عرض مشاركة واحدة
قديم 01-31-2016, 08:20 AM رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
م .نبيل زبن
المؤسس
 
الصورة الرمزية م .نبيل زبن
إحصائية العضو







 

م .نبيل زبن غير متواجد حالياً

 


افتراضي


الأشجار.. تتصرف كجماعات لا أفراد

وبالمزيد من القراءة عن تصرفات الأشجار - الموضوع الذي تعلم عنه القليل في مدرسة علم الغابات - وجد أن الأشجار تتصرف بشكل أقل فردية، وتميل للتصرف كجماعات، كما تميل للعمل بشكل جماعي وتتشارك الموارد، وبهذا فهي تعزز بقاءها.

بالطبع يساعد الفصل الصناعي الذي تقوم به الجهات القائمة على زراعة الغابات في ألمانيا على خلق مساحات للأشجار للحصول على المزيد من ضوء الشمس، ما يجعل نموّها أسرع، إلا أن الفصل المبالغ فيه بين الأشجار يمنع اتصالها ببعضها بشكل جيد، ما يقلل كثيراً من مرونتها في التغلب على المصاعب التي قد تواجهها في مراحل نموها.

متأثراً، بدأ السيد هوليبين بالبحث عن نهج بديل في زراعة الغابات، واندهش أثناء زيارته لمجموعة من الغابات الخاصة في سويسرا وألمانيا: "لديهم مجموعة ممتازة من الأشجار القديمة، فهم يعاملون الشجر بالمزيد من الحب والاهتمام، والخشب الذي تقدمه الأشجار لهم أكثر قيمة بكثير. ففي إحدى الغابات أخبرنا أحدهم بأنهم عندما يريدون أن يشتروا سيارة، يقطعون شجرتين فقط، أما بالنسبة لنا، حينها، فإن ثمن شجرتين كان لا يكفي لشراء أكثر من قطعة بيتزا".


غابات الدفن

حين عاد في عام 2002 إلى منطقة إيفيل، خصص السيد هوليبين جزءاً من الغابة سمّاه "غابات الدفن"، حيث يمكن للناس أن يدفنوا بقايا أحبائهم المحروقة تحت أشجار يبلغ عمرها أكثر من 200 عام مع لوحة تحمل أسماءهم، الأمر الذي يجعل هذه الأشجار تعود بالدخل على المصلحة دون أن يضطروا لقطعها.

وعلى الرغم من نجاح المشروع على المستوى المالي إلا أنه لم يلقَ رضا من قبل رؤساء هوليبين الأرثوذكس المحافظين. كان السيد هوليبين يريد أن يذهب بطموحاته أبعد، فعلى سبيل المثال كان يريد أن يمنع آلات النقل الثقيلة من المرور في أرض الغابة، وأن يتم استخدام الخيل بدلاً منها في نقل الأخشاب، وهو الأمر الذي تم رفضه تماماً.

وبعد عقدٍ من النضال المليء بالتوترات، قرر السيد هوليبين أن يستقيل. وقال إن القرار جاء بعد أن تشاور مع عائلته المكونة من زوجة وطفلين. وعلى الرغم من أن هذا القرار يعني تخليه عن وظيفة مؤمنة في الحكومة الألمانية إلا أنه قال: "فكرت فقط في أني لا أستطيع أن أقضي بقية حياتي أمارس هذه الأفعال".

خططت الأسرة للهجرة إلى السويد. ولكن اتضح أن السيد هوليبين قد انتصر على مالكي الغابات المحلية.

فمنذ 10 سنوات، أخذت البلدية فرصتها وقامت بإنهاء عقودها مع المصلحة الحكومية لإدارة الغابات وتعاقدت مع السيد هوليبين مباشرة. وعندها قام السيد هوليبين بإحضار الخيول وتخلص من المبيدات الحشرية وبدأ تجاربه بترك الغابات لتنمو بشكل أكثر طبيعية.

خلال عامين فقط، تحولت الغابات من تكبّد الخسارات إلى إدرار الربح، وكان للتخلي عن الآلات الغالية والكيماويات أثرٌ كبير في هذا التحول.


الأشجار.. حياتها لا تسير في خط مستقيم

على الرغم من النجاح الذي حققه السيد هوليبين في عام 2009، إلا أنه بدأ يصاب بنوبات من الفزع، ووضح سبب هذا في أنه يفكر بأن أمامه أقل من 20 عاماً لينجز هذا وهذا وذاك. الأمر الذي سبب له الاكتئاب والإرهاق العقلي والجسدي. واتجه عندها للعلاج النفسي وساعده هذا العلاج - على حد تعبيره - في أن يتعلم كيف يكون سعيداً بما أنجزه وأضاف: "حين يتعلق الأمر بالغابات، فلابد أن تعلم أنك تحتاج حوالي 200 أو 300 عام لإنجاز ما تريد. لقد تعلمت أن أتقبل كوني غير قادر على فعل كل شيء. فلا أحد يستطيع ذلك".

أراد أن يكتب: "الحياة الخفية للأشجار"؛ ليوضح للناس كم هي الأشجار رائعة.

متوقفاً للنظر إلى شجرة نمت مستقيمة ثم انحنت كعلامة استفهام، قال السيد هوليبين إنه يدين بالكثير من أفكاره للزائرين قليلي الخبرة بالأشجار.

قال السيد بيتر: "بالنسبة لرجل يعمل في الغابات، فهذه شجرة قبيحة لأنها معوجة، ما يعني أنها لن تعود بالكثير من المال مقابل خشبها. أدهشني حقاً أن الناس كانوا يقولون إن هذه الشجرة جميلة، ثم يضيفون أن حياتهم أيضاً لم تمضِ في خطٍّ مستقيم. بدأت حينها رؤية الأشياء بطرقٍ مختلفة".







رد مع اقتباس