العباسية "اليهودية" - يافا
العباسية
تقع إلى الشمال الشرقي من صفد وتبعد عنها 25كم، وتقع على نهر بانياس قرب الحدود السورية، واستولت سلطات الاحتلال على أراضيها البالغة مساحتها 15400 دونم،عدد سكانها عام 1931م حوالي 609 نسمة ارتفع عام 1945م إلى 830 نسمة بما فيها سكان قرية السمان الواقعة إلى الجنوب الشرقي من العباسية . كانت القرية تدعي يهود في العهد القديم، وكانت تحت سيطرة قبيلة دان . وعرفت العباسية في زمن الرومان بإسم يوديا ودعيت اليهودية في الحقبة ما بعد الرومانية . في سنة 1596 م كانت العباسية قرية في ناحية الرملة -لواء غزة- وعدد سكانها 693 نسمة وكانت تؤدي الضرائب على عدد من الغلال كالقمح والشعير والفاكهة والسمسم، بالإضافة الى عناصر أخرى من الإنتاج المحلي والمستغلات كالماعز وخلايا النحل. وقد ذكر الرحّالة الشامي متصوف البكري الصديقي الذي جال في المنطقة في أواسط القرن الثامن عشر أنه زار مقام النبي هودا هناك حيث مكث في القرية تلبية لدعوة صديق له وفي أواخر القرن التاسع عشر كان عدد سكان القرية يتراوح بين 800 و 1000 نسمة، وكانت مبنية من الطوب ومحاطة بشجر النخيل وكان سكانها يتزودون الماء من بركة قريبة وبلغ تعداد السكان في عام 1931م نحو 3*258 نسمة واستمر العدد في النمو الى أن وصل الى 5*800 نسمة وذلك في عام 1945 م . كان أغلب سكان العباسية من المسلمين حيث بلغ عددهم 5630 نسمة ، أما المسيحيين فكان عددهم عشرون نسمة والبقية المتبقة كانوا من اليهود ويقدر عددهم بـ 150 نسمة وفي سنة 1932 أعاد سكانها وذلك بإعاز من مدير مدرستها الأستاذ مصطفى الطاهر تسميتها بالعباسية إكراماً لذكرى شيخ يدعى العباس مدفون فيها بالإضافة الى الإشارة الى الخلافة العباسية أيضاً بلغ عدد المنازل في القرية نحو 772 منزلاً ، وكان فيها مسجدان : أحدهما كبير وله مئذنة يبلغ إرتفاعها 21 متراً وكان قائماً وسط القرية أول الأمر وما زال الى الآن ولكنه مهجور ومغلق، والثاني أصغر منه ويقع في الركن الشمالي الغربي من القرية أما توزيع السكان ونسب تملك الأراضى فكانت 17499 دونماَ مملوكة للعرب مقابا 1135 دونما مملوكة لليهود وذلك من المساحة الإجمالية للقرية والتي تقدر بـ 20*540 دونماً منها 1*906 دونما مشاع بعد سقوط الدولة العثمانية في عام 1917م وفي عهد الانتداب البريطاني قام اليهود بالاستيلاء على أراضي تابعة للعباسية وبنو عليها البيوت وزرعوا الأشجار إلى الشمال من العباسية الأرض في ذلك الوقت كانت مشاع وليس لها أصحاب إلا أنها تابعة للعباسية وفي سنة1920 و 1921 قام أهالي العباسية بالهجوم على المستعمرة وكانوا مسلحين بالعصي و الدكارين وليس معهم أي سلاح ناري في ذلك الوقت فتصدي لهم خيالة من السيخ بالرماح وهم هنود مجندين في الجيش البريطاني والذين كانوا يحرسون المستعمرة استشهد سبعة عشر في تلك المعركة * وبعد ذلك قام أهالي العباسية و مخاتيرها وعلى رأسهم الحاج محمد جبريل برفع دعوى قضائية لدي محاكم الانتداب البريطاني وطالبوا فيها أن يخلع الشجر ويهدم الحجر وبعد مدة صدر الحكم بأن يخلع الشجر ويهدم الحجر والى الآن لم يخلع الشجر ولم يهدم الحجر بل نحن الذين خلعنا وهم الذين هدموا بيوتنا وخلعوا أشجارنا وقتلوا شيوخنا ونسائنا وأطفالنا واحتلوا أرضنا والى الآن ((حسبنا الله ونعم الوكيل )). أسماء اللجنة التي شكلت في العباسية 1948 فضيلة الشيخ مصطفى أبو سلبد عالم أزهري فضيلة الشيخ خميس حمـــــــاد عالم أزهري زكـــي عبد الـــــــــــــــــرحيم مختار عبد الله الـــــــرشيـــــــــــــــــد مختار خــــــــميس الحجــــــــــــــــــة مختار يـــــــونـــــس الـــــــــــــحوراني مختار عـــــــــــــــلي أبــــــــــــو لاوي مختار ســـــــعيد عبد الله ســــــــــــــعيد وجيه محمــــــد عبد الـــــــحفيظ دلاش وجيه ســــــــعيد جـــــــــــــــــــــاد الله وجيه إسماعيل الـــــــــــحنطي وجيه وسكرتير اللجنة كانت مهمة هذه اللجنة وبالتعاون مع القيادة الإشراف عــــــــــلى الدفاع عن القرية وكل الأمور التي تهم أهالي قرية الـــــــــعباسية المناضلة* وكثير من الشباب المناضلين كـــــــانوا يمتلكـــــــــــون السلاح. ومنهم من باع ذهب زوجته لشراء السلاح والــــــــــــعتاد مـــــــن البريطانيين قبل رحيلهم تحسباً لهذا اليوم الموعود *الـــعباسية لها ماضي طويل في الصراع مع اليهود. وكانوا مناضلــــــــو العباسية يقومون بنجدة إخوانهم في المنطقة واشتركوا في كثير من المعارك. كانت العباسية خنجراً في صدر الصهاينة (( العباسية للنجدات)) القرية اليوم ما زال المسجد الرئيسي ومقام النبي هودا قائمين. أما المسجد فمهجور* وآخذ في التصدع في عدة مواضع منه* وأما المقام فهو مبني بالحجارة وله قبة. وثمة مقهى إسرائيلي يدعى (( مقهى تهر)) عند مدخل الشارع الرئيسي المعروف بزقاق الرمل. وقد بقيت عدة منازل: بعضها يسكنه اليهود من مستعمرة يهود* وبعضها الآخر مخصص لاستعمالات أخرى. وهناك منزل صالح للسكن مبني بالأسمنت* له سقف مائل وأبواب ونوافذ مستطيلة الشكل* ومدخله مسقوف بصفائح معدنية متموجة. وقد حول منزل آخر* مبني بالأسمنت ومؤلف من طبقتين الى مبنى تجاري. ولهذا المبنى أبواب ونوافذ مستطيلة وسقف قرميدي أشبه بخيمة. أما الأراضي المحيطة بموقع القرية فيغطي البناء جزءا منها فحسب* وأما الباقي فمهمل وتنبت أشجار الصنوبر وشوك المسيح فيه. http://www.ajooronline.com/up/uploads/14360876651.jpg |
http://www.al-abbasiyya.ps/pages/ar/...s/families.gif
يتألف سكان البلدة من خمس حمائل ينتظم بها كافة السكان وعلى رأس كل حامولة مختار يقوم بتمثيلها لدى الجهات والدوائر الرسمية كما يمثلها في منازعاتها مع الحمائل الأخرى أو أية جهة من خارج البلدة وهذه الحمائل هي الحميدات والدلالشة والبطانجة والمناصرة والمصاروة* وهي بأصولها مختلفة تمثل شريحة حية أو مقطعا عريضا لفئات السكان في مختلف أنحاء البلاد والتي تتألف في مجموعها من مختلف العناصر التي استوطنت البلاد منذ الأزل فأهل فلسطين هم من سلائل الكنعانيين الفلسطينيين وغيره من القبائل السامية القديمة الذين عاشوا فيها باستمرار وبغير انقطاع منذ فجر التاريخ ولمدة تزيد عن أربعة آلاف عام وقد انصهر في العرق الفلسطيني ساكن البلاد عناصر من أجناس أخرى وطئت فلسطين كغزاة وتجار وحجاج وغيرهم مثل المصريين القدماء وسكان وادي الرافدين وهما العنصران اللذان تداولا السيطرة على البلاد لفترات طويلة ومن بعدهم اليونان والرومان والفرس وغيرهم من المحتلين وقبل الفتح الإسلامي تدفقت على البلاد موجات من قبائل عربية جاءت إليها من جزية العرب وهي في معظمها من أصول يمينية قحطا نية مثل قبائل لخم وجذام وعاملة وغيرها من قبائل اليمن فطبعت البلاد بطابع عربي واضح حيث كانوا حينئذ يشكلون الغالبية العظمى من السكان ولما جاء الفتح الإسلامي تدافعت على البلاد موجات أخرى من القبائل العربية مثل قبائل طي وقيس وكنانه لعبت دورا كبيرا في حياة البلاد احتفظ بديانة المسيحية فان البلاد أصبحت بمجموعها عربية كاملة العروبة وتدين بمعظم عناصرها بدين الإسلام فأصبح العرب المسلمون يشكلون الأغلبية الساحقة من سكان البلاد وفي عهود الدول الإسلامية غير العربية التي حكمت البلاد في العصور المتأخرة مثل الأيوبيين والمماليك والأتراك استقر في البلاد أعداد كبيرة من جنود الجيوش الإسلامية وانصهروا بالسكان فأصبحوا جزءا لا يتجزأ من تركيبة الشعب الفلسطيني فنادرا ما تخلو قرية أو مدينة فلسطينية من عناصر مصرية أو كردية أو تركمانية أو مملوكية أو غيرها من العناصر الإسلامية مثل البشناق والأرناؤوط والمغربة وغيرهم. وسكان البلدة هم شريحة حية من عناصر مختلفة سكنت البلاد على مر الأيام والعصور * ففي البلدة من يعود بأصله إلى قبائل عربية مثل لخم وبهراء ومن عناصر من الجيوش الإسلامية مثل المماليك وجيوش محمد على باشا حاكم مصر كما أن منهم من قدم إلى البلدة من قرى ومدن من مختلف أنحاء البلاد جنوبها وشمالها ووسطها * سهلها وجبلها وهذه نبذه عن حمائل البلدة:
|
المهن والحرف اقتصاديات البلدة
http://www.al-abbasiyya.ps/pages/ar/...ottom_left.gifhttp://www.al-abbasiyya.ps/pages/ar/...ottom_righ.gif http://www.al-abbasiyya.ps/pages/ar/...op_left.gi.gifhttp://www.al-abbasiyya.ps/pages/ar/...ing_top_bg.gifhttp://www.al-abbasiyya.ps/pages/ar/...op_right.g.gifhttp://www.al-abbasiyya.ps/pages/ar/...ng_left_bg.gif كانت البلدة على الدوام من أغنى القرى في فلسين ففي حوزتها أكبر مساحة من الأراضي في قضاء يافا وأراضيها من أخصب وأجود الأراضي في البلاد فهي صالحة لكل المزروعات فيها بيارات الحمضيات الواسعة وكروم الزيتون وأشجار الفواكه بأنواعها * فيها النخيل والجميز والتوت والصبر (التين الشوكي ) و يزرع فيها مساحات واسعة من الحبوب على مختلف أنواعها القمح والذرة والشعير والسمسم والترمس والبقوليات من عدس وفول وكرسنه * بطيخها وشمامها وخضارها من أدود الأنواع وفي متناول الناس طيلة أيام السنة وأهلها يتميزون بالنشاط الجم والذكاء الوافر يزاولون نشاطات متعددة تدر عليهم أموالا كثيرة وقد قدرت واردات البلدة في السنوات الأخيرة بحوالي 400000 جنيه فلسطيني في السنة وهو بمقياس ذلك الزمان مبلغ كبير جدا لم تصل إليه قرية سواها في كل أنحاء البلاد |
http://www.al-abbasiyya.ps/pages/ar/...isto.Kanan.gif
على بقعة من الأرض كانت تقوم عليها قرية يهود الكنعانية بنيت قريتنا بناها الكنعانيون في فجر العصر التاريخي عندما نزلوا هذه الديار حوالي (2500) ق م بنوها مع عدد من المواقع في المنطقة منها على سبيل المثال مدينة يافو( يافا) وقرى أفيق ( رأس العين) وجث رمون ( تل جريشه) على نهر العوجا وبيت داحون (بيت دجن) وبني برق ( الخيريه ) واونو ( كفر عانه ) وارسوف (سيدنا علي ) ايلون ( يالو) وجمزو وحديد ( الحديثه) . بداية لا بد من وقفة عند تسمية البلدة باسم يهود والتي حرفت في أوقات لاحقة حتى أصبحت تعرف باسم اليهودية* وبقيت تحمل هذا الاسم حتى عام 1936 م عندما قام أهالي البلدة بناءاً على مبادرة من مثقفيها بتغير اسمها إلى العباسية * وذلك منعا للالتباس الذي يسببه الاسم. إن هذا الاسم لا علاقة له باليهود واليهودية كما يتبادر إلى أذهان الكثيرين فالتسمية اسبق بكثير من عصر التواجد اليهودي المزعوم في البلاد، حيث أن هذا التواجد اليهودي المزعوم تم بعد بناء القرية بمدة طويلة من الزمن تزيد عن ألف وخمسمائة أو ألفي عام. وفي ذلك الحين لم يكن هناك لا يهود ولا يهودية* حيث برز هذا الاسم فقط عند انقسام دولة النبيين داود وابنه سليمان عليهما السلام بعد موت سليمان. وكان ذلك حين انقسمت دولة داوود وسليمان الموحدة إلى قسمين: مملكة يهودا في القدس ومملكة إسرائيل في شكيم (نابلس) وسميت المملكة الجنوبية بمملكة يهودا نسبة إلى سبط يهودا احد أبناء يعقوب عليه السلام. و"يهود" كغيرها من المدن والقرى في مختلف أنحاء البلاد بناها العرب الساميون الذين قدموا إلى فلسطين ومنطقة الهلال الخصيب من جزيرة العرب في موجات متلاحقة امورية وكنعانية وآرامية فانشؤوا فيها حضارة متقدمة * وزرعوا أرضها بالمدن والقرى والمستقرات الزراعية : أريحا ومجدوا وعكو واورسالم وبيت شان ويافو وعسقلون واشدود وغيرها . كما غطوا أرضها المعطاء بالحقول الخضراء والتي تفيض لبنا وعسلا. وهذا الشعب العربي السامي الذي وصفه كتبة التوراة بأنه قوي كالبلوط * قامته مثل شجر السنديان استمر وجوده في البلاد حتى أيامنا هذه وهو الذي أعطى المدن والقرى والأنهار والجبال والمواقع أسماءها فأسماء المواقع في بلادنا تحدرت إلينا من أجيال بعيدة . قد تنطق هذه الأسماء عن معاني أو لا تنطق ولأننا نعرف لغة الأقوام السابقة معرفة يقينية فإننا نكتفي بالقول أنها أسماء كنعانية أو أرامية وكلها عربية قديمة في أساسها تؤلف مع اللغة الحميرية والسبئية والحبشية والعربية القديمة مجموعة اللغات السامية والتي تبلورت في شكلها النهائي ( اللغة العربية الحديثة) لغة القرآن الكريم حافظها إلى الأبد. ومع أن البلاد خضعت لحكم كثير من الأمم والأقوام مثل الفرس واليونان والرومان والصليبين وغيرهم* فان أثر هؤلاء الغزاة كان ضئيلا في تسمية الأماكن والمواقع فاليونان والرومان مثلا استمر وجودهم في البلاد فترة طويلة من الزمن امتدت من عام 332 ق م إلى عام 636 م وقد أطلقوا أسماء جديدة على كثير من المواقع في مختلف بلاد الشام بأسماء غير سامية لكن عامة الشعب لم تأخذ بهذه الأسماء الغريبة عن لغتهم وعندما غادر الفاتح بلادهم عادت الأسماء إلى ما كانت عليه سابقا وهذه الظاهرة ما زالت موجودة حتى الآن* فكثير من الأماكن التي حاول البعض تغيير أسمائها تحمل أسماء أشخاص متنفذين بقي الناس يستعملون أسمائها القديمة متجاهلين الأسماء الحديدة والأمثلة على ذلك كثيرة ومرئية. أما بالنسبة لليهود بالذات فان وجودهم كان عابرا ولمدة قصيرة من الزمن _ وهم في الأصل جاءوا البلاد كمجموعات من خلائط عرقية مختلفة عرف التاريخ القديم الأولين منهم باسم العبيرو او الخابيرو وهو مسمى يدل على جنسية معينة فقد تكون الجماعة او يكون الفرد من أية جنسية او من أي قبيلة ويكون مع ذلك عبيرو والتي قد تكون مشتقة من معنى العبور من منطقة لأخرى . فالعبيرو هم عبارة عن مجموعات من البدو الذين يمتهنون الرعي قدموا إلى البلاد طمعا في مراعيها الخصبة. وكانت فلسطين آنذاك عامرة بالمدن والقرى تنعم بحضارة مزدهرة تشمل كافة مناحي الحياة. وفي ذلك الحين لم تكن لمجموعات العبيرو هذه لغة خاصة بهم فتكلموا لغة أهل البلاد. لغة كنعان حسب تعبير كتبة التوراة* كما اقتبسوا حضارتهم وحتى طقوسهم الدينية وفي بابل كتبوا توراتهم باللغة السائدة آنذاك وهي اللغة الآرامية وكانت آنذاك بمثابة لغة دولية وقد أسموها أرامية التوراة وكانت هذه اللغة هي الأساس الذي انبثقت منه اللغة العبرية فهذه اللغة أصلا هي منبثقة عن الكنعانية شقيقتها الآرامية وهذا بالذات هو سبب الالتباس حيث تبدو الأسماء وكأنها عبرية الأصل. نقطة أخرى جديرة بالانتباه وهي أن الوجود اليهودي في فلسطين بقي محافظا على طبيعته البدوية* والمعروف عن المجتمعات البدوية أنها لا تترك آثارا عمرانيا. فلم يعرف عنهم * وحتى هم أنفسهم لا يدعون بناء مدينة او قرية في فلسطين كلها . ولا يوجد في البلاد أية مدينة او قرية يعود بناؤها إلى زمن التواجد اليهودي في البلاد. كما انه أصبح من المعلوم الآن أن أسماء مثل إسرائيل وصهيون واورسالم ويهود أسماء لاماكن وأشخاص كانت متداولة في البلاد منذ أزمان بعيدة فهي أسماء كنعانية قديمة . جاء في توراة اليهود مثلا أن عيسو ابن اسحاق لما صار عمره أربعين سنة اتخذ يهوديت بنت بئيرة الحثي زوجة له فكانت مرارة نفس لإسحق ورفقه . كما جاء في كتاب ( العرب والساميون والعبرانيون وبني إسرائيل واليهود) . لمؤلفة الدكتور احمد داود انه ورد في النصوص السومرية والأكادية ان الرب امر جوديا العربي السومري ( وجوديا هو الاسم الذي حرف إليه اسم البلدة في عهد الرومان) ان يبني له بيتا يليق به في حورانينا ( كهف السيدة) فيهود وجوديا وهي الأسماء التي حملتها القرية قبل ان يصبح اسمها اليهودية. كانت أسماء متداولة في المنطقة العربية قبل ظهور اليهود فيها بمدة طويلة من الزمن. كما ذكرنا فإننا وان كنا لا نعرف معاني هذه الأسماء معرفة يقينية * إلا انه لا يمكن لأحد ان يتجاهل أصلها السامي العربي * فهذه اللغة السامية العربية هي الأساس التي انبثقت منه اللغة العربية بالنسبة إلى مقام النبي هودا الموجود في البلدة والذي ساد الاعتقاد بان اسم البلدة ينسب إليه فهو واحد من المقامات الكثيرة التي بناها القادة المسلمون أثناء الحروب الصليبية مثل صلاح الدين والظاهر بيبرس. وضمت على ما يعتقد قبور عدد من شهداء المسلمين الذين استشهدوا أثناء هذه الحروب . وقد هدف القادة من إشهارها تعميق الشعور الديني في قلوب المسلمين وإبراز الطابع المقدس للبلاد ووجوب الدفاع عنها وتطهيرها من الغزاة والطامعين ربما كان اسم البلدة هو الذي أوحى باسم صاحب المقام وليس العكس. قيل ان النبي هودا المذكور ربما يكون يهوذا بن يعقوب . ومع ان المنطق التاريخي يأبى هذا الزعم ويؤكد استحالته حيث ان يعقوب وأبناءه رحلوا إلى مصر بناءا على استدعاء يوسف عليه السلام لهم وماتوا ودفنوا هناك فانه ليس من المستغرب ان ينظر العربي المسلم نظرة تقدير واحترام لمثل هذا النبي ولمثل مقام النبي روبين ومقام النبي موسى فهذا النبي وإخوانه الأسباط لأبناء يعقوب عليه وعليهم السلام من الأنبياء الموحدين الذين بعثهم الله لهداية البشر ولا علاقة لهم البتة بالديانة اليهودية التي لليهود اليوم. بقيت البلدة معروفة بهذا الاسم حتى مجيء الرومان حيث حرف الاسم إلى يوديا (jeodea ) وكانت آنذاك قرية من أعمال اونو (كفر عانة) . بعد العصر الروماني حرف الاسم إلى ( اليهودية) وبقيت تعرف طوال العصور الإسلامية بهذا الاسم حتى عام 1932 م ( وحسب المؤرخ عارف العارف عام 1936) عندما طلب المجلس المحلي والمثقفون في القرية تغيير الاسم فأصبحت تعرف ب ( العباسية) نسبة إلى مقام الشيخ عباس الموجود فيها والذي قيل انه ربما يكون الفضل بن عباس رضي الله عنهما وكذلك تيمنا بالدولة العباسية التي بلغت فيها الأمة الاسلاميه أقصى اتساع لها . وقد تم هذا التغيير كما يقول عارف العارف بمبادرة من الأستاذ مصطفى الطاهر والذي كان في ذلك الحين مديرا لمدرسة القرية هو بالمناسبة من شباب يافا الوطنيين كان ينتسب لتنظيم سياسي وطني يعرف ب (الجبهة العربية) وقد مثل هذا التنظيم في اللجنة القومية في لواء يافا عام 1947م عند صدور قرار التقسيم. بقيت عامرة بالسكان حتى أواخر العصر الروماني في فلسطين* وفي العهود الإسلامية الأولى عصر الراشدين والعصر الأموي والعصر العباسي لم ير ذكر للقرية بين قرى المنطقة في تلك العهود. وقد عاد اسمها للظهور في بداية العصر المملوكي وبالتحديد في عصر الظاهر بيبرس فقد وردت ضمن قرى ما كان يعرف بنيابة غزة قضاء الرملة . حيث لم تكن فلسطين بحدودها الحالية تشكل إقليما منفصلا واضح المعالم بل كانت تمثل جزءاً من بلاد الشام يعاد تقسيمها وتنظيمها من آونة لأخرى. |
http://www.al-abbasiyya.ps/pages/ar/...les/otoman.gif
في عهد المماليك كانت الديار الفلسطينية تنتظم في ثلاث وحدات إدارية وأحدثها تعرف ب ( نيابة) وهذه النيابات هي نيابة صفد ضمت المناطق الشمالية من البلاد ( الجليل الأعلى) مع بعض قرى سوريا ولبنان ونيابة القدس ضمت الأجزاء الوسطى من البلاد * ونيابة غزة في الجنوب والساحل الفلسطيني من شمال يافا حتى جنوب غزة. وكانت هذه النيابات تقسم إلى أقضية * فكانت بلدتنا ضمن قرى قضاء الرملة التابع لنيابة غزة المذكورة. عندما اجتاحت جيوش الفرنجة الشرق العربي واستولت على مدينة القدس حيث قامت فيها المملكة اللاتينية * تكثف الوجود الصليبي في منطقة الساحل الفلسطيني حيث تقع الموانئ التي تربط البلاد بالمقاطعات الأوروبية وكانت مدينة يافا تلعب الدور الرئيسي في ذلك الحين* فهي اقرب الموانئ إلى مدينة القدس حيث توجد الأماكن المقدسة التي يحج إليها المسيحيون كل عام. ونتيجة لذلك تعرضت هذه المنطقة إلى ما يقرب من التفريغ الكامل من السكان المسلمين اصحاب البلاد. وعندما بدأ المسلمون في تحقيق الانتصار النهائي على الصليبيين وتطهير البلاد من وجودهم الذي استمر فترة تقارب ألمائتي عام* وكانت بداية ذلك الانتصار النهائي في عهد الملك الظاهر بيبرس فبدأت في عهده حملة لاعمار البلاد وإعادة السكان المسلمين إلى قراهم * فقام رحمه الله بحملة اعمار واسعة في المنطقة * حيث بنا جسر جنداس على مجرى الوادي الكبير جنوب القرية وأعاد اعمار بلدة رأس العين الواقعة شمال شرق البلدة * وقام بتوزيع الأراضي على قادة الجيش الفرسان كإقطاعيات * فكان ان سكن القرية مجموعة من هؤلاء. وما زالت إحدى اكبر عائلات البلدة تحتفظ حتى يومنا هذا باسم عائلة ظاهر * نسبة إلى القائد الفذ * الذي حقق انتصارات باهرة على أعداء الإسلام من مغول وصليبيين . والذي كان بحق احد أعظم القادة المسلمين الذين طبعوا البلاد بطابعهم الخاص* وكان لهم بذلك أعظم الأثر في تاريخ هذه البلاد. استمرت البلدة في النمو والاتساع منذ ذلك الحين * فقد اجتذبت المزيد من السكان الذين كانوا يتوافدون على البلدة من مختلف الأنحاء البلاد فهي تتمتع بموقع ممتاز * قريبه من المدن الرئيسة في المنطقة . وأراضيها من أخصب الأراضي وأجودها *صالحة لمختلف المزروعات من أشجار وحبوب وخضراوات . وفدت إلى البلدة مجموعات من الخليل ونحف ودير دبوان ورفيليا وحمامة ودير طريف وحوران ومن المناطق الجبلية القريبة( ربما من مهجري قرية ملبس). كما استقر فيها مجموعة من المصريين الذين تخلفوا في البلاد بعد انسحاب حملة إبراهيم باشا منها حوالي سنة 1840 م. وقد عاش الجميع فيها حياة آمنة مطمئنة وامتزجوا فيها امتزاج الماء باللبن ينعمون فيها من خير وفير. ومن الجدير بالملاحظة في هذا المجال ان البلدة كانت على الدوام من أكثر القرى جذبا للسكان* ولم تحدث هجرة معاكسة منها إلى مناطق أخرى* ولم يحدث ان غادرها احد سوى أفراد قلائل لا يزيد عددهم عن أصابع اليد الواحدة ولأسباب شخصية بحتة * فقد كانت على الدوام آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان* أهلها يميلون إلى البساطة والطيبة * متحدون في كل المناسبات * متكاتفون في السراء والضراء * بعيدون عن التشاحن والبغضاء. وهذا الاستقرار الذي نعمت به القرية أدى إلى ازدهارها فساعد وأدى إلى ازدهار الزراعة كما ساعد في قيام حركة تجارية نشطة * فكانت على الدوام من أغنى القرى الفلسطينية وأكثرها ازدهارا. كان العثمانيون يولون فلسطين عناية خاصة وذلك تقديرا لقدسيتها وللمكانة الخاصة التي تحتلها في قلوب المسلمين في مختلف أنحاء الامبراطوريه فأكثروا فيها من بناء المساجد والزوايا والتكايا لتقديم المساعدات للفقراء وحجاج الأماكن المقدسة والمنقطعين إلى العبادة من العلماء والمتصوفين . وفي عام 1552 م أقامت روكسيلانا زوجة السلطان سليمان القانوني تكية خاصكي سلطان وتدعى أيضا العمارة العامرة في موقع قريب من باب العامود في مدينة القدس وكانت هذه التكية تضم مطبخا وفرنا وخمسين حجرة وخانا واسعا أوقفته على أبناء السبيل وتعتبر هذه التكية من أهم المؤسسات الخيرية التي اهتم الخلفاء العثمانيون بإنشائها في الأراضي المقدسة حيث كانت تقدم معونات للفقراء والمحتاجين* كما كانت تنفق على بعض الزوايا كزاوية الهنود . وقد أوقفت على هذه التكية أوقاف كثيرة جدا حتى تتمكن من الاستمرار في تقديم المساعدات على أكمل وجه وتنتشر هذه الأوقاف في سناجق القدس وغزة ونابلس وطرابلس وغيرها * ومن هذه الأوقاف قرية اليهودية* وقرية بيت دجن وقرية رنطية (رنبيه) وقرية قاقون وقرية يازور وجنداس وخربثا وعنابة وقرية سبطارة وبير ماعين الكنيسة( ناحية الرملة) وكفر عانة وبيت اكسا وقرية لد بالإضافة إلى حصص في قرى بيت لحم وبيت جالا وقرية الجيب و أوقاف أخرى في طرابلس الشام وغيرها ومزارع في أنحاء مختلفة . وكان يتم اختيار المتولي على الوقف ( المسئول ) عن تحصيل واردات الوقف وصرفها في نواحي الخير المختلفة * من علية القوم من عناصر تركية او محلية بموجب فرمان سلطاني وآخر من تولى هذا الوقف هم آل درويش من قرية المالحة. في عام 1596 م كانت البلدة قرية في ناحية الرملة لواء غزة عدد سكانها 693 نسمة وكانت تؤدي ضرائب على عدد من الغلال كالقمح والشعير والفاكهة والسمسم وعناصر أخرى من المستغلات كالماعز والنحل * في أواخر القرن التاسع عشر كان عدد سكانها يتراوح بين 800-1000 وكانت بيوتها من الطوب ومحاطة بأشجار النخيل * وكان سكانها يتزودون بالمياه من بركة قريبة. ذكر الرحالة الشامي البكري الصديقي في كتابه ( الرحلة إلى جبل لبنان) والذي جال فيه المنطقة في أواسط القرن الثامن عشر زيارته للقرية فقال: (ونزلنا وانعطفنا إلى زيارة سيدنا يهوذا انعطافا وبتنا بقريته المأنونسه في دعوة الصديق الشيخ إبراهيم الخليلي القاسمي) . أما اسعد بن مصطفى اللقيمي المتوفى عام 1764 م فقد ذكر في سوانح الانس : ( بعد سبطاره مررنا على قرية بها مقام يهوذا بعيدة عن طريق الجادة 3 ساعات تماما * فرمنا الوصول إلى تلك الأعتاب والاستمداد من مدده المستطاب فعاقني عدم الرفيق وخوف قطاع الطرق فقرات ما تيسر. من هاتين الإشارتين للرحالة البكري الصديقي واسعد اللقيمي والتي تمت كلتاهما في منتصف القرن الثامن عشر تعطينا فكرة عن الأوضاع السائدة في تلك الفترة * فالأمن غير مستتب وقطاع الطرق يزرعون الخوف في المنطقة وان القرية كانت منعزلة عن الطريق العام الذي يصل بين يافا والقدس حيث يظهر ان الطريق المستعملة آنذاك كانت طريق يافا بيت دجن السافرية الرملة ومنها إلى القدس. ذكرت سالنامة ولاية سورية لسنة 1871م بأنها تتبع لناحية اللد ويبلغ عدد سكانها حوالي 1230 نسمة يشغلون 246 خانة بينما أشارت الوثائق الشرعية وسجلات الأراضي إلى أنها تتبع لمركز قضاء يافا وقد مر بها الرحالتان كوندر وكنشنر سنة 1882 م وذكرا أنها قرية كبيرة محاطة بأشجار النخيل وقدرا عدد سكانها ما بين 800-1000 نسمة |
الساعة الآن 06:52 AM بتوقيت عمان |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. Designed & TranZ By
Almuhajir