عرض مشاركة واحدة
قديم 11-12-2010, 11:12 PM رقم المشاركة : 23
معلومات العضو
م .نبيل زبن
المؤسس
 
الصورة الرمزية م .نبيل زبن
إحصائية العضو







 

م .نبيل زبن غير متواجد حالياً

 


افتراضي





صاحب الذوق السليم من القضاة لا يقبل الرشوة ويترفق في الدعوة لا يسعى في وظيفة ويتأمل ما كان عليه أبو حنيفة ينظر في تعالي المسكن ويحصل له عليه من المشقة كمن ذبح بغير سكن يضير الخلق سيوس ضاحك غير عبوس يساوي بين الخصمين وينظر في حقيقة الدين لا يميز صاحب ألف دينار على من لا يملك أن يقول حكمت ورب قائل يقول ظلمت لا يداعي في الحكم جار ويخشى أن يحرق بالنار له معان وبيان وفقه وتصريف بإمكان فهو خير إنسان نطقه وخيره يزيد وقد أقامه الله تعالى لمصالح العبيد لا يحكم بإغراء من الأمراء لما سلك طريق العلماء وعزة الفقراء ولا يحكم بأغراض الملوك وقد سلك بهذه الطريقة أحسن سلوك يعلم أن كل ملك لله مملوك فهو خائف من الله توكل على الله لا يحكم إلا بحكم الله لا يقبل شهادة الزور ولو كان على وزن الخير دله في كل الأمور فهو القاضي لأنه تميز عن القاضيين. فرحم الله تعالى من تأمل هذه الخصال وجعل بينه وبينها اتصال. ضد ذلك المسلوب الذوق من القضاة البغله والكوديان والفرجيه والطيلسان قد فتح له بهم دكان لا فقه ولا معاني ولا بيان عاري من نوع الإنسان كأنه حيوان ألكن اللسان لا يسوي بين الخصمين ويقبل الرشوة ولو كانت فلسين إذا غضب يقول: حكمت ولا يفكر فيمن يقول: ظلمت يحكم بأغراض الأمراء ولا يرافق العلماء ويزدري الفقراء عبد الجاه رجل وجاه قد أفلح من هجاه لا يكشف كربة عاملة كبة هيولي مطلقة سالبه كلية فهو من البلية لا يستثير لأحد بشا، كثير الشقشقي ملسان يعرض عن الحق عيان فهو أحد القاضيين قد حرم الجنان يقبل شهادة الزور ولا ينظر في عواقب الأمور كأنه لا يؤمن بالبعث والنشور ولا يرى في التنقل من القصور إلى القبو فهو رجل مغرور أو مسحور فلا يفيق من الغفلة أخذ زمانًا من المهلة فهو أضعف من نملة فقد قيل في هذا المعنى: فلا تُؤذِ نملاً إن أرَدتَ كمالكا فإنَّ لها نفسًا تطيب كما لَكا ليس هو أهل الوظيفة ولا يتأمل ما قال أبو حنيفة الذي دون الفقه رضي الله عنه فالله تعالى راض عنه ولا رضي يقبل القضاء بعدما جرى له من الأمور ما جرى فهو في الآخرة مسرور ممتع في القصور بالحور وقد رضي عنه الرحمن وأسكنه فسيح الجنان فرحم الله من اتبع النعمان وأعرض عن القضاء في هذا الزمان.







رد مع اقتباس