عرض مشاركة واحدة
قديم 10-10-2010, 02:38 PM رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
nasser_akhras
عضو محترف
إحصائية العضو






 

nasser_akhras غير متواجد حالياً

 


افتراضي


حركة القوميين العرب -فرع الأردن
بداية ومن خلال الحديث عن فرع الاردن من حركة القوميين العرب لا بد من التعريف بالحركة بشكل عام حيث انها تُمثل " حركة القوميين العرب" أضخم ظاهرة "منجزة" و "مكتملة" في التاريخ السياسي العربي الحديث في النصف الثاني من القرن العشرين، فليست "قصتها" سوى قصة هذا التاريخ نفسه، إلى الدرجة التي يمكن القول فيها، أن أي تدوين لهذا التاريخ بمعزل عن حركة القوميين العرب، ناقصٌ للغاية، ويكتنفه العديد من الثغرات.
-النشأة
تاريخ نشأة حركة القوميين العرب وتطورها، ورهاناتها، هو متن أزهى حالات تألقهم وتأكيدهم للذات الجامعية كأمة تطمح للتحقق السياسي في دولة واحدة، عبر كشافة "انتلجنسوية" –بالمعنى العميق للانتلجنسيا الذي يربطها بمفهوم تغيير الواقع السائد وليس بمفهوم الدبلوم الجامعي –يقظة وحيوية ومكافحة ومستعدة بالاسم والفعل للتضحية ،ربطت صيرورة ذلك النضال ومستقبله، بصيرورة ومستقبل النضال القومي التقدمي للحركة الثورية العربية، انطلاقاً من إدراكها بأن حركة التحرر القومي تتطلب إحداث تحولات هامة في مسيرتها، يقوم على بناء نظام اشتراكي لدولة الوحدة العربية بما يمكن جماهير العمال والفقراء والمثقفين من خوض معركة بناء الأساس المادي للاشتراكية وتحويل أجهزة الدولة إلى أداة ضاربة في يد الجماهير الكادحة بعد وعيها وإيمانها بالفكرة التوحيدية القومية والتفافها حولها، وفي هذا السياق نستذكر قول الشهيد غسان كنفاني حينما أكد على أن "الساحة العربية (بلدان المحيط العربي خصوصاً ليست جبهة ضرورية فحسب وإنما هي جبهة فلسطين الوحيدة، وان كل شهيد فلسطيني نفقده على الحدود مع إسرائيل، قبل تغيير أوضاع تلك الساحة ثورياً، هو هدر سيحاسبنا عليه التاريخ"، ".


الظهور الأول لـ "حركة القوميين العرب"
"كتائب الفداء العربي"

تعتبر "الكتائب: بمثابة الظهور الفعلي الأول لـ "الحركة" التي تشكَّلت "كتائب الفداء العربي" في اجتماع توحيدي انعقد في بيروت (آذار 1949) من اتحاد ثلاث "مجموعات" قومية فدائية شابة، هي مجموعة بيروت التي قادها كل من جورج حبش وهاني الهندي، وكانت تضم عدداً من النشطاء القوميين في جمعية "العروة الوثقى" في الجامعة الأمريكية ببيروت، والمجموعة السورية التي كان نقطة بيكارها جهاد ضاحي طالب الحقوق في الجامعة السورية بدمشق، وكان معظم أعضائها من طلاب الجامعة السورية، والمجموعة المصرية التي قادها الفدائيان المصريان المحترفان: حسين توفيق ابن وكيل وزارة الدفاع المصرية يومئذ وعبد القادر حفيد أحمد عرابي.
كان للدكتور قسطنطين زريق بوصفه مستشار الجمعية العروة الوثقى، الدور الأبرز والفعال في تكوين الفكر القومي لدى مريدو الحركة ، ومن هنا أخذت "الحلقة" القومية في بيروت –ومن ابرز شخوصها د. جورج حبش- تتحول بسرعة، كما باتت توصف في الجامعة الأمريكية، تحت وطأة آثار النكبة وضغوطاتها المأساوية، من حلقة قومية أيدلوجية تربوية تقتصر على الدور التكويني، إلى نوع من إطار "لتشكيل منظمة قومية فدائية سرية شبه عسكرية .
واتصلت الحلقة من خلال جورج حبش رئيس جمعية "العروة الوثقى" بالأستاذ –المرشد زريق وفاتحته بأمر تشكيل منظمة فدائية سرية، فاختارت شكل حركات الشباب على الطريقتين الألمانية والايطالية في القرن التاسع عشر، وأعادت إنتاجه في شكل منظمة قومية طلابية فدائية سرية شبه عسكرية، تعبد فكرة الأمة، وترى الأمة قدراً والوحدة مصيراً، وتعتبر طريق الوحدة طريقاً وحيداً لاستعادة فلسطين.
كان هاني الهندي طالب العلوم السياسية في الجامعة الأمريكية، مهندس التعارف والاتصال واللقاء ما بين المجموعات الثلاث: البيروتية والسورية والمصرية، وفي الجامعة الأمريكية تعرف على عصبة "القوميين" الثمانية الذين سيؤسسون بعد حلِّ "الكتائب" "حركة القوميين العرب"، وشكَّل هاني الهندي لاحقاً في قيادة "الحركة" أحد أطراف الرباعي القيادي المتماسك الذي كان أقرب إلى قيادة داخل القيادة، وهذا الرباعي هو: جورج حبش، وهاني الهندي ووديع حداد وأحمد الخطيب.
-النواة المؤسسة :
كانت النواة مؤلفة من جورج حبش وهو فلسطيني من اللِّد وابن تاجر متوسط للمواد التموينية، واحمد الخطيب وهو كويتي وابن عائلة كويتية متوسطة، ووديع حداد وهو فلسطيني من صفد وابن مدرس للغة العربية، وهاني الهندي وهو سوري وابن ضابط كبير عمل في الجيش العراقي سابقاً ثم في الجيش السوري، وصالح شبل وهو فلسطيني من عكا وابن احد تجارها المتوسطين، وحامد الجبوري وهو عراقي من الحلة وابن لأحد شيوخ عشيرة "الجبور" في الفرات الأوسط، وكان الثلاثة الأوائل يدرسون في كلية الطب البشري في الجامعة الأمريكية في حين يدرس الثلاثة الآخرون في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية في الجامعة.
كان أهم شيء اتفقت عليه النواة هو اختبار بناء ما يمكننا تسميته بـ "أخوية" قومية سرية، تُكثِّف بحد ذاتها مجتمعاً قومياً نخبوياً مصغراً، لا نجد تعبيراً مناسباً عنه أفضل من تعبير "مجتمع المؤمنين".
حققت النواة خلال الفترة الفاصلة ما بين صيف 1951 وأوائل عام 1954 ثلاثة نجاحات مهمة نسبياً بالنسبة لها، في لبنان والكويت والأردن.
ففي لبنان تمكنت النواة من السيطرة على جمعية "العروة الوثقى" في بيروت - الجامعة الأمريكية وضمان استمرارها كـ"جمعية قومية" في حين أسس أحمد الخطيب مع عدد من الشخصيات القومية في الكويت النادي الثقافي القومي "الذي كان واجهة الحركة" وسرعان ما حقق نفوذاً باهراً.
أما في الأردن ففتح الدكتور جورج حبش حال عودته في أوائل عام 1952 عيادة شعبية في شارع الملك طلال في عمَّان تقدم خدماتها الطبية بشكل شبه مجاني لأبناء المخيمات، ثم لحق به الدكتور وديع حداد اثر تخرجه حوالي منتصف العام وانضم إلى عيادة حبش.
نَشط الطبيبان الشابان في البداية بشكل علني ضمن إطار "النادي العربي" في عمان وحتى نهاية 1954، وسرعان ما تمكنا من وضع موطئ قدم في المخيمات في نهاية عام 1952 من خلال تشكيل "هيئة مقاومة الصلح مع إسرائيل" ثم إصدار نشرة "الثأر" التحريضية باسمها.
ووفق حمد الفرحان فان الطبيبين الشابين أطَّرا تلك الخلايا يومئذ في إطار تنظيم فدائي حمل اسم "أبطال العودة" ومثَّل ذراعاً فدائياً لهم.
وتشكيل فرع حركة القوميين العرب عام 1953، وكان أهم عمل للفرع الجديد هو إصداره مجلة "الرأي" التي تم ترخيصها باسم الدكتور أحمد الطوالبة (أردني) الذي أصبح من أبرز كوارد "الحركة" ومرشحاً لها في انتخابات 1956.
لَعِبَت مجلة "الرأي" دوراً أساسياً في التعبير عن تطور "الحركة" في طورها الأول، وكانت هذه المجلة توزَّع مجاناً في الضفة الغربية، وشنت حملة قاسية ضد حلف بغداد ودعاة الأحلاف والنفوذ البريطاني في الأردن ولطرد غلوب باشا وإلغاء المعاهدة، مما دفع السلطات الأردنية إلى إيقافها عن الصدور في آب 1955 بعد ثمانية شهور فقط من ظهورها، ولكنها صدرت مرة ثانية في دمشق بعد ثلاثة شهور تحت الاسم ذاته، وتولى هاني الهندي عضو النواة المؤسسة للحركة رئاسة تحريرها.
بعد مؤتمر عمَّان عام 1954 بقليل الذي تقرر فيه تأسيس فروع لـ "الحركة" في الأقطار العربية، تشكلت لجنة رباعية مؤلفة من الدكتور جورج حبش وحمد الفرحان ومن عضوين آخرين، وقد صمَّمت هذه اللجنة مبادئ الحركة التنظيمية وبنيتها الهرمية.







رد مع اقتباس