عرض مشاركة واحدة
قديم 10-10-2010, 02:47 PM رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
nasser_akhras
عضو محترف
إحصائية العضو






 

nasser_akhras غير متواجد حالياً

 


افتراضي


-حركة القوميين العرب -فرع الاردن :
:"لا بد من الاشارة الى انه بالحديث عن حركة القوميين العرب -فرع الاردن يعنى به الاردن بضفتيه الشرقية والغربية" .
قلنا سابقاً فتح الدكتور جورج حبش حال عودته في أوائل عام 1952 عيادة شعبية في شارع الملك طلال في عمَّان تقدم خدماتها الطبية بشكل شبه مجاني لأبناء المخيمات، ثم لحق به الدكتور وديع حداد اثر تخرجه حوالي منتصف العام وانضم إلى عيادة حبش.
نَشط الطبيبان الشابان في البداية بشكل علني ضمن إطار "النادي العربي" في عمان وحتى نهاية 1954، وسرعان ما تمكنا من وضع موطئ قدم في المخيمات في نهاية عام 1952 من خلال تشكيل "هيئة مقاومة الصلح مع إسرائيل" ثم إصدار نشرة "الثأر" التحريضية باسمها.
ووفق حمد الفرحان فان الطبيبين الشابين أطَّرا تلك الخلايا يومئذ في إطار تنظيم فدائي حمل اسم "أبطال العودة" ومثَّل ذراعاً فدائياً لهم.
وتشكيل فرع حركة القوميين العرب عام 1953، وكان أهم عمل للفرع الجديد هو إصداره مجلة "الرأي" التي تم ترخيصها باسم الدكتور أحمد الطوالبة (أردني) الذي أصبح من أبرز كوارد "الحركة" ومرشحاً لها في انتخابات 1956.
لَعِبَت مجلة "الرأي" دوراً أساسياً في التعبير عن تطور "الحركة" في طورها الأول، وكانت هذه المجلة توزَّع مجاناً في الضفة الغربية، وشنت حملة قاسية ضد حلف بغداد ودعاة الأحلاف والنفوذ البريطاني في الأردن ولطرد غلوب باشا وإلغاء المعاهدة، مما دفع السلطات الأردنية إلى إيقافها عن الصدور في آب 1955 بعد ثمانية شهور فقط من ظهورها، ولكنها صدرت مرة ثانية في دمشق بعد ثلاثة شهور تحت الاسم ذاته، وتولى هاني الهندي عضو النواة المؤسسة للحركة رئاسة تحريرها.
بعد مؤتمر عمَّان عام 1954 بقليل الذي تقرر فيه تأسيس فروع لـ "الحركة" في الأقطار العربية، تشكلت لجنة رباعية مؤلفة من الدكتور جورج حبش وحمد الفرحان ومن عضوين آخرين، وقد صمَّمت هذه اللجنة مبادئ الحركة التنظيمية وبنيتها الهرمية.

في الأردن لقد كان الأمر مختلفاً اختلافاً ملحوظاً حيث كان مركز حركة القوميين العرب قادراً على أداء دور مباشر هناك.
رغم خروج الكثير من أعضاء حركة القوميين العرب من السجون في أثناء الحرب فقد كانوا يعيشون حالة جدال حول المسؤولية عن انهيار الفرع عام 1966 مما أدى إلى تفتت ايدولوجي وتنظيمي ومع وصول المزيد من الأشخاص إلى بيروت لاستشارة القيادة، التقى نحو عشرة من أعضاء مركز حركة القوميين العرب وقيادة العمل الفلسطيني ولجنة العمل العسكري الفلسطيني في منزل جورج حبش ووافقوا على الحاجة إلى الإعداد لعمل عسكري مستقل.
كشف الجدال عن وجود اتجاهين رئيسيين فالتيار اليساري الذي كان قد أنشأه قبل سنة 1967 محمد كشلي وعدد من زملائه في القيادة الإقليمية اللبنانية دعا إلى الاستعداد بعناية وإلى تأجيل القيام بعمليات عسكرية ضد إسرائيل وكانت حجته أن على حركة القوميين العرب ألا تتصرف تصرفاً مستقلاً عن الدول العربية .
في الواقع لم يختلف اليساريون كثيراً عمن يسمونهم اليمينيين في منهجهم هذا بل كانت نقطة الخلاف الرئيسية بينهم هي كيفيه تقويم أنظمة الحكم التقدمية العربية وخاصة نظام الرئيس جمال عبد الناصر في اثر الهزيمة وقد عارض محسن إبراهيم اليساريين في هذه النقطة وعمل للمحافظة على روابط حركه القوميين العرب بالرئيس المصري.
هذا أمر لافت نظراً إلى الدور الذي قام به محسن إبراهيم لاحقاً بوصفه زعيماً لليسار وقد قال في مجله الحرية إن الدخول في الحرب لم يكن خطأ، ومن هنا يصبح المواطن العربي مطالباً بممارسة أقصى التنبه والحذر كي لا يمكن العدو الاستعماري الصهيوني من تشويه عقله وتحويل البطولة التاريخية التي مارستها قياداته الثورية حين قبلت التحدي.
وافق من يسمون يمين حركة القوميين العرب جورج حبش ووديع حداد وهاني هندي على وجوب تخصيص الوقت والجهد لإعادة بناء الجهاز التنظيمي وإعداد القدرة العسكرية لكنهم كانوا أيضا يخشون أن تستفيد إسرائيل من التأجيل فتقيم الأمر الواقع الجديد ورأوا أن ثمة حاجة إلى منع تحول الهزيمة إلى استسلام وإلى دحض أي تفكير عربي فلسطيني في إمكان التعايش مع الاحتلال الإسرائيلي.
شدد أنصار العمل الفلسطيني المستقل داخل الحركة على الحاجة إلى إنشاء وجودهم التنظيمي في الضفة الغربية وقطاع غزة قبل أن يتخذ الجيش الإسرائيلي إجراءات جديدة لتمتين سيطرته وكانت النتيجة التي توصلوا إليها ضرورة أن تخوض حركة القوميين العرب الكفاح المسلح الشعبي على الرغم من إقرارهم أيضا بوجود حاجة إلى الإعداد الجيد ووضع إستراتيجية وتجنب القتال حتى يتأكدوا من قدراتهم على ذلك
ولا بد من الإشارة إلى أن السياسة المصرية كانت العامل الحاسم في تحديد وجهة حركة القوميين العرب التي مازالت حتى حينه موالية للرئيس جمال عبد الناصر بقوة فعقب حرب يونيو مباشرة دشن عبد الناصر برنامجاً ضخماً لإعادة بناء القوات المسلحة وإعادة تجهيزها من خلال ما وصفه بمرحلة الدفاع البحت وطمأن قيادة القوميين العرب في لقاء خاص معها بأنه يستعد لجولة ثانية مع إسرائيل .
اطمأنت حركة القوميين العرب على هذا النحو بأن لا ضرورة ملحة للإسراع في خوض القتال وآثرت الاستعداد بعناية أكبر ولم يقم مركز حركة القوميين العرب بإرسال أي من الكوادر القيادية إلى الضفة الغربية للشروع في إعادة بناء التنظيم السري إلا بعد إقرار هذا الأسلوب الأساسي في تناول الأمور أي في أواخر شهر يونيو/1967.
وللإشراف على النشاط الفلسطيني أقام مركز القوميين العرب لجنة عليا ضمت جورج حبش ووديع حداد وهاني الهندي وأضيف إليهم ياسر عبد ربه من فرع مصر وحمدي مطر من فرع الأردن وخصص وديع حداد وهاني الهندي في ذلك الوقت الكثير من جهديهما لإنشاء الجهاز الخاص والذي تولى لاحقا القيام بالعمليات الخارجية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وهو ما ترك لجورج حبش المسئولية التنظيمية الأساسية للفرع الفلسطيني للحركة ومسئولية العمل داخل الأراضي المحتلة وكان يديرها عن طريق ياسر عبد ربه وحمدي مطر وعن طريق كوادر آخرين من قيادات الأقاليم الحركية من لجنة العمل العسكري الفلسطيني وقبل أن تكمل حركة القوميين العرب تلك الإجراءات التنظيمية كان الجدال داخلها لم ينته.
أجرت حركة القوميين العرب مع حركة فتح حواراً عقدت بعد ذلك سلسلة من الاجتماعات امتدت حتى وحضرها أساساً جورج حبش وأسامة النقيب من حركة القوميين العرب وياسر عرفات وخليل الوزير من حركة فتح قَيَم الاجتماع الأول نتائج حرب يونيو وناقش إمكانيات قيام ثورة في الأراضي المحتلة بالتزام الطرفين التركيز على ضم أعضاء جدد وجمع الأسلحة وفي الاجتماعات التالية تركز الاهتمام على شكل العمل العسكري المقترح وتوقيته ضد الاحتلال الإسرائيلي واتفق الطرفان على الحاجة إلى تأجيل بدء العمليات القتالية شهراً واحداً على الأقل علماً بان بعض مصادر حركة القوميين العرب يؤكد أنه قد تم الاتفاق على الامتناع عن القتال حتى شهر ديسمبر/1967 وإعادة النظر في الموقف بعد ذلك أما آفاق التعاون بصورة عملية أكثر مثل تبادل الأسلحة والأفراد في الأراضي المحتلة فلم تناقش وهذا ينطوي على تناقض إذ أن الحوار بين حركة القوميين العرب وحركة فتح بلغ في لحظة من اللحظات حد مناقشة إمكان الاندماج بينهما.
زعمت حركة القوميين العرب أنها اتفقت مع حركة فتح على الوحدة مع تنظيمين فدائيين آخرين هما أبطال العودة وناقشت حركة فتح وحركة القوميين العرب إمكان التعاون مع جبهة التحرير الفلسطينية.
كان اتصال حركة فتح بالجبهة سطحياً بينما حافظت حركة القوميين العرب على اتصالها بالجبهة طوال أشهر الصيف والخريف وإلى جانب استمرار قيادة حركة القوميين العرب في حوارها مع جبهة التحرير الفلسطينية فقد انشغلت جزئيا باهتمام آخر لم تشاركها حركة فتح فيه يتمثل في رؤية كوادر من حركة القوميين العرب في فرع الأردن ممن التفوا حول القادة التاريخيين خلال أعوام العمل السري في مخيمات اللاجئين مثل مصطفى الزبري المعروف باسم أبي علي مصطفى لا يزالون يعتبرون إن من أولويتهم إطاحة الحكم الأردني وإقامة حكومة وطنية بديلة وقد رأوا أن تحويل عمان إلى هانوي فلسطينية هو خطوة ضرورية لمساندة الكفاح المسلح في الأراضي المحتلة وأن ذلك أمر ممكن إذا أمكن ضمان تعاون حركة فتح معهم ولكن ظل هذا أمراً هامشياً في حركة القوميين العرب وكانت حركة فتح تنفر منه نفوراً خاصاً.
في النهاية حصل انقسام ايدلوجي في الحركة الام تمخض عنه الجبهة الشعبية الديمقراطية لتحرير فلسطين وتزعمها نايف حواتمة ، وما لبث ان حدث انقسام آخر تزعمه احمد جبريل ادى الى قيام الجبهة الشعبية القيادة العامة .







رد مع اقتباس