رسوم القلم الرصاص : -
دراسة لأمرأة جالسة بالخمار _ وليام بيرجواه _ القرن الـ19
إستخدم قلم رصاص فيما بعد عصر النهضة في الرسم حيث كان شائع الاستعمال بكثرة في أوائل القرن السابع عشر حينما أستخدمه فنانو هولندا كأساس لرسومهم بالألوان المائية، كما أستخدمه فنانو إنجلترا أيضاً في صورهم الدقيقة، وقد إنتشر استخدام القلم الرصاص لفترة طويلة قبل البدء بالتلوين بالألوان المائية، وقد أصبح استخدامه في القرن التاسع عشر وسيلة أساسية واضحة في الرسم. والرصاص خامة معروفة جيداً حتى لغير الفنانين، وهو من جمال الخط ونقاءه بحيث يدرب العين واليد على دقة الملاحظة، وهو من الوفرة والتنوع بين الصلب والطرى ويمتاز بتنوع درجاته من الرمادي حتى يقترب من الأسود، والرسوم المنفذة بالرصاص لا تضاهيها في الدقة إلا الأقلام ذات السن الفضي. والجرافيت هي المادة الداكنة التي توجد في قلب قلم الرصاص وتكون مكسوة بالخشب، ومثلها مثل الفحم فهي مادة مخلقة صناعيا، وتتحدد درجة صلابة الجرافيت بكمية المادة المتماسكة التي تضاف إلى مسحوق الجرافيت أثناء التصنيع* فكلما زادت هذه المادة زادت صلابة الجرافيت.
ويتميز القلم الرصاص بالمدى الهائل من التأثيرات البصرية التي يمكن للفنان التعبير عنها بواسطته.. فباستخدام القلم الرصاص، والضغط المطرد، يمكن الحصول على خط، يسجل بحساسية أدق الإختلافات تنوعا، للتوتر العضلي، أثناء تحريك اليد، أما باستخدامه بزاوية حادة على الورق، فإن المساحة التي يتركها القلم من الفحم على الورق تصبح أوسع، ومن هنا فإن التنوع في السمك سيصبح أكثر وضوحا، وسيتوقف التنوع هنا ليس فقط على التوترات العضلية، بل وأيضاً على النوعية الملمسية للورق، كما أن هناك طرق لاستعمال الخطوط في مجموعة مختلفة، تحدث تأثيرات ملمسية للإيحاءبدرجة لونية معينة، ومن هذه الطرق التهشير المتوازي ومن مميزات هذا الأسلوب فعاليته في إبراز الدرجة اللونية، والطريقة الثانية هي التهشير المتقاطع.
تتعد أنواع قلم الرصاص ،وعددها إثنى عشر نوعاَ وهي :
H1 - H2 - H3 - H4 - H5
B1 - B2 - B3 - B4 - B5
HB - HB2
و تشير تلك الرموز التي تكون مطبوعة مؤخرة القلم على نوعه، حيث يشير الحرف H إلى درجة الصلابة (خط رمادي)، والحرف B إلى درجة الليونة (خط أسود).
رسوم الفحم : -
تعتبر خامة الفحم من وسائل الرسم المثالية – رغم أصولها البسيطة – نظراً لسهولة التطبيق والاستخدام والإضافة والحذف، فالفحم من أفضل الخامات التي تناسب الرسم، ويتوفر الفحم في صور متعددة ما بين الخشن والناعم والصلب والأقل صلابة، ويتواجد فيه نوعان (الفحم النباتي) و(الفحم الصناعي) ويتميز الفحم الصناعي بثبات شكل قطعة الفحم عكس الطبيعي الذي تتغير فيه شكلها تبعاً لشكل النبات الأصلي، بالإضافة إلى أن الفحم الصناعي تتنوع فيه القطع من حيث درجة الصلابة والفحم الأقل صلابة يتميز بسواد خطوطه عن الفحم الصلب. ومما يجعل الفحم الطبيعي وسيلة جيدة للرسم هو تنوع الخط ودرجات الظلال التي ينتجه* كذلك السهولة التي يمكن استخدامه بها لإظهار تفاصيل الرسم* بالإضافة إلى إمكانية استخدام الممحاة بسهولة والتي يتفوق فيها على الفحم الصناعي، ويمكن تثبيته عن طريق استخدام أنواع من المواد المثبتة (قد يغير المثبت من الدرجات).
الطباشير : -
هي خامة شبيهة بالفحم حيث يتم معالجتها ببعض الأصباغ والصمغ، وألوان الطباشير التي كانت تستخدم في الماضي هي الأسودوالأحمروالأبيض. فأقلام (الكونتى) التي تعتبر نوع من أنواع الطباشير الأسود المصنعة على هيئة متفاوتة السمك، تستخدم بنجاح للحصول على نتائج دقيقة أكثر من الفحم أو الطباشير الأحمر، نظراً للخصائص الدقيقة للخط الناتج عنها، كما أن الدرجات المختلفة التي يمكن الحصول عليها عند تنفيذ الظل والضوء يجعل من الصعب التفريق بينهما وبين الفحم، وهى أكثر دقة ونعومة في خطوطها. أما الطباشير الأحمر :- فيشترك مع الفحم في إمكانية الحصول على تدرجات لونية من خلال معالجة الرسم بالأنامل أو اللباد كما في حالة الفحم* وهى تتيح للفنان قدراً من الحرية من خلال إمكانية التعديل، وتختلف عن الفحم في حاجته للتثبيت أكثر، وعلى الرغم من ذلك فالطباشير الأحمر يعد من الوسائل الممتازة في الرسوم التحضيرية* كما يمكن معالجته أيضاً بمحلول مائي للصمغ العربي باستخدام الفرشاة للحصول على درجات إضافية من الظلال، ويمكن أيضاً استخدام الطباشير الأسود إلى جواره أو الزنك كحبر مخفف وكذلك أقلام الفضة. أما الطباشير الأبيض فيستخدم عادة مع الورق الملون أومع الرسوم الغامقة للحصول على درجات متوسطة من الظلال، أو لعمل المساحات المشرقة في الرسم، وعادة يستخدم لمعالجة تدرج الظلال في الأشكال حيث يتيح للفنان عمل دراسة سريعة لتفاوت الضوء والظل دون أن يفقد تفاصيل كثيرة* وقد ساد استعمال الطباشير بكثرة في أوروبا، وخصوصاً في عصر النهضة، كأداة تشبع رغبة الفنانين المتزايدة في الحصول في رسومهم على التأثيرات الملمسية وتحقيق التعبير عن القيم الفنية وعن التجسيم.