وتنتصر معركة الأمعاء الخاوية...
حالة الإضراب عن الطعام الذي بدأه البطل والمناضل الفلسطيني خضر عدنان منذ السابع عشر من ديسمبر من العام الماضي، إن لم تكن الأطول في تاريخ مثل هذه المقاومة السلمية على المستوى الفلسطيني وربما في العالم بكل تأكيد اقولها وبكل فخر واعتزاز، فإنها واحدة من الحالات القطعية التي لا تقبل المساومة او حتى التفكير، التي تؤشر حقيقة على صلابة في الموقف النضالي يقل نظيرها في زمننا هذا الذي تتحول فيه بعض القيادات عن مبادئها ونضالها وتحولت من ذاك الى ما اهو اشد قسوة وويلا باختلافات داخليه مؤرقة ومحطمة للموقف الواحد والمتحد بكل اركانه وتفاصيلة.
هنا، مربط الفرس كما يقولون، المبدئية، وثقافة المقاومة، والإرادة الحرّة .
من هذه المنطلقات ينمو نموذج البطل في شخصية هذا الأسير الفلسطيني، فيما يموت أو يتلاشى نموذج "القيادي" في بعض شخصيات فلسطينية سياسية .
أمام بؤس سياسي فلسطيني يسطع حضور الأسير "المنتصر" خضر عدنان كمثال ليس أخيراً ونهائياً على إعادة الروح الفلسطينية إلى عافيتها وإلى ضميرها المقاوم، حتى لو كانت وسيلته إلى ذلك تدهور صحته وقتل جسده بقراره وإرادته .
ضمنياً لا يريد خضر عدنان إنهاء إضرابه إلا بتحقق الهدف الذي بدأ من أجله الإضراب، وها قد انتصرت معركته، "معركة الامعاء الخاوية" بوجه ادهى قوة واشدها ظلما وتدميرا وهي قوة الاحتلال الذي لا بد ان يزول، وهذه بداية المعركة البادئة اساسا منذ عصور وعصور، لكنها بصورة ادق واوضح بداية تجديد العهد المثبط في النضال الحر والمقاومة الاكيدة..
لكن استدرك الكلمات بتساؤل ناتج عن هذ النضال الأبي والرافع للمعنويات بكل معنى الكلمة.. اين اصبح حال المقاوم الفلسطيني امام هذا الاحتلال الصهيوني في هذه الاوقات بمقارنة حاله بمعركة الامعاء الخاوية التي خاضها بطلنا وبحمد الله وارادته شاء العلي القدير بأن تنتصر وتهزم من اغتر وتجبر وطغى.