الموضوع: طوق النجاة -
عرض مشاركة واحدة
قديم 01-23-2013, 05:16 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
محمد بنات أبو بلال
عضو متألق
إحصائية العضو






 

محمد بنات أبو بلال غير متواجد حالياً

 


R طوق النجاة -


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
طوق النجاة -
.................................................. ..........................
بدأت بالتساؤل عن هموم خاصة، وآمال وآلام ،وخيبات وأحلام
وربما بكثير من الهذيان عن تكاتف قوى الطبيعة من ماء وهواء وأرض وسماء
بإذن ربها مع كل إنسان ينشد الخير ويتحلى بالشجاعة والإقدام
ليحقق أهدافه بإرادة قوية وهبها له الخالق العظيم
على أن يحسن إدارة إرادته.
وعن تلك الحرية الكاملة في تحديد اختياراته ، ثم الالتزام بتلك الاختيارات
ووجدتني في قارب الأفكار ، وسط أمواج الكون دونما شراع أو مجداف
أخذني قاربي إلى لا مكان ولا زمان
أحياناً أجدني في ماضٍ سحيق ، حيث كنت هناك منذ الأزل، وأحياناً أسافر
بسرعة لم تعرف بعد ، إلى مستقبل مازال مختفياً في غيمة المجهول.
وبين هذا وذاك تساءلت عن مدى ما يسببه الإنسان من ألم وأحزان وغضب
وطغيان ليس على بشر من مثله فقط بل على كل مكونات الطبيعة والحياة
وأتمنى ألا يكون صحيحاً أن تدخل الإنسان بأذاه وخرابه وردمه للكثير من البحار
وتغيير مسار بعض الأنهار سبباً للجفاف وندرة الأمطار ، والتصحر وإثارة الرياح
الرملية! وأنه ليس صحيحاً أن تجاربه الانفجارية تحت سطح الأرض والبحار
سبباً لتزلزل الأرض وثورة براكينها!
وأنه بعيداً عن الصحة تماماً أن تكون نفايات تجارب اكتشافاته العظيمة واختراعاته النبيلة
الراقدة بسلام تحت مياه وثرى العالم الثالث هي السبب المباشر لكثير من الأمراض المهلكة!
ومن غير الممكن أبداً أن طموحه الطائر فضائياً إلى بعض الكواكب وممارسة هوايته في تفجير
القمر ذلك الكوكب الجميل المسالم الذي تغنى به العشاق والشعراء،
سيسبب كوارث كونية مستقبلية! أتمنى ألا يكون كل ذلك صحيحاً!
وعدت إلى قاربي أو عاد القارب يتسلل بي بهدوء وسلام في أحضان الأمواج الحانية، متوجه بي نحو
........
وانتبهت فجأة ، أن القارب بلا شراع ولا مجداف، وقد غاب القمر ولفني الظلام ،
وخانتني الاتجاهات ،وأفزعتني
الوحدة ، وخذلتني نبضات قلبي ، وأيقنت بأني أتجه إلى مصير مجهول ، لا أملك بوصلة ولا خارطة طريق!
فجأة سطع نور باهر ، من ثلاث جهات : قلبي والكون حولي وذلك الكتاب في يدي!
هاهو طوق النجاة ! وهو البوصلة وخارطة الطريق !
فيه الماضي والحاضر والمستقبل ، فيه الأنيس والجليس والأرض والسماء
فيه الحياة والنور والأمل ، وجدت فيه مالم أره وما رأيته وما سوف أراه!
وجدت فيه ماعلمته وما لا أعلمه وما سأتعلمه، فيه كل ما أحتاجه وكل ما ينفعني
في كل مكان وأي زمان!
فيه نفسي وأحاسيسي وعقلي وكياني ، فيه الحرية والعدالة والمساواة والإرادة والسلام!
فيه المحبة والأمان ، فيه الخير كل الخير!
فيه كل الدلائل والعلامات والمعرفة ، وما علي إلا أن (أقرأ) لأعرف وأفهم وأكون!
ومنه عرفت أن الماء أصل كل شء حي
وأن الدمعة التي ذرفتها الآن (ماء) وذلك يعني الحياة وليس الحزن!







رد مع اقتباس