عرض مشاركة واحدة
قديم 05-16-2011, 01:20 PM رقم المشاركة : 91
معلومات العضو
أمان
عضو ملكي
 
الصورة الرمزية أمان
إحصائية العضو






 

أمان غير متواجد حالياً

 


افتراضي




بدأ الأمر من سنين عديدة . في الفترة التي أضطر فيها الأردن الذي كان قد نال استقلاله حديثا * إلى مجابهة تهديد جديد ضد حريته * تهديد أكثر هولاً* اتخذ شكل تغلغل شيوعي في منطقتنا . لم تعد على لأردن * تحذيراتنا للشعب الأردني ولسائر الأمة العربية * سوى بالتعبير والتحقير بالهدم والتخريب بالضغوط الخارجية بمختلف أشكالها وقد كانت هذه الضغوط من الشدة والحدة بحيث جعلتنا نعتقد بأن هدف هذا الشعب الشقيق من وراء ذلك * كان تدميرنا .
كنا نستطيع افتراض أن حكومته كانت شديدة التعلق بالوحدة المنشودة مثل الأردن سواء بسواء * إلا أن الواقع هو هجمات الجمهورية العربية المتحدة ضدنا قد تكررت وبلغت حدا ً حملت الجمعية العامة في الحادي والعشرين من آب 1958
على المصادقة على قرار أصدرته الجامعة العربية * ينص على أن الجمهورية العربية المتحدة تتعهد بإيقاف حملاتها ضدنا . زمن سوء الطالع أنها لم تحترم ولم تف بوعدها . فقد استؤنفت الهجمات . وأصبحت تحريض على الإطاحة بحكومتنا واغتيال ساستنا يذاع يوميا من محطة الإذاعة المصرية . أما الحدود القائمة بين الجمهورية العربية المتحدة والأردن * فقد أغلقت * لإلحاق الأذى باقتصادنا بينما يجري تشجيع خونة مشهورين * أو على الأقل يسمح لهم بالقيام بعمليات تخريبه هدامة ضدنا . وقد بلغ الموقف حالة من شدة الخطورة * حملت الجامعة العربية التي ينتسب إلى عضويتها كل من الجمهورية العربية المتحدة والأردن على التصويت على قرار يدعوا أعضاءها إلى الامتناع عن كل نشاط من شأنه أن يخل بالعلاقات الأخوية بينها .
وفي اليوم التالي لاختتام دورة الجامعة العربية هذه، اغتيل رئيس وزراء الأردن هزاع المجالي بقنبلة وضعت تحت مكتبه، مع احد عشر شخصاً آخرين بينهم طفل يبلغ العاشرة من العمر، وإني إذ أمسك عن المزيد من الحديث عن هذا الموضوع، لأؤكد لكم بأنني أفعل ذلك وأنا لا أتمالك نفسي إلا في غاية الصعوبة، وإنني أود أن أضيف، مع ذلك، بأنني أضفي معنى كبيراً على واقع كون خلافاتنا مع الجمهورية العربية المتحدة يعود تاريخها إلى الفترة التي شهرنا فيها بالخطر المتزايد للشيوعية في العالم العربي، يضاف إلى ذلك بأنني أرى توافقاً بليغ التعبير بين الأساليب المستخدمة ضد الأردن، والأساليب التي تصطنعها الشيوعية في بلاد العالم .
ولا يخفى على أحد بان سياسة الاتحاد السوفيتي ترمي إلى حمل بعض الأقطار الصديقة على اختيار جانب القطيعة مع غيرها وإلى بذر بذور الشقاق والفتنة بين الشعوب ، لكي تبلغ من ذلك غايتها وهي السيطرة التامة على العالم.
وإني أود من ذلك أن أخلص إلى هذا وهو إذا كانت آمالنا تتطلع إلى مزيد من الحرية وإلى مزيد من التعاون ، وبإيجاز إلى عالم أفضل ، كما يوحي بذلك إنشاء الأمم المتحدة، فإن بقاءنا يعتمد على واقع الاستخدام الفوري لكافة وسائل العمل المشترك المتوفرة لدينا . ولقوة الرأي العام الذي نمثله ، لكي نضغط وبسرعة
وفعالية على كل أمة تخالف هذه المبادئ . إنني لا أدعي بأن هذه الفكرة جديدة إنها ببساطة فكرة الشرعية تطبق على أفعال الأقطار ذات السيادة ، أما فيما يختص بي، بوصفي رئيساً لشعب صغير تهاجمه ضغوط خارجية، فهي فكرة تستحق المراعاة والعناية في هذا الوقت ، لأنني أعتقد بأن علي تطبيقها الصارم، يتوقف آخر الأمر ، حياة وتقدم العديد من البلدان الصغيرة بما في ذلك بلدي. وإن الأمم المتحدة هي الأداة الوحيدة القادرة على تطبيق هذا المبدأ بفعالية ونجاح )) .

وقبل أن أواصل الحديث لأطرق موضوع الجزائر وفلسطين ، أود أن أضيف كلمة ختامية عن الجمهورية العربية المتحدة
فمع أن الأردن سوف يقدر دعم الأمم المتحدة الصريح العلني لموقفه ، فإن بلادي لا تتوقع ولا تطلب جواباً خاصاً أو فورياً على ما سبق لي قوله. فإذا ما استطعنا مجتمعين أن نبتكر أو أن نستخدم وسائل أفضل من الوسائل الحالية لتأمين سلامة ووحدة أراضي الأقطار الصغيرة، وضمان قدرتها على تحسين مصيرها ، حرة من كل التدخلات الأجنبية ، فإنني أعتقد عندئذٍ بأننا نكون قد حققنا تقدماً . وإذا كان ما قلته سيساهم في هذا الأمر ، فإنه حينئذٍ يكون قد استحق الجهد المبذول في قوله.

ما زالت المأساة الجزائرية خطيرة ، كما يبدو عليها سيماء التفاقم وازدياد الخطورة أيضاً . إن القضية في رأيي هي من جديد ، رفض الاعتراف لشعب بحقه في تقرير مستقبله الخاص ، وهذا هو جوهر الحرية نفسه إن الأمم المتحدة . لا تستطيع أن تمنح نفسها ترف الاستمرار في موقفها السلبي ، أكثر مما بقيت سلبية فيما يتعلق بكوريا والمجر. وفي معنى من المعاني ، تعتبر هذه القضية بأنها أكثر خطورة وأهمية لأن أحد طرفي النزاع هو أحد أعضاء العالم الحر. إننا نناشد فرنسا أن تراعي ما يبدو أنها قد أهملته وهو تقاليد الحرية والمساواة والإخاء التي أثرت عنها واختصت بها وما من شكٍ في أن قسم مهماً من الشعب الفرنسي مصمم من سويداء القلب على أن يدع لأشقائنا الجزائريين اختيار المستقبل الذي يريدون .
ويا حبذا لو أن الحكومة الفرنسية تترجم بالأفعال هذه القناعة نفسها ، فتجعل حق تقرير المصير الذي وعد به رئيس الجمهورية ، يشمل الجزائريين أيضاً . فإذا ما سلكت فرنسا هذا السبيل ، فلسوف تسترد مكانها بين الأمم التي تكافح من أجل الحرية، ولن يكون هنالك عالم أفضل إذا ما استمر الاستهتار بالمبادئ الأساسية ، فعلينا أن نضع حداً لحمامات الدم التي لا طائل تحتها .
كثير من الشر قد
وقوعه. [12]







رد مع اقتباس