عرض مشاركة واحدة
قديم 01-03-2013, 12:17 AM رقم المشاركة : 102
معلومات العضو
م .نبيل زبن
المؤسس
 
الصورة الرمزية م .نبيل زبن
إحصائية العضو







 

م .نبيل زبن غير متواجد حالياً

 


افتراضي


85- الشاعر حسن البحيري


من مواليد 1921م في مدينة حيفا .
اضطر إلى ترك حيفا لينضم إلى جموع الفلسطينيين الذين تشردوا في الشتات عام 1948م وكان من بين الذين ذهبوا إلى سوريا .
عقد البحيري صداقات مع الشعراء السوريين والشعراء العرب الآخرين .
أصدر البحيري عدداً من المجموعات الشعرية كرّسها جميعاً للقضية الفلسطينية والتعبير عن الحنين العميق للوطن المضاع ، منها "الأصائل والأسحار" ( 1943) و" أفراح الربيع" ( 1944) و" ابتسام الضحى" ( 1946) و"حيفا في القلب" ( 1973) و" لفلسطين أغني" (1979) و"الأنهار الظماء" ( 1982) و" جنة الورد" ( 1989).
منح البحيري عام 1990 وسام القدس تقديراً لإنجازه الأدبي.
البداية

الـداء والـدواء
على هامش وعد بلفـور..

الدهر بالحــدثان شـدا ومضى وصـار الأمر جداً

واربد وجه العيش في زمن على الجـور استبـدا

وتصارعت هوج الريـاح فراعــت الأطواد هـدا

وتراكم الغيـم الحبـي على عبــوس الأفق ســدا

وتلفــت الثقــلان في عكر الدجــى للنور نشدا

وانصاع بعد الليـل نور من مسيل الجــر فدا

وعلت تباشير الصبــاح فبــدت الظلمــاء بدا

والعيش بدله الجديــدان المطــارف فاستجدا

والكون زلزل والحيـاة تطاحنت عكســاً وطردا

وأراكمو في غفوة السكرات ما زلــتم عبــدي

لا تملكون سوى الكــلام يساء في الحفــلات سردا

فثريكم في غمرة اللـذات يمضــي العيـش رغدا

ما همه الوطن المبيـــع ولا شجــاه الأمــر ندا

فإذا دعته اللذة الهوجــاء فاض لهــا وأنــدى

فإذا دعا الوطن الجــريح حمــةً أعــطى فأكدى

وإذا دعــــــته اللذة الهوجــاء فاض لها وأندى

وخطيبكم كالديـــك في فلق الصبــاح إذا تبدى

متســـنم عود المنابر كي يفـــوق علـيه ندا

شفتاه تصطرعــــان بالأقوال فهو يسـوق عردا

وضميره مــيت فليس يهزه شعـــب تـــردى

يا من جعلتم خــــادع الأقوال للتصفيـق قصدا

وغفـلتمو لاهيــن عن هول يحيـق بكم وشدى

هاكم عداكم في حمــاكم شمروا ومضــوا ألـدا

شبانهم تمشي بسيــف فنائكم وتصــول جندا

وشيوخهم تبدي الحــجا وتكن في الأطـواء حقدا

بعتم لهم إرث الجــدود وما رعيتــم فيه عهدا

عهداً دم الشهــداء مار على صحيفــة مـردا

ويل لكم.. أبأرضـــكم تتوثب الأعـــداء شدا

وعيونكم – عشيت – قصارهــا بفيـض الدمـع تندى

*****

يا أيها الباكون يجرون الدموع جـــوىً وسهداً

رفداً من الجفنين يستتلي على الخديــن رفـدا

ما نال ذو حق هوى بالدمع يغـرق منه خدا

فالحق يؤخذ بالصفاح تؤدهــا الأبطال أدا

والمجد يبنيه القوي وما بنى ذو الضعـف مجدا

يا من جهرتم بالكلام فأز في الأفــــواه رعدا

لا يمحي جرح العروبة مــن فؤادٍ كاد يردى

بالقول نمقه اللســان فسـال للأسماع شهدا

أو بالمنى رفـت على سنة يراح بها ويغدى

أو بالتشكي من صروفٍ سيرت نحساً وسعـدا

جرح العروبة طـبه عمل من العلم استمـدا

وحصين خلق لا تروعه المفــاسد أن يبدا

والعلم نبــراس الألى نهدوا إلى العلياء نهدا

والخلق أس الصـرح يعمده بناة المجد عمدا

*****

أين الذي أعددتمــوه لتنقذوا الوطــن المفدى

الشعب يثقله الضنـى وينوء بالأغــلال جهدا

والفـقر يغمـره بما يُبكي فؤاد الصخر وجدا

والجهل يلبسـه من الآلام والأسقــام بردا

واليأس دون مـناة في سُبُل الحيــاة يقوم سدا

أين الملاجئ تسعـدون بها الألى حرموه جــدا

أين المصـانع تلبسون حديدهــا حلقاً وسردا

أين الفيالق تصرعــون ببأســها الخصم الألدا

أو ما أتاكــم قول ذي الصمصامــة البتار حدا:

" كل امرئ يجري إلى يوم الهياج بما استـعدا"

إن شئتمو سبل الحيـاة تنمــروا شيباً ومردا

فهي الصلال تألبــت وتقلبـــت ناباً وجلدا

لا تخدعنكم السياســة تجعل الأشــواك ورداً

كي تركنوا لمنى سراب لاح للصاديــن بـردا

فلرب شهد في كؤوس رضابــها بالسـم مدا

*****

قومي: أجــدوا فاز مشتمل ردا صبر أجدا

واستعذبوا ورد الردى يا طيبــة بالعز وردا

جدوا وشدوا واستبدوا مات شعــب ما استبدا

وتدرعوهــا مــرةً قدت من الأفنــاد قدا

وتساندوا وتعاضــدوا وتكاتفــوا قلباً و زندا

وامضوا بعزمٍ صــادق يأتج كالنيــران وقدا

وابنوا صروح المجد في غاب العلا واحموه أسدا

واسترجعوا ما ضـاع من أوطانكم غوراً ونجدا

أولا فإن المـوت مـن عيش الونى أهدى وأجدى

والعبد يرضيه الهـوان ولا يبـالي أن يصـدا

والحر يأبى أن يضام ولا يطيق العيش عبدا
-------------
ما أَشرقتْ عينــاكِ إلاَّ خْاننـــي
بصَبابتي .. صبري .. وحُسْنُ تجملي
وتَحسَّستْ كفّـايَ من أَلـَم الجــوى
سهماً مغارسُ نَصْلـهِ في مقتلـــي
وتسارعتْ من مُهْجَتــي في وجنتـي
حُمْر المــدامع جــَدولاَ في جَدولِ
فَلقد رأيـتُ بلحظ عينـــكِ إذ رَنـــَتْ
والِتّيهُ يَكْحَلُهـا بمِيـــل تَـــدلُّلِ
(( حيفا )) وشاطئـها الحبيبَ، وسَفحـهَا
وذُرىً تعـالتْ للسِّـاكِ الأَعْـــزَلِ
ومُنىً تقَضــتْ في فَسيـح رِحابـها
وهوىً تولَّــى في الشبــاب الأولِ
ورأيتُ هَيْمَنــَة الأَمــانِ مُطَمـأَنَ
اللهفــاتِ من غَدْرِ الصُّروفِ الحُوَّلِ
بِظِلالِ أهـدابٍ تــَرِفُّ غَضــارةً
كظلالِ أَهْـدابِ الغمــام المثْقَــلِ
وذكرتُ من عُمــر النعيم مَضـاءه
بِصِبىً على رُودِ الليــالي مُعْجَــلِ
والعيْشُ بُسْتـانٌ وبَسْمــَةُ ســعدهِ
فجرٌ بأفراحِ المشــارق يَنجلــي ..
والنجــم يَسحبُ من مَشارفِ اُفْقـِهِ
ذيلَ الإباءِ إلى مَشــارِفِ مَنــْزلي
عينٌ رأيـتُ بِسْحــرِها وفُتونــها
أحلامَ عَهْـدٍ بالصَّفــاءِ مُظـــلّلِ
ولمحـتُ بين سوادِهـا وبياضــِها
ظِلَّ الصَّنَوْبَرِ في أعالي (( الكَرْمـلِ ))
فعلى جفــونكِ لاحَ طَـيفُ ربيعـه
والحُسْنُ يوطئه بســاطَ المُخمَــلِ
والسَّوْسَنُ المطلــولُ بَيْن صخـوره
خَفِــقُ العِطافِ على أغاني البُلْبـلِ
ومَضاجعُ الأحبــابِ في أحضـانه
بَيْنَ الخَمَائلِ من حَريـرٍ مَوصْــلي
والرّيح ُ تَشْــدو في مَلاعبِ دَوْحـهِ
نَغَمــاً تنـام له عيونُ العُـــذَّلِ
جَبَلُ أَطــَلَّ على مرابــع أُنْســهِ
قَمَري . . وغـابَ وَتِمُّه لم يكُمــلِ
وغَرَســْتُ بين شعافــِهِ وشِعابِــهِ
زَهـْر الصِّـبا وَرَوَيْتُه من سَلْسَلـي
ورعيتــه بالرُّوح من لَفــحٍ .. ومن
نَفْحٍ ومن غِيَـر الزمــانِ النُّــزَّلِ
فنَما على جُهــْدِ الضَّنى .. وعَنائــِه
وزكا على جُرحٍ عَسيـرِ المَحْمَــلِ
حتى استوى سُوقاً .. وَهَدْهَدَ خاطــري
مَجْنىً .. وأكمامُ الرًّجـاءِ بَسَمْنَ لـي
قَطَفـَتهْ كـفٌ غيـرُ كفّــى عَنْــوَةُ
وجَناهُ من أرضي غريـبُ المِنْجــلِ
فإذا رنــوتُ إلى لحــاظـكِ تائـهاً
من سِرِّها في جُنـْح ليْــلٍ أَلْيَــلِ
مُتَــعَثِّرَ اللحظَاتِ ، مَشْدُوهَ الأســى
أَهْفـو لِحَــظٍ مُدْبِــرٍ أو مُقبــِل
وأنــا أَرُودُ بِلَهَفْتــي وصَبابتــي
أَلَقَ السَّنى من وَجْهــكِ المتهــلِّلِ
فَتَلَفَّتــي ، لا تَعْطِفــي جِيدَ الحَـيا
عنّي ، ففي عينيكِ غايةُ مأْمَلـي ....
-----------------

أيا فلسطينُ يا عُمقَ الأسى غُصَصا...ويا سُهادَ الضَّنَى نَاْيا وحِرمانا
على تَوَالي اللَّيالي في تُجَهُّمِها...والعُمرُ يمضي بها غَمّا وأحْزانا
إنِّي لَأسْمَعُ- والآلامُ تَصْهَرُني...فالجرحُ يَسْعَرُ في جنْبيَّ نيرانا
مِنْ كُلِّ ما فيكِ من سَهلٍ ومن جبلٍ...ما باتَ يرثي بِهِ أهلاً وأَعوانا

---------------------
حيفا" وأنتِ مِزاجُ الرُّوحِ في رَمَقي...وعُمقُ جُرْحِ الهَوى في مُوجَعي الخفقِيَشُدُني لكِ شوقٌ لو غَمستُ لَهُ...يراعَ شعريَ في صَوْبِ الحيا الغَدِقِ
ورحتُ بالحبِّ والذِّكرى أُصَوِّرُهُ... دمعاً على الخدِّ أوْ حرْفاً على الورقِ
لجفَّ حبري ولم ْأبلغْ قرارةَ ما...ضمَّتْ جوانحُ صَدري منْ لَظَى حُرَقي

----------------------

فإذا رنــوتُ إلى لحــاظـكِ تائـهاً من سِرِّها في جُنـْح ليْــلٍ أَلْيَــلِ
مُتَــعَثِّرَ اللحظَاتِ، مَشْدُوهَ الأســى أَهْفـو لِحَــظٍ مُدْبِــرٍ أو مُقبــِل
وأنــا أَرُودُ بِلَهَفْتــي وصَبابتــي أَلَقَ السَّنى من وَجْهــكِ المتهــلِّلِ
فَتَلَفَّتــي، لا تَعْطِفــي جِيدَ الحَـيا عنّي، ففي عينيكِ غايةُ مأْمَلـي









رد مع اقتباس