أنتِ مهمة جدّاً
الناس بتحب التفوق بفطرتها حتى لو ما وصلت لدرجاته.. بتحب الناجحين المتفوقين و بتحترمهم
بالمدرسة رح تكوني بتنافس دائم للوصول للمراكز الأولى.. اللي يمكن ما يفصل بينها غير علامات قليلة..
بالجامعة.. بعد الزواج.. مع الأمومة.. مع العمل.. دائما الناس بتقارن إنجازاتها بإنجازات أقرانها و بتسعى للتفوق عليهم
أسماء كتيرة مشهورة متميزة لامعة بكل المجالات..
علماء.. فقهاء.. أطباء.. كتّاب.. فنانين
جموع من الناجحين بتخليكي أحياناً توقفي دقيقة و تسألي نفسك.. أنا وين مكاني بينهم .؟
هل أنا طالبة قليلة الذكاء؟
هل أنا زوجة أو أم مقصرة ؟
شو قدمت .؟ شو عملت ؟
و بلحظات التعب و تراكم المهام.. بيبدا ذهنك يمرر بوجهك كل صور الناجحين و قصصهم و تحسي انك عم تركضي ورا حلم بعيد أو انك أكثر الناس فشلاً
و أثر هالشعور عالنفس مر و متعب
لفترة من حياتي تعبتني هالفكرة كتير.. كل شي تعلمته كان يطلب مني اركض للمثالية اللي مستحيل اوصلها..
قصص السلف الخارقين يلي ما عاد الزمان يجود بأمثالهم.. أعمال المبدعين يلي ما قدرت كون متلهم..
اتخيل حالي تركت الدنيا فجأة و سألني ربي شو عملتي.؟
ما اعرف شو بدي قول..
كيف مضت حياتي؟ شو عملت؟
و عن عمره فيما أفناه..
لكن لاحقا.. تعلمت ان الأمر أبسط من هيك..
و الحسبة مع ربنا مو بهالطريقة..
و المجد مو بس للمراكز الأولى
عرفت انو كل واحد فينا الله يسرله سبب ليكون ناجح بجانب معين.. لحتى يكمل حياة غيره.. و ينقل النفع للناس
تأملت قصة الرجل الطيب اللي حكاها القرآن الكريم بسورة " يس"
" و جاء من أقصى المدينة رجل يسعى.. قال يا قومِ اتبعوا المرسلين.."
رجل ما عرفنا شو اسمه
رجل من أقصى المدينة.. لا من وجهاءها و لا من وسط أحياءها الراقية..
ساند دعوة المرسلين.. ساند دعوة الحق.. ما عرفنا من كل حياته غير هالموقف
و يمكن قومه رفضوا دعوته و يمكن أهانوه..
لكن قدره كان عند ربه عظيم..
" إني آمنت بربكم فاسمعون.. قيل ادخل الجنة.. قال يا ليت قومي يعلمون بما غفر لي ربي و جعلني من المكرمين"..
أحياناً قيمة حياتنا كلها بتتلخص بموقف.. بعمل صالح.. بأمل نزرعه بحياة غيرنا..
بكلمة طيبة و صادقة.. حتى لو كنا من أقصى المدينة
انت مهمة..
وين ما كنتي انت مهمة.. و متفوقة بشي لسه ما اكتشفتيه.. انت مهمة طول مالك عم تحاولي تعطي
لا تقارني حالك بحدا.. كتار من الأسامي المشهورة ما لها عند ربها أي وزن إذا كان عملها للرياء و الأنا..
" فعلت لكي يقال عنك كذا و قد قيل.. "
نحنا كشعوب عشنا بحالة من شعور الهزيمة النفسية..
كان الكلام المحبط يلي منسمعه أكتر من الكلام المحفز
سواء بالبيوت أو المدارس
ما تعلمنا تقدير قيمة الأعمال مهما كانت صغيرة
التنافس عالخير أمر محمود و مطلوب و محفز
لو قدرتي تحرزي فيه مكان لا تقصري
لكن ما تقللي من شأن باقي الأعمال مهما كانت صغيرة
حاولي تحبي كل خير عم تعمليه.. تقدري قيمته و تخلصي نيتك لله فيه
انت مهمة..
انت موهوبة..
انت غصن خير أخضر بيطرح ثمر نافع و بذور تنبت من بعده أشجار