عرض مشاركة واحدة
قديم 10-23-2011, 05:04 PM رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
نور الهدى
عضو برونزي
 
الصورة الرمزية نور الهدى
إحصائية العضو






 

نور الهدى غير متواجد حالياً

 


افتراضي




3 -الــــحج الــــمبرور












روى البخاري و مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( العمرة إلى العمرة كفارة ما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة ) .
وفي رواية الترمذي : ( العمرة إلى العمرة تكفر ما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة ) .
وروى أصحاب السنن إلا أبا داود : ( تابعوا بين الحج والعمرة، فإنهما ينفيان الفقر والذنوب، كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب ) والكِير: الزِّق الذي ينفخ فيه الحداد ؛ ومنه الحديث: ( المدينة كالكِير تَنفي خَبَثها ويَنْصع طِيبُها ) متفق عليه .




دلالة الأحاديث


قال أهل العلم: ( الحج المبرور ) هو الذى لا يخالطه شيء من المأثم ؛ وقيل: ( المبرور ) المقبول. قالوا: ومن علامات قبول الحج، أن يرجع العبد خيرًا مما كان، ولا يعاود المعاصي. فعلى هذا يكون ( المبرور ) من البِّر، والبِّر اسم جامع لكل خير. ويجوز أن يكون ( المبرور ) بمعنى الصادق الخالص لله تعالى .

قال القرطبي : الأقوال التي ذكرت في تفسيره متقاربة المعنى، وهي أنه الحج الذي وفِّيت أحكامه، ووقع موقعًا لما طُلب من المكلف على الوجه الأكمل .
ووقع عند أحمد وغيره، من حديث جابر مرفوعًا: ( الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة ) قيل يا رسول الله: ما بر الحج ؟ قال: ( إطعام الطعام، وإفشاء السلام ) ففي هذا الحديث تفسير للمراد بـ ( الحج المبرور ) .
وقوله صلى الله عليه وسلم: ( العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما ) هذا يدل على فضيلة العمرة، واستحباب الاستكثار منها، وأن العمرة مكفرة للخطايا الواقعة بين العمرتين .
وقد احتج جمهور أهل العلم بهذا الحديث على استحباب تكرار العمرة. وقالوا بناء على هذا: إن جميع السنة وقت للعمرة ؛ فتصح في كل وقت، إلا في حق من هو متلبس بأعمال الحج، فلا يصح اعتماره حتى يفرغ من الحج .
ثم إن جماعة من أهل العلم ذهبوا إلى أن العمرة واجبة على المكلف في العمر مرة، كالحج ؛ وممن قال بهذا: عمر و ابن عمر و ابن باس و طاوس و عطاء و ابن المسيب و سعيد بن زبير و أحمد و داود ، وغيرهم. وذهب مالك و أبو حنيفة إلى أنها سنة، وليست واجبة .
وقوله صلى الله عليه وسلم: ( العمرة إلى العمرة تكفر ما بينهما ) أي: من الذنوب، دون الكبائر، كما في قوله: ( الجمعة إلى الجمعة كفارة ما بينهما، ما لم تغش الكبائر ) رواه ابن ماجه .
قال ابن حجر في "فتح الباري": واستشكل بعضهم كون العمرة كفارة، مع أن اجتناب الكبائر يكفر، فماذا تكفر العمرة ؟ والجواب أن تكفير العمرة مقيد بزمنها، وتكفير الاجتناب عام لجميع عمر العبد، فتغايرا من هذه الحيثية .
وأفاد قوله عليه الصلاة والسلام: ( فإنهما ينفيان الفقر والذنوب ) أن المتابعة بين الحج والعمرة من مسببات الغنى ؛ فمع أن العبد ينفق المال الكثير من أجل حجه واعتماره، غير أن الله سبحانه يعوضه خيرًا مما بذل لأجل طاعته، قال تعالى: { وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين } (سبأ:39) .
ونختم مقالنا بما روي عن عمر رضي الله عنه أنه نظر إلى ركب عائدين من الحج، فقال: لو يعلم الركب ما ينن به من الفضل بعد المغفرة لاتكلوا، ولكن ليستأنفوا العمل. وهذا يدل على أنه يجب على الحاج ألا يركن إلى عمله، وما وفقه الله إليه من الطاعات والقربات في حجه، بل عليه أن يستمر ويواظب على فعل الطاعات والقربات، إلى أن يلقى الله سبحانه، قال تعالى: { واعبد ربك حتى يأتيك اليقين } (الحجر:99)









رد مع اقتباس