يا طـالـب المـجــد فـي عجــور مــورده =عـــذب مـعـيــن يـروّي غــلــة فـيـنـــــا=شــــم الأنــــــوف أبــاة دام عـــزهــــــم =هـــم الأوائــل إن نــادى مـنــاديــــــنــــا=تـفـوح يـا بـاقـة الأزهـــار فـي وطـنــي =فــوح الأريـــج ونـفـح الطيــب يغـريـنـا كلمة الإدارة


مبارك .........مبارك لعجور ومنتديات عجور       »     عجور التاريخ و الحضارة - الحلقة الثانية       »     سجل الوفيات لعجور ١٣٢٠هـ -١٣٣٠هـ ١٩٠٢م - ١٩١١م       »     عجور التاريخ و الحضارة       »     ميزانية قرية عجور - 1939       »     عجور - وقوعات الزواج 1915م       »     عهد عشائر عجور بالحفاظ على اراضي عجور المشاع و عدم بيعها لل       »     اول أحصاء(حصر نفوس) موثق لسكان عجور1878م       »     أراضي عجور المشاع - حصري       »     اسماء من عجور مطلوبون للضريبة 1       »     ضريبة الانتداب البريطاني "3"       »     عجور - لجنة 18 ( اللجنة القومية لعجور)       »     أراضي عجور الحكر       »     عجور التاريخ و الحضارة-الحلقة الثالثة       »     علم النفس الاجتماعي       »     ملوك المملكة الاردنية الهاشمية       »     موسوعة صور القدس- زهرة المدائن       »     دليل الجامعات العربية و العالمية       »     روائع الشعر العالمي       »     موسوعة الاصول و القبائل العربية كاملة       »    

آخر 25 مشاركات
ملف عن الحج وما يتعلق به (الكاتـب : نور الهدى - آخر مشاركة : قلم حزين - )           »          كبرت بنتــي / قصة مؤثرة (الكاتـب : أمان - آخر مشاركة : قلم حزين - )           »          مبارك .........مبارك لعجور ومنتديات عجور (الكاتـب : م .نبيل زبن - آخر مشاركة : نور الهدى - )           »          عجور التاريخ و الحضارة - الحلقة الثانية (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          سجل الوفيات لعجور ١٣٢٠هـ -١٣٣٠هـ ١٩٠٢م - ١٩١١م (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          عجور التاريخ و الحضارة (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          ميزانية قرية عجور - 1939 (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          عجور - وقوعات الزواج 1915م (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          عهد عشائر عجور بالحفاظ على اراضي عجور المشاع و عدم بيعها لل (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          اول أحصاء(حصر نفوس) موثق لسكان عجور1878م (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          أراضي عجور المشاع - حصري (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          اسماء من عجور مطلوبون للضريبة 1 (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          ضريبة الانتداب البريطاني "3" (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          عجور - لجنة 18 ( اللجنة القومية لعجور) (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          أراضي عجور الحكر (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          عجور التاريخ و الحضارة-الحلقة الثالثة (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          كيف و متى تحدثين طفلك عن التحرش ؟ (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          قصص اطفال للبنوتات الحلوين (الكاتـب : اميرة عجور - آخر مشاركة : م .نبيل زبن - )           »          علم النفس الاجتماعي (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          ملوك المملكة الاردنية الهاشمية (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          موسوعة صور القدس- زهرة المدائن (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          دليل الجامعات العربية و العالمية (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          روائع الشعر العالمي (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          موسوعة الاصول و القبائل العربية كاملة (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          ضيف اليوم بصراحة (الكاتـب : Big heart - آخر مشاركة : ajoor - )





إضافة رد
قديم 05-13-2013, 11:59 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
م .نبيل زبن
المؤسس
 
الصورة الرمزية م .نبيل زبن
إحصائية العضو







 

م .نبيل زبن غير متواجد حالياً

 


افتراضي المويلح - يافا


المويلح

هم من البدو تعود أصولهم إلى عرب الملالحة وتقع إلى الشرقي من مدينة يافا وتبعد عنها 16كم، وترتفع 25م عن سطح البحر. تبلغ مساحة أراضي بدو المويلح (3342) دونماً يحيط بها أراضي قرى كفر قاسم وجلجوليا وألمر . قدر عدد سكان المويلح عام 1931 (37) نسمة وفي عام 1945 (360) نسمة . قامت المنظمات الصهيونية المسلحة بتشريد أهالي المويلح البالغ عددهم عام 48 حوالي (418) نسمة وكان ذلك في 31-12-1947 ويبلغ مجموع اللاجئين من المويلح في عام 1998 حوالي (2565) نسمة . *أنشئت مستعمرة "نفي يراك" عام 1951، قسم منها على أراضي المويلح وقسم آخر على أراضي جلجوليا التي ما زالت قائمة


اشتدت اشتباكات الفلسطينيين والعصابات الصهيونية، كانت القوات البريطانية تساعد العصابات الصهيونية وتنحاز لهم، وتقدم لهم السلاح والذخائر والتأييد المعنوي والمادي، وأما المادي فكان يتمثل في الأسلحة والذخائر وتسليمهم المراكز والمعسكرات التي تحت سيطرة قوات الانتداب البريطاني، وكان الكثير من جنود العصابات الصهيونية وقادتهم قد شاركوا في الحرب العالمية الثانية من رتبة جندي إلى رتبة جنرال، فكانوا أكثر عدداً وتنظيماً وتسليحاً وإعلاماً، حيث كان الإعلام الغربي منحازاً لهم، أما الجانب الفلسطيني فكانت بريطانيا تلاحق الفلسطينيين، فمجرد وجود قطعة سلاح بسيطة تقوم بريطانيا بسجن صاحبها أو بإعدامه، كما كان الفلسطينيون أقل أعداداً وتنظيماً وتسليحاً، فكانت النجدات تأتي من قرية أو من القرى المجاورة على شكل فزعة بسلاح بسيط وذخائر قليلة جداً، وهي شبه تالفة، فكانوا فقط يقاتلون (بحب الوطن) والنخوة والشهامة.
ارتكبت العصابات الصهيونية مجازر عديدة منها مجزرة اللد ودير ياسين، فكانت المجزرة الأخيرة واحدة من أهم أسباب النزوح على مستوى الوطن الفلسطيني، ثم تبين بعد ذلك أن هناك مجازر كثيرة ارتكبت بحق الشعب الفلسطيني نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر مجزرة الدوايمة، ومجزرة الطنطورة، وليس هنا المجال لبحث هذه المجازر، ذات ليلة في شهر كانون الأول من عام 1947، أقدمت العصابات الصهيونية على نسف وتدمير بناية في بيارة تعود ملكيتها لآل أبو زر وعبد الرحيم أبو حجلة، حدثت اشتباكات بين العصابات الصهيونية وشباب عرب الجرامنة، وخوفاً من المجازر غادر عرب الجرامنة قريتهم المويلح في أواخر هذا الشهر، فقسم منهم توجه إلى عزبة سرطة جنوب كفر قاسم، وتوجه آخرون إلى قرية كفر برا وتسمى المنطقة “الزاقور” وتوجه بعضهم إلى قرية مجدل الصادق في معركة رأس العين حيث استشهد القائد الشيخ حسن سلامة، ولقد شارك عرب الجرامنة في الدفاع عن مجدل الصادق تحت قيادة المجاهد ” حمد زواتا” وهو من قرية زواتا نابلس، ولقد شارك في هذه المعركة رجالات من قبيلة الحويطات حيث يشهد لهم الجميع بالجرأة والشجاعة والبطولة، وبعد سقوط مجدل الصادق في يد الاحتلال، نتيجة لاختلال توازن القوى، هاجر قسم من عرب الجرامنة إلى قرية الزاوية/ قضاء نابلس، أي بالقرب من أراضيهم في الجبل الأزرق وكسفا وأم الحمام وأبو سمارة التي تقع هي أيضاً إلى الغرب من قرية رافات، وقسم آخر منهم هاجر إلى قرية دير بلوط/ قضاء نابلس.

بدأ شباب عرب الجرامنة بالتسلل إلى داخل الأراضي المحتلة، ليستعينوا بما يحضرون على الإنفاق على أسرهم، وكانت تحدث أحياناً اشتباكات بين هؤلاء الشباب واليهود الذين يحتلون أراضيهم وأراضي فلسطين، حيث كان يحضر هؤلاء الشباب الأسلاك النحاسية والخيام والفرشات والبرتقال والأبقار والخيول وماتورات المياه يبيعونها ليسدوا بها حاجاتهم.
استشهد من هؤلاء الشباب أثناء التسلل الشهيد محمود محمد مصطفى أبو منيف، ولا يفوتنا أن نذكر أنه قد استشهد على أرض المويلح عبد الله موسى حميد وعلوش، واستشهد الشهيد أبوعلي اليازوري الذي كان يعمل في بيارة راشد كنعان.
بقي عرب الجرامنة غربي رافات يعتمدون في معيشتهم على قطعان الأبقار التي عندهم، وكذلك على ما يحضرون من خلال التسلل إلى داخل الوطن، وكذلك في فلاحة أراضيهم في الجبل الأزرق وأم الحمام وكسفا وأبو سمارة.
كثرت شكاوى اليهود إلى لجان الهدنة لكثرة حوادث التسلل التي يقوم بها هؤلاء الشباب، بالإضافة إلى أن الكثير من أهل القرى المجاورة كانوا يتسللون ويشتبكون مع العدو الصهيوني المحتل، ومن قرية رافات الذين استشهدوا من خلال مشاركاتهم لشباب عرب الجرامنة بالتسلل نذكر الشهيد إبراهيم الشيخ يوسف والشهيد زيدان حسن زيدان جودة، والشهيد سليم عياش، رحم الله الشهداء وأسكنهم فسيح جناته.
بينما كان عدد من شباب عرب الجرامنة يقومون برعاية مواشيهم من الأبقار في أرض الجبل الأزرق وكسفا هاجمتهم دورية إسرائيلية مسلحة وقادت الأبقار إلى داخل الوطن المحتل، وقتلت الشهيد المرحوم عمر أبو زريق، وأخذت مع الأبقار التي نهبتها موسى أبوعايش وعزت أبو وردة، وبذلك نهبت أهم مورد رزق لعرب الجرامنة الذين كانوا يعيشون على تربية هذه الماشية، وبعد مداولات طويلة قامت بها لجان الهدنة الدولية عوضت العصابات الصهيونية عن كل رأس بقر عشرة دنانير فقط لا غير.
ساءت حالة عرب الجرامنة الاقتصادية بشكل كبير، فزاد التسلل إلى داخل الوطن المحتل، وزادت الاشتباكات مع العصابات الصهيونية، وكثرت شكاوى اليهود إلى لجان الهدنة الدولية والتي كانت تبلغ الشكاوى إلى الحكومة الأردنية التي أصبحت هي المسؤولة عن الضفة الغربية.
لقي عرب الجرامنة الاحترام والتقدير والتعاون التام من القرى التي سكنوا فيها أو جاوروها وهي قرى الزاوية ورافات ودير بلوط، حيث كانت لهم علاقات مصاهرة وجيرة في الأراضي قبل هجرة عام 1948.

قامت الحكومة الأردنية بإحضار سيارات وأخذت العدد الأكبر من عرب الجرامنة إلى مخيم بلاطة قرب نابلس، حيث عانوا مرارة العيش وشظف الحياة، فقد واجهوا مشكلات السكن وقلة العمل والأمطار والوحل حتى أن بعضهم كان يتسلل من مخيم بلاطة إلى داخل الوطن المحتل.
بقي عدد من عائلات عرب الجرامنة في رافات وعددها 5 بيوت وفي عام 1958-1959م غادر عدد من هذه البيوت إلى مخيم بلاطة وبقيت أسرتان في قرية رافات وهما خالد ناصر محمود أبو زر، وعبد الرحمن أحمد أبو زريق، وما زالت هذه العائلات تسكن في قرية رافات.
وعندما استقر عرب الجرامنة في مخيم بلاطة توجه العديد منهم للعمل في الزراعة في منطقة غور الصافي في الأردن، ثم عمل عدد منهم في الزراعة في منطقة غور دامية واشتغل عدد آخر منهم في ورشات البناء في نابلس، ثم بدأ اهتمامهم بالتعليم الأكاديمي أو في المهن اليدوية، وبدأت أحوالهم المادية تتحسن إلا أن الوطن بقي مسيطراً على نفوسهم ومشاعرهم، وشارك عدد منهم كطلائع من مقاتلي حركة فتح الفلسطينية التي انطلقت في 1/1/1965م، شاركوا في القتال على أرض الضفة الغربية وفي داخل فلسطين، وكذلك عبر الأردن وفي لبنان، واستمرت مشاركاتهم في العمل الفلسطيني في كل المجالات القتالية والمدنية.
يتواجد عرب الجرامنة الآن في الضفة الغربية في الأماكن التالية: فمنهم من يسكن في قرية رافات ومنهم من يسكن قرية بديا، وعدد كبير منهم يسكن في مخيم بلاطة قرب نابلس، وعائلات أخرى تسكن في مخيم عسكر، ومنهم من يسكن في مدينة نابلس وفي مدينة طولكوم، وبعضهم يسكن في رام الله، وتسكن بعض العائلات في قرية بورين وقرية روجيب وقرية عصيرة الشمالية وقرية كفر قليل وكلها من قرى محافظة نابلس وهكذا.
كان الشتات الفلسطيني، ندعو الله أن يكون “يوم العودة” قريب وما ذلك على الله بعزيز



















رد مع اقتباس
قديم 05-14-2013, 12:01 AM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
م .نبيل زبن
المؤسس
 
الصورة الرمزية م .نبيل زبن
إحصائية العضو







 

م .نبيل زبن غير متواجد حالياً

 


افتراضي


الجدة “أم أيمن”.. حكايات “المويلح” تروي ظمئ الأحفاد عن الأرض واللجوء




على ربوة مرتفعة على خط التماس المحاذي للأراضي المحتلة عام 48، افترشت “سميحة احمد أبو وردة” (أم أيمن) الأرض المطلة على مسقط رأسها المليئة بالأعشاب الخضراء، جاءت تحمل نظرات طفلة بعمر عشر سنوات لتحدث أبناءها وأحفادها حكايات اللجوء التي خبرتها بكل أوجاعها وكأنها تستعيد لحظات الفرار ولهاث العطش وطعم الخوف. فيما عيون “أم أيمن” لا تنفك بالنظر مرارا وتكرارا إلى “المويلح” التي تتربع في البعيد.. البعيد لكنها أمام النظرات المتحسرة منها تقترب لتبدو وكأنها تطالها بيديها الراجفتين.. وكأنها لم تكن ترى الـ 30 شخصا بأصواتهم وضحكاتهم واحاديثهم الجانبية، وهم عائلتها الكبيرة وكل ما تمتلكه حتى اللحظة وكثير من الذكريات المضغوطة والمحفوظة مخافة الضياع.
64 عاما تفصل هذه الحجة السبعينية عن حياتها ذات الأعوام العشرة التي عاشتها في ربوع ما تقول عنها دوما بأنها “جنة الدنيا ع الأرض”.. كانت تضيف على جملتها تلك “هيك أنا بشوفها” وتغمر من تحدثهم عنها وكأنها تقول مجازا من حقي أن أراى المويلح كما أريد طالما من يجلسون معها لم يشاهدوها بالمرة. رحال الذكريات والعائلة هذا حطته “أم أيمن” برفقة أنجالها الأربعة وزوجاتهم وأحفادها، إضافة إلى ابنتها أمل التي قطنت أراضي قرية رافات (قضاء نابلس) بضع سنين قبل أن تغادرها قسرا إلى مخيم بلاطة للاجئين الفلسطينيين، نهاية الخمسينات في هجرة داخلية هدفت تعريف الجيل الجديد من أبناء المخيم بحقوقهم وبأرضهم التي هجروا منها قسرا. العشب الذي يخفي التفاصيل كانت الساعة تقارب التاسعة صباحا عندما غادرت الحافلة الصغيرة مخيم بلاطة، صوب تخوم الخط الأخضر، في خطوة شجعتها جمعية المويلح-عرب الجرامنة (وهي جمعية حديثة هدفها لم شمل أهالي القرية من الشتات، وتمتين الصلة بينها والقرى والبلدات التي هجر أصحابها في العام 48. وصلت الحافلة المكان المتفق عليه، فتوقفت فهدأ هدير المحرك، تقافز الأبناء والأحفاد وتمكنوا للمرة الأولى من مراقبة تلك السفوح الخضراء المطلة على بلدتهم الأصلية وتلك الأراضي الواطئة قليلا التي تحمل بقايا بيوت وعمائر وخرابات قرية دمرت منذ أكثر من 60 عاما.. بدا العشب القليل البادي من بعيد كقطعة خضراء تصلح للعب تتقن إخفاء تلك البقايا المدمرة من حياة سكان القرية وعائلاتها التي تتوزع شتاتا داخليا وخارجيا. انتشر الجميع في حقل مزروع بأشجار الزيتون يقع ضمن أراضي بلدة “دير بلوط”، يجاور لأرض تملكتها عائلة أبو وردة، ضمن شراكة مع عوائل أخرى، فيما انهالت عشرات الأسئلة للجدة “أم أيمن” حول أسماء تلك المناطق البعيدة؟ وما أسماء القرى المهجرة المجاورة لبلدتهم؟ الحاجة أو الجدة سميحة “أم أيمن” (74 عاما) مولودة بالمويلح في العام 1936. تلك القرية الصغيرة التي تبعت مدينة يافا العامرة ببيارات البرتقال إداريا ما زالت مجال حلم “أم أيمن” بالعودة إلى بلدتها وقضاء أياما الأخيرة تحت بيارات البرتقال وحقول القمح والشعير وينابيع المياه المتدفقة من نبع نهر العوجا (راس العين) (تبعد عن القرية نحو الكيلو متراً والنصف شمالا). قرية المويلح التي تعد جزء من السهل الساحلي الأوسط تقع على بعد نحو كيلو متر شرقي الطريق العام المؤدي إلى يافا.. ويحدها من الشمال قرية “بيار عدس”، ومن الجنوب قرية “المر”، ومن الشرق بلدة “كفر قاسم” أما من الغرب فيجاورها قرية “أبو كشك”. سفر بين عمرين ولحظتين كانت سميحة العجوز في لحظتها الساخنة الأن طفلة في ذلك الوقت عندما كانت تلعب في حوش الدار الفسيح، لعب طفولي قطعه أصوات طلقات نار وصراخ هز القرية… لم تستغرب لكن الخوف كان على موعد معها للمرة الثانية، فقبل يومين فقط قتلت جماعات يهودية متطرفة مزارعين من أهالي حي مجاور.. كان ذلك الصراخ إيذنا بأن الخطر اقترب أكثر مما يمكن تحمله، فأسرعت الطفل بدموعها إلى أمها تحمل عنها شقيقها الصغير وتنضم إلى طابور المهجرين في طريق الشوك الطويل. من ذلك البعد الذي يقترب في لحظة استعادة الذاكرة المفتوحة على دقات قلب خافق تعود لأعوامها العشرة، عودة مأمولة إلى ألعابها الخشبية وعروسها المصنوعة من قمش وسريرها في البيت المهجور، ولكن اللحظة ذاتها تدلل على أن كر الزمان بتعبه وثقله بدلالة “الطفلة” التي أصبحت جدة تحتضن 30 حفيدا كما مفتاح الدار القديمة الذي ما زال معلقا في صدر منزلها الاسمنتي البارد في مخيم اللجوء. تغير من جلستها كمن تريد من صوتها أن يخرج أكثر قوة وعزيمة وتبدأ في رواية نزوحها ولجوئها، وقبل أن تبدأ حيث تفترش الأرض قبل أيام من إعلان شهر الربيع عن نفسه تقول: “كان عمري عشر سنين، كنا نسمع أخبار المجازر اللي بتنفذها عصابات الهاجاناة الإسرائيلية سمعة، مشفنوش قبلها إشي.. بس مجازر كثيرة سمعنا عنها، وعاشوها الناس في القرى حوالينا.. بكينا نخاف كثير بس في إشي كان بصبرنا”. تكمل وكأنها تستعيد شيئا من الذاكرة المفتوحة على جرح المويلح المفتوح أمامها: “بتذكر أنهم وضعوا برج لقنص كل من يحاول الخروج من القرية او التوجه لأرضة، قريبتي “شادية” قتلوا زوجها قدام عينيها، البرج كان بخوف مثل أخبار الموت اللي وصلتنا، شو رح نعمل.. هربنا خوفا مما رأيناه وسمعناه..”. ودون أن يسألها أحد عن التفاصيل تكمل كمن يعرف الحكاية ويعيها: “حملنا القليل وتركنا متاعنا وحاجياتنا بالمنزل..”. بدت وفي عينينها دمعة حاولت إخفائها لكنها فشلت، غيرت نظرتها لجهة مقابلة لنظرات أحفادها الجالسين بالقرب منها، وأضافت: “كان الخوف كله علينا.. بكينا أطفال وقتها عشان هيك رحلنا”. لم يكن باديا أنها ستصمت لكن أحد الأحفاد قاله لها بلهفة: “على وين روحتوا؟”. ردت بسرعة كمن رغبت بتوكيد صدق الذاكرة ودقتها: “حقلك كل إشيء.. والله متذكرة وكأنه حصل مبيرح..(حركت بيدها اليمني وأشارت في البعيد وقالت) روحنا لمدينة كفر قاسم.. بتذكر إنا بتنا فيها 3 ليال.. بس المجازر وأخبارها كانت مثل النار اللي بتوكل القش.. وصلتنا المجازر.. زي ثعبان ولاحق الناس وخوفنا.. رحلنا بعدين على “خربة سرطة” وبعدها وصلنا “رافات” بجنب “سلفيت”. حر الصيف وحرارة المشاعر تضيف بعد نظرات للسماء فنقلت نظرات الجميع إليها: “عشنا حر الصيف هناك، يما شو كان حر موت، عشنا تحت الشجر 6 شهور، مرت فترات طويلة لم نجد ما نأكله، كان الحصاد قريب.. شو اتحسرنا على زرعنا بالمويلح.. أهلنا الكبار كانوا يتسللون إلى أراضينا في المويلح لحصد القمح وجلبه إلينا لنأكله، ولكن الصهاينة والجنود عرفوا شو كنا نساوي فقام حرق كل الحقول.. بتذكر انه استشهد خلال هجرتنا من أبناء عرب الجرامنة عبد الله أبو علوش.. الله يرحمه (قالتها في تمتمه لم يصلنا فيها صوتها وتابعت) تصاوب آخرون كثر، من بينهم سعود الطيطي ومريم مناور وتمام أبو عايش. تقول جملتها التي تبدو وكأنها ستصمت بعدها قليلا: زمان كنا قراب من بعض، يمكن هذا اللي خلانا نصبر على وجعنا وعذابنا.. الناس كانوا بحبوا بعض، الدم بيقربنا دايما”. تبتلع ريقها وكأنها تريدنا ان نتمعن ونتفحص مشاعر بشر في زمانين ومكانين مختلفين، حتى في صمت هؤلاء الشامخات عبرة وحكمة تعلقينها من الحياة الموحشة ذاتها. ويتواجد القسم الأكبر من سكان المويلح في مخيم بلاطة في الضفة الغربية ومخيم البقعة في الأردن، كما يتواجد آخرين في لبنان والإمارات والسعودية والنرويج واليمن. وتتابع فيما بريق ينبثق من أعين أبناء بدو متلهفين لمزيد من الاستماع لتلك الحكاية التي سمعوها سابقا لكن بين جنبات بيوت المخيم وجدرانه، عكس هذه المرة، على مرآى من القرية التي تخطب ودهم في وحدتها القاتلة: “وبعدها سكنا في بيوت أهل القرية مدة 9 سنوات تزوجت خلالها ورحلت بعدها إلى مخيم بلاطة مع زوجي في مدينة نابلس، كانت أيام مريرة وعصيبة، قتل ودمار وسلب، لم يفرقوا بين كهل وطفل أو امرأة ورجل، كنا نعتقد أننا سنخرج لفترة من الزمن، أيام معدودة وسنرجع إلى بيتنا وبياراتنا، ولكن الأيام امتدت لأسابيع وأشهر وسنين..”. تسهب فتضيف: “ستين سنة وأكثر مضت وإحنا ننتظر العودة إلى القرية، كلنا بنستنا، بعد وصولنا للمخيم واستقرارنا فيه، قمنا ببناء منازل طينية وعندما حل الشتاء في الستينات تقريبا، هطل مطر غزير، هدمت البيوت فوق رؤوسنا، تشتتنا وعانينا الأمرين بهجرتنا، تفاصيل كثيرة عندما أتذكرها أبكي ندما وقهرا على هجرتي وعمري الذي مضى بعيدا عن بلدي وأهلي..”. تتابع كمن تريد أن تخفي بكائها: “ها نحن هنا، أنظر كل صباح إلى الشروق والغروب.. انتظر يوما جديدا نرجع فيه إلى يافا وبحرها”. لو حفرت شبرا لخرجت الماء وتقول “أم أيمن” وكأنها تريد من فلذات أكبادها وأحفادها حفظ الدرس وحمل الأمانة: “زرت القرية أول مرة سنة 1972 وجدت فيها بقايا بيتنا وبيوت الجيران، نبتت عليها الشجيرات، وقبل فترة زرت كفر قاسم لعزاء احد الأقارب، توجهت إلى مكان بيتي وقريتي بيافا، لم أجد فيها شيء، لم اعلم المكان كانت أنفاق وشوارع بنيت فوقها، هناك بيت واحد فقط ما زالت حجارته هناك يعود لـ”عبد الرحيم أبو حجلة” أقيم على أرض عائلة “أبو زر”. تأخذ رشفة من الشاي الذي اعد على الحطب ليكتسي طعما لا يقاوم: “دايما في أشهر الصيف كنا نروح لمنطقة الجبل حيث مناطق “كشفة” و”أم الحمام” و”الجبل الأزرق” لفلاحة أراضينا، هناك حتى وصلت أنباء الهجرة فبقي من بقي في نفس المنطقة والتقوا بمن فر من جديد، وأضحوا جميعا مشتتبين على نفس الحال حتى انتقلنا إلى خربة كفر ثلث حيث أقاربهم ثم العودة إلى منازل بلدة رافات بسبب دخول فصل الشتاء”. وتصمت برهة حتى تعاود الحديث: “حتى اللحظة لم تغب عن وجهي صورة أرضنا استطيع أن أصفها الآن كأنها أمامي.. شبرا شبرا.. لو حفرت مترا لخرجت المياه من تحتك والنباتات الخضراء في كل مكان”. وتقول وهي القابضة على ذاكرتها التي مازالت تذكر من مات من أقاربها قبل هجرتها بسنوات قليلة في مقبرة “مجدل بني صادق” المجاورة، ومنهم جمعة أبو زر ومحمود أبو وردة “أبو نعيم” وإسماعيل الحسين، وتترحم عليها باستمرار وحنين للزمن الذي عاشوا فيه. أكثر من حلم وأكثر من أمل مع غروب الشمس ازدادت مناطق الداخل جمالا مضاعفا وكأن حكايات أم أيمن منحتها بريقا مضاعفا كما أشعة الشمس في غروبها البديع، وهو ما جعل القلوب تهوي نحو مشهد يخفي قرى وبلدات وبيوت واحلام خلف جدار رسمته الأسلاك الشائكة والنار والبارود. في طريق العودة ازداد حنان الجدة ام أيمن للديار، فأطلقت العنان للصيحات (المهاهاة): هاهي احنا الجرامنة واحنا مشايخ البلاد واحنا حربنا ودق حرابنا بسولاد مين يحاربنا وبده يحاربنا بكره بلاقينا على الميعاد باباي (ابو) محمد احنا كبار العرب واحنا كراسيها واحنا جريد النخل تركزت فيها با ابو محمد اهجم لي على القوم وكسر لي كراسيها هاي هي يا جرامنة يا اعمامي ويا اخوالي يالله ازرعولي طريق العين ريحان والرجل منكم يسوي مئة رجال والبنت منكم تسوي محكمة قاض يا ابو محمد روح بلادك بلاد الغربة ما دامت روح بلادك والهيبة كما كانت وحياة ابوي بلادي ما بخليها وقعد الجرميات جوا علاليها على المويلح حملنا وزملنا وعلى المويلح حطينا ثقايلنا وعلى المويلح لفلف يا شمالي ودور يا ابو محمد يا شيخنا المذكور واضرب بسيفك وخلي الاعادي تغور يا دور الجرامنة على شط النهر تتبخر عمود فضة وعمود الذهب الاصفر يا دور الجرامنة على ارض المويلح مبنية عمود فضة وعمود رخامية اذا ركبوا الجرامنة تركب وراهم ميه وان عطشت الخيل يسقوها من نهر العوجا الافندية يا ابن العم واحنا اكبرنا وزال الهم والله ان عشنا وخلتنا منايانا كاس ان شربناه نسقيه لاعدانا يا ابو محمد يا شعري على راس يا دارنا الواسعة يا برجنا الوافي ياما قلت لك يا خيي درجني على العاصي تملى قلوب الاعادي بارود ورصاص يا جرامنة يا خلفة الاجاويد يا طعامين الزاد يا خلفة الاجاويد نذر علي ان جاك السعد يا سيدي لاصيح بيت موال والحقها تراويد بوصول الحافلة أرض المخيم الذي يتكيء على جبل جرزيم كانت الساعة تعلن أنها التاسعة مساء، عني الأمر ان ساعات 10 مرت ونحن قبالة الوطن السليب، وطن بدا كما رسمته “أم أيمن” أكثر من حلم، ويستحق أكثر من زيارة وأكثر من أمل للعمل على استعادته.







رد مع اقتباس
إضافة رد

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:50 AM بتوقيت عمان

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. Designed & TranZ By Almuhajir
[ Crystal ® MmS & SmS - 3.6 By L I V R Z ]
mess by mess ©2009