يا طـالـب المـجــد فـي عجــور مــورده =عـــذب مـعـيــن يـروّي غــلــة فـيـنـــــا=شــــم الأنــــــوف أبــاة دام عـــزهــــــم =هـــم الأوائــل إن نــادى مـنــاديــــــنــــا=تـفـوح يـا بـاقـة الأزهـــار فـي وطـنــي =فــوح الأريـــج ونـفـح الطيــب يغـريـنـا كلمة الإدارة


مبارك .........مبارك لعجور ومنتديات عجور       »     عجور التاريخ و الحضارة - الحلقة الثانية       »     سجل الوفيات لعجور ١٣٢٠هـ -١٣٣٠هـ ١٩٠٢م - ١٩١١م       »     عجور التاريخ و الحضارة       »     ميزانية قرية عجور - 1939       »     عجور - وقوعات الزواج 1915م       »     عهد عشائر عجور بالحفاظ على اراضي عجور المشاع و عدم بيعها لل       »     اول أحصاء(حصر نفوس) موثق لسكان عجور1878م       »     أراضي عجور المشاع - حصري       »     اسماء من عجور مطلوبون للضريبة 1       »     ضريبة الانتداب البريطاني "3"       »     عجور - لجنة 18 ( اللجنة القومية لعجور)       »     أراضي عجور الحكر       »     عجور التاريخ و الحضارة-الحلقة الثالثة       »     علم النفس الاجتماعي       »     ملوك المملكة الاردنية الهاشمية       »     موسوعة صور القدس- زهرة المدائن       »     دليل الجامعات العربية و العالمية       »     روائع الشعر العالمي       »     موسوعة الاصول و القبائل العربية كاملة       »    

آخر 25 مشاركات
ملف عن الحج وما يتعلق به (الكاتـب : نور الهدى - آخر مشاركة : قلم حزين - )           »          كبرت بنتــي / قصة مؤثرة (الكاتـب : أمان - آخر مشاركة : قلم حزين - )           »          مبارك .........مبارك لعجور ومنتديات عجور (الكاتـب : م .نبيل زبن - آخر مشاركة : نور الهدى - )           »          عجور التاريخ و الحضارة - الحلقة الثانية (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          سجل الوفيات لعجور ١٣٢٠هـ -١٣٣٠هـ ١٩٠٢م - ١٩١١م (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          عجور التاريخ و الحضارة (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          ميزانية قرية عجور - 1939 (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          عجور - وقوعات الزواج 1915م (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          عهد عشائر عجور بالحفاظ على اراضي عجور المشاع و عدم بيعها لل (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          اول أحصاء(حصر نفوس) موثق لسكان عجور1878م (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          أراضي عجور المشاع - حصري (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          اسماء من عجور مطلوبون للضريبة 1 (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          ضريبة الانتداب البريطاني "3" (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          عجور - لجنة 18 ( اللجنة القومية لعجور) (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          أراضي عجور الحكر (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          عجور التاريخ و الحضارة-الحلقة الثالثة (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          كيف و متى تحدثين طفلك عن التحرش ؟ (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          قصص اطفال للبنوتات الحلوين (الكاتـب : اميرة عجور - آخر مشاركة : م .نبيل زبن - )           »          علم النفس الاجتماعي (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          ملوك المملكة الاردنية الهاشمية (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          موسوعة صور القدس- زهرة المدائن (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          دليل الجامعات العربية و العالمية (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          روائع الشعر العالمي (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          موسوعة الاصول و القبائل العربية كاملة (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          ضيف اليوم بصراحة (الكاتـب : Big heart - آخر مشاركة : ajoor - )





إضافة رد
قديم 05-24-2013, 11:41 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
م .نبيل زبن
المؤسس
 
الصورة الرمزية م .نبيل زبن
إحصائية العضو







 

م .نبيل زبن غير متواجد حالياً

 


افتراضي مدينة جنين


مدينة جنين





تقوم مدينة جنين في شمال الضفة الغربية على البقعة التي كانت تقوم عليها مدينة (عين جنيم) العربية الكنعانية، وتعني «عين الجنائن».. لذلك سميت بهذا الاسم بسبب الجنائن التي تحيط بها.

وفي عهد الرومان كانت في بقعتها قرية ذكرت باسم «جيناي» من قرى سبسطية. فتحها العرب المسلمون في القرن السابع الميلادي وعُرفت بهذا الاسم (جنين) حتى يومنا هذا.
ومدينة جنين هي مركز محافظة جنين، وتعتبر حلقة وصل بين طرق المواصلات القادمة من نابلس ـ العفولة وبيسان ونقطة مواصلات الطرق المتجهة الى حيفا ـ الناصرة ـ نابلس والقدس.
وتقع الى الشمال من مدينة نابلس، وتبعد عنها 41 كيلومترا، وترتفع 250 مترا عن سطح البحر.



بلغ عدد سكان جنين في عام 1922 (2637) نسمة، وعام 1945 (3990) نسمة، وعام 1961 (14402) نسمة، وعام 1967 (13365) نسمة، بمن فيهم سكان مخيم جنين، وعام 1987 (17534) نسمة، وعام 1996، ووفقا للاحصاء الفلسطيني، بلغوا (23802) نسمة، وبلغ عدد سكان مخيم جنين (9062) نسمة.



كانت جنين تضم قبل نكبة 1948 حوالي 70 قرية كبيرة وصغيرة، وبعد النكبة اقتصرت على 19 قرية، بعد اغتصاب مساحة كبيرة من ارضها. وتتبع مدينة جنين 4 بلديات (يعبد، سيلة الظهر، عرابة، قباطية).



توجد في جنين 7 مدارس حكومية، اربع للبنين وثلاث للبنات، بالاضافة الى المدارس الاهلية ومدارس وكالة الغوث، كما تضم مستشفيين، و23 عيادة صحية.
خاضت جنين بمدنها وقراها معركة الدفاع عن الوجود ضد المنظمات الصهيونية المسلحة، التي استولت في اواخر مايو (ايار) 1948 على قرى زرعين، والمزار، ونورس، وصندلة، والجملة، والمقيبلة، وفقوعة، وعرانة، وحاولت الاستيلاء على مدينة جنين حيث تم تطويقها في 3 يونيو (حزيران) 1948 وكان عدد الصهاينة 4 آلاف مقاتل، فاستولوا على معظم احياء المدينة، وتحصن المجاهدون في عمارة الشرطة في المدخل الغربي لجنين، حتى وصلت نجدة للمحاصرين قوامها 500 جندي عراقي بقيادة عمر علي وحوالي 100 مجاهد فلسطيني من القرى المجاورة.

وبعد معارك دامية في خارج البلدة وفي شوارعها وازقتها اندحر الصهاينة، وتطهرت المدينة منهم في 4 يونيو 1948، وبقيت تحت الحكم الاردني حتى احتلالها عام 1967.



من المعالم التاريخية في جنين وجوارها المسجد الكبير: اقامته السيدة ـ فاطمة خاتون، ابنة محمد بك السلطان الملك الاشرف قانصوه الغوري. والجامع الصغير، وخربة عابة: شرق جنين، تحتوي على قرية مهدمة، وصهاريج منقورة في الصخر، وقبر منقور في الصخر فيه نواويس. وخربة خروبة: شمال جنين (كيلومتران) وتقع على مرتفع وتحتوي على بقايا برج له قاعدة مائلة وأساسات وجدران وصهاريج وكهوف ومدافن.
ومثل باقي مدن فلسطين صادرت سلطات الاحتلال مساحات شاسعة من اراضي جنين وقراها واقامت عليها المستعمرات ويبلغ عددها حوالي عشر مستعمرات.













تشتهر جنين بالزيتون لذلك هي من أكبر و أجود مدن فلسطين
لإنتاج زيت الزيتون الأصلي الرائع


لاشتهار جنين كثير بزيت الزيتون ف أكلتها المشهورة هي المسخن
التي أهم عامل أساسي فيها هو الزيت








رد مع اقتباس
قديم 05-24-2013, 11:48 PM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
م .نبيل زبن
المؤسس
 
الصورة الرمزية م .نبيل زبن
إحصائية العضو







 

م .نبيل زبن غير متواجد حالياً

 


افتراضي


من المعالم التاريخية في جنين وجوارها: المسجد الكبير : أقامته السيدة/فاطمة خاتون، إبنة محمد بك السلطان الملك الإشرف قانصوه الغوري،
والجامع الصغير، وخربة عابة : شرق جنين، تحتوي على قرية مهدمة، وصهاريج منقورة في الصخر، وقبر منقور في الصخر فيه نواويس.
وخربة خروبة: شمال جنين (2كم) وتقع على مرتفع، تحتوي على بقايا برج له قاعدة مائلة وأساسات وجدران وصهاريج وكهوف ومدافن. ومثل باقي مدن فلسطين صادرت سلطات الإحتلال مساحات شاسعة من أراضي جنين وقراها وأقامت عليها المستعمرات ويبلغ عددها حوالي عشرة مستعمرات.

وجنين المدينة يبلغ سكانها الآن اكثر من 33 الف نسمة وسكان المخيم حوالي 12 الف نسمة

وسكان محافظة جنين الآن حوالي 235 الف نسمة


بعض اسماء عائلات جنين

جـــــــــرّار

آل زيد الكيلاني

الهنـــــــدي

الحواشـين

بني سعيدان

عبد الهادي

الحويطي

زيـــدان

النورسي

ابو رميلة

زيتون

القطنات

الشلبي

الدمــج

فــــزع

الطوباسي


صفافطـة

الحـورانـي

ابو زيــد

منصــور

عبدالهادي

السعدي

حـــــداد

ابو بــكر

الصبـــاح

جبارين
جرادات
مسمار
عويس
ابو عوف
البظ

ارشيد
كميل
عموري
عطاطرة
شلابيش
شريم

عابد
ابو الرب
ابو مويس
الحاج
مرعي
شعابنه
القرم
علاونه
ابو جابر
بزرو
برهم
ابو فرحه
جلغوم
العبوشي

الأحمـد

شـريم

جمّـــال

عتـــوم

أبو سـيـف

نـــزّال

عرقاوي

القيسي

العورتاني

ظاهـــر

ابو الــرب

عنبوسي

عـــودة

عسراوي

شلبــي

حســنين

شلبك

الطاهــر

حمـــدان

العمــري

مسّــاد

الخــطيب

جــرادات

زكارنــة

العرقــاوي

جريــدات

الشاعـــر

مسعــد

دهمـــاز

قحيـــز

جبــــــــــر

النشرتــي

ابوســـريه

ايو الهيــجاء


مطاحـــن

الزرعيـني

الصـــوص

الحاج ابراهيم

فايـــــــــد

الــــرحال

حويـــــــل

ابو العـــــــز

غــــــــــريب

العمـــوري

نقـــــــــادي

بــوبشيـــت

العرفـــــــج

السليـــمان

هوســـاوي

الأحمــــري

القحطانــي

الفعــــــــر

المفـــــدي

حمارشـــه

الزريقــــي

أبو زينــــة

الخالــــــدي

العطـــــاري

بدارنــــــه

البـــــدوي

الســــيد

جلامنـــــه

هــب الريـح

الصافوطــي

اليمنــــي

فشافشــة

حمامــــرة

ابـــو عـون

علــــوان

مواســـي

زكارنــــه

أبو ديـــاك

المنصـــور

ابــو سـرور

الســـوقي

الحــسن

خنفــــــــر

عبيــــــــــد

ابو عبيـــد

البـــول

جـــرادات

الحــروب








رد مع اقتباس
قديم 05-24-2013, 11:50 PM رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
م .نبيل زبن
المؤسس
 
الصورة الرمزية م .نبيل زبن
إحصائية العضو







 

م .نبيل زبن غير متواجد حالياً

 


افتراضي


صورة نادرة لسكة ومحطة القطار العثمانية في جنين الصورة تعود لما قبل عام 1916




صورة قديمة لاحد الاحياء القريبة من وسط مدينة جنين الصورة تعود لما قبل عام 1916





الصورة باينه وشارحة عن حالها مسجد جنين الكبير ، عمال من اهالي مدينة جنين يقومون بتعبيد وترصيف الشارع المؤدي للمسجد الصورة اخذت بين عامي 1916 - 1918





جنود عثمانيين في حي السيباط الاثري من مدينة جنين الى جانبهم ينتشر بعض اهالي الحي
الصور تعود لما قبل عام 1916







رد مع اقتباس
قديم 05-24-2013, 11:52 PM رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
م .نبيل زبن
المؤسس
 
الصورة الرمزية م .نبيل زبن
إحصائية العضو







 

م .نبيل زبن غير متواجد حالياً

 


افتراضي


المعالم الاثرية في مدينة جنين

نفق بلعمه - مدينة جنين













المسجد الكبير



التذكار الالماني




النصب التذكاري لشهداء الجيش العراقي







مكتبة بلدية جنين الاثرية



----------------------------------------------------------------------------------------------







رد مع اقتباس
قديم 05-25-2013, 11:11 AM رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
العجوري الاصيل
عضو هام
إحصائية العضو






 

العجوري الاصيل غير متواجد حالياً

 


افتراضي


جنين مدنها و قراها مدينة الثورة و الثوار







رد مع اقتباس
قديم 10-05-2013, 09:05 AM رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
Palboy
عضو برونزي
 
الصورة الرمزية Palboy
إحصائية العضو






 

Palboy غير متواجد حالياً

 


افتراضي


جنين : سلة الخبز

طلال سليمان


هي مدينة الماء والخضراء والوجه الحسن، وإحدى مدن فلسطين ذات التاريخ بجمالها الطبيعي: جنين، والتسمية محرّفة عن عين الجنائن العربية الكنعانية، وتقع على السفح الشمالي لجبال نابلس المطلّ على مرج ابن عامر، وهو أحد أجمل السهول، كما أنها «سلة خبز فلسطين».
ربما لهذا أسماها دوق ادنبرة عندما احتلها الصليبيون وأدخلها ضمن مملكة بيت المقدس و غيّر اسمها إلى «جراند جاردن». وبعد معركة حطين تم تحريرها ونزلها البطل صلاح الدين الأيوبي. وهي تقع على الطريق التجارية بين الشام ومصر، كما أن موقعها جعلها مركزاً رئيساً على الطريق الوحيد الذي يربط شمال فلسطين بجنوبها.. وفي مطلع القرن العشرين مدّت إليها خطوط السكك الحديد.
خلال الحرب العالمية الأولى اتخذها الجيش الألماني المقيم في فلسطين مركزاً لطيرانه بعدما أقام فيها مطاراً ضخماً. أما الإنكليز فقد أقاموا فيها محطة الشرق الأدنى ـ وهي أخطر إذاعة في حينه، قبل أن ينقلوها إلى يافا ثم إلى القدس لتنتهي في قبرص.
في تاريخها أن أميرها أحمد بن طرباي خاض ثلاثة حروب ضد الأمير فخر الدين المعني الثاني الذي أحرق كثيراً من قرى الكرمل. وخلال الحملة الفرنسية على بلاد الشام تعرضت جنين للخراب والدمار، لكنها نفضت عنها ذلك كله وعادت مركزاً لمتصرفية نابلس التابعة لولاية بيروت... وقد دخلها الجنرال أللنبي في 20/9/1918، فدفعت جنين مثل غيرها من مدن فلسطين ثمن ذلك، ولكنها بقيت كالغرة البيضاء في وجه الزمن.
أما القسم الثاني من «فلسطين» فقد خصصناه للحركة العمالية الفلسطينية ذات التاريخ في النضال النقابي والسياسي، والذي أطلت بداياته مع «جمعية العمال العربية الفلسطينية» في حيفا 1925. ولقد عرفت فلسطين قبل النكبة عدداً من المنظمات النقابية الأخرى مثل «جمعية العمال العرب» و«مؤتمر العمال العرب». أما بعد النكبة فقد نجحت جهود النقابيين الفلسطينيين في تأسيس فروع عمالية في مصر والكويت عشية قيام الاتحاد العام لعمال فلسطين في المؤتمر التأسيسي الذي عقد في غزة في 14/4/1965 بدعم من مصر جمال عبد الناصر.
من أبرز النقابيين ميشال متري وسامي طه وجورج منصور وحسني صالح الخفش والمناضل الراحل الذي يعرفه لبنان جيداً أحمد اليماني (أبو ماهر)، وعبد الحميد حيمور الذي يعتبر من رواد العمل النقابي الفلسطيني، وهو من أصول دمشقية، ورضوان الحلو وفؤاد نصار وكثير غيرهم.
لقد كانت الحركة النقابية طليعة في النضال الوطني من أجل عروبة فلسطين وحريتها... والصفحات التالية عنها تحية لهؤلاء الطليعيين.







رد مع اقتباس
قديم 10-05-2013, 09:07 AM رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
Palboy
عضو برونزي
 
الصورة الرمزية Palboy
إحصائية العضو






 

Palboy غير متواجد حالياً

 


افتراضي


عن الحياة الثقافية والاجتماعية في جنين
محمد بلاص
كانت العفوية هي السمة الغالبة على الحياة الثقافية والاجتماعية في محافظة جنين بجميع شرائحها وقطاعاتها المجتمعية والثقافية، بما فيها الفئات المثقفة والمتعلمة التي كانت تقود الحركة الثقافية والاجتماعية والسياسية من المقاهي وصالونات الحلاقة، لتشكل نواة صلبة للنوادي والملتقيات الفكرية.
في أوائل الستينيات، بادرت مجموعة من المهتمين بالشأن الثقافي والاجتماعي إلى إنشاء فرقة موسيقية وكشفية، وأخرى مسرحية أسسها يوسف حنايشة، وكانت تقدم عروضا في المقاهي والحارات وساحات المدارس، وتم إنشاء ناد رياضي في الفترة نفسها ضمن حالة الحراك الثقافي التي سادت جنين خلال تلك الفترة. ويجزم المؤرخون أن «الحكواتي»، كان الفعل الثقافي السائد، ليُطرِف الناس أولا بأسلوبه السردي ومن ثم يأتي بالقصص والحكايات الشعبية مثل «عنترة بن شداد»، و«أبو زيد الهلالي»، بينما كانت احتفالات عيد المولد النبوي تستولي على حيز كبير من اهتمامات الأهالي لتبرز مدى تعدد الثقافات في التعبير عن هذه المناسبة. وفي تلك الفترة التي سبقت احتلال الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية في الرابع من حزيران 1967، أدت سينما «الهاشمي»، كما قال مدير مكتب وزارة الثقافة في محافظة جنين، عزت أبو الرب، دورا محوريا في المشهد الثقافي، قبل أن تولد سينما جنين التي أعيد تأهيلها مؤخراً، وتقوم حاليا بدور ثقافي لافت.

استحداث وزارة الثقافة

مع قيام السلطة الوطنية الفلسطينية في العام 1994، كانت وزارة الثقافة من بين مجموعة الوزارات التي تم استحداثها، وأنيط بها وضع المقدمات التمهيدية لتفعيل الحياة الثقافية والتخطيط لها وإدارة شؤونها، وذلك إيمانا منها بأن الثقافة سلاح مهم للغاية في المعركة التحررية من حيث قدرتها على توفير إمكانيات الصمود وبناء الشخصية الوطنية الفلسطينية والحفاظ على الهوية، كما قال أبو الرب الذي أضاف: أنشأت الوزارة مكاتب لها في معظم المحافظات، وتم افتتاح مكتب جنين في حزيران 1995، ليعهد إليه القيام بدور رئيس في وضع التصورات وإعداد الخطط الكفيلة بتنشيط الحياة الثقافية في هذه المحافظة المترامية جغرافيا. وأشار أبو الرب إلى أن عمل مكتب وزارة الثقافة في هذه المحافظة يواجه صعوبات تحد من طموحاته، أبرزها عدم وجود مجمع ثقافي أو قصر للثقافة متعدد الأغراض يحتضن النشاط الثقافي التي تتم استضافتها في أماكن متعددة غير مخصصة بالأصل لاحتضان مثل هذا النشاط.

صعوبات وعراقيل

من بين تلك الصعوبات، بحسب أبو الرب، التقطيع الجغرافي الذي فرضه الاحتلال الإسرائيلي على المناطق الفلسطينية، والذي يمثل عقبة رئيسة أمام الجهود التي تبذل في سبيل تنشيط الحركة الثقافية. وقال: إن من بين تلك العقبات نقص الكادر العامل في مكتب وزارة الثقافة، وعدم توفر سيارة خاصة به، ما أدى إلى صعوبة في تواصله مع المؤسسات الثقافية، عدا عن غياب دور المؤسسات الثقافية والمجالس البلدية والقروية في دعم الجهود المبذولة لتنشيط الحياة الثقافية في هذه المحافظة. وأوضح أن الوضع الاقتصادي الصعب للمواطن، يحول دون مشاركته الواضحة في العمل الثقافي، وينجم عنه انعدام المبادرات الفردية والجماعية.
على الرغم من جميع هذه الصعوبات، قال أبو الرب، فقد نفذ مكتب وزارة الثقافة عدداً من الفعاليات الثقافية منذ قيام السلطة الوطنية، منها تنظيم الأسابيع الثقافية وهي: أسبوع القراءة الوطني، أسبوع ثقافي باسم الشاعر برهان الدين عبوشي، وآخر يحمل اسم الشهيد نعيم خضر، وثالث لمناسبة يوم الأرض، ورابع في الأدب الفلسطيني، وخامس احتفاء بالقدس عاصمة للثقافة العربية عام 2009. ولم يغفل مكتب وزارة الثقافة دور محطات التلفزة المحلية والوطنية في تنشيط الحياة الثقافية في المحافظة، فبادر إلى تنظيم مسابقات رمضانية تتحدث عن القرى والمدن المهجرة بعنوان «كي لا ننسى»، ومسابقة لطلبة المدارس بعنوان «بشائر الإبداع»، وتسجيل عشر حلقات في الزجل والحداء الشعبي، ومثلها مع أدباء المحافظة بعنوان «مبدعون»، ومسابقات ثقافية للمبدعين الشبان في العلوم والفنون والآداب، ومعارض للكتب والفنون التشكيلية، وندوات ومحاضرات في الشعر والقصة والحكاية الشعبية، وورش عمل في مجالات المسرح والكتابة الإبداعية والفنون التشكيلية، وجداريات فنية في المدينة وقرى المحافظة، إضافة إلى دورات في الكتابة الإبداعية للمعلمين والمعلمات.

فعاليات ثقافية

وفي يوم ركز عزت أبو الرب على فعاليات مهرجان مرج ابن عامر للثقافة والفنون الذي أضحى تقليداً سنوياً تشهده جنين منذ عدة سنوات، ويشتمل على كثير من الفاعليات التي تترك أثرا عميقا في الحياة الثقافية. ويحاول القائمون عليها إشراك أكبر عدد ممكن من القطاعات المجتمعية والثقافية فيها، بما في ذلك تنظيم عروض مسرحية وسينمائية وغنائية وموسيقية.
إلى جانب اللقاء الشهري الذي تخصصه وزارة الثقافة للأدباء والمثقفين، تحرص وزارة الثقافة على تنظيم فعاليات ثقافية متنوعة إحياء لمناسبات ذكرى النكبة والنكسة ويوم المرأة ويوم الأسير ويوم المكتبة العالمي وذكرى وعد بلفور وإعلان وثيقة الاستقلال ويوم الأرض ويوم الثقافة العربية. وتولي وزارة الثقافة، كما هي الحال للمجلس الثقافي الذي تم تأليفه في جنين، قبل نحو ثلاث سنوات، أهمية كبرى لأسبوع القراءة الوطني، والذي يهدف القائمون عليه إلى تشجيع عادة القراءة، وحث الجميع على القراءة واستغلال الكم الهائل من الموسوعات والكتب الثقافية والعلمية المتراكمة في المكتبات العامة والمنزلية.

أمسيات وليال رمضانية

على مدار أيام شهر رمضان تشهد جنين الأمسيات والليالي الرمضانية التي يتم استغلالها لتعريف الأجيال الصاعدة بما كانت عليه حال المشهد الثقافي قبل عشرات السنين، ومحاولة استنهاض الهمم للعودة إلى التراث الشعبي الذي يصبح يشهد حالة من التراجع في مواجهة صرعات العصر. ويعمل مكتب وزارة الثقافة، كما قال أبو الرب، على إحياء اليوم العالمي لرحيل شاعر فلسطين الكبير محمود درويش، من خلال تنظيم نخبة من الأعمال الفنية والثقافية الهادفة إلى تسليط الضوء على حياة هذا الشاعر ومؤلفاته وقصائده الشعرية، إلى جانب الاحتفاء بإصدارات الكتّاب والشعراء في سبيل تشجيعهم على مزيد من الإبداع.
وعلى مدار السنوات الثلاث الأخيرة، شهدت محافظة جنين، حراكا ثقافيا لافتا أساسه خطة فصلية أعدتها وزارة الثقافة بالتعاون مع المجلس الاستشاري الثقافي، وتغطي المشهد الثقافي، وتنفذ حاليا خطتها المئوية، الأمر الذي عزز من تواصلها مع المبدعين والمبدعات والمؤسسات الثقافية والجمعيات والمكتبات المدعومة والمجالس البلدية والقروية، لتقوم بتنفيذ ورعاية العديد من الأنشطة الثقافية والفنية.

35 مركزاً ثقافياً

هناك ما يزيد على 35 مركزا ثقافيا مسجلا لدى وزارة الداخلية في جنين، بعضها لم يستكمل ترخيصه، وبعضها انقطع نشاطه ولم يصوب أوضاعه القانونية، وهي منتشرة في قرى وبلدات المحافظة. وعرض أبو الرب أسماء المراكز الثقافية التي استكملت إجراءاتها القانونية، وهي: الجمعية النسائية الثقافية للتراث الشعبي الفلسطيني في جنين، وجمعيات كفر راعي للتنمية الثقافية، ومسرح «الحرية» في المخيم، وسينما جنين لفرع الجمعية الألمانية، والبيرق، وتل تعنك، وقنطرة للتراث الشعبي، و«الكمنجاتي» للموسيقى، ومحطة جنين، ومركز الطفل الفلسطيني، والفنون الإبداعية، وجذور الأرض، ومنتدى الشعراء الشعبيين. أما المكتبات، فأشار أبو الرب، إلى ست منها مخصصة للأطفال مدعومة من قبل وزارة الثقافة وهي: مكتبات أطفال بلدية جنين، والجليل للرعاية والتأهيل المجتمعي في المخيم جنين، وأطفال جمعية الزبابدة الخيرية، وأطفال بلدية اليامون، وأطفال مجلس قروي تعنك، وأطفال نادي شباب سيلة الظهر. وزودت وزارة الثقافة، هذه المكتبات بالكتب المتوافرة والقرطاسية والمعدات المكتبية الحديثة وربطتها بشبكة «الإنترنت» لفترة من الزمن، ودعمت أنشطتها الثقافية على مدار ثلاث سنوات متتالية، وما زالت تقدم لها الدعم والرعاية.

بحث ميداني

كان مكتب وزارة الثقافة أجرى بحثا ميدانيا تم خلاله التعرف إلى أسماء المبدعين والكتاب والعاملين في مجال الفنون والثقافة، وبين أنه يوجد في المحافظة ما يزيد على 95 شاعرا، وما يزيد على 90 رسام كاريكاتير وفنانا تشكيليا وخطاطا وعاملا في الديكور، و30 كاتب قصة قصيرة، وما يزيد على 40 زجالا شعبيا، و10 روائيين، و20 ممثلا مسرحيا.

أبو بسام الجلماوي

وشكلت وفاة الشاعر الشعبي وعميد الزجل الفلسطيني، محمد عبد الحميد شعبان المعروف باسم أبي بسام الجلماوي، من قرية الجلمة في محافظة جنين، قبل عدة أشهر، خسارة كبيرة للحركة الثقافية ليس في جنين فحسب وإنما في جنين. ووصف كثيرون أبا بسام الجلماوي، بصاحب الصوت الجبلي القوي الشجي، وصاحب النخوة والوقار والخلق الحسن والزي الفلسطيني الأصيل، والذي احترم نفسه كما احترم الآخرين، فاكتسب محبة الناس واحترامهم وإعجابهم وتقديرهم، وكان لسنوات طويلة، من أبرز الشعراء الشعبيين المجيدين الذين رفدوا نهر العطاء الفلسطيني، فاشتهروا وذاع صيتهم من خلال الأعراس والأفراح والمهرجانات الوطنية والمناسبات السعيدة.
وقال أبو الرب: إننا جميعا كنا نتتبع حفلات أبي بسام الجلماوي، ونحرص على حضورها في المدن والقرى والمخيمات، فهو شاعر وحداء وزجال مخضرم وكبير له باع طويلة في الكلمة الفلسطينية المحكية، وحمل هموم الشعب وعذاباته، ونذر نفسه ووهب حياته لوطنه من خلال أشعاره، وكرس طاقاته وجهوده من أجل الحفاظ على تراثنا الشعبي الفلسطيني وحماية هويتنا الوطنية، وكان له دور محوري في الإصلاح والعمل الخيري والسلم الاجتماعي، وطغى الطابع السياسي على شعره، ولكونه كان يغني للأسرى والجرحى والشهداء فرضت عليه سلطات الاحتلال الإسرائيلي، الإقامة الجبرية بذريعة التحريض.


أحد أحياء جنين.
وأضاف: إن هذا الشاعر الشعبي الكبير، تفاعل مع الأحداث الوطنية والسياسية، وتجاوب مع كل حدث وطني، ونادى بالحرية، وغنى بأحاسيس الناس ومشاعرهم ونبضات قلوبهم وأكثر من التغني بالوطن الجريح، وتمجيد الانتفاضة وثورة الحجارة، وغنى للحياة والحب والأرض والإنسان والمخيم والفقير، فأطرب وألهب المشاعر ودغدغ القلوب وحرك الأحاسيس، وتجاوب الحضور مع «أوفه» المميزة التي اشتهر بها كثيرا، مع وصلات الزجل والعتابا والميجانا.
وتابع: إن هذا الشاعر الراحل دعا من خلال أشعاره إلى التمسك بالتراب والأرض حتى الجذور، والحفاظ على قيم الأخلاق والفضائل الإنسانية، والاعتزاز بالقدس والأقصى، والحض على الكفاح والمقاومة حتى نيل الحرية والاستقلال، فكان شاعرا إنسانا ترك بصماته في الحياة الفنية والغنائية والزجلية الفلسطينية بأشعاره وأهازيجه وزجله الوطني، وتميز برنات صوته وكلماته القوية وأسلوبه الشاعري البسيط الجميل، وامتاز بأزجاله الوطنية ودعواته إلى المحبة والتسامح بين الناس، وورث فنه لابنيه عصام ونعمان.
وخلص إلى القول: بوفاة الراحل أبي بسام الجلماوي، فقدت فلسطين شعبا وتراثا وأدبا، أحد أبرز أعلام وأعمدة الشعر الشعبي البارزين، وحــــــاديا معروفا تمتع بشعبية كبيرة، وصال وجال في محافظات الوطن هاتفا للحياة والحرية والأرض وكرامة الإنسان، وسيبقى خالدا وحيا كالزيتون والسنديان في الوجدان والذاكرة الفلسطينية والتاريخ الأدبي والتراثي الوطني بما تركه من ثروة فنية ومآثر إنسانية وسيرة طيبة.

* صحافي مقيم في جنين







رد مع اقتباس
قديم 10-05-2013, 09:12 AM رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
Palboy
عضو برونزي
 
الصورة الرمزية Palboy
إحصائية العضو






 

Palboy غير متواجد حالياً

 


افتراضي


هنا لعنة الجدار
محمد سعيد
كان تلاميذ المدرسة الثانوية في قرية الطيبة المحاذية للخط الأخضر غرب جنين، يسترقون البصر إلى قافلة للمستوطنين التي تحرسها دوريات عسكرية إسرائيلية وتسير إلى جانب الجدار الفاصل الملاصق لمدرستهم التي أصبحت الطريق إليها محفوفة بالمخاطر. ويخشى هؤلاء مجرد الخروج لشرب المياه أمام مدرستهم، خشية تعرضهم لإطلاق جنود الاحتلال ممن ينتشرون على مقربة منها النار عليهم. يقول الشيخ محمد جبارين رئيس المجلس المحلي السابق للقرية إن إسرائيل حولت حياة أهالي القرية البالغ عددهم نحو 2300 نسمة، وجميعهم من اللاجئين، إلى جحيم لا يطاق. ووصف جبارين الجدار الفاصل بالأخطبوط الذي يتمدد على أراضي القرية والقرى المجاورة ليلتهم نحو 800 دونم من أراضي القرية، ويفاقم معدلات الفقر والبطالة.
لم تكتفِ سلطات الاحتلال بمصادرة مساحات واسعة من أراضي تلك القرية، بل بدأت بانتهاج سياسة هدم منازل الأهالي، في إطار شقها الشارع الموازي للجدار، أو ما يسمى بمنطقة «الحرام». وقال جبارين إن الأهالي توقعوا أن تكتفي سلطات الاحتلال بما صادرته من أراضيهم لإقامة الجدار، لكنهم فوجئوا بأنها تطمع بمصادرة المزيد مما تبقى من أراضيهم.



يشكو أهالي الطيبة التي شطرت إلى نصفين، أحدهما يقع ضمن الأراضي المحتلة عام 1967، والثاني داخل أراضي 1948، من تصاعد الاعتداءات الإسرائيلية، حيث تمت مصادرة أكبر مساحة مما تبقى لهم من أراض. وأشار إلى أن الأراضي التي صادرتها سلطات الاحتلال تعتبر من أخصب أراضي القرية، وكانت تشكل مصدر دخل لمئات العائلات، فيما يبلغ عرض الشارع الموازي للجدار الفاصل نحو 25 مترا تليه ما تسمى بمنطقة «الحرام». وبحسب ما أكده جبارين، فإن ممارسات الاحتلال لم تقتصر على الأحياء، وإنما تعدتها لتلاحق حتى الأموات من أهالي القرية في داخل قبورهم، حيث أجبرت عائلات عدة على نبش قبور موتاها، ونقل رفاتهم إلى أماكن أخرى، بذريعة وقوع القبور ضمن منطقة الشارع الموازي للجدار الفاصل. ومنذ إقامة الجدار الفاصل تحول معظم أهالي القرية إلى متعطلين عن العمل، بسبب عدم قدرتهم على البحث عن فرص عمل داخل أراض 1948، كما كان عليه الأمر على مدار السنوات الطويلة الماضية، حيث بلغت نسبة البطالة وفقا لتقارير المجلس القروي نحو 90%.
برطعة الشرقية وجه آخر للمعاناة

في قرية برطعة الشرقية المحاذية للخط الأخضر غرب جنين، حيث يعيش نحو أربعة آلاف نسمة، تمضي سلطات الاحتلال في تنفيذ مخطط خطير يهدف إلى تحويل قريتهم إلى أشبه ما يكون بـ«الفيتو» المغلق بعد أن عزلها السياج الفاصل عن عمقها من الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967. ويقول غسان كبها رئيس المجلس القروي في القرية: «أصبحنا نشعر بأننا نعيش في عالم آخر وعلى كوكب آخر، فلا أحد يكترث لمعاناتنا التي تفاقمت بشكل خطير منذ أن بدأت قوات الاحتلال بإقامة السياج الفاصل». ويعاني أهالي القرية من نقص خطير في مياه الشرب والأدوية، إلى جانب معاناتهم اليومية الناجمة عن الانتشار اليومي لجنود الاحتلال وآلياته في شوارع القرية، وتهديد سلطات الاحتلال بهدم المزيد من المنازل والمنشآت بذريعة البناء بلا ترخيص.
قسمت سلطات الاحتلال في البدايات الأولى لاحتلالها الأراضي الفلسطينية عام 1967، قرية برطعة إلى جزأين: الشرقية التي أصبحت ضمن حدود أراضي عام 1967، فيما أضحت الغربية منها داخل أراضي 1948.
وفي موازاة هذه المعاناة، أصبحت بوابة «ريحان» الإسرائيلية، عنوانا جديدا لمعاناة أهالي القرية. ويضطر هؤلاء ممن عزلهم السياج الإسرائيلي، وأصبحوا يعيشون في بقعة جغرافية معزولة عن العالم الخارجي، إلى الانتظار طويلاً أمام بوابة «ريحان»، بانتظار السماح لهم بالعبور، عند خروجهم من قريتهم في ساعات الصباح، أو عند عودتهم إليها في ساعات المساء. ويفتح جنود الاحتلال البوابة ابتداء من السابعة صباحا حتى التاسعة مساء، أمام أهالي القرية ممن يشترط عليهم الحصول على تصاريح خاصة من «الإدارة المدنية» الإسرائيلية، تمكنهم من الخروج من قريتهم والعودة إليها في أوقات محددة.

قهر وتنكيل

على مدار ساعات فتح البوابة الحديدية، يتفنن جنود الاحتلال بالتنكيل بالأهالي بإجبارهم على الانتظار طويلاً، وفرض قيود مشددة على تنقلهم، ومنعهم من إدخال المواد التموينية والأدوية والخضار، لأسباب «أمنية»! ويخضع العابرون للبوابة لإجراءات مهينة تشمل إخضاعهم للتفتيش الجسدي، ومنع أقاربهم ممن يقطنون خارج القرية من عبور البوابة، بذريعة عدم حيازتهم للتصاريح اللازمة للعبور. أما خارج الأوقات المحددة لفتح البوابة، فتمنع قوات الاحتلال أهالي القرية من العبور، حتى في الحالات الإنسانية والمرضية بغض النظر عن خطورة الانتظار على حياة المواطن.
وفقا لما يؤكده رئيس المجلس القروي لبرطعة الشرقية، فإن العشرات من المواطنات من خارج القرية، تزوجن بمواطنين منها، ولا تثبت بطاقاتهن الشخصية أن مكان سكنهن تلك القرية، وهو ما يجعل مسألة خروجهن منها، أمراً مستحيلا. وهؤلاء المواطنات يعجزن عن الخروج من القرية لخشيتهن من عدم القدرة على العودة إلى منازلهن في ظل عدم حيازتهن تصاريح العبور للبوابة، في وقت تعجز فيه عائلاتهن عن زيارتهن للسبب نفسه، وهو ما ألحق ضررا كبيرا بالروابط الاجتماعية. وأضاف قبها: كانت القرية من أكثر التجمعات السكانية ازدهارا على مدار سنوات طويلة خلت بسبب محاذاتها للخط الأخضر، ولكنها تحولت إلى واحدة من أكثر القرى الفلسطينية فقرا بعد إقامة السياج الإسرائيلي، وبعد منع المواطنين من غير القاطنين فيها، من الوصول إليها، في وقت أقدمت فيه قوات الاحتلال على تدمير العشرات من المنشآت الاقتصادية فيها بذريعة البناء بلا ترخيص.

أخطبوط الاستيطان

تؤكد الإحصاءات الفلسطينية الرسمية، أن محافـــــظة جنين تعتبر من أكثر المحافظات تضررا من السياج الإسرائيلـــي الفاصل الذي سلبها معظم أراضيها، في حـــين يشكل الاستيطان الوجه الآخــــر للسيـــاسة الإسرائيلـــية القائمة على مصادرة أكبر قدر ممكن مـــن الأرض الفلسطـــينية.
هنا تقع جنين .


هنا تقع جنين .
وينتشر في محافظة جنين كثير من المستوطنات التي أقيمت على الأراضي المصادرة، وأكبرها مستوطنة «شاكيد» حيث يسابق المستوطنون الزمن في توسيع هذه المستوطنة التي أقامتها سلطات الاحتلال في مطلع الثمانينيات لتلتهم المزيد من الأراضي الفلسطينية المصادرة من قريتي نزلة الشيخ زيد وطورة الغربية وعدد من التجمعات السكانية المحاذية للخط الأخضر غرب جنين. وتواصل عدة بلدوزرات إسرائيلية تنفيذ أعمال توسيع هذه المستوطنة، علاوة على مستوطنتي «حنانيت» و«تل منشه» اللتين يشملهما التوسع الاستيطاني المستمر. وقال عضو المجلس القروي لطورة الغربية، أحمد قبها، إن سلطات الاحتلال بدأت القيام بحفريات ضخمة تمهيدا لبناء مئات الوحدات السكنية في مستوطنة «شاكيد»، ضمن مخطط يهدف إلى توسيع هذه المستوطنة التي تقع أجزاء منها في داخل الخط الأخضر، ولكن معظمها على أراضي فلسطينية محتلة عام 1967.
وأضاف: إن سلطات الاحـــــــتلال قررت وضع اليد على ما مساحته 380 دونما من الأراضي الزراعية في المنطقة لتوسيع مستوطنة «شاكيد»، ويجد أصحابها صعوبات كبيرة في الوصول إليها، خصوصا بعدما أصبحت داخل ما تطلق عليه سلطات الاحتلال اسم «المنطقة الحرام» الواقعة بمحاذاة السياج الفاصل والمستوطنة. وتحظر سلطات الاحتلال على الغالبية العظمى من أصحاب تلك الأراضي الدخول إليها إلا بموجب تصاريح تمنحها «الإدارة المدنية» لعدد قليل من المزارعين، وتقتصر في غالبيتها العظمى على كبار السن ممن يعجزون عن فلاحة أراضيهم أو قطف الزيتون فيها، وهي تصاريح غالبا لا يتم منحها للشبان بذريعة «المنع الأمني».
يرى أهالي التجمعات السكانية المحاذية لسياج الفصل العنصري والقريبة من المستوطنات في إقدام سلطات الاحتلال على استئناف أعمال البناء وإقامة وحدات استيطانية جديدة في مستوطنة «شاكيد»، نكبة جديدة لهم. ومن بين هؤلاء، أهالي قرية نزلة الشيخ زيد المنكوبة بالمستوطنات والسياج، حيث فقد هؤلاء أكثر من ألفي دونم من أراضيهم الزراعية التي أصبحت معزولة خلف السياج، وتنتشر فيها قطعان الخنازير البرية التي هاجمت مرات عدة المزارعين وأصابت عددا منهم، ومصدرها كما يؤكد الأهالي المستوطنين ممن نشروا المئات منها في تلك المنطقة، في محاولة منهم للحيلولة دون تمكين المزارعين من دخول تلك الأراضي، في حالة السماح لعدد منهم بذلك بموجب تصاريح خاصة.
ثورة القسام

يفخر أهالي تلك القرية، بأن أراضيها كانت مسرحا للاشتباكات المسلحة بين ثوار الشيخ عز الدين القسام ضد قوات الاستعمار البريطاني. ويروي الأهالي أن الشيخ عز الدين القسام سقط شهيدا ومعه مجموعة من الثوار، على بعد أمتار قليلة من القرية في منطقة أصبحت معــــــزولة بالسياج ومحاذية لمستوطنة «شاكيد». وقرروا إقامة نصب تذكاري للشهيد القسام في الموقع نفسه الذي استشهد فيه في التاسع عشر من تشرين الثاني 1935، عندما حاصرته القوات البريطانية في عملية عسكرية بدأت فجر الخامس عشر من الشهر ذاته.
أقدمت سلطات الاحتلال علـــــى عزل أكثر من ثمانية آلاف دونم من الأراضي الرعوية والحرجـــــية، خلـــــف السياج الذي التهم أكثر من ثلث مساحة أراضي القريـــــة. ونفذت أعمال التوسعة في مستوطنة «شاكيد» التي أنـــــشأ الاحتلال على أطرافها عددا من مصانع الحديد ومعامل الســــــــجاد والإطارات، ما تسبب بتلويث البيئة، في وقت حوَّل فيه المستوطنون مياه مجاريهم إلى الأراضي الزراعية التابعة للقرية.


* صحافي مقيم في جنين







رد مع اقتباس
قديم 10-07-2013, 10:14 AM رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
م .نبيل زبن
المؤسس
 
الصورة الرمزية م .نبيل زبن
إحصائية العضو







 

م .نبيل زبن غير متواجد حالياً

 


افتراضي


اخي ابن فلسطين
انت مصدر فخر لفلسطين و لعجور و لي شخصيا
بتواجدك و عطاءك الكبير
شكرا لك







رد مع اقتباس
قديم 10-07-2013, 03:36 PM رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
شذى العطور
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية شذى العطور
إحصائية العضو






 

شذى العطور غير متواجد حالياً

 


افتراضي




سلمت يمينك على طرحك للموضوع

بانتظار جديدك بشوق

وردي وعبير وردي








رد مع اقتباس
إضافة رد

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:21 PM بتوقيت عمان

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. Designed & TranZ By Almuhajir
[ Crystal ® MmS & SmS - 3.6 By L I V R Z ]
mess by mess ©2009