عرض مشاركة واحدة
قديم 01-27-2012, 03:35 PM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
أمان
عضو ملكي
 
الصورة الرمزية أمان
إحصائية العضو






 

أمان غير متواجد حالياً

 


افتراضي


يستذكر الحاج مسلم: "مع بداية الرحيل وهروب الناس من مدنهم وقراهم
جاءنا أناس من الرملة ومن يافا ومن تل الصافي والمسمية،
وأقاموا في بلدتنا، دخل اليهود على عجور بعد الظهر أو العصر
من تل الصافي ومن سجد، وقد كنا نحن في ارض عجور والجيش المصري في المدرسة
بعد ان قضى فيها حوالي شهران وهو يغني ويرقص
وما لبث الجيش المصري أن خرج من البلدة، ولم يكن لدينا أي سلاح".

ويضيف: "تعاونت أربع حمائل على شراء بارودة من الليل

والبارودة التي تم شراؤها لم تثر طلقاتها للدفاع عن البلدة

لأن إحدى الطلقات علّقت بها ولم نعرف إخراجها
والذي اسقط معنويات الناس تماما احتلال دير ياسين

وهو أكثر شيء أخافنا وارهبنا". ويقول بأن الناس كانوا يحدثوننا عما حدث في دير ياسين
وان الذي حدث هناك سوف يكرر معكم لذا بدأ الناس بالهروب خوفا على اعراضهم
إلى القرى المجاورة، ويقول بأنه وخلال محاولته دخول قريته في يوم ما وصفه ب"النكبة"
وكان قادما من الخليل، لاحظ أن جميع أهل بلدته قد غادروا
بعد أن رفع مؤذن القرية آخر أذان وكان حسب اعتقاده إما الظهر أو العصر

فقام بجمع ما يمكن جمعه من بيته وانتقل مع أسرته باتجاه العروب قرب الخليل
حيث قضى هناك حوالي شهر، لينتقل بعد ذلك الى غور الجفتلك شرق نابلس
حيث شيد هناك بيتا بسيطا من الطين قضى فيه حوالي 19 عام
وكان خلالها ينتظر العودة الى عجور
لكنه يسمع دائما بأنه لم يحن الوقت بعد
والطريق الى عجور لا زالت غير سالكة.وماذا بعد الجفتلك؟

ويقول بأنه في حوالي العام 1968 انتقل الى خربة يانون القريبة من بلدة عقربا شرق نابلس
حيث عمل بالارض والفلاحة، وشيد منزلا بسيطا، وحاول أن يستمر بالعمل بانتظار العودة الى "عجور"

وبقي كذلك يمضي الايام والسنين بحلوها ومرها الى أن جاء عام 1996
حيث بدأت رؤوس الشياطين تبرز على ظهور الجبال المحيطة بخربة يانون
والتي تمثلت بالبؤر الاستيطانية اليهودية والتي انتهت لتكون احدى أكبر المستوطنات
وهي مستوطنة "ايتمار". ويقول في بدايات عام 1996 بدأت استفزازت المستوطنين اليهود
التي تهدف الى تكرار نكبتنا في العام 1948،
ويقول بأنه كان يعلم ذلك من أول لحظة، ومن أجل ذلك صمم على عدم الرحيل
حتى لو اضطر لمشاهدة قتل أبنائه أمام عينيه
فهو لن يسمح بتكرار ما حصل معه في عام 48 حتى لو بقي لوحده

ويقول بأن المستوطنين في عام 1996 اعتدوا بالضرب المبرح على رجل مسن يدعى احمد محمود صبيح
وكان عمره أكثر من 80 عام، مما ادى الى فقدان عينه، موضحا بأن تلك الحادثة
كانت بداية الحرب الاسرائيلية على يانون. ويضيف بأن قطعان المستوطنين استمروا باعتداءاتهم
التي شملت كل شيء بما في ذلك تخريب شبكة المياه الرافد الاساسي لوجودنا
وقبل ذلك الاستيلاء على 80% من اراضي يانون التي تزيد مساحتها عن 16 الف دونم

وبقيت الاعتداءات والاستفزازت، وقال ابو هنية مستذكرا بأن عدد من المستوطنين
اقتحموا باحة منزله في عام 2000 واعتدوا عليه وعلى أبنائه بالضرب والاهانات
وهددوه بالقتل اذا لم يرحل، وقال بأنه أبلغهم في حينه أن بإمكانهم قتله في بيته
لكنه لن يرحل أبدا، ويضيف بأن الحال بقي كذلك، الى أن جاء عام 2002
حيث فوجئنا بقرار مجلس المستوطنات ضرورة إخلاء الخربة
والتي كان يزيد عدد سكانها عن 300 نسمة جميعهم على الاطلاق من المزارعين
وأمهل المستوطنون اهالي يانون مدة شهر واحد، والا فإنهم "اي المستوطنين

" سيحرقون يانون على رؤوس أهلها.ويعرب ابو هنية عن اعتقاده بأن المستوطنين نجحوا "نوعا ما"
في محاولتهم
خاصة بعد أن قاموا بقتل شاب من بلدة عقربا كان يرعى الغنم
وهو الشهيد هاني قطيني 22 عام، وقال بأن غالبية الاهالي أخذوا تهديدات اليهود

بجدية وظنوا أنهم سيكونون عرضة لمجزرة، فبدأ الاهالي بالرحيل تدريجيا.
وأضاف بأنه كان يطلب من الناس عدم الرحيل مؤكدا لهم بأنه سيبقى ومهما كانت الظروف
واستخدم كافة الاساليب لاقناعهم

ولكن ممارسات المستوطنين والتي كانت تتم تحت سمع وبصر وحماية
قوات وشرطة الاحتلال، خاصة بحق الجزء الشمالي من يانون والذي لا يبعد عن حدود المستوطنة

سوى عشرات الأمتار، جعلت من محاولاته مجرد صرخات تضيع مع أصوات رصاص المستوطنين
المنطلق فوق رؤوس الاهالي، وترحل حوالي 20 عائلة وتبقى خمس عائلات فقط.
ويقول بأنه وبعد تدخلات من مجموعات السلام الأجنبية والاسرائيلية
الى جانب الصحافة المحلية وبعض الصحف الاسرائيلية التي وصل اليها أخبار "يانون"
خفت حدة اعتداءات المستوطنين، موضحا بأن عدة زيارات تضامنية قام بها هؤلاء المتضامنون الاجانب

الى يانون الى جانب عدد من الصحفيين، وكان لذلك أثر واضح في عودة غالبية الاهالي
الذين اضطروا للرحيل.ويقول بأنه ورغم أن ما بقي من اراضي يانون لا يمكن دخولها الا بتصريح خاص
الا أنه متمسك بأرضه في يانون تماما كما هو متمسك بارضه وبيته وكافة ممتلكاته في "عجور"

ويقول بأنه يطلب من أبنائه دائما أن ينقلوا رفاته الى مقبرة عجور مهما طال الزمن
ويؤكد بأنه يلعن كل فلسطيني يفكر تفكير بالغاء حق العودة
ويقول بأن الطريق الى عجور لم تعد سالكة

لكن فتحها ليس مستحيلا













رد مع اقتباس