عرض مشاركة واحدة
قديم 12-20-2010, 12:16 AM رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
ابن البلد
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية ابن البلد
إحصائية العضو






 

ابن البلد غير متواجد حالياً

 


افتراضي


رجال حول الرسول ( صلّى الله عليه وسلّم )



أبو ذر الغفاري ( زعيم المعارضة وعدو الثروات )


أقبل على مكة نشوان مغتبطا..
صحيح أن وعثاء السفر وفيح الصحراء قد وقذاه بالضنى والألم* بيد أن الغاية التي يسعى إليها* أنسته جراحه* وأفاضت على روحه الحبور والبشور.
ودخلها متنكرا* كأنه واحد من أولئك الذين يقصدونها ليطوّفوا بآلهة الكعبة العظام.. أو كأنه عابر سبيل ضل طريقه* أو طال به السفر والارتحال فأوى إليها يستريح ويتزوّد.
فلو علم أهل مكة أنه جاء يبحث عن محمد صلى الله عليه وسلم* ويستمع إليه لفتكوا به.
وهو لا يرى بأسا في أن يفتكوا به* ولكن بعد أن يقابل الرجل إلي قطع الفيافي ليراه* وبعد أن يؤمن به* إن اقتنع بصدقه واطمأن لدعوته..
ولقد مضى يتسمّع الأنباء من بعيد* وكلما سمع قوما يتحدثون عن محمد اقترب منهم في حذر* حتى جمع من نثارات الحديث هنا وهناك ما دله على محمد* وعلى المكان الذي يستطيع أن يراه فيه.
في صبيحة يوم ذهب إلى هناك* فوجد الرسول صلى الله عليه وسلم جالساً وحده* فاقترب منه وقال: نعمت صباحا يا أخا العرب..
فأجاب الرسول عليه الصلاة والسلام: وعليك السلام يا أخاه.
قال أبو ذر:أنشدني مما تقول..
فأجاب الرسول عليه الصلاة والسلام: ما هو بشعر فأنشدك* ولكنه قرآن كريم.
قال أبو ذر: اقرأ عليّ..
فقرأ عليه الرسول* وأبو ذر يصغي.. ولم يمض من الوقت غير قليل حتى هتف أبو ذر:
"أشهد أن لا اله إلا الله.
وأشهد أن محمدا عبده ورسوله"!
وسأله النبي: ممن أنت يا أخا العرب..؟
فأجابه أبو ذر: من غفار..
وتألقت ابتسامة على فم الرسول صلى الله عليه وسلم* واكتسى وجهه الدهشة والعجب..
وضحك أبو ذر كذلك* فهو يعرف سر العجب الذي كسا وجه الرسول عليه السلام حين علم أن هذا الذي يجهر بالإسلام أمامه إنما هو رجل من غفار..!!
فغفار هذه قبيلة لا يدرك لها شأو في قطع الطريق..!!
وأهلها مضرب الأمثال في السطو غير المشروع.. إنهم حلفاء الليل والظلام* والويل لمن يسلمه الليل إلى واحد من قبيلة غفار.
أفيجيء منهم اليوم* والإسلام لا يزال دينا غصّا مستخفياَ* واحد ليسلم..؟!

يقول أبو ذر وهو يروي القصة بنفسه:
".. فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يرفع بصره ويصوّبه تعجبا* لما كان من غفار* ثم قال: إن الله يهدي من يشاء.
ولقد كان أبو ذر رضي الله عنه أحد الذين شاء لهم الهدى* وأراد بهم الخير.
وإنه لذو بصر بالحق* فقد روي عنه أنه أحد الذين شاء الله لهم الهدى* وأراد بهم الخير.
وانه لذو بصر بالحق* فقد روي عنه أنه أحد الذين كانوا يتألهون في الجاهلية* أي يتمرّدون على عبادة الأصنام * ويذهبون إلى الإيمان باله خالق عظيم. وهكذا ما كاد يسمع بظهور نبي يسفّه عبادة الأصنام وعبّادها* ويدعو إلى عبادة الله الواحد القهار* حتى حث إليه الخطى* وشدّ الرحال.







رد مع اقتباس