عرض مشاركة واحدة
قديم 10-05-2015, 10:51 AM رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
م .نبيل زبن
المؤسس
 
الصورة الرمزية م .نبيل زبن
إحصائية العضو







 

م .نبيل زبن غير متواجد حالياً

 


افتراضي


أينشتاين والنظرية الكمية

لم يرتاح أينشتاين لفكرة الاحتمالات تلك ولا سلوك الإلكترون في العالم الكمِّي، فهو كان دائماً يؤمن بالحقائق لا الاحتمالات، وقال مقولته في هذا الشأن:

أنا أحب أن أعتقد أن القمر موجود حتى عندما لا أنظر إليه
وقال جملته الشهيرة حين تجادل مع نيلز بور في ذلك: الله لايلعب النرد

إشارة منه أن لا شيء يحدث هكذا عبثياً كرمية نرد نتائجها تعتمد على احتمالات، أو أن شيئاً في عالمنا كالذرات يحدث في عالمٍ تحكمه الاحتمالات.

الروابط بين الجزيئات في النظرية الكمية

الروابط بين الجزيئات
المفهوم الثاني التي تعتمد عليه ميكانيكا الكم، هو أنه لا توجد روابط بين الجزيئات المنفصلة، بل يقتنع علماء الفيزياء أنه من السُّخف والجنون أيضاً، أن يؤمن أحدهم بالنظرية الكمّية مُشتملة على روابط للجزيئات بمفهومها المعهود.

افتراض نيلز بور للرابطة في الجزيئات

الجزيئات تُكوِّن رابطة حين يكون جزيئين قريبين من بعضهما البعض فتُصبح خواصهما مرتبطة، وفي ميكانيكا الكم لو فصلنا أي جزيئين مترابطين، وأصبحا في مكانين بعيدين مُتعاكسين، فستظل خواصهما مترابطة أيضاً، بل أنه وفي حالة قياس خصائص أحد الجزيئات يكون الآخر مُتأثراً بما يحدث للجزيء الأول!

اللَّف المِغْزلي في الإلكترونات يُمكن أن يشرح ذلك، فاللف المِغْزلي ببساطة هو حركة الإلكترون حول نفسه في اتجاهين معاً، أحدهما مع عقارب الساعة، والآخر عكس عقارب الساعة بسرعةٍ كبيرة، إضافة إلى أن خصائص الإلكترونات بشكلٍ عام ضبابية وغير مُؤكدة، حتى في اللحظة التي نقيسها.

فلو فرضنا أننا نقيس خصائص الدوران على سبيل المثال للإلكترون أو الجزيء الأول، سنجد الآخر يتغير ويتأثر بالجزيء الأول في اللحظة التي يكون فيه الأول تحت تصرفنا!

افتراض أينشتاين للرابطة في الجزيئات

اعتقد أينشتاين عام 1953 أن ذلك التفسير هو تفسير شديد الغرابة، لكن هذا الترابط بين الجزيئات يكون ممكناً لو وضعنا في اعتبارنا أن الجزيئات ليست مُترابطة بروابط غريبة كما ذكرها “بور” على مسافاتٍ بعيدة، وإنما الجزيئات نفسها تشبه حدٍ كبير زوجاً من القفازات.

افترض اينشتاين قُفَّازين لأنهما من نوعٍ واحد لكنه يمتلك اتجاهين يميناً ويساراً، كحركة عقارب الساعة وعكسها للإلكترون الواحد. فلو وضعنا القفازين في علبتين منفصلتين وأبعدناهما عن بعضهما في مكانين مختلفين، ونظرنا داخل إحدى العُلب لمعرفة أي الجهة موجودة – يميناً أو يساراً-، سيكون هناك احتمالين اثنين لا ثالث لهما.

إذا وجدنا في العلبة الأولى الجهة اليمنى للقفاز، يمكننا معرفة الجهة الأخرى بديهياً بأنها الجهة اليسار. هنا نحن لم نؤثر على أحدهم ليتغير الآخر، بل هما مُحددان مسبقاً حينما فصلناهما عن بعضهما. وهكذا الجزيئات لو وُضعت في صورة قفازين، تكون مُحددة الخصائص مُسبقاً قبل فصلهما.

إذاً، من منهما على حق؟ اينشتاين الذي يفترض أن الجزيئات تُحدد خواصها قبل ال‘نفصال، أم بور الذي يفترض أن الجزيئات مترابطة حتى لو فصلت؟

الاجابة، لا أحد يعلم. ولم يستطع أحد حينها التكهن بصحة كلام أيًّا منهما، واعتبر ذلك كله مُجرد فلسفة لا علماً. وتوفي اينشتاين عام 1955م؛ وهو لازال يعتقد أن ميكانيكا الكم قدّمت في أفضل حالاتها؛ صورة غير مُكتملة عن الواقع.







رد مع اقتباس