عرض مشاركة واحدة
قديم 02-08-2013, 10:21 PM رقم المشاركة : 24
معلومات العضو
م .نبيل زبن
المؤسس
 
الصورة الرمزية م .نبيل زبن
إحصائية العضو







 

م .نبيل زبن غير متواجد حالياً

 


افتراضي


20- د. عصام راشد الاشقر

البروفيسور العالِم عصام راشد حسن الأشقر، وكنيته "أبو مجاهد"، والأسير في سجون الاحتلال منذ الثاني من آذار (مارس) 2006.

بطاقة تعريف

البروفيسور عصام راشد حسن الأشقر هو من مواليد قرية صيدا قضاء طولكرم، عام 1958. وقد أكمل دراسته الثانوية في فلسطين والتحق بجامعة اليرموك الأردنية بإربد، لينال شهادة البكالوريوس في الفيزياء، ثم حصل على الماجستير من الجامعة الأردنية، وعاد ليعمل مدرِّساً في جامعة النجاح الوطنية بنابلس عام 1982، ثم سافر إلى الولايات المتحدة الأمريكية عام 1984 ليحصل على شهادة الدكتوراه في الفيزياء من جامعة أوهايو، ليعود مرة أخرى إلى فلسطين ويكمل عمله مدرِّساً في جامعة النجاح.

وقد كانت للبروفيسور الأشقر العديد من البحوث العلمية، والتي نشر الكثير منها في المجلات العلمية منها ما يحظى بشهرة واسعة، بينما أخذ يتابع جهده الأكاديمي والبحثي بهمّة عالية، رغم مشاقّ الواقع الفلسطيني.

قصة الاختطاف

تقول "أم مجاهد"، عقيلة البروفيسور الأشقر، أنه في ساعة متأخرة من ليلة الثاني من آذار (مارس) 2006؛ اخترقت قوات الاحتلال هدوء الليل باقتحامها العمارة رقم 9 بإسكان الجامعة، في حي المعاجين بنابلس، حيث أخذ الجنود يصرخون بقوة، مستخدمين مفردات عربية مكسّرة: "افتخ ... الجيش.."، ما أدى إلى إدخال الرعب في قلوب كل من في المنزل.

وأضافت الزوجة الفلسطينية المكلومة "بينما أنا منشغلة في تهدئة الأطفال؛ كان أبو مجاهد يتحدث مع الجنود الذين بادلوه الحديث بقسوة وعنف، وكانوا قبل ذلك قد هيّئوا بنادقهم في وجهه، وكأنهم وجدوا فريسة سهلة المنال يتلهّون بها، ما دفعني لمخاطبتهم بالقول: إنكم لا تعتقلون إنساناً عادياً بل هو شخص في الخمسين من عمره وصاحب شهادة علمية على أعلى المستويات".

ولدى اختطاف البروفيسور الأشقر رفض جنود الاحتلال أن يتيحوا له الفرصة كي يرتدي ثياب الخروج، وأوشكوا أن يقتادوه من منزله حافي القدمين وبثياب النوم، وتقول الزوجة مستذكرة ذلك "رجوتهم أن يدعوه يلبس حذاءه، ووافقوا على ذلك بشقّ الأنفس، وبعد ذلك قام الجيش بتفتيش المنزل بالكلاب البوليسية ولم يجدوا شيئاً، وتم اقتياده وهو معصوب العينيين ومقيّد اليدين، ما جعلني أحتسب (حسبي الله ونعم الوكيل) وأسترجع (إنا لله وإنّا إليه راجعون)، وهنا بدأت رحلة الابتلاء"، كما تقول بأسى.

حالته الصحية

نقلت قوات الاحتلال البروفيسور عصام الأشقر بعد اختطافه إلى مركز توقيف حواره، وبعد خمسة أيام من مكوثه هناك شعر بوعكة صحية شديدة تجددت عليه، بعدما كان يعاني منها قبل الاختطاف، الأمر الذي استدعى نقله إلى مستشفى "بيلنسون" الصهيوني. وقالت المصادر الطبية إنه كان يعاني من دوخة شديدة ودوار جراء تعرّضه لضيق شديد في التنفس وحالة اختناق تعرض لها في سجن حواره، ما أدى إلى ارتفاع شديد في ضغط الدم وصل إلى درجة 280/180، ومكث في المستشفى نحو عشرين يوماً، كان فيها وحسب مصادر موثوقة مقيّد اليدين رغم حالته الحرجة.

وبدأت الأسرة المنكوبة في غضون ذلك بمناشدة منظمات حقوق الإنسان ومنظمات الأطباء وحتى هيئة الأمم المتحدة ومنظمة "مانديلا" وغيرها الكثير حول العالم، إضافة إلى المناشدات المتتالية من خلال الصحف، ولكن "لا حياة لمن تنادي"، وفق قول الزوجة.

وتضيف "أم مجاهد" قائلة "الغريب أننا توقعنا أن يكون لهذه المنظمات دور كبير في خلاصه وإخلاء سبيله، وخاصة أنه صاحب امتياز ومنزلة علمية عالية، ولكن دون جدوى، كيف لا ونحن في بلاد العرب وفي ظل حكومات لا تحترم العلماء ولا تقدر العلم، تذكرت عندها العروض التي عُرضت على الدكتور عصام في أمريكا من بيت وسيارة ووظيفة ومركز، حتى في فرنسا عُرض عليه العرض نفسه، ولكنه كان دائماً توّاقاً لفلسطين وترابها، وكان حريصاً عل أن يكون خيره وعلمه مسخّراً لبلده وشباب بلده".

اختطاف العقول

ضمن الحملة الصهيونية المسعورة للنيل من كل ما يُعدّ إنجازاً حضارياً فلسطينياً من شأنه أن يرتقي بفلسطين وأهلها؛ قامت هذه الدول المحتلّة بمحاربة الفلسطينيين في أكثر من جبهة، فتارة العسكرية والنفسية، وتارة حرب العقول والحرب الثقافية الفكرية، ومن خلال هذه الأخيرة تسعى سياسة الاحتلال لترسيخ ثقافة الجهل في أوساط عامة الشعب الفلسطيني، وما اعتقال البروفيسور عصام الأشقر إلاّ شاهداً من الشواهد الحية على ذلك.

وفي ما يتعلق بملف اختطافه؛ فقد تم توقيف البروفيسور عصام الأشقر مدة ستة أشهر خلف قضبان الاحتلال، بتهمة أنه يشكل خطراً على أمن المنطقة، أي أنّ أمره يتعلق بـ "ملف سري"، والذي يستوجب الحكم الإداري، أي بناء على تهمة غير معروفة. جاء ذلك عبر محاكمة بينما كان داخل المستشفى الصهيوني وهو مكبل اليدين، رغم حالته الصحية الحرجة، وغياب محاميه.

بعدها قدّم الأكاديمي الأسير استئنافاً لما يسمى محكمة العدل العليا الصهيونية، والتي قامت برفض التماسه، ولم يتوقف الأمر عند ذلك بل عند انتهاء الستة أشهر الأولى مُدِّد الاعتقال لستة أخرى ثم لستة تالية بعدها، وفي الاستئناف الأخير خفضت له المحكمة شهرين من سجنه الإداري، وتم نقله إلى أحد السجون المركزية داخل غرفة لا يُرى فيها ضوء الشمس إلا بإذن "السجانين" وفي أوقات محدّدة.

حياته خارج وداخل السجن

وعن شخصية زوجها الأسير؛ تقول الفلسطينية أم مجاهد "عرفت الدكتور عصام محباً للعلم شغوفاً به حريصاً عليه مثابراً لأجله، يعتبره السبيل الوحيد لشباب فلسطين نحو التقدم والرفعة، فكان لا يضيع وقتاً ولا جهداً للكشف والبحث، وكان جدياً في حياته، ففي أغلب الأوقات لا يفرح ولا يضحك إلاّ عندما يكتشف اكتشافاً علمياً أو يُحرِز نتائج متقدمة في بحوثه، أو عندما يعرف شاباً شغوفاً بالعلم حريصاً على دينه محباً له وساعياً لإنقاذ البشرية مما هي فيه من أهوال، وكان يشجع الطلاب على عدم الاكتفاء بشهادة البكالوريوس؛ وإنما يدفعهم إلى العمل من أجل الماجستير والدكتوراه وعدم التوقف عن البحث".

وكان الطلاب متعلقون به في جامعة النجاح، وأيضاً أثناء رحلة العلم في بلاد الغرب، حيث كان الطلبة الفلسطينيون يتصلون به عندما يواجهون المصاعب، وكان لهم الأب والأخ والأستاذ والمعلم، يحثهم على عدم اليأس وزيادة الثقة بالله سبحانه، وفق ما تشرح زوجته.

وتتابع أم مجاهد حديثها "أراد العدو الصهيوني أن يكسر إرادة هذا العالِم ويحطم معنوياته، وما عرفوا أنهم بهذه المحنة قد أعطوه منحة للتفوق مرة أخرى، التفوق الروحاني والإيماني، بالتفقه وتلاوة كتاب الله وتفسيره والتفكر به والتهجد من ناحية، والتفوق العلمي بتقليب الكتب بكثرة والنهل من بساتين العلم والمعرفة من ناحية أخرى، فبعض الذين خرجوا من السجن محرّرين وكانوا قد عاشوا مع الدكتور قالوا: إنه ما من كتاب إلا وكان قد مرّ بين يديه يتصفحه، وكان بعد صلاة الفجر يجلس يقرأ ويقرأ ثم يقرأ"، فقد ظنّ السجان أنه حبس عقله وما درى أنه يحلق في أجواء الروحانية والعلم.

وتؤكد أم مجاهد أنّ زوجها في أسره محبوب لدى جميع الفصائل داخل السجن، حتى أن سجانيه كانوا يحترمونه لحسن تعامله وعلمه وتواضعه وطيبته، وكان دائماً يوجه رسالة لطلاب الجامعات: أنّ المسلم لا بد له من صناعة حياته ورسم أهدافه بالدين والعلم، وأنّ الإنسان يُوْزَن بقدر ما يملك من حب وعمل لفلسطين".







رد مع اقتباس