عرض مشاركة واحدة
قديم 02-21-2013, 04:09 PM رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
نور الهدى
عضو برونزي
 
الصورة الرمزية نور الهدى
إحصائية العضو






 

نور الهدى غير متواجد حالياً

 


افتراضي




قصة أسامة أبو حسين
بداية الحكاية،بدأت بحياكة الاحتلال الإسرائيلي لنكبة عام 1948، عندما أقبلت تلك العصابات الصهيونية على تهجير أهل فلسطين بأبنائها ونساؤها وأجدادها، من أرضهم ونسيم وطنهم فلسطين، فقد طال الفراق عقود من الزمن، وهما على قيد الحياة بعيدين جسديا وقريبين روحيا، و حافظين لسنوات الطفولة التي عاشاها في محبة وإخلاص بين أزقة قريتهم وبلد أجدادهم في " قرية عجّور المهجرة " .
رغم البعد وطول المسافة التي أوجدها الاحتلال بين الصديقان عبد الهادي ومحمود العجوري، اللذين ترعرعا في طفولتهما على ارض قريتهم عجّور، هكذا كانت البداية عندما فرق الاحتلال ذلك الصديقين عن بعضهما وأبعدهم عن وطنهم دون أرضهم، بداية لم تنتهي بعد، بدأت بالطفولة المهجرة وختمت بعناق شيخان الصداقة .

رب صدفة نافعة، عندما أعاد الشيخ نظمي القوا سمة، وبدأ بالكلام والحديث عن ما حل بفلسطين وأهلها عام 48، مع أصدقاءه من أهل احد الصديقين في بلدة "بني نعيم" جنوب الخليل، ومعرفة القواسمة التامة لهما وما وصل بهما الزمن، خاتمي حديث القصص الفلسطينية القديمة بوجود صداقة كانت تجمع ذلك الشيخان منذ طفولتهما .
الصديقان الشيخان الحاج عبد الهادي العجارمة العجوري"82عاما" من قرية دير استيا قضاء سلفيت، والحاج محمود حسين السراحنة العجوري "84عاما"،من بلدة بني نعيم جنوب الخليل، التقيا اليوم بعد فراق دام 65 عاماً إثر النكبة التي حلت بفلسطين وأهلها عام 48، الشيخان اجتمعا بمساعدة من الشيخ نظمي القواسمة، الذي جمعته الأقدار بكليهما وبأبنائهما بطريق الصدفة فعرف أنهما كانا أبناء مدرسة واحده وأصدقاء منذ الطفولة، قبل 65عاماً في قرية عجّور .
الحاج عبد الهادي ضيف الحاج محمود، تلاقيا في وسط قرية بني نعيم في جو من الفرح والسرور عم القلوب الحاضرة ، عندما تعانقا وهما شيخان لم يعرفوا أنهم ما زالوا على قيد الحياة بعد مرور هذه السنوات التي أحالت بصداقتهم منذ الطفولة .
فرحة سكنت القلب وفاحت عبقا في السماء، بعناق صديقي طفولتي الحاج عبد الهادي، هذا ما قاله الحاج محمود السراحنة، مؤكدا الحمد والشكر لله على ما انعم به من الفضل وطول العمر وجمع الأحبة رغم الاحتلال .
ما أعيشة اليوم من فرح ولقائي بصديق طفولتي، ترجع ذاكرتي إلى نكبة فلسطين وأهلها، ومأساة تلك الذكرى، تلك الكلمات التي رسمت على وجه الحاج عبد الهادي، مكملا حديثه قائلا " رحلنا من أرضنا مشيا على الأقدام عندما قام الجيش الإسرائيلي بإطلاق الرصاص علينا، ليس للقتل وإنما لزرع الخوف في قلوبنا وترك ارض أجدادنا، وبالفعل خرجنا انا وأهلي والبعض من سكان القرية اتجاه قرية حلحول في الخليل، وبعدها إلى منطقة العبيدية، وبسبب سوء الزراعة في المنطقة جاء ألينا رجل من أهل البلدة وطلب منا أن نذهب إلى شرق الأردن في منطقة " اليدودة " للعمل والعيش في هذه المنطقة .
ما بعد الهجرة، عاشا الفراق، فراق الأرض والأهل والذكريات ، وحبا للوطن ورائحة التراب رفضا العيش بعيدا عن ارض فلسطين، فمن قرية عجّور التي أبعدت المسافة وطولها، بين الأهل والأصدقاء ، الى قرية بني نعيم وديراستيا ، التي قربت القلوب وعادت بالأيدي السلام، حاملة ذكريات مشاعر الشيخان الكبيران الفياضة بالشوق والحنين والمحبة بعد 65 عاما من الفراق .








رد مع اقتباس