عرض مشاركة واحدة
قديم 08-02-2011, 12:28 PM رقم المشاركة : 404
معلومات العضو
عمر ثلجي
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية عمر ثلجي
إحصائية العضو






 

عمر ثلجي غير متواجد حالياً

 


افتراضي


العُقـاب .. الطائـر اللـذي لايعـرف المـوت





سيّد السماء أو ملك الطيور كما يقال ؛ و هما ضمن ألقاب عديدة لطائر كاسر من سباع الطير العتاق

يُعرف : ( بالعُقاب ) وهو من أشرفها . و عندما تقول العرب بالإطلاق ( سباع الطير) هكذا * إنما يعنون

به كل طير يأكل اللحم الخالص فيسمى حينئذ : ( سبع ) .

و السبع هو كل آكل هذه صفته - أي لا يأكلإلا اللحم فقط


وقد وضعوا هذه السباع الطائرة في نوعين هما :
الأول منها هي : العتاق الكريمة
و النوع الآخر هي : اللئام * لخسة طبعها .


أما العتاق الكريمة فهي : العُقاب* و الصقر* و الباز * والشاهين . وهي الأشهر .لأنها تأكل من كسب

مَنْسِرها ومخلبها * و تأنف أكل الجيف والميتة إلا إذا قُهرتْ عليها و شارفت على الهلاك .

و أما الخسيسة ، فأشهرها هي : النسور * و البوم * و الرخم * و الغربان .

والتي تعيش على الجيف و الميتة وتريكة غيرها من السباع .



و العقاب الذهبي على وجه الخصوص طائر باتع غشوم لا يهاب *

و متهور مندفع * إن بلغ به الجوع مبلغاً عظيماً لا يحتمله *

" وهو عندما يُحَلَّقُ في السماء ويُطرقها * لا يجرؤ طائر ذو جناح يرف على التحليق معه أو تحته "*
ولا يدبّ على الأرض دابٌ من صيد إلا هابه * و تفزع منه الوحوش جميعاً من ذئاب

وثعالب وضباع و أشباهها* فإن اصطادت لها شيئاً انتزعهُ منها وترك لها السلامة . و إن خلت في

فلاة دون صيد تقتاته لنفسها اصطادها هي .


وكان الملك امرؤ القيس شاهد على هذا * حينما رأى عقاب انكبت من سقف السماء على ذئب في فلاة

قاحلة – و الذئب الذئب ! - فأدركته بمخلبها فشقت جنبه وفجرت عروقه * فلجأ إلى جحر ليندس

فيه ويأمن به عنها ولكن :

ما أخطأته المنايا قيس أنملة .. ولا تَحرَّز إلا وهو مكروب ُ

وظل منجحراً منها يراقبها .. ويرقب العيش إن العيش محبوبُ



و يخطئ الكثيرون في عدم التفريق بينه وبين النسر * ذلك الطائر اللئيم ؛ حتى في التسمية .. لقلة المعرفة

و الخبرة وانقطاعهم إلى المدن و هجرهم للصحراء* وهو أمر متفشٍ جداً في غالب الأدبيات والمعارف

العربية الموجودة من حولنا اليوم .


و العُقاب لكبرياء في خلقته لا يرضى لأحد أن يشاركه فرائسه * و إن كان هذا الشريك عقاب مثله * نقيض

النسر .. الذي لا يصطاد لنفسه شيئاً أبداً * بل هو عالة على كل حر من سباع الطير و الحيوان * و رزقه

على ما يلفظونه له من فتات * وعلى كل مريضة يدركها الموت * أو يسقطها الجوع و الظمأ . رغم أنه

يفوق العُقاب بدرجات بيّنة * في قوة البدن * و عظم الحجم * وطول السنين . لكن الدناءة فيه قد

تغلغلت* ونخرت عصبه وقلبه وعظامه * للدرجة التي يعجز من الدنو إلى صيد كسير عاجز عن نفسه حتى

تزهق نفسه * ويسقط على الأرض جثة بلا حركة * وحينها .. يقترب على شك * وعلى ريبة * و على حذر !


ولهذا كان العُقاب أينما يممتَ ناظريك * أحد رموز البأس و الشجاعة عند الشعوب باختلاف ثقافاتهم*

و على مر العصور المتعاقبة في المعارف الإنسانية وآدابها . فتراه في أسماء الرجال و ألقابهم

و في شعارات الأحزاب والمنظمات * وأعلام الدول كالدول العربية * وعلى أسراب الطائرات و الكتائب

ورايات الجيوش وما إلى ذلك .






و العُقاب من الطيور التي يشق ترويضها * مالم يتداركُ هيثماً أي صغيراً غض الأطراف * و إلا فلا سبيل

إليه بعد أن يشب ويكبر * إلا في حالات لا يعول عليها . لغلبة طبع الجسارة و الاستيحاش عنده .

ويستلزم أمر ترويضه وتدريبه لأربع سنين متتالية في معظم الأحيان * لا يفتأ صاحبه ولا يكل عن العناية

به وتطويعه خلالها * حتى يملك أمره و يستحكم منه كل الاستحكام * وهو بعد ذلك لا يأتمر إلا لآمر

واحد فقط * هو صاحبه الذي رافقه خلال هذا العملية الصعبة .


وهذا ما حدا بالكثير إن لم يكن الجميع من قنّاصة شبه الجزيرة العربية * إلى عدم اقتنائه وتفضيل الصقر

عليه * لسهولة ترويضه و استجابته لأدنى مدرب وصائد كان ( قرناساً = وهو فرخ الصقر ) أو صقراً

تاماً كل التمام * وزيادة على هذا قبول هيئته المستحسنة عندهم * بخلاف العقاب ذو الهيئة

المستبشعة عند من لم يألفه و يتعوده .







برع المنغوليون و القرغيزيون كل البراعة في تطويع هذا الكاسر العنيد لحوائجهم * وهم قبائل جوالة

تقطع البقاع و المسافات الطويلة بحثاً عن العيش في أراضِ لا تحدها الحدود * وتقع مواطنهم في

الوسط و الوسط الشرقي من قارة آسيا أحد معاقل الزعيم التتري جنيكز خان .

يذكر أحدهم أنه يتكسب من عقابه قوت بيته * من صيد يأكله و آخر يبيعه ويستنفع منه

( ويقصد صيد الذئاب و الثعالب حيث ينتفعون من جلودها وعظامها )

وتعدى الأمر أن قرية بكاملها يسد حاجتها عقاب واحد يعيش أهلها كلهم من صيده! * وهذا إن تحقق

برهان ساطع على بتاعة هذا الطائر العظيم .









مما يذكر في العُقاب :

- يحرص على الابتعاد كثيراً عن أماكن تواجد البشر * وقد يضطر إلى مهاجمة الإنسان عندما

يتعرض للتهديد منه * وهذا نادر ما يحدث .

- وفاءه الكبير والعجيب لزوجه من حين وضع البيض إلى حين الوفاة .

- حدة بصره الشديدة التي تمكنه من رؤية طرائده من مسافات بعيدة جداً وقد ضرب له

العرب في ذلك الأمثال .

- قد يعمر العقاب لفترة طويلة تصل إلى الثلاثين سنة ! و أكثر .






* معلومة غريبه عن برقع الطيور !

ضمن أحد تقارير برنامج محطات الذي تبثه قناة العربية * ذكرت الفرنسية آن فريديجر

وهي معلمة موسيقى ومربية صقور أن الأوربيون قبل أن يتعلموا طريقة إلباس الطير البرقع

من العرب * كانت لديهم طريقة أخرى همجية لإغلاق عيني الصقر* وهي أنهم يقومون بخياطة

أجفان الطائر ! ثم نزعها مرة أخرى عندما يريدون أن يصطادوا طريدة ما * وهكذا في كل مرة .

ومن الطبيعي أن هذه الطيور لا تعيش طويلاً لأنها تقتل بذلك ! .





أما عن سبب برقعة الطير إجمالاً :

فمن أجل أن لا يؤذي نفسه حينما يربط * فغالباً هذا الوضعية تزعجه كثيراً فينتابه هيجان شديد

فيبدأ بتحريك جناحيه بعنف وربما يقتل بذلك نفسه ! * فإلباسه البرقع يمنح له شعوراً بأنه قد حل

الظلام فيسكن * لأن الطيور لا تطير ولا تصيد في الليل .





















مـــع التحيــه والتقديـــر






////
///
//







رد مع اقتباس