عرض مشاركة واحدة
قديم 04-20-2012, 07:02 PM رقم المشاركة : 121
معلومات العضو
م .نبيل زبن
المؤسس
 
الصورة الرمزية م .نبيل زبن
إحصائية العضو







 

م .نبيل زبن غير متواجد حالياً

 


افتراضي


عكس التيار.. سباحة لا بدّ منها
للأسير وليد خالد
الطبعة الثانية

تاريخ النشر: 14/04/2012 -

تأليف: الأسير وليد خالد
الناشر: مؤسسة فلسطين للثقافة



الطبعة الثانية 2012
تصميم الغلاف والإخراج : م* جمال الأبطح

صورة الغلاف






جاء في تقديم الدكتور إبراهيم أبو سالم
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على معلم البشرية الخير، المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله الطيبين وصحبه الكرام ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
فإن مما يشد الأزر ويقوي العزيمة ويعين على نوائب الدهر أن يجد المرء - في ظل الواقع المرير والبلاءات المتراكمة- روح السلف الصالح ويقين الزهاد الأوائل لا في بطون الكتب وسطور الماضي ولكن على أرض الواقع في رجال يجددون ما كان يندثر ويرفعون الراية المجروحة، يرفعونها بدمائهم ولحومهم ويسندونها بعزائمهم الفولاذية ويسهرون إذا نام الناس ويتقدمون إذا تخلف غيرهم ويقولون للدنيا نحن الخلف لأولئك السلف والأحفاد لأولئك العظماء والقادة.
إن أخطر حرب تواجهها أمة الإسلام اليوم هي الحرب النفسية، فكم من أمة هزمت عسكريا ثم هبَّت من كبوتها وصنعت مجدا، وكم من أمة انهارت اقتصاديا وما لبثت أن بنت حاضرها بخير من ماضيها، وكم من قادة أدبروا في عالم السياسة وسرعان ما نهضوا وكانوا إن لم يكن هم فقاب قوس أو قوسين من رجالهم وأتباعهم. وكم من أمة تخلفت علميا ثم جاء من رجالها من ينفض الغبار ويحيي العظام وهي رميم. أما إذا انهارت الأمة نفسيا فهي كارثة بعينها وذلك الزلزال الذي يعصف بها حاضرا أو مستقبلا.
وهذه هي الهجمة الشرسة التي يراد لنا من خلالها أن نموت فلا نُبعث أو أن ننام فلا نصحو فهل لنا من قدرة؟ وهل موازين القوى تسمح؟ وهل مقاومة الأسلحة الفتاكة والتكنولوجيا الذكية والرؤوس النووية أمر ممكن ما دامت أمتنا محرومة من صناعة إبرة أو خيط أو قطعة قماش تستر بها عورتها فضلا عن صناعات الحياة وما يذب عنها وكرامتها؟.
الأرجح أننا في ذيل القافلة، وأن اللحاق بالركب لهو المستحيل الرابع بعد الغول والعنقاء والخل الوفي!! إذا وصلت الأمة لهذا الحد فلنبحث عمن يُكَبِّر عليها أربع تكبيرات إن وجدنا!! وإلا فجرافات ضخمة تهيل التراب عليها كما يهال على قتلى الكوارث والزلازل والفيضانات!!
وحين نجد من وسط المعاناة وقلب الحوت وظلمات البحر رجالا لا تمنعهم المعاناة من التأمل والبحث والدرس ولا تلجئهم القيود إلى الخنوع والذلة والاستسلام والتوبة النصوح (لا لله ولكن لأعدائه). حين نجد من يزداد بالعذاب قوة وبالسجن متانة وإيمانا. حين نرى في الظلمات شاحنا كهربائيا.. حينئذٍ نستبشر ونستيقن أن الأمة بخير وعافية، وأن جيل الغد أقوى شكيمة من الجيل الحاضر، ويزداد الأمل بالنصوص المبشرة بالنصر وقد كانت أوراقا صفراء لا معنى لها على أرض الواقع إلا من خلال هؤلاء.
شاء الله تعالى أن ألتقي في المعتقل بشاب أديب ودود هو (وليد خالد) كاتب السطور التالية، رأيت فيه الإيمان والإصرار والذكاء، -حاضَرَ فأجاد وخطب وأبدع، لم يشأ الله لي البقاء معه طويلا- خرجت من السجن لأكابد الحياة بعجرها وبجرها وحلوها ومرها. أما هو فقد اختار الله له طريقاً آخر من الخير -إنه البقاء سنين وراء الأسلاك لتزيده إصرارا وعطاء، وترفعه درجات عاليات. أدعو الله له ولإخوانه القبول والفرج والصبر الجميل.
وبعد هذه السنين خصني مأجورا بقراءة هذه الأسطر التي سماها (عكس التيار.. سباحة لا بد منها) ورغب إلي أن أقدّم لها، وإنني لأستحي -يشهد الله- أن أقول له ولمثله: لا. رغم ظرف خاص أعيشه ووقت لا أحسب فيه متسعا بسبب الرسائل الجامعية والأبحاث وأوراق الامتحانات. وبعد قراءتها قراءة متأنية وتصحيح ما جاء فيها من أخطاء مطبعية. وجدت الروح الوثّابة والهمّة العالية والعزيمة الفولاذية، كيف لا؟ وهو يصحبنا في نزهة نتفيّأ فيها ظلال العظماء، فتارة نحن مع الأنبياء كيونس عليه السلام في بطن الحوت، أو محمد عليه السلام في مواطن شتى، وأخرى مع الصحابة الراشدين كأبي بكر وعمر وعلي وأبي عبيدة وخالد وغيرهم رضي الله عليهم أجمعين، ثم نتجول في الحديقة الغناء فنلتقي العظماء المجددين كحسن البنا وسيد قطب، ولا يفوته أن يطلعنا على مدرسة فلسطين في العطاء والتربية والجهاد: عبدالله عزام، ويعرج على بعض أبنائه مثل يحيى عياش. وإذا ما غاص في أعماق الآيات يستخرج اللؤلؤ أتحفنا به وأمتعنا أطيب إمتاع.
مزج في دراسته الأمل بالألم والتربية القلبية بفقه النفير، وبث من خلال ذلك كله الروح في الأمة. وما كانت كلماته لتستقر في القلوب لولا أنها تنبعث من قلبه. وكان شجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها، هذه الدراسة أكثر ما تنبع من فهم جيد لمعنى الآية (ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين).
حفظ الله الأستاذ وليد خالد وفرّج كربه والمكروبين، وتقبّل الله سعيه ونفع الله بعلمه وأعاننا وإياه على حسن السباحة وحسن الغوص وحسن النجاة والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.
وجاء في مقدمة الطبعة الثانية بقلم مؤلفه
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد:
لقد أردت من خلال هذا الكتيب أن أسهم في شحن همم إخواني في هذا الزمن الصعب، وقد أكرمني الله عز وجل –ولا أحصي عليه ثناء– بأكثر مما كنت أطمح، حيث إنه لاقى قبولا كبيراً لدى الإخوة في الضفة وطبعت منه ثمانية آلاف نسخة نفدت جميعها. ولقد بت أعرف به بين إخواني فلا يلقاني أحد إلا وقال أنت مؤلف: عكس التيار. وهذا من فضل الله وحده أولا وآخرا.
ولقد عرض علي الإخوة، في مركز أحرار، فكرة إعادة طباعته خارج البلاد بشكل علمي وموثق، إذ الطبعة الأولى لم تكن كذلك. ولما لم يكن لدي وقت للمراجعة والتطوير فقد أبقيته على حاله على أمل تطويره في طبعات قادمة.
والله الموفق والهادي سواء السبيل.







رد مع اقتباس