ذلك الزقاق
 

خرج من بيته ليلعب مع اصدقائه كرة القدم حيث كان يقطن في تلك الارض التى اليها شرد وحيث الشوارع الضيقة والبيوت الصغيرة الملاصقة لبعضها رغم ذلك وجدو لانفسهم مكان ليلعبو فيه لعبتهم المفضلة * وحين انتهو من اللعب *

رجع الي بيته من الحارة المجاورة حيث كان يلعب فشده ذلك الزقاق الذي كان دوما يمر من امامه وكانت رغبته بمعرفة مافي دخله من اسرار الا انه كان دوما يؤجل الدخول اليه* اما لخوفه او لربما لم يكن جاهز بعد للدخول اليه *
فراجع الي البيت وهو يفكر في وقت دخول الزقاق والتغلب على تلك المخاوف فأختار الوقت المناسب * حيث ذهب مع اقرانه ليلعبو كرة القدم وحين انتهو راح يركض بسرعة الي ذلك الزقاق وهو متجهم الوجه وحال لسانه يقول هاانا قد اتيت اليك .

وفي هذه الاثناء كان الخوف بداخلة يكاد يقتله وهو يشاهد ذلك الزقاق فدخل وهو متحمس رغم تلك المخاوف فراح يمشى واذا به يرى باب كبيرا في نهايته *والباب مفتوح منه الشئ البسيط * فراح بأتجاه الباب فدفعه بكلتا يديه.

ففتح الباب ودخل فنظر الي المكان بنظره ثاقبه حتى يعرف الي اي اتجاه سيمضي * فوجد ممر طويل بنهايته نور ساطع * ولكنه بعيد * فقرر المضى قدما الي ذلك النور عبر الممر * فراح يمشى في الممر ويلتفت تاره نحو يمينه وتاره اخرى نحو شماله .

وراح يمشي فشاهد بيت كبيرا يسر النظر اليه وهو قبلة لمن في الارض قاطبه فقال قرارة نفسه لمن تعود هذا ملكية هذا البيت ياله من بيت * فراح يمشى ويمشى

وفي كل مرة فيها يلتفت يرى مشاهد لم يراها قط * حيث شاهد رجال يعيشون في ارض جميلة خضراء بها نهر وبحر وكانت لهم سفن عديدة راسية على شطأن تلك الارض * ورأى رجال ونساء يزرعون الاراض ويحصدون * ففرح فرح شديد حين شاهد هذا المنظر *

ولازال النور الذي هو قاصده مازال بعيدا عنه فهو مستمتع بماشاهده * فالتفت مرة اخرى فأذا به يرى حروب قائمة بين مسلمين واناس يسمون انفسهم بالصلبيين وفي اخر المطاف دانت تلك الارض تحت راية المسلمين فأقامو العدل ولم يهدمو البيوت ولم يهجرو اصحاب الارض من اراضيهم ففرح مرة اخرى وراح يكبر مثلما كبرو هؤلاء الفاتحيين.

فشد الخطوة تلو الخطوة وهو لازال فرح يمشي * ولازال يلتفت وكانه بمعرض للصور يتجول * ولكن استوقفه مشهد حين بداء رعاة يتسللون الى تلك الارض * فصرخ وناشد اصحاب الارض بأن هناك من هم متسللون اليكم فأحزروهم * هم لكم عدو * فقاتلوهم* ولكن ليس هناك من مجيب فأصحاب تلك الارض أناس طيبون * لم يكونو يعلمون .
فراحت عنه فرحته بل وتجهم وجهه ولكن رغم ذلك مضى يسير في ذلك الممر* الي حين شاهد ذلك المنظر المؤلم * حين بداء اولئك الرعاة بقتل وتهجير اصحاب الارض وتخويف من بقى منهم * فاصبح المشهد له محزن * وراح يصرخ الي اصحاب الاراضي المجاورة ويناشدهم * ولكن رجع اليه صدى الصوت * فهو وحده يمشي بذلك الممر.

فراح يبكي حتى ضاقت به النفس * ولكن رغم ذلك قرر المسير الي ان شاهد المنظر الاخر وهو الاكثر ايلاما له * حيث شاهد اصحاب تلك الارض المهجرين يقطنون في اطراف المدن التي اليها هجرو * حيث مساكنهم من خيم وفي احسن ظروفها بيت من صفيح* وهدم بيوت من بقو على روؤس اصحابها * وراح يسير رغم كثرة المشاهد المؤلمة راح يمشى بأتجاه النور * وفي لحظة****

حين كثرة عليه تلك المشاهد بداء يفكر بالتوقف عن المسير بل والعود الي الوراء فأعط ذلك النور دبره وبداء وكأنه سيعود من جيث اتى *ولكنه سمع صوت يناديه ويقول له هل مللت فهناك المزيد فتعال الي اني انتظرك منذ امد بعيد .

فتعجب من الصوت الذي سمع فرجع واتجه نحو النور فلم يجد احد ولكن الصوت اتى من اخر ذلك المرر * فقرر المضى قدما حتى يرى ماهو الجديد.

فراح يسير نحو النور الذي بأخر الممر * وفي كل كرة فيه يلتفت يرى موقف محزن جديد * حتي انه فضل ان يغمض عيناه من هول مارأى * وبداء يقترب الي النور ويقترب حتى انه شاهد مشهد تعجب منه كثيرا * ووقف عنده * حيث رأى اصحاب الارض جميعا يناشدوه بالسير نحو ذلك النور وان لايتوقف ولايستمع لااحد اراد ان يوقفه *

فنظر اليهم مبيتسم وفي قرارة نفسه يقول لاتقلقو فأني الي النور متجه واني اليه سأصل وراح يمشي واثق الخطى يمشي * ورغم كل شئ حدث قرر المضى قدما لا لن يعود حتى يصل ذلك النور ..

اعذروني للاطاله..

عجوري ولي الفخر
2-3-2012

جميلة هذه الاسقاطات الهادفة اخي عجوري

كم نتمنى ان نصل الى النور اخر اتلنفق بسلامة

موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .