (أي سهولُها يكثر فيها القمح).

[مَقْمَحَة] اسم مكان، وزنه [مَفْعَلَة] بفتح العين؛ مصوغ من الاسم، وهو [القمح]، للدلالة على المكان الذي يكثر فيه.

1- تَجمَع كتبُ الصناعة الاسمين في بحث واحد، لِتَطابُق اشتقاقهما وأحكامهما، وإنما يُعرف أن المقصود هذا أو ذاك، من سياق الكلام.

2- القياس [مَفْعَل]، ولكن شذت كلمات جاءت بالكسر، كالمغرِب والمشرِق والمسجِد والمنبِت…

3- إذا كان الفعل الماضي معتلّ الأول، نحو: [وعد- ورد- وصل…] جاز فتحُ العين: [مَفْعَل]، وجاز كسرها: [مَفْعِل]، فيقال: [مَوْعَد ومَوْعِد - مَوْرَد ومَوْرِد - مَوْصَل ومَوْصِل…].
==========================================
حواشي
[1] إذا قُطِعت هذه الكلمات الخمس عن الإضافة، أو أُضيفت إلى غير ياء المتكلم، أُعرِبت - كسائر الأسماء - بالضمة والفتحة والكسرة. على أنّ من العرب مَن يُلزِمها الألف دوماً، كأنها اسمٌ مقصور فيقول مثلاً: [جاء أباك - رأيتُ أباك - سلّمتُ على أباك].

م .نبيل زبن 03-21-2011 12:57 AM

اسماء الاصوات
 
اسماء الاصوات


أسماء الأصوات: كلمات مبنيّة، خاطب بها العربُ الحيوانَ وصغار الأطفال. مثل: [حاي] لزجر الإبل، و[نَخْ نخ] لإناختها، و[بسّ] لتسكينها عند حلبها، و[عَدَسْ] لزجر البغل، و[هَجْ] لزجر الكلب، و[كِخ] لزجر الطفل.

أو قلّدوا بها أصوات الحيوان والأشياء؛ فقد حاكَوا صوت وقع الحجر مثلاً، فقالوا: [طَق]، وصوت الضرب، فقالوا: [طاق]…

تنبيه:

يقف النحاة حين يبحثون في أسماء الأصوات، عند مسألة الاشتقاق منها، فيذكرون أن العرب اشتقت من ذلك مصادر وأفعالاً… وأنهم قالوا: عَيَّط الصبيانُ، وطقطقوا بالحجارة، وجَهْجَهَ القومُ بالسَّبُع…

وقد اطّرحنا ذلك ولم نعرض له بالبحث، إذ كانت علاقته باللغة لا ببحوث القواعد. وإن منهجية البحث لتوجب التفريق بينهما، وقد أخذنا بما توجبه هذه المنهجية.

نماذج فصيحة من استعمال أسماء الأصوات

قال القلاخ (شرح المفصل 4/85):

مُعاوِدٌ للجوعِ والإمْلاقِ يَغضَبُ إن قال الغرابُ: [غاقِ]

[غاقِ]: حكاية صوت الغراب.

وقال بيهس الجرمي:

ألا ليت شعري هل أقولنْ لبغلتي [عَدَسْ] بعد ما طال السِّفارُ وكَلَّتِ

[عدسْ]: اسم صوت لزجر البغال.

وقال الراجز (الخزانة 6/48):

إذا حملتُ بِزّتي على عَدَسْ على التي بينَ الحمارِ والفَرَسْ

فما أبالي مَنْ غَزا ومَنْ جَلَسْ

يلاحَظ أن الراجز سمّى البغلة باسم الصوت الذي تُزجر به، والمعنى: إذا حملتُ بزتي على البغلة التي يقال في زجرها [عدس]…

م .نبيل زبن 03-21-2011 12:59 AM

اسماء الاشارة
 
اسماء الاشارة


أسماء الإشارة هي:

[ذا] (للمفرد المذكر)
[ذِي - تِي - ذِه - تِه] (للمفرد المؤنث)

[ذانِ - ذَيْنِ] (للمثنى المذكر)
[تانِ - تَيْنِ] (للمثنى المؤنث)

[أولاء] (لجمع العاقل وغير العاقل، مذكراً ومؤنثاً)

[هُنا - ثَمَّ] [1] ( للإشارة إلى المكان)

ملاحظات ثلاث:

1- كثيراً ما يسبق أسماءَ الإشارة حرفُ التنبيه [ها]، فيقال: [هذا - هذه - هؤلاء…]

2- قد يُفصَل بين [ها] التنبيهية واسم الإشارة، بضمير المشار إليه، فيقال مثلاً: [ها أنا ذا] و[ها أنتم أولاء]…

3- قد تلحق اللامُ بعضَ أسماء الإشارة للدلالة على البُعد، والكافُ للدلالة على الخطاب [2].

* * *

نماذج فصيحة من استعمال أسماء الإشارة

قال المتنبي (الديوان 3/316):

ذِي المَعالي فلْيَعْلُوَنْ مَنْ تعالى هكذا، هكذا وإلاّ فلا، لا

(أراد: أن المعالي والمكارم هي هذه الأعمال التي نهض لها سيف الدولة حين علم بمحاصرة الروم لقلعة "الحَدَث". فمَنْ رام العلوّ فلينهض لمثل ما نهض له سيف الدولة، وإلاّ فليَدَعِ التعالي).

[ذي]: اسم إشارة للمفرد المؤنث [3].

[ذانك]: ذان، اسم إشارة للمثنى المذكر، والكاف للخطاب.

وقال خُفاف ابن ندبة (الخزانة 5/439):

فقلتُ له والرمحُ يأطِر مَتْنَهُ تَأَمَّلْ خُفافاً إنني أنا ذلِكا

[ذلكا]: ذا، اسم إشارة للمفرد المذكر، واللام للبعد، والكاف للخطاب، والألف للإطلاق.

وقال الفرزدق (الديوان 1/418):

أولئك آبائي فجِئْنِي بِمِثْلِهِمْ إذا جَمعتْنا يا جريرُ المجَامِعُ

[أولئك]: أولاء: اسم إشارة، وهو هنا للعقلاء: [آبائي]، والكاف للخطاب.

وقال جرير (المقتضب 1/185):

ذُمَّ المنازلَ بَعدَ منْزلةِ اللِّوى والعَيْشَ بَعْدَ أولئك الأيَّامِ

(يتأسف على أيام مضت له بـ "اللّوى" لا تعدلها في حُسنها الأيام، ومنْزلٍ لا تعدِلُه في طِيبه المنازل).

[أولئك]: أولاء: اسم إشارة، وهو هنا لغير العقلاء: [الأيام]، والكاف للخطاب.

[ها أنتم أُولاءِ تُحبّونهم] (آل عمران 3/119)

[ها]: التنبيهية، و[أولاء]: اسم إشارة، وهو هنا لجمع العقلاء، وقد فُصِل بين [ها] التنبيهية واسم الإشارة بضمير المشار إليه: [أنتم].

[إنّا هاهنا قاعدون] (المائدة 5/24)

[هاهنا]: ها: التنبيهية، و[هنا]: اسم إشارة للمكان.

[وأزلفنا ثَمّ الآخَرِين] (الشعراء 26/64)

(أزلفنا: قرّبنا)، [ثَمَّ]: اسم إشارة للمكان…
=============================
حواشي
[1] قد يلحق [ثَمَّ] التاءُ المربوطةُ، فيقال: [ثَمَّةَ]. انظر [ثمّ (127)] في قسم الأدوات.

[2] إذا قيل: [ذلك] مثلاً، فإن [ذا] اسم إشارة، واللام للبعد، والكاف للخطاب.

[3] جمعُ ما لا يعقل يجوز أن يعامل معاملة المفرد المؤنث أو الجمع، نحو: أنهار جارية وجاريات، وجبال شاهقة وشاهقات… ومن ذلك قول المتنبي هنا: [ذي المعالي]، فالأنهار والجبال والمعالي جموع لغير العاقل، وقد عوملت معاملة المفرد المؤنث، فأشير إليها بـ (هذه) و(هذي).

م .نبيل زبن 03-21-2011 01:01 AM

اسم الالة و الاستغاثة
 
الاستغاثة واسم الالة
الاستغاثة

الاستغاثة: نداءٌ يُطلَب به العونُ على دفع شِدّة [1]. ولها أداةٌ واحدة هي: [يا]. وأسلوب واحد، يمثّله قولك:[يا لَلأقوياءِ لِلضعفاءِ] [2]. وقد يتعدد المستغاث فيقال مثلاً: [يا لَلأقوياء ولِلْقادرين، لِلضعفاءِ]. فتظلّ لامُ المستغاث الأول مفتوحة: [يا لَلأقوياءِ]، وتُكسَر كلُّ لامٍ بعده، مطلقاً، أي: [ولِلْقادرين لِلضعفاءِ].

اسم الآلة

اسم الآلة: اسمٌ يدلّ على الأداة التي بها يكون الفعل. نحو: [مِبْرَد ومِنشار ومِكنَسة]. ويؤخَذ من الفعل الثلاثيّ المتعدّي [3]، نحو: [برَدْت الحديدَ - ونشَرْت الخشبَ - وكنَسْت البيتَ].

أوزان اسم الآلة: لاسم الآلة - أصلاً - ثلاثة أوزان رأيتَ أمثلتها آنفاً، هي: [مِفْعَل: مِبرد]، و[مِفْعال: مِنشار]، و[مِفْعَلَة: مِكْنسة].

لكنّ مجمع اللغة العربية بالقاهرة أضاف إليها وزناً رابعاً هو: [فَعَّالَة] نحو: غسّالة [4]. ثمّ أضاف مِن بعدُ ثلاثة أوزان أخرى هي: [فِعال وفاعِلَة وفاعول] نحو: [رِباط وساقِيَة وساطور]، فأصبحت الصيغ القياسية لاسم الآلة سبعَ صيَغ [5].

تنبيه: جاء عن العرب شذوذاً أسماءُ آلات على غير هذه الأوزان، منها: [الفأس - السكّين - المُنخُل - القَدُوم…]، فتُحفَظ وتُستعمَل ولكن لا يقاس عليها.
================
حواشي
[1] لافرق في ذلك، بين أن تكون الاستغاثة لدفع شدة عن ضعيف، أو اتّقاء شدة من قوي، فالأسلوب هو هو في الحالتين، وإنما يُفهَم المقصود من السياق.

[2] في المثال، استغاثة بالأقوياء لدفع الشدة عن الضعفاء: أداة الاستغاثة [يا]، والمستغاث به لدفع الشدة [الأقوياء]، والمستغاث له [الضعفاء]. وقد يُحذف المستغاث له، كنحو قولك: [يا لَلّهِ].

[3] جاءت في كلام العرب أسماءُ آلاتٍ من فعلٍ لازم، نحو: [المِرقاة]، فإنّ فعلها [رقِيَ]، ومن فعلٍ مزيد على الثلاثي، نحو: [الْمِيضَأَة]، فإنّ فعلها [توضّأ]، ومن اسم جامد، نحو: [مِحبَرَة] فإنها من [الحِبْر].

[4] لا عبرة بتاء التأنيث، فـ [فعّال وفعّالة] في الحكم سواء.

[5] انظر كتاب: في أصول اللغة /19.

م .نبيل زبن 03-21-2011 01:03 AM

الاسم الممدود و المنقوص و الموصول
 
الاسم الممدود و المنقوص و الموصول
الاسم الممدود وتثنيته وجمعه

الاسم الممدود: اسمٌ آخرُه ألِفٌ زائدة، بعدها همزة، نحو: [سماء - صحراء - بنّاء - قُرّاء (القُرّاء: هو القارئ الناسك)].

تثنيته وجمعه:

إذا ثنّيتَ الاسم الممدود أو جمعته:

فإن كانت همزتُه أصليةً، بقيت على حالها قولاً واحداً [1] . نحو: [قرّاءان - قرّاءتان - قرّاؤون - قرّاءات].

وإن كانت زائدةً للتأنيث قُلِبَت واواً قولاً واحداً نحو: [صحراء - صحراوان - صحراوات] و [حسناء - حسناوان - حسناوات] و[حمراء - حمراوان - حمراوات] (الأصل: صحر - حسن - حمر).

وإن لم تكن أصلية ولا زائدة، بل منقلبة عن واو أو ياء، فلك الخيار: تبقيها همزة أو تقلبها واواً نحو: [كساء: كساءان أو كساوان]، [غطاء: غطاءان أو غطاوان]، [سماء: سماءان أو سماوان، وفي الجمع: سماءات أو سماوات] [2].

استخلاص:

مَنْ كان يكره تشعيب القواعد، وتفريعَها، فليستمسك بما يلي:

إذا كانت همزة الاسم الممدود أصلية لم تتغير عند تثنيته وجمعه قولاً واحداً: [الأصلي لا يتغير].

فإن كانت زائدة للتأنيث، قُلبت واواً، قولاً واحداً.

وأما في غير هاتين الحالتين، فلك الخيار: تبقيها همزة، أو تقلبها واواً.

فائدة:

الهمزة في كلمة [عشواء] ونحوها، مزيدة للتأنيث، وحكمها - إذاً - هو حكم [صحراء وحسناء…] أي: أن تقلب همزتها في التثنية والجمع واواً فيقال: [عشواوان - عشواوات]، لكنّ اجتماع واوين يفصل بينهما ألف، يثقل في اللفظ، ولذلك قالوا أيضاً: [عشواءان - عشواءات]. وكلا الوجهين جائز.

الاسم المنقوص وتثنيته وجمعه

الاسم المنقوص: اسم آخرُه ياءٌ مكسورٌ ما قبلَها، نحو: القاضِي، الجانِي، المحامِي. وتُحذَف ياؤه في حالتين:

الأولى: أن يكون مفرداً، مجرّداً من [ألـ] والإضافة، فتُحذف ياؤه، وينون بالكسر، في حالة رفعه وجره فقط، نحو:

[حَكَم قاضٍ] (حالة رفع، إذ هو فاعل) [على جانٍ] (حالة جرّ، إذ هو مجرور بعلى).

وأما في حالة النصب، فإن ياءه تثبت، فيقال مثلاً: رأيتُ قاضياً وجانياً.

الثانية: أن يُجمع جمعَ مذكر سالماً، فتُحذف ياؤه قولاً واحداً، فيقال مثلاً: شكا المحامونَ الجانِينَ إلى القاضِينَ.

فإذا ثنّيته، أو جمعته ; جمع مؤنث سالماً، بقي على حاله، كما ترى:

المفرد المثنى جمع المؤنث السالم الحُكم

الداعي الداعيان / الداعيَيْن الداعيات لا تغيير

----
------------------------------------------------------
الاسم الموصول

هو اسم لا يتمّ معناه إلاّ إذا وُصل بشبه جملة [3] أو جملة. فمِن وصْله بشبه الجملة قولك: [أعطني الكتاب الذي عندك]. و[أعرني الكتاب الذي في الدار]. ومن وصْله بالجملة قولك: [قرأت الكتاب الذي اشتريته].

واعلم أن الأسماء الموصولة صنفان:

صنف تُفْرَد ألفاظه وتُثنى وتجمع وتذكّر وتؤنث (على حسب الحال). وهي: الذي (للمفرد المذكر)، اللذان - اللذَيْن (للمثنى المذكر)، الذِين (لجمع المذكر العاقل)، التي (للمفردة المؤنثة)، اللتان - اللتَيْن (للمثنى المؤنث)، اللاتي واللواتي واللائي (لجمع المؤنث)، الأُلى (لجمع المذكر، عاقلاً أو غير عاقل) [4].

والصنف الثاني: أسماء تكون بلفظ واحد للمفرد والمثنى والجمع والمذكر والمؤنث، وهي: مَنْ (للعاقل)، نحو: [يستفيد مَنْ يقرأ]، ما (لغير العاقل)، نحو: [أقرأُ مِن الكتب ما يفيدني]، أَيّ (للعاقل وغيره)، نحو: [سأزور أيَّهم أَفْضَلُ] و[يزورني أيُّهم أَفْضَلُ] و[أسلِّم على أيِّهم أَفْضَلُ] [5].

نماذج فصيحة من استعمال الاسم الموصول: [الأُلى]

قال عبيد ابن الأبرص (الديوان /8):

ديارُ بني سعدِ ابنِ ثعلبةَ الأُلى أذاع بهمْ دهرٌ على الناس رائبُ

وقد استعمل [الأُلى] لجمع الذكور العقلاء، إذ أتى به نعتاً لبني سعد ابن ثعلبة.

وقال المجنون (الديوان /170):

محا حبُّها حبَّ الأُلى كُنَّ قبلَها وحلَّتْ مكاناً لم يكن حُلَّ مِن قَبْلُ

فجاء بهذا الاسم الموصول: [الأُلى] لجمع الإناث العاقلات، إذ أراد بقوله [حبُّ الأُلى كنّ قبلها]: حبّ النساء اللواتي كنّ قبلها.

وقال أبو ذؤيب (شرح أشعار الهذليين 1/192):

وتُبْلي الأُلى يَسْتَلْئِمون على الأُلى تَرَاهُنَّ يومَ الرَّوعِ كالحِدَأ القُبْل

(ذَكَر المنونَ (الموت) في بيت سابق، ويريد: المنون تُبلي. يستلئمون: يتدرّعون. الحِدَأ: جمعٌ مفرده حِدَأة: طائر معروف. القُبْل: ذوات الحَوَل.)

وقد أتى بـ [الأُلى] مرتين في البيت: مرة لجمع الذكور العقلاء، وذلك قوله: [الأُلى يستلئمون]: أي الفرسان. ومرة لجمع ما لا يعقل، وذلك قوله: [الأُلى تراهنّ]: أي الخيول.
=============================
حواشي
[1] الأصلي لا يتغيّر

[2] همزة [كساء وسماء]، منقلبة عن الواو إذ الأصل: [كسا - يكسو، وسما - يسمو]، وأما همزة [غطاء] فمنقلبة عن الياء، إذ الأصل: [غطى - يغطي] مثل [رمى - يرمي]. ومن هنا أنْ جاز الوجهان في هذه الأسماء جميعاً، لأن همزاتها ليست أصلية ولا زائدة، بل منقلبة. ومن المفيد أن نذكر أنّ الأشهر والأفصح جمْعُ كلمة (سماء) بالواو، فيقال: (سماوات)، لكنّ طرْد القاعدة، وجمْعَها بالهمزة على (سماءات)، صحيح لا غبار عليه.

[3] شبه الجملة هو ظرف أو جار ومجرور

[4] ورد استعماله جمعاً للمؤنث أيضاً - انظر شرح ابن عقيل 1/142

[5] الاسم الذي يأتي بعد [أيّ] هذه، مرفوع دوماً على أنه خبر لمبتدأ، قد يحذف كما رأيت في [أيهم… أفضل] وقد يُذْكَر فيقال: [أيّهم هو أفضل]. ويسمي النحاة هذا الضمير الذي يجوز ذكره وحذفه: [صدر الصلة].

م .نبيل زبن 03-21-2011 01:05 AM

اوزان الافعال
 
اوزان الافعال


(مجتمع) الأفعال في العربية، يتألف من أُسر، في كل أسرة منه ثلاثة أفراد، هي: الماضي والمضارع والأمر. وتمتاز كل أسرة من سائر الأسر الأخرى، بتنغيم وإيقاع، هما كالهويّة لها، فلا هما يفارقانها، ولا هي تفارقهما. ومتى سمعتَ تنغيم وإيقاع أحد أفراد الأسرة، فقد عرفت بالضرورة، تنغيم وإيقاع أخويه.

ونورد هذه الأسر - فيما يلي - أسرة أسرة، مصحوبةً بما يمثّل حركاتها وسكناتها، موقوفاً على آخرها بالسكون - عملاً بما توجبه قواعد اللفظ في العربية. وذلك ما يفعله بعض التلاميذ، إذا أرادوا تقطيع بيت من الشعر. فالدائرة عندهم تمثّل الحرف الساكن، والخط المائل يمثّل الحرف المتحرك - مهما تكن حركته - كما ترى مثلاً، في الكلمتين الآتيتين والخطوطِ والدوائرِ التي تمثّلهما:

اِستغفرْ

ينطلقْ

فدونك ذلك

أولاً - الثلاثي:

الوزن

فَعَلْ

يَفْعَلْ

اِفْعَلْ

الإيقاع

مثال

مَنَع

يَمْنَع

اِمْنَع

وقس على هذا كل فعل ثلاثي نحو: فتح ونصر وجلس، وانتبه إلى أن حركة عين المضارع سماعية، تُعرَف بالرجوع إلى المعاجم، وأن حركة عين الأمر هي حركة عين المضارع نفسها. ويتبين لك ذلك من الأمثلة الثلاثة الآتية:

(يفتَح - اِفتَح، ينصُر - اُنصُر، يجلِس - اِجلِس).

ثانياً - غير الثلاثي:

1- الأسرة الأولى:

الوزن

أَفْعَلْ

يُفْعِلْ

أَفْعِلْ

الإيقاع 5

مثال

أَطْعَم

يُطْعِم

أطْعِم

مثال

أَلْبَس

يُلْبِس

أَلْبِس

2- الأسرة الثانية:

الوزن

فَعَّلْ

يُفَعِّلْ

فَعِّلْ

الإيقاع

مثال

عَظَّم

يُعَظِّم

عَظِّم

مثال

فَرَّح

يُفَرِّح

فَرِّح

3- الأسرة الثالثة:

الوزن

فاعَلْ

يُفاعِلْ

فاعِلْ

الإيقاع

مثال

سامَح

يُسامِح

سامِح

مثال

قاتَل

يُقاتِل

قاتِل

4- الأسرة الرابعة:

الوزن

اِنْفَعَلْ

يَنْفَعِلْ

اِنْفَعِلْ

الإيقاع

مثال

اِنْطَلَق

يَنطلِق

اِنطلق

مثال

اِجْتَمَع

يَجتمِع

اِجتمع

5- الأسرة الخامسة:

الوزن

تَفَعَّلْ

يَتَفَعَّلْ

تَفَعَّلْ

الإيقاع

مثال

تَعَلَّم

يَتَعَلَّم

تَعَلَّم

مثال

تَحَدَّر

يَتَحَدَّر

تَحَدَّر

6- الأسرة السادسة:

الوزن

تَفَاْعَلْ

يَتَفَاْعَلْ

تَفَاْعَلْ

الإيقاع

مثال

تَصالَح

يَتَصالَح

تَصالَح

مثال

تَسابَق

يَتَسابَق

تَسابَق

7 الأسرة السابعة:

الوزن

اِسْتَفْعَلْ

يَسْتَفْعِلْ

اِسْتَفْعِلْ

الإيقاع

مثال

اِستغفَر

يَستغفِر

اِستغفِر

مثال

اِعشَوْشَب

يَعْشَوْشِب

اِعشَوْشِب

8 الأسرة الثامنة:

الوزن

فَعْلَلْ

يُفَعْلِلْ

فَعْلِلْ

الإيقاع

مثال

دَحْرَج

يُدَحرِج

دَحْرِج

مثال

سَيْطَر

يُسَيْطِر

سَيْطِر

9- الأسرة التاسعة:

الوزن

تَفَعْلَلْ

يَتَفَعْلَلْ

تَفَعْلَلْ

الإيقاع

مثال

تَدَحْرَج

يَتَدَحْرَج

تَدَحْرَج

مثال

تَكَوْثَر

يَتَكَوْثَر

تَكَوْثَر

ثالثاً- المنتهي بإدغام:

1- الأسرة الأولى:

الوزن

اِفْعَلَّ

يَفْعَلُّ

اِفْعَلَّ

الإيقاع

مثال

اِسْوَدَّ

يَسْوَدُّ

اِسْوَدَّ

مثال

اِحْمَرَّ

يَحْمَرُّ

اِحْمَرَّ

2- الأسرة الثانية:

الوزن

اِفْعَاْلَّ

يَفْعَاْلُّ

اِفْعَاْلَّ

الإيقاع

مثال

اِدْهَامَّ

يَدْهَامُّ

اِدْهَامَّ

مثال

اِسْوَادَّ

يَسْوَادُّ

اِسْوَادَّ

3- الأسرة الثالثة:

الوزن

اِفْعَلَلَّ

يَفْعَلِلُّ

اِفْعَلِلَّ

الإيقاع

مثال

اِقْشَعَرَّ

يَقْشَعِرُّ

اِقْشَعِرَّ

مثال

اِسْتَعَدَّ

يَسْتَعِدُّ

اِسْتَعِدَّ
------------------------------
ملاحظة لا يجوز إغفالها:

إن وزن الفعل وموسيقاه، إنما يرسخان في عقل الطالب، بالإعادة والتكرار، إلى أن يغدُوَا من سليقته.

فيرجى أن يدعوَ الأستاذ طلابه إلى أن يرددوا - مرّات - ترديداً جماعياً كلَّ أسرة من الأسر التي عرضنا لها، حتى يستقر في أذهانهم ما يرددون، ويستوطن واعيتَهم، فيصبح من رصيدهم اللغوي، يستعملونه كلما احتاجوا إليه، عن غير وعي، عفو الخاطر.

نور الهدى 03-21-2011 03:12 PM

موسوعة لقواعد اللغة العربية مميزة وعرض مبسط وموضح

جزاك الله خيراً م.نبيل

لي عودة

*ريحانة* 03-21-2011 03:48 PM

بارك الله فيك مهندس نبيل

اللغة العربية وقواعدها بحر لا ينضب

قدّمت لنا قواعدها بطريقة سلسة ومبسّطة

م .نبيل زبن 03-21-2011 05:22 PM

الاختان الكريمتان

نور الهدى & ريحانة نورتوا الموضوع بمروركم العطر

م .نبيل زبن 03-21-2011 05:26 PM

حروف المعاني -
 
حروف المعاني -سعيد الافغاني
الكلام على الحرف
الحروف كلها مبنية وهي قليلة بحيث لا يتجاوز عددها ثمانين، ويقال لها حروف المعاني، كما أَن حروف الهجاءِ يقال لها حروف المباني.
حروف المعاني على خمسة أقسام: أحادية، وثنائية، وثلاثية، ورباعية، وخماسية. (أما الأحادية) فثلاثة عشر وهي: الهمزة والألف والباء والتاء والسين والفاء والكاف واللام والميم والنون والهاء والواو والياء.
(فالهمزة) للاستفهام وللتسوية وللنداء نحو: أَقَرِيبٌ أَمْ بَعِيدٌ ما تُوعَدُونَ، وَسَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ، أجارتَنا إنا مقيمان ها هنا.
و(الألف) للاستغاثة وللتعجب وللندبة وللفصل بين النونين وللدلالة على التثنية نحو: (يا يزيدا لآملٍ نيل بر)، يا ماءا ويا عشبا! واحسينا، اضربْنان يا نساءُ. (وقد أسلماه مبعدٌ وحميم).
و(الباء) للإلصاق وللسببية وللقسم وللاستعانة نحو: أمسكت بأخي، فَبِما نَقْضِهِمْ مِيثاقَهُمْ لعَنّاهُمْ، (أقسم بالله وآياته)، كتبت بالقلم، وتجيء زائدة نحو أَلَيْسَ اللَّهُ بِكافٍ عَبْدَهُ.
و(التاء) للتأنيث وللقسم نحو: قالَتِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ، تَاللَّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنا.
و(السين) للاستقبال نحو: ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا.
و(الفاء) للترتيب مع التعقيب ولربط الجواب نحو: دخل عند الخليفة العلماء فالأمراء، إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي. وتجيء زائدة لتحسين اللفظ نحو: خذ سبعة فقط.
و(الكاف) للتشبيه وللخطاب نحو: العلم كالنور، إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً، وتجيء زائدة نحو لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ.
و(اللام) للأمر وللابتداء وللقسم وللاختصاص نحو لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ. لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينا مِنّا. لَئِنْ أُخْرِجُوا لا يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ.. الجنة للطائعين.
و(الميم) للدلالة على جمع الذكور نحو بِما كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فِي الأَرْضِ
و(النون) للوقاية من الكسر وللتوكيد نحو وَأَوْصانِي بِالصَّلاةِ، لَنَسْفَعاً بِالنّاصِيَةِ.
و(الهاء) للسكت في الوقف نحو لِمَهْ وقهْ وللغيبة نحو إياه وإياهم، فإن الضمير هو (إيا) فقط، وما بعده لواحق تدل على الغيبة كما هنا، أو على الخطاب كما في إياك وإياكم، أو على التكلم كما في إياي وإيانا.
و(الواو) لمطلق الجمع وللاستئناف وللحال وللمعية وللقسم نحو يسود الرجل بالعلم والأدب لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الأَرْحامِ ما نَشاءُ، خَرَجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ سِرتُ والجبلَ، وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ.
و(الياء) للمتكلم نحو إياي.
و(أما الثنائية) فستة وعشرون وهي آ وإذ وأل وأم وأن وإن وأو وأي وإي وبل وعن وفي وقد وكي ولا ولم ولن ولو وما ومُذ ومِنْ وها وهل ووا ويا والنون الثقيلة.
(آ) للنداء نحو آعبدَ الله
و(إذ) للمفاجأة بعد بيْنَا وبينما، وللتعليل نحو فبينما العسرُ إذ دارت مياسيرُ
إذ هم قريش وإذ ما مثلهُم بشر
فأصبحوا قد أعاد الله نعمتهم و(أل) لتعريف الجنس أو جميع أفراده أو فرد منه معينٍ نحو الرجل خير من المرأة، إِنَّ الإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ (*) إِلاّ الَّذِينَ آمَنُوا، وَما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ، وتجيء زائدة نحو الآن والنعمان.
و(أم) للمعادة بعد همزة الاستفهام أو للتسوية نحو أَقَرِيبٌ أَمْ بَعِيدٌ ما تُوعَدُونَ، وَسَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ، وتجيء بمعنى بل نحو هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُماتُ وَالنُّورُ.
و(أن) تكون مصدرية ومفسّرة وزائدة ومخففة من أَن نحو وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ، فَأَوْحَيْنا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ، فَلَمّا أَنْ جاءَ الْبَشِيرُ، عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى.
و(إن) للشرط وللنفي وتجيء زائدة ومخففة من إنَّ نحو إن ترحم تُرْحَم. إن هم إلا في غرور.
ولقد ندمتُ على الكلام مراراً
ما إن ندمتُ على سكوت مرّة وَإِنْ نَظُنُّكَ لَمِنَ الْكاذِبِينَ.
و(أو) لأحد الشيئين نحو خذ هذا أو ذاك. وتجيء في مقابلة إما نحو العدد إما زوج أو فرد، وبمعنى بل نحو وَأَرْسَلْناهُ إِلَى مِئَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ.
و(أي) للنداء وللتفسير نحو أيْ رب، هذا عسجد أي ذهب
و(إي) للجواب ويذكر بعده قسم دائماً نحو وَيَسْتَنْبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ. والغالب وقوعها بعد الاستفهام كما رأيت.
و(بل) للإضراب عن المذكور قبلها وجعلها في حكم المسكوت عنه نحو ما ذهب خالد بل يوسف. وجهه بدر بل شمس.
و(عن) للمجاوزة وللبدلية نحو خرجتُ عن البلد لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً.
و(في) للظرفية وللمصاحبة وللسببية نحو: في البلد لصوص. ادخلوا في أمم، ((دخلت امرأةٌ النار في هرة حَبَستها)).
و(قد) للتحقيق وللتقليل وللتوقع نحو قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكّاها، قد يجود البخيل، قد يقدَم المسافر الليلةَ.
و(كي) للمصدرية وهذه مع ما بعدها في تأويل مصدر كـ(أن) نحو: أخلِصوا النيات كي تنالوا أعلى الدرجات. جدّ لِكَي تجد.
و(لا) تكون ناهية وزائدة ونافية نحو لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ. ما مَنَعَكَ أَلاّ تَسْجُدَ، فَلا صَدَّقَ وَلا صَلَّى، وقد تقع النافية جواباً وعاطفة وعاملة عمل إنْ نحو قالوا أتصبر؟ قلت لا. أكرم الصالح لا الطالح، لا سمير أحسن من الكتاب.
و(لم) لنفي المضارع وجزمه وقلبه إلى المضيّ نحو لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ.
و(لن) لنفي المضارع ونصبه وتخليصه للاستقبال نحو:
لن تبلغ المجد حتى تلعق الصَّبرا
و(لو) للشرط وللمصدرية نحو لو أنصف الناس استراح القاضي. يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ ويقال لها في نحو المثال الأول حرف امتناع لامتناع، أي انتفاء الجواب لانتفاء الشرط.
و(ما) تكون نافية وزائدة وكافة عن العمل ومصدرية نحو ما هَذا بَشَراً، فَبِما رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ، كَأَنَّما يُساقُونَ إِلَى الْمَوْتِ، ضاقَتْ عَلَيْهِمُ الأَرْضُ بِما رَحُبَتْ وقد يلحظ الوقت مع المصدرية فيقال لها مصدرية ظرفية نحو وَأَوْصانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكاةِ ما دُمْتُ حَيّاً.
و(مذ) للابتداء أو الظرفية نحو ما كلمتُه مذ سنة ولا قابلته مذ يومنا.
و(من) للابتداء وللتبعيض وللتعليل نحو سُبْحانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى، مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ، مِمّا خَطِيئاتِهِمْ أُغْرِقُوا، وتجيء زائدة بعد النفي والنهي والاستفهام نحو ما مِنْ شَفِيعٍ، لا يبرحْ من أحد، هَلْ مِنْ خالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ.
و(ها) للتنبيه تدخل على أسماء الإشارة كهذا وهذه الضمائر كهأنذا وهأنتم والجمل نحو: ها إنّ صاحبك بالباب.
و(هل) للاستفهام نحو: هل طلع النهار؟ وتفارق الهمزة في أنها لا تدخل على نفي ولا شرط ولا مضارع حالي ولا إنَّ.
و(وا) للندبة نحو: واحسيناه.
و(يا) للنداء وللندبة وللتنبيه نحو ((يأيها النّاس)). يا حسيناه. يا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ (*) بِما غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ.
و(النون الثقيلة) تدخل على الفعل لتوكيده نحو لَيُسْجَنَنَّ ولا تلحق الماضي أبداً.
و(أما الثلاثية) فخمسة وعشرون وهي آي وأجَلْ وإذا وإذنْ وألا وإلى وأما وإنَّ وأنّ وأيا وبلى وثم وجَلَلْ وجَيْرِ وخلا ورُبَّ وسوف وعدا وعَلَّ وعلى ولاتَ وليت ومنذ ونَعَمْ وهَيَا.
و(آيَ) للنداء نحو آيَ صاعدَ الجبل
و(أجل) للجواب نحو:
أجل عندي بأوصافها عِلْمُ
يقولون لي صفْها فأنت بوصفها خبيرٌ و(إذا) للمفاجأة نحو ظننته غائباً إذا إنه حاضر وتربط الجواب بالشرط نحو: وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ إِذا هُمْ يَقْنَطُونَ.
و(إذن) للجواب والجزاء نحو إذنْ تبلغَ القصد في جواب (سأجتهد) مثلاً.
و(أَلا) للتنبيه والاستفتاح وللطلب برفق وهو العَرْض، أو بحث وهو التخصيص نحو أَلا إِنَّ أَوْلِياءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ، ألا تحلُّ بنادينا، ألا تجتهد.
و(إلى) للانتهاء نحو سُبْحانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى
و(أمَا) للتنبيه ويكثر بعدها القسم نحو أمَا والله لأعاتبنه
و(أنّ) للتوكيد والمصدرية نحو أعطيته لأنه مستحق، وتلحقها (ما) فتنكف عن العمل وتفيد الحصر نحو يُوحَى إِلَيَّ أَنَّما إِلَهُكُمْ إِلَهٌ واحِدٌ

...يتبع

م .نبيل زبن 03-21-2011 05:30 PM

و(إنَّ) للتوكيد نحو إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وتلحقها (ما) فتنكف أيضاً وتفيد الحصر نحو إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُو الأَلْبابِ، وقد تجيء للجواب نحو:
ك وقد كبرت فقلت: إنّهْ
ويقُلْن شيبٌ قد علا و(أيَا) للنداء نحو.
نسيم الصّبا يخلُص إليّ نسيمها
أيا جبلىْ نُعمانَ بالله خليّا و(بلى) للجواب نحو أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلَى وأكثر ما تقع بعد الاستفهام ويجاب بها بعد النفي كما رأيت.
و(ثم) للترتيب مع التراخي نحو خرج الشبان ثم الشيوخ
و(جَلَلْ) للجواب كنعم نحو: قالوا نظمت عقود الدرّ قلت جَلَلْ
و(جَيْرِ) للجواب أيضاً نحو: قالوا أتقتحم المَنُونَ فقلت جَيْرِ
و(خلا) للاستثناء نحو رافق الناس خلا المضلين
و(رُبّ) للتقليل وللتكثير نحو رُبّ أمنيةٍ جلبت منية. رُبّ ساعٍ لقاعد. وقد تحذف بعد الواو ويبقى عملها نحو:
علي بأنواع الهموم ليبتلي
وليلٍ كموج البحر أرخى سُدُوله ويقال للواو: واو رب
و(سوف) للاستقبال نحو سوف يرى
و(عدا) للاستثناء نحو حسِّن الظن بالناس عدا الخائنين
و(علَّ) للترجي والتوقع نحو: تركع يوماً والدّهرُ قد رفَعَهْ
ولا تُهينَ الفقير عَلَّك أن
و(على) للاستعلاء والمصاحبة نحو وَعَلَيْها وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِلنّاسِ عَلَى ظُلْمِهِمْ
و(لاتَ) للنفي كليس نحو:
والبغي مرتع مبتغيه وخيم
ندم البغاة ولات ساعةَ مندمٍ و(ليت) للتمني نحو:
فأخبره بما فعل المشيب
ألا ليت الشباب يعود يوماً و(منذ) للابتداء أو الظرفية كمذ نحو ما كلمتُه منذ سنة ولا قابلته منذ يومنا.
و(نعمْ) للجواب فتكون تصديقاً للمخبر ووعداً للطالب وإعلاماً للسائل تقول: (نعم) في جواب: البغي آخره ندم، وافْعَلْ ما تُؤْمَرُ، وهل أديت ما عليك، ومثلها في ذلك أجَلْ وجَيْرِ
و(هيا) للنداء نحو هيا ربَّنا ارحمنا
(وأما الرباعية) فخمسة عشر وهي إذما وألاّ وإلاّ وأمّا وإمّا وحاشا وحتى وكأن وكلا ولكنْ ولعلّ ولمّا ولولا ولوما وهلاَّ
فـ(إذما) للشرط نحو إذ ما تَتّقِ تَرْتَقِ
و(أَلاَّ) للتخصيص نحو ألاّ راعيتم حق الأخُوة
و(إلا) للاستثناء نحو لكل داء دواء إلا الموت
و(أما) للشرط والتفصيل والتوكيد نحو فَأَمّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ
و(إمّا) للتفصيل نحو إِنّا هَدَيْناهُ السَّبِيلَ إِمّا شاكِراً وَإِمّا كَفُوراً
و(حاشا) للاستثناء نحو أقدموا على البهتان حاشا واحد.
و(حتى) تقع حرف جر لانتهاء نحو حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ، حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ وحرف عطف للغاية نحو: قدم الحاج حتى المشاة، وحرف ابتداء نحو فواعجبا حتى كليبٌ تسبّني.
و(كأنّ) للتشبيه وللظن نحو كأن لفظه الدر المنثور، كأنه ظَفِر ببُغْيته، وقد تخفف نحو كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالأَمْسِ.
و(كلا) للردع والزجر نحو كَلاّ إِنَّها كَلِمَةٌ هُوَ قائِلُها وقد تجيء للتنبيه والاستفتاح نحو كَلاّ إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ.
و(لكنْ) للعطف والاستدراك نحو ما قام زيد لكن عمروٌ
و(لعل) للترجي والتوقع نحو: لعل الجو يعتدل
و(لمّا) لنفي المضارع وجزمه وقلبه إلى المضي نحو: أشوقاً ولما يمض لي غير ليلة. وتجيء للشرط نحو وَلَمّا فَتَحُوا مَتاعَهُمْ وَجَدُوا بِضاعَتَهُمْ ويقال لها حينئذ حرف وجود لوجود، والأشهر في نحو هذا أنها ظرف بمعنى حين.
و(لولا) للتحضيض وللشرط نحو لَوْلا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ، وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الأَرْضُ ويقال لها حينئذ حرف امتناع لوجود أي انتفاء الجواب لوجود الشرط.
و(لوما) كلولا في معنييها المذكورين نحو لَوْ ما تَأْتِينا بِالْمَلائِكَةِ
من بعد سخطك في رضاك رجاءُ
لوما الإصاخة للوشاة لكان لي و(هلا) للتحضيض نحو هلاّ ترسل إلى صديقك.
و(أما الخماسية) فلم يأت منها إلا لكن وهي للاستدراك نحو فلان عالم لكنه جبان، والاستدراك رفع وهم نشأ من الكلام السابق، وقد تخفف فتهمل وجوباً نحو فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ
ومما تقدّم يعلم أن الحروف تنقسم إلى أصناف فكل طائفة منها اشتركت في معنى أو عمل تنسب إليه فيقال:
(أحرف الجواب) لا ونعَمْ وبلى وإي وأجَلْ وجلَلْ وجَيْرِ وإنّ
و(أحرف النفي) لم ولمّا ولن وما ولا ولات
و(أحرف الشرط) إنْ وإِذما ولو ولولا ولوما وأمّا
و(أحرف التحضيض) ألا وألاّ وهلاّ ولولا ولو ما
و(الأحرف المصدرية) أنّ وأن وكي ولو وما
و(أحرف الاستقبال) السين وسوف وأنْ وإنْ ولن وهل
و(أحرف التنبيه) ألا وإما وها ويا
و(أحرف التوكيد) إنّ وأنّ والنون ولام الابتداء وقد
ومن ذلك حروف الجر والعطف والنداء ونواصب المضارع وجوازمه وقد مر بيانها
وتنقسم الحروف إلى عاملة كأنَّ وأخواتها وغير عاملة كأحرف الجواب.
وتنقسم أيضاً إلى مختصة بالأفعال كأحرف التحضيض، ومختصة بالأسماء كحروف الجر، ومشتركة كما ولا النافيتين والواو والفاء العاطفتين.
عودة إلى موضع الحاشية أوسع مرجع لمعاني الحروف كتاب (مغني اللبيب لابن هشام) وقد رأينا الاكتفاء بهذا الموجز ليرجع إليه طالب العلم، ننقله من كتاب (قواعد اللغة العربية) لحفني ناصف ورفاقه، إذ هو - على وجازته - واف بالحاجة صحيح الأمثلة والشواهد.




الساعة الآن 12:32 AM بتوقيت عمان

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. Designed & TranZ By Almuhajir

[ Crystal ® MmS & SmS - 3.6 By L I V R Z ]
mess by mess ©2009