2-شهداء ثورة البراق ( عطا الزير* محمد جمجوم* فؤاد حجازي )
ثورة البراق
ثورة البراق هي الاسم التي أطلقه الفلسطينيون على اشتباكات عنيفة اندلعت في مدينة القدس في 9 أغسطس 1929، أيام الانتداب البريطاني على فلسطين.
حائط البراق لابد انك سمعت به.. ام انك سمعت بحائط المبكى؟!!
حائط البراق جزء من الحائط الذي يحد المسجد الأقصى المبارك من الغرب.. والذي يدعي اليهود انه جزء من هيكلهم اللاموجود. انظر الصورة*
هذا الحائط له قصة وله حكاية مع المسلمين قبل 77 عاما تعرف بـ "ثورة البراق" ..
قصة تثبت حبهم وتفانيهم وتضحيتهم من أجل الأقصى... كونوا معنا!
القصة جرت أثناء الاحتلال البريطاني للقدس والذي بدأ عام 1917م، حيث زادت مطالب اليهود في الحائط الذي كان المسلمون قد سمحوا لهم بزيارته منذ العهد العثماني، ليتخذوه موضعا للبكاء على أطلال ملكهم الزائل، ثم ليسعوا علانية لتحويله إلى ما يشبه كنيس يهودي، وذلك في خطوة مثلت تمهيدا لاستيلائهم الكامل على الحائط (والذي تم بالفعل منذ احتلالهم القدس عام 1967 وللآن)!
ففي 15 آب أغسطس من عام 1929م، ومع احتفالاتهم بما يسمى "ذكرى تدمير الهيكل"، نظم اليهود مظاهرات ضخمة في القدس، وهتفوا "الحائط حائطنا" واتجهوا إلى حائط البراق حيث قاموا بتركيز أدوات العبادة الخاصة بهم قربه، ورفعوا العلم الصهيوني، وأنشدوا نشيدهم الوطني، وشتم خطباؤهم رسول الله صلى الله عليه وسلم والإسلام والمسلمين.
وفي اليوم التالي كانت بداية شرارة ثورة البراق حيث قام المسلمون بمظاهرة مضادة من المسجد الأقصى واتجهوا إلى حائط البراق، وهناك استمعوا إلى خطبة من الشيخ حسن أبو السعود، تبين الأخطار التي تتهدد المقدسات الإسلامية ،ثم حطموا منضدة لليهود أمام الحائط وأخرجوا من فجواته الأوراق التي وضعها الأخيرون فيها. وحدث شجار بين الجانبين في اليوم التالي، ثم وقعت صدامات واسعة بعد صلاة الجمعة 23 أغسطس في القدس بعد أن اندفعت جموع الفلسطينيين من المدن والقرى المجاورة إلى المدينة لأداء الصلاة في المسجد الأقصى، وحماية البراق.
ولم تكد أخبار هذه الصدامات تصل إلى الناس حتى عمت المظاهرات والصدامات جميع أنحاء فلسطين، واستمرت بشكل عنيف أسبوعا كاملا، وهاجم الشبان الفلسطينيون المستعمرات الصهيونية ومراكز الشرطة البريطانية، وتمكنوا من تدمير ست مستعمرات تدميرا كاملا.
وكان مما صعد أوار الثورة التي شملت معظم مدن فلسطين، مهاجهة اليهود لمسجد عكاشة القديم في القدس، وتدنيسه، وكذلك التدخل السافر للقوات البريطانية ضد العرب ولم تستطع السلطات البريطانية الإمساك بزمام الأمور إلا في 28 أغسطس عندما اكتملت التعزيزات العسكرية.
قتل في أحداث هذه الثورة 133 صهيونيا، واستشهد 116 فلسطينيا معظمهم على يد الشرطة والجيش البريطاني، وكانت الإصابات بين البريطانيين نادرة لأن الثورة كانت موجهة ضد اليهود فقط. وساقت السلطات البريطانية 1300 شخص منهم 90% من الفلسطينيين إلى المحاكمة، وبينما أفرجت عن معظم اليهود، نفذت أحكاما بالإعدام على ثلاثة من العرب هم الشهداء:" محمد جمجوم، وفؤاد حجازي، وعطا الزير".
وكان استشهادهم في 17 يونيو 1930 يوما مشهودا في تاريخ فلسطين عرف بالثلاثاء الحمراء حيث أبدى الثلاثة ضروبا من الشجاعة والثبات عند التقدم إلى حبل المشنقة، وطلب الزير وجمجوم حناء ليخضبوا أيديهما، وهي عادة عربية في منطقتهما للدلالة على الاغتباط بالموت، وأنشدوا وأنشد أهل فلسطين معهم:
يا ظلام السجن خيم *** إننا نهوى الظلاما
ليس بعد الليل إلا *** نور فجر يتسامى
الشهيد فؤاد حجازي
(1904-1930)
أول الشهداء الثلاثة الذين أعدمتهم سلطات الانتداب البريطاني في سجن عكا عقب ثورة البراق وأصغرهم سنا.
ولد في مدينة صفد وتلقى فيها دراسته الابتدائية ثم الثانوية في الكلية الاسكتلندية، وأتم دراسته الجامعية في الجامعة الأمريكي
ببيروت. عرف منذ صغره بشجاعته وجرأته وحبه لوطنه واندفاعه من أجل درء الخطر الصهيوني عنه. وشارك مشاركة فعالة في مدينته في الثورة التي أعقبت أحداث البراق سنة 1929 وقتل وجرح فيها مئات الأشخاص، أصدرت حكومة الانتداب حكما بإعدام 26 شخصا عربيا من المشاركين فيها ثم استبدلت به حكم السجن المؤبد على 23 شخصا وأكدت الحكم بإعدام الثلاثة الآخرين وهم فؤاد حسن حجازي، وعطا الزير، ومحمد جمجوم.
وحددت يوم 17/ 6/ 1930 موعداً لتنفيذ الأحكام على الرغم من الاستنكارات والاحتجاجات العربية. وقد خلد الشاعر الفلسطيني إبراهيم طوقان في قصيدته الشهداء الثلاثة (الثلاثاء الحمراء).
الشهيد محمد خليل جمجوم
(1902-1930)
هو واحد من الشهداء الثلاثة الاوائل الذين أعدمتهم سلطات الانتداب البريطانية سنة 1929 عقب ثورة البراق.
ولد في مدينة الخليل وتلقى دراسته الابتدائية فيها. وعندما خرج للحياة عرف بمقاومته للمحتلين وللصهيونيون فكان يتقدم المظاهرات التي تقوم في أرجاء مدينة الخليل احتجاجا على شراء أراضي العرب أو اغتصابها.
وبعد أن شملت ثورة البراق (1929) عددا كبيرا من المدن والقرى في مقدمتها يافا وحيفا وصفد بالإضافة إلى القدس، كان لا بد من الصدام بين عرب مدينة الخليل والصهاينة، حيث قاد المظاهرات هناك.
قبضت السلطات البريطانية على عدد من العرب في مقدمتهم محمد خليل جمجوم وعطا الزير وفؤاد حجازي وأصدرت أحكاما بإعدام 26عربيا ثم استبدلت بالإعدام السجن المؤبد لثلاثة وعشرين منهم وأبقت حكم الإعدام على هؤلاء الأبطال الثلاثة وحددت يوم الثلاثاء 1930/6/17موعدا لتنفيذه في سجن عكا، ولم تستجب هذه السلطات للمطالية بتخفيض حكم الإعدام عليهم إلى السجن المؤبد.
وعندما أبلغهم الجلاد موعد تنفيذ الحكم بدأ محمد جمجوم ورفيقاه بإنشاد نشيد: "يا ظلام السجن خيم"، ثم استقبلوا زائريهم قبل إعدامهم بساعة وأخذوا بتعزيتهم وتشجيعهم وهم وقوف بملابس السجن الحمراء. وفي الساعة التاسعة من يوم الثلاثاء 1930/6/17 نفذ حكم الإعدام شنقا بالشهيد محمد جمجوم، وكان ثاني القافلة الثلاثية رغم أنه كان مقررا أن يكون ثالثهما فقد حطم قيده وزاحم رفيقه عطا الزير على الدور الثاني حتى فاز ببغيته.
الشهيد عطا الزير
واحد من الشهداء الثلاثة الأوائل الذين أعدمتهم سلطات الانتداب البريطاني في سجن عكا عقب ثورة البراق.
ولد في مدينة الخليل، وألم بالقراءة والكتابة إلماما قليلا، وكان يقرض الشعر أحيانا.
عمل في عدة مهن يدوية، واشتغل في الزراعة، وعرف عنه منذ الصغر جرأته وقوته الجسمانية، واشترك في المظاهرات التي شهدتها مدينة الخليل احتجاجا على هجرة الصهيونيين إلى فلسطين، ولا سيما إلى مدينة الخليل. وفي ثورة البراق عام 1929 هب عطا الزير مع غيره من سكان الخليل مدافعا عن أهله ووطنه ، بكل ما لديه من قوة. وشهدت مدن فلسطين صداما داميا بين العرب والصهاينة وفي الخليل نفسها قتل ستون صهيونيا وجرح أكثر من خمسين.
ألقت سلطات الانتداب القبض على عدد كبير من العرب، وحكمت على 26 منهم بالإعدام، ثم أبدلت الإعدام سجنا مؤبدا لثلاثة وعشرين منهم، بينما أبقته على عطا الزير ومحمد جمجوم وفؤاد حجازي الذين نقلوا إلى سجن عكا.
وفي يوم الثلاثاء 17/ 6/ 1930 اليوم الذي حدد لتنفيذ حكم الإعدام استقبل الشهداء زائريهم بملابس الإعدام الحمراء قبل التنفيذ بساعة، ثم طلب عطا الزير حناء ليخضب بها يديه على عادة أهل الخليل في أعراسهم وأفراحهم، وقد طلب زميله ورفيقه محمد جمجوم أن يشنق قبله، وفاز بأمنيته. وعندما قاده جلاده إلى منصة الإعدام طلب أن تفك قيوده لأنه لا يخشى الموت، فرفض طلبه، وعندها حطم عطا الزير السلاسل بقوة عضلاته، وتقدم نحو المشنقة رافع رأسه مبتسم المحيا.
ليلة الإعدام
تدخلت حكومة الانتداب البريطاني لأنهاء ثورة البراق فاعتقلت عدداً كبيراً من الفلسطينيين وأصدرت حكماً بإعدام 26 فلسطينياً من المشاركين فيها (11 من الخليل و14 من صفد وواحد من يافا).
ثم استبدلت أحكام الإعدام إلى السجن المؤبد على (23) شخصاً وأقرت حكم الإعدام على فؤاد حسن حجازي وعطا الزير ومحمد جمجوم.
وحددت المحكمة يوم (17/6/1930) موعداً لتنفيذ الأحكام بالرغم من الاستنكارات والاحتجاجات العربية.
وقد أمضى الشهداء الثلاثة ليلتهم الأخيرة ينشدون "يا ظلام السجن خيم"، وقبيل تنفيذ الإعدام بساعة سمح لهم بمقابلة زائريهم وهم وقوف بألبسة الإعدام الحمراء ينتظرون ساعتهم الأخيرة.
كانت ثغور الشهداء باسمة ونفوسهم مطمئنة وشجاعتهم فائقة، وكانوا هم الذين يتولون تعزية وتشجيع الزائرين بدل أن يعزيهم هؤلاء ويشجعوهم ، وكان الشهيد فؤاد يقول لزائريه: "إذا كان إعدامنا نحن الثلاثة يزعزع شيئاً من كابوس الانكليز عن الأمة العربية الكريمة، فليحل الإعدام في عشرات الألوف مثلنا لكي يزول هذا الكابوس عنا تماماً".
[]أول الشهداء فؤاد حجازي[/]
تؤكد الدراسات التاريخية أن فؤاد حجازي أول الشهداء الثلاثة الذين أعدمتهم سلطات الانتداب البريطاني في سجن عكا عقب ثورة البراق، وأصغرهم سناً.
وكتب فؤاد حجازي وصيته والتي قال في ختامها:" إن يوم شنقي يجب أن يكون يوم سرور وابتهاج، وكذلك يجب إقامة الفرح والسرور في يوم 17 حزيران من كل سنة، إن هذا اليوم يجب أن يكون يوماً تاريخياً تلقى فيه الخطب وتنشد الأناشيد على ذكرى دمائنا المراقة في سبيل فلسطين والقضية العربية".
أعدم فؤاد حجازي في تمام الساعة الثامنة صباحاً
[]ثاني الشهداء محمد جمجوم[/]
]
وقد سمح له ولرفيقيه أن يكتب رسالة في اليوم السابق لموعد الأعدام وقد جاء في رسالتهم:
"الآن ونحن على أبواب الأبدية، مقدمين أرواحنا فداء للوطن المقدس، لفلسطين العزيزة، نتوجه بالرجاء إلى جميع الفلسطينيين، الا تُنسى دماؤنا المهراقة وأرواحنا التي سترفرف في سماء هذه البلاد المحبوبة وأن نتذكر اننا قدمنا عن طيبة خاطر، أنفسنا وجماجمنا لتكون أساسا لبناء استقلال أمتنا وحريتها وأن تبقى الأمة مثابرة على اتحادها وجهادها في سبيل خلاص فلسطين من الأعداء. وان تحتفظ بأراضيها فلا تبيع للاعداء منها شبرا واحدا، والا تهون عزيمتها وان لا يضعفها التهديد والوعيد، وان تكافح حتى تنال الظفر. ولنا في آخر حياتنا رجاء إلى ملوك وامراء العرب والمسلمين في انحاء المعمورة، الا يثقوا بالاجانب وسياستهم وليعلموا ما قال الشاعر بهذا المعنى: "ويروغ منك كما يروغ الثعلب". وعلى العرب في كل البلدان العربية والمسلمين ان ينقذوا فلسطين مما هي فيه الآن من الآلام وأن يساعدوها بكل قواهم. وأما رجالنا فلهم منا الامتنان العظيم على ما قاموا به نحونا ونحو أمتنا وبلادهم فنرجوهم الثبات والمتابعة حتى تنال غايتنا الوطنية الكبرى. واما عائلاتنا فقد اودعناها إلى الله والأمة التي نعتقد انها لن تنساها. والآن بعد ان رأينا من أمتنا وبلادنا وبني قومنا هذه الروح الوطنية وهذا الحماس القومي، فاننا نستقبل الموت بالسرور والفرح الكاملين ونضع حبلة الأرجوحة، مرجوحة الأبطال بأعناقنا عن طيب خاطر فداء لك يا فلسطين، وختاما نرجو أن تكتبوا على قبورنا: "إلى الامة العربية الاستقلال التام أو الموت الزؤام وباسم العرب نحيا وباسم العرب نموت".
في تمام الساعة التاسعة نفذ حكم الإعدام شنقاً بالشهيد محمد. وكان ثاني القافلة الثلاثية رغم أنه كان مقرراً أن يكون ثالثها، فقد حطم قيده وزاحم رفيقه عطا الزير على الدور الثاني حتى فاز ببيعه.
وقال محمد عند تنفيذ الحكم: " نحمد الله على أننا نحن الذين لا أهمية لنا نذهب فداء للوطن، لا أولئك الرجال الذي يستفيد الوطن من جهودهم وخدماتهم
ثالث الشهداء عطا الزير
][
وقبل تنفيذ الإعدام طلب عطا الزير حناء ليخضب بها يديه على عادة أهل الخليل في أعراسهم وأفراحهم، وقد طلب رفيقه محمد جمجوم أن يشنق قبله، وفاز بأمنيته، وعندما قاده جلاده إلى منصة الإعدام طلب أن تفك قيوده لأنه لا يخشى الموت، فرفض طلبه وعندها حطم سلاسل قيده بقوة عضلاته وتقدم نحو المشنقة رافع الرأس مبتسم المحيى
أبطال ثورة البراق: عطا الزير* محمد جمجوم* فؤاد حجازي* أعدموا في سجن عكا في 17/6/1930)
كانوا ثلاثة رجال تسابقوا ع الموت
أقدامهم عليت فوق رقبة الجلاد
وصاروا مثل يا خال طول وعرض لبلاد
يا عين…..
نهوى ظلام السجن يا أرض كرمالك
يا أرض يومٍ تندهي بتبين رجالك
يوم الثلاثا وثلاثة يا أرض ناطرين
من اللي يسبق يقدم روحه من شانك
يا عين….
من سجن عكا وطلعت جنازة
محمد جمجوم وفؤاد حجازي
جازي عليهم يا شعبي جازي
المندوب السامي وربعه وعمومه
محمد جمجوم ومع عطا الزيرِ
فؤاد الحجازي عز الدخيرة
أنظر المقدم والتقاديري
باحكام الظالم تيعدمونا
ويقول محمد أن أولكم
خوفي يا عطا أشرب حصرتكم
ويقول حجازي أنا أولكم
ما نهاب الردى ولا المنونا
أمي الحنونة بالصوت تنادي
ضاقت عليها كل البلادي
نادوا فؤادِ مهجة فؤادي
قبل نتفرق تيودعونا
بنده ع عطا من ورا البابِ
بكرة بنستنظر منو الجوابِ
عطا يا عطا زين الشبابِ
يهجم عالعسكر ولا يهابون
خيي يا يوسف وصاتك أمي
أوعي يا أختي بعدي تنهمي
لاجل هالوطن ضحيت بدمي
كُلو لعيونك يا فلسطينا
ثلاثة ماتوا موت الأسودِ
جودي يا أمة بالعطا جودي
علشان هالوطن بالروح نجودي
لاجل حريته بعلقونا
نادى المنادي يا ناس إضرابِ
يوم الثلاثا شنق الشبابِ
أهل الشجاعة عطا وفؤادِ
ما يهابوا الردى ولا المنونا