عرض مشاركة واحدة
قديم 11-09-2010, 12:26 AM رقم المشاركة : 17
معلومات العضو
م .نبيل زبن
المؤسس
 
الصورة الرمزية م .نبيل زبن
إحصائية العضو







 

م .نبيل زبن غير متواجد حالياً

 


افتراضي




على امتداد تاريخنا الطويل نشأت بين الشعب المصري وحكوماته المتعاقبة علاقة من نوع خاص.. علاقة أساسها عدم الثقة واللؤم المتبادل فالحكومة تعرف أنها لم تأت إلى مقاعد السلطة عن طريق الحلال ولذلك فهي تحمي نفسها ومواقعها بالطرق التي تراها مناسبة لظروفها ولكنها وفي كل الظروف تزعم إنها تمثل الشعب تمثيلاً ديمقراطيًا حقيقيًا ولا تترك مناسبة تمر دون أن تؤلف أرق قصائد الغزل في سواد عيون الشعب المصري الحبيب! ومن جهة أخرى يعرف الشعب أن هذه الحكومة أو تلك لا تمثل مصالحة الحياتية ولكنها دائمًا في حالة حب ضد هذه المصالح المتعارضة تمامًا مع مصالح مغتصبي الحكم.. والموروث الشعبي المصري زاخر بالمقولات والأمثال الشعبية التي تلخص علاقة الحاكم بالحكومة على ضفتي النيل الخالد وخد عندك – أعمل أبعد إيه في الحكومة ولا توريها من مش عارف إيه؟ - و – الإيد اللي ما تقدرش على قطعها بوسها – و – إن حكمك الندل طيعه.. وإن حكمته أدبه – و – إن كان لك عند الكلب حاجه.. قول له يا سيدي – و – إن كان دراعك عسكري إقطعه – و – يا فرعون إيه فرعنك؟ قال مالقيتش حد يردني – و- إن لقيت بلد بعبد العجل.. حش وارمي له – و – اللي يتجوز أمي أقوله له يا عمي – نظام تلقيح يعني واللي في القلب في القلب وقد اكتسبت الحكومات المعاقبة الخبرة في التعامل مع هذا الشعب اللبط اللي عارف إبليس مخبي إبنه فين وبيستعبط وعامل نفسه مش فاهم حاجة وإوعى تصدق إن الحكومة مصدقة الشعب أو العكس.. الاتنين فاهمين بعض كويس وهارشين بعض تمام التمام بدليل إن أي ريح طيبة تأتي أخبارها من قصور الحكام المدججة يسميها الشعب المصري – كلام جرايد – يعني أونطة لأن الجرايد بتاعة الحكومة لكن لما حصلت تجربةالدستور الناس صدقوها وأقبلوا عليها بشكل أفزع الحكام مع إنهم يملكون كل أجهزة الإعلام الجبارة المرئية والمسموعة والمقروءة التي تسبح بحمدهم ليل نهار وتدعو لهم بطول المكوث على كراسي السلطة وقلوب الناس وقد بلغ بهم الفزع مداه حين قاموا بإغلاق صحيفة الدستور ضاربين بمصداقيتهم الديمقراطية المزعومة عرض الحائط.. يا صديقي القارئ.. مجموعة المقالات التي يحويها هذا الكتاب هي ما استطعت إنقاذه من الضياع لأنني لا أحتفظ بأصول مقالات ضمن مالا أحتفظ به من كل الأشياء.. وإنني إذ أقدمها لك الآن وأرجو أن تتقبلها بصدر الصديق وتقرأها بعين الإنصاف..







رد مع اقتباس