الموضوع: محامي الفقراء
عرض مشاركة واحدة
قديم 05-02-2015, 03:24 PM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
أمان
عضو ملكي
 
الصورة الرمزية أمان
إحصائية العضو






 

أمان غير متواجد حالياً

 


Swahlcom A060


ما لامك أحد على ذلك، فأنت سيده،

وهو عبد عندك، فقال أبو ذر: إني كنت ساببت (شتمت) بلالاً،

وعيرته بأمه؛ فقلت له:

يا ابن السوداء، فشكاني إلى رسول الله

(، فقال لي النبي (: (يا أبا ذر، أعيرته بأمه؟

إنك امرؤ فيك جاهلية)،

فوضعت رأسي على الأرض، وقلت لبلال:

ضع قدمك على رقبتي حتى يغفر الله لي،

فقال لي بلال: إني سامحتك غفر الله لك،

وقال (: (إخوانكم خولكم (عبيدكم)،

جعلهم الله تحت أيديكم،

فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه مما يأكل،

وليلبسه مما يلبس، ولا تكلفوهم ما يغلبهم،

فإن كلفتموهم فأعينوهم) [البخاري].

وكان أبو ذر -رضي الله عنه- يحب الله ورسوله

( حبًّا كبيرًا، فقد روى أنه قال للنبي

(: يا رسول الله، الرجل يحب القوم

ولا يستطيع أن يعمل بعملهم،

فقال له النبي (: (أنت مع مَنْ أحببت يا أبا ذر)

فقال أبو ذر: فإني أحب الله ورسوله،

فقال له النبي (: (أنت مع مَن أحببت) [أحمد]،

وكان ( يبتدئ أبا ذر إذا حضر، ويتفقده

(يسأل عنه) إذا غاب.

وقد أحب أبو ذر العلم والتعلم والتبحر

في الدين وعلومه، وقال عنه علي بن أبي طالب

-رضي الله عنه-:

وعى أبو ذر علمًا عجز الناس عنه،

ثم أوكأ عليه فلم يخرج شيئًا منه.

وكان يقول: لباب يتعلمه الرجل (من العلم)

خير له من ألف ركعة تطوعًا.

وكان -رضي الله عنه-

زاهدًا في الدنيا غير متعلق بها لا يأخذ منها

إلا كما يأخذ المسافر من الزاد،

فقال عنه النبي (:

(أبو ذر يمشى في الأرض بزهد عيسى بن مريم عليه السلام) [الترمذي].

وكان أبو ذر يقول: قوتي (طعامي)

على عهد رسول الله

( صاع من تمر، فلست بزائد عليه حتى ألقى الله تعالى.


ويقول: الفقر أحب إليَّ من الغنى،

والسقم أحب إليَّ من الصحة.

وقال له رجل ذات مرة: ألا تتخذ ضيعة (بستانًا)

كما اتخذ فلان وفلان،

فقال: لا، وما أصنع بأن أكون أميرًا،

إنما يكفيني كل يوم شربة ماء أو لبن،

وفي الجمعة قفيز (اسم مكيال) من قمح.

وكان يحارب اكتناز المال ويقول:

بشر الكانزين الذين يكنزون الذهب والفضة

بمكاوٍ من نار تكوى بها جباههم

وجنوبهم يوم القيامة.

وكان يدافع عن الفقراء،

ويطلب من الأغنياء أن يعطوهم حقهم

من الزكاة؛ لذلك سُمي بمحامي الفقراء،

ولما عرض عليه عثمان بن عفان

أن يبقى معه ويعطيه ما يريد،

قال له: لا حاجة لي في دنياكم.

وعندما ذهب أبو ذر إلى الرَّبذة

وجد أميرها غلامًا أسود عيَّنه عثمان بن عفان

-رضي الله عنه-،

ولما أقيمت الصلاة، ق

ال الغلام لأبي ذر: تقدم يا أبا ذر،

وتراجع الغلام إلى الخلف،

فقال أبو ذر، بل تقدم أنت، فإن رسول الله

( أمرني أن أسمع وأطيع وإن كان عبدًا أسود.

فتقدم الغلام وصلى أبو ذر خلفه.

وظل أبو ذر مقيمًا في الرَّبَذَة هو وزوجته وغلامه

حتى مرض مرض الموت

فأخذت زوجته تبكي،

فقال لها: ما يبكيك؟ فقالت:

ومالي لا أبكي وأنت تموت بصحراء من الأرض،

وليس عندي ثوب أكفنك فيه،

ولا أستطيع وحدي القيام بجهازك،

فقال أبو ذر: إذا مت،

فاغسلاني وكفناني، وضعاني على الطريق،

فأول ركب يمرون بكما فقولا:

هذا أبو ذر. فلما مات فعلا ما أمر به،

فمرَّ بهم

عبد الله بن مسعود مع جماعة من أهل الكوفة،

فقال: ما هذا؟ قيل:

جنازة أبي ذر، فبكى ابن مسعود، وقال:

صدق رسول الله

(: يرحم الله أبا ذر، يمشي وحده، ويموت وحده، ويبعث وحده)،

فصلى عليه، ودفنه بنفسه.

[ابن سعد]،

وكان ذلك سنة (31هـ) وقيل: سنة (32 هـ)







رد مع اقتباس