الموضوع: بربرة - غزة
عرض مشاركة واحدة
قديم 05-03-2013, 06:28 PM رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
م .نبيل زبن
المؤسس
 
الصورة الرمزية م .نبيل زبن
إحصائية العضو







 

م .نبيل زبن غير متواجد حالياً

 


افتراضي


المناسبات الدينية والأعياد:
يوجد في بربرة جامع الشيخ يوسف البربرةوى " أبو المحاسن" وفيه مقامه، وقد حظيت بربرة بمنزلة دينية مهمة ، فعلماؤها الأزهريون قد فاضوا بعلمهم على أهل قريتهم، فأقاموا لهم شعائر دينهم، وأحيوا لهم مناسباتهم الدينية، وكانوا مرجعهم في كل ما أشكل عليهم من أمور دينهم ودنياهم، وكانت المناسبات الدينية تحيا من خلال الجامع، لقد منّ الله على أهل هذه القرية بالسكينة والقناعة والتسامح والكرم والتكافل و التواصل، يرعون حق الجار ويكرمون الضيف ويتراحمون فيما بينهم ويرعون حق الله والناس، ولا يضيع الحق بينهم، دينهم الإسلام يقيمون شعائره،
و يحيون مناسباته ويتضرعون إلى الله بالدعاء كلما ألمّ بهم خطب أو نزلت بهم نازلة ، لا ينافقون ولا يجاملون رياءً ويستقبلون شهر رمضان بالفرحة والترحاب ، يصومون نهاره ويقومون ليله ، ومن عاداتهم في هذا الشهر (الإخراج) فكانوا إذا ما اقتربت ساعة الإفطار في رمضان يحمل كل رجل ما أعد من طعام في بيته ويخرج إلى المقعد "المضافة" حيث يجتمع الرجال لتناول طعام الإفطار ، وينتظرون لعل ضيفاً ينزل بهم ليكون لهم فيه ثواب إفطاره معهم ، وكان أهل القرية يشاركون في المواسم التي كانت تقام في روبين والنبي صالح وموسم وادي النمل عند الجورة "عسقلان" والإقامة عند مسجد الحسين بن على رضي الله عنه ، وله مسجد وبه مشهد ، لقد كان الاحتفال عظيماً بموسم وادي النمل وأربعاء أيوب ، حيث كان الناس يخرجون إلى البحر وقد تزينوا بأجمل زينة ، وتقام الأسواق لبيع الحلوى البيضاء والحمراء "القرعية" والسكاكر وغيرها ، وكان هذا الموسم في شهر نيسان من كل عام ، وكان الاحتفال يستمر لمدة يومين الثلاثاء والأربعاء السابقين لسبت النور من كل عام ، ففي يوم الثلاثاء يخرج الناس إلى البحر للاستحمام ، وفى اليوم الثاني يخرجون في موكب حافل بالأعلام والطبول إلى رملة واسعة تحت سور عسقلان الشرقي ، حيث توجد بعض القبور القديمة ، ويعرف هذا المكان بوادي النمل ، ومن ثمّ يغادرون هذا المكان ظهراً إلى مقام سيدنا الحسين حيث يقضون سحابة يومهم فوق ذلك المكان الذي يشاهد بوضوح من بربرة ، وبعد الظهر يقام سباق الخيل ، حتى إذا ما اقبل الليل عادوا إلى البلدة ، ولعل هذا التقليد الإحتفالى يعود إلى موسم "خميس العهد" الذي كان يحتفل فيه الفاطميون قبل عيد الفصح بثلاثة أيام
أما في عيد المنطار في غزة، فقد كانت القرية تشارك فيه بفرقة من الدراويش الذين يحملون الرايات والطبول ويدقون "العدّة" حيث كانت فرق الدراويش تتوافد إلى بربرة براياتها وطبولها من القرى المجاورة حيث تتجمع في منطقة "الشرّاك" على الطريق العام بالقرب من جميزات صالحة، وكانت هذه الفرق تأتى من القرى المجاورة، وفى بربرة ينظمون الفرق والرايات، وينطلقون في موكب حافل إلى غزة، حيث مقام ولىّ صالح يدعى "أبو الكاس" في منطقة الشجاعية، ومن هناك يتوجهون إلى المنطار شرقي غزة.
ومن المناسبات الدينية التي كانت لها تداعياتها الروحية لدى سكان القرية: موسم الحج، فما إن يحل هذا الموسم حي يبدأ الإعداد والاستعداد لرحلة الحج الميمونة، حيث يتوافد أهل القرية إلى بيوت الحجاج مودّعين وموصين بدعوات الحجاج لهم على جبل عرفات، وتأخذ النساء في ترديد التراويد الدينية، كان الحجاج من أهل القرية وحتى عام 1933 يخرجون إلى الديار الحجازية في قافلة من الجمال خاصة بأهالي القرية وقد تزودوا بالتموين اللازم "الزوادة" لرحلة الحج الطويلة الشاقة من كعك وتمر وقطين وزيت وجبن وزيتون ودقة و زعتر، وعليقة للجمال وقرب ماء، وكانت رحلة الحج تستغرق شهراً في الذهاب ومثله في الإياب، وبعد هذا التاريخ اخذ الحجاج يسافرون بالقطار حيث يتوجه حجاج بربرة إلى محطة القطار في المجدل أو غزة حيث يصلون إلى السويس، ومن هناك عن طريق البحر إلى الحجاز.
أما إحياء العيدين والاحتفال بهما، فلا اختلاف بين احتفالهم واحتفال جيرانهم سكان المدن والقرى الفلسطينية، إذ تبدأ مراسم عيد الفطر بصلاة العيد، ثم زيارة قبور موتاهم ومن ثمّ زيارة الأرحام بعد أن تكون كل عائلة قد أعدت للعيد عدته من ثياب جديدة وحلوى وطعام، أما عيد الأضحى فكان يتميز بذبح الاضحيات
أفــراح القـرية
لا تختلف عادات اهالى قرية بربرة في أفراحهم عن عادات أهالي القرى المجاورة بل وعادات معظم قرى فلسطين من شمالها إلى جنوبها، فهم جميعاً يعيشون نفس الظروف والأحوال التي أفرزت على مرّ السنين مجموعة من العادات والحكم والأمثال والأغاني المتشابهة.
"المهـور":
تقاربت المهور في قرية بربرة مع مهور القرى المجاورة لها ، وقد تفاوتت هذه وحتى بداية الثلاثينيات كانت تتراوح بين (20-30) جنيها فلسطينياً، ومرجع انخفاض المهور قلة الأموال في أيدي الناس في ذلك الوقت ، ثم ارتفعت المهـور قليـلاً بعـد ذلك تبعاً لتحسن الأحـوال الاقتصـادية لتتـراوح ما بين (40-80) جنيهاً فلسطينياً ، ثم ارتفعت مـرة أخرى قبيـل الهجـرة لتبلـغ (100-150) جنيهاً وقد تصل إلى (1000) جنيه في حالات خاصة .
و عند استلام مهر العروس تغني النساء :
و إحنا نعد المال ع الحصيرة
وإحنا ما عجبنا الزيـن
إجينا ع الأصيلة جينـا
و إحنا نعد المال ع الصينية
وإحنا ما عجبنا الزيـن
إجينا على الأصيلةجينا
الخطبـة :
كان من عادة أهل القرية إذا بلغ الشاب سن الزواج وغالباً ما يبكرون في زواج الشباب، حتى يختار الأب لابنه الزوجة المناسبة وهى في اغلب الأحيان ابنة العم والتي كانت كثيراً ما تعطى لابن عمها ساعة ولادتها، أو يبحث الأب عن شريكة حياة ولده بين أقاربه أو بين بنات القرية، فإن لم يجد بحث عنها في القرى المجاورة، وقلما يترك للشاب حرية اختيار شريكة حياته بنفسه، وكان الشاب يقبل باختيار والده له، ولا يملك مخالفة رأى والده أو كبير عائلته بحكم التقاليد المرعية عبر الأجيال، وفى اغلب الأحيان كانت الفتاة تخطب لعريسها دون أن يكون له الحق في رؤيتها إذا لم تكن من بنات عمه... حيث كانت الأم مع بعض قريباتها أو صديقاتها يقمن بنقد العروس قبل التقدم لخطبتها، وعندما يتم القبول يذهب الأب والأم مع بعض الأقارب إلى بيت العروس للتحدث في أمر خطبة البنت لابنهم طالبين القرب من أهل الفتاة ويرحب والد الفتاة في الغالب بهذا الطلب، ويطلب مهلة للسؤال والمشورة حتى إذا ما تم الاتفاق المبدئي، حدد يوم آخر لفصل المهر " الفيد"، وفى اليوم المحدد تذهب الجاهة والتي كانت تضم كبار رجال العائلة، وأحياناً بعض الرجال من عائلات أخرى من القرية وفى هذا الاجتماع يتم فصل الفيد أي تحديد المهر، ويقرأ الحضور الفاتحة على الاتفاق وتنطلق زغاريد النسوة ابتهاجاً، وتوزع الحلوى، ويحدد يوم لعقد القران، وفى اليوم المحدد يأتي المأذون، ومن الجدير بالذكر أن مأذون بربرة كان يأتيها من قرية الجيّة المجاورة وهو الشيخ "حمدان عابد" وفى هذه الأثناء يتم الاتفاق على يوم الفرح، وكان زواج البدل شائعاً في القرية كما هو الحال في القرى الأخرى حيث يزوج الرجل ابنته أو أخته لرجل آخر مقابل تزويج هذا الآخر لابنته أو أخته لهذا الرجل أو لابنه أو لأخيه، وفى هذه الحالة يتكفل كل طرف بتجهيز ابنته أو أخته بكل ما يلزمها إذ لا يوجد مهر في هذه الأحوال، ومن الأغاني التي كانت ترددها النسوة بعد الاتفاق على المهر وقراءة الفاتحة:
إي هوى يا مرحبا وميت مرحبا
إي هوى يا قرنفل فـي محلبـة
إي هوى عيني تراكم من بعيـد
إي هوى وقلبي يقولكم مرحبـا
فترد عليها أخرى وهى تشيد بأبي العروس أو العريس:
إى هوى يا أبو محمد يا خيمتنـا
إى هوى يا وأخوتك قاعدين فيها
إى هوى يا أبو محمد يا شمعتنـا
إى هوى ما عاش مين يطفيهــا

وكان أهل القرية لا يطيلون ما بين عقد القران والزواج ، بل يتم ذلك غالباً في يوم واحد ، ومن أغاني النساء عند الإملاك:
ليلة يا ليالـي ومهر البنت غالى
مهرك يا حليمة حطوه ع الصواني
يا لولو لضمنا يا حنـة جبلنــا
يا العروس عزمنا وسهـرنا الليالـي
ويحدد يوم الكسوة، وحسب العادة، فكسوة العروس ثوب زفاف ( أطلس حرير )، و أقمشة و أثواب و مناديل و حذاء و حناء، و صندوق و أدوات خياطة، و عند العودة من شراء الكسوة توضع على صواني قش و تقوم بعض نساء القرية بحياكة الملابس و التطريز، و يقوم أهل العريس بتفصيل و حياكة الشطوة، و هي جزء من المهر وترسل مع الحناء في يوم الحنة، حيث تذهب العائلتان إلى المجدل لشراء ما تم الاتفاق عليه من ثياب وذهب، ويكسو والد العريس بهذه المناسبة أفراد أسرته ورحمه، كانت كسوة العروس ثوبين من قماش يسمى "جنة ونار" وثوبين يعرفان بالشامي، ويشترى والد العروس لأم العروس ثوباً كان يعرف بثوب اللبن وهو يحمل دلالة تعويض لأم العروس على إرضاعها لها في طفولتها، وتبدأ العائلتان في إعداد ما يلزم من فراش للعروسين، وهو في العادة مزودة وفرشتان ولحافان وبعض الوسائد.
السهـرة والسامـر :
كانت الأفراح في القرية تبدأ قبل يوم الزفاف بثلاثة أيام حيث يحيى الرجال والنساء لياليها التي كانت تسمى "التعليلة" أو السهرة فتجتمع النساء للغناء في بيت العريس، أما الرجال فيصطفون في ساحة القرية أو أمام "المقعد" مشكلين ما يسمى بالسامر، و السامر كان لكبار السن من الرجال، أما الدبكة فكانت للشباب وفى السامر يتقابل صفان من الرجال يردد الصف الأول منهما مقطعاً فيكرر الصف المقابل نفس المقطع، ومن هذه الأقوال:
والبكرج اللي انتصب رنت فناجينو رجل بلا عـزوتو بطلت مراجيلو
ويردد الصف الثاني هذا القول، ويصفقون مع إيقاع نغمة القول، ويظهر في الصف الأول رجال يسمون بالطّلّيعة، هم الذين يبدأون السامر ويبتدعونه في الحين أي يرتجلونه ، بينما يردد الآخرون وراءهم ، وكان أكثر تراويد السامر في التشبيب والغزل ، والبعض منها يتضمن الحكم والنصائح والأمثال ، والبعض الآخر في التباهي والتفاخر والتهاجي والنقض.
و يبدأ السامر بالتحية و المجاملات :ـ
أول كلامي بصلي على النبي الهادي
محمد اللي عليه النـور بزيـادي
أحمد محمد و اسمه في السما محمود
و الو ثريات يظون في الليالي السود
لولا المحبة ع القدم ما جينا
ولا دعسنـا أراظيكـم برجلينـا
مسيك بالخير و احنا تونا جينا
جينا نسلي القلب و نرجع لأهالينا
مأثـوراتهم في الغـزل :
أحبابنا من عوزهم فرّطـوا فينـا من قلة المـال باعـو واشتروا فينـا
ياحسرتى كل ما هبت رياح الصيف بعد الرّفق والمودة صرت اجيهم ضيف
رحلت عربنا وشوف الدار يجفانـا يا دار ما إنتـى لذيـذة بعـد طنبانا
من طلعة الشمس باكروالعرب بتشيل والكل يـودّع وليفـه والدمـوع تسيل
غاب القمر والثريا واعتلى الميزان وجه على صاحبي يظوى كما الفينـار
ظلّيت قاعد على درب الهوى سنتين ما نابنى من وليفي غير شـوف العيـن
وإن جيت داركو لا أحكى ولا أتكلم يا دمع عيني علـى حيطانكـو علّــم
يا حسرتى حمّلوا ويا حسرتى شالوا قطعوا المويلح ومـن روس الشفا مالـو
ومن مأثوراتهم فى الحكم والنصائح والأمثال:
والصبر يا عين كـود الله يهونهـا من طوّل الروح ع الدنيا شبع منهـا
والصبر يا عين كود الله عليك يعود زيّك كثيرين صبروا على الليالي السود
عزّ الرفق واحد والكثـير اثنـيـن واصحىترافقثلاثةيا كحيـل العين
يا قلب لا تلملم الدنيا عليك تغثيـك ما دام قدمك تشيلك والنظـر يكفيـك
يا صاحب الطير قوم اسهر على طيرك وأكثر عليه من العلف ليوالفه غيرك
وفى التفاخـر والنقـض :ـ
يقول أحدهم:
والذهب عندي بتكال بالكيلة حمل الجمل وديته مصروف للعيلة
فيرد عليه آخر:
كذاب يا ناس ما عنده ولا سحتوت حتى جاجاتو من قلة العلف بتمـوت

وقد يتخلل السامر فترات من الراحة يستمع فيها الجميع إلى العتابا ممن يسمى " بالقوّيل" أو "الحدّاء" ومن مواويله:
أهلاً وسهلاً يا هالرّبع بيكم يوم جيتو وشرّفتوا المنازل يا هالرّبع يوم جيتو
وأنا لـو بعلـم بيكـم يوم جيتـو لفرشت السّهل بأهلاً وسهلاً ومرحبا
ومنها:
يا طولك طول عود الزّان لا مال يا وسطك خيرزان الشام لا مال
وأنا بغيرك لا برضى بذهب ولا مال وكيف الرّاى عندك ردّ الجـواب
ومنها:
مساء الخير مسّاكم جميعا وقبّـل لي أياديكـم جميعـا
ويوم المعركة لأدعيكم جميعا على العـدا نهجـم ولا نهاب
ومنها:
عنّى عنّى أهلك ليش غرّبوكى خذوكى شمال وعادوا غرّبوكى
وقولى لى مين غرّ أبوكى بكثير المال تنسين الحبـاب
ومنها:
على بير الصفا وردت حليمة جدايل شقـر وارختهن حليمة
روحن يا سمر ما انتن غنيمة غنيمة البيض حلوات العصاب

وقد يعقد الرجال في أثناء ذلك حلقة للدبكة، وهى من الرقصات الشعبية التـي تشتهر بها قرانا الفلسطينية، ولها عدة أشكال ومسميات، فمنها الشمالي والغزالـة والطيارة والجفرة ، حيث يعزف احدهم على الشبابة " الناي" أو الأرغول "المجوز" بينما يغنى القوّيل "دلعونا" وغيرها مما هو معروف في كل أعراس القرى الفلسطينية وبعض المدن.
ومن أغاني النساء فى مثل هذه الليالي:
حمام عطاشا والبرج عالي وين وتغدى الباشا في دارك يا أبو حسين

وتغدى الباشا يا لا ويا للي
حمام بيعشق يا ميمتى هالطير وتغدى السنجق في دارك يا أبو خضير

وتغدى السنجق يا لا ويا للي
شدو ع الخيل يـا صبيـان شـدّو علينـا القـول و أنتـوا بـس ردّوا
هذا أبو محمد شـد علـى حصانـه عقيد الشّـور يــا ربعـه قدّامـه
هذا أبو محمد شـدّ علـى المزمـر عقيـد الشّور يا سبـع يـا مشمـر
يا حبابى يوم إن عرفنا فرحكوا جينا من خوف هرج العتب واللوم علينـا
لولا المحبة قديمة والرفـق غالـى ما جيت الكو وبيتى فى الخلا الخالي
لولا المحبة قديمة والرفـق واللـه ما جيت عندكو وبيتى فى الخلا برّه

وقد تحكى إحداهن قصة من قصص الهوى في العشق فتقول:

يــا يومــّا طلعـت أتفــرج سوسحنـى الهــوا ورمانـي
واصفـريـت كمـا الليمونـــة واخضريت كمـا الريحـانــة
جابــولـي طبـيـب زغيّـــر واسمه يوســف النعمــانـي
حـط إيـده علـى راس قلـبــي قال لي يـا بـنـت هـويـانة
دوّر عَ الطـبـيـب وسايـــل بيتو فـي العـرب طـرفــاني

ليلــة الحنــاء:

هي الليلة التي تسبق يوم الزفاف وليلة الدخلة، حيث تقام في المساء حفلة في بيت العريس أولاً تشترك فيها النسوة بالأغاني والرقص الشعبي، ثم يحملن الحنّاء في طبق مزخرف، ويذهبن به في زفّة إلى بيت العروس يتقدمهن رجال الحمولة، ثم تقوم النساء من أهل العريس بالدخول على العروسة لتحنيتها حيث تقوم بهذه المهمة. امرأة يطلق عليها اسم الحافلة أو الماشطة حيث تقوم بالنقش على يدي العروس وقدميها وقد كانت عملية النقش تتم بواسطة الزفتة المنصهرة والإبرة وخيوط رفيعة تلف على يدي وقدمي العروس ،حيث تقوم الحافلة بغمس الإبرة في الزفتة المنصهرة ،وتبدأ في رسم أشكال مثل السنابل وأقراص عين الشمس وغيرها على يدي العروس وقدميها ،وبعد ذلك تأتي بالحناء وتضعها على يدي العروس وقدميها ،وتتركها حتى الصباح ،وأثناء النقش كانت النساء تردد الأغاني ومنها:
يا منقشة نقشيها يا منقشـة نقشيها
يا منقشة نقشيها بالأدب لا توجعيها
وفي الصباح ترفع الخيوط عن يدي العروس وقدميها، كما تزال الزفتة أيضاً، وتأتي الحافلة بخلطة تدهن بها يدي العروس وقدميها، لكي تغير احمرار لون الحناء إلى اللون الأسود، وهذه الخلطة هي عبارة عن جير ونشادر مخلوط بزيت الزيتــون، وبعدها تحمم العروس لتلبس ثوب الزفاف، وهو عبارة عن ثوب يسمـى أطلـس وهو ثوب من الحرير وعليه من الملس وهو قماش رقيق، وتتزين بالصَّفَّة والحلق والبغمة ،واللبة وأساور من فضة ،وشاش من الحرير فوق الشطوة والصَّفَّة ،وتأتي الحافلة بورق البهرجان وهو شرائح من الورق اللامع مثل الرق يتم تقطيعه قطعـاً صغيرة ،ثم يلصق على خد العروس ،ثم تأتي بالسرقون وهو يشبه البودرة يؤخـذ من عشبة يطلق عليها عشبة السرقون وتذاب في الماء ،ثم تبدأ الحافلة برسم بعض الأشكال بين عيني العروس ،وترسم فوق كل عين هلالاً ،وأخيراً تصمد العروس ويبدأ غناء النسوة :
يا أم عين وعين حليمة قدنـا قدك حليمة
في الخلا سوحي حليمة رنة حجولك سمعنا
وعلى لسان العروس يغنين قائلات:
قولوا لأبوى الله يخلي ولاده استعجل علي واطلعني من بلاده
قولوا لأبوي الله يخلي ولده استعجل علي واطلعني من بلده
أما إذا كانت العروس غريبة فيقلن:
يا أهل الغريبة طلوا على غريبتكم وإن قصرت خيولكم شدوا مروتكو
يا أهل الغريبة طلوا في السنة مرة وإن قصرت خيولكم بعينكو الله
(الزفاف): يوم الزفاف هو يوم انتقال العروس إلى بيت عريسها، وعند المساء في هذا اليوم تزدان القرية، ويرتدي شبابها وشيوخها ملابسهم الجديدة، وتذبح الذبائـح لوليمة الفرح ،الرجال يطبخون اللحم ،والنسـاء يخبـزن على الصـاج (الفراشيح) ويجتمع أهل القرية منذ الصباح في بيت واسع أو في (المقعد) الديوان أو ساحـة مناسبة حتى يحين موعد الغداء ،فيقدم لهم الطعام في البواطي مفردها باطية وهي أشبه بالصواني ولكنها مصنوعة من خشب التوت ،وبعد الغداء يدعو أحد رجـال القرية العريس إلى بيته للحمام ،وبعد الحمام يلبس العريس ملابس الفرح ،وهــي عبارة عن دماية( قمباز ) وفوقها الجاكيت أو( الساكو ) ثم العباءة ،وحطة مميزة من الحرير ذات لون بني ،ويرش عليه العطر ،وبعد أن يصبح جاهزاً يعـود إلـى حيث يجتمع الرجال ،وفي هذه الأثناء تكون النساء قد أعددن الكوانيـن المملـوءة بأصناف الخضار من الباذنجان والفلفل والليمون والبلح ،وقـد زينـت الكوانيـن بالورود والرياحين ،وكانت هذه الكوانين مزخرفة بأشكال هندسية ،وفي أثناء حمام العريس كان الرجال يجتمعون أمام المكان ،حتى إذا خرج العريس أخذوا يزفونـه طائفين به في شوارع القرية وساحاتها وهو يمتطي فرساً فيبدأون مباركين له:
يا عريس مبارك حمامك والسيف يرقص قدامك
يا عريس مبارك حمامك كتلني أبوي علشانـك
ثم ينطلقون بأهازيج مدائحية تسمى السّيادة:
يا سيد يا سيـادة يا سيد يا سيادة
يا سيد طول بالك يا سيد يا سيادة
يا سيد شهل حالك يا سيد يا سيادة
ومنها:
زولك زول عرابي باشا يا ماشي والناس دهاشـى
شن قليـلة شـن قليـلة من ها الليلة صار له عيلة
جنينـة حاملـة رمـان الصبر بالله يـا عزبــان
يا عريس يـا منصـور وبسيفـك هدينـا السـور
ويا عريـس لا تهـتـم شبـابـك شريـبــة دم
ويا عريـس لاتعبـس بدك عسكــر بنلـبـس
ويا عريس يابو القميص يخزي عنك عين ابليـس
ومنها:
درج يـا غزالـي يا رزق الحـلالـي
درج يـا حبيبـي ريتك من نصـيبـي
درج على الدالية أم غصون العاليـة
ومن ثم تختم أهازيج الزفة بأهازيج الفخر من مثل:
ديروا المية ع الصفصاف واحنا بنذبح ما بنخاف
حنـا يـا بنـات الحنـة ظرب الموزر يلبق إلنا
نـخ الخيل نـخ الخيـل الله يمسيـك بالخيـر
عينكـي يــا دارنــا روحــت ثوارنــا
أما النساء فيغنين قائلات:
وافرشوا الحارة حريري تايمـرق ابن الوزيـر
وافرشوا الحارة شنابـر تايمـرق ابن الأكابـر
أو يقلن:
والشميــرخ معانـا والصــدور حريــر
وعزمنــا الهلالـي وعزمنـا الأميــــر
وعزمنـا أبو محمـد ريـت عمـره طويـل
ومما يقلنه أيضاً:
يا ها العريس بنـي عمـو ثمانتـاشـر
بعد العشا يلعبوا له بالذهـب لأصفــر
يا هـا العريـس تخطم قـرظ قانـون
(طلعة العروس):وباقتراب المساء، تحين طلعة العروس من بيت أبيها إلـى بيـت العريس حيث تحمل على فرس بعد أن يحجب جميع جسدها بما فيه الوجه، وتضع في يدها سيفاً ملفوفاً مذهباً أمام وجهها لا يظهر من إلا قسمه العلوي مائـلاً جهـة الرأس، وعند حضور أهل العريس لأخذ العروس تغني النساء قائلات:
يـا أم العريـس الله يتـم عليكي يا مسعدة والسعد بان عليكـي
وجبت الشعلة وجيت أطل عليكي لقيت أبوكي أحن مني عليكـي
قولـوا لأمـه تفــرح وتتـهنـى وترش الدار بالعطر والحنــا
دار أبو فلان من بعيـد أريتهـا عمدان فضة و الشباب ع حيطها
دار أبو فلان من بعيد عـرفتها عمدان فضة و الشباب حيطهـا
و عند الوصول يرددن :ـ
رحبي بضيوف بيّك يا فلانة يا أم الأطالس
يا مرحبى بضيوف بيّي لو كانوا متين فارس
رحبـي بضـيـوف بيّك يــا أم البنـود
يا مرحبى بضيوف بيّي لو كانوا على العقود
وعند الطلعة يقلن:
قومي إطلعي قومي إطلعي يا زينة ما ظل من فيدك ولا ملينة
قومي إطلعي قومي إطلعي يا شريفة ما ظل من فيدك ولا تعريفه
و عند المسير تردد النسـوة :ـ
سيرى بنا يا نجد يا لابسة الإسوارة
واحنا كبار البلد يا صيتنـا أمــارة
سيري بنا يا نجد يا لابسة خضاري
واحنا كبار البلد يا صيتنـا العالـي
وأثناء سيرها إلى بيت العريس يقلن:
خلف الله عليك يا بوها خلف الله عليك بالثاني
سيري يا مدللتنا سيري سيري يا نجمة الشمالي
يا حلق سنسلة ع الطوق سيري يا نجمـة العيـوق
سيري بنا يا مهيرة الجندي سيري بنا يا محملة بالورد
وعندما تدخل العروس إلى بيت عريسها تقوم إحدى النساء بغمس يـدي العروس بالحناء أو الخميرة لتطبعها على مقدمة الباب العلوية رمزاً لدخول الخير إلى هذا البيت، وعندئذ تغني النساء قائلات:
إحنـا حلفنـا الليلـة مـا نوكـل إلا زيـت
يا فرحتك يا محـمـد غزالـك خـش البيـت
أو يغنين قائلات:
صارت منا صارت من موالينا صار السعود يصعد على بوابنا
صارت منا صارت من الحاشية صار السعود يدرج على العلية
الصمدة:
وإذ تصمد العروس على اللوج بجانب عريسها، تبدأ سهرة النساء عند العـروس، وقد تمتد حتى منتصف الليل، حيث تجلى العروس وترقص أمام عريسها، ولذلك تسمى هذه السهرة بالجلوة، وقد تبدل العروس أكثر من بدلة برقصات مختلفة، بينما الطبل والغناء قائم، كما قد ترقص أمام العروسين من تشاء مـن النسـاء، ومـع وصول العروس إلى بيتها الجديد يكون جهازها قد وصل معهـا، كما تكون والدة العريس قد أعدت ما يلزم العروس من أثاث البيت، وهو عبارة عن صندوق مـن الخشب مدهون باللون الأحمر والأصفر، وهو يقوم مقام الدولاب (الخزانة) اليـوم، وأما سرير العروسين فهو عبارة عن فراش من الصوف تعلوه عدة فرشات تحاط بالوسائد من الجانبين،وكانوا يطلقون على هذا المخدع اسم (فسقية).
الصباحية:
وفي الصباح يأتي أهل العروس وأخوالها وأقاربها ومعهم الهدايا لتهنئة العروسين* ويقوم أهل العروسين بتقديم طعام الغداء للمهنئين، وربما اقتصر الأمر على تقديـم أنواع من الحلوى، وتسمى هذه المناسبة (الصباحية)وهي آخـر مراسم العـرس.
هذه هي أفراح أهالي قرية بربرة و من يشاهد أفراح أهالي بربرة اليـوم، ورغـم مرور سني الشتات فلا يجد كبير اختلاف بين الأمس واليوم فأهالي بربـرة ما يزالون يحافظون على عاداتهم وتقاليدهم وكأنهم لم يغادروا قريتهم، إنها تسكنهم بترابها ونباتها وأشجارها ومائها وهوائهـا وطيرهـا وذكرياتهـا …إن عاداتها وتقاليدها وحبها يجري في عروق أبنائها مجرى الدم.. نعم، فالمهور هـي المهور، كانت مئة جنيه فلسطيني، وهي اليوم في حدود الألفـي دينـار أردنـي، وبمدلول القيمة الشرائية للرقمين نجد أنهما متساويان، وما تزال أغانـي رجالهـا و نسائها في الأفراح تتدفق من ذلك النبع الصافي الذي يمتد إلى حيث يرقد الآبـاء و الأجداد.
الأتراح:
و رغم تعـدد العائـلات فـي بربـرة، و رغم توزع العائلات فيها بين حارتيـن هما:الحارة الشرقية و الحارة الغربية،إلا أن أهالي القرية يشكلون أسرة واحدة في السراء و الضراء ، ففرح بيت من بيوتها هو فرح القرية بأسرها ،و حـزن فـرد فيها تنسحب ظلاله لتعم القرية بأسرها.
إن وفاة أحد أبناء القرية يستوجب عودة الجميع من حقولهم و مزارعهم و جرونهم إلى القرية للمشاركة في الجنازة و العزاء، فإذا ما دفـن الميت وقـف ذووه قبـل مغادرة المكان لتلقي العزاء ممن شاركوا في التشييع، و كان يصلى على الميت في بيته أو في المسجد، وكان من عادات أهل القرية في مثل هذه الأحوال أن يبادر أحد رجالها بالتنبيه على غداء الرجال ، و تقوم عائلة هذا الرجل بإعداد الطعام لأهـل الميت و المعزين ، كما كانت تقوم نساء القرية بإعداد الطعام يومياً
و طوال أيـام العزاء، حيث ينقل الطعام إلى بيت العزاء.
و في حالات الوفاة و على مدى أربعين يوماً لا تقـام أفراح في القرية، و بعـد انقضاء هذه المدة إذا رغب أحد أبناء القرية في الزواج فإنه يتقدم إلى أهل الفقيد طالباً الإذن منهم بإقامة فرحه.
الضيافـة:

عرف أهل بربرة بإكرامهم للضيف، فإذا حل الضيوف بالقرية فإنهم يستقبلون بالترحاب، و يسرع الحضور لتقديم الواجب لهم، و جرت العادة باستقبال الضيوف في المقعد، و كان للضيافة أصول و قواعد.
و كان قِرى الضيوف دورياً حسب الأصول المتبعة حيث كان أهل البلد متساوين في كرم الضيافة.
و كان لهذه القاعدة استثناءات، مثل ضيف الحسنى و معناها أن يحسن شخص لآخر بأن يقدم له معروفاً فإذا كان للضيف " حسنى " عند أحد أهل البلد فهو أحق بضيافته و إكرامه من الآخرين ليرد إليه بعض جميله، و قالوا: " الحسنى اللي تلزم الملازم و ترد الملازم ".
أما ضيف الدين، فهو الذي أقرض أحد أهالي البلد سابقاً، بذلك يكون عليه دين يجب أن يسدده فهو أحق بالضيافة، لأنه يقال " أكل الرجال على الرجال قرضـه و دين و على الأنذال صدقة "
فهو أحق بقرى الضيف و لو لم يكن صاحب دور.
ضيف النسيب: يجوز لنسيبه ضيافته في بيته، أما إذا قدم من بلاد بعيدة كانوا يقولون يحق للشخص أخذ نسيبه من المقعد بعد أن يأخذ واجبه ممن عليه الـدور.
و في أثناء تناول الطعام يجلس مع كل مجموعة من الضيوف أحد المحلية و يفتت لهم اللحم و يؤانسهم حتى ينتهي الضيوف من تناول الطعام.
و كما يكرم الضيف كان يقدم العليق و الماء لراحلته.

العلاقة بين سكان القرية و القرى المجاورة:
ارتبط سكان قرية بربرة بالقرى المجاورة ا وثيقاً إما بالمصاهـرة، و إمـا بتبادل المنافـع في وجوه الحياة المختلفة، فقد تزوج كثير من شباب القريـة من القرى المجاورة كالجية و هربيا و الخصاص و نعليـا والجـورة وبيت جرجـا و المجدل و زرنوقة، كما تزوج شباب من قرى مجاورة من فتيات من أهل القرية و سكان القرى المجاورة مما كان له أثر كبير في التواصل بينهم، لقد كان سوق المجدل هـو سوق أهل بربرة و الذي يلتقي فيه أيضاً سكان القرى المجاورة
و سكان بعض المدن الفلسطينية، و الأسواق في العادة مجال للتعارف و تبادل المنافع و المصالح فقد كان أهالي بربرة يسوقون منتجاتهم الزراعية و الحيوانية في سـوق المجـدل، و أسواق يافا و تل أبيب و غزة.
و قد نقل أهالي بربرة صناعة الغزل و النسيج عن أهالي المجدل، وقد سهـل هذا الاتصال و التواصل أواصر القربى بين آل حبرون في المجدل و آل صالحة فـي بربرة، و قد كان للأحداث الدامية في المواجهات مع العدو الصهيوني أثر كبير في التقريب بين أهالي بربرة و سكان القرى المجاورة، فقد كان المناضلـون يتنـادون للنجدة كلما وقع صدام مع عدوهم،ولعل معركة بربرة التي وقعت قبيل النكبة خيـر دليل على ذلك، فقد شارك في المعركة إلى جانب مناضلي بربرة عدد كبيـر مـن مناضلي القرى المجاورة ، و بالتقائهم على صعيد واحد في هذه المعركـة تحقـق النصر للمناضلين و كبدوا العدو خسائر فادحة.
لقد تميزت بربرة بكثرة علمائها الأزهريين وغير الأزهريين، و كثيراً ما كان علماء و مشايخ القرى المجاورة يترددون على بربرة للقاء إخوانهم من مشايخها و علمائها، و التحدث معهم في أمور دينهم و دنياهم، ومن عوامل تقوية الأواصر بين بربرة وجيرانها إنشاء مدرسة بها في مكان متوسط يسهل لأبناء القرى المجاورة الوصول إليها و خاصة من القرى التي لم يتيسر لها إنشاء مدارس بهـا، فكانـت مدرسـة بربرة تضم العديد من أبناء القرى و المدن الفلسطينية الشمالية و الجنوبية.

و لعل من العوامل التي جعلت لقرية بربرة مكانتها المرموقة، وجود رجل كأحمـد عبد الرحمن و الذي ذاع صيته في مجال القضاء العشائري إلى حد جعل الحكومة تحول إليه القضايا التي تستعصي على الحل، في أمور الدم، فقد كان رحمه الله يتنقل في فلسطين من شمالها إلى جنوبها كلمـا دعت الظروف إلى ذلك سعيا للصلح بين المتخاصمين و فض النزاعـات بينهـم.







رد مع اقتباس