عرض مشاركة واحدة
قديم 10-06-2010, 01:14 AM رقم المشاركة : 26
معلومات العضو
اسماعيل السلاق
عضو ماسي
إحصائية العضو






 

اسماعيل السلاق غير متواجد حالياً

 


افتراضي تاريخ القدس هبر العصور 23


وضع القدس الإداري في عهد المماليك:

في عهد الأيوبيين كان السلطان يضع في الولاية على القدس أميرًا من أمرائه، ويطلق عليه اسم "والي بيت المقدس"، وكانت المدينة في ذلك تتبع دمشق دائمًا ويُعَيَّن واليها من قبل نائب دمشق.

واستمر العمل على ذلك في حكم المماليك إلى زمن السلطان الأشرف شعبان الذي وُصف بأنه "ساس الناس في دولته أحسن سياسة"، حيث حُوِّلت القدس عام سبعمائة وسبعة وسبعين إلى ولاية مستقلة، يعين واليها من قبل السلطان في القاهرة مباشرة، والوالي مسئول أمام السلطان عن أمن القدس وسلامتها.

وزيادة في ضبط أمور القدس إداريا، ربطها المماليك بالقاهرة، وعملوا على تيسير طرق الاتصال بها، فوضعوا فيها أبراج الحمام التي تحمل الرسائل إلى العاصمة ومنها.

ولاهتمام المماليك بالواجهة الدينية لسلطنتهم، حاولوا حفظ بيت المقدس من جور نوابهم بها، فاهتموا بانتقاء هؤلاء النواب وقضاتهم ومراقبتهم، وحرصوا على تغيير نائب المدينة إن ظهر منه عجز أو ظلم ضد سكان القدس، فقد عزل الملك الظاهر جقمق نائبه على القدس خشقدم حين ظلم الرعية وشكوا من جوره، وعزل الأشرف قايتباي الأمير خضر بك ومن بعده دقماق نائبي القدس حين قسوا على أهلها، وظلما الخلق.

وكانت اختصاصات نائب القدس وسلطاته هي النيابة عن السلطان في حكم المدينة، بـ "تنظيم العمل بالشرع الشريف، والعمل على إعلاء كلمته، وتأليف قلوب الرعية على حب السلطان وحماية المملكة التي يحكمها، وحماية أهل الذمة فيها ما داموا طائعين، وتأديبهم إذا خرجوا عن الطاعة". ومن اختصاصات نائب القدس كذلك تحديد الولاة والعمال في الأعمال الفرعية المختصة بولايته، والمسئولين عن البريد.

وارتبطت مسئوليات نائب القدس الدينية بمسئولياته الدنيوية، فكان في أغلب أيام المماليك نائبا على الخليل والقدس معا، وناظرا في الحرمين المسجد الأقصى والمسجد الإبراهيمي بالخليل. كما كان يستقبل حجاج النصارى إلى بيت المقدس في ميناء يافا، ويعين لهم حرسًا.

كذلك كان هناك موظفون تابعون لنائب القدس أيام المماليك، مثل كاشفِ بيت المقدس المسئول عن أراضيها وجسورها، والمحتسبِ، وترجمانِ القدس الذي يتعامل مع وفود الحجيج المسيحية القادمة من أوروبا وغيرها، ووكيلِ بيت المال، ونقيبِ الأشراف من ولد علي بن أبي طالب، وناظرِ كنيسة القيامة.

وهناك مجموعة أخرى من الوظائف الشرعية التي كانت في القدس تابعة لنائبها كالقضاء، والخطابة في المسجد الأقصى، ومشيخة المدرسة الصلاحية
نظام المماليك :

لقد عرف نظام المماليك بوجهه العسكري منذ عهد العباسيين ، وقد برز في صفوف هذا الجيش سلالات حاكمة ، فبعد زوال ملك الأيوبيين اتخذ هذا النظام وضعاً متميزاً ، فقد كانت نهاية ملك بني أيوب على أيديهم وأسسوا ملكاً في مصر وبلاد الشام ، دام أكثر من قرنين ونصف . لقد تمكن المماليك من إنقاذ مصر في اللحظة الأخيرة وذلك بعد أن أفلحت الحملة الصليبية السابعة باحتلال دمياط والتقدم نحو القاهرة بينما كان الصالح أيوب على فراش الموت وفي لحظات الشدة توفي أيوب، وفي تلك اللحظة اجتمع المماليك وعزموا على قتال الصليبيين فهزموهم ، وكان قد ظهر على الساحة "الظاهر بيبرس" المؤسس الحقيقي لدولة المماليك وبهذا أصبح المماليك على سدة الحكم في مصر واكتفى الايوبيون ببلاد الشام ولكن لم يدم ذلك طويلاً وذلك لأن المغول بقيادة "هولاكو" كانوا قد توجهوا إلى الشرق ودخلوا بغداد وقضوا على العباسيين وخربوا البلاد ودمروا حضارتها سنة (1260) وساروا إلى دمشق التي لقيت نفس المصير ، وبعثوا يهددون "السلطان قطز" الذي تولى الحكم في القاهرة في (1259-1260) وإزاء هذه التهديدات عمل "قطز" على لم شمل المسلمين فإنضم إليه "بيبرس" وتقدموا لملاقاة المغول فاصطدموا بطلائعهم عند غزة وهزموهم وتابعوا المسير إلى أن تجمعت قواتهم في عين جالوت (مرج بن عامر ) وهناك التقى الجيشان في معركة شرسة في 6أيلول /سبتمبر 1260 م انتصر فيها المماليك ، وقد غير هذا الانتصار وجه التاريخ في غرب آسيا .


فبعد ذلك عزم "بيبرس" على تصفية الوجود الصليبي، فما كان منه إلا أن اغتال قطز وتولى الحكم بلقب الظاهر في (1260-1277) .

ودأب في ترتيب أوضاعه الداخلية وتفرغ لمقارعة الصليبيين ولكنه مات وهو يقاتل في من تبقى من الصليبيين في الشرق في عام 1277







رد مع اقتباس