عرض مشاركة واحدة
قديم 12-20-2010, 06:34 PM رقم المشاركة : 22
معلومات العضو
ابن البلد
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية ابن البلد
إحصائية العضو






 

ابن البلد غير متواجد حالياً

 


افتراضي


رجال حول الرسول ( صلّى الله عليه وسلّم )





عبّاد بن بشر ( معه من الله نور ) -1


عندما نزل مصعب بن عمير المدينة موفدا من لدن رسول الله صلى الله عليه وسلم* ليعلم الأنصار الذين بايعوا الرسول على الإسلام* وليقيم بهم الصلاة* كان عباد بن بشر رضي الله عنه واحدا من الأبرار الذين فتح الله قلوبهم للخير* فأقبل على مجلس مصعب وأصغى إليه ثم بسط يمينه يبايعه على الإسلام* ومن يومئذ أخذ مكانه بين الأنصار الذين رضي الله عنهم ورضوا عنه..
وانتقل النبي إلى المدينة مهاجرا* بعد أن سبقه إليها المؤمنون بمكة.
وبدأت الغزوات التي اصطدمت فيها قوى الخير والنور مع قوى الظلام والشر.
وفي تلك المغازي كان عباد بن بشر في الصفوف الأولى يجاهد في سبيل الله متفانيا بشكل يبهر الألباب.
ولعل هذه الواقعة التي نرويها الآن تكشف عن شيء من بطولة هذا المؤمن العظيم..
بعد أن فرغ رسول الله والمسلمين من غزوة ذات الرقاع نزلوا مكانا يبيتون فيه* واختار الرسول للحراسة نفرا من الصحابة يتناوبونها وكان منهم عمار بن ياسر وعباد بن بشر في نوبة واحدة.
ورأى عباد صاحبه عمار مجهدا* فطلب منه أن ينام أول الليل على أن يقوم هو بالحراسة حتى يأخذ صاحبه من الراحة حظا يمكنه من استئناف الحراسة بعد أن يصحو.
ورأى عباد أن المكان من حوله آمن* فلم لا يملأ وقته إذن بالصلاة* فيذهب بمثوبتها مع مثوبة الحراسة..؟!
وقام يصلي..
وإذ هو قائم يقرأ بعد فاتحة الكتاب سور من القرآن* احترم عضده سهم فنزعه واستمر في صلاته..!
ثم رماه المهاجم في ظلام الليل بسهم ثان نزعه وأنهى تلاوته..
ثم ركع* وسجد.. وكانت قواه قد بددها الإعياء والألم* فمدّ يمينه وهو ساجد الى صاحبه النائم جواره* وظل يهزه حتى استيقظ..
ثم قام من سجوده وتلا التشهد.. وأتم صلاته.
وصحا عمار على كلماته المتهدجة المتعبة تقول له:
" قم للحراسة مكاني فقد أصبت".
ووثب عمار محدثا ضجة وهرولة أخافت المتسللين* ففرّوا ثم التفت إلى عباد وقال له:
" سبحان الله..
هلا أيقظتني أوّل ما رميت"؟؟
فأجابه عباد:
" كنت أتلو في صلاتي آيات من القرآن ملأت نفسي روعة فلم أحب أن أقطعها.
ووالله* لولا أن أضيع ثغرا أمرني الرسول بحفظه* لآثرت الموت على أن أقطع تلك الآيات التي كنت أتلوها"..!!







رد مع اقتباس