الموضوع: موسوعة الاديان
عرض مشاركة واحدة
قديم 02-10-2014, 10:10 AM رقم المشاركة : 245
معلومات العضو
م .نبيل زبن
المؤسس
 
الصورة الرمزية م .نبيل زبن
إحصائية العضو







 

م .نبيل زبن غير متواجد حالياً

 


افتراضي


النصوص المُقدسة:
تنقسم النصوص الدينية الطاوية الى قسمين: الأول وهو كتاب(طاو تي تشينغ)، والذي ألفه (لاو تسي) في القرن 6 ق. م، ويقع في خمس وعشرين صفحة، سجله على الحدود الصينية وهو يهم بترك الصين نهائيا بعد أن شعر بنهاية حكم سلالة (الهان) وشعوره بمهانة العيش مع السفهاء، بعد أن تجاوز التسعين من عمره، قضاها كلها في خدمة المكتبة الامبراطورية. وعندما أنهى كتابه، سلمه ليد حارس الحدود، وهو شىء نادر الحدوث حقا، وعبر الحدود ولم يسمع عنه شيئا بعد ذلك.
وبقي كتابه الصغير والمسمى كتاب (القوة والفضيلة)، الحجر الأساس للديانة الصينية الجديدة والتي تدعو الى عبادة الآلهة والى فعل الصلاح والخير في العالم والتقرّب الى الطبيعة والابتعاد عن الملذات الدنيوية بكل أنواعها، مع الامثلة الفلسفية والسياسية التي يستفاد منها الحاكم في الحكم. وقد ترجم الى عدد كبير من اللغات ويأتي بعد (الكتاب المقدس) بالنسبة الى عدد اللغات التي ترجم اليها. والسبب في إهتمام العالم بترجمة هذا الكتاب هو: 1ـ القصر والاختصار. 2 ـ السرية واللغز، الذي يُشوق الناس في حلّ رموزه ومعرفة معانيه العميقة.
والكتاب الثاني والمهم في الطاوية هو (تشانغ تسي): ويضم مجموعة من الأمثال والمواعظ، كتبه(تشانغ تسي) في الفترة بين( 369 ق.م ـ 286 ق. م)، وهو الثاني من حيث التأثير والأهمية بعد كتاب(طاو تي تشينغ). ويبحث في كل الثنائيات التضاددية في الكون والمجتمع، ويجري مقابلة بين السماء والبشر، والطبيعة والمجتمع، والخير والشر. وفيه ايضا قصص عن الكمال البشري والخلود وطرق الوصول الى الكمال والى حالة اللا موت واللاحياة.
والثالث هو كتاب (التغييرات ـ آي تشينغ)، ويرجع في شكله المتداول اليوم الى القرن السادس قبل الميلاد. وهو بحق من أعظم الكتب وأشهرها، وله تأثير بالغ على الثقافة الصينية خلال قرون عديدة، إضافة الى تأثيره الواسع على الثقافة العامة والتقاليد اليومية للناس في الصين. وهو كتاب الرموز السالبة والموجبة وكذلك كتاب التغييرات وتحول الامور وحركتها الانسيابية التي تشبه حركة الماء الجارية.
شىء من التاريخ:
كان الصينيون يعبدون آلهة وأرواحا عدة، ومن الآلهة التي عبدوها، الإلهة(تي) وهي تعني (الإله الأعلى ـ أو الرب العالي). ويؤمنون بأنه يُعاقب الأشرار والذين يُهملونه ويُكافىء الأخيار والذين يعبدونه ويُسعدونه. وحاول الحكماء الطاويون أن يُرشدوا الدولة والحكام وأن يكونوا نواة للسلام والتآلف بين الشعب والحكومة وأن يجعل الانسان نفسه أداة فعالة للواجب الذي عليه أن يؤديه بالسبل الأمينة من دون قتال أو حروب بل بالطاعة والصبر والسلام.
وهذه بعض التواريخ المختصرة للديانة الطاوية:
• ولادة (لي ـ ييه ـ يانج) والمدعو (لاو تسو) في حوالي 604 ق.م في السنة الثانية من عهد الإمبراطور الحادي والعشرين من اسرة (تشو) الفقيرة جدا.
• تعاطف الاسر والعشائر الصينية الكبيرة مع الطاوية في نهاية عهد اسرة (هان) وظهور مشاهير الشعراء الكبار من أمثال (تاويان ـ منغ) "375 ـ 379 م".
• ظهور الفيلسوف (شوانغ تسو)، في الفترة بين (369 ق.م ـ 286 ق.م)، وهو من كبار فلاسفة الطاوية، ويعتبر المؤسس الثاني لهذ الديانة. وقد زعم المعلم شوانغ تسو بأن (لاو تسو) أحد المعلمين السماويين، وقام ايضا بشرح كتاب المعلم الاول، مضيفاً إليه شيئاً من فلسفته. ولقد نمت الطاوية المنظمة في منطقة جبال (شي شوان). وبرزت أهمية الشروحات والتفسيرات التي قدمها (شوانغ تسو) لكتاب (الفضيلة والقوة)، المصدر المهم الثاني للطاوية بعد كتاب(لاو تسي) المؤلف في القرن السادس قبل الميلاد.
• إزدياد حالة الحرب بين الدويلات الصينية ولاسيّما بعد صعود اسرة (شانغ) للحكم سنة 360 ق.م، والتي أدت الى اشتعال الحروب في كل مكان، لإستعادة مواقع مهمّة، ولإكتساب الجاه والثروة. وبعد نجاح الاسر الحاكمة للصين تحت لواء اسرة(شانغ) وإعلان آخر أباطرتها (شينغ هوانغ تي) بأنهم سوف يحكمون لمدة ألف سنة، انحلت الاسرة وزال حكمها مباشرة بعد وفاة الامبرطور الاخير، مما أدى الى قيام الثورة الشاملة بقيادة (ليوـ بانغ) والذي أصبح الامبراطور الجديد وأول اباطرة اسرة الهان التي حكمت قرابة أربعة قرون.
• انقسام الصينيين إلى ثلاثة أقسام الأمر الذي ترك أثره على الاختلافات الدينية والإقليمية فيما بينهم، وذلك في سنة 220 ميلادية، وبعد سقوط أسرة هان مباشرة. وبروز الاختلافات الدينية، مما أدى الى إضعاف الطاوية وحدوث حالة من الفوضى الاخلاقية في المجتمع.
• ازدياد نفوذ الطاوية بعد حرق كتب الكنفوشيوسية في عموم الامبراطورية، والسماح بإبقاء التعاليم الطاوية وكتبها الفلسفية وذلك بعد حكم الامبراطور( تشي إن شهّوانج)، بين سنة 212 ق.م الى 207 ق.م.
• نجاح الحكماء الطاويين في تقديم النصائح الناجحة والمرضية لدى حكام الصين في كيفية إدارة البلاد وذلك في عهد الامبراطور كينغ ـ هوي(194 ـ 187 ق.م). ونجاح الحكماء الطاويون في جلب الاستقرار لعموم البلاد بنصائحهم الهادئة وحكمتهم الرشيدة.
• تحول الامبراطور (وو ـ تي) من اسرة (هان) من الكنفوشيوسية الى الطاوية وذلك في القرن الثاني قبل الميلاد وبتأثير من زوجته وحاشيتها. وبروز الفلسفة السلمية في المفاهيم الدينية للطاوية بفضل المعلمين السماويين في القرن الثاني الميلادي. ومرافقة الطاوية لحكم سلالة الهان، والمعروفة بالامبراطورية الصفراء والاشتراك في تشريعاتها وقوانينها الادارية، وإدعاء عائلة (شانغ) الحالية للمعلمين السماويين بأنها من سلالة (شانغ طاو لينغ) المعلم السماوي الأول الذي ظهر أيام أسرة هان.
• قيام الامبراطور (هوآن) من اسرة هان بالاحتفال بالمراسيم الطاوية والبوذية في القصر الامبراطوري سنة 166 ميلادية. ومنح المساعدات الضخمة لتكريم المعلم (لاو تسو) مؤسس الطاوية من قبل الامبراطور وبنائه معبد باسم (لاو تسو). واصدار قانون يخص بتقديم القرابين الى (لاو تسو) والاعتراف الرسمي الكامل به من قبل الامبراطور (شيه فين) مؤسس اسرة تانغ العظيمة.
• قيام الثورة الصفراء في سنة 184 ميلادية، في عموم الصين بقيادة الديانة الطاوية وبتأيد من الفلاحين والفقراء وتحقيق الإصلاحات الضرورية لصالح الشعب الفقير وذلك في نهاية عهد اسرة (هان).
• انتشار الطاوية السريع بعد سنة 148 ميلادية، بسبب دخول السحر والشعوذة وزيادة المعرفة والاهتمام بالأرواح الشريرة عن الطرق الروحية الجديدة في التخلص من شرها وتجاربها المريرة. وظهور عدد من المعلمين الطاويين من رجال الدين بعرضهم على الناس الشفاء من جميع الأمراض مقابل حفنات من الارز وكان ذلك ما يشبه أول مستشفى أهلي في تاريخ الانسانية.
• الاصلاح الديني في الطاوية بتأثير الفيلسوف(شانغ طاو لينغ)، والذي قاد تنظيما كبيرا من المصلحين الذين عُرفوا بالمعلمين السماويين. وظهور تيار المُجدّدين الطاويين في سنة 142 ميلادية بقيادة (شانغ طاو لينغ)، والذي أحدث الاصلاحات الضرورية في الطاوية مدعيّا حصوله على الرسالة السماوية.
• إقامة الامبراطور (هوان) من اسرة هان للمراسيم الطاوية والبوذية في القصر الامبراطوري والذي كان بمثابة الاعلان عن مجيىء البوذية الى الصين وهي ديانة هندية غريبة عن التقاليد الصينية.
• انتشار الطاوية وبشكل شعبي في القرن الثاني الميلادي وذلك بفضل حركة السلم الكبير وقد كان للمعلمين السماويين دور كبير في نشرها.
• نشوء الطاوية الجديدة في القرن الثالث الميلادي مع نشوء عدد من المدارس الفكرية بتأثير نسخ المخطوطات القديمة وتقديمها للمؤمنين الذين تعلموا عقائدها وتعاليمها، بالاضافة الى النصوص المقدسة الموجودة فإنه قد أعيد الاعتبار لمؤلفات غامضة من عصر (تشوانغ تسو). وأدت كل هذه الكتابات الى إعتبار الطاوية دينا مؤسساتيا له آلهة وعقائد وتعاليم وتصورات خاصة عن الخلقة والحياة الاخرى.
• بروز الحركة الفكرية والثقافية والفنية بين التجمعات الطاوية خلال حكم اسرة (سوي) وعهد اسرة (تانغ) في ما يُسمى عهد (حجر الفلاسفة) وذلك في القرن الرابع والخامس الميلادي، وتمتع الطاوية بحماية البلاط الامبراطوري بعد انحدارها الكبير في عهد اسرة هان وبسبب معارضتها لسياسة العرش الامبراطوري واكتشاف الأدوية اللازمة لأطالة العمر، عقب سقوط الاسرة الامبراطورية القوية.
• تأسيس حلقات سحرية طاوية من شرق الصين الى غربها لطرد الأرواح الشريرة وشفاء الناس من الأمراض المختلفة مع تأسيس الحلقات الصوفية التأملية من قبل شخص طاوي غيور اسمه (تشانغ ـ تاو ـ لينغ) مما ادى الى نشر الطاوية في عموم الصين.
• تأثير المعلم الكيمياوي (جي هونغ)، والمعروف بمعلم البساطة (باوبوزي)، والذي اشتهر في القرن الثالث والرابع الميلادي، والذي أثر على الطاوية تأثيرا كبيرا في الفترة ما بين (589 – 316) ميلادية.
• ظهور المصلح (لو هيو شينغ) في عام 406- 477 ميلادية، والذي يرجع إليه مفهوم القانون التشريعي والقرار باقامة المجمع بهذا الخصوص، ومحاولته لجمع الكتب المقدسة الطاوية.
• إكتساب الطاوية صفة رسمية في عهد سلالة (تانغ)، حيث كان الأباطرة من تلك السلالة يدّعون بوجود قرابة دموية بينهم وبين المعلم التاريخي (لاو تسو). والذين حاولوا فرض التعاليم الطاوية على البوذية والكنفوشيوسية في الفترة التاريخية لحكم سلالة تانغ الممتدة من (907 – 618) ميلادية.
• إنتشار الطاوية في الصين في القرن السابع الميلادي من خلال الدعاية السحرية والممارسات الطبية في إطالة العمر والدعاية ضد الديانة البوذية بكونها ديانة غريبة عن الصين دخلت اليها عبر الهند. وتزامن إنتشارها مع انتشار البوذية والكنفوشيوسية. واعتراف الامبراطور (لي شين فين)، مؤسس سلالة تانغ الكبرى، بالطاوية وتطورها كدين منظم وإزدهار معابدها وكتبها وطقوسها ومراسيمها.
• إضافة التعاليم والكتب الروحية الطاوية للمناهج المدرسية التي تدرس في المدارس الامبراطورية ولاسيّما في عهد الامبراطور (كسو آن زونغ) بين 685–762 ميلادية.
• ازدهار الفلسفات الدينية الطاوية والبوذية والكنفوشيوسية في القرن الحادي عشر الميلادي في عهد اسرة (سونغ). وصعود نجم الكنفوشيوسية على حساب الطاوية، كنظام ثقافي وتعليمي.
• انتشار استخدام التنبؤات الطاوية والسحر لكسب التأييد الشعبي من قبل أسرتي تانغ 618 – 907 ميلادية، واسرة مينغ 1368 – 1644ميلادية.
• بروز عدد من الاباطرة من سلالة (سونغ)، 960–1279 ميلادية، الذين عززوا وجود الطاوية وكتبها الفلسفية وتعاليمها ولاسيما في عهد الامبراطور(هوي زونغ). حيث كثرت المدارس الطاوية في تلك الفترة، وبقيت آثار بعضها الى يومنا هذا.
• تطوّر العلوم الطبية الطاوية في شفاء الناس واطالة أعمارهم بعد تأليف كتاب العالم الطاوي (كو هانغ) الذي يصف فيه التمارين الرياضية والصحية للتنفس واطالة الحياة، وإعتبار التقدم في السن دليلاً على القداسة حتى ادعاء بعضهم إمكانية إطالة العمر مئات السنين، والوصول الى الخلود الذي من الممكن أن يتم بواسطة التدريبات والرياضات الجسدية والروحية الخاصة.
• تبنيّ الصين للقيم الغربية من المظاهر الحياتية العامة واستخدام الطرق والوسائل العلمية الحديثة والنظر الى الامور الاخلاقية بالنظرة المسيحية الغربية بين السنوات (1912–1949) ميلادية، والتخلي نوعا ما عن التعاليم الطاوية ـ الكنفوشيوسية في كثير من الامور الحياة اليومية.
• شمول سياسة التضيق على كل الأديان في الصين ومن ضمنها الطاوية مع تدمير مدارسها وأسسها التربوية والروحية والثقافية بمجىء الشيوعية الى الحكم في الصين منذ سنة 1949 والى اليوم.
• ظهور اتجاهات تسامحية نحو الأديان منذ سنة 1976 ميلادية، بعد وفاة (ماوتسي تونغ) ولاسيما نحو الديانات الصينية التقليدية مثل الطاوية التي عانت الكبت خلال الثورة الثقافية والبدء بإصلاح المعابد الطاوية التاريخية على نفقة الحكومة الشيوعية سنة 1980 ميلادية، مع إصلاح المعابد التاريخية المهمة سنة 1980 جنبا الى جنب مع اصلاح عدد من المعابد والاديرة البوذية. والسماح بإحياء الطاوية وعدّها ثقافة وطنية، وذلك في عهد (دينغ هسياو بينغ) سنة 1982.

وجدير بالاشارة، أن الطاوية مرّت في نفس المراحل التطورية التي مرت بها الكنفوشيوسية. وبقيت خلال أكثر من ألفي سنة تؤثر في الفكر الصيني وفي التغيرات التاريخية الصينية. وهي تعدّ من الفلسفات التي بدأت في عهد الفيلسوف كونفوشيوس والذي عاش بين سنة 600 ق.م ـ 500 ق. م. ولما كانت الكنفوشيوسية تتبع التقاليد والشعائر القديمة في القوانين التشريعية المدنية والروحيّة، وآداب المعاشرة الأخرى. كانت الطاوية تبحث عن الطرق الحديثة في التعبير عن نفسها سواء في الفن والموسيقى والطب والأدب والرياضات الروحية. ولكن دور الطاوية في الفنون والأدب والعلوم تلاشى بمرور الزمن بسبب الثورات التي حدثت في الصين وبسبب واقع الطاوية المحصور في الأديرة والجبال.
وأما (تيان طاو) فهي نوع آخر من الطاوية التي أسست في التيبيت بتأثير عدد من الدول والثقافات، منها الصين والهند والنيبال وبلاد فارس ومنغوليا. والتي تطوّرت بين هذه الدول ولكنها انتقلت على الأغلب بين الصين والتيبيت حاملة معها التعاليم من كل هذه الثقافات لتصبح الطريق الشعبي والقوي في التأمل والتعليم في تلك المناطق.
وبحسب المصادر العلمية حول أصول الأديان ونشوءها، تعود بداية نشوء الطاوية، الى ما قبل التاريخ وذلك إعتمادا على كتابات (طاو تي تشينغ / داو دي جينغ)، في القرن الثالث والرابع قبل الميلاد. ويؤكد البعض الآخر من العلماء بجعل (لاو تسو)، المعلم الاول لبوذا وكونفوشيوس. ويُقال بحسب بعض المصادر أن (لاو تسو)، قد مرّ في عشرات التجسدات وعاش حوالي 900 سنة.
المدارس الفكرية:
تعتمد الطاوية على تعاليم الفيلسوف (لاو تسو)، والتي تدور حول التضاددات كلها، وكذلك حول وحدة التضاددات في التعاليم الخاصة وتدعى (طريق الفضيلة والقوة). وتعلم مفهومين أثنين:
1ـ الطاوية الفلسفية(داوجيا): التي اسست على مفاهيم كتاب (طاو تي تشينغ)، والتي نشأت أثناء حكم سلالة(تشو) في الصين وهي مدرسة فكرية عقلانية كلاسيكية، تدعو الى التآلف والانسجام والتكامل والتعاون مع الآخرين، وتحقيق السلام والرخاء والعافية. ويدور هذا المفهوم عادة حول الفترة قبل خلق الشمس والقمر والأرض والنجوم والكون كله. ويأتي تأثير هذه المدرسة بعد الكنفوشيوسية على الثقافة الصينية وعلى المجتمع الصيني عموما،
2 ـ الطاوية الدينية(داوجيو): تنسب هذه المدرسة نفسها الى المعلم (لاو تسو) نفسه، في ظل حكم سلالة (هان) والتي تسمى بالطاوية الدينية، وهي عبارة عن مجموعة من المعتقدات الدينية، نمت وتطورت خمسمائة سنة بعد المدرسة الأولى، واستخلصت من الديانات الصينية التقليدية القديمة والتي أثرت تأثيرا بالغا على الثقافة الصينية أكثر من المدرسة الفلسفية التي كان تأثيرها محصورا في مجموعة من المفكرين والكتاب والشعراء والفلاسفة وكان نشوء الطاوية الدينية في سنة 142 ميلادية، بعد ظهور الحكيم (تشانغ داو لينغ) في المنطقة الجبلية والمسماة (شي شوان). وكان طابعها الديني يُغطي كل شىء فيها ولهذا سُميّت بالطاوية الدينية. وقد إستمدت الكثير من تعاليمها من الديانة الشامانية، كالشعوذة والسحر والكهانة والتعاليم التقليدية للديانة الصينية القديمة. وتنتشر أفكار هذه المدرسة أو هذا المفهوم في كل شىء وتحكي عن التضاددات جميعها.
وعلى الرغم من كل هذه التأثيرات الجانبية من المدرسة الدينية وجمعها لكل أنواع التقاليد الموجودة في الصين إلا أنها استطاعت أن تحافظ على نفسها وتثبت وجودها. وهي تدعو في معظم تعاليمها إلى احترام الذات والانعزال عن الحياة العامة، وتؤكد كذلك على التأمل واليوغا وعبادة الطبيعة.
3 ـ الطاوية الفلكلورية: تشمل على التقاليد الصينية القديمة والمنتشرة بين العشائر القديمة والتي تطورت بمرور الزمن ولا يزال يُقدسها الكثير من الصينيين لكونها تمثل تاريخ الصين وحضارتها.
وجدير بالاشارة أن التقسيم بهذا الشكل ليس سهلا كما يبدو، لأنه هناك خلط كبير بين المدرستين (داوجيا) والمدرسة (داوجيو). ومن تعاليم المدرستين، الاتحاد مع طاو لأكتساب السعادة القصوى في وحدة عميقة يكتسب من خلالها الانسان قوة غامضة تسمى (تي) تساعده في الابتعاد عن العالم وعن الحياة المدنية المزعجة وتجعله قريبا من الطبيعة. وهي قوة استحقاقية لازمة في تقويته ضد التجارب اليومية التي يواجهها في حياته.







رد مع اقتباس