عرض مشاركة واحدة
قديم 10-25-2010, 12:51 AM رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
اسماعيل السلاق
عضو ماسي
إحصائية العضو






 

اسماعيل السلاق غير متواجد حالياً

 


افتراضي


(9) حكاية قطرة العسل



كان يا مكان.. في قديم الزمان
صياد يصطاد في غابة، وكلبه معه، يركض أمامه، يدله على أثر الأرانب.
وصادف أن لمح الصياد خلية نحل تَعْسِلُ في أصل إحدى الأشجار. لحس شفتيه، قال: سآتي غداً بزقٍ وأملؤه عسلاً، ولا بأس بأن أُقْرَص عدة قرصات. وقبل أن ينهي قوله نبح الكلب معلناً موافقته على الفكرة.
غابت شمس ذلك اليوم، وأشرقت شمس الغد، وقطف الصياد العسل مالئاً به الزق بعد أن لسعه النحل عدة لسعات في أرنبة أنفه، فورم.. وصار أشبه بإجاصة.
حمل الصياد زقه، ومشى أمامه كلبه متوجهاً إلى البلدة، كي يبيع العسل في أحد الحوانيت.
وفعلاً.. دخل على صاحب حانوت، سلّم عليه، وعرض عليه العسل ليشتريه.
أمسك صاحب الحانوت الزّق، غمس إصبعه في العسل ليتذوقه، فقطرت منه قطرة على الأرض.
فجأة.. خرج زنبور أحمر من نُخروبه، وراح يطير محوّماً حول القطرة، ثم حطّ بجانبها وراح يأكل منها، وكان لصاحب الحانوت قطّ أسود، فوثب القط على الزّنبور، وضربه بقائمته. داخ الزنبور وراح يغزل في مكانه مصدراً طنيناً عالياً.
غضب كلب الصياد من فعل القط، احمرت عيناه، همر.. ونبح، ثم وثب على القط، وعضّه عضّة قوية جعلته يموء مواءً عالياً ممطوطاً، ويقفز هارباً، بعد أن تقنفذ وبره.
كاد عقل صاحب الحانوت يطير من رأسه، عندما سمع مواء قطه المدلل، ركض إلى إحدى زوايا حانوته أمسك عصاً غليظة، وهوى بها على رأس الكلب، فنبح بالمقلوب، وفرّ هارباً، مدخلاً ذيله بين رجليه.
جنّ جنون الصياد عندما رأى كلبه ورفيق صيده قد تعرّض لضربة مؤلمة، ركض إلى صاحب الحانوت شدّه من قميصه بقوة، فانقطعت الأزرار وبانت كرشه الكبيرة، ثم لكمه لكمة قوية، جعلته يقع بجانب الزنبور مغمى عليه.
صعق جيران صاحب الحانوت فور مشاهدتهم جارهم مغمى عليه، ركضوا نحو الصياد، وانهالوا عليه ضرباً، فشج رأسه وفتق سرواله.
طار خبر الشجار إلى قرية الصياد، فتأثّر أهلها أشدّ التأثر، ونقموا أشدّ النقمة، ثم جمعوا أنفسهم وحملوا سلاحهم، وتوجهوا إلى البلدة، كي يثأروا لصيادهم.
واشتعلت الحرب، وتعالت الأصوات، وغطّى الغبار البلدة، فبانت كأنها تلّة بعيدة.
وكان في البلدة رجل حكيم أعمى، فلما سمع الأصوات والاستغاثات، سأل عن السبب فأخبروه القصة.
هزّ الحكيم رأسه أسفاً، قال: يا للحمقى.. كل هذا من أجل قطرة عسل!!، ثم صرّ رغيفين وعلّقهما في رأس عكّازه، وسار مهاجراً من تلك البلدة، مدندناً أغنية حزينة.







رد مع اقتباس