الحياة الخفية للأشجار.. بماذا تشعر وكيف تتواصل؟
وسط السكون العميق لغابة في الشتاء، حيث لا صوت إلا الأقدام تخطو على سجادة الورق الذابل على الأرض، وجد بيتر هوليبين ضالته: زوج من شجر الزان شاهق الارتفاع. رافعاً نظره تجاه الفروع الخاوية من الأوراق المتجه إلى سماء الغابة الرمادية، قال بيتر: "هاتان الشجرتان تربطهما علاقة صداقة قوية، انظر كيف تبعد كل منهما فروعها السميكة عن الأخرى؟ فهما لا تريدان أن تحجبا ضوء الشمس عن جذوع بعضهما بعضاً".
وقبل أن ينتقل ليرينا شجرة زان أخرى تقدم بها العمر، ليثبت لنا أن الشجر أيضاً يفقد قوته وينحني بمرور الزمن، قال: "هناك بعض الأشجار التي ترتبط ببعضها اً شديداً، وتتعانق جذورها، لدرجةِ إن ماتت إحداهما، تموت الأخرى"، بحسب تقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز الأميركية.
السيد هوليبين، في الحادية والخمسين من العمر، يبدو في وقفته الصلبة وزيه الأخضر الفاتح كما لو كان إحدى شجرات الزان التي يرعاها. إلا أنه اشتهر مؤخراً ككاتب في ألمانيا، وهي البلد الذي لعبت الغابة فيه دوراً قوياً وبارزاً في تشكيل الوعي والثقافة في مجالات عدة مثل الحكايات الخيالية، الأيديولوجية النازية، فلسفة القرن العشرين وميلاد الحركة البيئية الحديثة.