الموضوع: خبيزة - حيفا
عرض مشاركة واحدة
قديم 02-25-2017, 09:56 AM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
م .نبيل زبن
المؤسس
 
الصورة الرمزية م .نبيل زبن
إحصائية العضو







 

م .نبيل زبن غير متواجد حالياً

 


افتراضي


احتلال خبيزة وتهجير سكانها:

يقول الراوي حسين ابراهيم سليط إنه كان لمجزرة دير ياسين(9/4/1948) وقع كبير في نفوس الناس. في كل ليلة كان اليهود يطلقون نيران أسلحتهم شمال خبيزة، لقد دبَّ الفزع في قلوب الأهالي، فأخذوا ينقلون النساء والأولاد إلى القرى البعيدة مثل أم الفحم وباقة الشرقية وظهر المالح وعرعره وكفيرت وغيرها. ثمة من أغلقوا بيوتهم وأخذوا معهم مفاتيحها، لكن بقي كثير من الشباب والرجال والختيارية يقومون بحراسة البيوت والحقول ويعتنون بالمواشي، ولم تخل القرية يوماً من العائدين لجلب أغراض وحاجيات منها، لقد غررت الدول العربية بنا إذ كانوا يعدون بأننا سنعود إلى ديارنا بعد شهر أو شهرين على الأكثر.

في 8 أيار 1948 هاجمت قوات الهاغاناه قرية كفر قرع، ورغم أن هذا الهجوم فشل إلا أن سكان القرية نزحوا عن قريتهم وأصبحوا لاجئين لأنهم بقوا تحت مرمى نيران اليهود. في تلك الفترة استعان بن غوريون بمنظمة الإيتسل وأناط بقواتها مهمة احتلال القرى العربية في بلاد الروحا. كانت للعرب في هذه المنطقة علاقات مع يهود من سكان المستعمرات القريبة، وتفاهمات حول إحلال سلام بين العرب واليهود، ولكن لم تكن للعرب أية علاقات مع منظمة الإيتسل، لقد تبدلت الأحوال وتغيرت الظروف، فهل كان ذلك هو المقصود؟!.

يقول بني موريس إن وحدات من الإيتسل الموجودة في زخرون يعقوب والخضيرة وبنيامينا ونتانيا تجمعت وهاجمت في 12 أيار عام 1948 القرى العربية في الروحا: بريكة، السنديانة، صبارين، خبيزة وأم الشوف وطردت سكانها، ثم يردف قائلاً إن معظم سكان هذه القرى نزحوا عنها عند اقتراب المهاجمين لأن هؤلاء أمطروهم بوابل من قذائف الراجمات.

تشير مصادر الإيتسل إلى أن احتلال القرى العربية الخمس الوارد ذكرها أعلاه قد تم تحت إشراف القائد "جدعون"، واسمه الحقيقي هو عميحاي فاجلين قائد غرفة العمليات في منظمة الإيتسل، وأن القوات المهاجمة زحفت من مكانين، الأول من الشونة(بنيامينا) نحو بريكة والسنديانة فصبارين، والثاني من كيبوتس دالية وكيبوتس جلعيد باتجاه خبيزة وأم الشوف. وتقول تلك المصادر أنه بينما استمر التمشيط في قرية صبارين، استعدت قوة بقيادة يوسف بن دور للهجوم على قرية خبيزة من كيبوتس جلعيد. بدأ الهجوم على القرية بقصف من راجمة عيار 3 بوصة، وقد كان هذا القصف مؤثراً إذ لما تقدم المشاة لم يجدوا فيها مقاومة واستمر تطهيرها عشر دقائق. ثم تحركت القوة باتجاه أم الشوف. وقد سبق هنا، كذلك، قصف براجمة من عيار 3 بوصة نحو مركز القرية والسفح الجنوبي. فوراً بعد القصف بدأت عملية تصفية جيوب المقاومة الصغيرة. كان مصير أم الشوف كمصير خبيزة إذ لم يكن فيهما سكان كثيرون عند بدء الهجوم، وفي كلتا القريتين بدأ نزوح كبير باتجاه منطقة وادي عاره منذ سماعهم عن الهجوم على السنديانة.

روى مشولام نجار، أحد المشاركين في احتلال القرى الخمس، قال :" في اليوم التالي لاحتلالنا القرى العربية خبيزة أم الشوف، صبارين، السنديانة وبريكة ركبنا مجنزرة وبدأنا بتطهير جيوب المقاومة الأخيرة. كان الجو حاراً جداً، ونفد الماء منا، وبما أننا لم نرغب في الشرب من مياه العرب خوفاً من أن تكون مسممة، لذا وصلنا إلى بوابة كيبوتس دالية عند طرف المنطقة المحتلة، وطلبنا من الحارس أن يذهب ليحضر لنا ماء...عاد الحارس ومعه وعاء كبير مملوء بالماء البارد، ولكن اثنين من سكان الكيبوتس منعاه من تقديمه لنا ووبخاه قائلين:" كيف تقدم الماء إلى هؤلاء الإرهابيين، الفاشيين،... !". يبدو أن سكان كيبوتس دالية لم يكونوا راضين عن إعدام سبعة من شباب قرية أم الشوف بعد استسلامهم.

يقول الراوي حسين ابراهيم سليط أن سنة 1948 كانت سنة وافرة إذ سقطت فيها كميات كبيرة من الأمطار، فزهت الحقول وأينعت وغلت، فكان لاجئو خبيزة كغيرهم يعودون إلى حقولهم فيقطفون عرانيس الذرة وسنابل القمح، ثم يعودون بها إلى القرى التي لجأوا إليها فيدقونها ليقيموا بأود أُسرهم في بلاد الغربة، وقد سموا ذلك "مناضلة" لما فيه من خطورة إذ لمنع ظاهرة العودة إلى البيوت والحقول كانت القوات اليهودية تنصب الكمائن وتغرس الألغام وتطلق النيران على العائدين غير أن كل ذلك لم يوقف الظاهرة. كانت لدى بن غوريون هواجس من عودة المهجرين إلى قراهم التي طردوا منها، فعمد إلى تدمير البيوت في تلك القرى تدميراً كاملاً. فقد كتب في كتابه يوميات الحرب تحت تاريخ 16/6/1948 يقول:"تم تدمير المغار قرب غديرة، ...هدمت دالية الروحا، سيعملون في البطيمات وصبارين..". يبدو أن قرية خبيزة وصبارين والبطيمات وغيرها قد دمرت بالكامل في هذا التاريخ.

لاجئو خبيزة:

يعيش لاجئو خبيزة في الشتات في عدد من المخيمات والبلدان نذكر منها: مخيم جنين، مخيم نور شمس في طولكرم، أم الفحم، باقة الشرقية، النزلة الوسطى، يعبد، قفين، رام الله، طوباس، مخيم الفارعة في الأغوار، إربد، الزرقاء، عمان، الرصيفة، وفي سورية ودول أوربا.







رد مع اقتباس