يا طـالـب المـجــد فـي عجــور مــورده =عـــذب مـعـيــن يـروّي غــلــة فـيـنـــــا=شــــم الأنــــــوف أبــاة دام عـــزهــــــم =هـــم الأوائــل إن نــادى مـنــاديــــــنــــا=تـفـوح يـا بـاقـة الأزهـــار فـي وطـنــي =فــوح الأريـــج ونـفـح الطيــب يغـريـنـا كلمة الإدارة


مبارك .........مبارك لعجور ومنتديات عجور       »     عجور التاريخ و الحضارة - الحلقة الثانية       »     سجل الوفيات لعجور ١٣٢٠هـ -١٣٣٠هـ ١٩٠٢م - ١٩١١م       »     عجور التاريخ و الحضارة       »     ميزانية قرية عجور - 1939       »     عجور - وقوعات الزواج 1915م       »     عهد عشائر عجور بالحفاظ على اراضي عجور المشاع و عدم بيعها لل       »     اول أحصاء(حصر نفوس) موثق لسكان عجور1878م       »     أراضي عجور المشاع - حصري       »     اسماء من عجور مطلوبون للضريبة 1       »     ضريبة الانتداب البريطاني "3"       »     عجور - لجنة 18 ( اللجنة القومية لعجور)       »     أراضي عجور الحكر       »     عجور التاريخ و الحضارة-الحلقة الثالثة       »     علم النفس الاجتماعي       »     ملوك المملكة الاردنية الهاشمية       »     موسوعة صور القدس- زهرة المدائن       »     دليل الجامعات العربية و العالمية       »     روائع الشعر العالمي       »     موسوعة الاصول و القبائل العربية كاملة       »    

آخر 25 مشاركات
ملف عن الحج وما يتعلق به (الكاتـب : نور الهدى - آخر مشاركة : قلم حزين - )           »          كبرت بنتــي / قصة مؤثرة (الكاتـب : أمان - آخر مشاركة : قلم حزين - )           »          مبارك .........مبارك لعجور ومنتديات عجور (الكاتـب : م .نبيل زبن - آخر مشاركة : نور الهدى - )           »          عجور التاريخ و الحضارة - الحلقة الثانية (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          سجل الوفيات لعجور ١٣٢٠هـ -١٣٣٠هـ ١٩٠٢م - ١٩١١م (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          عجور التاريخ و الحضارة (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          ميزانية قرية عجور - 1939 (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          عجور - وقوعات الزواج 1915م (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          عهد عشائر عجور بالحفاظ على اراضي عجور المشاع و عدم بيعها لل (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          اول أحصاء(حصر نفوس) موثق لسكان عجور1878م (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          أراضي عجور المشاع - حصري (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          اسماء من عجور مطلوبون للضريبة 1 (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          ضريبة الانتداب البريطاني "3" (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          عجور - لجنة 18 ( اللجنة القومية لعجور) (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          أراضي عجور الحكر (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          عجور التاريخ و الحضارة-الحلقة الثالثة (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          كيف و متى تحدثين طفلك عن التحرش ؟ (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          قصص اطفال للبنوتات الحلوين (الكاتـب : اميرة عجور - آخر مشاركة : م .نبيل زبن - )           »          علم النفس الاجتماعي (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          ملوك المملكة الاردنية الهاشمية (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          موسوعة صور القدس- زهرة المدائن (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          دليل الجامعات العربية و العالمية (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          روائع الشعر العالمي (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          موسوعة الاصول و القبائل العربية كاملة (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          ضيف اليوم بصراحة (الكاتـب : Big heart - آخر مشاركة : ajoor - )


العودة   منتديات عجور - بيت كل العرب > الاقسام العامة > المنتدى الثقافي
المنتدى الثقافي الشعر واحة من واحات الأدب فلنستظل بها من شمس الحياة القاسية
روابط مفيدة مشاركات اليوم البحث



إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-16-2013, 08:27 AM رقم المشاركة : 31
معلومات العضو
م .نبيل زبن
المؤسس
 
الصورة الرمزية م .نبيل زبن
إحصائية العضو







 

م .نبيل زبن غير متواجد حالياً

 


افتراضي


12-الجارودية

أصحاب أبي الجارود‏:‏ زياد بن أبي زياد و زعموا‏:‏ أن النبي صلى الله عليه وسلم نص على علي رضي الله عنه بالوصف دون التسمية وهو الإمام بعده‏.‏

والناس قصروا حيث لم يتعرفوا بذلك‏.‏

وقد خالف الجارود في هذه المقالة إمامة‏:‏ زيد بن علي فإنه لم يعتقد هذا واختلفت الجارودية في‏:‏ التوقف والسوق‏.‏

فساق بعضهم الإمامة من علي إلى الحسن ثم إلى الحسين ثم إلى علي ابن الحسين‏:‏ زين العابدين ثم إلى ابنه‏:‏ زيد بن علي ثم منه إلى الإمام‏:‏ محمد ابن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب و قالوا بإمامته‏.‏

وكان أبو حنيفة رحمه الله على بيعته ومن جملة شيعته حتى رفع الأمر إلى المنصور فحبسه حبس الأبدن حتى مات في الحبس‏.‏

وقيل إنه إنما بايع محمد ابن عبد الله الإمام في أيام المنصور ولما قتل محمد بالمدينة‏.‏

فتم عليه مأتم‏.‏

والذين قالوا بإمامة محمد بن عبد الله الإمام‏:‏ اختلفوا‏:‏ فمنهم من قال‏:‏ إنه لم يقتل وهو بعد حي وسيخرج فيملأ الأرض عدلاً ومنهم من أقر بموته وساق الإمامة إلى محمد بن القاسم بن علي بن عمر بن علي ابن الحسين بن علي صاحب الطالقان وقد أسر في أيام المعتصم وحمل إليهح فحبسه في داره حتى مات ومنهم مكن قال بإمامة يحيى بن عمر صاحب الكوفة فخرج ودعا الناس واجتمع عليه خلق كثيرن وقتل في أيام المستعين وحمل رأسه إلى محمد بن عبد الله بن طاهر‏.‏

حتى قال فيه بعض العلوية‏:‏ قتلت أعز من ركب المطايا و جئتك أستلينك في الكلام و عز علي أن ألقاك إلا و فيما بيننا حد الحسام وأما أبو الجارود فكان يسمى‏:‏ سرحوب سماه بذاك أبو جعفر محمد بن علي الباقر‏.‏

وسرجوب‏:‏ شيطان أعمى يسكن البحر قاله الباقر‏:‏ تفسيراً‏.‏

ومن أصحاب أبي الجارود‏:‏ فضيل الرسان وأبو خالد الواسطي‏.‏

وهم مختلفون في الأحكام والسير فبعضهم يزعم‏:‏ أن علم ولد الحسن والحسين رضي الله عنهما كعلم النبي صلى الله عليه وسلم فيحصل لهم العلم قبل التعلم‏:‏ فطرة وضرورة‏.‏

و بعضهم يزعم‏:‏ أن العلم مشترك فيهم وفي غيرهم وجائز أن يؤخذ عنهم وعن غيرهم من العامة‏.‏

السليمانية اصحاب‏:‏ سليمان بن جرير وكان يقول‏:‏ إن الإمامة شورى فيما بين الخلقن ويصح أن تنعقد بعقد رجلين من خيار المسلمين وإنها تصح في المفضول مع وجود الأفضل‏.‏

وأثبت إمامة أبي بكر وعمر رضي الله عتهما حقاً باختيار الأمة حقاً اجتهادياً‏.‏

وربما كان يقول‏:‏ إن الأمة أخطأت في البيعت لهما مع وجود علي رضي الله عنه خطأ لا يبلغ درجة الفسق وذلك الخطا‏:‏ خطأ اجتهادي‏.‏

غير أنه طعن في عثمان رضي الله عنهم بإقدامهم على قتال علي رضي الله عنه ثم إنه طعن في الرافضة فقال‏:‏ إن إئمة الرافضة قد وضعوا مقالتين لشيعتهم ثم لا يظهر أحد قط عليهم‏:‏ إحداهما‏:‏ القول بالبداء فإذا أظهروا قولاً‏:‏ أنه سيكون والثانية‏:‏ التقية فكل ما ارادوا تكلموا به فإذا قيل لهم في ذلك‏:‏ إنه ليس بحق وظهر لهم البطلان قالوا‏:‏ إنما قلناه‏:‏ تقية وفعلناه‏:‏ تقية‏.‏

وتابعه على القول بجواز إمامة المفضول مع قيام الأفضل‏:‏ قوم من المعتزلة منهم‏:‏ جعفر بن مبشر وجعفر بن حرب وكثير النوى وهو من أصحاب الحديث‏.‏

قالوا‏:‏ الإمامة من مصالح الدين‏:‏ ليس يحتاج إليها لمعرفة الله تعالى وتوحيده فإن ذلك حاصل بالعقل لكنها يحتاج إليها‏:‏ لإقامة الحدود والقضاء بين المتحاكمين وولاية اليتامى والأيامي وحفظ البيضة وإعلاء الكلمة ونصب القتال مع أعداء الدين وحتى يكون للمسلمين جماعة ولا يكون الأمر فوضى بين العامة فلا يشترط فيها أن يكون الإمام‏:‏ أفضل الأمة علماً وأقدمهم عهداً وأسدهم رأياً وحكمة إذا الحاجة تنسد بقيام المفضول مع وجود الفاضل والأفضل‏.‏

ومالت جماعة من أهل السنة إلى ذلك حتى جوزوا‏:‏ أن يكون الإمام غير مجتهدن ولا خبير بمواقع الإجتهاد ولكن يجب أن يكون معه من يكون من أهل الإجتهاد‏:‏ فيراجعه في الأحكام ويستقي منه في الحلال والحرام ويجب أن يكون في الجملة ذا راي متين وبصر في الحوادث نافذ‏.‏

الصالحية والبترية‏:‏ الصالحية‏:‏ أصحاب الحسن بن صالح بن حي‏.‏

والبترية‏:‏ أصحاب كثير النوى الأبتر‏.‏

وهما متفقان في المذهب‏.‏

وقولهم في الإمامة كقول السليمانية إلا أنهم توقفوا في أمر عثمان‏:‏ أهو مؤمن أم كافر قالوا‏:‏ إذا سمعنا الأخبار الواردة في حقه وكونه من العشرة المشرين في الجنة وإذا رأينا الأحداث التي أحدثها‏:‏ من استهتاره بتربية بني أمية وبني مروان واستبداده بأمور لم توافق سيرة الصحابة‏.‏

قلنا‏:‏ يجب أن نحكم بكفره فتحيرنا في أمره وتوقفنا في حالهن ووكلناه إلى أحكم الحاكمين‏.‏

وأما علي فهو أفضل الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأولاهم بالإمامة لكنه سلم الأمر لهم راضياً وفوض إليهم الأمر طائعاً وترك حقه راغباً‏.‏

فنحن راضون بما رضى وهم الذين جوزوا‏:‏ إمامة المفضول وتأخير الفضل والافضل إذا كان الأفضل راضياً بذلك‏.‏

وقالوا‏:‏ من شهر سيفه من أولاد الحسن والحسين رضي الله عنهما وكان‏:‏ عالماً زاهداً شجاعاً فهو الإمام وشرط بعضهم صباحة الوجه‏.‏

ولهم خبط عظيم في إمامين وجدت فيهما هذه الشرائط وشهرا سيفهما‏:‏ ينظر إلى الأفضل والأزهد وإن تساويا‏:‏ ينظر إلى الأمتن رأياً والأحزم أمراً وإن تساويا تقابلا فينقلب الأمر عليهم كلا ويعود الطلب جذعاً والإمام مأموماً والأمير مأموراً‏.‏

ولو كانا في قطرين‏:‏ افرد كل واحد منهم بقطره ويكون واجب الطاعة في قومه‏.‏

ولو أفتى أحدهما بخلاف ما يفتي الآخر كان كل واحد منهما مصيباً وإن أفتى وأكثرهم في زماننا مقلدون لا يرجعون إلى رأي أو اجتهاد‏:‏ أما في الأصول فيرون راي المعتزلة‏:‏ حذو القذة بالقذة ويعظمون أئمة الاعتزال أكثر من تعظيمهم أئمة أهل البيت‏.‏

وأما في الفروع فهم على مذهب أبي حنيفة إلا في مسائل قليلة يوافقون فيها الشافعي رحمه الله والشيعة‏.‏

رجال الزيدية

أبو الجارود‏:‏ زياد بن المنذر العبدي لعنه جعفر ابن محمد الصادق رضي الله عنه والحسن بن صالح بن حي ومقاتل بن سليمانن والداعي ناصر الحق‏:‏ الحسن بن علي بن الحسن بن زيد ابن عمر بن الحسين بن علي والداعي الآخر صاحب طبرستان‏:‏ الحسين بن زيد ابن محمد بن إسماعيل بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي ومحمد بن نصر‏.‏

الإمامية هم القائلون بإمامة علي رضي الله عنه بعد النبي عليه السلام‏:‏ نصاً ظاهراً وتعييناً صادقاً من غير تعريض بالوصف بل إشارة إليه بالعين‏.‏

قالوا‏:‏ وما كان في الدين والإسلام أمر أهم من تعيين الإمام حتى تكون مفارقته الدنيا على فراغ قلب من أمر الأمة فإنه إنما بعث‏:‏ لرفع الخلاف وتقرير الوفاق فلا يجوز أن يفارق الأمة ويتركهم هملاً‏:‏ يرى كل واحد منهم رأياً ويسلك كل منهم طريقاً لا يوافقه في ذلك غيره بل يجب أن يعين شخصاً هو المرجوع إليهن وينص على واحد هو الموثوق به والمعول عليه‏.‏

وقد عين علياً رضي الله عنه في مواضع‏:‏ تعريضاً وفي مواضع‏:‏ تصريحاً‏.‏

أما تعريضاته فمثل‏:‏ أن بعث أبا بكر ليقرأ سورة براءة على الناس في المشهد وبعث بعده علياً ليكون هو القارىء عليهمن والمبلغ عنه إليهم وقال‏:‏ نزل على جبريل عليه السلام فقال‏:‏ يبلغه رجل منك أو قال‏:‏ من قومك وهو يدل على تقديمه علياً عليه‏.‏

ومثل أن كان يؤمر على أبي بكر وعمر غيرهما مكن الصحابة في البوثح وقد أمر عليهما‏:‏ عمرو بن العاص في بعث وأسامة بن زيد في بعث وما أمر على علي أحداً قط‏.‏

واما تصريحاته فمثل ما جرى في نأنأة الإسلام حين قال‏:‏ من الذي يبايعني على ماله فبايعته جماعة ثم قال‏:‏ من الذي يبايعني على روحه وهو وصي عنه يده غليه فبايعه على روحه ووفى بذلك حتى كانت قريش تعير أبا طالب‏:‏ أنه أمر عليك ابنك‏.‏

ز مثل‏:‏ ما جرى في كمال الغسلام وانتظام الحال فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس‏:‏ فلما وصل إلى غدير خم أمر بالدوحات فقممن ونادوا‏:‏ الصلاة جامعة‏.‏

ثم قال عليه السلام وهو على الرحال‏:‏ ‏”‏ من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم‏:‏ وال من والاه وعاد من عاداه واصر من نصرهن واخذل من خذله وأدر الحق معه حيث دار‏.‏

ألا هل بلغت‏:‏ ثلاثاً ‏”‏‏.‏

فإنا ننظر‏:‏ من كان النبي صلى الله عليه وسلم مولى له وبأي معنى فنطرد ذلك في حق علي رضي الله عنه‏.‏

وقد فهمت الصحابة من التولية ما فهمناه حتى قال عمر حين استقبل علياً‏:‏ طوبى لك يا علي‏!‏ أصبحت مولى كل مؤمن ومؤمنة‏.‏

قالوا‏:‏ و قول النبي عليه السلام‏:‏ ‏”‏ أقضاكم علي ‏”‏ نص في الإمامة فإن الإمامة لا معنى لها إلا أن يكون‏:‏ أقضى القضاة في كل حادثة والحاكم على المتخاصمين في كل واقعة وهو معنى قول الله سبحانه وتعالى‏:‏ ‏”‏ أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ‏”‏ قالوا فأولوا الأمر‏:‏ من إليه القضاء والحكم‏.‏

حتى وفي مسألة الخلافة لما تخاصمت المهاجرون والأنصار كان القاضي في ذلك هو‏:‏ أمير المؤمنين على دون غيره فإن النبي صلى الله عليه وسلم كما حكم لكل واحد من الصحابة بأخص وصف له فقال‏:‏ أفرضكم زيد وأقرؤكم له وهو قوله‏:‏ ‏”‏ أقضاكم على ‏”‏ والقضاء يستدعي كل علم وما ليس كل علم يستدعي القضاء‏.‏

ثم إن الإمامية تخطت عن هذه الدرجة إلى الوقيعة في كبار الصحابة‏:‏ طعناً وتكفيراً وأقله‏:‏ ظلماً وعدواناً‏.‏

وقد شهدت نصوص القرلان على عدالتهمن والرضا عن جملتهم قال الله تعالى‏:‏ ‏”‏ لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة‏.‏

‏”‏ وكانوا إذ ذاك ألفاً وأربعمائة وقال الله تعالى على المهاجرين والأنصارن والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم‏:‏ والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وقال‏:‏ لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة وقال تعالى‏:‏ ‏”‏ وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الارض كما استخلف الذين من قبلهم ‏”‏‏.‏

وفي ذلك دليل على عظم قدرهم عند الله تعالى وكرامتهم ودرجتهم عند السول صلى الله عليه وسلم‏.‏

فليت شعري‏!‏ كيف يستجير ذو دين الطعن فيهم ونسبة الكفر إليهم‏!‏ وقد قال النبي عليه السلام‏:‏ عشرة من أصحابي في الجنة‏:‏ أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير وسعد بن ابي وقاص وسعيد بن زيد وعبد الرحمن ابن عوف وأبو عبيدة بن الجراح إلى غير ذلك من الأخبار الواردة في حق كا واحد منهم على انفرادز وإن نقلت هنات من بعضهم فليتدبر النقل فإن أكاذيب الروافض كثيرة وإحداث المحدثين كثيرة‏.‏

ثم إن الإمامية لم يثبتوا في تعيين الأئمة بعد‏:‏ الحسن والحسين وعلي بن الحسين رضي الله عنهم على رأي واحد بل اختلافاتهم أكثر من اختلافات الفرق كلها حتى قال بعضهم‏:‏ إن نيفاً وسبعين فرقة من الفرق المذكورة في الخبر هو في الشيعةخاصة ومن عداهم فهم خارجون عن الأمة‏.‏

وهم متفقون في الإمامة وسوقها إلى جعفر بن محمد الصادق رضي الله عنه ومختلفون في المنصوص عليه بعده من أولاده وقيل‏:‏ ستة‏:‏ محمد وغسحاق وعبد الله وموسى وإسماعيل وعلي‏.‏

ومن ادعى منهم النص والتعيين‏:‏ محمد وعبد الله وموسى وإسماعيل‏.‏

ثم‏:‏ منهم من مات ولم يعقب ومنهم من مات وأعقب‏.‏

ومنهم من قال بالتوقف والإنتظار والرجعة‏.‏

ومنهم من قال بالسوق والتعدية كما سيأتي ذكر اختلافاتهم عند ذكر طائفة طائفةز وكانوا في الأول على مذهب أئمتهم في الأصولن ثم لما اختلفت الروايات عن أئمتهم وتمتدى الزمان‏:‏ اختارت كل فرقة منهم طريقة فصارت الإمامية بعضها‏:‏ إما وعيدية وإما تفضيلية وبعضها إخبارية‏:‏ أما مشبهةأو سلفية‏.‏

ومن ضل الطريق وتاه لم يبال الله به في أي واد هلك‏.‏







رد مع اقتباس
قديم 12-16-2013, 08:28 AM رقم المشاركة : 32
معلومات العضو
م .نبيل زبن
المؤسس
 
الصورة الرمزية م .نبيل زبن
إحصائية العضو







 

م .نبيل زبن غير متواجد حالياً

 


افتراضي


13-البـاطنيّة

هم الإسماعيلية، وإنّما لُقّبوا بهذا اللّقب لحكمهم بأنّ لكلّ ظاهرٍ باطنًا، ولكلّ تنزيلٍ تأويلاً. ولهم ألقاب كثيرة غير هذه، على حَسب البقاع التّي نشأوا بها والمقالات التي دعوا إليها. فهم بالعراق يُسَمّون الباطنية والقرامطة والمزدكية، وبخراسان يسمّون التعليمية والملحدة. وهم يقولون: “نحن إسماعيلية لأننّا تميّزنا من فرق الشّيعة بهذا الإسم وهذا الشّخص”. والباطنية الأولى قد ألفوا لهم مذهبًا خلطوا فيه بين الفلسفة والتّصوف وصنّفوا فيه كُتُبًا كثيرةً، ولهم علماء وأئمّة مشهورون. قالوا في الخالق: “إنه موجود ولا عالم ولا قادر، إلخ”. فإن الإثبات الحقيقيّ يقتضي شركةً بينه وبين سائر الموجودات. فلم يمكن الحكم بالإثبات المُطلق والنّفي المُطلق، بل هو إله المُتقابلين وخالق الخصمين والحاكم بين المتضادين. وروُوا عن محمد بن علي الباقر أنه قال: “لما وهب اللّه العلم للعالمين قيل هو عالم؛ ولما وهب القدرة للقادرين قيل هو قادر. فهو عالم وقادر بمعنى أنّه وهب العلم والقدرة”. وقالوا “كذلك نقول في القِدَم إنّه ليس بقديمٍ ولا محدثٍ بل القديم أمره وكلمته، والمُحدث خلقه وفطرته، أبدع بالأمر العقل الأوّل الذي هو تام بالفعل، ثم بتوسّطه أبدع النّفس الثاني الذي هو غير تامٍ. ونسبة النفس إلى العقل، إمّا نسبة النّطفة إلى تمام الخلقة والبيض إلى الطّير؛ وإمّا نسبة الولد إلى الوالد والنتيجة إلى المُنتج؛ وإمّا نسبة الأُنثى إلى الذّكر والزّوج إلى الزّوج.

قالوا: ولما اشتاقت النّفس إلى كمال العقل واحتاجت إلى حركةٍ من النّقص إلى الكمال، احتاجت الحركة إلى آلة الحركة، فحدّثت الأفلاك السّماوية وتحرّكت حركةً دوريّةً بتدبير النّفس، وحدّثت الطّبائع البسيطة بعدها، وتحرّكت حركةً استقامت بتدبير النّفس أيضًا؛ فتركّبت المركبات من المعادن والنّبات والحيوان والإنسان، واتّصلت النّفوس الجزئية بالأبدان. وكان نوع الإنسان متميّزًا عن سائر الموجودات بالإستعداد الخاص لفيض تلك الأنوار. وكان عالمه في مقابل العالم العُلويّ عقل ونفس كليّ. ووُجِبَ أن يكون في هذا العالم عقل شخص هو كلّ، وحكمه حكم الشخص الكامل البالغ يسمّونه الناطق وهو النبي ونفس مشخّصة هو كلّ أيضًا، وحكمها حكم الطفل النّاقص المتوجّه إلى الكمال أو حكم المنطقة المتوجّهة إلى التّمام أو حكم المُزدوج بالذكر ويسمونه الأساس. وقالوا كما تحرّكت الأفلاك بتحريك النّفس والعقل والطّبائع، كذلك تحرّكت النّفوس والأشخاص بالشّرائع بتحريك النبي والوصي. وفي كل زمانٍ دائر سبعة سبعة حتى ينتهي إلى الدور الأخير ويدخل زمان القيامة وترتفع التّكاليف وتضمحلّ السُّنن الشّرعية لتبلغ النّفس إلى حال كمالها بلوغها إلى درجة العقل واتحادها به ووصولها إلى مرتبته فعلاً وذلك هو القيامة الكبرى.

فتنحلّ تراكيب الأفلاك والعناصر والمركبات، وتنشقّ السّماء وتتناثر الكواكب وتبدّل الأرض غير الأرض وتُطوَى السّماوات كطيّ السّجل للكتاب المرقوم فيه ويُحاسب الخلق ويتميّز الخير عن الشر والمطيع عن العاصي وتتّصل جزئيات الحق بالنّفس الكُليّ وجزئيات الباطل بالشّيطان المُبطل. فمن وقت الحركة إلى السّكون هو المبدأ، ومن وقت السكون إلى ما لا نهايةٍ له هو الكمال. ثم قالوا ما من فريضةٍ وسنةٍ وحكمٍ من أحكام الشّرع من بيع وإجارة وهبة ونكاح وطلاق وجراح وقصاص ودّية إلاّ وله ما يقابله من العالم عددًا في مقابلة حَكمٍ. فإن الشّرائع عوالم روحانية أمرية والعوالم شرائع جسمانية خلقية، وكذلك التّركيبات في الحروف والكلمات على ما يقابله من تركيبات الصّور والأجسام والحروف المُفردة، نسبتها إلى المركّبات من الكلمات كالبسائط المجرّدة إلى المركبات من الأجسام. ولكلّ حرفٍ وزان في العالم وطبيعة يخصّها وتأثير من حيث تلك الخاصية في النفوس. فعن هذا، صارت العلوم المُستفادة من الكلمات التّعليمية غذاء للنفوس، كما صارت الأغذية المستفادة من الطّبائع الخُلقية غذاء للأبدان. وقد قدّر اللّه أن يكون غذاء كلّ موجود بما خلقه منه. فعلى هذا الوزان صاروا إلى ذكر أعداد الكلمات والآيات، وأن التّسمية مُركّبة من سبعة واثني عشر وأن التّهليل مركّب من أربع كلماتٍ في إحدى الشّهادتين وثلاث كلمات في الشّهادة الثانية وسبع قطع حرفًا في الثانية، وكذلك في كلّ آية أمكنهم استخراج ذلك.

وقد وضعوا في ذلك كُتبًا ودعوا أئمّتهم الذين هم عَرَفَة هذه الرسوم وكَشَفَة هذه المساتير. ثم لما أظهر الحسن بن الصّباح دعوته، ترك أحزابه هذه الدّعاوى وقصّروا دعوتهم إلى اتّخاذ إمامٍ صادقٍ معصومٍ في كلّ زمانٍ، وتعيين الفرقة النّاجية من فرق المُسلمين. وكان باطن الأمر قلب الحكومة والإستبداد بها. ولأجل نيل مأربهم عمدوا إلى المقاتلة، فصعد رئيسهم إلى قلعة الموت بالعراق وتحصّن بها سنة 383 هـ. وكان من أمرهم ما كان من العبث بالنّظام والعبث بالرّاحة العامة، حتى انتهى أمرهم بالإضمحلال.







رد مع اقتباس
قديم 12-16-2013, 08:31 AM رقم المشاركة : 33
معلومات العضو
م .نبيل زبن
المؤسس
 
الصورة الرمزية م .نبيل زبن
إحصائية العضو







 

م .نبيل زبن غير متواجد حالياً

 


افتراضي


14-النّصيريّة

النّصيريّة حركة باطنية، ظهرت في القرن الثّالث للهجرة. أصحابها يُعَدّون من غُلاة الشّيعة الذين زعموا وجودًا إلهيًا في علي.

أهمّ عقائدها:
http://www.ajooronline.com/vb
* جعل النّصيرية عليًا إلهًا، وقالوا إنّ ظهوره الرّوحاني بالجسد الجسماني الفاني كظهور جبريل في صورة بعض الأشخاص.

* لم يكن ظهور الإله علي في صورة النّاسوت إلاّ إيناسًا لخلقه وعبيده.
http://www.ajooronline.com/vb
* يحبّون عبد الرّحمن بن ملجم، قاتل الإمام علي، ويترضّون عنه لزعمهم بأنّه قد خلّص اللاّهوت من النّاسوت، ويُخطّئون من يلعنه.

* يعتقد بعضهم أنّ عليًا يسكن السّحاب بعد تخلّصه من الجسد الذي كان يقيّده؛ وإذا مرّ بهم السّحاب، قالوا: “السّلام عليك أبا الحسن”. ويقولون إنّ الرّعد صوته والبرق سوطه.

* يعتقدون أنّ عليًا خَلَق الأيتام الخمسة، الذين هُم:
http://www.ajooronline.com/vb
– المقداد بن الأسود، ويعدّونه رب النّاس وخالقهم والمُوَكّل بالرّعود.

– أبو ذر الغفاري، الموكّل بدوران الكواكب والنجوم.

– عبد الله بن رواحة، الموكّل بالرّياح وقبض أرواح البشر.

– عثمان بن مظعون، الموكّل بالمعدة وحرارة الجسد وأمراض الإنسان.
http://www.ajooronline.com/vb
– قنبر بن كادان، الموكّل بنفخ الأرواح في الأجسام.

* لهم ليلة يَختلط فيهم الحابل بالنّابل كشأن بعض الفِرَق الباطنيّة.

* يعظّمون الخمرة ويحتسونها، فيُعظّمون شجرة العنب لذلك، ويستفظعون قلعها أو قطعها لأنّها هي أصل الخمرة التي يسمونها “النّور”.

* يُصلّون في اليوم خمس مرّات لكنها صلاة تختلف في عدد الرّكعات ولا تشتمل على سجودٍ وإن كان فيها نوع من ركوعٍ أحيانًا.

* لايصلّون الجُمعة ولا يتمسّكون بالطّهارة.

* ليس لهم مساجد عامّة، بل يُصلّون في بيوتهم.

* لهم قدّاسات شبيهة بقداسات النّصارى، مثل:
http://www.ajooronline.com/vb
– قدّاس الطِّيِب لك أخ حبيب.

– قداس البخّور في روح ما يدور في محل الفرح والسّرور.

– قدّاس الآذان وبالله المُستعان.

* لا يعترفون بالحجّ، ويقولون إن الحج إلى مكة، إنّما هو كفر وعبادة أصنام!!

* لا يعترفون بالزّكاة الشّرعية المعروفة لدى باقي المُسلمين، وإنّما يدفعون ضريبةً إلى مشايخهم، زاعمين بأن مقدارها خُمس ما يملكون.

* الصّيام لديهم هو الإمتناع عن معاشرة النّساء طيلة شهر رمضان.

* يبغضون الصّحابة بُغضًا شديدًا، ويلعنون أبا بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم أجمعين.
http://www.ajooronline.com/vb
* يزعمون بأن للعقيدة باطنًا وظاهرًا وأنّهم وحدهم العالمون بباطن الأسرار. ومن ذلك:

– الجنابة: هي موالاة الأضّداد والجهل بالعلم الباطني.

– الطّهارة: هي معاداة الأضّداد ومعرفة العلم الباطني.

– الصّيام: هو حفظ السّر المُتعلّق بثلاثين رجلاً وثلاثين امرأة.
http://www.ajooronline.com/vb
– الزّكاة: يُرمَز لها بشخصية سلمان الفارسي.

– الجهاد: هو صبّ اللّعنات على الخصوم وفُشاة الأسرار.

– الولاية: هي الإخلاص للأسرة النّصيرية وكراهية خصومها.
http://www.ajooronline.com/vb
– الشّهادة : هي أن تشير إلى صيغة “ع . م . س”، أيّ: علي، محّمد، سلمان.

– القرآن : هو مدخل لتعليم الإخلاص لعلي؛ وقد قام سلمان تحت إسم جبريل بتعليم القرآن لمحمّد.

– الصّلاة: عبارة عن خمسة أسماءٍ هي: علي وحسن وحسين ومحسن وفاطمة.
http://www.ajooronline.com/vb
* يقول ابن تيميّة عند النّصيرييّن: “هؤلاء القوم المُسَمُّون بالنّصيريّة –هُم وسائر أصناف القرامطة الباطنيّة– أكفر من اليهود والنّصارى، بل وأكفر من كثيرٍ من المُشرِكين، وضررهم أعظم من ضرر الكُفّار المحاربين مثل التتار والفرنج وغيرهم.. وهُم دائمًا مع كلّ عدوٍ للمُسلمين. فهُم مع النّصارى على المُسلمين. ومن أعظم المصائب عندهم انتصار المسلمين على التتار، ثم إنّ التتار ما دخلوا بلاد الإسلام وقتلوا خليفة بغداد وغيره من ملوك المسلمين إلاّ بمُعاونتهم ومؤازرتهم.

* الأعياد: لهم أعياد كثيرة تدلّ على مُجمل العقائد التّي تشتمل عليها عقيدتهم. ومن ذلك:
http://www.ajooronline.com/vb
– عيد النّيروز: في اليوم الرّابع من نيسان، وهو أوّل أيام سنة الفرس.

– عيد الغدير، وعيد الفراش وزيارة يوم عاشوراء في العاشر من المُحرّم، ذكرى استشهاد الحُسين في كربلاء.

– يوم المباهلة أو يوم الكساء: في التاسع من ربيع الأوّل، ذكرى دعوة النّبي (ص) لنصارى نجران للمُباهلة.

– عيد الأضحى: ويكون لديهم في اليوم الثّاني عشر من شهر ذي الحجّة.

– يحتفلون بأعياد النّصارى كعيد الغطّاس، وعيد العُنصرة، وعيد القدّيسة بربارة، وعيد الميلاد، وعيد الصّليب الذي يتّخذونه تاريخًا لبدء الزّراعة وقطف الثّمار وبداية المُعاملات التّجارية وعقود الإيجار والإستئجار.
http://www.ajooronline.com/vb
– يحتفلون بيوم “دلام” وهو اليوم التاسع من ربيع الأول، ويقصدون به مقتل عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، فَرَحًا بمقتله وشماتةً به.

الجذور الفكريّة والعقائديّة:

* استمدّ النّصيريّون مُعتقداتهم من الوثنية القديمة، وقدّسوا الكواكب والنّجوم وجعلوها مسكنًا للإمام علي.

* تأثّروا بالأفلاطونيّة الحديثة، ونقلوا عنهم نظريّة الفيض النّوراني على الأشياء.

* بَنوا مُعتقداتهم على مذهب الفلاسفة المَجوس.

* أخذوا عن النّصرانية، ونقلوا عن الغنوصية النّصرانية، وتمسّكوا بما لديهم من التّثليث والقدّاسات وإباحة الخمور.

* نقلوا فكرة التّناسخ والحلول عن المُعتقدات الهنديّة والآسيوية الشّرقية.
http://www.ajooronline.com/vb
يستوطن النّصيريون منطقة جبال النّصيريين في اللاّذقية، وقد انتشروا مؤخّرًا في المُدُن السّورية المجاورة لهم.

ويوجد عدد كبير منهم أيضًا في غربي الأناضول، ويُعرَفون بإسم “التّختجيّة والحطّابون”، فيما يطلق عليهم شرقي الأناضول إسم “القزل باشيه”. ويُعرَفون في أجزاءٍ أخرى من تركيا وألبانيا بإسم البكتاشيّة. وهناك أيضًا عددٌ منهم في فارس وتركستان، ويُعرَفون بإسم “العلي إلهيّة”. ويعيش عددٌ منهم في لبنان وفلسطين.







رد مع اقتباس
قديم 12-16-2013, 08:35 AM رقم المشاركة : 34
معلومات العضو
م .نبيل زبن
المؤسس
 
الصورة الرمزية م .نبيل زبن
إحصائية العضو







 

م .نبيل زبن غير متواجد حالياً

 


افتراضي


15- اخوان الصفا

إخوان الصّـفاء

في النّصف الثاني من القرن الرّابع الهجري (العاشر الميلادي) ظهرت جماعةٌ سياسيةٌ دينيةٌ ذات نزعات شيعيّة متطرفة، وربما كانت إسماعيلية على وجهٍ أصح. وأعضاء هذه الجماعة التّي اتّخذت البصرة مقرًا لها، كانوا يطلقون على أنفسهم “إخوان الصّفاء” لأن غاية مقاصدهم إنّما كانت السّعي إلى سعادة نفوسهم الخالدة، بتضافرهم فيما بينهم، وبغير ذلك من الطّرق، وخاصة العلوم التي تُطهّر النّفس. ولسنا نعرف شيئًا عن نشاطهم السّياسي. أمّا جهودهم في التّهذيب النظري، فقد أُنتِجَت سلسلةٌ من الرّسائل رُتبِّت ترتيبًا جامعًا لشِتَات العلوم، متمشّيًا مع الأغراض التي قامت من أجلها الجماعة.

ويقال عادةً إنّ هذه الرّسائل قد جُمِعَت ونُشِرَت في أواسط القرن الرابع الهجري (العاشر الميلادي) تقريبًا. وهي تبلغ 52 رسالة (تشمل طبعة بومباي 52 رسالة، وهي في هذا تتّفق مع ما وُرِدَ في فهرس الموضوعات المُثبّت في أوّلها، كما تتّفق مع آخر ما وُرِدَ في الرّسالة الأولى منها، ولكنّنا نستدلّ من الرّسائل الأخيرة من القسم الرابع منها أنَّ عددها 51 رسالة فقط). ويُذكَر من مُؤلّفيها: أبو سليمان محمد بن مشير البستي المشهور بالمقدسي، وأبو الحسن علي ابن هارون الزّنجاني، ومحمد بن أحمد النّهرجوري، والعوفي، وزيد بن رفاعة. ولا نستطيع أن نعرف الآن شيئًا أكثر من هذا، لأن إخوان الصّفاء كانوا يميليون إلى التّعبير عما يجول في نفوسهم بأسلوبٍ غير صريح. والآراء التي تضمّنتها هذه الرسائل – على قدر ما أمكننا تحقيقه– مستمدّة من مؤلفات القرنين الثامن والتاسع الميلاديين. ونزعتهم الفلسفية هي نزعة قدماء مُترجمي الحكمة اليونانية والفارسية والهندية وجامعيها. وتتردّد في هذه الرسائل أسماء هرمس وفيثاغورس وسقراط وأفلاطون أكثر من أرسطوطاليس. وهذا الأخير يعتبرونه منطقيًا ومؤلّفًا لكتاب “أثولوجيا” الأفلاطوني و”كتاب التّفاحة”. ولا نجد في رسائل إخوان الصّفاء أثراً للفلسفة المشائية الحقيقية التي بدأت بظهور الكَندي. ومن خصائص نزعتهم الفلسفية أنهم لم يأخذوا شيئًا من الكَندي، ولو أنهم أخذوا من أحد تلاميذه الذين انحرفوا عن مذهبه، وهو المنجم البهرج أبو معشر المتوفّي عام 272هـ(885م). وليس معنى ذلك أنّهم لم يكونوا على درايةٍ بمصنّفات الكندي ومدرسته. وتدلّنا الترجمة اللاتينية التي كُتِبَت في القرون الوسطى للرّسالة الثالثة عشرة أنها من تأليف “محمد تلميذ الكندي”.

أُخِذَت هذه الرّسائل من كل مذهبٍ فلسفيّ بطرف. والمحور الذي تدور عليه هو فكرة الأصل السّماوي للأنفس وعودتها إلى الله. وقد صَدَر العالم عن الله، كما يصدر الكلام عن المُتكلّم أو الضوء عن الشمس؛ ففاض عن وحدة الله بالتّدرج: العقل، ومن العقل النّفس ثم المادة الأولى، ثم عالم الطّبائع، ثم الأجسام، ثم عالم الأفلاك، ثم العناصر، ثم ما يتركّب منها وهي المعادن والنّبات والحيوان. والمادة في هذا الفيض تبدو أساسًا للتّشخص ولكلّ شرّ ونقص. وليست النفوس الفردية إلاّ أجزاء من النّفس الكلية، تعود إليها مطهّرة بعد الموت، كما ترجع النفس الكلية إلى الله ثانيةً يوم المعاد. والموت، عند إخوان الصّفاء، يُسمّى البعث الأصغر؛ بينما تُسمّى عودة النفس الكليّة إلى بارئها البعث الأكبر.

يذهب إخوان الصّفاء إلى أنّ الأديان كلّها، في جميع العصور وعند جميع النّاس، يجب أن تتّفق وهذه الحكمة. وغرض كلّ فلسفة وكلّ دين هو أنّ تتشبّه النّفس بالله بقدر ما يستطيعه الإنسان. وقد أوّلوا القرآن تأويلاً رمزيًا لكيّ يتمشّى مع هذا التّصور الرّوحي للأديان. كما أوّلوا بعض القصص غير الدّينية تأويلاً رمزيًا مثل قصص كتاب “كليلة ودمنة”. وقد بيّن “جولد سيهر” كيف أن إسم “إخوان الصّفاء” قد أُخِذَ من قصّة (الحمامة المطوّقة) التّي تذهب إلى أن الحيوانات إذا صفت أخوتها وتبادلت المعونة فيما بينها تستطيع الفكاك من شباك الصّياد وغيرها من المخاطر.

قد كُتِبَت هذه الرّسائل الإثنتان والخمسون في أسلوبٍ مُسهِبٍ، فيه تكرار وحض على الفضيلة. وهذه الرّسائل تشبه في الظاهر موسوعةً في العلوم المُختلفة. والجزء الأوّل من هذه الرّسائل يحتوي على أربع عشرة رسالة تعالج مبادىء الرّياضيات والمنطق. بينما يُعالج الجزء الثاني الذي يحتوي على سبع عشرة رسالةٍ العلوم الطّبيعية بما فيها علم النّفس. أمّا الرّسائل العشر التي يتضمّنها الجزء الثالث فتبحث، فيما بعد، الطّبيعة. وتتناول الرّسائل الإحدى عشرة الأخيرة التّصوف والتّنجيم والسِّحر. وقد فُصِلَ الكلام في الرّسالة الخامسة والأربعين من الجزء الرّابع عن نظام هذه الجماعة وطبيعة تكوينها.







رد مع اقتباس
قديم 12-16-2013, 08:38 AM رقم المشاركة : 35
معلومات العضو
م .نبيل زبن
المؤسس
 
الصورة الرمزية م .نبيل زبن
إحصائية العضو







 

م .نبيل زبن غير متواجد حالياً

 


افتراضي


16-الجبائية والبهشمية

أصحاب أبي على محمد بن عبد الوهاب الجبائي وابنه أبي هاشم عبد السلام وهما من معتزلة البصرة‏.‏

انفردا عن أصحابهما بمسائل وانفرد أحدهما عن صاحبه بمسائل أما المسائل التي انفردا بها عن أصحابهما‏:‏ فمنها‏:‏ أنهما أثبتا إرادات حادثة لا في محل يكون الباري تعالى بها موصوفا مريداً وتعظيماً لا في محل إذا أراد أن يعظم ذاته وفناء لا في محل إذا أراد أن يفني العالم‏.‏
وأخص أوصاف هذه الصفات يرجع غليه من حيث إنه تعالى أيضاً لا في محل‏.‏

وإثبات موجودات هي أعراض أو في حكم الأعراض لا محل لها كإثبات موجودات هي جواهر أو في حكم الجواهر لا مكان لها وذلك قريب من مذهب الفلاسفة حيث أثبتوا عقلاً هو جوهر لا في محل ولا في مكان وكذلك النفس الكلية والعقول المفارقة‏.‏

ومنها‏:‏ أنهما حكما بكونه تعالى متكلما بكلام يخلقه في محل وحقيقة الكلام عندهما‏:‏ أصوات مقطعة وحروف منظومة والمتكلم من فعل الكلام لا من قام به الكلام‏.‏

إلا أن الجبائي خالف أصحابه خصوصاً بقوله‏:‏ يحدث الله تعالى عند قراءة كل قارئ كلاماً لنفسه في محل القراءة وذلك حين ألزم‏:‏ أن الذي يقرؤه القارئ ليس بكلام الله والمسموع منه ليس من كلام الله فالتزم هذا المحال‏:‏ من إثبات أمر غير معقول ولا مسموع وهو إثبات كلامين في محل واحد‏.‏

واتفقا على‏:‏ نفي رؤية الله تعالى في بالأبصار في دار القرار وعلى القول إثبات الفعل للعبد خلقاً وإبداعاً وإضافة الخير الشر والطاعة والمعصية إليه استقلالاً واستبداداً وان الاستطاعة قبل الفل وهي‏:‏ قدرة زائدة على سلامة البنية وصحة الجوارح وأثبتا البنية شرطاً في قيام المعاني التي يشترط في ثبوتها الحياة وأثبتا شريعة عقلية وردا الشريعة النبوية إلى مقدرات الأحكام ومؤقتات الطاعات التي لا يتطرق إليها عقل ولا يهتدي إليها فكر وبمقتضى العقل والحكمة يجب على الحكيم ثواب المطيع وعقاب العاصي إلا أن التأقيت والتخليد فيه يعرف بالسمع‏.‏

والإيمان عندهما اسم مدح وهو عبارة عن خصال الخير التي إذا اجتمعت في شخص سمي بها‏:‏ مؤمناً ومن ارتكب كبيرة فهو في الحال يسمى فاسقاً‏:‏ لا مؤمناً ولا كافراً وإن لم يتب ومات عليها فهو مخلد في النار‏.‏

واتفقا على أن الله تعالى لم يدخر عن عباده شيئا مما علم أنه إذا فعل بهم أتوا بالطاعة والتوبة من الصلاح والأصح واللطف لأنه‏:‏ قادر عالم جواد حكيم‏:‏ لا يضره الإعطاء ولا ينقص من خزائنه المنح ولا يزيد في ملكه الادخار‏.‏

وليس الأصلح هو الألذ بل هو‏:‏ الأعود في العاقبة والأصوب في العاجلة وإن كان ذلك مؤلماً ومكروهاً وذلك‏:‏ كالحجامة والفصد وشرب الأدوية ولا يقال‏:‏ إنه تعالى يقدر على شيء هو أصلح مما فعله بعبده‏.‏

والتكاليف كلها ألطاف وبعثة الأنبياء وشرع الشرائع وتمهيد الأحكام ومما تخالفا فيه‏:‏ أما في صفات الباري تعالى فقال الجبائي‏:‏ الباري تعالى عالم لذاته قادر حي‏.‏

لذاته ومعنى قوله لذاته أي لا يقتضي كونه عالماً صفة هي‏:‏ علم أو حال توجب كونه عالماً‏.‏

وعند أبي هاشم‏:‏ هو عالم لذاته بمعنى أنه ذو حالة هي صفة معلومة وراء كونه ذاتاً موجوداً وإنما تعلم الصفة على الذات لا بانفرادها فأثبت أحوالاً هي صفات‏:‏ لا موجودة ولا معدومة ولا معلومة ولا مجهولة أي‏:‏ هي على حيا لهالا تعرف كذلك بل مع الذات‏.‏

قال والعقل يدرك فرقاً ضرورياً بين معرفة الشيء مطلقاً وبين معرفته على صفة فليس منم عرف الذات عرف كونه عالماً ولا من عرف الجوهر عرف الجوهر عرف كونه متحيزا قابلاً للعرض‏.‏

ولا شك أن الإنسان يدرك اشتراك الموجودات في قضية وافترقتا في قضية وبالضرورة يعلم أن ما اشتركت فيه غير ما افترقت به وهذه القضايا العقلية لا ينكرها عاقل وهي لا ترجع إلى الذات ولا إلى أعراض وراء الذات فإنه يؤدي إلى قيام العرض بالعرض فتعين بالضرورة أنها أحوال فكون العالم عالما حال هي صفة وراء كونه ذاتاً أي المفهوم منها غير المفهوم من الذات وكذلك كونه‏:‏ قادراً حياً‏.‏
ثم أثبت للباري تعالى حالة أخرى أوجبت تلك الأحوال‏.‏

وخالفه والده وسائر منكري الأحوال في ذلك وردوا الاشتراك والافتراق إلى الألفاظ وأسماء الأجناس وقالوا‏:‏ أليست الأحوال تشترك في كونها أحوالاً وتفترق في خصائص كذلك نقول في الصفات وإلا فيؤدي إلى إثبات الحال للحال ويفضي إلى التسلسل‏.‏

بل هي راجعة إما إلى مجرد الألفاظ إذ وضعت في الأصل على وجه يشترك فيها الكثير لا أن مفهومها معنى أو صفة ثابتة في الذات على وجه يشمل أشياء ويشترك فيها الكثير فإن ذلك مستحيل‏.‏

أو يرجع ذلك إلى وجوه واعتبارات عقلية هي المفهومة من قضايا الاشتراك والافتراق وتلك الوجوه‏:‏ كالنسب والإضافات والقرب والبعد وغير ذلك مما لا يعد صفات بالاتفاق‏.‏

وهذا هو اختيار أبي الحسن البصري وأبي الحسن الأشعري‏.‏

ورتبوا على هذه المسألة‏:‏ مسألة أن المعدوم شيء فمن يثبت كونه شيئاً كما نقلنا عن جماعة من المعتزلة فلا يبقى من صفات الثبوت إلا كونه موجوداً فعلى ذلك لا يثبت للقدرة في إيجادها أثراً ما سوى الوجود‏.‏

والوجود على مذهب نفاة الأحوال لا يرجع إلا إلى اللفظ المجرد وعلى مذهب مثبتي الأحوال هو حالة لا توصف بالوجود ولا بالعدم وهذا كما ترى من التناقض والاستحالة ومن نفاة الأحوال من يثبته شيئاً ولا يسميه بصفات الأجناس‏.‏

وعند الجبائي‏:‏ أخص وصف الباري تعالى هو القدم والاشتراك في الأخص يوجب الاشتراك في الأعم‏.‏

وليت شعري‏!‏ كيف يمكن إثباته‏:‏ الاشتراك الافتراق والعموم والخصوص – حقيقة وهو من نفاة الأحوال فأما على مذهب أبي هاشم فلعمري هو مطرد غير أن القدم إذا بحث عن حقيقته واختلفا في كونه سميعاً بصيراً فقال الجبائي‏:‏ معنى كونه سميعاً بصيراً‏:‏ أنه حي لا آفة به‏.‏

وخالفه ابنه وسائر أصحابه‏:‏ أما ابنه فصار إلى أن كونه سميعاً حالة وكزنه بصيراً حالة وكونه بصيراً حالة سوى كونه عالماً لاختلاف‏:‏ القضيتين والمفهومين والمتعلقين والأثرين‏.‏

وقال غيره من أصحابه‏:‏ معناه كونه مدركا للمبصرات مدركاً للمسموعات‏.‏

واختلفا أيضاً في بعض مسائل اللطف فقال الجبائي فيمن يعلم الباري تعالى من حاله أنه لو آمن مع اللطف لكان ثوابه أقل لقلة مشقته ولو أمن بلا لطف لكان ويسوى بينه وبين من المعلوم من حاله أنه لا يفعل الطاعة على كل وجه إلا مع اللطف ويقول‏:‏ إذ لو كلفه مع عدم اللطف لوجب أن يكون مستفسداً حاله غير مزيح لعلته‏.‏

ويخالفه أبو هاشم في بعض المواضع في هذه المسألة قال‏:‏ يحسن منه تعالى أن يكلفه الإيمان على أشق لا وجهين بلا لطف‏.‏

واختلفا في فعل الألم للعوض فقال الجبائي‏:‏ يجوز ذلك ابتداء لأجل العوض والاعتبار جميعاً‏.‏

وتفصيل مذهب الجبائي في الأعواض على وجهين‏:‏

أحدهما أنه يقول‏:‏ يجوز التفضل بمثل الأعواض غير أنه تعالى علم أنه لا ينفعه عوض إلا على ألم متقدم‏.‏

والوجه الثاني‏:‏ أنه إنما يحسن ذلك لأن العوض مستحق والتفضل غير مستحق‏.‏

والثواب عندهم ينفصل عن التفضل بأمرين‏:‏ أحدهما‏:‏ تعظيم وإجلال للمثاب يقترن بالنعيم والثاني‏:‏ قدر زائد على التفضل فلم يجب إذاً إجراء العوض مجرى الثواب لأنه لا يتميز عن التفضل بزيادة مقدار ولا بزيادة صفة‏.‏

وقال ابنه‏:‏ يحسن الابتداء بمثل العوض تفضلاً والعوض منقطع غير دائم‏.‏

وقال الجبائي‏:‏ يجوز أن يقع الانتصاف من الله تعالى للمظلوم من الظالم بأعواض يتفضل بها عليه إذا لم يكن للظالم على الله عوض لشيء ضره به‏.‏

وزعم أبو هاشم‏:‏ أن التفضل لا يقع به نتصاف لأن التفضل ليس يجب عليه فعله‏.‏

وقال الجبائي وابنه‏:‏ لا يجب على الله شيء لعباده في الدنيا إذا لم يكلفهم عقلاً وشرعاً فأما إذا كلفهم‏:‏ فعل الواجب في عقولهم واجتناب القبائح وخلق فيهم الشهوة للقبيح والنفور من الحسن وركب فيهم الأخلاق الذميمة فإنه يجب عليه عند هذا التكليف إكمال العقل ونصب الأدلة والقدرة والاستطاعة وتهيئة الآلة بحيث يكون مزيحاً لعللهم فيما أمرهم‏.‏

ويجب عليه أن يفعل بهم‏:‏ أدعى الأمور إلى فعل ما كلفهم به وأزجر الأشياء لهم عن فعل القبيح الذي نهاهم عنه ولهم في مسائل هذا الباب خبط طويل‏.‏

وأما كلام جميع المعتزلة البغداديين في النبوة والإمامة فيخالف كلام البصريين فإن مكن شيوخهم من يميل إلى الروافض ومنهم من يميل إلى الخوارج‏.‏

والجبائي وأبو هاشم قد وافقا أهل السنة في الإمامة غير أنهم ينكرون الكرامات أصلا للأولياء‏:‏ من الصحابة وغيرهم‏.‏

ويبالغون في عصمة الأنبياء عليهم السلام عن الذنوب‏:‏ كبائرها وصغائرها حتى منع الجبائي القصد إلى الذنب إلا على تأويل‏.‏

والمتأخرون من المعتزلة مثل القاضي عبد الجبار وغيره انتهجوا أدلة الشيوخ واعترض على ذلك بالتزييف والإبطال وافرد عنهم بمسائل‏:‏ منها نفي الحال ومنها نفي المعدوم شيئاً ومنها نفي الألوان أعراضاً ومنها قوله‏:‏ كلها إلى كون الباري تعالى‏:‏ عالماً قادرا مدركاً‏.‏

وله ميل إلى مذهب هشام بن الحكم في أن الأشياء لا تعلم قبل كونها‏.‏

والرجل فلسفي المذهب إلا أنه روج كلامه على المعتزلة في معرض الكلام فراج عليهم لقلة معرفتهم بمسالك المذاهب‏.‏







رد مع اقتباس
قديم 12-16-2013, 08:47 AM رقم المشاركة : 36
معلومات العضو
م .نبيل زبن
المؤسس
 
الصورة الرمزية م .نبيل زبن
إحصائية العضو







 

م .نبيل زبن غير متواجد حالياً

 


افتراضي


17-الهشامية

أصحاب هشام بن عمرو الفوطي‏.‏

ومبالغته في القدر أشد وأكثر من مبالغة أصحابه‏.‏

وكان يمتنع من إطلاق إضافات أفعال إلى الباري تعالى وإن ورد بها التنزيل‏.‏

منها قوله‏:‏ إن الله لا يؤلف بين قلوب المؤمنين بل هم المؤتلفون باختيارهم وقد ورد في التنزيل‏:‏ ‏”‏ ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم ‏”‏‏.‏

ومنها قوله‏:‏ إن الله لا يحبب الإيمان إلى المؤمنين ولا يزينه في قلوبهم وقد قال تعالى‏:‏ ‏”‏ حبب إليكم الإيمان وزينه في قلوبكم ‏”‏‏.‏

ومبالغته في نفي إضافات‏:‏ الطبع والختم والسد وأمثالها – أشد وأصعب وقد ورد بجميعها التنزيل قال الله تعالى‏:‏ ‏”‏ ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم ‏”‏‏.‏

وقال‏:‏ ‏”‏ بل طبع الله عليها بكفرهم ‏”‏‏.‏

وقال‏:‏ ‏”‏ وجعلنا من بين أيديهم سداً ومن خلفهم سداً ‏”‏‏.‏

وليت شعري‏!‏ ما يعتقده الرجل إنكار ألفاظ التنزيل وكونها وحياً من الله تعالى فبكون تصريحاً بالكفر‏!‏ أو إنكار ظواهرها من نسبتها إلى الباري تعال ووجوب تأويلها وذلك عين مذهب أصحابه ومن بدعه في الدلالة على الباري تعالى قوله‏:‏ إن الأعراض لا تدل على كونه خالقاً ولا تصلح الأعراض دلالات بل الأجسام تدل على كونه خالقاً‏.‏

وهذا أيضاً عجب‏.‏

ومن بدعه في الإمامة قوله‏:‏ إنها لا تنعقد في أيام الفتنة واختلاف الناس وإنما يجوز عقدها في حال الاتفاق والسلامة‏.‏

وكذلك أبو بكر الأصم من أصحابه كان يقول‏:‏ الإمامة لا تنعقد إلا بإجماع الأمة عن بكرة أبيهم‏.‏

وإنما أراد بذلك الطعن في إمامة علي – رضي الله عنه إذ كانت البيعة في أيام الفتنة من غير اتفاق من جميع أصحابه إذ بقى في كل طرف طائفة على خلافة‏.‏

ومن بدعه‏:‏ أن الجنة والنار ليستا مخلوقتين الآن إذ لا فائدة في وجودهما وهما جميعاً خاليتان ممن ينتفع ويتضرر بهما وبقيت هذه المسألة منه اعتقاداً للمعتزلة‏.‏

وكان يقول بالموافاة وأن الإيمان هو الذي يوافي الموت‏.‏

وقال‏:‏ من أطاع الله جميع عمره وقد علم الله أنه يأتي بما يحبط أعماله ولو بكبيرة لم يكن مستحقاً للوعد وكذلك على العكس‏.‏

وصاحبه عباد من المعتزلة وكان يمتنع من إطلاق القول بأن الله تعالى خلق الكافر لأن الكافر‏:‏ كفر وإنسان والله تعالى لا يخلق الكفر‏.‏

وقال النبوة جزاء على عمل وإنها باقية ما بقيت الدنيا‏.‏

وحكى الأشعري عن عباد أنه زعم‏:‏ أنه لا يقال‏:‏ إن الله تعالى لم يزل قائلاً ولا غير قائل‏.‏

ووافقه الإسكافي على ذلك‏.‏

قالا‏:‏ ولا يسمى متكلماً‏.‏

وكان الفوطي يقول‏:‏ إن الأشياء قبل كونها‏:‏ معدومة وليست أشياء وهي بعد أن تعدم عن وجود تسمى أشياء‏.‏

ولهذا المعنى كان يمنع القول‏:‏ بأن الله تعالى قد كان لم يزل عالماً بالأشياء قبل كونها فإنها لا تسمى أشياء‏.‏

قال‏:‏ وكان يجوز القتل والغيلة على المخالفين لمذهبه وأخذ أموالهم غصباً وسرقة لاعتقاده كفرهم واستباحة دمائهم وأموالهم‏.‏







رد مع اقتباس
قديم 12-16-2013, 08:50 AM رقم المشاركة : 37
معلومات العضو
م .نبيل زبن
المؤسس
 
الصورة الرمزية م .نبيل زبن
إحصائية العضو







 

م .نبيل زبن غير متواجد حالياً

 


افتراضي


الغالية

هؤلاء هم الذين غالوا في حق أئمتهم حتى أخرجوهم من حدود الخليقية وحكموا فيهم بأحكام الإلهية فربما شبهوا واحداً من الأئمة بالإله و ربما شبهوا الإله بالخلق‏.‏

وهم على طرفي الغلو والتقصير‏.‏

وإنما نشأت شبهاتهم من مذاهب الحلولية ومذاهب التناسخية ومذاهب اليهود والنصارى إذ اليهود شبهت الخالق بالخلق والنصارى شبهت الخلق بالخالق‏.‏

فسرت هذه الشبهات في أذهان الشيعة الغلاة حتى حكمت بأحكام الإلهية في حق بعض الأئمة‏.‏

وكان التشبيه بالأصل والوضع في الشيعة، وإنما عادت إلى بعض أهل السنة بعد ذلك وتمكن الإعتزال فيهم لما رأوا أن ذلك أقرب إلى المعقول وأبعد من التشبيه والحلول‏.‏

وبدع الغلاة محصورة في أربع‏

:‏ التشبيه والبداء والرجعة والتناسخ‏.‏

ولهم ألقاب وبكل بلد لقب‏:‏ فيقال لهم بأصبهان‏:‏ الخرمية والكوذية وبالري‏:‏ المزدكية والسنباذية وبأذربيجان‏:‏ الدقولية وبموضع‏:‏ المحمرة وبما وراء النهر‏:‏ المبيضة‏.‏

وهم أحد عشر صنفاً‏:‏
السبائية أصحاب عبد الله بن سبأ الذي قال لعلي كرم الله وجهه‏:‏ أنت أنت يعني‏:‏ أنت الإله فنفاه إلى المدائن‏.‏

زعموا‏:‏ أنه كان يهودياً فأسلم وكان في اليهودية يقول في يوشع بن نون وصي موسى عليهما السلام مثل ما قال في علي رضي الله عنه‏.‏

وهو أول من أظهر القول بالنص بإمامة علي رضي الله عنه‏.‏

ومنه انشعبت أصناف الغلاة‏.‏

زعم ان علياً حي لم يمت ففيه الجزء الإلهي ولا يجوز أن يستولي عليه وهو الذي يجيء في السحاب والرعد صوته والبرق تبسمه‏:‏ وأنه سينزل إلى الأرض بعد ذلك فيملأ الرض عدلاً كما ملئت جوراً‏.‏

وإنما أظهر ابن سبا هذه المقالة بعد انتقال علي رضي الله عنه واجتمعت عليع جماعة وهو أول فرقة قالت بالتوقف والغيبة والرجعة وقالت بتناسخ الجزء الإلهي في الأئمة بعد علي رضي الله عنه‏.‏

قال‏:‏ وهذا المعنى مما كان يعرفه فيه حين فقأ عين واحد بالحد في الحرم ورفعت القصة إليه‏:‏ ماذا أقول في يد الله فقأت عينا في حرم الله فأطلق عمر اسم الإلهية عليه لما عرف منه ذلك‏.‏

الكاملية أصحاب أبي كاملز أكفر جميع الصحابة بتركها بيعة علي رضي الله عنه‏.‏

وطعن في علي أيضاً بتركه طلب حقه ولم يعذره في القعود قال‏:‏ وكان عليه أن يخرج ويظهر الحق على أنه غلا في حقه‏.‏

وكان يقول‏:‏ الإمامة نور يتناسخ من شخص لى شخص وذلك النور‏:‏ في شخص يكون نبوة وفي شخص يكون إمامة وربما تتناسخ الإمامة فتصير نبوةز وقال بتناسخ الأرواح وقت الموت‏.‏

والغلاة على أصنافها كلهم متفقون على‏:‏ التناسخن والحلول‏.‏

ولقد كان التناسخ مقالة لفرقة في كل ملة تلقوها من‏:‏ المجوس المزدكية والهند البرهمية ومن الفلاسفة والصائبة‏.‏

ومذهبهم‏:‏ أن الله تعالى قائم بكل زمان ناطق بكل لسان ظاهر في كل شخص من أشخاص البشر وذلك بمعنى الحلول‏.‏

وقد يكون الحلول بجزء وقد يكون بكل‏:‏ أما الحلول بجزء فهو كإشراق الشمس في كوة أو كغشراقها على البللور أما الحلول بكل فهو كظهور ملك بشخص أو شيطان بحيوان‏.‏

ومراتب التناسخ أربع‏:‏ النسخ والمسخ والفسخ والرسخ‏.‏

وسيأتي شرح ذلك عند ذكر فرقهم من المجوس على التفصيل‏.‏

وأعلى المراتب‏:‏ مرتبة الملكية أو النبوة وأسفل الوراتب‏:‏ الشيطانية أو الجنية‏.‏

وهذا أبو كامل كان يقول بالتناسخ ظاهراً من غير تفصيل مذهبهم‏.‏

العلبائية أصحاب‏:‏ العلباء بن ذراع الدوسي وقال قوم‏:‏ هو الأسدي‏.‏

وكان يفضل علياً على النبي صلى الله عليه وسلم وزعم أنه الذي بعث محمداً يعني علياً وسماه إلهاً‏.‏

وكان يقول بذم محمد صلى الله عليه وسلم وزعم أنه بعث ليدعو إلى علي فدعا إلى نفسه‏.‏

ويسمون هذه الفرقة‏:‏ الذمية‏.‏

ومنهم من قال بإلهيتهما جميعاً ويقدمون علياً في أحكام إلهية ويسمونهم‏:‏ العينية‏.‏

ومنهم من قال‏:‏ بإلهيتهما جميعاً ويفضلون محمداً في الإلهية ويسمونهم‏:‏ الميمية‏.‏

ومنههم من قال بالإلهية لجملة أشخاص أصحاب الكساء‏:‏ محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين‏.‏

وقالوا خمستهم شيءواحد والروح حالة فيهم بالسوية لا فضل لواحد منهم على الآخر وكرهوا أن يقولوا‏:‏ فاطمة بالتأنيث بل قالوا‏:‏ فاطم بلا هاء وفي ذلك يقول بعض شعرائهم‏:‏ توليت بعد الله في الدين خمسة‏:‏ نبياً وسبطية وشيخلً وفاطماً‏.‏
المغيرية أصحاب‏:‏ المغيرة بن سعيد العجلي‏.‏

ادعى أن الإمامة بعد محمد بن علي بن الحسين في‏:‏ محمد النفس الزكية بن عبد الله ابن الحسن بن الحسن الخارج بالمدينة وزعم أنه حي لم يمت‏.‏

وكان المغيرة مولى لخالد بن عبد الله القسري وادعى الإمامة لنفسه بعد الإمام محمد وبعد ذلك ادعى النبوة لنفسه واستحل المحارم وغلا في حق علي رضي الله عنه غلواً لا يعتقده عاقل‏.‏

وزاد على ذلك قوله بالتشبيه فقال‏:‏ إن الله تعالى صورة وجسم ذو أعضاء على مثال حروف الهجاء وصورته صورة رجل من نور على رأسه تاج من نور وله قلب تنبع منه الحكمة‏.‏

وزعم أن الله تعالى لما أراد خلق العالم تكلم بالأسم الأعظم فطار فوقع على رأسه تاجاً قال‏:‏ وذلك قوله‏:‏ سبح اسم ربك الأعلى الذي خلق فسوى‏.‏

ثم اطلع على أعمال العباد وقد كتبها على كفه فغضب من المعاصي فعرق فاجتمع من عرقه بحران‏:‏ أحدهما مالح والآخر عذب والمالح مظلم والعذب نير‏.‏

ثم اطلع في البحر النير فأبصر ظله فانتزع عين ظله فخلق منها الشمس والقمر كله من البحرين فخلق المؤمنون من البحر النير وخلقالكفار من البحر المظلم وخلق ظلال الناس أول ما خلق وأول ما خلق هو ظل محمدج عليه السلام وظل علي قبل خلق ظلال الكل‏.‏

ثم عرض على السموات والأرض والجبال أن يحملن الأمانة وهي أن يمنعن علي بن أبي طالب من الإمامة فأبين ذلك ثم عرض ذلك على الناس فأمر عمر بن الخطاب أبا بكر أن يتحمل منعه من ذلك وضمن له أن يعينه على الغدر به على شرط أن يجعل الخلافة له من بعده فقبل منه وأقدما على المنع متظاهرين فذلك قوله تعالى‏:‏ ‏”‏ وحملها الإنسان إنه طكان ظلوماً جهولاً‏:‏‏.‏

وزعم أنه نزل في حق عمر قولع تعالى‏:‏ ‏”‏ كمثل الشيطان إذ قال للإنسان اكفر فلما كفر قال إني بريء منك ‏”‏‏.‏

ولما أن قتل المغيرة اختلف أصحابه‏:‏ فمنهم من قال بانتظاره ورجعته ومنهم من قال بانتظار إمامة‏:‏ محمد كما كان يقول بانتظاره‏.‏

وقد قال المغيرة بإمامة أي جعفر محمد بن علي رضي اللع عنهما ثم غلا فيه وقال بإلهيته فتبرأ منه الباقر ولعنه‏.‏

وقد قال المغيرة لأصحابه‏:‏ انتظروه فإنه يرجع وجبريل وميكائيل يبايعانه بين الركن والمقام وزعم‏:‏ أنه يحيي الموتى‏.‏







رد مع اقتباس
قديم 12-16-2013, 08:52 AM رقم المشاركة : 38
معلومات العضو
م .نبيل زبن
المؤسس
 
الصورة الرمزية م .نبيل زبن
إحصائية العضو







 

م .نبيل زبن غير متواجد حالياً

 


افتراضي


19-البشرية

أصحاب بشر بن المعتمر كان من أفضل علماء المعتزلة‏.‏

وهو الذي أحدث القول بالتولد وأفرط فيه‏.‏

وانفرد عن أصحابه بمسائل ست‏:

الأولى منها‏:‏ أنه زعم أن اللون والطعم والرائحة، الإدراكات كلها‏:‏ من السمع والرؤية‏.‏

يجوز أن تحصل متولدة من فعل العبد إذا كانت أسبابها من فعله وإنما أخذ هذا من الطبيعيين إلا أنهم لا يفرقون بين المتولد والمباشر بالقدرة وربما لا يثبتون القدرة على منهاج المتكلمين‏.‏

وقوة الفعل وقوة الانفعال‏:‏ غير القدرة التي يثبتها المتكلم‏.‏

الثانية‏:‏ قوله‏:‏ إن الاستطاعة‏:‏ هي سلامة البنية وصحة الجوارح وتخليتها من الآفات وقال‏:‏ لا أقول يفعل بها في الحالة الأولى ولا في الحالة الثانية لكني أقول‏:‏ الإنسان يفعل والفعل لا يكون إلا‏.‏‏.‏‏.‏

الثالثة‏:‏ قوله‏:‏ إن الله تعالى قادر على تعذيب الطفل ولو فعل ذلك كان ظالما إياه إلا أنه لا يستحسن أن يقال ذلك في حقه بل يقال‏:‏ لو فعل ذلك كان الطفل‏:‏ بالغاً عاقلاً عاصياً بمعصية ارتكبها مستحقاً للعقاب وهذا كلام متناقض‏.‏

الرابعة‏:‏ حكى الكعبي عنه أنه قال‏:‏ إرادة الله تعالى‏:‏ فعل من أفعاله وهي على وجهين‏:‏ صفة ذات وصفة فعل‏:‏ فأما صفة الذات فهي‏:‏ أن الله تعالى لم يزل مريداً لجميع أفعاله ولجميع الطاعات من عباده فإنه حكيم ولا يجوز أن يعلم الحكيم صلاحاً وخيراً ولا يريده‏.‏

وأما صفة الفعل فإن أراد بها فعل نفسه في حال إحداثه فهي خلقه له وهي قبل الخلق لأن ما به يكون الشيء لا يجوز أن يكون معه وإن أراد بها فعل عباده فهي‏:‏ الأمر به‏.‏

الخامسة‏:‏ قال إن عند الله تعالى لطفاً لو أتى به لآمن جميع من في الأرض إيماناً يستحقون عليه الثواب استحقاقهم لو آمنوا من غير وجوده وأكثر منه وليس على الله تعالى أن يفعل ذلك بعباده‏.‏

ولا يجب عليه رعاية الأصلح لأنه لا غاية لما يقدر عليه من الصلاح فما من أصلح إلا وفوقه أصلح وإنما عليه أن يمكن العبد القدرة والاستطاعة ويزيح العلل بالدعوة والرسالة‏.‏

والمفكر قبل ورود السمع يعلم الباري تعالى بالنظر والاستدلال وإذا كان مختارا ًفي فعله فيستغني عن الخاطرين لأن الخاطرين لا يكونان من قبل الله تعالى وإنما هما من قبل الشيطان السادسة‏:‏ قال‏:‏ من تاب عن كبيرة ثم راجعها عاد استحقاقه العقوبة الأولى فإنه قبل توبته بشرط أن لا يعود‏.‏







رد مع اقتباس
قديم 12-16-2013, 08:55 AM رقم المشاركة : 39
معلومات العضو
م .نبيل زبن
المؤسس
 
الصورة الرمزية م .نبيل زبن
إحصائية العضو







 

م .نبيل زبن غير متواجد حالياً

 


افتراضي


20-القدريّة

القدريّون هُم من المُعتزَلة. وقد كان للمعتزلة نحو عشرين مذهبًا، يجمعها أمورٌ عديدة، منها: نَفيها عن اللّه صفاته الأزليّة، وقولها بإنّه ليس له علم ولا قدرة ولا حياة ولا سمع ولا بصر ولا صفة أزليّة. وزادوا على هذا قولهم “إنّ اللّه تعالى لم يكن له في الأزل إسم ولا صفة”.

ومنها قولهم باستحالة رؤية اللّه بالأبصار، وقالوا إنّه لا يرى نفسه ولا يراه غيره واختلفوا فيه، هل هو راء لغيره أم لا، فأجازه قوم منهم وأباه قوم آخرون.

ومنها اتّفاقهم على القول بحدوث كلام اللّه وحدوث أمره ونهيه وخبره. وكلّهم يزعمون أنّ كلام اللّه حادث وأكثرهم يسمّون كلامه مخلوقًا.

ومنها قولهم جميعًا بأن اللّه تعالى غير خالقٍ لأعمال النّاس ولا لشيءٍ من أعمال الحيوانات. وقالوا إن النّاس هم الذين يقدّرون أعمالهم وأنه ليس للّه في أعمالهم ولا في أعمال سائر الحيوانات صنع ولا تقدير. ولأجل هذا القول سمّاهم أهل السنّة قدريّة.

ومنها اتّفاقهم على دعواهم في الفاسق من أمة الإسلام بالمنزلة بين المنزلتين.

ومنها قولهم إنّ كل ما لم يأمر به اللّه تعالى أو ينهى عنه من أعمال العباد لم يشأ اللّه شيئًا منها.

وممّا قاله فيهم العلامة أبو منصور عبد القاهر بن طاهر: “وفيهم من يزعم أن المتولّدات أعراض لا فاعل لها. والكعبي مع سائر المعتزلة زعموا أن اللّه تعالى لم يخلق أعمال العباد، وهي أعراض عند من أثبت الأعراض. فبان غلط الكعبي في هذا الفصل على أصحابه.

«ومنها دعوى إجماع المعتزلة على أن اللّه خلق ما خلق لا من شيء وكيف يصلح إجماعه على ذلك. والكعبي مع سائر المعتزلة، سوى الصلح، يزعمون أن الحوادث كلّها كانت قبل حدوثها أشياء. والعصريّون منهم يزعمون أن الجواهر والأعراض كانت في حال عدمها جواهر وأعراضًا وأشياءً. والواجب على هذا الفصل أن يكون اللّه خلق الشيء من شيء وإنما يصحّ القول بأنّه خلق الشيء لا من شيء على أصول أصحابنا الصّفاتية الذين أنكروا كون المعدوم شيئًا.

«وأما دعوى إجماع المعتزلة على أن العباد يفعلون أفعالهم بالقُدَر التي خلقها اللّه تعالى فيهم فغلط منه عليهم. لأن معمرًا منهم يزعم أن القدرة فعل الجسم القادر بها وليست من فعل اللّه تعالى، والأصمّ ينفي وجود القدرة لأنه ينفي الأعراض كلها. وكذلك دعوى إجماع المعتزلة على أنّ اللّه سبحانه لا يغفر لمُرتكبي الكبائر من توبة منهم، غلط منه عليهم، لأن محمد بن شبيب البصري والصّالحي والخالدي، هؤلاء الثلاثة من شيوخ المعتزلة وهم فقهاء في عقيدة مرتكبي الكبائر قد أجازوا من اللّه تعالى مغفرة ذنوبهم من غير توبة”.

يتبيّن مما مر أن مذهب القدرية يشمل جميع المعتزلة، وهو القول بأن اللّه لا يخلق أفعال الناس، ولكن الناس إنما يعملون أعمالهم بالقُدَر التي خلقها اللّه فيهم. فهُم أحرار فيما يعملون، أي إن اللّه لم يقض على أحد أن يندفع إلى أي عملٍ من الأعمال، بل وكّله إلى نفسه وعقله يتصرّف في أموره على ما يقتضيه ميله. فإن عمل صالحًا أثيب عليه وإن ساء لقي جزاء ما جنته يداه.







رد مع اقتباس
قديم 12-16-2013, 08:58 AM رقم المشاركة : 40
معلومات العضو
م .نبيل زبن
المؤسس
 
الصورة الرمزية م .نبيل زبن
إحصائية العضو







 

م .نبيل زبن غير متواجد حالياً

 


افتراضي


21-النظامية

أصحاب إبراهيم بن سيار بن هانئ النظام قد طالع كثيراً من كتب الفلاسفة وخلط كلامهم بكلام المعتزلة وانفرد عن أصحابه بمسائل‏:‏ الأولى مها‏:‏ أنه زاد على القول بالقدر خيره وشره منا قوله‏:‏ إن الله تعالى لا يوصف بالقدرة على الشرور والمعاصي وليست هي مقدورة للباري تعالى خلافاً لأصحابه فإنهم قضوا بأنه غير قادر عليها لكنه لا يفعلها لأنها قبيحة‏.‏

ومذهب النظام‏:‏ أن القبح إذا كان صفة للقبيح وهو المانع من الإضافة إليه فعلاً ففي تجويزك وقوع القبيح منه قبح أيضاً فيجب أن يكون مانعاً ففاعل العدل لا يوصف بالقدرة على الظلم‏.‏

وزاد أيضاً على هذا الإختباط فقال‏:‏ إنما يقدر على فعل ما يعلم أن فيه صلاحا لعباده ولا يقدر على أن يفعل بعباده في الدنيا ما ليس في صلاحهم هذا في تعلق قدرته بما يتعلق بأمور الدنيا وأما أمور الآخرة فقال‏:‏ لا يوصف الباري تعالى بالقدرة على أن يزيد في عذاب أهل الجنة ولا أن يخرج أحداً من أهل الجنة وليس ذلك مقدوراً له‏.‏

وقد ألزم عليه‏:‏ إن يكون الباري تعالى مطبوعاً مجبوراً على ما يفعله فإن القادر على الحقيقة‏:‏ من يتخير بين الفعل والترك فأجاب‏:‏ إن الذي ألزمتموني في القدرة يلزمكم في الفعل فإن عندكم يستحيل إن يفعله وإن يفعله وإن كان مقدوراً فلا فرق‏.‏

وإنما أخذ هذه المقالة من قدماء الفلاسفة حيث قضوا بأن الجواد لا يجوز أن يدخر شيئا لا يفعله فما أبدعه وأوجده هو المقدور ولو كان في علمه تعالى ومقدوره ما هو أحسن وأكمل مما أبدعه‏:‏ نظاماً وترتيباً وصلاحاً لفعله‏.‏

الثانية‏:‏ قوله في الإرادة‏:‏ إن الباري تعالى ليس موصوفاً بها على الحقيقة فإذا وصف بها شرعاً في أفعاله فالمراد بذلك‏:‏ أنه خالقها ومنشئها على حسب ما علم وإذا وصف بكونه مريداً لأفعال العباد فالمعنى به أنه آمر بها وناه عنها‏.‏

وعنه أخذ الكعبي مذهبه في الإرادة‏.‏

الثالثة‏:‏ قوله‏:‏ إن أفعال العباد كلها حركات فحسب والسكون حركة اعتماد والعلوم والإرادات حركات النفس ز لم يرد بهذه الحركة حركة النقلة وإنما الحركة عنده مبدأ تغير ما كما قالت الفلاسفة‏:‏ من إثبات حركات في الكيف والكم والوضع والأين والمتى إلى أخواتها‏.‏

الرابعة‏:‏ وافقهم أيضاً في قولهم‏:‏ إن الإنسان في الحقيقة هو النفس والروح والبدن آلتها وقالبها‏.‏

غير أنه تقاصر عن إدراك مذهبهم فمال إلى قول الطبيعيين منهم‏:‏ إن الروح جسم لطيف مشابك للبدن مداخل للقالب بأجزائه مداخلة المائية في الورد والهنية في السمسم والمينة في اللبن وقال‏:‏ إن الروح هي التي لها‏:‏ قوة واستطاعة وحياة ومشيئة وهي مستطيعة بنفسها والاستطاعة قبل الفعل‏.‏

الخامسة‏:‏ حكى الكعبي عنه أنه قال‏:‏ إن كل ما جاوز حد القدرة من الفعل فهو من فعل الله تعالى بإيجاب الخلقة أي إن الله تعالى طبع الحجر طبعاً وخلقه خلقة إذا دفعته اندفع وإذا بلغت قوة الدفع مبلغها عاد الحجر إلى مكانه طبعاً‏.‏

وله في الجواهر وأحكامها خبط ومذهب يخالف‏.‏

السادسة‏:‏ وافق الفلاسفة في نفي الجزء الذي لا يتجزأ‏.‏

وأحدث القول بالطفرة لما ألزم مشى نملة على صخرة من طرف إلى طرف أنها قطعت ما لا يتناهى فكيف يقطع ما يتناهى ما لا يتناهى قال‏:‏ تقطع بعضها بالمشي وبعضها بالطفرة وشبه ذلك بحبل شد على خشبة معترضة وسط البئر طوله خمسون ذراعاً علق عليه معلاق فيجر به الحبل المتوسط فإن الدلو يصل إلى رأس البئر وقد قطع مائة ذراع بحبل طوله خمسون ذراعاً في زمان واحد وليس ذلك إلا أن بعض القطع بالطفرة ولم يعلم أن الطفرة قطع مسافة أيضاً موازية لمسافة فالإلزام لا يندفع عنه وإنما الرق بين المشي والطفرة يرجع إلى سرعة الزمان وبطئه‏.‏

السابعة‏:‏ قال‏:‏ إن الجواهر مؤلفة من أعراض اجتمعت ووافق هشام بن الحكم في قوله‏:‏ أن الألوان والطعوم والروائح أجسام فتارة يقضي بكون الأجسام أعراضاً وتارة يقضي بكون الأعراض أجساماً لا غير‏.‏

الثامنة‏:‏ من مذهبه‏:‏ أن الله تعالى خلق الموجودات دفعة واحدة على ما هي عليه الآن‏:‏ معادن ونباتاً وحيواناً وإنساناً ولم يتقدم خلق آدم عليه السلام خلق أولاده غير أن الله تعالى أكمن بعضها في بعض فالتقدم والتأخر إنما يقع في ظهورها من مكامنها دون حدوثها ووجودها‏.‏
وإنما أخذ هذه المقالة من أصحاب الكمون والظهور من الفلاسفة‏.‏

وأكثر ميله – أبداً – إلى تقرير‏.‏

التاسعة‏:‏ قوله في إعجاز القرآن‏:‏ إنه من حيث الإخبار عن الأمور الماضية والآتية ومن جهة صرف الدواعي عن المعارضة ومنع العرب عن الاهتمام به جبراً وتعجيزاً حتى لو خلاهم لكانوا قادرين على أن يأتوا بسورة من مثله‏:‏ بلاغة وفصاحة ونظماً‏.‏

العاشرة‏:‏ قوله في الإجماع‏:‏ إنه ليس بحجة في الشرع وكذلك القياس في الأحكام الشرعية لا يجوز أن يكون حجة وإنما الحجة في قول الإمام المعصوم‏.‏

الحادية عشرة‏:‏ ميله إلى الرفض ووقيعته في كبار الصحابة قال‏:‏ أولاً‏:‏ لا إمامة إلا بالنص والتعيين ظاهراً أو مكشوفاً وقد نص النبي صلى الله عليه وسلم على علي رضي الله عنه في مواضع وأظهره إظهاراً لم يشتبه على الجماعة إلا أن عمر كتم ذلك وهو الذي تولى بيعة أبي بكر يوم السقيفة‏.‏

ونسبه إلى الشك يوم الحديبية في سؤاله الرسول عليه السلام حين قال‏:‏ ألسنا على الحق أليسوا على الباطل قال‏:‏ نعم قال عمر‏:‏ فلم نعطي الدنية في ديننا قال‏:‏ هذا شك وتردد في الدين ووجدان حرج في النفس مما قضى وحكم‏.‏

وزاد في الفرية فقال‏:‏ إن عمر ضرب بطن فاطمة يوم البيعة حتى ألقت الجنين من بطنها وكان يصيح‏:‏ أحرقوا دارها بمن فيها وما كان في الدار غير علي وفاطمة والحسن والحسين‏.‏

وقال‏:‏ تغريبه نصر بن لحجاج من المدينة إلى البصرة وإبداعه التراويح ونهيه عن متعة الحج ومصادرته العمال‏.‏

كل ذلك أحداث‏.‏

ثم وقع في أمير المؤمنين عثمان وذكر أحداثه‏:‏ من رده الحكيم بن أمية إلى المدينة وهو طريد رسول الله عليه السلام ونفيه أبا ذر إلى الربذة وهو صديق رسول الله وتقليده الوليد بن عقبه الكوفة وهو من أفسد الناس ومعاوية الشام وعبد الله بن عامر البصرة وتزويجه مروان بن الحكم ابنته وهم أفسدوا عليه أمره وضربه عبد الله بن مسعود على إحضار المصحف وعلى القول الذي شاقه به‏.‏

كل ذلك أحداثه‏.‏

ثم زاد على خزيه ذلك بأن عاب علياً وعبد الله بن مسعود لقولهما‏:‏ أقول فيها برأيي وكذب ابن مسعود في روايته‏:‏ السعيد من سعد في بطن أمه والشقي من شقي في بطن أمه وفي روايته‏:‏ انشقاق القمر وفي تشبيهه الجن بالزط وقد أنكر الجن رأساً‏.‏

إلى غير ذلك من الوقيعة الفاحشة في لصحابة رضي الله عنهم أجمعين‏.‏

الثانية عشرة‏:‏ قوله في المفكر قبل ورود السمع‏:‏ أنه إذا كان عاقلاً متمكناً من النظر يجب عليه تحصيل معرفة الباري تعالى بالنظر والاستدلال‏.‏

وقال بتحسين العقل وتقبيحه في جميع ما يتصرف فيه من أفعاله‏.‏

وقال‏:‏ لا بد من خاطرين أحدهما يأمر بالإقدام والآخر بالكف ليصح الاختيار‏.‏

الثالثة عشرة‏:‏ قد تكلم في مسائل العد والوعيد‏.‏

وزعم أن من خان في مائة وتسعين درهماً بالسرقة أو الظلم لم يفسق بذلك حتى تبلغ خيانته نصاب الزكاة وهو مائتا درهم فصاعداً فحينئذ يفسق وكذلك في سائر نصب الزكاة وقال في المعاد‏:‏ إن الفضل على الأطفال كالفضل على البهائم‏.‏

ووافقه الأسواري في جميع ما ذهب إليه وزاد عليه بأن قال‏:‏ إن الله تعالى لا يوصف بالقدرة على ما علم أنه لا يفعله ولا على ما أخبر أنه لا يفعله‏:‏ مع أن الإنسان قادر على ذلك لأن قدرة العبد صالحة للضد ين ومن المعلوم أن أحد الضد ين واقع في المعلوم أنه سيوجد دون الثاني‏.‏

والخطاب لا ينقطع عن أبي لهب وإن أخبر الرب تعالى بأنه‏:‏ سيصلى ناراً ذات لهب‏.‏

ووافقه أبو جعفر الإسكافي وأصحابه من المعتزلة‏.‏

وزاد عليه بأن قال‏:‏ إن الله تعالى لا يقدر على ظلم العقلاء وإنما يوصف بالقدرة على ظلم الأطفال والمجانين‏.‏

وكذلك الجعفران‏:‏ جعفر بن مبشر وجعفر بن حرب وافقاه وما زادا عليه إلا أن جعفر بن مبشر قال‏:‏ في فساق الأمة من هو شر من الزنادقة والمجوس وزعم أن إجماع الصحابة على حد شارب الخمر كان خطأ إذ المعتبر في الحدود‏:‏ النص والتوقيف‏.‏

وزعم أن سارق الحبة الواحدة فاسق منخلع عن الإيمان‏.‏

وكان محمد بن شبيب وأبو شمر وموسى بن عمران‏:‏ من أصحاب النظام إلا أنهم خالفوه في الوعيد وفي المنزلة بين المنزلتين‏:‏ وقالوا‏:‏ صاحب الكبيرة لا يخرج من الإيمان بمجرد ارتكاب الكبيرة‏.‏

وكان ابن مبشر يقول في الوعيد‏:‏ إن استحقاق العقاب والخلود في النار بالفكر يعرف قبل ورود السمع‏.‏

وسائر أصحابه يقولون‏:‏ التخليد لا يعرف إلا بالسمع‏.‏

ومن أصحاب النظام‏:‏ الفضل الحدثي وأحمد بن خابط‏.‏

قال الرواندي‏:‏ إنهما كانا يزعمان أن للخلق خالقين‏:‏ أحدهما قديم وهو الباري تعالى والثاني محدث وهو المسيح عليه السلام لقوله إذ تخلق من الطين كهيئة الطير ‏”‏‏.‏







رد مع اقتباس
إضافة رد

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:13 PM بتوقيت عمان

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. Designed & TranZ By Almuhajir
[ Crystal ® MmS & SmS - 3.6 By L I V R Z ]
mess by mess ©2009