عرض مشاركة واحدة
قديم 10-12-2011, 12:07 AM رقم المشاركة : 22
معلومات العضو
م .نبيل زبن
المؤسس
 
الصورة الرمزية م .نبيل زبن
إحصائية العضو







 

م .نبيل زبن غير متواجد حالياً

 


افتراضي


..تابع المسجد الاموي- حلب
وإذا أردنا وصف المسجد الكبير في نظامه الجديد، فإننا نراه محاطاً بواجهات جديدة تنفتح منها أبواب قديمة أربعة، باب من كل جهة. وهو مؤلف من صحن واسع محاط بأروقة ثلاثة، وحرم في الجهة القبلية والصحن مغطى ببلاط رخامي بلونين أصفر وأسود وبتشكيلات هندسية مازالت تميز هذا الصحن، وتعود إلى العصر العثماني وقد جددت مؤخراً. وتنفتح على الصحن عقود عشرة من الجانبين وستة عشر عقداً في الشمال ومثلها في الجنوب تعود إلى الحرم وقد أغلقت هذه بأبواب خشبية، وفي وسطها مدخل كبير يصل إلى الجناح الأوسط الممتد حتى المحراب الكبير. وتنهض جميع العقود نصف الدائرية، على عضادات مستطيلة وليس على أعمدة. وفي وسط الصحن ميضأة حديثة مغطاة بقبة، وثمة قبة أخرى تحمي ساعة شمسية أما الحرم فإن سقفه محمول على عضادات مشابهة لتلك الموجودة في الصحن، تحمل أقواساً متصالبة على شكل عقد في ثمانية أجنحة عرضية موازية لجدار القبلة في جنوبي الحرم، وتعلو الجناح المتوسط قبة صغيرة تغطي منطقة المحراب.
وفي الحرم سدة من الخشب المزخرف بألوان مختلفة مع كتابة تشير إلى عصر بانيها "قره سنقر كافل حلب

ويعود المنبر إلى عصر الملك الناصر محمد، وصنعه محمد بن علي الموصلي، كما تشير الكتابة عليه، وهو من أجمل المنابر مزخرف بالرقش العربي الهندسي المركب من خشب الأبنوس والمنزل بالعاج والنحاس البراق ويعود المحراب إلى عصر السلطان قلاوون وقد تم بإشراف كافل حلب قره سنقر سنة 681هـ/1281م وهو مبني بالحجر المشقف بزخارف هندسية رائعة وكما هو الأمر في الجامع الأموي بدمشق، فإن ضريحاً يطلق عليه اسم الحضرة النبوية، ويقال إنه يحوي قبر النبي يحيى، موجود وفيه أشياء ثمينة محفوظة، منها مصاحف شريفة كتبها كبار الخطاطين الأتراك، وفيها قناديل قديمة مذهبة ومفضضة وقواعد شمعدان ولقد أنشىء هذا الضريح منذ عام 907هـ/1500م ورمم مراراً، وكانت آخر الترميمات سنة 1030هـ/1620م وكسيت جدرانه الثلاثة بألواح الخزف القاشاني وأقيم باب الضريح وفوقه قوس من الحجارة بلونين أسود وأبيض إن أروع ما يحويه هذا المسجد، هو مئذنته المربعة المرتفعة خمسين متراً والتي جددت سنة 873هـ/1094م بديلاً عن مآذن أموية نعتقد أنها كانت أربع مآذن في أركان المسجد، وكانت مربعة ولا شك على غرار جامع أمية الكبير بدمشق والجوامع الأخرى التي أنشئت في عصر الوليد

ولكن المؤرخين يتحدثون عن منارة واحدة كانت سابقة لهذه المئذنة أنشئت في عصر آق سنقر سنة 482هـ/1089م وكان طولها 46متراً أي ما يقارب طولها الحالي واحترقت سنة 574هـ/1178م. والمئذنة اليوم، هي أشبه بآبدة تذكارية رائعة متناسقة الأبعاد ارتفاعاً وعرضاً. ولقد زخرفت وجوهها الأربعة بزخارف حجرية بارزة وزّعت على أقسامها الخمسة، وأجملها القسم العلوي الذي يزدان بفتحةٍ محاطة بزخارف مقرنصة وتحتها قسم مؤلف من نافذتين مغلقتين يعلوهما قوس دائري، وينهض فوق القسم العلوي شرفة الأذان تغطيها مظلة خشبية محمولة على أعمدة خشبية وفي أعلاها ذروة مكعبة تجعل هذه المئذنة فريدة من نوعها لا تشبهها إلا مئذنة جامع المعرّة، مدينة أبي العلاء، والتي مازالت قائمة حتى اليوم، إلا أنها أصغر حجماً من مئذنة الجامع الكبير في حلب







رد مع اقتباس