عان الدمع
أوَجْدُ ظَبْيَةٌ قَدَها مائِلَ السِحْرِ
فَعُرَتْ للبَدورِ حِسَ تَمامِها كَكَمالِها
و تأَكَدَ بَوحِها باليَعْفورِ ما قَدْ سَجْى
و بالغَداةِ لا أَضاءَتْ أنْصَعُ تَشْبُّها
فَفاقَتْ الكَواكِبُ تَحتَفي بِضِياءَها
فَأُسَمَّ الجَمالُ و تَعرَّتْ شَمائِلَها
و جَلْدةُ العُزّالِ مُؤكداً قد زُلْزِلَتْ
فلَيْتَها تُبَرْكِنُ بالْحاسِديْنَ أثْقالِها
أشْعَلَتْ بِلُهَبَ السُهْدِ خُمورَ ثَغْرِها
فأثْمَلَتْه تِرْياقاً من جَوى خَيالِها
فَألَمَّ ألَمٌ حالَ دونَ الهُجْرانِ هَمَّها
فأيَّ شَقْوَةٌ تُدْمِعُ العَيْنَ تَرِقُ بِحالِها
و حُسْنَ الدَلالِ بَيْنَ الوَرَى يُتيهُها
لكِنَها حَسْناءَ لا أفاقَتْ أمْثالِها
رائِقَةُ الجَمالَ عَبَقُ سِحْرَ بَديعَةٍ
شَهادةُ النُجومُ تُنَبِئُ الكَونَ فُتونِها
نَشْرَبُ من كؤوسِ الطَّلَىْ مَواردٍ
و مَزاهِرَها تُعْبِقُ الناظِريْنَ في جَمالِها
فَهَلْ يَفوزُ حَديْثَ روحِي بِخِلوةٍ
ما مِنْكِ آمَلَ في الحَقيقَةَ ظِلالِها
عَانَ الدَّمْعُ بِرِمْشِ العُيونَ لاهِفً
فَلا أجَبْتُ حالاً و لَنْ أَجِبْ سُؤالِها
الشاعر
د.خالد بنات / برلين