عرض مشاركة واحدة
قديم 06-21-2012, 01:45 PM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
اسماعيل السلاق
عضو ماسي
إحصائية العضو






 

اسماعيل السلاق غير متواجد حالياً

 


افتراضي


وتناوب شبان وفتية على سرد ما يعرفونه من قصص وحكايات وتاريخ للشهداء الثلاثة، فقال ليث صبح المنحدر من أم الزينات قرب حيفا: لم نتعلم في المنهاج عنهم، وسمعنا أغنيتهم، ولا نعرف تاريخ استشهادهم، وللأسف اهتمامات جيلنا بعيدة عن تاريخنا، ونتابع الرياضة أكثر.

وأشار خالد رائد جعايصة، الذي ينتسب لبلدة الكفرين، إلى خلو ذاكرة الشبان من التاريخ، فهو لا يعرف البلدان التي ولد فيها جمجوم وحجازي والزير، ولا يلم بتاريخ إعدامهم الذي حدث في السابع عشر من حزيران عام 1930. لكن الشاب محمد جمال أبو تايه المرتبط بقرية أبو شوشة يؤكد أنه عرف الكثير عنهم من أغنية فرقة العاشقين الشهيرة، وعلم بتاريخ استشهادهم، ومكانه في سجن عكا، التي لم يزرها في حياته، ويخطط لذلك، مثلما يحرص على مشاهدة سجنها.

يقول: لا نناقش قضايا تاريخية، واهتمامات جيلنا بعيدة عن واقعنا، ونتمنى أن نشاهد فضائية متخصصة بالثقافة الوطنية. غير أن مؤمن فتحي الذي يعرف عن بلدة أجداده الكفرين الكثير، يقر بخلو مناهجهم المدرسي من قصة الشهداء الثلاثة، مثلما لم يقرأ في الماضي عن حياتهم.

بينما عرف الشاب محمد سعيد عبد الهادي، المنحدر من صبارين سيرة الشهداء من خلال شريط كاسيت، كان في منزل عائلة، وسمعه مراراً، وحفظ أغنيته عن عكا وسجنها وأبطالها ومندوبها السامي. غير أن نزار محمد جعايصة، الذي لا يخفي حنينه إلى الكفرين المجاورة لحيفا. يقول: عرفت من روايات الأجداد في هذه الندوة، عن الشهداء، وبالتأكيد لن أننسى ما قيل عنهم مستقبلاً، وأعجبت ببطولتهم، وسأستمع إلى أغنيتهم، واقرأ عن سيرتهم باستمرار.

بعدها، سردت مقاطع تاريخية من سيرة الشهداء، إذ كان فؤاد حسن حجازي (مواليد عام 1904) أول الشهداء الثلاثة الذين أعدمتهم سلطات الانتداب في سجن عكا عقب ثورة البراق وأصغرهم سنا. ولد في صفد وتلقى فيها دراسته الابتدائية ثم الثانوية في الكلية الاسكتلندية، وأتم دراسته الجامعية في الجامعة الأمريكية ببيروت. وعرف منذ صغره بشجاعته وجرأته وحبه لوطنه.

أما محمد خليل جمجوم (ولد عام1902) فكان يتقدم المظاهرات التي تقوم في أرجاء مدينة الخليل احتجاجا على شراء أراضي العرب أو اغتصابها. وحينما أبلغهم الجلاد موعد تنفيذ الحكم بدأ محمد جمجوم ورفيقاه بإنشاد نشيد: "يا ظلام السجن خيم"، ثم استقبلوا زائريهم قبل إعدامهم بساعة وأخذوا بتعزيتهم وتشجيعهم وهم وقوف بملابس السجن الحمراء. وفي الساعة التاسعة من اليوم نفسه، نفذ حكم الإعدام شنقا به، وكان ثاني القافلة الثلاثية رغم أنه كان مقررا أن يكون ثالثهما، فقد حطم قيده وزاحم رفيقه عطا الزير على الدور الثاني.

بينما ولد عطا أحمد الزير عام(1895) في مدينة الخليل، وألم بالقراءة والكتابة، وكان يقرض الشعر أحيانا، وعمل في عدة مهن يدوية، واشتغل في الزراعة، وعرف عنه منذ الصغر جرأته وقوته الجسمانية،واشترك في المظاهرات التي شهدتها الخليل احتجاجا على هجرة اليهود إليها وإلى فلسطين.

وفي ثورة البراق عام 1929 هب الزير مع غيره من سكان الخليل مدافعا عن أهله ووطنه، و يوم الثلاثاء 17/ 6/ 1930 الموعد الذي حدد لتنفيذ حكم الإعدام استقبل الشهداء زائريهم بملابس الإعدام الحمراء قبل ذلك بساعة.

ثم طلب حناء ليخضب بها يديه على عادة أهل الخليل في أعراسهم وأفراحهم، وقد طلب زميله ورفيقه محمد جمجوم أن يُشنق قبله، وفاز بأمنيته.

وعندما قاده جلاده إلى منصة الإعدام طلب أن تفك قيوده لأنه لا يخشى الموت، فرفض طلبه، وعندها حطم عطا الزير السلاسل بقوة عضلاته، وتقدم نحو المشنقة رافع رأسه مبتسما.

ومما كتبه في رسالته بلهجة فلاحية قبل يوم واحد من رحيله: "زغردي يما لو خبر موتي أجاك زغردي، لا تحزني يوم انشنق شو ما العدو يعمل روحي، أنا يما عن هالوطن ما بتفترق بكره بعود البطل ويضل في حداكِ حامل معو روحه ليقاتل عداكِ، لا تزعلي لو تندهي وينو عطا كل الشباب تردْ فتيان مثل الورد كلهم حماس، وجدْ لما بنادي الوطن بيجو ومالهم عدْ وفري دموع الحزن يما لا تلبسي الأسود، يوم العدا بأرض الوطن يوم أسود هدي شباب الوطن بتثور، كلهم عطا كلهم فؤاد ومحمد والشمس لما تهل لازم يزول الليل، يا معود فوق القبر يما ازرعي الزيتون حتى العنب يما والتين والليمون، طعمي شباب الحي لا تحرمي ال، هدي وصية شاب جرب الحرمان اسمي عطا وأهل العطا كثار والجود لأرض الوطن واجب على الثوار جبال الوطن بتئن ولرجالها، بتحن حتى كروم العنب مشتاقة للثوار سلمي على الجيران سلمي على الحارةْ حمدان وعبد الحي وبنت العبد سارةْ، راجع أنا يما وحامل بشارَةْ، عمر الوطن يما ما بينسى ثوارَهْ، لما بطول الليل وبتزيد أسرارُه، وجرح الوطن بمتد وبتفيض أنهارُه، راجع بطلة فجر حامل معي انوارُه، حتى نضوي الوطن ويعودوا أحرارُه."

وقال منسق وزارة الإعلام في طوباس والأغوار عبد الباسط خلف إن الندوة تأتي في سياق إحياء التاريخ الشفوي الذي تسعى الوزارة إلى تفعيله ونشره وتوثيقه ليس للنكبة فحسب، وإنما لملامح بارزة من تاريخنا الوطني، لما يمتلكه من سلطة معنوية، وما يمتاز به من "هالة روحية".

وأضاف أن الوزارة ستطلق عما قريب برنامجًا للتوثيق المرئي لرجال ونساء عاصروا النكبة، ومحطات أخرى في تاريخنا الوطني، قبل أن يتسلل الموت إليهم-لا قدر الله-.







رد مع اقتباس