عرض مشاركة واحدة
قديم 03-28-2011, 06:59 PM رقم المشاركة : 22
معلومات العضو
م .نبيل زبن
المؤسس
 
الصورة الرمزية م .نبيل زبن
إحصائية العضو







 

م .نبيل زبن غير متواجد حالياً

 


افتراضي



الاضطراب الوجداني

(ذهان الهوس والاكتئاب أو الاضطراب ثنائي القطبية)




لماذا يطلق على الاضطراب ثنائي القطبية صفة المرض ؟

كل فرد منا يمر بأوقات من السعادة وأوقات من الحزن . أن أحاسيس السعادة والحزن والغضب كلها تعتبر من الأحاسيس الطبيعية وهى جزء هام من الحياة اليومية . وعلى عكس ذلك فإن الاضطراب الثنائي القطبية (ذهان الهوس والاكتئاب) يعتبر مرض طبى حيث يعانى فيه المصابون من تقلبات بالمزاج لا تتناسب مطلقاً مع إحداث الحياة العادية التى تحدث لهم . وهذه التقلبات المزاجية تؤثر على أفكارهم وأحاسيسهم وصحتهم الجسمانية وتصرفاتهم وقدرتهم على العمل. ويطلق على هذا المرض الاضطراب ثنائي القطبية لأن المزاج فيه يتأرجح ما بين نوبات المرح الحاد ( الهوس) وبين الاكتئاب الشديد .

أن ذهان الهوس والاكتئاب لا يحدث بسبب خطأ حدث منك أو بسبب ضعف فى شخصيتك 000 بل على العكس من ذلك فهو مرض قابل للعلاج ويوجد له علاجا طبيا يساعد أغلب الناس على الشفاء بإذن الله .



متى يبدأ المرض فى الظهور ؟
ذهان الهوس والاكتئاب يبدأ عادة فى فترة المراهقة وأحياناً يبدأ فى سنوات الطفولة المتأخرة أو فى سن 40 - 50 عاماً . أما إذا بدأ المرض لأول مرة بعد سن 50 عاماً فى صورة ذهان هوس فإن المرض غالباً ما يكون صورة مشابهة للوثة الهوس (مثلاُ بسبب مرض عصبي أو بسبب تأثير نوع من أنواع الأدوية المخدرة)



ما هي أهمية التشخيص والعلاج المبكر للمرض؟
من الإحصائيات وجد أن مرضى ذهان الهوس والاكتئاب يقضون حوالي 8 سنوات فى العلاج الغير متخصص لحالتهم ويقابلون 3 إلى 4 أطباء غير متخصصين فى العلاج النفسى قبل أن يتم تشخيص المرض على أنه ذهان هوس واكتئاب . والتشخيص المبكر للمرض والعلاج المناسب يساعد على تحاشى المشاكل الآتية :-

· الانتحار : لوحظ أن نسبة الانتحار تكون فى أعلى معدلاتها فى السنوات الأولى للمرض.

· الإدمان وتعاطى المخدرات : أكثر من 50 % من مرضى ذهان الهوس والاكتئاب يتعاطون المخدرات والكحوليات أثناء فترات المرض.

· المشاكل الزوجية ومشاكل العمل : العلاج المناسب يحسن فرص استقرار الزواج واستمرار العمل المنتج للمريض .

· مشاكل العلاج : لوحظ أنه كلما ازداد عدد النوبات التى أنتكس فيها المريض ازداد صعوبة علاج النوبات اللاحقة و ازداد معدل الانتكاس فى المستقبل (وهذا يطلق عليه أحيانا الاشتعال Kindling بمعنى أنه متى بدأ الحريق فى الانتشار فانه من الصعوبة إيقافه) .

· العلاج الخاطئ أو العلاج الجزئي : المريض الذى تشخص حالته على أنها حالة اكتئاب فقط بدلاً من حالة ذهان هوس واكتئاب يتلقى العلاج المضاد للاكتئاب فقط بدون استخدام مضادات الهوس وهذا قد يؤدى إلى ظهور نوبة هوس ويجعل المسار المرضى أكثر تدهوراً .

هل ذهان الهوس والاكتئاب ينتقل بالوراثة ؟

ذهان الهوس والاكتئاب ينتقل أحياناً بالوراثة فى بعض الأسر ، وقد تعرف الباحثون أخيراً على عدد من الجينات التى من المحتمل أن تكون مسئولة أو مرتبطة بالمرض ، وتؤدى إلى ظهور اضطرابات كيميائية فى الجهاز العصبى فى المرضى .

ومع ذلك فإذا كنت تعانى من المرض وتزوجت من زوجة سليمة فإن نسبة ظهور المرض فى الأولاد هى 1 : 7 وتزداد فرصة الإصابة إذا كان هناك عدة أفراد من الأسرة يعانون من نفس المرض أو سبق لهم الإصابة بمرض الاكتئاب .



ما هى أسباب مرض ذهان الهوس والاكتئاب ؟
ليس هناك سبب واحد للمرض ، ولكن يؤكد الباحثون على أن المرض يحدث بسبب وجود عوامل وراثية تؤدى إلى عدم استقرار انتقال التيارات العصبية فى المخ . وهذه التغيرات الكيميائية اكثر عرضة للتأثر بالضغوط العاطفية والجسمانية.

وإذا كان هناك مشاكل فى حياة الشخص المهيأ للمرض إما بسبب عدم النوم المنتظم أو بسبب تعاطى بعض المخدرات أو زيادة الإجهاد فإن الجهاز العصبى حينئذ لا يستطيع أن يقوم بدوره الطبيعى فى التغلب على تلك المشاكل واستعادة الاستقرار والهدوء مرة أخرى .

وهذه النظرية عن تفاعل القابلية للإصابة بالمرض (بسبب عوامل وراثية) مع الظروف البيئية المحيطة والمظهرة للمرض تتشابه مع النظريات الطبية عن أسباب الأمراض الطبية الأخرى . ففي مرض القلب على سبيل المثال يرث الفرد القابلية لزيادة نسبة الكوليسترول وزيادة ضغط الدم التى تؤدى إلى نقص تدريجى بنسبة الأكسجين المغذى للقلب وأثناء الإجهاد (اما بسبب المجهودات البدائية أو التوترات العاطفية) قد يصاب الشخص فجأة بالألم فى الصدر أو تحدث له أزمة قلبية إذا نقص الأكسجين المغذى للقلب بدرجة كبيرة . وكما فى مرض القلب ، والأمراض الطبية الأخرى فإن علاج ذهان الهوس والاكتئاب يركز على تعاطى العلاج الدوائي المناسب وجعل الحياة سهلة وتجنب التوتر والانفعال وذلك لتحاشى حدوث نوبات أخرى .








رد مع اقتباس