يا طـالـب المـجــد فـي عجــور مــورده =عـــذب مـعـيــن يـروّي غــلــة فـيـنـــــا=شــــم الأنــــــوف أبــاة دام عـــزهــــــم =هـــم الأوائــل إن نــادى مـنــاديــــــنــــا=تـفـوح يـا بـاقـة الأزهـــار فـي وطـنــي =فــوح الأريـــج ونـفـح الطيــب يغـريـنـا كلمة الإدارة


مبارك .........مبارك لعجور ومنتديات عجور       »     عجور التاريخ و الحضارة - الحلقة الثانية       »     سجل الوفيات لعجور ١٣٢٠هـ -١٣٣٠هـ ١٩٠٢م - ١٩١١م       »     عجور التاريخ و الحضارة       »     ميزانية قرية عجور - 1939       »     عجور - وقوعات الزواج 1915م       »     عهد عشائر عجور بالحفاظ على اراضي عجور المشاع و عدم بيعها لل       »     اول أحصاء(حصر نفوس) موثق لسكان عجور1878م       »     أراضي عجور المشاع - حصري       »     اسماء من عجور مطلوبون للضريبة 1       »     ضريبة الانتداب البريطاني "3"       »     عجور - لجنة 18 ( اللجنة القومية لعجور)       »     أراضي عجور الحكر       »     عجور التاريخ و الحضارة-الحلقة الثالثة       »     علم النفس الاجتماعي       »     ملوك المملكة الاردنية الهاشمية       »     موسوعة صور القدس- زهرة المدائن       »     دليل الجامعات العربية و العالمية       »     روائع الشعر العالمي       »     موسوعة الاصول و القبائل العربية كاملة       »    

آخر 25 مشاركات
ملف عن الحج وما يتعلق به (الكاتـب : نور الهدى - آخر مشاركة : قلم حزين - )           »          كبرت بنتــي / قصة مؤثرة (الكاتـب : أمان - آخر مشاركة : قلم حزين - )           »          مبارك .........مبارك لعجور ومنتديات عجور (الكاتـب : م .نبيل زبن - آخر مشاركة : نور الهدى - )           »          عجور التاريخ و الحضارة - الحلقة الثانية (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          سجل الوفيات لعجور ١٣٢٠هـ -١٣٣٠هـ ١٩٠٢م - ١٩١١م (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          عجور التاريخ و الحضارة (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          ميزانية قرية عجور - 1939 (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          عجور - وقوعات الزواج 1915م (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          عهد عشائر عجور بالحفاظ على اراضي عجور المشاع و عدم بيعها لل (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          اول أحصاء(حصر نفوس) موثق لسكان عجور1878م (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          أراضي عجور المشاع - حصري (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          اسماء من عجور مطلوبون للضريبة 1 (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          ضريبة الانتداب البريطاني "3" (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          عجور - لجنة 18 ( اللجنة القومية لعجور) (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          أراضي عجور الحكر (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          عجور التاريخ و الحضارة-الحلقة الثالثة (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          كيف و متى تحدثين طفلك عن التحرش ؟ (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          قصص اطفال للبنوتات الحلوين (الكاتـب : اميرة عجور - آخر مشاركة : م .نبيل زبن - )           »          علم النفس الاجتماعي (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          ملوك المملكة الاردنية الهاشمية (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          موسوعة صور القدس- زهرة المدائن (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          دليل الجامعات العربية و العالمية (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          روائع الشعر العالمي (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          موسوعة الاصول و القبائل العربية كاملة (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          ضيف اليوم بصراحة (الكاتـب : Big heart - آخر مشاركة : ajoor - )


العودة   منتديات عجور - بيت كل العرب > الاقسام الفلسطينية > مدن و قرى فلسطين
مدن و قرى فلسطين مدن و قرى فلسطين



إضافة رد
قديم 03-29-2013, 07:53 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
ziad sukkar
عضو مبتدئ
 
الصورة الرمزية ziad sukkar
إحصائية العضو






 

ziad sukkar غير متواجد حالياً

 


افتراضي شهود عيان على جرائم اليهود- الجزء الثالث


تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها
شبكة عجور الحاسوبية
http://***************/zikrayat.html

شهود عيان
على جرائم اليهود - الجزء الثالث

تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

حمامة٣ *ذكرين*ملحمة دير ياسين *مجزرة الدوايمة*قبيبة ابن عواد

***************************
تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها


القرية

حمامة

1948 التاريخ

الاسم:عبد الحي عبد محمود عوض العمر:72عاما البلدة الأصلية:حمامة العنوان الحالي:خان يونس –حي الأمل

القصة

تحدث الحاج عبد الحي في البداية عن بلدته حمامة وقال: يحد حمامة في الجنوب المجدل(عسقلان) ومن الشمال اسدود ومن الشمال الشرقي بيت داراس ومن الشرق جولس ومن الجنوب الغربي الجورة ومن الغرب كروم العنب والبحر وبين اسدود وحمامة كروم العنب في منطقة اسمها"الحرية" ويصف الحاج عبد الحي البلد قائلا :" كان في حمامة مدرسة تقع والشمال الغربي فوق المقبرة وبعدين الحارة الغربية فيها بئر ادريس ابو عودة ووسط البلد كان بئر عرقوب وهو"ولي" وبنوا الجامع فوقه وصار اسمه جامع ابو عرقوب. و كان في الشمال بين اسدود وحمامة كوبانية يسميها اليهود"نتساريم" ، ويقال لها الكيبوتس وكان في الكيبوتس قصر وبيارة. ويشير الحاج عبد الحي الى أيام حرب 1948 ويقول"الهجوم الصهيوني على بلدنا كان في شهر 11 بعدما خرب العنب والتين في أول الشتاء وقبلها كانوا قد هاجموا من الشمال وحذفوا عليهم قنابل بحر وهذه كانوا يرموها في البحر تقتل السمك وكانت دائما بيننا وبينهم مناوشات تقع في منطقة كروم الحرية. وكانت قبل تلك الهجمات قافلة تمر بين المستعمرات فوضع المقاومين لغم ووقفوا على الطريق وصاروا يطخوا وفيه مسلح من اليهود نزل وصاروا بدوهم يقتلوه وقتل يومها من اهل البلد ثلاثة واحد اسمه (يحي عوض) في العشرينات واحد اسمه (احمد شحاده) وبيقولوا له " ابو فياش" واحد اسمه( احمد زهرة) واثنين قتلوا لم يعرفوا كيف قتلوا من اليهود أو من نار المسلحين وهم من دار (الخواجة) ودفناهم جميعا في حمامة. وبعدها سحبوا المصفحات واخذوا أهل بلدنا واحده من المجادلة وأخذوا واحده ثانية. ويتابع الحاج يحي عبد الحي "في الهجمة الأخيرة دخلوا من الشمال وطلع مختار البلد (العبد الهباش) يسلم حاله فطخوه وهو رافع الراية البيضاء. ويتذكر عبد الحي من الذين قتلوا واحد من البلد استشهد أثناء هجوم المقاومين والجيش المصري على نتساريم وتم دفنه في البلد وأصيب واحد اسمه (عبد الصمد عوض) وبقيت الرصاصة في رقبته حتى مات بعد الهجرة بكثير. ويقول: كان في البلد بعض الأسلحة اشتراها الناس من مصر وأسلحة سرقوها من الإنجليز وعندما انسحبت المصريين وجاءت الطيارات استمر القصف طول الليل ولمدة أسبوع وبعدها خرجنا من البلد. ويذكر الحاج عبد الحي أبرز المقاومين في البلد ومنهم (أبو عمر طبش) من دار شحاده و(عطا عبد الوهاب الفار) والشهداء الذين ذكرتهم سابقا. ويرجع الحاج الى ما فعله اليهود في البلد بعدما دخلوها فقد جمعوا الختيارية والأولاد والصغار وأخذوا نفرين إمرأه من دار (الدقشة) أصلها مصري ورجل من دار (الجالوس) وهؤلاء مصيرهم مجهول؟ ويضيف : في هجرتنا إلى غزة وخان يونس بعدها كانت أحوالنا يرثى لها فلم تكن معنا أشياء سوى نصف كيس شعير ونصف كيس ذرة. وبعدما هاجرنا رجعت أنا وأبوي لأخذ "المصاري" التي تركناها ورائنا ولم نجدها وقالوا الناس ان اليهود قتلوا واحد ورموه في بئر المجاري تبع البلد واسمه (محمود جعفر) شاب كان على البركة خفيف العقل. ومثلنا ناس تسللوا إلي البلد ورجعوا وأخرين راحوا ولم يعودوا منهم شابين من دار (الزهار) وحاصرهم اليهود وطخوهم في البيارة. وواحد مجدلاوي من دار (شرشر) حبسوه اليهود مده من الزمن وعاودوا رجعوه على غزة. وواحد من بلدنا لقبه"اكوانين" حبسوه مده وعندما أرادوا تركه والإفراج عنه أخذوه عند وادي هربيا وطخوه ومرته أخذته من منطقة الواوي ودفنته في غزة واثنين من المجدل اجوا لأهلهم على المجدل من دار"العنيني" مسكوهم في البلد بعدما هاجموهم في الجرن وكانوا يحملوا هويات لنا ومسكوهم واحد منهم من يبنا وأخذوهم وكسروا رؤسهم بالبلطات وراحوا لأهلهم وقالوا لهم أولادكم في المقبرة وروحوا خذوهم. القصة عبد الحي عبد محمود عوض الراوي

*******

القرية

ذكرين

1948 التاريخ

تجربة النكبة واللجوء

رشاد أبو شاور

[ألقيت في ورشة "الذاكرة الشفهية الفلسطينية والهوية الوطنية" التي عقدت يومي 16 و17 أيار عام 2003، في مبنى الخالصة بمخيم اليرموك، قاعة الشهيد سمير درويش].

منذ عقود وأنا أعد نفسي لكتابة رواية طويلة، في أجزاء، عن تجربة النكبة واللجوء، التي عشتها مع أسرتي، وأبناء وبنات جيلي، وشعبنا الفلسطيني بعّامة. وها هي السنوات تمر وأنا أدوّن الملاحظات، والانطباعات، والأفكار، وأرسم ملامح الشخصيات، وأدقق في الأحداث، وأتابع التفاصيل، بحيث تكدّست لدي أوراق كثيرة، واكتظت ذاكرتي بما يثقل عليها، ويضنيها، ويؤرق صاحبها...

ومنذ سنوات وأنا أكتب الروايات، والقصص القصيرة، والمقالات الأدبية في الصحف العربية، والمقالات السياسية، ناهيك عن نشاطات أدبية أخرى، ومع ذلك أقول لنفسي ما أحوجني للمزيد من الجهد، والعمر لأكتب عن تجربة النكبة واللجوء! لا بأس، فلأقل شيئاً متواضعاً ومختزلاً عن تجربة النكبة واللجوء، إن كان هذا يضيف شيئاً لكم...

ولدت في قرية ذكرين، وهذا اسمها كما نلفظه نحن أهل تلك القرية من قرى قضاء الخليل، ولكنها في الكتب، وبخاصة في موسوعة "بلادنا فلسطين" (للراحل الحي مصطفى مراد الدباغ)، كتبت زكرين، وأهالي القرى المحيطة بنا، صمّيل، رعنا ،كدنا، دير الدبّان، وحتى بركوسيا، وبيت جبرين، والدوايمة، وعجّور، وبعيداً حتى قرى قضاء الخليل الفوقانية، والتي لم تسقط تحت الاحتلال الصهيوني عام 48، مثل دورا، ويطّا، وخراس، والسموع.. فإن قريتنا تعرف بـ"ذكرين البردان" _ بفتح الراء والدال _ وهذا يعود إلى أن قريتنا تشتهر بماء آبارها البارد، وغزارة مائها الذي يتجمع في آبارها الأربعين، والتي تختزن الماء شتاءً وصيفاً...

في تسمية قريتنا بـ"ذكرين البردان" غمز من أهل قريتنا، فهم هادئون، ليست فيهم نوازع عدوانية، أو مرجلة زائدة عن الحد، وهم بطبيعتهم غير مزواجين، فالذكور يكتفون بزوجة واحدة، ولذا انتشرت حكمة تقول: إذا أردت لابنتك أن تعيش مبسوطة فزوّجها من ذكريني، لأنه لا يتزوج عليها، ولأنها غالباً تحكمه!

أهل قريتنا ديمقراطيون بالفطرة، بسبب الماء، ولأن اسم قريتهم يحمل معنى العيد _ اعتمد في المعلومات على ما كتبه الراحل الكبير مصطفى مراد الدباغ _ فقد عاشوا ودعاء، يزرعون الأرض بالقمح، والشعير، والذرة، ويسوّرون كرومهم بالصبّار، حيث تعيش الأرانب البريّة، وبنات آوى، وفي شعاب وديانهم يكثر الحجل، والحمام البرّي يهدل على أغصان زيتونهم العريق، الذي يعود إلى العصر الروماني...

يكتب المرحوم الدبّاغ: زكرين بكسر أوله وثالثه وسكون ثانيه وياء ونون. لعل (زكرين) من جذر ذكر ... (العربي القديم) المشترك بمعنى (العيد و الذكرى) أو تحريف لاسم زكري بمعنى (مذكور)...

في كتاب الدكتور وليد الخالدي "كي لا ننسى" ورد عن ذكرين ما يلي: احتل لواء غفعاتي التابع (للجيش الإسرائيلي) زكرين في 22- 23 تشرين الأول/ أكتوبر عام 48...

وبحسب الدكتور الخالدي، فقد أكد وسيط الأمم المتحدة رالف بانش أن القوّات (الإسرائيلية) قامت بتنفيذ عمليات مخطط لها على الجبهة الجنوبية.. والدكتور بانش يقصد أن تلك القوّات هدفت إلى طرد أهالي تلك القرى بالقوّة...

في قرية ذكرين المحاطة بالطرق الترابية التي تصلها مع القرى المجاورة انتشرت حواكير التين والعنب والزيتون، وحقول الحنطة، والمقاثي، ومدرسة واحدة فيها مدرّس واحد، وبحسب ما علمت من أبي فإن ذلك المدرّس هو الشاعر خليل زقطان، من قرية زكريا الجارة لقريتنا، والذي عرفته فيما بعد في "مخيم الدهيشة" قرب بيت لحم، ثمّ شاءت الأقدار أن أتعرف به عن قرب في عمّان بعد نكبة حزيران 67، وأن أحفظ الكثير من قصائد ديوانه "صوت الجياع"...

في قريتنا كانت سيّارة واحدة، صاحباها رجل أعمى يصّر على الجلوس بجوار السائق، وإعطائه الأوامر بسلوك الطرق، وحتى الانعطاف في أمكنة يظّن هو أنه يعرفها، حتى أنه كان يتدخّل حتى في دوس السائق على البنزين. ذلك الرجل هو أحمد ظاهر، وشريكه هو خالي غير الشقيق لأمي...

تلك السيّارة نقلت أمي زينب محمد صالح الصوص، بعد أن انكسر لوح خشبي تحت قدميها لتهوي على حزام بابور الطحين، وتتعرض لكسور في ساقها، وذراعها، وتمزيق أحد ثدييها، وتمزّق ثوبها، فيرتفع صوتها: أفا عليكم يا رجال، غطّوا لحمي. ويغطي أحد الرجال لحم زينب بعباءته، بينما هي توصي صاحباتها أن يعتنين بابنها رشاد، ثمّ لتموت في القدس بعد ثلاثة أيام، وتدفن في قبر يحتضن جسدها إلى جوار والدها وجدتها وعمتها، ولتلحق بها أختي معزوزة بعد شهرين تقريباً. (لقد نسيت أمي أن توصي صاحباتها بأختي معزوزة، ربما لأني ذكر، وهذا ما سيحفظ ذكرها)...

قريتنا الوادعة، قرية الذكر، والذكرى، والعيد تعرّضت لهجمات كثيرة من العصابات الصهيونية، التي فاجأت أهلها، وإليها وفدت وحدة عسكرية من الجيش المصري الذي كان يضم جنوداً مصريين وسودانيين، ففاروق هو ملك مصر والسودان، ولقد اتخذت تلك الوحدة من مدرسة قريتنا مقراً لها...

الطفولة الشقيّة تفتحت على دوي الرصاص، وهدير طائرة في فضاء قريتنا التي لم تعرف من قبل سوى رفوف الطيور الأليفة، أو المهاجرة موسمياً...

في ذكرين رأيت ابن الشيخ سالم تيلخ وهو يركض رافعاً بندقيته، لنجدة مدافعين عن قريتنا تعرّضوا للهجوم، ثمّ رأيته ممدداً في (الدسكرة)، وجهه إلى السماء، وهو بملابسه العسكرية، كأنه ينام...

كان ذلك أول شهيد من قريتنا، وللآن أخطئ في ذكر اسمه إن كان محمداً، أو محموداً، ومن الغريب أن اسمه لم يرد في قائمة الشهداء الذين ضمهم ملحق كتاب "كي لا ننسى"!

لقد رأيت جدّتي أم أبي وهي تفرد (غدفتها) لتصد بها الرصاص عن ابنة عمي التي كانت محمولة فوق أغراض على الحمار، أي أن جدتي لم تكن تعرف أن الرصاص يخترق القماش الأبيض الذي تغطي به رأسها!

أمّا امرأة عمّي فكانت تفرد جسدها فوقنا لتحمينا من قذائف الطائرات التي ألقيت على بلدة (بيت جبرين) حيث رحّلنا أهلنا لنكون في مأمن بينما يواصلون هم الدفاع عن قريتنا... عندما سقطت قرى الخليل تلك، ومنها زكرين، رحلنا إلى الخليل في سيارة شحن، عدّة عائلات، ولقد رأيت عمّي حسن وهو يتطلع بانكسار صوب قريتنا، وسمعته يردّد: مع السلامة يا دورنا، يا أرضنا، يا..

وسمعت تعبيرات لأول مرّة اسمعها: يا من درى بنعود يوم من الأيام؟ يا من يدري...

ولقد رحل كثير من الذين طرحوا سؤالهم الحارق الملتاع: يا من درى بنعود يوم من الأيام، ومن ردّدوا: اللقا ليوم اللقا.. أي اللقاء يوم اللقاء، وكأنما هم ينتظرون اللقاء بالعدل السماوي الإلهي...

زكرين صارت وراء الظهر، تلتوي الأعناق، وتتطلع العيون بحسرة، ولكن سيّارة الشحن تمضي بنا من بيت جبرين إلى الخليل، أي إلى اللجوء والغربة...

أيام الجوع، والتسلّل، والثلج، والتعلم تحت الخيام:

بدأت أيام الجوع. فالمقتلعون من قريتهم لم يحملوا معهم سوى القليل من القمح والشعير، وحتى الفراش...

أقمنا في غرفة فسيحة، ضاقت على من ازدحمت بهم من العائلات، في أحد كروم منطقة (جورة بحلص) التي يقيم فيها الخلايلة في موسم الصيف، موسم العنب والتين، وجورة بحلص شهدت معارك مع الإنكليز في ثورة 36- 39، والتي قادها في جبال الخليل البطل عبد الحليم الشلف (أبو زياد) والذي شارك أبي تحت إمرته في بعض تلك المعارك، وربطته به علاقة صداقة طالما اعتز بها...

الجوع، البرد، الحزن، حالة الانكسار هذه بعض عناوين تلك الأيام.

سمعنا بالصليب الأحمر، ولكن لم تطل إقامتنا، وانتقلنا إلى مخيم (الدهيشة) الواقع بين بيت لحم والخضر، غير بعيد عن الخليل.

آنذاك أخذ الكبار يتسللون إلى القرى ليجلبوا منها ما تركوه من مال، ولباس، وحنطة، ولقد اشتبكوا مع قوّات الاحتلال، وقتل منهم من قتل...

ما زلت أتذكر عمي (عثمان) الذي حضر إلينا من مكان ما، وبات عندنا عدّة ليال، ومن بعد توّجه مع عدد من (المتسللين) إلى زكرين، ولكنه.. لم يعد!

الحكايات كثيرة عن تلك الأيام، وبخاصة عن الذين تسللوا، أو غرّبوا _ اتجهوا غرباً _ حيث قرانا، ولم يعودوا، ومنهم من عاد بساق مبتورة، أو يد واحدة، أو بعد فقد عين، أو...

لقد ناح طائر (البوم) في فضاء مخيم الدهيشة، ذلك الطائر الذي يتطيّر منه الفلاّحون، ويرونه نذير شؤم، وكم صحوت في الليل على امرأة عمي وهي تسأل الله اللطف في حين يصيح طائر البوم، ولا يبتعد إلاّ عندما يهب بعض الأشخاص ويلاحقونه بالحجارة...

أربع سنوات أقمنا في مخيم الدهيشة، سقط علينا فيها الثلج، ذلك الذي لم أعرفه في البداية، وأذكر أنني عندما فتحت باب الخيمة ذهلت من حقول البياض التي غطّت الأرض، وامتدت لمسافات، ولقد ركضت دون حذر في ذلك البياض، ثمّ أخذت ارتجف، وعرفت أن هذا البياض ليس أليفاً، ولا حنوناً، وأنه شديد البرودة. ولأننا لم نحتمل الثلج تحت الخيام التي تمزّق بعضها، وتطاير بعضها، وغرق بعضها، وأوحلت أرضها جميعاً، فقد تم نقل عوائل كثيرة إلى بيت لحم، وفي مسجد عمر بن الخطّاب قبالة كنيسة المهد مكثنا لأيام، حتى خفّت موجة الثلج والبرد والرياح الهوج...

في الدهيشة شاهدت أول مظاهرة، ورجمت مع الراجمين الخيام، ولم أعرف لماذا يحدث ما يحدث، ولكنني صرخت مع الصارخين، ومن بعد بدأت رحلة الغضب على الخيام، واللجوء...

تلك السنوات بين بيت لحم والخضر، لم نوّفر فيها شيئاً، كنّا ننطلق كالجراد إلى الحقول، نأكل العنب وهو حصرم، التين وهو عجر، النباتات، أي شيء، وهذا ما جنّن أهالي الخضر بخّاصة، مع أنهم تحملونا كثيراً...

ومن بعد حملنا ذوونا إلى أريحا، حيث الدفء، فبرد بيت لحم لا يحتمل، خاصة ونحن أشباه عراة.

أقمنا في مخيم النويعمة، وهو أحد أربع مخيمات تتبع لأريحا، هي: عقبة جبر، عين السلطان، النويعمة، العوجا...

في المخيمات تساكن أهالي القرى بشكل متجاور، وكأنهم بهذا لا يعترفون بما يفعله اللجوء، فأهل كل قرية، أو بلدة نصبوا خيامهم متجاورين، ومن بعد بنوا بيوتهم الطينية، وصاروا ينتسبون لمخيم بعينه ولكنهم أورثونا الانتساب إلى قرى، وعوائل، وملأوا رؤوسنا ونفوسنا بالحكايات عن أصولنا، حتى أننا حفظنا ملامح قرانا، وما يميّزها...

في النويعمة عرفنا وكالة الغوث، وطابور الإعاشة، وكم رأيت رجالاً يوارون وجوههم خجلاً من ذلك المشهد، ونساء يسترن وجوههن بأغطية رؤوسهن حتى لا يراهن أحد...

في النويعمة سمعنا بأمراض الجدري، والسل، وأمراض أخرى، وبدأت إبر تغرس في أذرعنا النحيلة والتي هي جلد على عظم، وتشطّب جلودنا بما يشبه الشفرات، وانتشر العشاء الليلي، أو ما اصطلح عليه بـ (الهدباد)، ولذا جرّعنا زيت السمك اللزج السيئ الطعم، والذي تحمّلنا طعمه طمعاً في حبة التمر التي تمنح لنا لتحلية أفواهنا...

لشدّة الفقر لبسنا أي شيء، فأنا شخصياً لبست قطعة من بطّانية سوداء خشنة، فصّلت لي على شكل هندية (قمباز)، وهي خشنة لأنني كنت ألبسها على اللحم، أو ما يفترض أنه لحم!

ولأن أريحا غنيّة بالينابيع فقد شمّرت الأمهات عن زنودهن وبدأن في دعك أجسادنا، وحميننا من الأمراض، وهنا لابدّ أن أتذكّر الصابون النابلسي بكل تقدير لأنه جعل رؤوسنا تخلو من القمل، بعد أن انتشر القمل وتفشّت البراغيث...

في أريحا عشقت الحقول، والبراري، وصوت الأرغول...

كان لا بدّ أن يتزاوج الفلسطينيون، وأن يعيشوا الحياة على شظفها وفجائعيتها، ولذا أخرجوا النايات _ الشبّابات_ والمجوزات، والأراغيل، وعمّروا أعراساً في ليالي الصيف، مع (السامر والدحيّة، والدبكة، والزغاريد...).

وآنذاك بدأنا نعرف المذياع، وصوت العرب، والأحزاب، وصارت فلسطين حكايات، ودروساً في الجغرافيا، وبطولات تروى، وحلماً لا بدّ أن يتحقق بالعودة...

لقد ولد جيلي في فلسطين، لكنه عاش خارج فلسطينه (على أرض فلسطينية دون استقلالية)!

ومع نمو أجسادنا، وعقولنا، ومعرفتنا بدأت رحلة عذابنا ووعينا. لقد كتبت قبل سنين بعيدة: الناس في هذا العالم يكبرون في بلادهم، أمّا نحن فتكبر بلادنا فينا! ولقد كرّرت هذه المقولة، وأحسب أن آخرين ردّدوها.

لم تكن تلك مقولة رومانسية، فجيلي، داخل فلسطين تحت الاحتلال، أو في المنافي (اللجوء، والشتات) لم يكبر على أرضه، وفي أرضه بشكل طبيعي كباقي البشر، وكان عليه أن يتعرّف على وطنه، قريته، أو مدينته، جذوره، حقوله، بيته، من أفواه الأمهات، والجدّات، والآباء، ومن بقي من الأسلاف... شاءت أقداري أن أتنقل بين المخيمات، من مخيمي الدهيشة والنويعمة في فلسطين إلى مخيم اليرموك في سورية، ومن ثمّ أعود إلى مخيم النويعمة، ثمّ بعد نكبة حزيران أرحل إلى عمّّان وأقيم في مخيم النصر.. يا للمفارقة، بعد الهزيمة أسكن في مخيم (النصر)!!

ثمّ أنتقل من جديد إلى سورية، فأقيم في اليرموك.. ومعي زوجتي، وننجب في اليرموك جيلاً جديداً من اللاجئين.. و.. ومن بعد إلى لبنان، لأقيم في صبرا، أي في مدخل شاتيلا!

رحلة عجيبة! قد لا تقارن برحلات فلسطينيين آخرين!

لكنني منها تعلّمت، وهذا ما تجدونه في رواياتي، وقصصي، ومقالاتي، وكتاباتي للفتيان، وأسلوب حياتي...

الحفاظ على الذاكرة الفلسطينية* واجب وطني، وقومي، وإنساني:

يمكنني أن أتحدث لأيام متواصلة ودون توّقف عن تجربة النكبة واللجوء، وهذا ما بمقدور غيري أن يفعله، ولكن كل الكلام سيذهب مع الريح إن لم يدوّن، شعراً، ونثراً، وتاريخاً، وجغرافياً، وسرد معارك وبطولات، ودراسات، وسينما، ومسرحاً، وتطريزاً، وحفاظاً على آلاتنا الموسيقية، وغنائنا الشعبي...

المذابح التي اقترفها عدونا الصهيوني في قرانا، ومدننا، ومن بعد في مخيماتنا، كلّها كان الغرض منها دفعنا للهرب والنجاة بحياتنا الشخصية، وتحويلنا إلى كائنات بلا جذور. وبالترافق مع المذابح تمّت عمليات السطو على تراثنا، وفنوننا، وحتّى أكلاتنا الشعبية.

نحن مشرّدون في أقطار عربية تناصب الفلسطيني العداء، أو الشك، وتضيّق عليه، وتباعد بين الفلسطينيين فتحرمهم من التواصل غالباً...

تراثنا في المنافي يتعرض للذبول إن لم نصنه، وهذا واجب كل حريص، وصاحب فكر، وضمير، وكل قادر بالمعنى المادي، والفكري، والإبداعي...

لقد طرحت هذا السؤال مراراً في السنوات الأخيرة، خاصة وأنا أرى، وأعيش ما يتعرض له شعبنا الفلسطيني:

- ما الذي يوحّد الشعب الفلسطيني المشتت في الأقطار العربية، والمشرّد في بلاد العالم وقارّاته؟ أجيب:

_ الثقافة!.. ثقافته، وثقافته المكتوبة، تلك هي التي تصون وحدته، وتعمّقها، وتحرسها...

الأجيال الفلسطينية تختفي ويختطفها الموت الذي هو نهاية كل حي، وبخاصة من ولدوا وعاشوا في فلسطين، من عرفوها، وحفظوها في ذاكرتهم، والأجيال التي جاءت بعدهم، جيلي تحديداً، لم يعرف فلسطين حياةً مستقرة مديدة، ولكنه ولد على ثراها، وهو كان على مقربة من فلسطين، من أفواه الأهل، وحكاياتهم، وأغانيهم.. ولكنه الآن يتأهب للرحيل، فماذا نبقي للأجيال التي ولدت في الشتات واللجوء؟! لابدّ من الكتابة، فكل من عاش التجربة ليس من الضروري أن يكون كاتباً محترفاً ليدوّن تجربته، وذكرياته، وشهادته...

إن حفظ الذاكرة من التزوير ضروري، فثمّة من ينتحلون لأنفسهم أدواراً ليسوا جديرين بها، وفي غياب الشهود، والشهادة الصادقة ستسود الأكاذيب، وستزدهر البطولة المزوّرة.

الحنين إلى المخيم:

ليس المخيم شرّاً محضاً، فقراً، وجوعاً، وغربة...

المخيم صهر الفلسطينيين، فبقدر ما حفظ انتماءهم لقراهم ومدنهم، فإنه قد وحّد انتماءهم الوطني، والقومي. ولذا لا غرابة أن يتبلور الوعي في المخيم، وتزدهر أفكار المقاومة، وتنشر الحزبية...

في المخيم مدرسة، وشارعاً، تعلمنا، وأحببنا، وعشنا علاقات حميمة، وتشربت نفوسنا بالحكايات الشعبية، وأمثولات البطولة، والفداء...

ولذا لا تستغربوا أن أحن كثيراً لمخيم (النويعمة) قرب أريحا، أتذكر عازف الشبّابة، وعازف الأرغول، وعازف الربابة، وليالي الأعراس الفلسطينية النقيّة من كل شوائب، والتي ما زالت أغانيها، وسهراتها في البال...

لن أنسى اللويح الذي كان يأتي من مخيم (عين السلطان)، ولا ذلك الراقص الأعجوبة الحدّاء (أبو فرج)، ولا ذلك المطلع في (السامر): حس الزغاريت هبّني وانا نايم!

أي: صوت الزغاريد أيقظني من عميق النوم...

ولن أنسى نظرات بنات مخيمنا، وهن يحملن جرار الماء الراشح على مناديلهن، وعيونهن ترسل كلاماً من تحت لتحت.. يا لتلك العيون!...

ولن أنسى التظاهرات، والسجن المركزي في أريحا، و...

المخيم! .. إنني أفرح كلّما عدت إلى مخيم اليرموك، أفرح وأنا التقي بشباب وشّابات أتعرف على ملامحهم، وأحزن وأنا أرى صور بعضهم على الحيطان.. شهداء على أرض عربية افتداء للأمة، إن في لبنان، أو العراق، أو...

الذاكرة الحيّة:

الذاكرة الشفوية تضمحل وتندثر إذا لم تلقّم بالمعلومات التي تقوّيها، وتنعشها...

أتوقف هنا لأحيي ذكرى المعلّم مصطفى مراد الدبّاغ صاحب موسوعة "بلادنا فلسطين"، والدكتور وليد الخالدي صاحب "كي لا ننسى" و "قبل الشتات"، والدكتورة بيان نويهض الحوت صاحبة "القيادات والمؤسسات الفلسطينية"... وما تركه لنا عارف العارف صاحب كتب "النكبة"، والدكتور أنيس صايغ الذي لا تعد مآثره، والدكتورة خيرية قاسمية، ومن يكتبون مذكراتهم بنزاهة وتواضع وصدقيّة مشهود لها كالأستاذ بهجت أبو غربية، وحنّا أبو حنّا، ونجاتي صدقي، وكثيرين أيضاً يستحقون الثناء، وروّاد الفن الفلسطيني وفي مقدّمتهم إسماعيل شموط، والمعلّمة سميرة عزّام، وشعراء النكبة عبد الكريم الكرمي "أبو سلمى"* وهارون هاشم رشيد، ويوسف الخطيب، والفنان الشعبي نوح إبراهيم، والفنّان الشعبي (الحسون)، والشعراء الشعبيين، والزجّالين، وعازفي الأرغول...

هنا لا بدّ أن أتوقف قليلاً لأنبه إلى أن آلاتنا الموسيقية الشعبية في خطر من النسيان والاندثار. فالأرغول، والمجوز، والشبّابة هي جزء من روحنا، هي شخصيتنا، هي التي تشكّل مع الحكاية، والشعر الشعبي، والتطريز ملمحاً أصيلاً من شخصيتنا وهويتنا، والحفاظ عليها حفاظ على تواصل أجيالنا، وجدارتنا بالحياة...

أمّا أبناء وبنات جيلي المبدعين فأرى أنهم أعطوا الكثير، ورغم سقوط بعضهم في الطريق _لهم الرحمة_ فإنني أرى أن بمقدورهم العطاء، والمزيد من العطاء، فهم جميعاً اكتووا بنار التجربة، تجربة النكبة واللجوء، وزمن الفداء، والانتفاضة المفتوح على زمن فلسطين، زمن العدل، وانتصار الحق، وتحقيق التحرير والحرية...

ربّما لا نكون في تلك اللحظات المجيدة، لكن ما سنتركه سيكون هناك في العقول، والضمائر، والوجدان، والذاكرة الفلسطينية الحيّة التي لن تموت ما دامت الشمس تطلع والليل يبدده نورها الساطع...

الراوي رشاد أبو شاور

-----------------------------------------------------------------

ملحمة دير ياسين

: قرية امام منظمات صهيون

وليد الخالدي

أستاذ سابق في جامعات اكسفورد (بريطانيا) والأميركية (بيروت) وهارفرد (الولايات المتحدة). عضو أكاديمية العلوم والآداب الأميركية، وأمين سر مؤسسة الدراسات الفلسطينية

--------------------------------------------------------------------------------

- المنظمات الصهيونية تتنافس - المحادثات بين الهاغانا وبين "ايتسل" و"ليحي" عشية الهجوم على دير ياسين - الاستعداد للهجوم - خطة الهجوم وترتيباتها الأخيرة - ليل الجمعة 9 نيسان 1948 - تفاصيل المعركة - شجاعة العرب اوقعت المهاجمين الصهاينة في مأزق - فنون صهيونية في احترام الموت :"انهم يحرقون بشرا" - اخفاء ادلة الجريمة ونهب المنازل - بريطانيا: قعود عن فعل أي شيء - حرب البيانات بين المنظمات الصهيونية - عدد ضحايا دير ياسين - ادعاء الحرص على ارواح العزل من النساء والاطفال - دوافع الهجوم على دير ياسين - موقف القيادة العمالية السياسية والعسكرية في دير ياسين

--------------------------------------------------------------------------------

المنظمات الصهيونية تتنافس

وصل التنافس في الأشهر الأخيرة من الانتداب البريطاني في فلسطين عام 1948 بعد قرار التقسيم ذروته بين منظمة الهاغانا من جهة والمنظمتين الارهابيتين الارغون ("ايتسل") والشتيرن ("ليحي") من جهة اخرى ذلك ان الأولى كانت تمثل التيار "اليساري" العمالي الحاكم بقيادة بن غوريون في المجتمع اليهودي الفلسطيني والاخريين التيار اليميني المتشدد بتعاليم فلاديمير جابوتنسكي البولوني (1880-1940) الذي كان ابرز قادته مناحيم بيغن (البولوني ايضا) خليفة جابوتنسكي.

وكان اهم مجال لهذا التنافس المجال العسكري أي العمليات العسكرية والارهابية ضد الفلسطينيين التي حلت محل مثيلتها ضد البريطانيين في الفترة السابقة لقرار التقسيم، وكان اخطر مسرح لهذا التنافس مدينة القدس وريفها لما تمثله القدس من اهمية رمزية وتاريخية ودينية وسياسية واستراتيجية. وكان حصاد هذا التنافس المرتجى مكاسب سياسية لدى الرأي العام اليهودي في فلسطين تحدد موقع كل من التيارين على الخريطة السياسية للدولة العبرية المرتقبة الولادة فور انتهاء الانتداب في 15 ايار (مايو) 1948 بعد ان حصلت على الضوء الاخضر في قرار التقسيم.

وكان هامش المزايدة لمصلحة "ايتسل " و "ليحي" في القدس على الهاغانا واسعا رحبا ذلك ان موقفهما السياسي المعلن دونما لبس او حرج بالنسبة للتقسيم كان الرفض القاطع المطلق له من حيث المبدأ والدعوة الصريحة لمناهضته بقوة السلاح لاستثنائه مناطق من "اسرائيل" الكبرى في نظرهم "منحت" للدولة العربية بموجب قرار التقسيم وهو القرار الذي استثنى ايضا مدينة القدس وريفها من كل من الدولة العبرية والدولة العربية كما نص على انشاء وضع خاص منفصل

( Corpus Separatum )

لهما أي للقدس وريفها تحت الوصاية الدولية، وبالمقابل كان موقف القيادة الصهيونية المتمثلة بالوكالة اليهودية بقيادة بن غوريون الرسمي المعلن هو القبول بالتقسيم باستثنائاته جميعا بما في ذلك مدينة القدس وريفها وهو الموقف الذي جعل من الممكن اصلا استحصال هذه القيادة على قرار التقسيم، اذ ان الدول اللاتينية الكاثوليكية لما كانت صوتت في حينه في هيئة الامم تأييدا لمبدأ التقسيم لو كان تضمن ادخال مدينة القدس في الدولة العبرية.

بيد انه اذا كان موقف القيادة الصهيونية القبول اللفظي الظاهر باستثناء القدس من الدولة العبرية المرتقبة فان سياستها الفعلية الباطنة المجسدة في خطة الهاغانا الاستراتيجية الكبرى

(خطة دالتا Plan Delta)

السرية كانت ضم القدس وما امكن من غيرها من المناطق العربية (داخل الدولة العربية) الى الدولة العبرية بقوة السلاح، وبالفعل باشرت قيادة الهاغانا بتنفيذ الخطة دال في الاسبوع الاول من شهر نيسان (ابريل) عام 1948 عندما قدرت ارتخاء القبضة البريطانية على البلاد وصلت مرحلة تتيح لها الفرصة بالبدء بتنفيذ خطتها الكبرى وهكذا شرعت في افتتاح خطة دال بعملية "خشون" التي حشدت لها 1500 من مقاتليها وهو ما اشرنا اليه سالفا.


--------------------------------------------------------------------------------

المحادثات بين الهاغانا وبين "ايتسل" و" ليحي" عشية الهجوم على دير ياسين

كان الطرف الاقوى بين المنظمات الثلاث في القدس الهاغانا التابعة للقيادة العمالية بزعامة بن غوريون وكان عداد قواتها في المدنية 5335 جنديا وحارسا وذلك في اول تشرين الثاني (نوفمبر) 1957 قبيل صدور قرار التقسيم. وكان اهم هذه القوات التي نمت وتطورت بعد قرار التقسيم وحدات جيش الميدان ووحدات البالماخ الضاربة. وانقسمت وحدات جيش الميدان الى كتائب ثلاث: كتيبة "مخمش" وكتيبة "موريا"، وكتيبة "بيت حورون" وتمركزت سرايا البالماخ في المستعمرات القريبة من قرية القسطل على طريق تل ابيب - يافا - القدس الرئيسية كما تمركزت وحدة منها في معسكر شنلر في ضاحية غربية من القدس على بعد كيلومترين الى الشرق من دير ياسين. وفي 14 شباط (فبراير) 1948 عين بن غوريون قائد جديدا (للهاغانا في القدس أي للأحياء اليهودية منها) هو ديفيد شلتئيل وزوده بتعليمات فحواها ان عليه انتهاج خطة على مرحلتين في المدينة. المرحلة (1) الى حين خروج البريطانيين في 15 ايار 1948 والمرحلة (ب) مباشرة بعد الجلاء البريطاني، وفي المرحلة الاولى على الهاغانا التحصن واعداد المدينة ومداخلها للدفاع، منع هجر الاحياء اليهودية الحدودية، تأمين المواصلات بالمستعمرات المجاورة، منع اخلاء البلدة القديمة من اليهود، السيطرة على طريق القدس - باب الواد المؤدية الى الساحل والسيطرة في كل فرصة عسكرية وسياسية على أحياء العرب بهدف تأمين تواصل المناطق اليهودية في المدينة جغرافيا، وفي المرحلة (ب) بعد الجلاء البريطاني، تلخصت الاوامر بجملة مقتضبة:"تحرير البلدة القديمة والقدس بأكملها". كان شلتئيل الماني الاصل خدم في الفرقة الأجنبية الفرنسية وعمل رئيسا لاستخبارات الهاغانا قبل توليه منصبه بالقدس وكان رئيس "الايتسل" في القدس مردخاي رعنان بينما كان يهوشع زطلر رئيس "ليحي". وعندما بدأت الهاغانا بعملية "نحشون" في 4 نيسان لاحتلال القرى العربية الواقعة على جانبي طريق يافا - القدس في السهل الساحلي واحتدمت معركة القسطل في جبال القدس بعد احتلالها في اليوم نفسه من قبل قوات البالماخ ضمن اطار عميلة "نحشون" ذاتها شعر قائد "ايتسل" و"ليحي" بالقدس بالحرج تجاه هذا التحرك الواسع النطاق من قبل الهاغانا فقررا ان يقوما بعمل "يضاهي" ما تقوم به الهاغانا. ويقول اسحاق ليفي رئيس استخبارات الهاغانا في القدس في حينه في مذكراته انه نظرا لقلة مواردهما نسبيا ولعجزهما عن القيام بعملية واسعة النطاق على غرار الهاغانا وخشية ان يتم "عزلهما" لدى الرأي العام اليهودي المقدسي وقع اختيارهما على دير ياسين وكان ذلك في 6 نيسان. ويقول مئير بعيل الذي كان يعمل في استخبارات البالماخ "ان قادة "ايتسل" و "ليحي" جاؤوا الى شلتئيل طالبين منه الموافقة على الهجوم على دير ياسين فقال لهم: لماذا دير ياسين؟ هذه قرية هادئة ويوجد اتفاق عدم تعدي بين غيفعات شاؤول (المستعمرة الاقرب الى دير ياسين) وبين مختارها والقرية لا تشكل أي خطر امني علينا ومشكلتنا هي المعركة الدائرة في القسطل والذي اقترحه ان تندمجوا في معركة القسطل وساعطيكم مستعمرة بيت فيغان كقاعدة للهجوم على قرية عين كارم التي تتوجه عبرها النجدات العربية الى القسطل. فاجاب قائدا "ايتسل و ليحي" بان الهجوم على عين كارم عملية في غاية التعقيد فقال شلتئيل: اعطيكم عملية اهون منها، خذوا مستعمرة موتا قاعدة لكم للهجوم على قرية قالونيا "القرية الاقرب الى القسطل": حيث يمكنكم ان تفعلوا ما تشاؤون

( Control* Destroy* Demolish)

لان القوات العربية تتمركز فيها (أي في قالونيا)".

ويتابع ليفي انه عندما تبين لشلتئيل بان قادة "ايتسل" و "ليحي" مصممون على مهاجمة دير ياسين ارسل الى كل من المنظمتين في 7 نيسان الرسالة الاتية:

"اود ان الفت انتباهكم الى ان احتلال دير ياسين والاحتفاظ بها يمثلان مرحلة في خطتنا العامة، ولا مانع لدي من ان تنفذوا العملية شرط ان تكونا قادرين على الاحتفاظ بها واذا لم يكن في وسعكم ذلك فانني احذركم من نسف القرية التي سيجر في اعقابه ترك سكانها لها واحتلال الانقاض من قبل قوات غريبة وهذا الوضع سيثقل على المعركة العامة بدلا من ان يخفف وسيكلف احتلال المكان مرة اخرى ضحايا عديدة من رجالنا، وثمة سبب اخر اود ان أطرحه عليكم وهو انه اذا جاءت الى المكان قوات غريبة فسوف تتعرقل خطة انشاء مطار بالقرب من القرية". ويتابع ليفي قوله: "عندما علمت برسالة شلتئيل الى المنظمتين اسرعت اليه وشرحت له خطورة عمله حيث ان سكان دير ياسين امناء على العهد بيننا وبينهم وانه لا يجوز ان نؤذيهم بهذا الشكل البشع واستأذنته بان انصحهم باخلاء قريتهم دون ان اعلمهم بان الهجوم عليهم وشيك الحدوث، رفض شلتئيل رجائي قائلا بانه لا يستطيع ان يعرض ارواحا يهودية للخطر بمثل هذا التحذير حتى ولو كان هناك اتفاق بيننا وبين "دير ياسين" ويختتم ليفي كلامه قائلا : " لو ان شلتئيل منع المنظمتين من الهجوم على دير ياسين لامتنعا".

ويتضح بجلاء مما سبق وخصوصا من "تحفظات" شلتئيل على العملية ان قيادة الهاغانا اعطت "ايتسل " و " ليحي" ضوءا اخضر مشعا للهجوم على دير ياسين ان مصيرها كان مقررا ومحتوما ان عاجلا كان ام آجلا على رغم اتفاق عدم التعدي معها فان لم يكن على ايدي المنظمتين الارهابيتين فعلى ايدي الهاغانا.


--------------------------------------------------------------------------------

الاستعدادات للهجوم

يقول المؤلف "الاسرائيلي" برلمتر الذي كتاب سيرة مناحيم بيغن قائد الايتسل" الاعلى انه لكي نفهم ما حصل في دير ياسين يجب ان نفهم ذهنية بيغن ونظرته الى العرب في اطار الظروف السياسية والعسكرية القائمة وهي ذهنية ونظرة استلهمهما من مرشده جابوتنسكي مؤسسة الحركة التنقيحية والتنقيحية ترفض رفضا قاطعا أي ادعاء لعرب فلسطين بأية حقوق سياسة او اقليمية في ارض "اسرائيل" … وجابوتنسكي حرص على نزع الرومانسية عن الشرق وهو القائل "الشرق هو الغريب عني، ونحن معشر اليهود نحمد الله على انه ليست لنا اية علاقة بالشرق… ولا بد من كسح الروح الإسلامية من ارض "اسرائيل"". ويتابع برلمتر كلامه قائلا ان نظرة "ايتسل " و"ليحي" تتفرع عن الحركة التنقيحية لكنها اكثر "راديكالية" من نظرة جابوتنسكي ويمكن تلخيصها بان "العرب انما هم قتلة ووحوش الصحراء وليسوا شعبا يتمتع بشرعية الشعوب".

ويلقي الكاتب اليهودي الاميركي كورزمان ضوءا اضافيا على ذهنية "ليحي" عام 1948 عندما يخبرنا بان قادة المنظمة اسروا له بانهم خططوا في ايار من السنة ذاتها لنسف مسجد قبة الصخرة في الحرم الشريف وان "منطقهم" في ذلك كان ان "المعبد الثاني بني على انقاض المعبد الاول وانه لا بد من ان يقام المعبد الثالث على انقاض المسجد".

وبعد اتخاذ القرار للهجوم على دير ياسين اجتمع قادة الـ "ايتسل " و "ليحي" "العسكريون " لوضع خطة الهجوم وحضر الاجتماع عشرة منهم بما في ذلك بن زيون كوهين قائد الهجوم القادم ممثلا للـ "ايتسل" (الارغون) ومساعده يهودا لبيدوت ويهوشع غولدشميت ضابط عمليات "ايتسل" وحضر عن "ليحي" (الشتيرن) بتحيا زليفنسكي قائد وحدا "ليحي" ومردخاي بن غوزيهو ضابط عملياتها.

ودار النقاش في الاجتماع حول تفاصيل الهجوم وتتطرق الى كيفية معاملة الاسرى والشيوخ والنساء والاطفال. ويخبرنا بن زيون كوهين كما ورد في شهادة بخط يده اودعها في مؤسسة جابوتنسكي في تل ابيب انه "كان ثمة اختلاف في الآراء ولكن الاكثرية كانت تحبذ تصفية جميع الرجال وكل من يقف بجانبهم اكانوا شيوخا ام نساء ام اطفالا واتضح من ذلك انه كانت هناك رغبة عارمة للانتقام لما حدث في كفار اتسيون وعطاغروت".

والإشارة هنا الى معركتين بالقرب من مستعمرتين الأولى جنوب القدس على طريق الخليل والثانية شمالها على طريق رام الله انتصر فيها المجاهدون قبل ذلك بقليل على قافلتين للهاغانا. وثمة وثيقة ثانية لكوهين بخط اليد اضيفت الى الشهادة الاولى في مؤسسة جابوتنسكي تكرر حرفيا ما جاء في الشهادة الاولى. ويخبرنا يهودا لبيدوت مساعد كوهين في شهادة له عن الاجتماع :ان الاقتراح خلاله بتصفية سكان دير ياسين إنما جاء من "ليحي" وان الغرض من ذلك كان ان نثبت للعرب ماذا يحدث عندما تشترك "ايتسل" و"ليحي" في عملية واحدة وان نحدث عاصفة من الأصداء تجتاح البلد بأسره وتصبح نقطة تحول في القتال بيننا وبين العرب وبكلمة كان المقصد تحطيم معنويات العرب ورفع معنويات الجالية اليهودية بالقدس ولو قليلا وهي التي كانت في الحضيض نتيجة الضربات الموجعة التي كان قد تلقتها مؤخرا".

ويضيف لبيدوت ان فكرة الهجوم على دير ياسين كانت من وحي يهوشع غولدمشيت ضابط عمليات "ايتسل" وهو من ابناء مستعمرة غيفعات شاؤول جارة دير ياسين *"ان الدافع الاساسي كان اقتصاديا ذلك اننا كنا في امس الحاجة الى الغنائم لتموين قواعد المنظمتين التي كنا اسسناها حديثا مع بقاء الهدف الامني العسكري. ويدعي لبيدوت ان قادة "ايتسل": تحفظوا على اقتراح "ليحي" بتصفية سكان دير ياسين قائلين ان الموضوع سياسي وليس عسكريا وبالتالي يحتاج الى موافقة القيادة السياسية لـ "ايتسل" وان القيادة السياسية لم تقر اقتراح "ليحي" وطلبت منهم التركيز على الناحية العسكرية اثناء احتلال القرية "

( Focus on the Military Side)

ونستخلص مما سبق عن اسباب اختيار دير ياسين هدفا ولدوافعه الآتي، اولا : قرب دير ياسين من المستعمرات الست المقابلة لها والتي ذكرناه سالفا وخاصة مستعمرة غيفعات شاؤول التي كانت تبعد 1200 متر فقط من قلب القرية (الحارة). ثانيا : سهولة الوصول اليها على الطريق الرئيسية بينها وبين غيفعات شاؤول الصالحة لمرور المصفحات. ثالثا : كون دير ياسين عقدت اتفاق عدم تعدي مع غيفعات شاؤول مما يدل على خوفها وبالتالي ضعفها. رابعا : إمكان استغلال عنصر المفاجأة لاعتماد دير ياسين على اتفاق عدم التعدي. اما الدوافع فهي: التنافس مع الهاغانا والرغبة في تسجيل انتصارات عليها لدى الرأي العام اليهودي المقدسي، بالانتقام لمعركتي كفار اتسيون وعطاروت مع ان دير ياسين لم تشترك في أيهما، (ج) السلب والنهب لكون دير ياسين من القرى العربية الغنية، (د) التنفيس عما في الصدور من كراهية عنصرية دفينة.

ومن الواضح من كلام لبيدوت عن اجتماع القادة انه يحاول إلقاء اللوم رجعيا على "ليحي"، اما ادعاؤه بتحفظ" ايتسل" على المساس بالمدنيين فرياء وهراء، ذلك ان "ايتسل" هي التي ابتدعت فن زرع الألغام الموقوتة في الاسواق العربية المكتظة ابتداء من عام 1938، ويذكر ان يهوشع غولدشميت صاحب فكرة الهجوم على دير ياسين وضابط عمليات "ايتسل": الذي حضر اجتماع القادة هو ذاته الذي قاد الشاحنة المليئة بالمتفجرات التي نسفت فندق الملك داود بالقدس في 22 تموز (يوليو) 1946 مما اسفر عن مقتل 75 مدنيا من بريطانيين وعرب ويهود.

-- ------------------------------------------------------------------------------

خطة الهجوم وترتيباتها الاخيرة

حشدت "ايتسل" و"ليحي" قوة عدادها 200 من اشرس مقاتليهما للهجوم على دير ياسين ووضع حوالي 70 منهم في الاحتياط. ونظم الباقون كقوة هجومية قسمت الى اربع شراذم وعين كل من يهودا لبيدوت وهودا سيفل (كلاهما من "ايتسل" ) ومنشه ايخلر ومردخاي بن عوزيهو (كلاهما من "ليحي") قائد للهجوم ككل بينما تولى بتحيا زليفسكي قيادة رجال "ليحي".

ووزعت على المقاتلين البنادق والرشيشات الاتوماتيكية بالتساوي كما اعطي كل مقاتل قنبلتان يدويتان ومسدس وهراوة وكان لكل شرذمة مدفع رشاش

Bren

واغلب الظن ان الهراوات كانت للاجهاز على الجرحى العرب توفيرا للذخيرة. وحملت الشراذم كميات وافرة من المواد المتفجرة

( gelignite) .

وضمنت خطة الهجوم التحرك على اربعة محاور اولا: شرذمة "ليحي" بقيادة مردخاي بن غوزيهو تتقدم من غيفعات شاؤول وتهاجم دير ياسين من الشمال باتجاه الزاوية القائمة حيث تلتقي الطريق الرئيسية غرب - شرق الموصلة من غيفعات شاؤول الى دير ياسين بالطريق شمال - جنوب التي تمر امام وسط البلدة (الحارة). ثانيا : شرذمة مختلطة تتقدمها مصفحة عليها مكبر صوت بقيادة منشه ايخلر تندفع من الشرق الى وسط البلد على الطريق الرئيسية من غيفعات شاؤول. ثالثا: شرذمة بقيادة يهودا سيفل تنطلق من مستعمرة بيت هاكيريم وتهبط في الوادي الفاصل بين دير ياسين لتتسلق الطرف الآخر من الوادي وتقتحم القرية من الناحية الشرقية الجنوبية عند جامع الشيخ ياسين وشرذمة بقيادة يهودا لبيدوت تنطلق من بيت هاكيريم ايضا وتهاجم القرية بحركة التفافية من الجنوب الغربي حتى تسيطر على اعالي القرية الغربية من الخلف أي من الغرب. وفي شهادة لاحقة لمردخاي جيحون ضابط استخبارات الهاغانا في منطقة بيت هاكيريم ان قيادة الهاغانا أوكلت اليه مهمة احتلال تل الشرافة (جبل هرتسل الان) الواقع الى جنوب شرق دير ياسين (على ان يتزامن ذلك مع تحرك قوات المنظمتين الاخريين) لنصب مدفع رشاش ثقيل

( Spandau)

بهدف توفير سيطرة نارية على درب دير ياسين - عين كارم لمنع النجدات من الاخيرة ولضرب مواقع القرية العليا الغربية ولازعاج الفارين من دير ياسين.

وعينت ساعة الصفر في الخامسة والنصف مع الفجر على الا يبدأ باطلاق النار من قبل القوات المهاجمة حتى يصل كل منها الى هدفه في اطراف القرية البعيدة وفي وسطها وبعد ان تطلق رشقة ضوئية من مدفع رشاش ايذانا بالبدء بالهجوم العام.

ولا بد من كلمة هنا عن مكبر الصوت الذي كان منصوبا بجانب المدفع الرشاش Bren على المصفحة الاقتحامية ذلك ان دوره في المعركة غدا قطب الرحى في الروايات التبريرية اللاحقة للمنظمتين الارهابيتين لما اقترفت ايديهما في دير ياسين، ومعلوم لكل دارس للتكتيك الهجومي للقوات اليهودية في هذه المرحلة بما في ذلك قوات الهاغانا ان هذه القوات كانت دائمة الاعتماد في هجماتها على الاهداف المدنية العربية (اضافة الى القصف والتفجير والضرب بالنار) على عنصر الحرب النفسية عن طريق مكبرات صوت على ناقلات واذاعات في الراديو تدعو السكان المستهدفين الى الاستسلام والفرار امعانا في خلق الذعر والبلبلة في صفوفهم واضعافا للمقاومة وتيسيرا لمهمات الوحدات القتالية وهذا ما حدث بالفعل في هجمات الهاغانا على الاحياء العربية في كل من حيفا والقدس ويافا وغيرها. بيد ان الامر اصبح في الروايات التبريرية اللاحقة لما حدث في دير ياسين ان مكبر الصوت كان انما دليل على فروسية "ايتسل" وليحي" حيث ان النية على استعماله (وهو لم يستعمل كما سنبين لاحقا) عني التخلي عن عنصر المفاجأة وبالتالي تعريض المهاجمين انفسهم للهلاك حرصا على ارواح المهاجمين. وما ذلك طبعا الا هراء في هراء، يذكر ان "ايتسل" اعتمدت هذه الحجة بالذات في اثر مذبحة فندق الملك داود عام 1946 حين ادعت بانها انذرت الفندق بوجوب اخلائه قبل الانفجار بثلاثين دقيقة فجعلت بذلك اللوم لما حدث على ضحاياها. وهكذا انهمك رجال "اتسل" و"ليحي" في الاعداد للهجوم وتدربوا في منطقة مبنية قريبة في حي الشيخ بدر المهجور (وهو من الاحياء العربية في القدس الغربية الذي تم الاستيلاء عليه سابقا) على القاء القنابل اليدوية الى داخل كل منزل واطلاق رشقات رصاص على داخل كل غرفة قبل دخولها وسرقوا المصفحة التي كانت تخص الهاغانا كما سرقوا سارية من مبنى حكومي لرفع الراية الصهيونية على القرية وقاموا بجولات استطلاعية حوالي دير ياسين ووصلوا الى مشارفها ورافقهم في ذلك رجال من الهاغانا والتقوا باعضاء الهاغانا الذين كانوا يتمركزون في مواقع مقابل دير ياسين واتفقوا معهم على كلمة السر"سنضرب العدو".

ولا بد هنا من العودة قليلا الى مئير بعيل الذي روينا عنه اعلاه ما جرى بين شلتئيل قائد الهاغانا في القدس وقادة "ايتسل" و"ليحي": في مقابلة حاول الاول فيها ان ينهيهم عن الهجوم على دير ياسين واختيار قرى سواها ذلك ان بعيل اصبح ابرز ناقد عمالي يساري لافعال "ايتسل" * " ليحي" في دير ياسين في المناظرة العنيفة التي ما زالت قائمة الى يومنا هذا حول ما حصل فعلا في 9 نيسان عام 1948 وحول دور الهاغانا في المعركة ويخبرنا بعيل التابع لمخابرات البالماخ في حينه انه كلف بمراقبة المعركة المقبلة حتى يرفع تقريرا إلى قادة الهاغانا يقيم فيه اداء المنظمتين الارهابيتين العسكري لكونهم كانوا ينظرون في صلاحيتهما للاندماج في قوات الهاغانا أي جيش الدولة العبرية المزمع اعلانها قريبا. ويقول بعيل انه اندس بين صفوف المهاجمين حين بدء تحركهم نحو دير ياسين حاملا رشيشا من نوع

( Tommy)

لم يطلق منه رصاصة واحدة وانه اصطحب معه مصورا يحمل الة تصوير من نوع "لايكا" وان المصور التقط 36 صورة عن مراحل المعركة كلها ارسلها بعيل مع تقرير الى قيادة الهاغانا فور انتهائها وسنتطرق الى بعيل وروايته ومشاهداته لاحقا. قبيل منتصف ليل 8/9 نيسان تحركت قوة "ليحي" بقيادة بتحيا زليفنسكي من حي الشيخ بدر (مسرح تدريبهم ) الى مستعمرة غيفعات شاؤول نقطة انطلاقها اذ تمركزوا في موقع للهاغانا ملاصق لمصنع البيرة. وفي الوقت نفسه وصلت قوة "ايتسل " بقيادة بن زيون كوهين الى مستعمرة بيت هاكيريم نقطة انطلاقها.


--------------------------------------------------------------------------------

ليل الجمعة 9 نيسان 1948

لم تكن ليلة الجمعة 9 نيسان (ابريل) عام 1948 ليلا ساكنا لاهالي دير ياسين البالغ عددهم 750 نفسا. بيد انه لم يخطر ببال احد منهم انها ستكون اخر ليلة سيأوون فيها الى فراشهم بين اهلهم ووسط كرومهم في قرية ابائهم واجدادهم او ان العديد من اقرب الاقربين اليهم لن يروا غروب الشمس التالي، ولف البلدة جو جمع بين دكنة الليل والحزن على عبد القادر، وشد القلوب شعور بالانقباض وهواجس مصدرها التحسب وضيق النفس. وطلب حسن رضوان من زوجته عثمانه الا تنام الليلة مع الاولاد في منزلهما الواقع في اطراف البلدة الغربية، وان تذهب للمبيت في منزل والدها صالح رضوان (90) وسط القرية، فتفعل، وتمضي هزيع الليلة في احاديث مع والدها الذي يسر اليها مخاوفه، خصوصا ان يهوديا من معارفه زاره ظهر اليوم (الخميس) في كسارة العائلة بالقرب من غيفعات شاؤول ليحذره بلغة عربية ركيكة "يا خاج روخ من هون بدهم يضربوا من شانك". وتشاهد عزيزة عطية زوجة محمود رضوان من منزلها ليلا تجمعا يهوديا مريبا في غيفعات شاؤول فتخبر احد جيرانها فينصحها بالسكوت حتى لا تخيف القرية، وتقرر ان تذهب الى فرن القرية في ساعة مبكرة (هي الثانية صباح الجمعة) على غير عادتها حاملة صينية العجين على رأسها وتترك اولادها نائمين : جمال (سنة ونصف)، ثريا (4 سنوات)، سكينة (9 سنوات)، احمد (11 سنة)، فاطمة (12 سنة) ورفقة (14 سنة) وتغلق عليهم الباب وتأخذ معها المفتاح وفي نيتها العودة قبل ان يستيقظوا، ويستمع زوج ام عيد الى نعي عبد القادر ـ عبد القادر، مجاهد فلسطيني كان من القادة المدافعين عن ارض فلسطين وحقوق الشعب الفلسطيني استشهد في نيسان 1948ـ من الة الراديو في منزله، وهي احدى ثلاث آلات راديو في القرية تعمل على بطاريات السيارات ويقوم ليستحم وينام فتتولى تنظيف البيت وتخرج الموقد خارجه وتشعر في الظلام ان شيئا ما لمسه فتهر ب الى داخل البيت مذعورة وتطرق الباب بشدة ايقظت زوجها وتروي له ما حدث فيهدأ من روعها ويطلب منها الخلود الى النوم فترضع ابنها وتنام. قرابة الواحدة صباحا من يوم الجمعة 9 نيسان (ابريل) تحركت شراذم مشاة المهاجمين الثلاث من قواعدها حتى تكون في مواقعها المحددة لكل منها في اطراف القرية وفق خطة الهجوم عند ساعة الصفر في الخامسة والنصف من الصباح. وللتذكير نعيد ما اسلفنا: اقتضت الخطة ان تنطلق شرذمة ليحي (شتيرن) من مستعمرة غيفعات شاؤول غربا لتقتحم القرية من الشمال الشرقي في منطقة بئر الجوزة. عند المنازل والمنازل قبلها على يمين الطريق وتنطلق شرذمتان للايتسل (ارغون) من مستعمرة بيت هاكيريم احداهما تقوم بحركة التفافية من الجنوب لتقتحم اعالي القرية الغربية عند المنازل والثانية تقطع الوادي الفاصل هبوطا وصعودا لتقتحم القرية عند منطقة جامع الشيخ ياسين ومدرسة البنات اما المصفحة فتنقل قسما من الشرذمة الرابعة المختلطة (10 مقاتلين) من ايتسل وليحي ويتبعها الباقون سيرا على الاقدام وتسرع على الطريق الرئيسية لتصل الى وسط القرية عند المنزل على ان يتزامن وقت انطلاقها مع انتهاء تمركز الشراذم الثلاث الاخرى المسبق في مواقع بدء هجومها عند ساعة الصفر لقصر المسافة التي على المصفحة قطعها، وهكذا كانت الخطة الا يباشر المهاجمون باطلاق النار قبل احكام الطوق على القرية من الشمال والشرق والجنوب والغرب على ان تكون اشارة البدء صلية ضوئية من مدفع رشاش تحمله شرذمة "يهودا سيغل " المكلفة بالاقتحام بالقرب من جامع الشيخ ياسين، ويروي يهودا لبيدوت قائد شرذمة ايتسل الثانية ان قوته صادفت على الطريق حراسا من الهاغانا :"فقلت لهم: اننا ذاهبون لمهاجمة دير ياسين، باركونا قائلين، نتمنى لكم النجاح، نتمنى لكم النجاح". في هذه الاثناء كان رجال دير ياسين وشبابها في حال تأهب شديد يتناوبون الحراسة ويساندون بعضهم بعضا فيها فاسماعيل محمد عطية (37 سنة) العائد لتوه من معركة استرداد القسطل يتوجه الى منزله ليتفقد اسرته ثم ينطلق الى احد مراكز المراقبة امام منازل العائلة. ليقف على مسافة من اخيه الاصغر وكلاهما يحمل بندقية، وينهي داود جابر دوره في الحراسة في الساعة الثانية عشرة من منتصف الليل وبدل ان يعود الى منزله يتوجه مع آخرين لدعم المجموعة المرابطة عند كسارة سحور، وفي الساعة الثانية عشرة ايضا يستلم احمد رضوان البندقية من اخيه محمود الذي يكبره سنا ليقوم بدوره في الحراسة والمراقبة، ويأخذ في الوقت نفسه حسين زيدان البندقية من ابنه داود … وهكذا… ويروي اسماعيل محمد عطية انه شاهد في الثانية والنصف صباح الجمعة اضواء كاشفة لسيارات يهودية تخرج من المستعمرات تارة وتعود تارة فيذهب مع آخرين الى الطريق الرئيسية الموصلة الى المستعمرات ليستطلعوا جلية الامر فلا تلبث حركة السيارات ان تتوقف ويبدو كل شيء هادئا وتغط المستعمرات في ظلام دامس.


--------------------------------------------------------------------------------

تفاصيل المعركة

وتختلف الروايات عن بدء اطلاق النار فاسماعيل محمد عطية يروي انه فوجي في الساعة الثالثة والنصف تقريبا بسماع رصاص من بندقية اخيه محمود فيطلب منه تفسيرا عن "هذا التصرف الطائش" فيرد محمود انه اطلق على يهودي يحاول التسلل.

ويروي داود جابر انه سمع مع رفاقه من موقعهم عند كسارة سحور. في الساعة الرابعة عيارا ناريا فيطلب منه حسين زيدان الذي كان في الموقع نفسه ان يذهب ويخبر القرية بعدم اطلاق النار. ويروي بن زيون كوهين "ايتسل" قائد الهجوم ان رجاله كانوا رابضين عند اطراف وسط القرية، وكان الحراس العرب يتجولون بين المنازل ويتحدثون مع بعضهم البعض وفي الساعة 4.25 دحرج احدنا حجرا بطريق الخطأ فسمعنا ضجة خطوات مسرعة ويخاطب احد الحراس زميله مناديا:" يا محمد" !، فيظن قائد جماعتنا ان واحد من ليحي (شتيرن) يلفظ بداية كلمة السر

:"احدوت" (ومعناها وحدة) فيعطي الجواب المتفق عليه

:

"لو حيمت " (ومعناها قتالية) فيصرخ الحراس العرب "يهود يهود" ولم يعد امامنا خيار وفي الساعة 4.30 قبل ساعة الصفر بساعة اصدرت امرا الى جماعة يهودا سيغل الامامية باطلاق رشقة طلقات ضوئية من مدفعه الرشاش مؤذنا ببدء الهجوم".

ويروي حسين عطية (28 عاما)، وهو الذي كان من اعضاء وفد القرية الذي ذهب الى مصر لشراء السلاح كما اسلفنا، ان دوره كان في مركز امامي على تل يشرف على الطريق الرئيسية بالقرب من كسارة سحور، وانه في الساعة الرابعة من فجر يوم الجمعة سمع ورفاقه في الموقع بوقع اقدام من الجهة الشمالية الشرقية (شرذمة ليحي القادمة من غيفعات شاؤول)، ولكن الصوت كان بعيدا ولم يروا شيئا، وكانت مهمتهم حراسة الطريق الرئيسية، ولم يأت احد على هذه الطريق بعد، ثم سمعوا صوت المعركة قائمة خلفهم وسط البلد (شرذمة أيستل بقيادة بن زيون كوهين) " عند مركز ابن العم اسماعيل عطية وابنه محمود"، وما لبث ان شاهد مجموعة ثانية يهودية "طلعت علينا من الشمال عند المدرسة" (مدرسة الصبيان) خلفهم ايضا و "بدأت المعركة بيننا وبين اليهود (شرذمة ليحي) الذي احتلوا المدرسة كما استعرت في حارات وسط البلد".

وينتقل حسين ورفاقه الستة من التل الى سطح منزل الحاج احمد رضوان، المشرف على الخندق المموه وتأتي المصفحة تتقدم الشرذمة الرابعة وتتوقف عند الخندق ويحاول من فيها (عشرة مقاتلين) ومن خلفهم ( شرذمة ليحي وايتسل المختلطة) ردم الخندق وتجري معركة عنيفة لمنعهم من ذلك وتسقط المصفحة في الخندق ويستمر تبادل اطلاق النار الى ان تنفذ ذخيرة المدافعين ويضطرون الى الانسحاب من سطح المنزل عبر اشجار الزيتون الى اعالي القرية الغربية حيث ينضمون الى المقاتلين الذي تمركزوا هناك.

ويروي جمعة زهران الذي كان يقطن مع اقاربه من ال زهران في المنازل انه خرج من منزله لوضوء صلاة الفجر حوالي الأربعة وان حرس القرية اخذوا ينهرون باصوات عالية قائلين "سمعنا قرقعة تتقدم نحونا (شرذمة ليحي القادمة من الشمال من غيفعات شاؤول) ولكنهم لم يردوا علينا" ويتابع جمعة:" اننا لم نتحر مصدر القرقعة لاول وهلة بسبب الظلام اذ كان الجو غائما وبدأ رذاذ المطر" حتى انطلقت شارة "ملونة" حوالي الخامسة وبدأت المعركة.

كان جمعة عند باب بيته من دون سلاح اذ ان السلاح كان مع والده الحاج محمد ومع اخيه علي وابن اخيه محمد الذين كانوا يحرسون منازل العائلة ويصاب الوالد بعد الطلقات الاولى فيأخذ جمعة البندقية الايطالية منه واذ به يفاجأ باليهود (شرذمة ليحي) "تماما امام بيوتنا". وكان اخوه وابن اخيه يقاومان من ناحية الشمال ويجد جمعة نفسه وجها لوجه امام يهودي في ممر قريب من منزله فيستحكم كل منهما خلف جدار ويضربه اليهودي عبوة من رشيشه ويخطئه ويضربه هو طلقة ويخطئه ويتقدم اليهودي من خلف السور ويمسك ببندقيته يريد سحبها منه وبعد شد وجذب يتغلب على اليهودي الذي ينقلب على ظهره فيطلق عليه عيارا يصبيه به وتنصب على جمعة النار من جهات عدة فينسحب الى خلف منزل يوسف عليا ومنه الى اعالي القرية الغربية، حيث ينضم الى المقاتلين الذين تمركزوا هناك ويكون هذا اخر عهد له بمجموع افراد عائلته واقاربه كافة ناهيك عن منازلهم.

ويروي خليل سحور اخو المختار محمد سحور الذي كان يقاتل الى جانب الحاج محمد زهران (والد جمعة) انه نصح الحاج الجريح بالعودة الى منزله ثم يذهب الى منزل يوسف عليا لاخراج الذخيرة التي كانت هناك وينضم اليه ابناء يوسف عليا علي واحمد ومحمد ويستحكم الاربعة خلف الجدار عند قائمة الزاوية بين الطريقين عند بئر الجوزة بالقرب من منزل ال عليا وتكون شرذمة ليحي قد مرت وتقدمت الى وسط القرية باتجاه المنازل فيجري تبادل عنيف بالنار بين الفريقين ويبدأ مقاتلو دير ياسين في اعالي القرية باطلاق النار على منطقة بئر الجوزة ويتابع خليل " اصبحنا بين نيرانهم ونيران اليهود وحاولنا ان نلفت انظارهم ولكن عبثا". كانت الساعة حوالي الخامسة والنصف صباحا وبعدها بقليل يأتيه من يقول ان بعض نساء واطفال ال سحور ما زالوا في منزل عبد الحميد سحور فيذهب معه ويخرجهم من شباك خلفي ويصعد الى منزل عارف سحور حيث يستحكم على سطحه ويعيق مع رفاقه تقدم اليهود على الطريق الرئيسية التي يشرف عليها المنزل. وتروي الروايات السالفة للمدافعين سير القتال في الطرف الشرقي للقرية عند الكسارات والخندق (رواية حسين عطية) وعند زاوية الطريقين القائمة (روايتا جمعة زهران وخليل سحور).

وننتقل الان الى وسط البلدة قرب منازل ال عطية ثم الى اعاليه الغربية عند المنازل ثم نصعد الى اعلى منازل القرية ويلاحظ ان شرذمة ليحي القادمة من الشمال من غيفعات شاؤول نجحت في اقتحام منطقة المنازل وتقدمت نحو وسط البلد من بئر الجوزة، باتجاه المنازل اما الشرذمة الثانية المختلطة القادمة من الشرق على الطريق الرئيسية والتي تقدمتها مصفحة فقد تعثر مسيرها بسبب الخندق والمقاومة من سطح المنزل ولاحقا من خليل سمور ورفاقه ومن المقاتلين في اعالي القرية.

واصطدمت الشرذمة الثالثة المهاجمة من بيت هاكيريم عبر الوادي بمقاومة شديدة من وسط القرية وكان احد المواقع المقاومة منزل الحاج اسماعيل عطية وهو يطل على الوادي بأسره وعلى ساحة في الطرف الاخر من الشارع في حائطها بوابة كبيرة للعبور الى الوادي ومنه. وكان المنزل يتألف من ثلاثة طوابق ولسطحه حائط سميك وكان يصعد الى المنزل على سلم في 26 درجة كما يذكر عزمي ابن الحاج اسماعيل الصبي حينذاك (10 سنوات) "اذ كنت اعدها طالعا نازلا". وكان في المنزل من الرجال الحاج اسماعيل (90 عاما) وابنه ربحي (22 عاما) وحفيده محمود (20 عاما) وكان الابن الاكبر محمد (45 عاما) خارج المنزل وما ان هم محمد بدخوله حسب رواية عزمي حتى صرخت اخته سعاد

:

" محمد محمد اليهود اليهود"

: اذ رأت عددا منهم يحاولون عبور بوابة الساحة المقابلة من الوادي فاطلق محمد عليهم النار من رشيشه

( Sten)

وتراجعوا وصعد السلم بسرعة بينما كان ربحي ومحمود يغطيانه واتخذ محمد زاوية من السطح وابنه محمود زاوية اخرى بينما كان موقع ربحي عند احدى النوافذ المطلة على الوادي والسلم وطلب محمد من عزمي وسائر العائلة تعبئة امشاط الستن والبنادق له وللاخرين واستمر اطلاق النار بشدة من المنزل ومن منازل قريبة دون ان يتمكن المهاجمون من اقتحام البوابة، واذا تعثر هجوم شرذمة لايتسل في هذه الناحية فان هجوم الشرذمة الرابعة الالتفافية الذي كان القصد منه الوصول الى اعالي القرية الغربية عند المنازل يصد، ويعزو تقرير قدمه في 10 نيسان غداة المعركة مردخاي جيحون الذي كان ضابط مخابرات الهاغانا في المنطقة والمكلف كما اسلفنا بمساندة الهجوم باحتلال تل الشارفة (جبل هرتسل الان) فشل المهاجمون في احتلال دير ياسين في الساعات الأولى من الصباح الى صد تقدم هذه الشرذمة بالذات ذلك انه لو استطاعت في وقت مبكر من الصعود الى اعالي القرية الغربية لكانت تمكنت من حسم المعركة في فترة وجيزة (انتهى كلام جيحون). ويعود صد تقدم هذه الشرذمة وارغامها على الهبوط ثانية الى الوادي الى حفنة من مقاتلي القرية وعلى رأسهم علي قاسم الذي كان منزله في اعاليها وقد اصيب علي خلال دحره المهاجمين اصابة خطرة نقل في اثرها الى عين كارم وهو من المحاربين القدماء من ثورة 1936 وهو الذي درب اهالي دير ياسين على السلاح كما أسلفنا. وورد في الروايات السالفة انسحاب بعض المقاتلين الى منطقة المنازل والواقع ان المرابطين في هذه المنطقة لعبوا دورا اساسيا في القتال لا يقل عن دور علي قاسم بل قد يفوقه. ويروي حسن رضوان انه أستيقظ على اصوات اطلاق الرصاص وصراخ عال من انحاء القرية. فيقف عند باب داره استطلاعا للأمر فيشاهد جيرانه عند ابواب بيوتهم كذلك. يأخذ بندقية من ابن جاره محمود لصغر سنه ويستحكم خلف جدار امام الدار يشرف على القرية بأسرها وعلى الطريق الرئيسية من غيفعات شاؤول وكانت بندقيته انكليزية من مصر يحتوي مخزنها على خمس طلقات وكان في منزله حوالي ثلاثين مخزنا اشترى ذخيرتها من هنا وهناك ومن بعض افراد القرية. وعند بزوغ الشمس يرى اليهود يأتون من الشرق "عند بيوت زهران" وكانت الساعة حوالي الخامسة فأخذ يطلق عليهم النار وهم يردون عليه وكانت اقرب طلقة منهم بعيدة عنه حوالي ثلاثة امتار وبقي ثابتا في موقعه "لا طالع ولا نازل" حتى الساعة الواحدة والنصف بعد الظهر يطلق النار باقتصاد لقلة ذخيرته حوالي 20 طلقة في الساعة على اهداف مختارة ويحضر الى جواره حوالي السابعة جمعة زهران يتبعه خليل سحور، ثم عبد المجيد سحور واخوه عبد الحميد، فيشاركون في القتال وكان عبد المجيد قناصا ماهرا، وفي هذا الاثناء كان ابو علي صلاح يطلق النار باستمرار من مدفع رشاش يرن من منزله، ويشتد ازيز الرصاص وتدوي الانفجارات في عدد من احياء القرية ويحاول اليهود عبثا الصعود الى اعالي القرية بسبب شدة النيران من هؤلاء المقاتلين، وتشهد جميع الروايات اليهودية اللاحقة بقوة مقاومة هذه المنطقة العليا وتصف خطأ منزل ابو علي صلاح بـ"منزل مختار دير ياسين"، لعلوه وشدة مقاومته بينما منزل المختار هو مقابل فرن البلدة، الذي كان المختار يملكه، وتتمكن هذه المجموعة المقاومة مع سائر المقاتلين من تثبيت المهاجمين عند اطراف القرية الشرقية لساعات عدة مما ادخل اليأس الى قلوبهم.


--------------------------------------------------------------------------------

شجاعة العرب اوقعت المهاجمين الصهاينة في مأزق

وفي الساعة الخامسة تبدأ طلائع الجرحى من المهاجمين في الوصول الى غيفعات شاؤول ويكتب الضابط المناوب للهاغانا في قيادة ديفيد شلتئيل قائد الهاغانا بالقدس في دفتر العمليات اليومية "هوجمت دير ياسين في عملية مشتركة للايتسل وليحي، ليحي نجحت في عمليتها من جهة غيفعات شاؤول والايتسل اصطدمت بصعوبات، هناك أخبار عن مقاومة لا بأس بها وهناك قتلى وجرحى بين المهاجمين". وفي السادسة يصاب بن زيون كوهين (ايتسل) قائد الهجوم بجراح خطيرة ولا يستطيعوا اخلائه، ويروي يونا بيتلسون "كنت مناوبا في هيئة الاركان للهاغانا في تلك الليلة ويسأل حراس الهاغانا في غيفعات شاؤول" ما العمل؟ المهاجمون عالقون ونصدر لهم الامر بمساعدتهم". ويقول المؤرخ اليميني ملشتاين:" اشتركت رشاشات الهاغانا في الاحياء المقابلة لدير ياسين في العملية واصيب الكثيرون من اهالي دير ياسين من قبل جراء هذه النيران". ويضيف :"تقدم عدد قليل فقط من ايتسل تحت وابل النيران لملاقاة رجال ليحي وسط القرية" ويتابع ملشتاين "عندما نفذت الذخيرة من ايتسل وليحي اعطاهم قائد غيفعات شاؤول في الهاغانا ذخيرة قليلة واخذوا من دون موافقته مدفعا من طراز لويس

( LEWIS).

ويقول تعميم وزعه جهاز استخبارات الهاغانا على كبار القادة في 18 نيسان "مع سقوط الجرحى والقتلى الاوائل في اوساط المنشقين (أي ايتسل وليحي) دبت الفوضى في صفوفهم، كأن وحدة صغيرة خاضت المعركة بمفردها ونفذ الاحتلال بوحشية، عائلات بأكملها قتلت، وتكدست الجثث فوق بعضها البعض". وفي الساعة السابعة صباحا يروي عزرا يخين (ليحي) :" جاء موفد من ايتسل الى القطاع الذي كانت فيه ليحي وقال ان رجال منظمته يبحثون في الانسحاب بسبب النقص في الذخيرة، وقال مردخاي بن عوزيهو قائد ليحي الذي لم يكن قد جرح بعد للموفد اذهب واقنعهم بعدم لانسحاب فنحن في داخل القرية. وفي الوقت نفسه يصل جريح الى غيفعات شاؤول حسب رواية ملشتاين ويصرخ "لماذا لا تخلون الجرحى؟". فتصدر الهاغانا الاوامر لسيارة اسعاف نجمة داوود الحمراء الى الذهاب الى دير ياسين لاخلائهم وتكرر زياراتها ذهابا وايابا ولم يتمكنوا من اخلاء بن زيون كوهين الا في الساعة 11.30.

وفي "وقت مبكر" يحضر ضابط الاتصال بليحي الى معسكر البالماخ في مدرسة شنلر حسب رواية ملشتاين ويقول ان رجال ايتسل منهكون ويطلبون المساعدة فتسرع مجموعة من البالماخ في تاكسي مع مدفع هاون بوستين ودليل الى دير ياسين.

وفي الساعة التاسعة يصل عداء من القرية الى قيادة مردخاي رعنان قائد الايتسل في القدس حسب روايته هو ويبلغه ان عدد المصابين عشرون وان القوة عاجزة عن التقدم وبن زيون وكوهين الجريح يطلب التعليمات فيذهب رعنان وبصحبته ويهوشع غولدسميث الى القرية" تحت نيران القناصة" ويجتمعا بكوهين الذي يقول لههما " القرار لكما ولكن حسب رأيي لا توجد فرصة لاحتلال القرية وينبغي علينا ان ننسحب وكان يسود المكان جو من الكابة".

وفي هذه الاثناء حسب رواية المؤرخ ملشتاين اليميني يصل موفد من ايتسل الى قيادة اللواء عتسيوني للهاغانا في القدس قائلا :" اذا لم تساعدونا فنحن هالكون". ويصدر شلتئيل امره الى قوات البالماخ المرابطة في مستعمرة كريات عنافيم بالقرب من القسطل بارسال ثلاث مصفحات الى دير ياسين ويقول في شهادة لاحقة:" اضطررت الى اصدار الامر الى البالماخ لمساعدتهم لانقاذهم". ويشهد زيون الداد ضابط عمليات اللواء عتسيوني في وقت لاحق:" لولا المساعدة التي قدمها البالماخ لما كانت ايتسل انقذت جرحاها ولما كانت استطاعت الاستمرار في العملية". لكن تدخل البالماخ لم يكن فقط لاخلاء الجرحى كما تشهد بذلك روايتا قائد القوة - النجدة يعقوب فوغ (ونائبه ذاتهما) اذ يقول فوغ :"اخبروني عن دير ياسين وعن وضعهم الباعث على اليأس وانه ليس في مقدورهم اخلاء جرحاهم وطلبوا سلاحا وتغطية واشخاصا" ويتابع فوغ انه اعطى موفدي زطلر (قائد ليحي في القدس ) 3000 طلقة وتوجه عند الظهر بعد الحصول على الامر من شلتئيل الى دير ياسين مع مصفحتين وتندر ومدفعي 52 ملم وثلاثة مدافع رشاشة وكان عدد الاصابات بين المهاجمين قد وصل الاربعين ويصاب قائد ليحي مردخاي بن عوزيهو كما يصاب يهودا سيغل قائد القوة الامامية في ايتسل ويطلب سيغل من مساعد قائد ايتسل يهودا لبيدوت ان يجهز عليه ويروي لبيدوت "مددته على باب وحمله اثنان من زملائه ولكنهما اصيبا فارسلت آخرين ليعيدوا الثلاثة". وتصل قوات البالماخ الى القرية ويجتمع فوغ بقادة ايتسل وليحي ويطلب منهم شرحا تفصيليا على الخارطة ويتبين له انه اضافة الى الجرحى هناك في القرية 25 مقاتلا يهوديا عاجزين عن الحركة بسبب القناصين وخصوا بالذكر منزلا معينا في غربي القرية يطلق القناصون النيران منه "فاطلقت ثلاث قذائف على الجناح الشمالي للمنزل وتوقفت الطلقات منه". ويخبرنا مساعد فوغ، موشيه عيران ان المهاجمين والعرب في القرية كانوا متداخلين مع بعضهم بعضا وكان يتعذر استخدام مدافع الهاون من دون تعريض رجال ايتسل وليحي للخطر (انتهى كلام عيران ). وهكذا دخلت جماعتان من البالماخ بقيادة فوغ وعيران لتصفية مصادر النيران"، ويروي كلمان روزنبلات احد افراد قوة البالماخ" انتقلت مع ستة اشخاص من منزل الى اخر، القينا قنابل يدوية الى داخل المنازل قبل ان ندخلها وقابلنا رجال ايتسل وليحي في وسط القرية. وانضم بعضهم الينا وقال الآخرون " حتى الآن قاتلنا نحن و الآن قاتلوا انتم". ويضيف عيران ":كانت النيران داخل القرية حامية وكان الجرحى من ايتسل وليحي قريبين من النيران وحاولنا الاقتراب منهم، وعندئذ جاء نداء من طرف القائد شلتئيل وامرنا بمغادرة القرية فورا، اخذنا معنا عددا من الجرحى وعدنا الى غيفعات شاؤول ولم نصل الى منزل المختار ! ! ".

ويروي ملشتاين ان جمهورا يهوديا في حال انفعال تجمع في مستعمرة غيفعات شاؤول وكان هناك مصور من

( up)

واخذت النساء تملئ مخازن البنادق والمدافع الرشاشة لإرسالها الى المهاجمين اليهود في دير ياسين ويروي شمعون مونيتا ان مهاجمي ليحي "ازعجنا قناص كان يسيطر على المنطقة كلها من منزل المختار وكانت كل طلقة منه من مسافة 500 متر صائبة ودخلنا الى المنازل للاحتماء من القناصين". ويروي رؤوفين غرينبرغ من مهاجمي ليحي ايضا "قاتل العرب كالأسود وتميزوا بقنص محكم وخرجت النساء من بيوتهن تحت النيران وجمعن الاسلحة التي سقطت من ايدي المقاتلين العرب الجرحى ونقلنها الى المواقع الداخلية.

--------------------------------------------------------------------------------

فنون صهيونية في احترام الموت : انهم يحرقون بشرا

اقلقت زيارة جاك دو رينييه ممثل الصليب الاحمر الدولي لدير ياسين صباح الاحد 11 نيسان (ابريل) كلا من الوكالة اليهودية (أي القيادة السياسية الصهيونية المركزية) وقيادة الهاغانا في القدس كما اقلقت قادة المنظمتين الارهابيتين ايتشل (الارغون) وليحي (شتيرن) ، وكان رجال المنظمتين الاخيرتين منهمكين في نهب موجودات القرية منذ انتهاء القتال بعد ظهر يوم الجمعة 9 نيسان ولم يجرؤا على التقدم نحو اعالي القرية ورفع العلم الصهيوني على اعلى منزل فيها، إلا يوم السبت في 10 نيسان رغما عن خلو البلدة من المدافعين وانسحابهم منها بسبب نفاد الذخيرة وعدم وصول نجدات.

و أصر قادة المنظمتين الإرهابيتين على الخروج من دير ياسين بمنهوباتهما وغنائمهما في اسرع وقت ممكن وتسليم القرية الى رجال الهاغانا وفق الاتفاق مع هذه الاخيرة كما ذكرنا. بيد ان ديفيد شلتيئيل قائد الهاغانا في القدس كان حريصا على ان تقوم المنظمتان الارهابيتان بدفن جثث ضحاياهما قبل استلام القرية منهما اخفاء لمعالم جريمتهما وشواهدها. وكان شلتيئيل قد اصدر أوامره لوحدات من لواء الشبيبة (الجادناع) في القدس للاستعداد للحلول محل رجال ايتسل وليحي ولكنه في الوقت نفسه كان يخشى على معنويات الجادناع من رؤية ما اقترفته ايدي المنظمتين الارهابيتين. في هذه الاثناء وبعد مغادرة دو رينييه لدير ياسين عصر الاحد 11 نيسان قرر قادة المنظمتين أن لا سبيل "للتخلص" من جثث ضحاياهما لا بحرقها. ويروي موشيه برزلاي (ضابط استخبارات ليحي): "صببنا ثلاثة اوعية نفط على ثلاثين جثة في الشارع الرئيسي في القرية وبعد نصف ساعة ادركنا ان هذا مستحيل، فيصدر يهوشع زطلر (قائد ليحي في القدس) امرا بنقل الجثث المحترقة قليلا من الشارع الرئيسي الى ما وراء جدار ويرفض رجاله فعل ذلك فيسحب زطلر مسدسه عليهم ولكني قلت له كن قدوة. وجررنا سوية احدى الجثث وانفصلت يد عن الجسم وبقيت معي وتقيأت".

ويروي شاهد عيان من ليحي اسمه شمعون مونيتا:" اعتقدنا ان الجثث ستشتعل ولكن لا يمكن احراق جثث في الهواء الطلق ولقد بنى النازيون من اجل ذلك موقدا خاصا يشتعل بدرجة حرارة عالية جدا". وفي هذه الاثناء يصل دورون حسدأي احد قادة الجادناع الى القرية للاستطلاع بصحبة يشورون شيف مرافق شلتئيل ويصف ما شاهده كالأتي:" على امتداد عشرات الامتار كانت تتوقد شعل من النيران وفيها جثث، لا تزال رائحة اللحم المشعوط تطاردني الى الآن ويتصل شيف بشلتئيل ويقول له "محرقة انهم يحرقون بشرا".

--------------------------------------------------------------------------------

اخفاء ادلة الجريمة ونهب المنازل

ويقرر شلتئيل منع خروج رجال المنظمتين الارهابيتين من دير ياسين وارغامهم على دفن الجثث ويوكل المهمة الى وحدة من الشرطة العسكرية التابعة للواء عتسيوني (الهاغانا) بقيادة ديفيد دريفوس، تعزيزا لوحدات الجادناع وتسير وحدة الشرطة العسكرية ووحدة الجادناع نحو القرية ومعهم يشورون شيف ليجدوا حاجزا من الحجارة يقف خلفه مردخاي رعنان (قائد الايتسل في القدس) ويهودا لبيوت (قائد ليحي في دير ياسين) مع عدد من مرؤسيهم ويجري تلاسن بين الطرفين يعقبه اشتباك بالأيدي يهدد بالتطور الى اشتباك بالسلاح ويتصل شيف بواسطة جهاز لاسلكي بشلتئيل ويقول شلتئيل: "جردهم من سلاحهم واذا لم يسلموا سلاحهم اطلق عليهم النار". ويجيب شيف حسب روايته:" لا استطيع ان افعل ذلك بيهود". وفي هذا الاثناء تصل تعزيزات الى الايتسل في شاحنتين ويصر قادة المنظمتين الارهابيتين على الخروج بشاحنات محملة بغنائمهما . ويخبر شيف شلتئيل بان ما لديه من قوة لا تكفي للسيطرة على الوضع ويقال لرجال الايتسل وليحي: "خذوا ما تريدون وانصرفوا". وهكذا اخيرا تدخل وحدات الجدناع القرية بقيادة قائد لواء الجادناع يهوشع ارئيلي الذي يروي ان شلتئيل امره "بازالة الجثث ودفنها قبل عودة بعثة الصليب الاحمر الدولي".

ويتابع ارئيلي القول بان معظم القتلى كانوا من الشيوخ والنساء والاطفال وانه كلف بالدفن فقط قادة متقدمين في السن نسبيا: "عملنا طوال ليلة 12/13 نيسان وكان من الصعب اخراج الجثث من منزلين فحصلنا على موافقة على نسف المنزلين مع الجثث وأنفذنا ذلك صباح الثلاثاء 13 نيسان ودفنا في قبر جماعي حوالي 70 جثة ونسفنا مجموعتين للجثث في كل واحد منهما حوالي 20 جثة وبهذا يكون المجموع حوالي 110 قتلى".

ومكث أثناء الدفن عدة أشخاص من قادة اللواء عتسيوني التابع للهاغانا وكان واحدا منهم يشورون شيف.

ويروي هيلل بوليتي احد قادة الجادناع "احضروا لنا من المدينة قفازات ومعاطف واقية وكمامات لتغطية الوجه ونقلنا الجثث اثنتين اثنتين بايدينا الى مقلع للاحجار واحضرت من المدينة جرافة غطت الجثث بالتراب".


--------------------------------------------------------------------------------

بريطانيا : قعود عن فعل شيء.

كان المندوب السامي البريطاني السير الان كنينغهام يرأس اجتماع لجنته الأمنية اليومية في القدس يوم الاثنين في 12 نيسان لبحث قضية دير ياسين ويلتفت الى الجنرال السير غوردون ماميلان قائد قوات الجيش البريطاني الجالس الى جانبه (حسب رواية الكاتبين لاري كولينز ودومنيك لابيير) ويقول هذه فرصتك لتتمكن من اولاد الزنا

Bastards

( يعني الايتسل وليحي) فبحق الله اذهب لتوك واضربهم في دير ياسين". غير ان ماكميلان يمانع بحجة ان قواته البرية في القدس غير كافية لهذا الغرض بينما الحقيقة ان الجيش البريطاني في فلسطين كان قد قرر ألا يستعمل افراده في الأشهر الاخيرة من الانتداب على البلاد الا في خدمة مصالحه ضمن مفهوم ضيق جدا لها وعندها يلتفت كنينغهام حانقا الى قائد القوة الجوية الذي كان حاضرا ايضا فيوافق هذا فورا على اقتراح المندوب السامي لكنه يلفت النظر الى ان سلاح الطيران

( Raf

كان قد ارسل قاذفاته الخفيفة في اليوم الاسبق الاحد 11 نيسان )

الى القاعدة البريطانية في مصر وصواريخها الى القاعدة البريطانية في العراق وانه بحاجة الى 24 ساعة حتى يقوم بالمهمة المطلوبة وما ان تنتهي اللجنة الامنية من مداولاتها ذلك اليوم حتى تصل الانباء عن حلول قوات الهاغانا محل الايتسل وليحي في دير ياسين. ويقول المندوب السامي في رسالة الى وزير المستعمرات في لندن بتاريخ الاثنين 12 نيسان "لا زالت القرية في ايدي اليهود وانا اكتب هذه السطور، وكنت اردت ان يضرب جنودنا اليهود في دير ياسين بكل ما لديهم من قوة ويطردونهم منها ولكن الجيش يقول لي انه ليس في وضع يمكنه من القيام بمثل هذا العمل او باي عمل قد يؤدي الى صدام عام مع أي من الطرفين (العرب واليهود) وهذا مجرد مثال واحد من عدة أمثلة حيث تضطر الحكومة المدنية في هذا البلد وقوف موقف المتفرج بينما يضرب بسلطتها عرض الحائط في كل اتجاه". ويدون السير هنري غورني السكرتير العام لحكومة فلسطين وهو نائب المندوب السامي في يومياته يوم الاحد 11 نيسان :" وصلنا بعد ظهر اليوم الخبر اليقين عن دير ياسين، ان ذبح مائتين من الابرياء معظمهم من النساء والاطفال هو اسوأ ما اقترفته ايدي الارغون والشيترن ولقد جاء الدكتور جاك دو رينييه ممثل الصليب الاحمر الدولي بانباء مريعة عن اكداس من الجثث اطلق عليها الرصاص بالدم البارد، واخبرني مراسل التايمز (اللندنية) انه حاول العبور الى دير ياسين ولكن الهاغانا منعته من ذلك والبوليس البريطاني لا يستطيع الاقتراب من المكان والبوليس اليهودي (التابع للسلطة البريطانية) يحاول التقليل من الامر وكان شيئا لم يحدث". يذكر القارئ ان الدكتور جاك دو رينييه ممثل الصليب الاحمر الدولي زار كلا من مكتب الهيئة العربية العليا والوكالة اليهودية في القدس فور عودته من زيارته الاولى لدير ياسين يوم الاحد في 11 نيسان وكان الدكتور حسين فخري الخالدي (امين سر الهيئة العربية) هو الذي قابل دو رينييه. ويتداول الخالدي مع مستشاريه حول كيفية الاعلان عما حدث في دير ياسين في ضوء تقرير دو رينييه وما نقله الى مكتب الهيئة الناجون من اهالي القرية. ويقول الدكتور حازم نسيبة احد مستشاري الخالدي (حسب رواية كولينز ولابيير): كنا نخشى الا تأتي الجيوش العربية لنجدتنا رغم كل الحديث عن نيتها على ذلك و أردنا ان نصدم الشعوب العربية حتى تضغط بدورها على حكوماتها". وفي يوم الاحد 11 ابريل يعقد الخالدي مؤتمرا صحافيا يصف ما حدث بأنه "مجزرة للأبرياء " ذهب ضحيتها 254 شخصا معظمهم من النساء والاطفال بناء على تقرير قدمه له الدكتور جاك دو رينييه ممثل الصليب الاحمر الدولي عن مشاهداته في القرية . ويقول الخالدي انه كان قد اتصل فور وصول الأنباء عن دير ياسين بقيادة كل من البوليس والجيش كما اتصل بالحكومة المدنية البريطانية طالبا ايفاد من يتحرى الأمر ولكنهم جميعا رفضوا تلبية طلبه مما اضطره الى مناشدة الدكتور دو رينييه وان هذا الاخير لا يزال يفاوض الارغون والشتيرن حول اجراءات الدفن لشهداء القرية. ويضيف الخالدي ان "مجزرة الابرياء" حصلت في القرية الوحيدة من قرى قضاء القدس التي لم تستنجد باي هيئة عربية على انها في خطر من اليهود وانها كانت تعيش محاطة بالمستعمرات اليهودية التي عقدت معها اتفاقا حافظت عليه طوال الاشهر الاربعة السالفة . ويتابع الخالدي انه ارسل رسائل الى الملك عبد الله والى سائر رؤساء الدول العربية يشرح لهم ما جرى في دير ياسين . وفي اعقاب مؤتمر الخالدي الصحافي وزيارة دو رينييه لها تصدر اللجنة التنفيذية للوكالة اليهودية بيانا مساء 11 نيسان الاحد تعبر فيه عن "مشاعر الهلع والتقزز

( Horror and disgust)

من الطريقة البربرية" التي نقذت فيها الايتسل وليحي عمليتهما في دير ياسين.(…) وفي يوم الاثنين 12 نيسان ترسل الوكالة اليهودية الى الملك عبد الله برقية تقول فيها انها تداولت في النداء الذي وجهه الدكتور الخالدي الى جلالته وقررت ان ترسل اليه خلاصة البيان الذي اذاعته في اليوم السابق في هذا الصدد وتنهي البرقية بقولها انها "تستنكر هذه الجريمة البشعة

( atrocity)

التي هالت الشعب اليهودي وكل انسان حيث وجد ".

ويجيب رئيس الديوان الملكي في عمان على البرقية في اليوم نفسه بقوله:" على الوكالة ان تتحمل وزر ما جرى بوصفها الممثلة للشعب اليهودي وهي التي تتكلم باسمه". ويخبرنا المؤرخ "الاسرائيلي" افي شلايم الاستاذ في جامعة اكسفورد في كتابه التواطؤ"

collusiom

، انه كان لأنباء دير ياسين بالغ التأثير على الملك عبد الله وانه استدعى فور استلامه نداء الخالدي وبرقية الوكالة اليهودية السفير البريطاني في عمان السير اليك كيركبرايد وطلب منه ان يسعى مع الحكومة البريطانية حتى تسمح لوحدات الجيش العربي

Arab Legion

( أي جيش حكومة شرق الاردن) التي كانت حينذاك مرابطة في فلسطين تحت قيادة الجيش البريطاني فيها بتولي حماية القرية الفلسطينية ضد هجمات اليهود فيجيبه كيركيرايد باستحالة قبول الحكومة البريطانية لذلك ويعده بان يبحث معها إمكان استعمال هذه الوحدات "لتحسين الوضع الامني في المناطق العربية".

--------------------------------------------------------------------------------

حرب البيانات بين المنظمات الصهيونية

ويذكر القارئ ان مردخاي رعنان قائد الايتسل (الارغون في القدس) كان اعلم الصحافيين اثناء المؤتمر الصحافي الذي عقده مساء يوم الجمعة في 19 نيسان ان وحدات من البالماخ (قوات الهاغانا الضاربة) اشتركت في الهجوم على دير ياسين الامر الذي اربك قيادة الهاغانا وجعلها تكذب هذا الخبر فورا للصحافيين الاجانب. وفي يوم السبت 10 نيسان توزع الايتسل وليحي على الصحف العبرية بيانا يتضمن نص بيانين ادعتا انهما اذيعا من محطة اذاعة الايتسل بالعبرية في تل ابيب يوم المعركة نفسه (أي الجمعة في 9 نيسان) أولهما عند الساعة 11.50 صباحا والثاني عند الساعة 7 مساء ويصبح هذان البيانان (الصباحي والمسائي) الاساس للرواية "الرسمية" لسير المعركة ولجميع ما تلاهما من روايات من قبل اوساط الايتسل وليحي مع بعض الاضافات و"التجميلات". ويقول البيان الاول ان وحدات الايتسل وليحي هاجمت قرية دير ياسين ذلك الصباح واحتلتها وان تجمعات كثيفة من المسلحين العرب، كانت قد تمركزت في القرية وباشرت بازعاج المناطق الغربية العبرية من مدينة القدس وانه وردت معلومات عن وصول امدادات من الجنود العراقيين والسوريين الى دير ياسين بهدف الهجوم على هذه المناطق العبرية وان الجنود اليهود زحفوا في الثانية بعد منتصف الليل في اربع شراذم الى مواقع حددت لهم، وان الهجوم على دير ياسين بدء في الساعة الرابعة والنصف من فجر ذلك اليوم الجمعة لدى صدور اشارة متفق عليها وانه على رغم من النيران الكثيفة من معاقل العدو تمكن الجنود من التقدم بانتظام عسكري واقتحموا مواقع العدو واستولوا على معظمها.

ويستمر البيان فيقول انه بعد اخلاء النساء والاطفال من القرية باشر الجنود بنسف المعاقل على العشرات من رجال العدو الذي قضوا نحبهم تحت انقاضها وان مكبرا للصوت

( At the time of the attack)

عند الهجوم ناشد النساء والاطفال مغادرة القرية فورا واللجوء الى التلال المجاورة وان العديد من الاطفال والنساء انقذوا نتيجة ذلك وان المعركة ما زالت مستعرة. ويضيف البيان ان مصفحتين تعثرتا عند خندق عمقه متر ونصف وان وحدة من المهندسين استطاعت ردم الخندق على رغم شدة نيران العدو وان معركة وجها لوجه دارت داخل القرية وان الجنود تمكنوا من احتلال المنازل الواحد تلو الاخر وان فلول العدو انسحبت بسرعة واستحكمت في منزل يبعد بعض الشيء عن قرية القسطل. ويضيف البيان انه وصلت في هذه الاثناء نجدة قوية للعدو واخذت تمطر مستعمرة يافه نوف بالمدافع الرشاشة الثقيلة من تل مجاور وانه عند اشتداد القتال دخلت وحدتان من قوات البالماخ بكامل اسلحتهما وانضمت الى المهاجمين وان الاتصال بين القوات المقتحمة والقيادة تأمن طيلة المعركة بشكل منتظم وان الامدادات من رجال واعتدة وطعام تصل الى ارض المعركة من دون انقطاع. وينهي البيان وصفه بقوله ان اصابات اليهود بلغت اثنين من القتلى وثلاثة اصيبوا بجروح خطرة اضافة الى اصابات عدة خفيفة بينما اصابات العدو بلغت العشرات وان سيارة اسعاف مصفحة اخترقت خط النار واجلت الجرحى اليهود وان الجنود اسروا العديد من رجال العصابات العرب وساقوهم الى القاعدة. اما البيان المسائي فيعلن الاحتلال الكامل للقرية وان اصابات اليهود بلغت اربعة قتلى واربعة اصابات خطرة و 28 اصابة خفيفة بينما احصي للعدو 240 من القتلى الى ذلك الحين وان المهاجمين تعهدوا بالبقاء في القرية 48 ساعة على ان يسلموها بعد ذلك الى قوات الهاغانا وهو ما ينوون فعله. ولن يصعب على القارئ الذي تابع في الحلقات السابقة وصفنا لوقائع يوم المعركة ساعة تلو الساعة ملاحظة مدى الكذب والتلفيق في هذين البيانين اللذين اقتبسناهما عن جريدة "هارتس" الصادرة في 11 نيسان فالكلام عن ازعاج دير ياسين للمستعمرات المجاورة وتمركز قوات عسكرية سورية وعراقية فيها بهدف الهجوم على الاحياء اليهودية ووصول نجدات قوية من قرية عين كارم هراء في هراء ويبلغ التشويه للحقائق في البيانين الذروة في الوقاحة والصفاقة عند اعطاء مكبر الصوت دور "المنقذ" للنساء والاطفال الذي شكلوا معظم ضحايا المهاجمين. والملفت في نص البيان الصباحي بنوع خاص محاولة ابراز اداء الايتسل وليحي اثناء القتال وكأنه اداء جيش نظامي منضبط وذلك لاسباب سنبينها لاحقا كما ان ما يلفت النظر هو تأكيد البيان الصباحي على اشتراك قوات البالماخ في الهجوم وفضحه له رسميا وبجدر بالقارئ المقارنة بين هذا البيان الصادر في تل ابيب وبين البيان الذي القاه مردخاي رعنان قائد الايتسل في القدس في المؤتمر الصحافي الذي عقده مساء يوم الجمعة ليتبين حجم اضافات تل ابيب في الرواية الرسمية وهي اضافات لا نشك ان المسؤول عنها هو مناحيم بيغن قائد الايتسل الاعلى المقيم في تل ابيب واحد كبار اساتذة الارهاب والحرب النفسية في القرن العشرين كما اننا لا نشك في ان نشر هذين البيانين كان من الدوافع الرئيسية لاصدار الوكالة اليهودية لبيانها في 11 نيسان واكدت على حرص الهاغانا على التقيد باتفاقات جنيف. وبصدور بياني الايتسل وليحي والبيان "المضاد" ، من قبل الوكالة اليهودية تبدأ حرب البيانات بين اوساط اليمين وبين اوساط اليسار اليهودي حول ما جرى في دير ياسين وهي حرب ما زالت دائرة الى يومنا هذا وذلك بسبب الرمزية التي اكتسبتها وقائع دير ياسين ومغازيها ضمن اطار مأساة فلسطين ككل كما اشرنا الى ذلك في مطلع هذه الدراسة، ونحن انما نتابع حرب البيانات هذا ليس من اجل التاريخ لها فحسب بل بهدفين اساسيين آخرين: اولا تتبع رواية اليمين الصهيوني لوقائع دير ياسين اذ غدت تنفي نفيا قاطعا ان حدثت أي مذابح للشيوخ والنساء والاطفال يوم الجمعة في 19 نيسان عام 1948وثانيا : رصد نفاق القيادة العمالية السياسية والعسكرية وريائها عند شجبها لما حدث ذلك ان موقف كل من اليسار واليمين الصهيونيين من دير ياسين انما يؤكد صدق ما ذهب اليه المفكر اليهودي ايلي فيزيل في قوله خلال محاكمة احد المتعاونين مع النازيين الالمان: القاتل يقتل مرتين الاولى عندما يجهز على ضحيته والثانية عندما يخفي انه قتل". وفي 12 نسيان تنشر صحيفة "هارتس" رد الهاغانا على ما ورد في بيان المنظمتين الذي كانت قد نشرته في عدد اليوم السابق . وتقول قيادة الهاغانا في ردها ان قرية دير ياسين لم تشترك في التعدي على القدس العبرية وكانت من القرى القلائل التي رفضت استقبال رجال العصابات العرب الغزاة (تعني جنود جيش الانقاذ السوريين والعراقيين) وانه بما ان دير ياسين لم تقم باي اعتداء فان الهاغانا احجمت عن ادخالها ضمن دائرة القتال وان منظمتي "المنشقين" كانتا تعلمان علم اليقين ان ليس لهجومهما أي هدف عسكري على الاطلاق وانه لم يكن في الظروف القائمة جزءا من مخطط الدفاع عن القدس وان لا قيمة عسكرية له وان ما قاما به كان لمجرد التباهي لاغراض الدعاية لانفسهما. ويضيف البيان انه لم تشترك في الهجوم اية وحدة من الهاغانا وكل ما في الامر ان موفدي المنظمتين المنشقتين استغاثوا بالهاغانا راجين العون لانقاذ جرحاهم الذي ظلوا داخل القرية وان هذا كل ما فعلته الهاغانا. وينهي البيان كلامه بقوله ان عرض الاسرى من نساء واطفال امام الجماهير في شوارع المدينة يدنس طهارة السلاح العبري.

وفي اليوم نفسه توزع الهاغانا منشورا في شوارع القدس يعلن "فرار رجال ليحي وايتسل من دير ياسين واضطرار الهاغانا دخول القرية" بعد ان خلقت المنظمتان بعمليتهما المخجلة جبهة معادية جديدة في القدس". ويضيف ان قوات الهاغانا شعرت عند دخولها دير ياسين "بالخزي" لان ذلك هو المكان "الذي انتهك فيه المنشقون صورة الانسان في المقاتل العبري وشرف العلم العبري". وينتهي المنشور بالقول ان الهاغانا ستسعى الى دفن جثث القتلى التي تركت في المكان وستحمي القبور والممتلكات القليلة التي تبقت في القرية بعد ان نهبها المنشقون وستعيدها الى اصحابها في الوقت المناسب. وترد المنظمتان الارهابيتان على بيان الهاغانا ومنشورها ببيانين يصدر الاول في 12 نيسان والثاني في 14 نيسان. ويؤكد البيان الاول ان دير ياسين كانت "وكرا للاشرار الفعليين والمحتملين وانه شنت منها هجمات على الاحياء اليهودية الغربية من القدس و"لولا احتلالنا للقرية لكان ثمة خطر دائم سيتربص بالاحياء الغربية من قبل العصابات التي تحصنت وتمركزت فيها" وانه كانت هناك "ضرورة عسكرية ملحة من اجل ابعاد هذا الخطر وتحرير القدس من الحصار". ويضيف ان دير ياسين احتلت في معارك ضارية والدليل على ذلك عدد القتلى العراقيين والسوريين الذي هم جزء من الجيش النظامي الذي كان يتمركز فيها (كذا)". وتحتل قصة مكبر الصوت مكانا بارزا في هذا البيان يغدو دليلا على سلوك الايتسل وليحي في دير ياسين "مسلكا لم يسلكه جيش مقاتل ذلك انهما تخليا عن عنصر المفاجأة فقبل بدء المعركة الفعلية حذر جنودنا بواسطة مكبر للصوت سكان القرية ودعوا النساء والاطفال الى مغادرة المكان فورا وقد نجا بفضل هذا التحذير معظم النساء والاطفال اما جزء من الذي لم يستمعوا للتحذير فقد اصيب خلال المعركة". ويضيف البيان :" واننا نعرب عن اسفنا الشديد لانه كان هناك نساء واطفال بين المصابين ولكن ليس الذنب ذنبنا فمقاتلينا قاموا بواجبهم الانساني (كذا) واكثر من ذلك (كذا)". ويعيد البيان التأكيد على قيمة دير ياسين الإستراتيجية اما بالنسبة لشرف السلاح العبري فيشير البيان الى هجمات الهاغانا على العديد من القرى والاحياء العربية حيث قتل فيها النساء والاطفال من دون سابق تحذير وهو الكلام الصحيح الوحيد الوارد في هذا البيان. اما بيان 14 نيسان فيتصدى ثانية الى قول الهاغانا بعدم وجود أي قيمة عسكرية لاحتلال دير ياسين ويؤكد انه كان "احدى اصعب العمليات واخطرها واهمها في كل الحرب من اجل تحرير القدس". ويورد النص الكامل للرسالة التي كان قد ارسلها قائد الهاغانا في القدس ديفيد شلتيئيل الى المنظمتين في 7 نيسان قبيل الهجوم على دير ياسين التي كما يذكر القارئ يشير شلتئيل فيها الى ان احتلال دير ياسين كان من ضمن خطة الهاغانا نفسها لاحتلال القدس. ويضيف البيان ان احتلال دير ياسين اوقع الرعب في القرى المجاورة وانها تساقطت امام هجمات الهاغانا بسبب احتلال دير ياسين وبالتالي يكون احتلال دير ياسين "بضربة واحدة قد غير الوضع الاستراتيجي لعاصمتنا". وتدور الايام وتمر السنون ويصبح قائد الايتسل الاعلى مناحيم بيغن مؤلف هذه البيانات الصادرة عن ايتسل وليحي عام 1977 رئيس وزارة "اسرائيل" وتنشر حكومة "اسرائيل" سلسلة رسمية لوثائق سياسية وديبلوماسية توثقا لحرب 1948 وينشر في عداد هذه الوثائق نص رسالة العزاء الموجهة من الوكالة اليهودية الى الملك عبد الله في 12 نيسان وتتصدر نص رسالة العزاء مقدمة من محرر سلسلة الوثائق تتضمن رواية بيغن عن يوم دير ياسين وهكذا يصبح الابيض اسود وتشرق الشمس من الغرب، ورحم الله شهداء دير ياسين وسائر شهداء العرب من اجل فلسطين .

--------------------------------------------------------------------------------

عدد ضحايا دير ياسين

الراسخ في الذاكرة الفلسطينية والعربية والمتواتر الى الأمس القريب في العالم بأسره بما في ذلك "اسرائيل" والجاليات اليهودية خارجها ان عدد شهداء دير ياسين في حدود 245 - 250 شهيدا ، هذا هو الرقم الذي اعلنته الاطراف المعنية العدة في حينه (اليهودية والبريطانية الرسمية والدولية والفلسطينية والعربية) وهو الرقم الذي اجمع عليه الصحافيون والمؤرخون والمراقبون من مختلف الجنسيات منذ 1948 بيد ان المفارقة (واي مفارقة) ان هذا الرقم ليس هو الرقم الذي قدمه في حينه الطرف الاكثر دراية ومعرفة بالامر أي الناجون من وجهاء القرية وكبارها.

ويذكر القارئ ان عدد سكان دير ياسين عام 1948 كان كما اسلفنا حوالي 750 نسمة انقسموا الى ثلاث حمائل وانهم اتسموا بقدر غير مألوف في ريف فلسطين من التماسك في ما بينهم كما كان الزواج بين الحمائل دارجا شائعا على نطاق واسع حتى غدا أي فرد في البلدة على علاقة قربة او نسب بمعظم سائر اهاليها. وهكذا لم يكن خارج قدرة كبار الناجين من الواقعة القيام باحصاء دقيق لمن فقد او استشهد منهم غير ان تشتت سكان القرية يوم المعركة في اكثر من اتجاه وهول صدمة ما حصل اقتضيا مرور بضعة ايام قبل انجاز الاحصاء الذي تم قبل نهاية شهر نيسان 1948 وهي الأيام التي ترسخ فيها الرقم 240-250 شهيدا المبالغ فيه وتوالت خلالها الأحداث الجسام من سقوط طبريا (18/ نيسان) الى سقوط حيفا (22-23 نيسان) الى سقوط يافا (25-30 نيسان) التي حلت محل دير ياسين في اهتمامات الرأي العام العربي والدولي المباشرة. اما نتيجة احصاء وجهاء دير ياسين لشهدائها في نيسان 1948 فكان في حدود مئة شهيد معظمهم من الشيوخ والنساء والاطفال يضاف اليهم حوالي 15 جريحا جروحهم بليغة. ذكرت "البالستين بوست" اليهودية في عددها الصادر في 11 نيسان 1948 ان عشرة منهم ادخلوا المستشفى الحكومي في القدس وان سبعة من هؤلاء دون الرابعة عشرة من عمرهم يضاف اليهم العشرات المصابون بجروح اقل خطورة. ظلت معرفة عدد شهداء دير ياسين الحقيقي مقتصرة على الناجين من سكان دير ياسين وذريتهم ومعارفهم وعلى عدد قليل من الباحثين ولم يشق العدد الحقيقي طريقه الى ادبيات 1948 الفلسطينية الا في نهاية السبعينات عندما اصدرت جامعة بيرزيت في الضفة الغربية كراسا عن دير ياسين من ضمن سلسلة من القرى الفلسطينية التي دمرتها "اسرائيل" ذكرت فيه هذا الرقم استنادا الى مقابلات اجراها مؤلفو الكراس مع بعض كبار الناجين من اهالي دير ياسين. وفي هذه الاثناء تكرر ذكر رقم 240-250 شهيدا في ادبيات 1948 كافة في مختلف اللغات بما في ذلك الرواية الرسمية "الاسرائيلية" لحرب 1948 التي صدرت عن وزارة الدفاع "الاسرائيلية" عام 1972 باسم "سيفر تولدوت هاغانا" عندما كانت الحكومة "الاسرائيلية" ما زالت تحت السيطرة العمالية.

ويتلقف الكاتب اليميني "الاسرائيلي" ملشتاين ما ذكرته جامعة بيرزيت في كراسها عن عدد ضحايا دير ياسين ويدمجه في محاولته اعادة كتابة تاريخ 1948 من منظور يميني ناقد للرواية "الاسرائيلية" العمالية وبهدف القاء الشك على الرواية العربية بأسرها لدير ياسين مع انه يقر بان الرقم المبالغ فيه لم يأت اصلا من الطرف العربي لكن الطرف اليهودي اليميني ذاته. وتسهيلا على القارئ نعيد باقتضاب ما ذكرناه سالفا من ان اول من ذكر ان رقم الشهداء هو 240 شهيدا هو مردخاي رعنان قائد الايتسل (الارغون) في القدس وكان ذلك في مؤتمر صحافي عقده مساء يوم الجمعة 9 نيسان بعد توقف القتال واحتلال القرية حضره مراسلو الوكالات الأميركيون. واذاعت الـ "بي. بي. سي" اللندنية الرقم في نشرتها الإخبارية لتلك الليلة وكررت ذكره في الوقت نفسه محطة الاذاعة البريطانية الانتدابية في الدس. ويذكر القارئ ان ممثل الصليب الأحمر الدولي زار دير ياسين يوم الاحد في 11 نيسان ونقل الى السلطات البريطانية والى الهيئة العربية العليا في القدس ان عدد الضحايا انما هو في حدود 350 شهيدا وان الدكتور حسين فخري الخالدي امين سر الهيئة العربية العليا عقد مؤتمرا صحافيا في اثر لقائه مع ممثل الصليب الاحمر يوم الاحد في 11 نيسان واعتمد الرقم الادنى الذي ذكره قائد الارغون يوم الجمعة وتناقلته عن قائد الارغون الوكالات العالمية يوم الجمعة والسبت السابقين. ويروي ملشتاين عن رعنان في مقابلة اجراها معه بعد الواقعة بسنين عدة ان رعنان تقصد يوم الجمعة تضخيم عدد ضحاياه لالقاء الرعب في العرب وانه حسب قول رعنان "نجح" في ذلك واغلب الظن بالنسبة لنا ان هذا تبرير او تفسير لاحق رجعي لتضخيم اثر دير ياسين الفعلي على سير القتال في فلسطين عموما وهو تفسير يتضامن ملشتاين فيه طبعا مع رعنان بغية تضخيم دور المنظمتين الارهابيتين (الارغون والشتيرن) اليمينيتين في قتال عام 1948 مقارنة بدور الهاغانا اليسارية ويقيننا ان الدوافع الحقيقية لتضخيم الرقم كانت اكثر ا بالمحادثات السياسية المتزامنة التي كانت تجري في حينه تحت رعاية اللجنة التنفيذية للمنظمة الصهيونية لدمج المنظمتين الارهابيتين في قوات الهاغانا كما سنبين بعد قليل.

وبعد فالعبرة ليست في الكم وثمة احداث في الحروب النظامية الاهلية تتخذ كما اسلفنا صفة رمزية بصرف النظر عن الكم كما حصل في جنوب افريقيا (شارب فيل 1960

Sharb ville)

وايرلندا الشمالية (الأحد الدموي 1972

Bloody Sunday)

حيث كان عدد الضحايا الابرياء لا يتعدى بضعة عشرات.

--------------------------------------------------------------------------------

ادعاء الحرص على ارواح العزل من النساء والاطفال

شر البلية ما يضحك ذلك ان رواية اليمين الصهيوني التبريرية اللاحقة لواقعة دير ياسين وصلت ذروة الكذب والتدليس بهذا الادعاء بينما تراث منظمة الارغون الارهابية الدموي ضد العزل تراث عريق يعود الى عشر سنوات قبل دير ياسين وهو امر مشهود به ومعروف لكل قاص ودان. فالارغون هي التي ابتكرت وادخلت الى المشرق العربي استعمال الألغام الموقوتة والسيارات المفخخة ضد الاهداف المدنية وهي التي دشنت استعمال الالغام هذه في اسواق الخضار ومحطات الباصات الفلسطينية المزدحمة في عامي 1938 و 1939 في كل من حيفا ويافا والقدس وهاكم حصاد بعض هذه الاحداث من ارواح العزل خلال فترات قصيرة من هاتين السنتين: 16 تموز (يوليو) 1938 ، سوق البطيخ : حيفا، 18 قتيلا و30 جريحا، 26 شباط (فبراير) 1939 سوق الخضار في حيفا: 25 جريحا، 3 حزيران سوق الخضار القدس 9 قتلى و 40 جريحا ، 19 حزيران سوق الخضار حيفا 9 قتلى و 24 جريحا وهكذا. ثم ان الارغون هي التي فجرت في يوليو 1946 فندق الملك داود في القدس وكان مقر الحكومة البريطانية ما ادى الى سقوط 75 قتيلا من المدنيين العزل من الموظفين والزائرين البريطانيين والعرب في ذلك حوالي 20 يهوديا وكان ضابط عمليات الارغون خلال الهجوم على دير ياسين يهوشع غولد شميت هو نفسه الذي قاد الشاحنة الملأى بالمتفجرات التي نسفت الفندق. وتمحور ادعاء الحرص على ارواح العزل خلال القتال في دير ياسين حول وجود مكبر للصوت على احدى المصفحات التي كان عليها اقتحام القرية وتطورت الرواية الصهيونية حتى اصبح دور مكبر الصوت هو دور "المنقذ" (الحلقة الثانية والسادسة) للنساء والاطفال حيث حثهم حسب هذه الرواية على اجلاء القرية"فانقذ" بهذه الوسيلة معظم هؤلاء وكان ذلك على حساب التخلي عن عنصر المفاجأة في الهجوم وبالتالي دليلا على "فروسية" المنظمتين الارهابيتين.

الواقع هو ان دور مكبر الصوت (لو استعمل) كان دور تحطيم الاعصاب والمعنويات المساند للقصف والضرب الناري وهو تكتيك حربي صهيوني دارج ولكنه لم يستعمل في هذه الحالة لسقوط المصفحة في الخندق الذي حفره اهالي دير ياسين وتعطيله ولا علاقة بالتالي لنجاة من نجي من نساء القرية واطفالها باستعمال مكبر الصوت او عدم استعماله. والواقع ايضا من شهادات الناجين والمراقبين الدوليين بل ومن افواه قادة المنظمتين الارهابيتين وكذلك من شهادات قادة الهاغانا وضباطها التي اوردناها جميعا سابقا ان المنظمتين لم ترعيا حرمة لشيخ او مسنة او رضيع او جريح وان اتباعهما لم يتركوا عرفا واحدا في التعامل مع المدنيين في الحروب الا وخرقوه فاتخذوا من الاسرى من الشيوخ والنساء والاطفال دروعا لحماية انفسهم من نيران المقاومين ورهائن لحمل الجرحى والقتلى من اليهود تحت الرصاص واغطية لاقتحام منازل البلدة ولم يكتفوا بإعدام أسراهم من الرجال وبضرب وشتم وتهديد أسراهم من النسوة وسلبهن من كل ما عليهن من الحلي والاساور والخواتم والنقود ولا بتمزيق آذانهن انتزاعا للاقراط ولا باستعراضهن في شاحنات في موكب نصر ذهابا وايابا في احياء القدس اليهودية بل انحدروا الى ما هو اسفل حتى من هذا وذاك بتركهم جثث ضحاياهم من دون دفن ومحترقة جزئيا في الشارع العام في دير ياسين بعد ان اشعلوا النار فيها وفروا من البلدة بما نهبوه منها من غنائم ومؤن ، وأثاث ومواش. طبعا الكلام عن "فروسية" مكبر الصوت كان لاستهلاك الجمهور اليهودي في فلسطين والولايات المتحدة وهو ان دل على شيء فانما يدل على صفاقة الاعلام والحرب النفسية الصهيونيين ومدى احتقارهم للحقيقة والواقع كما يتجليان في قائمة الشهداء.

--------------------------------------------------------------------------------


دوافع الهجوم على دير ياسين

حرصت ادبيات المنظمتين الارهابيتين التبريرية اللاحقة على التوكيد على اهمية دير ياسين الاستراتيجية تفسيرا لاختيارها هدفا للهجوم والاحتلال وتثبيتا لصواب لتخطيط العسكري اليميني ودحضا لتشديد الهاغانا على عدم جدوى احتلالها والعسكرية وتحويلا للانظار عما اقترف فيها من جرائم وآثام. وهكذا غدت دير ياسين حسب الرواية اليمينية مسيطرة على احياء القدس اليهودية الغربية وقاعدة أمامية لاقتحامها ومصدر تهديد مباشر للطريق الوحيدة التي تربط القدس بتل ابيب ومحطة حيوية على طري فالمواصلات الى القسطل ومركز تجمع للجنود العراقيين والسوريين وراعية لاعمال استفزازية وازعاج مستمر للمستعمرات المجاورة مما جعل احتلالها اولوية عسكرية محلة فرضت نفسها فرضا على قادة المنظمتين الإرهابيتين. والواقع ان دير ياسين كانت تقع على تل على بعد ميل واحد من ست مستعمرات تشكل سدا متراصا يعزلها عن العالم الخارجي حيث ان الطريق الوحيدة اليه السالكة للسيارات كانت تمر وسط إحدى المستعمرات (غيفعات شاؤول) والمسافة بينها وبين طريق القدس - تل ابيب (كيلومتران) ووجود مستعمرة سابعة (موتسا) بالمقابل على الطريق الى الساحل سيجعلان من المستحيل على دير ياسين السيطرة على هذه الطريق ولم تكن دير ياسين على الطريق الى القسطل بل كان واد سحيق يفصل بينهما والطريق الى القسطل يمر عبر عين كارم وليس عبر دير ياسين وتواجد جنود عراقيين وسوريين في دير ياسين او جوارها كذب صاف محض، كذلك القول بانها كانت مصدر ازعاج واستفزاز للمستعمرات القريبة منها ذلك انها بسبب ضعف مركزها الإستراتيجي اختارت الوصول الى تفاهم على عدم التعدي بينها وبين المستعمرات المجاورة وهو تفاهم رعته الهاغانا واطلعت عليه قادة المنظمتين الارهابيتين. لذلك لم يكن للاعتبارات العسكرية او الاستراتيجية أي دور في قرار المنظمتين الهجوم على دير ياسين بل كان اهم هذه الاعتبارات كما اسلفنا سهولة الوصول الى دير ياسين لقربها وعزلتها والرغبة في المزايدة على الهاغانا نظرا لان الاخيرة كانت قد بدأت هجومها العام (عملية تحشون ضمن الخطة دال) والطمع بالغنيمة وهو دافع يقر به يهودا لبيدوت احد كبار قادة الارغون حيث يقول:"ان الواقع الاساسي كان اقتصاديا ذلك اننا كنا في امس الحاجة الى الغنائم لتموين قواعد منظمتينا".

--------------------------------------------------------------------------------

موقف القيادة العمالية السياسية والعسكرية من دير ياسين

في الظاهر كان موقف هذه القيادة موقف تنديد واستنكار كما يبدو من برقية العزاء والاعتذار من الوكالة اليهودية الى الملك عبد الله ومن حرب البيانات بين الهاغانا والمنظمتين الارهابيتين ومن ادبيات الطرفين حول واقعة دير ياسين منذئذ بيد انه ثمة ثلاث زوايا يجدر بالقارئ العربي ان ينظر منها الى هذا الموقف. اولا : اطلع قادة المنظمتين الارهابيتين ديفيد شلتئيل قائد الهاغانا في القدس على نيتهم الهجوم على دير ياسين ووافق شلتئيل على ذلك خطيا في رسالة بتاريخ 7 نيسان تضمنت تحفظات (الاحجام عن نسف منازل القرية والبقاء فيها حتى لا يدخلها الاغراب ) لا تمس جوهر الموافقة، وكان قادة الهاغانا على اتصال مستمر بالمهاجمين طوال المعركة وساهمت قوات الهاغانا المرابطة في المستعمرات المقابلة لدير ياسين في اطلاق النار على المدافعين خلالها وقدمت الهاغانا العون لاجلاء الجرحى والقتلى اليهود ومدت المهاجمين بالذخيرة واشتركت وحدات من البالماخ مدعومة بمصفحات ومدافع هاون ليس فقط في قصف القرية عن بعد بل وفي القتال داخل القرية كما اشتركت هذه الوحدات في نهبها. ورفض شلتئيل إعلام اهالي دير ياسين عن الهجوم على رغم الاتفاق وبين في رسالته الى المنظمتين ان احتلال دير ياسين كان من ضمن مخططات الهاغانا ذاتها على رغم هذا الاتفاق ايضا. ومع انه شجب تصرف المنظمتين تجاه جثث ضحاياهما الا انه اصدر امرا بنسف العديد من هذه الجثث بعد حلول قوات الهاغانا محل قوات المنظمتين في دير ياسين كما انه سمح للمنظمتين بنهب موجودات القرية من مؤن وطعام واثاث ومواش. ثانيا : يحتوي استنكار القيادة العمالية لافعال المنظمتين في دير ياسين على قدر وافر موفور من الرياء والمداهنة نظرا لان الهاغانا والبالماخ نفسيهما كانا مسؤولين في الخفاء عن اعمال مشابهة او قريبة الشبه في مئات القرى الفلسطينية التي احتلاها حيث لم تصل اضواء الاعلام والرقابة الدولية كما لم تتوان الوكالة اليهودية عن الحيلولة دون وصول ممثلي الصليبي الاحمر والسلطات البريطانية والصحافة العالمية الى دير ياسين طوال الايام التالي المباشرة للمعركة اخفاء لجريمة المنظمتين. يذكر الكاتب "الاسرائيلي" توم سيقيف ان قسم الاستيطان التابع للوكالة اليهودية اعد في النصف الثاني من سنة 1948 قائمة بعشرات القرى العربية تمهيدا لاستيطانها ويزور رجال مكتب الصحة بعد بضعة ايام من ذلك قرية مهجورة للوكالة اليهودية ويعلنا فانه قبل ان يصبح اسكان القرية ممكنا يجب رش المنازل بمادة د.د.ت. ويكتب ممثلو الوكالة اليهودية تقريرا يذكرون فيه ان "ابنية القرية بصورة عامة مبنية بشكل اصيل جميل. والاراضي الزراعية تبلغ مئات الدونمات. و"حرث رجال القرية السابقون هذه الاراضي سنين كثيرة وزرعوا حول البيوت حدائق واشجار مثمرة. ويؤخذ القرار بعيد ذلك باستيطان القرية بموافقة رئيس الوزراء العمالي (بن غوريون) ويسكن القرية مستوطنون من بولندا ورومانيا وتشيكوسلوفاكيا وحتى صيف 1949 يتمكن هؤلاء من حراثة 20 دونما من كروم الزيتون وتسويق 300 صندوق خوخ ويبدأون بقطف العنب. ويقرر ان يقام في خريف 1949 احتفال رسمي لتدشين المستعمرة الجديدة في دير ياسين وان يكون اسم المستعمرة غيفعات شاؤول "ب" . ويكتب الفيلسوف اليهودي مارتين بوبر الى رئيس الوزراء عند سماعه بالامر يطلب "على الاقل تأجيل اسكان القرية حتى تلتئم الجروح… وينبه الى انه من الافضل ان تبقى حاليا ارض دير ياسين غير مزروعة وان تترك منازلها شاغرة من اغن ان تدنس بعمل تفوق اهميته الرمزية السلبية جدواه العملية بما لا يقاس". ولا يرد بن غوريون على رسالة بوبر فيثابر بوبر في مكاتبة بن غوريون وتتكدس رسائله في مكتب بن غوريون من دون اجابة . ويحتشد بضع مئات من المدعوين الى احتفال تدشين المستعمرة ويحضر بينهم وزيران من الوزارة العمالية الى رئيس البلدية والحاخامين الرئيسيين (اللذين كانا كما يذكر القارئ قد استنكرا ما حصل في دير ياسين في بيان علني عبرا فيه عن "خجلهما" وشجبهما "لوحشيته") . ويبث رئيس الدولة حاييم وايزمان برسالة تهنئة وتعزف الفرقة الموسيقية لمعهد الضرير المجاور وتقدم التحية. وهكذا تختزل دير ياسين مأساة فلسطين بأسرها. وبعد فان عدد سكان دير ياسين اليوم يزيد عن اربعة الاف نسمة موزعين في الضفة الغربية من فلسطين والأردن والمملكة العربية السعودية والكويت وقطر والولايات المتحدة وفي البرازيل ولسان حالهم يقول ونحن نردد معهم:


سأذكر بلدتي ما دمت حيا

واذكر مرجها ثم الشعابا

واقرىء دير ياسين سلاما

متى شع الضحى نورا وغابا

وقارعت الطغاة بيوم نحس

وقد صمدت صمودا لن يعابا


************************************************** ************************************************** ****************

مجزرة الدوايمة

29/10/1948

(بقلم / جمال إسماعيل أبو ريان)

تفاصيل المجزرة *أفظع من النازية *مراقبوا الأمم المتحدة*الضمير الصهيوني*عدد شهداء مذبحة الدوايمة*معلومات عن قرية الدوايمة*هوامش

يقول الله تعالى : (من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفساً بغير نفسٍ أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً و من أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً و لقد جاءتهم رسلنا بالبينات ثم إن كثيراً منهم بعد ذلك في الأرض لمسرفون) (1) .

إن المجازر البشعة التي حصلت في فلسطين قبيل إقامة الدولة العبرية ، على أيدي أقطاب الإرهاب الصهيوني تلاميذ الهاجانا (2) أمثال ( بن غوريون ، و موشيه ديان ، و مناحيم بيغن ، و إسحاق شامير) ذات جذور عميقة ، مستمدة من أسفار مزورة ، تحث على قتل أهل المدن ، رجالا و نساء و أطفالا ، و حتى الحيوانات ، حيث يتوجب عليهم قتل كل نفسٍ بحد السيف لاحتلال مدنهم . و بعد استيلائهم على المدن يضرمون النار فيها ، كي لا يبقى فيها أي كائن حي ، إلا من هرب و لجأ إلى المدن الحصينة (3) .

عندما نتصفح تفاصيل المجازر التي مورست على الشعب الفلسطيني الأعزل ، نجد أنهم يطبقون تعاليم هذه الأسفار المزورة بحذافيرها ... نعم ، لقد تم التخطيط لجرائم منظمة عام 1948م استهدفت أكثر من (418) قرية ، دمرت بالكامل و تم تشريد أهلها ، و ارتكبوا أبشع المجازر في نحو (35) قرية .

و من هذه القرى التي ارتكبت فيها المجازر (قرية الدوايمة) قضاء الخليل ، التي هاجمتها (كتيبة الكوماندوس 89) التابعة للواء الثامن الصهيوني ، بقيادة موشيه ديان (4) و التي تألفت من جنود خدموا في عصابتي (شتيرن ، و الآرغون) (5) التي حاولت دولة العصابات جاهدة طمس معالمها و تفاصيلها حيث صدرت الأوامر بدفن القتلى في قبور جماعية (6) و التعتيم الإعلامي على تفاصيل المجزرة و منع التحقيق فيها .

تفاصيل المجزرة :

في يوم (29/10/1948م) و الناس غافلون بعد أداء صلاة الجمعة منهمكون في أسواقهم (7) و أشغالهم و حقولهم ، و إذ بالجنود الصهاينة يقتحمون القرية و يحاصرونها و يقتلوا المئات من الشيوخ و الشباب ، و يحطموا رؤوس الأطفال بالهراوات أمام أمهاتهم ثم يقتلوا الأمهات . و اعتدوا على النساء أمام ذويهن دون أن يعبئوا بصياحهم و استنجادهم .

و تبجح أحد الجنود أمام زملائه قائلاً : (لقد اغتصبت امرأة عربية قبل أن أطلق عليها النار) (8) ... و آخر أجبر إحدى النساء على نقل الجثث ثم قتلها هي و طفلها ، و آخرون أخذوا ثلاث فتيات في سيارتهم العسكرية و وجدن مقتولات في أحد أطراف القرية .

كما أطلقوا النار على طفل يرضع من صدر أمه فاخترقت الرصاصة رأسه و صدر أمه فقتلتهما و الطفل يلثم الثدي ، و بقايا الحليب تسيل على جانبي فمه !‍‍‍! (9) .

يقول أحد قادة حزب المابام الصهيوني (إسرائيل جاليلي) (10) إنه شاهد : (مناظر مروعة من قتل الأسرى ، و اغتصاب النساء ، و غير ذلك من أفعال مشينة) .

أفظع من النازية :

لقد فزع أهل القرية العزل و لجئوا إلى الكهوف و المغارات خوفاً من بطش اليهود ، و لكنهم لاحقوهم و قتلوهم داخل أحد الكهوف (11) ، و لم ينج منهم إلا امرأة واحدة بين القتلى ….

و بعد ذلك قيدوا الرجال الذين تم الإمساك بهم بالحبال و السلاسل ، و قادوهم كما تقاد الأغنام و وضعوهم في أحد المنازل و منعوا عنهم الماء ، و فجروا المنزل بالديناميت على رؤوسهم .

و كان الملاذ الأخير لأهل القرية (الجامع) (12) اعتقاداً منهم أن الجنود سيحترمون المسجد ، فدخلوا المسجد و هم يكبرون ، و يقرؤون القرآن الكريم ، يجهلون مصيرهم ، لا يعلمون أن يد الغدر سوف لن تمهلهم إلا لحظات قليلة ، و بالفعل تم قتلهم جميعاً و كان عددهم (75) شخصاً معظمهم من كبار السن و العجزة ، و أُحرق المسجد بمن فيه بعد إغلاقه بإحكام خوفاً من خروج الجرحى ، إذا كان هناك جرحى !! .

مراقبوا الأمم المتحدة :

بعد عدة أيام من وقوع المجزرة ، وصل فريق من مراقبي الأمم المتحدة إلى القرية برئاسة ضابط الصف البلجيكي "فان فاسن هوفي" بصحبة عسكريين صهاينة ، و عندما طلب أحد المراقبين الدخول إلى المسجد المغلق تم منعه بحجة أن للمسجد قدسية عند المسلمين و لا يجوز دخوله لغير المسلم !! ، و لكن المراقب شاهد دخانا يتصاعد من المسجد فاقترب من النافذة و شم رائحة جثث بشرية تحترق ، و عندما سئل الضابط اليهودي المرافق عن الدخان و الرائحة الكريهة ، تم منعه من إكمال التحقيق ، و عندما سأله عن منزل كان يعدّ للنسف عن سبب ذلك .. قال له : المنزل يضمّ حشرات طفيلية سامة ، و لذا سنقوم بنسفه" !! .

و قد بعث المراقبون الدوليون تقريراً سرياً إلى رؤسائهم ذكروا فيه : (ليس لدينا شك بأن هناك مجزرة ، و أن الرائحة المنبثقة من المسجد كانت رائحة جثث بشرية) (13) .

الضمير الصهيوني !! :

يقول المؤرخ الصهيوني "بني موريس" (14) : "لقد تمت المجزرة بأوامر من الحكومة (الإسرائيلية) ، و أن فقرات كاملة حذفت من محضر اجتماع لجنة (حزب المابام) (15) عن فظائع ارتكبت في قرية الدوايمة ، و أن الجنود قاموا بذبح المئات من سكان القرية لإجبار البقية على المغادرة" .

و يقول "أهارون كوهين" : (تم ذبح سكان قرى بأكملها ، و قطعت أصابع و آذان النساء لانتزاع القطع الذهبية منها) !! .

و يقول الحاخام الصهيوني "يوئيل بن نون" : (إن الظلم التاريخي الذي ألحقناه بالفلسطينيين أكثر مما ألحقه العالم بنا) .

إن صحوة ضمير (موريس) و أمثاله من المؤرخين و القادة الصهاينة ، لم تكشف إلا عن جزء لا يذكر من تفاصيل هذه المجازر التي ارتكبتها عصابات الدولة العبرية ، على أيدي قوادها الذين كوفئوا فيما بعد بمناصب و جوائز بعد ارتكابهم المجازر !! .

عدد شهداء مذبحة الدوايمة :

إن عدد شهداء مذبحة الدوايمة كما أجمع العرب و الأمم المتحدة و جيش الاحتلال الصهيوني بين 700 إلى 1000 مواطن عربي ، عدا الذين كانوا يحاولون التسلل للقرية لأخذ أمتعتهم و طعامهم بعد أيام من حصول المجزرة ، و على أي حال فإن الحصيلة النهائية كالتالي :

580 شهيداً

أول يومين من المجزرة ، (منهم 75 شخصاً معظمهم من كبار السن في المسجد)

110 شهداء

كانوا يحاولون التسلل للقرية لأخذ متاعهم و طعامهم

8جرحى

كان عدد الجرحى قليل لأن الصهاينة حاولوا جاهدين أن لا يتركوا أحياء

9 أسرى

قتل (3) منهم في السجون الصهيونية

معلومات عن قرية الدوايمة :

"الدوايمة" قرية كنعانية عربية تبعد عن الخليل نحو 24 كم ، تبلغ مساحة أراضيها (60585) دونما (16) . أسماها الكنعانيون (بُصقة) أي المرتفع ، و ذكرت بهذا الاسم في العهد القديم (17) .

و نزل بها الفرنجة في العصور الوسطى ، و أسموها (بيتا واحيم) .

و في القرن الرابع عشر سكنها رجل صالح اسمه "علي بن عبد الدايم بن أحمد الغماري بن عبد السلام بن مشيش" الذي يرجع نسبه بإجماع العلماء إلى علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - (18)، فسميت الدوايمة باسمه تخليداً لذكراه .

أقيم على أنقاضها عام 1955 مستعمرة (أماتزياه) و دعيت باسمها هذا نسبة إلى (أمصيا) أحد ملوك المملكة اليهودية الذي امتد حكمه من ( 800 - 783 ق . م .) ، و من جرائمه قتله عشرة آلاف (آدومي) و سبي عشرة آلاف آخرين جنوب البحر الميت ، و أتى بالأسرى إلى البتراء و أمر بطرحهم من فوقها فماتوا جميعاً (19) .

فيها قبر الصحابي الجليل "بشر بن عقربة" (20) . و فيها أيضاً قبور طوت رجالاً و نساء و أطفالا روت دماؤهم الزكية أرض خليل الرحمن الطاهرة تناشد أصحاب الضمائر الحية بتخليصها من هذا المغتصب و استعادة أبنائها .

هوامش :

1. المائدة : آية 32 .

2. الهاجانا : منظمة عسكرية إرهابية صهيونية في فلسطين . نشأت في عهد الإمبراطورية العثمانية قبل الحرب العالمية الأولى لحماية اليهود المهاجرين الجدد . العديد من أعضاء الجماعة خدموا في القوات البريطانية في الحرب العالمية الأولى و الثانية . شكّلت العصابة قاعدة جيش الكيان الصهيوني بعد تأسيس الدولة العبرية في 1948 .

3. العهد القديم : سفر يشوع ، 8 و 10 .

4. موشيه دايان : (1915-1981) . عسكري صهيوني و قائد سياسي ، قائد القوات الصهيونية التي فازت بالحرب العربية الصهيونية في 1956 . و قاد النصر الصهيوني في حرب الأيام الستّة ضدّ مصر و الأردن و سوريا في يونيو/حزيران 1967 . كان من أشد المتعصبين الداعين لطرد السكان العرب ، أصبح وزير خارجية الكيان في 1977 . جرح خلال الحرب في معركة في لبنان و فقد عينه اليسرى .

5. عصابة شتيرن : منظمة عسكرية صهيونية أنشأها في فلسطين (عام 1940) الإرهابي أبراهام شتيرن ، و قد ارتكبت عصابة شتيرن هذه جرائم كثيرة في فلسطين و خارجها فتعقبتها الشرطة البريطانية و قتلت مؤسسها عام 1942 . و من الجرائم التي ارتكبتها اغتيالها في القاهرة اللورد موين وزير الدولة البريطاني في الشرق الأوسط (عام 1944) .

الإرجون : عصابة إرهابية يهودية تدعى (إيرغون زفاي ليومي) ، سرية قاتلت البريطانيين و العرب الفلسطينيين . كان قائدها (مناحيم بيغن) من 1944 إلى تأسيس دولة الكيان الصهيوني عام 1948 .

6. تم دفن جزء من الشهداء في حفرة قرب الجامع حيث كانوا الأهالي يحفرون لتوسعة المسجد ، و الجزء الباقي منهم دفن في قبر جماعي .

7. سوق الجمعة : من أكبر أسواق جبل الخليل ، و سمي (سوق البرين) لأنه كان يحتوي على منتوجات الساحل و الجبل .

8. أحمد العداربة : "قرية الدوايمة" ، منشورات جامعة بير زيت 1997 .

9. حسب شهود العيان .

10. إسرائيل جاليلي : رئيس فرع العمليات في جيش الاحتلال الصهيوني عام 1948 ، من قادة حزب المابام .

11.كهف مشهور في القرية اسمه (طور الزاغ) و قدر عدد الذين استشهدوا فيه أكثر من ثلاثين عائلة .

12. جامع الزاوية : المكان الرئيسي لتجمع أهل القرية كما قال "إسماعيل أبو ريان" أحد رجالات الدوايمة في كتاب (قرية الدوايمة) ، كان يستخدم كمركز تجمع لأفراد الحمولة ، و استقبال الضيوف و أبناء السبيل ، و للمناسبات مثل العزاء و الزواج ، و مركز استعلامات ، و كان يرتاده الشعراء و الرواة .

13. أحمد العداربة : "قرية الدوايمة" ، منشورات جامعة بير زيت 1997 .

14. بني موريس : "تصحيح غلطة" ، نشر على حلقات في جريدة "الدستور" بتاريخ 15 تموز 2001 .

15. ثاني أكبر حزب مشترك في الحكومة الصهيونية المؤقتة بعد حزب المباي .

16. مصطفى مراد الدباغ : "بلادنا فلسطين" ، الجزء الخامس - القسم الثاني .

17. (سفر يشوع 15 ) مدن يهوذا .

18. عبد الصمد العشاب : "مولاي عبد السلام بن مشيش" ، مطبوعات الجمعية المغربية للتضامن الإسلامي .

19.مصطفى مراد الدباغ : "بلادنا فلسطين" ، الجزء الخامس - القسم الثاني .

20. المصدر السابق .

************************************************** ************************************************** ************

قبيبة ابن عواد

مذبحة في طريق السبع

12- 8 - 2003م

"يوم صارت النكبة واطلعنا من قبيبة ابن عواد بقا عمري عشرين سنة ومجوزة وعندي ولد على ديّ عمرو سنتين ونص ، بقينا مرعوبين وخايفين؛ ابن عمي وهو شارد ثاني يوم ومطلع بقراتو ما شاف اللا الطخ عليه؛ شرد؛ واليهود طخوا كل بقراتو. بلدنا قضا بيت جبرين ومنها وغربة بقا الفالوجة واعراق المنشيّة ؛ قالوا اليهود أجوا وفزعوا في دير ياسين وفي اللد وفي الرملة وفي يافا وفي حيفا وهالشلة؛ دشرنا حالنا ومالنا وما حملتش معي إلا شوية غيارات؛ شردنا من قبيبة ابن عواد واتخبينا في حبس "المقحز" بقا ع زمان لنجليز؛ احنا بقينا انقولوا حبس "بيت أمير" هاظ تلى السبع في طريق السبع بين قبيبة ابن عواد والدوايمة، كل الدوايمة ولقبيبة اتخبينا في الحبس هاظ ، هاظا مثل هان وهناك غرف غرف؛ إخشش إخشش ، أنا بقيت أخاف مستجريش أخش؛ معاي ولد صغير ؛ نمنا برا، مهي الدنيا بقت صيف ، المهم : صارت الناس تيجي وتندب في، أنا بدكي الصحيح نمنا برا بابو، وثاني انهار من كثر العالم إذايقت أنا والولد معاي بيعيط ع ديّ وفش أكل، قلت والله لأوخذو وأطفش؛ أنا بديش أظل هان ، حملت الولد وسندت في بلد اسمها "إذنا"، جوزي لحقني ، أنا طفشت الصبح ؛ العصر حوالي الساعة ثنتين ؛ اللا بيدبوا في الصوت، أنا اسعة ما أبعدتش، اللا بيقولوا أجا الجيش الهاغانا من تلا السبع واتوالوا في الناس اللي في حبس بيت أمير ، وأطلعوا الزلام واطلعوا النسوان وصاروا يطخوا، يصفوا الزلام والشباب والنسوان زي السامر ويطخوا - مذبحة- وصاروا النسوان الحلوات يوخذوهن، أخذوا من بنات عمي ومن البلد من قرايبي أخذوا أربعة ، إمبري من الدوايمة وامبري من غير بلاد، إلي بنت عم خافت لمن شافتهم بيطلعوا في ابديلتها في الدورية بدهم يوخذوها قامت راحت شحبرت وجها من الطنجرة؛ بقوا طابخين عليها برة باب الحبس ، شحبرت وجها ، اطلعوا فيها اليهود، صفوها مع اللي بيطخوهم ، صاروا اليهود يطلعوا النسوان والزلام اللي في حبس بيت أمير، أجت المرة قريبتي وبنتها ع كتفها؛ بقا عمر بنتها أقل من سنة؛ أجا الطلق وين؟ في بنتها وصار الدم ينعر على إمها، مالت المرة مع اللي وقعوا، صاروا اليهود إبصاطيرهم ايخبطوا في ابطونهم ايشوفوهم طيبين واللا ميتين واللا الشو همة ، ظلوا يدعسوا عليهم والمرة مهدل الدم ع وجها ، راحوا اليهود، وشردت المرة ع الخليل دبت الصوت ؛ هاظوا الناس أخذوا هالتركات وطاحولهم اللي لحقوا لحقوا واللي امصاوب طيبوا ؛ وفي ناس خبرت؛ بقت شاردة لمن شافوا اليهود جاي ع الحبس؛ وهاذا اللي صار؛ ولمني رحت على عمان عند قريبتي هذيك السنة قلتلها خرفيني شو سويتي وشو اللي صار معك .."

جزء من رواية الحجة (أ.ف.) من قرية "قبيبة ابن عواد" المهجرّ أهلها عام 48

تاريخ إجراء اللقاء مع الراوية : الخميس 22-5-2003م

النص بلهجة القيسية


************************************************** ************************************************** **********







رد مع اقتباس
قديم 03-29-2013, 07:58 PM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
ziad sukkar
عضو مبتدئ
 
الصورة الرمزية ziad sukkar
إحصائية العضو






 

ziad sukkar غير متواجد حالياً

 


افتراضي شهود عيان على جرائم اليهود - الجزء الثاني


تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها
شبكة عجور الحاسوبية
http://*****/zikrayat.html

شهود عيان
على جرائم اليهود - الجزء الثاني


تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

عيون الحرامية * الجورة * حمامة1 * يافا النزهة * الفالوجه * حمامة2 *بشيت * برير * بطانة الغربية* السوافير الشرقية * بربرة * حليقات* اسدود* يبنا
****************************

شهادات من قرى عدة

القرية

عيون الحرامية برام الله

التاريخ

القصة

جدي أسمه سليمان العبد مصيطف كان من رفاق عبد القادر الحسيني وكانن مسؤلا عن المنطقه الشرقيه من مدينه رام الله حيث حدثني عن احدى العمليات البطوليه ضد المحتلين الانكليز* وقال جأئتنا أوامر من القائد عبد القادر للتوجه الى منطقه عيون الحراميه ونصب كمين لاحد القاده الانكليز الذي وردت معلومات لقياده الثوره انه قادم الى منطقه القدس عن طريق مدينه نابلس * وفعلا توجهنا الى المكان المطلوب نصب الكمين فيه وكان عددنا 18 مجاهد من قرى سلواد والمزرعه الشرقيه ودورا القرع وكفر مالك ونصبنا الكمين في تمام الساعه الخامسه صباحا وانتظرنا حتى الساعه الثامنه صباحا حتى وصلت 3 دبابات بريطانيه وكنا نميز الدبابه التي كان يركبها القائد الانكيزي لآنها كانت في الوسط ولانها كانت محاطه بالاعلام البريطانيه . عندما اصبحت الدبابات في مرمى بنادقنا انهلنا عليهم بزخات من الرصاص * وبقينا نطلق النار الى ان تأكدنا ان جميع من في الدبابات قد قتلو* عندها اعطيت أوامر في الانسحاب * وانسحبنا في أتجاهات مختلفه خوفا من المطارده * بعد ذلك اخفيت سلاحي بالقرب من البلده وعدت الى المنزل . حملت الفأس وذهبت الى الحقل للزراعه * وفي اليوم التالي نشرت أحدى الصحف الخبر التالي: جاء لكي يؤدب الشعب الفلسطيني فأخرج الاطباء من جسده مائه وثلاث عشره طلقه .

سليمان العبد مصيطف الراوي

*******


القرية

الجورة

1948 التاريخ

الاسم:عيسى عبد الرحمن عياش (جياب) "ابو خليل" العمر:مواليد1929م البلدة الأصلية:الجورة السكن الحالي:خان يونس-حي الأمل

القصة

كان ابو خليل يعمل في بلدته الجورة في الفلاحة والزراعة وصيد الأسماك ويتحدث عن بلدته الجورة التي كانت تقع على البحر مباشرة ويقول:شرق الجورة تقع المجدل وشمالها حمامة وشرقها الخصاص ونعلية وبربرة والبحر منا وغربا. وكانن في الجورة صحية ومدرسة حتى الصف الرابع ودرست فيها لحد الصف الثالث وكان أهل الجورة بيصيدوا من البحر وكنا بنزرع خضرة وبنرسلها الى المجدل ويافا. ويضيف ابو خليل: لم يمكن في الجورة كوبانيات وعندما كان الإنجليز بدهم يستعدوا للانسحاب صار الناس يذهبوا الى معسكرات الإنجليز وكانوا الإنجليز واليهود يطخوا علينا وكنت يومها بدي علىوشك ان اصاب واعطى الإنجليز السلاح لليهود. وقبل ما يهاجمنا اليهود كانوا ينادوا علينا من الميكرفونات ويقولون خليكم في بلدكم ومرة كانت القافلة التي بتحضر من يافا لليهود تمر بالقرب منا و كانت تقع مناوشات معها ومرة كان واحد راكب على الحمار ومغرب من بلدنا من دار مطر عند المجدل وكانت القافلة اليهودية مارة فطخوه وكان لقب هذا الرجل "البطن"وعمرة 30 عام تقريبا ودفناه في البد. ومحمود خميس 45 سنة ايضا كان راكب في الباص ليذهب يبيع سمك في يافا هجم اليهود على الباص بالنار ومات ناس كثير في الباص وهومنهم ودفناه في الجورة. وفي تلك الأيام ما كان فيه سلاح في الجورة الا عندما بدأت المناوشات وصار الناس يقفوا ويحرسوا البلد بأربع خمس فشكات معهم. ومرة ضربوا الجورة بالطيارة ونزل نيران على بير للمياه وماتت مرأة من دار الهباش عمرها 35 سنة وابنها الطفل والبقرة والبير انهدم وماتور المياه تعطل. بعدين المصريين دخلوا على العبد حسين مختار البلد وقالوا له اطلعوا يا حج يوم او يومين وبترجعوا ثاني وطلعنا في الكروم ماشين والجيش المصري خرج وما أخذ الناس سئ وفيه ناس نسوا اولادهم كما سمعت وتركنا الحب والفراش واول ما هاجرنا امطرت السماء وكان فيه ناس بيرجعوا ويسكنوا زي ابو عدنان عبد الله قدوره وفيه واحد من دار يايسن راح وما رجعش ولي عم اسمه محمد مصطفى ابو جياب عاد للبلد ثم قتل لأنهم طخوه عند هربيا وراح الأقارب وجابوه عن طريق البحر ودفنوه في غزة.

عيسى عبد الرحمن عياش (جياب) "ابو خليل" الراوي

*******


القرية

حمامة

1948 التاريخ

الاسم:احمد حسين على ابو عبيد "ابو الفضل" العمرة:73عاما البلدة الأصلية:حمامة السكن الحالي: خان يونس-حي الأمل

القصة

(يصف ابو الفضل قريته حمامة وتلك الأيام التي عاشها فبيل حرب 1948م والهجرة الى قطاع غزة)ويقول: "حمامة قرية من قضاء المجدل تحدها جولس من الشرق ومن الشمال اسدود ويبنا ومن الجنوب المجدل وهربيا والغرب البحر وتشتهر حمامة بزراعة الفواكهه. وبعد عام ال1940 اقيمت شمال اسدود وحمامة كوبانية يهودية واسمها "كيبوتس نتساريم" حسب ما اتذكر وهذه الكوبانية زراعية كان موجود بها مسلحين يهود وعساكر وكان حولها أسلاك وفي تلك الفترة كان عمري 20 سنة (يقصد عام 1948 م) عند بداية الحرب والهجرة وكنت أعزب وعملت في الفلاحة بعد ما درست للصف الرابع. واول هجوم بدأ لليهود في 1947 في الشمال وفي منتصف ال1947 هجموا على اسدود وبيت دراس وبقيت حمامة ثم جاءت دبابة استكشاف للبلد فوجدت مقاومة من الثوار ورجعت وانسحبت وبعدما تركوا ذهبوا واستحلوا المجدل حتى بيت حانون . ويضيف: كان الثوار في حمامة وبيت دراس واسدود يتجمعوا ومعهم السلاح خفيف و الثوار كانوا من نفس البلاد وكانوا يشتروا السلاح في في بعض المرات من مصر لكن في كثير من هذه البواريد اذا اطلقوا منها طلقة واحدة تنكسر الباروده وعندنا دخل اليهود البلد كان السكان تقريبا راحلين ولم يبقى سوى "العواجيز" ودخلوا البلد هذه المرة من غير مقاومة فبدأ الهجوم في الليل وتم احتلال حمامة بكاملها في النهار واتذكر انه كان من بين رجال المقاومة رجل اسمه عبد الوهاب كان يكمن هو والثوار لليهود على الطريق. ومرة قالوا ان اليهود يريدون الهجوم على حمامة وذهب الثوار يكمنوا بجانب الطريق بين بيت دراس وحمامة وكمنوا في الزرع وجاءت الدبابات ووقفت دبابة بجوار خندق الشباب وعندما حاولوا الشباب الرجوع قتل اليهود منهم أربعة مهنم واحد من دار الخواجة كان عمرة 20 عام تقريبا واحد ثاني لقب ب ابو"العيش" ومن الثوار الذين استشهدوا بعد ذلك عبد الوهاب الفار والذي مات اثناء رحيلنا بعدما أصيب في حادثة الدبابة. يتابع ابو الفضل حديثة عن تلك الأيام قائلا:" كانوا يقصفون بالطائرات بقنابل كبيرة ومرة حرقت قنبلة احد المنازل وقتلت واحد من بيت دراس. وعندما دخلوا اليهود البلد هاجر الناس الى الجنوب وناس اخرين شرقوا الى الأردن وخرجت من البلد بعد خروج الناس ب15 يوم وجاء يهودي وكلمني بالعربي وقال لي"لماذا انتم تقيمون هون قلنا ما بنستطيع المشي فقال من لا يقدر المشي يذهب الى المجدل وذهبنا على المجدل وبقيت 15 يوم وكان وضعنا في هذة الأيام صعب كثير فلم يكن عندنا اكل ولا شرب كافي. وعندما علم الناس وهم في طريقهم للجنوب ان المجدل مفتوحة رجعوا علىالمجدل والحاكم الاسرائيلي جمع الناس والذي اراد ان يذهب الى الشمال وضعوه بين اللد والرملة والذي يريد ان ياتي لغزة نقلوه لها بشاحنات كبيرة. كمان من سياسة اليهود عندما كنا نهاجر ينظروا اين وصلنا ، وبعدما جئنا مباشرة الى خان يونس عندها حملونا واحضرونا الى غزة وبدأ الحاكم المصري يوزعنا كل حسب وجود أهلة عندما طلبت الذهاب الى خان يونس في مخيم العقاد وكان بعض من الأشخاص يرجعون لإحضار طعام من شدة الجوع بعضهم استشهد ومنهم واحد من دار الخواجة في كمين وهو في طريقة الى البلد.

احمد حسين على ابو عبيد "ابو الفضل الراوي"

*******


القرية

يافا النزهة

1948 التاريخ القصة

الاسم:خليل صالح احمد ابو الخير(ابو ابراهيم) من مواليد يوليو 1912م البلدة الأصلية: يافا النزهة مقابل مستشفى الدجاني السكن الحالي:خان يونس _ حي الامل_ العرايشية

القصة

كان الحاج ابو ابراهيم يعمل في تجارة البرتقال في بلدة يافا التي هاجر منها وعمرة 35 عاما ويتحدث عن بلدة ويقول: تحد يافا من الشرق يازور ومن الشمال صمويل يافا وتل ابيب وكان فيها أكم من يهودي ومن الجنوب بيحدها "بيت يام" والغرب البحر. وكانت من أحياء يافا العجمي على شط البحر والمنشية من ناحية تل ابيب والجبالية القبلة اللى بتحد بيت "فيجان" او "بيت يام" ويافا كانت بلد عامر وخاصة شارع فيصل وشارع جمال باشا وكان في يافا مستشفى المعمداني. كان اليهود بيعشوا في ناحية المنشية وكانت أكم من دار في منطقة تل ابيب واللي أسسهم الإنجليز. وأتذكر ان بريطانيا لمت شباب من يافا على "دين كيفك" وحطتهم على البحر في خيم في كل خيمة تلفون و2 عساكر منا وكل واحد بيدخر ليرتين وقالوا لهم ان اليهود بدهم يوخذوا بلادكم وهم جايين في البواخر واحنا حطناكم حتى لما يطلعوا اليهود من البحر وتتصلوا تلفون علشان نؤخذهم ونرجعهم على المستوطنات لبلادهم في حين كانوا يوخذوهم على المستوطنات والكيبوسات والكنوب على معسكر صرفند والقسطينة وقطرة وإمتلأت المعسكرات وبيت فيجان اللى صارت بيت يام كانت رمل أصحاب خايفين منا واسمها أرض المندوب وسكنوا فيها اليهود وهيك حوطوا يافا من الشمال وقبلة. وصار الإنجليز يروحوا على الحي اليهودي ويوجهوا مدافع المورتر علينا ويضربونا وكان هناك ناس يصابوا. ومرة وضعوا لغم في سوق يافا وانفجر هذا اللغم اثناء حركة البيع والشراء ومات تقريبا عشرين واحد وحدث هذا الانفجار عند عمارة من أيام تركيا موجودة، ومن الذين أتذكرهم استشهدوا داوود ابو دبوسه 25 سنة ومات من الانفجار . في هديك الأيام كان فيه ثوار لكن السلاح قليل وكان الشباب يبيعوا ذهب نسوانهم ليشتروا سلاح بعد ان عمت الفوضى لان الإنجليز كانوا يسحبوا من يمسكوا معه سلاح وما كان حدا مدرب في البلد. وفيه اكم واحد ثلاثة او أربعة أنفار منهم خليل الطويل وموسى شعبان كانوا بيشتغلوا عند واحد ألماني في ورشة خراطة وحدادة وكانوا بيعرفوا مصنع الالغام. ويذكر الحاج ابو ابراهيم ان الإنجليز كان لهم السلطة حتى 15/ 8/ 1948م وكانوا بيتحركوا في الشوارع وصاروا بعد هيك يروحوا على تل ابيب عندما اقترب رحيلهم ويخرجوا وكانوا يوجهون المدافع على يافا وتصير تضرب ومان ناس كثير من ضرب المدافع. وانا وعائلتي من زوجتي واولادي الخمسة ذهبنا الى مينا البحر وجابوا "جروم" اللي بيضعوا فيه صناديق البرتقال واعطونا بالجرم كل واحد بطانية وعلينا نجري ونهرب وكانوا مازالوا نازلين ضرب بالمدافع وجيت خان يونس بالبحر ورحنا بالبر على العريش وبعدين رجعنا ثاني على خان يونس بعدما هدأت الحكاية. وفيه ناس أيامها طلعوا من يافا "بالأطمبيلات" وتوصلهم من اليهود من عند "نتر"على الأسفلت وهذه "نتر" كانت لليهود واللي كان بيطلع من دون الأنجليز بينطخ وطخوا واحد من دار ابو غليون وكان بيشتغل في البرتقال وانطخ على باب "نتر" وجابوه على يافا وغسلوه ودفنوه في بريه يافا. ويواصل ابو ابراهيم حديثه عن هجرتة من يافا ويقول" كانت اوضاعنا صعبة والبحر خطر واحنا مهاجرين لانه الجرم اللى كنا راكبينه كنا بدنا نغرق في البحر الهائج ما كانش فيه ماكنه تمشية. وكان فيه ناس ترجع على البلد ثاني يحضروا اشياء من البلد وفيه ناس كانوا يرحوا وما يرجعوش وفيه ناس انطخوا ومنهم واحد اسمه محمد بنات شاب في الثلاثين من عمرة انطخ قبل ما يوصل يافا.

خليل صالح احمد ابو الخير(ابو ابراهيم) الراوي

*******


القرية

الفالوجه

1948 التاريخ

الاسم: محمد حرب عقيلان (ابو يحى) العمر: 84عام سكان مخيم الشاطئ _البلدة التي هاجر منها :الفالوجه وهو حاليا إمام المجد الابيض في المخيم

القصة

جمع الحاج ابو يحى احداث ذاكرته منذ بداية نكبة عام 1948 وما بها من جرائم من قبل اليهود عاشها وسمع عنها وقد اجاب على التساؤلات حول هذه الاحداث وقال: في الهجرة كان عمري 30 سنة وعشنا ايام صعبة تحت الحصار واحنا في الفالوجة ايامها حضر الجيش المصري وكانوا ايامها حوالي 5000 جندي مصري كانوا معنا في الفالوجه ايام الحصار … واول ما دخل البلد ضابط مصري اسمة البيه طه لواء في الجيش المصري. وما ان دخل البلد حتى امر عساكره بتسييج البلد بالاسلاك الشائكة مسافة 30 متر وعمل سلك ثاني وزرع الغام في الوسط بين السلكين . ويتابع … هنا يرحم والديك بعد الاسلاك حفر خنادق ونصب الدشم للمدافع الصغيرة وجهزهم وكل هذا اللي بحكية في ال48 … وبتذكر كمان انه وضع تلفون في الخطوط الامامية وجعل جنود احتياطي في حواكير وبيارات البلد وخلى كمان جنود في الدشم بعد ما وضعوا مدفعيات من النوع الثقيل وكانت هناك بلدة جنبنا اسمها (عراق الشرقية) وبعدين بدأو اليهود بالقصف بالذخيرة الكثيرة وطبت تقصف في دور الناس بالطيارات والمدافع. ايامها امر البية طه جنوده ان لا يطلقوا طلقة الا اذا اظهر اليهود قريبين. وبعدين بدا اليهود يقصوا الاسلاك اللي حولين البلد ويحاولوا اقتحام البلد وكانوا بأعداد كبيرة لكن الالغام التي زرعها البيه طه كانت تثور بهم بعدين يطلق جنودنا اللي في الصفوف الأمامية فوانيس إضاءة ويتصلوا بالمدفعية وتبدأ تضرب والقوات اليهودية تهرب و تنسحب وهم يردوا بالمدفعية والطيارات. (ثم يقف (ابو يحى) عن الحديث ويتنهد هو يتذكر مشاهد ومؤلمة ويقول آآه … ايامها راح 2000 نفر واكثر من أهل البلد والجنود المصريين ومن عائلتنا راح خالي ومرته وخلتي وابنها وكنتها وهم : عبد الرحمن عبد الهادي عقيلان. خديجة عبد الرحمن عبد الهادي عقيلان _ ومرته _ وابنة _ وبنته عائشة حسن عبد الرحمن عقيلان. وبتذكر راح كمان _ يرحمك والديك _ إبراهيم سعد ، وكلهم من عيلة واحدة ، 15 نفر من عيلة واحدة وقعت عليهم دانه. وخلال القصف والحصار اللي استمر 6 شهور راحت عائلات كاملة… عيلة احمد _ وعيلة عيسى _ وعيلة النجار . كنت يا ويلي اشوف راس هنا ورجل هناك وناس في الشوارع مرميين وكنا ندفنهم في مقابر جماعية واحنا دفنا 15 نفر من عائلتنا في قبر واحد … آآخ… "احنا شوفنا شوفات" . (ثم كشف الحج ابو يحى عقيلان عن ساعده ليرينا ندبات في ساعده من اثار طلقة اخترقته حيث كان يساعد الجيش المصري في نقل المؤن والذخائر) وتابع: يا ويلي ابني يحيى استشهد امامي لما قصفت الطيارة ، وشوفته وهو يغرق في دمه "ايش بدي اقول عائلات كاملة راحت". لكننا بقينا وصمدنا حتى انتصرنا عليهم وما دخلوا القرية ، كان يتدخل الصليب الاحمر لوقف القتال حتى يخلي اليهود قتلاهم اللي كانوا مرميين حولين القرية وعند الاسلاك . بعدين ضربوا (طواحين البابور) وصرنا نطحن القمح "الرحيات" واكلنا الخبز بدون ملح. وان رحت من 3_4 مرات لغزة كنا نطلع في الليل حتى نحضر التموين للبلد على الجمال ونحضر الذخيرة للجيش المصري من الخليل _ وكله في الليل _ وصارت مفاوضات للتسليم لكن اللواء طه رفض التسليم حتى اخر جندي رغم انه اتاه قرار من الملك فاروق ، حتى صار الموتى في الشوارع مرميين وظل الوضع حتى الهدنه وإتفاقية رودس ، بعدين طلعنا من القرية بعد 6 شهور وهناك ناس خرجوا قبل الحصار لكن في الاتفاقية ظلت الفالوجة حره وانا بقيت حتى دخل اليهود ، وصاروا يضربونا حتى حضر الدوليين وازدادت مضايقات اليهود واضطرينا للخروج بعد ما رفض الدوليين في البداية خروجنا الا بعد ما يرجعوا لاتفاق رودس واتفقوا على انهم يعطوا الفالوجة لليهود و بيت حانون ترجع للمصريين وخلال فترة وجود اليهود بعد 6 شهور من الحصار رجل اختيار واحد قتلوه كان طالع في منع التجول . يمكن 2000 قتيل راح في الفالوجة حوالي 1000 من أهل القرية والبقية من الجنود المصريين وكان بين القتلى لاجئين من القرى الثانية هربوا عندنا قبل الحصار من كراتية، والسوافير، بعدين انتقلنا للخليل في الضفة الغربية في المسكوبية ، بعدين دورا ، والنقب ، حتى وصلنا لغزة بعد ما قضينا في الخليل شهر لما كان الجيش الاردني فيها. القصة

محمد حرب عقيلان (ابو يحى) الراوي

*******


القرية

حمامة

1948 التاريخ

الاسم:احمد حسن كسكين (ابو احمد) العمر:74 سنة البلدة التي هاجر منها حمامة مكان السكن الحالي مخيم الشاطئ

القصة

يقول الحاج كسكين بعد ان استجمع ذاكرته وهو يرد على الاسئلة : كنا نسكن في حمامة جنب بيارة ادريس جنب المقابر والمدرسة وانا زرت اخر مرة حمامة بعد الاحتلال سنة 86 … كانت المنطقة كما هي بيارات . (ووصف موقع القرية) شمال حمامة اسدود ومن قبله المجدل ، واكبر واشهر العائلات مقداد وعائلة عبد الحميد _ والهباش_ وحسونة . واتذكر اخر نقلة حملتها على الجمل قبل الهجرة كانت من مطلع الشمس حتى المغرب وايامها حملت 8 سحاحير . في تلك الايام كانت جماعة الحوارنة بيقاتلوا اليهود ، واليهود كانوا قبل الهجرة يأتوا يشتروا العنب الاخضر وقبل الهجرة بشهرين صار (الشراد). واضاف : ما شوفنا الا المصريين بينسحبوا وما شوفنا اليهود الذين كانوا في الدشم وتفاجئنا ونحن في حمامة واذا بالباخرة اليهودية ترسوا جنب اسدود… كانت هناك ميناء عتيقة وكانت في وادي الابطح (كبانية) اسمها (نتساليم) في منطقة ابو جهم وهي تابعة لحمامة وقد باعها الشوربجي لليهود وكان مع الباخرة حرس انجليز وفجأة الا الصريين بيهربوا مقبلين وقالوا: ب"يذبحوا في اسدود "احنا هربنا للمجدل وسكنا في المجدل اول الهجرة واول ما طلعنا من البلد كان مختار حمامة هو العبد محمد احمد الهباش وسمعت من الناس انهم بعد ما اخرجوه من بيته رافع ايدية قتلوه على باب بيته. لما وصلت المجدل طبعا كنت متزوج وبعدين ابني احمد "ربعن "واحنا هربيا في ذاك الوقت كانت معي بارودة كل طلقة تحتاج سيخ حديد حتى نطلعها واحنا في المجدل حضرت بعد اسبوعين غارة يهودية وصارت تقصف في هالناس وفي البيت اللي سكناه كانت نخلة وما سقط صاروخ الطيارة على البيت وقع على النخلة ولم تنفجر وانحرق الجرن وقتل البقرة بعدين انتقلنا لهربيا ويومها اراد المصريين اخذ جملي ليحملوا علية ذخائر بدل اغراضنا وحاجياتنا وما رضيت وهددتهم ان صابوا الجمل ، وتركوني بعدين انتقلنا وسكنا عند الدغامشه في غزة وبقينا فترة هناك ولما كنا دفنا القمح امام بيوتنا في حمامة كان الاختيارية( العجائز) وأمي معهم يرجعوا لحمامة ليحضروا القمح ويرجعوا… وراحت في مرة اختي وحملت 4 اجمال وما كانوا يشاهدوا اليهود في البلد في مرة من المرات راح اهل بلدنا يحضروا القمح واغراضهم من حمامة وفقدنا من أهل البلد محمد حسن أعرم _ وواحد اخر من عائلة السر _وقال اللي رجعوا اليهود مسكوهم في البلد وقتلوهم … وكانوا قتلوا واحد معاق لا يمشي ونحن مهاجرين ، والله ما كان حد يقاوم ولا مسلح "يطخ" عليهم ، كمان قتلوا حسن مقداد وهو راجع يجيب القمح وقالوا فيه ناس ثانين من اهل البلد قتلوهم لا اذكر اسماؤهم . بعدين الغارات استمرت علينا في غزة وكل ما تقصف كنا نختئ في الصبر وتسقط علينا قذائفها وصواريخها. القصة

احمد حسن كسكين (ابو احمد) الراوي

*******


القرية

بشيت

1947 التاريخ

الاسم: حسن عبد الرحمن محمد الحاج العمر:75 سنة البلدة الأصلية: بشيت السكن الحالي:خان يونس المعسكر

القصة

الحاج حسن كان يعمل في الزراعة والحراثة في بلده بشيت والتي يستعيد فيها ذكرياته عنها فيقول: تحد بشيت من الشرق قطرة وفيها كوبانية ولليهود جنبها من الشرق ومن الشمال الغار وجنبها يبنا وابو سريح وعربان. والبلد كلها كانت أرض وحواكير وكان في داخل البلد بيارتين وكانت في البلد أحلى مياه. وكانت توجد كوبانية من البلاد اسمها "قدير" وهي كوبانية قديمة. وتطرق الحاج حسين الى اشتباكات اهل البلد مع اليهود وقال:اول معركة انتصرت فيها البلد يومها دخل اليهود الزرع وصاروا يقلعوا من الزرع ويضعوا على رؤسهم منه ليتخفوا وحضروا يومها من جهة الغرب والناس ذهبوا ليروا زراعتهم فوجدوا اليهود يتحركوا متخفين بين الزرع وذهب الناس للتصدي ومن ذهبوا في البداية قتلوا ومنهم محمد صبحة كلاب 20 سنة وكيالي حسن عثمان 25 سنة ومحمود المصري في العشرينات وجابر النجار وعبد الله عواد في سن الشباب وراحوا الناس وهجموا عليهم وقتلنا أربع او خمس يهود واصيت مصفحة بريطانية واخذنا القتلى منا وانا كنت رابط ناس منهم ودفناهم يومها شهداء في المقبرة وبعدها صلينا عليهم في مسجد النبي بشيت. وفي البد ايامها كانوا بيشروا قطعة السلاح ب100 ليرة فلسطيني والفشكة بعشرة قروش فلسطيني وفيه ناس من البد من دار ابو الزان اشتروا"برن" واكم من بارودة وكان فيه كمان "برن" للمختار محمود مصلح. وكنا ندرب بعضنا في الليل وذلك على كيفية القنص والتصويب وذلك لاننا كنا في البداية نخاف من ان نحمل السلاح من الانجليز وبقيت ناس ايامها خادمة مع بريطانيا في حرب المانيا وكانوا يدربوا الناس في البلد. والمعركة الثانية ابتدأت بعد ثلاث ايام من المعركة الاولى وبدات الساعة الثانية ليلا وكانوا يجهزوا لها من الصبح ويحفروا خنادق حول البلد وقبل المعركة طخوا في العصر واحد اسمه اسماعيل العبد لحاج زلمه كبير في السن. وعند بداية المعركة دخلوا وسط الحواكير واستحكموا ودارت المعركة وصاروا الناس بيقولوا اليهود بيضربوا الناس من البيت اللى استحكموا وفيه واحد مصري اسمه ابو حجازي ساكن في البلد اخذ قنابل وضربهن داخل الدار المستحكمين فيها اليهود وشردهم وراحت الناس وراهم وفي نفس اليوم كانوا هاجمين على بيت دراس وعلى بشيت وبعدها قدمت قوه مساعدة لهم من بيت دراس على بشيت . وقتلوا علي الحاج شاهين 30 سنة وواحد اسمه البيك ابو العنيين 30 سنة واسماعيل خالد وسليم الجبري وعارف هنداوي وحسين ابو شقير وجميعهم ما بين 25 الى الثلاثين سنة. واستمرت المقاومة من الساعة الثانية ليلا حتى الساعة خمسة او سته المغرب ورحنا بعدها ودفنا الذين ماتوا وكل واحد له واحد دفنه وطلعنا على يبنا لان جميع البلاد تجمعت في يبنا من عاقر وقطرة وبشيت وقضينا فيها ثلاثة ايام وبعدها مكثنا ثلاث شهور في اسدود وصارت المعركة هناك وبعدها طلعنا من اسدود وقدمنا الى غزة و كنت ارجع على البلد بعدما خرجنا منها كنت لاحضر ما اتمكن من احضاره من حاجاتنا. القصة

حسن عبد الرحمن محمد الحاج الراوي

*******


القرية

برير

1947 التاريخ

الاسم/ عبد القادر محمد على منصور العمر/ 75 عام البلدة الأصلية/ برير مكان السكن الحالي/ الشيخ رضوان

القصة

تحدث الحاج عبد القادر في البداية عن بلدته برير وقال: تحدنا من غرب سمسم والجية ومن الشمال بيت طيمه وحليقات وكوكبة و عرب السواركه من الجنوب ومن الشرق الفالوجه وكراتييه. وكانت مستعمرات يهودية في جنوب البلد وكانت طريقهم تمر عبر برير التي كانت اكبر قرية في البلاد ومن القرى التي قاومت اليهود وكانت تمنع قوافلهم تعبر للمستعمرات قبل الهجرة حيث كنا نضع لهم العراقيل في الطريق والأشواك على الأسفلت حتى نعيق حركتهم. ويضيف:كان الواحد يبيع ذهبات مرته كي يستطيع شراء باروده ولم قطعنا الاسفلت على اليهود صاروا يلتفوا عن الشرق وإحنا نطخ عليهم وفي 17/7/ 1947 يوم انتداب الجيش البريطاني هجموا على البلد ويومها قتلوا 10 من عائلة (العالول) وقتلوا ايضا 3 انفار من عائلة (العطل) . ومات من حارتي "محمد العربيد" في هذا الهجوم. ويتابع: الجيش البريطاني سلم كل البلد أربع بواريد … وفقط 10- 15 فرد كانوا يقاتلوا في البلد خصوصا ان معظم أهل القرية كانوا يشتغلوا بالزراعة. وفي الهجرة أغلقوا علينا الجهات وتركوا لنا المنفذ الشمالي مفتوح حيث خرجنا للمجدل وأمضينا فيها 6 شهور وكان خروجنا من البلد مع انسحاب الجيش المصري في ال48. ولاحقنا قصف الطيارات في المجدل في حين كانوا يهاجمونا بالرشاشات في البلد وفي الهجرة قتلوا "موسى العطل وأولاده". … الحاج عبد القادر يفتخر انه تعلم في قريتة حيث وصل حتى الصف الرابع ويشير الى ان بلدته كانت مقسمة الى 4 حارات ولكل حارة مختار والمخاتير هم (العبيات- المقالده - العجاجره – والشحادات – ثم الرزاينة ). القصة

عبد القادر محمد على منصور الراوي

*******


القرية

بطانة الغربية

1947 التاريخ

الاسم:محمد عبد الرحمن ابو حشيش العمر: 73 عام البلدة الأصلية: بطانة الغربية مكان السكن الحالي:مخيم الشاطئ

القصة

لا زالت أحداث الهجرة وأيام البلاد ماثلة أمام الحاج محمد ابو حشيش بل يتذكرها أكثر من الأحداث القريبة ، وحول أبرزها استرجعت ذاكرته ملخص من تلك الايام حيث كان عمرة وقت الهجرة 19 سنة فقال: أولا كانت قريتنا البطانة الغربية تقع شرقها قرية اسدود وشمالها قرية برقة وتبعد عنها حوالي كيلو وجنوبها القسطينة من شرقه كمان تل الترمس والمسمية من الشمال. ويضيف … كانت البطانة عبارة عن اربع حارات وحواميل منها (الدويكات ، والمصريين او "النواجحة" بعدين عائلة الحوت وبعدين عائلتنا ابو حشيش . وكانت حول البطانة (كوبانية) اسمها برقة وتبعد عنا كيلو فقط ،أيامها كان أهل البلد شغلتهم الزراعة وشويه من الشباب كانوا بشتغلوا في "كامب" الإنجليز. (ثم تنهد الحاج محمد وكأنة بسترجع ذكريات مريرة) والله ما كان بأيدينا ان نقاوم … والإنجليز أعطوا لكل قرية 10 بارودات وأكم "فشكه" وكانت الفشكه لما تنضرب تعلق في البارودة . وقبل الهجرة بأربع ايام اليهود هجموا على بيت داراس واسدود والمسمية ولكن الناس والثوار صدوهم بالعصي و(الدقارين) والله ، وما وصلوا للبطانة. لكن بعد اسبوع هجموا مرة ثانية وأغلقوا الطريق من عند المجدل ومن عند المسمية مثل أحوال اليوم أغلقوا الطرق وعندها بدأت الناس تهرب … والله طلعنا من القرية وهم حولينا ومصوبين سلاحهم لنا ، يعني أعطونا فرصة حتى نخرج من القرية وبعدين ذهبنا للقسطينة. (وحول طريقة مهاجمة القرية يقول الحاج محمد ابو حشيش) فقط حضروا مرتجلين وقصفونا بالرشاشات وكان عدد من شبان القرية يعني 10-15 شاب هم الذين تصدوا لليهود وكنا ونقول عنهم مناضلين ، وانا الصحيح لم اكن معهم كنت فقط مزارع وعملية التصدي لليهود ما زادت عن ساعة "وايش بدها تعمل البواريد التي كانت معنا مقابل "الاستنات" التي كانت مع اليهود". وبأتذكر أيامها اتى مناضل من اسدود ، وقتل يهودي كان على مدفعية الهاون ولكن اليهود قتلوه. (ويرى الحاج محمد ان أهالي البلد لما سمعوا في دير ياسين قتلوا الناس وبقروا بطون الحوامل وما وفروا حتى العجائز الناس خرجت وتركت كل شئ خلفها. وتابع … بعدما ما ذهبنا للقسطينة بيتنا ليلة فيها ثم انتقلنا لتل الترمس وبعدين بيتنا حتى وصلنا (بيت جبريل) وفي الطريق وإحنا هاربين كان قصف فوق روسنا ولكن لم يتأذى أحد. وبعدين اضطرينا نرجع على اسدود لما اليهود هاجموا بيت جبريل وخرجنا وهم يضربوا الهاون علينا … والله كانت تسقط ، بين رجلين الناس (الله اللي بيستر) أيامها - كبانية نقبه- هى التي كانت تضرب الهاون . وظلينا في اسدود 6 شهور وكثيرا ما هاجمنا اليهود خصوصا لما كنا نذهب لإحضار المزروعات كانوا يضربون علينا النار ، أيامها استشهد حسين ابو ليلة وكان مزارع . وكان مناضلين بيصدوهم كل مرة ومنهم احمد الدربي وكمان قتلوا احمد القطروش وهو مزارع ايضا. ولما خرجنا من اسدود قتلوا اليهود واحد اسمه اسماعيل محمد القطروش بعد ما أوقفوه مع "كارته" وسرقوا أغراضه بعد ما قتلوه ، ولما قتلوه ما كان لوحده كان معه مجموعة طخوهم مع بعض لا أذكرهم كمان قتلوا من أهل بلدنا احمد محمد العرابيد. … ثم يواصل حديثة حول الهجرة … هاجرنا بعدما حضر الجيش المصري واخبر المختار شحادة حميد انهم بدهم ينسحبوا وفهمونا أننا سنظل وحدها وطلعنا مع الجيش المصري الذي منعنا ان نمشي على الاسفلت لأنهم بتحركوا علية واحنا مشينا بين الاراضي وبين الزقازيق. وبتنا يوم في الجورة في الكروم وخلال هذه الهجرة كان الطيران فوقنا بضرب كان نيران الطياران لما بسقط بحفر بير أمامنا ظلينا هاربين حتى وصلنا الى غزة وتركنا في المشتل وفي منطقة _ كانت الطائرات تقصفنا عند خان ابو شعبان حتى هدوه من كثرة القصف ولم نكن نستطيع رؤية بعض في القصف من غبار الفواخير. (ثم يواصل الحاج محمد ابو حشيش سرد ذكرياته المريرة في العام 56) في ال56 قتلوا 12 واحد أمامي على المحطة بين جباليا وغزة حيث أتت الطائرة وقصفتهم بالرشاشات حتى نزل الرصاص (كرشة) حوالى12 نفر كانوا من بيت دراس والبطانة ولكني لا أذكر أسمائهم الأن. بعد انسحاب اليهود في ال56 ولما كانت الدنيا شتاء والماء في الشوارع انكشفت جثث القتلى ومنهم 30 واحد من الجيش المصري سلمهم مختار جباليا لليهود قتلوا كلهم والله ورائحة الجثث تفوح وكنت انا مع واحد (أرمني) كان مصور وقام بتصوير الجثث في الشوارع وكنت أخذ منه الصور لتوزيعها على الحكومة والأهالي لفضح جرائم اليهود … والله كنت احتفظ بهذه الصور حتى قبل عام ولكني فقدتهم من عندي ولم أجدهم.

القصة محمد عبد الرحمن ابو حشيش الراوي

*******


القرية

السوافير الشرقية

1948 التاريخ

الاسم: صبح عبد الله حمدان العمر:76عاما البلدة الأصلية: السوافير الشرقي السكن الحالي: خان يونس- حي الامل

القصة

(يتحدث الحاج صبح عن الأيام التي سبقت الهجرة وعن بلدته السوافير وعن مقاومته لليهود ومشاركته للثوار وعن ما رأه من قبل اليهود) ويقول: يحد بلدنا من الشمال السوافير الغربي ومن الشرق القسطينة وفي الجنوب حتا بيت حفا وعبدس و من الغرب جولس. ويضيف : وكان لدينا بيارة لدار ابو رمضان فيها بابور طحين وشجر برتقال وكمان عندنا جامع مش كامل وفي السوافير الغربي جامع قديم وفيها بئر مياه. والبلد عمرت عمار قبل ما نخرج واتذكر في الثلاث بلاد 17 بئر انفحرت فيه سنتها بعضهم ركبوا عليه الماتور والبعض ما ركبوا. وعلى أرض السوافير لم يكن كوبانيات واقرب كوبانية عندنا "تبعتيا" كانت من أرض القسطينة والبطانة وهذه مستوطنة قديمة كثير كان فيها دكتور يهودي نروح نتحكم عنده واحيانا كان بيحضر بنفسه وكان يهودي ألماني. والكوبانية الثانية"نقبة" على أرض بيت عفا وكان على أرض جولس معسكر للجيش الإنجليزي طلع منه الإنجليز وبقينا نحن في حراستة ولكن اليهود كانوا انشط منا وعندهم "الهاجناه" واحنا شعبنا كان مغفل ففي مره جاء علينا اليهود بسيارة فولكس وتاكسي وكان معهم اثنين بيحكوا مصري صرف ومعهم واحد وواحدة لم يسلموا على احد ولا على واحد كبير وصرنا نطخ عليهم وهؤلاء في الأغلب كانوا قادمين يستطلعوا عندنا وبعدين توجهوا للسوافير الغربي وطخوا منهم هناك ايضا. وبعدها بساعة في الليل عادوا مع قافلة الجيش هجموا على البلد ودخلوها وحرقوها وعندما رجعوا رجعنا ودخلنا البلد كانت مدخنه. ويتذكر الحاج صبح تلك الأيام التي كان يشارك فيها بالمقاومة ضد اليهود ويقول"كان ابن عمي احمد عبد الأمين على صندوق الفشك وهو من الثوار وكنت انا واثنين واحد اسمه يوسف صالح وثاني اسمه رجب نبهان وكانت وقتها معي باروده إنجليزية سوري. ومرة اصطدنا احنا الأربعة سيارة يهودي بعد ان كنا كامنين لتاكسي ولكن حضرت سيارة شحن وضربناها ببارودنا ولم يكن معنا سلاح سريع والبلد كلها ما كان فيها الا برن من السوافير الغربي مع واحد اسمه على سلامه وهذا النوع السريع من السلاح. ومن المعارك التي شارك فيها الحاج صبح معركة بيت دراس ويقول:في بيت دراس حدثت معركتين الأولى لم يحصل بها شئ وفي ثاني معركة كانوا يريدون دخول البلد وطردونا من الحواكير وفزعت بعدها البلدان. ومات في هذه المعركة شخص اسمه شاكر احمد العمصي كان عمرة 20 سنة وأخذت أنا بارودته واستشهد العمصي بطلقة برأسه أثناء المعركة ودفناه في بيت دراس وأصيب معه يوسف صالح. ويضيف: الحاج صبح: في المعركة الثانية جاءت مصفحتين... كانوا المقاومين زارعين الغام في الطريق وعندما انفجرت الألغام نزلت المصفحات الى جانب الطريق واطلق اليهود النار ومات يومها سبعة منا من بين الشهداء يوسف الخليل ابو سمعان من حمامة وكان لقبه "العيش" وكان عمرة عشرين سنة وحسين اللحام وثلاثة اخرين من حمامة جميعهم كانوا يعملوا في البوليس الحربي ويقفوا في الطريق واستولوا على الأسلحة من الإنجليز واثنين أخرين واحد من السوافير الغربية اسمه عبد الحميد الشيخ جاد الله كان شاب وواحد من بيت عفا. واحضروا مصفحة على بيت دراس اطلقت منها انا وابن عمي احمد عبد الهادي وكنت من "البرن" فأصبت احدهم ورجعت البلد فأخذنا شاكر يوسف صالح وواحد من السوافير الغربية اسمه علي وبقي شهر بعد شهر واستشهد. وتابع... وفي المعركة الاخيرة حضروا وهجموا على البلد وطوقوا بيت دراس طوق خارجي وذهبنا نحاول ان ندخل على البلد وما استطعنا واجتمعنا تقريبا عشرين نفر وجاء ولد من حمامة ضربته طلقة في وجهة واصيب فقط واصبت انا طلقة في ظهري (حكت في الملابس) واجتمعنا ونزلنا في بشيت وطردنا اليهود من الوقع وطلع واحد يهودي في الشارع وكان معنا واحد اسمه ابراهيم صالح من السوافير الشمالي معه بارود "براشوت" وضرب اليهودي وقتله ورجعنا ووجدنا البلد فارغة وقالوا هجمت اليهود واستشهد واحد اسمه احمد ابو عيشة في الثلاثينات من عمرة وكان في الجيش الإنجليزي وكان الهجوم على البلد من الشمال. ويتحدث الحاج صبح عن عمليات القتل التي كان يقوم بها اليهود وقال:"مره نسفوا البيوت وابار المياه داخلها وهجموا على واحد نايم على القش وطخوه وهو نائم واسمه محمد الشيخ فارس. وكان احمد عبد الهادي في العشرين من عمره موجود مع ابو عيشة رجل اختيار وفقدنا احمد عبد الهادي امين صندوق ذخيرة البلد وسألت عنه ابو عيشة فقال انه تركه قبل ان يصلوا صندوقه وذهبت هناك فرأيته مقتولا ومعد سلاحه وساحب "الماكنزماه" وكانت الطلقة في صدره وحملناه ودفناه في حتا وبعدها لم نرجع على البلد . وبعدما خرجنا من البلد ذهبنا الى الفالوجة ومنها الى غزة ورجعنا بعدها على بربرة وبقينا فيها ثلاث شهور وبعدها ذهبت واستقرينا في خان يونس. ويذكر الحاج صبح حالات التسلل التى كان يقوم بها هو واخرين الى البلد بعدما خرجوا منها ويقول: وصلت الى مناطق عديدة في عيون قارة وروبين. ولكن هناك اشخاص راحوا ولم يرجعوا منهم حسين محمد حسين حمدان عمره 25 سنه قابلته يومها وقلت له لا تذهب والثاني اسمه رجب نبهان 20 سنه راح ولم يرجع وذهب معه واحد اسمه احمد ابو الزير من كراتييه كان شاب شجاع وشاطر في فك الالغام ولما كانوا راجعين كان منهم اللغم وكان منهم واحد ايضا من السوافير القريبة لا اذكر اسمه. القصة

صبح عبد الله حمدان الراوي

*******


القرية

بربرة


1914 التاريخ

الاسم/ محمد العبد اسماعيل صالح العمر/ حوالي 90 عام البلدة الأصلية/ بربره مكان السكن الحالي/ جباليا

القصة

لم يبقى من الحاج صالح سوى الذكريات فهو لا يكاد ينطق بالكلمات وبالكاد يتحرك على عكازه فقد كان عمرة كما يقول وقت الهجرة نحو 40 عاما ومتزوج ولديه العبد ومريم وحليمة ومحمود وعن بلدته بربره قال: بجوارنا كان الاسفلت العمومي الذي يصل الى يافا ، ثم كانت بجوارنا المجدل ونعليه والجورة من غربة وهربيا كانت بالقرب من بلدنا ايضا . وكانت كوبانية يهودية على الطريق "اسمها كوبانية العلمي" ، وكنا نناوشهم ونعاديهم وكانوا يطخوا علينا من سمسم … أيامها اشتريت باروده وبعدين اعطيتها لعبد الحمن ربيع حتى اتفرغ للعمل في أرضي والزراعة . ويضيف : في بلدنا ما كان فيه سلاح فقط كانوا ثلاث بارودات وكانت مناوشات بيننا وبين اليهود الذين كانوا يطخوا علينا من خربة عمودا ومره كنا نتغذى عند الخربة واذا باليهود بيطخوا علينا ويومها قتلوا "حسن ابو مريم" وكانت المصفحات تضرب علينا من ناحية "الجية" وصار المسلحين يطخوا عليهم من الجية حتى ينقذونا ونستطيع نهرب من الخربة. بعدين حضرت الجيوش العربية من بينها الجيش المصري في ذاك اليوم احد الشباب رأى المصفحات قادمة ويومها هرب ابني((الله يرحمه) ومعه البقرة وهو بيقولي "طخ يا ابي طخ" (هنا بدأ الحاج يبكي لانه تذكر ابنه الذي توفى في السعودية دون ان يراه) ثم تابع….. ما رأينا المصفحة واذا باليهود من الخلا وشرق البلد … يومها العبد رزق أصابته رصاصه والطخ عشوائي في الخلا وهربنا نحو البلد واليهود منا وشرقه. بعدين منعونا نمر على طريق يافا العمومي ، راح المناضلين لغموا الطريق وهربوا نحو (دير اسنيد) واذا بالغم يثور بالبهود وصاروا يطخوا بشكل عشوائي أيامها ماتوا ناس في الضرب . بعدين الجيش المصري قال للمختار انهم راح ينسحبوا بعدما وصل اليهود قرى الشمال وخرجنا احنا معهم لكن بعض الناس كانت ترجع لتحضر الحب من البلد وقتل اليهود مهم وما رجعوا بتذكر منهم "ابراهيم الخزامي" و"ابن الشيخ العبد" ولاحقونا بالطيارات تقصفنا وكانت الأرض تنفجر من حولنا وكان عيالي سبقوني على أساس ان أظل انا في البلد وكانت معي بقرة. والله شفنا كثير في الهجرة وماتوا ناس وارحو ناس . (ثم أجهش بالبكاء ولم يتمكن من مواصلة الحديث لدرجة اننا خشينا ان يصاب بأذى من شدة بكاءه في مثل سنه الكبير)

القصة محمد العبد اسماعيل صالح الراوي

*******


القرية

حليقات

1948 التاريخ

الاسم/عيسى محمود محمد صلاح العمر/77عام البلدة الأصلية/حليقات مكان السكن الحالي/جباليا

القصة

اذا ما تحدث الحاج عيسى عن الشهداء الذين ودعهم منذ 48 وحتى الأمس القريب فإنه يبكي خصوصا اولاد عمه حتى حفيده الذي استشهد في انتفاضة الأقصى الحالية وبين البكاء والذكريات الأليمة تحدث فقال: بلدنا موقعها استراتيجي من ايام الروم وتركية وحتى الجيش المصري وحليقات راكب البحر وخلال الحروب التي مرت تمركزت الجيوش فيها. جنوب بلدنا تقع برير ومن الشرق(كبانية) "نجد" و حاليا اسمها (اسدروت) … كانت تبتعد عن بلدنا 6 كيلوا متر تقريبا. ويمر علينا طريق برير الفالوجي حتى دوار قرية كوكبة شمال بلدنا وقرية بيت طيمه. ومساحة الأراضي في بلدنا 7 ألاف دونم معظمها زراعية … أيامها كان اليهود أقلية ولم يملكوا من أرض فلسطين أكثر من 8% في حين 92 % كانت للعرب والمسلمين وكانت تل ابيب عاصمة ويافا هما أكبر مدينتين . قبل الحرب والهجرة نوى الفلسطينيين ان يقيموا دولة فلسطين وأيامها اليهود ما كان لهم كيان ويعتبروا عايشين في جزء من فلسطين لكن المؤامرة ووعد بلفور مكنهم من أرضنا. ويتابع … والله عند ما كنا ندخل قراهم كانوا يهربوا منا لأنهم جبناء لكن بعدين دعمتهم الجمعيات اليهودية والبريطانية. وانا حضرت ثورة القسام …كان عندنا في البلد 3 "بواريد" وخلال 6 شهور لم يستطيع البريطانيين من فك الاضراب … ولأن الكوفية الفلسطينية كانت رمز للمناضلين فأعلنوا أيامها ان على كل الناس يلبسوها فكانت عندما تمر دورية البريطانيين على القهوة تجد كل من فيها لابس الكونية فلا يعرفوا المناضلين من الناس العاديين. ونذ انتداب بريطانيا والمقاومة لليهرد الذين كانت معهم (برنات) مستمرة … أما نحن فنملك البارود فقط ، وكنا نغلق الطرق وهم يمروا بالمصفحات ويأتوا بحراسة جيش بريطانيا للسماح لهم بالمرور ، وبلدنا في تلك الأيام كانت تشرف على الطريق وعندما تكون مقاومة في برير كنا نذهب لنقاوم معهم وفي كوكبة قاومنا ايضا وكنا نستولي على المصفحات في الاشتباكات . وبريطانيا أعطت لكل بلد 10 بارودات و20 بدله ولكنهم دعموا اليهود بالمدافع والرشاشات. ويتابع …. بعدين بريطانيا قالت نريد ان تنزل الجيوش العربية لتحفظ الأمن ولكن النكبة كانت دخول الجيوش العربية. … لأننا كنا نقاوم اليهود ونقدر عليهم وعندما حضرت الجيوش العربية سلموا القيادة العامة لعبد الله ولما وصلت الجيوش العربية كانت المؤامرة واضحة ، كانت عندهم اوامر ان لا يضربوا (الكوبانيات) اليهودية وكانت تأتي اوامر بريطانية بان تنسحب جيوش عربية ويستسلموا لليهود الذين يقوموا بمهاجمة الناس في القرى بعد ما جمعت الجيوش العربية البارود من الناس. بعدين عقدوا هدنة بين اليهود والمصريين و المصريين التزموا بالهدنة لكن اليهود زحفوا خلالها على الاف الكيلو مترات والمصريين صامتين التزاما بالهدنة. ويواصل الحاج عيسى حديثه بمرارة …. في البداية كان اليهود يمروا عنا وهم خائفين و"حليقات" بلدنا كان فيها جيش مصري من وكان بينهم عبد الناصر نفسه وكان عدد الجيوش وقوتها بتحرق الاخضر واليابس لكن اين ذهبت ؟ الجيش المصري كان يحاصر اليهود الذين كان جنودهم شبة مستسلمين (ومنهيين) فالمصريين متمركزين في مواقعهم واليهود لم يجرؤا على الحركة واذا بهم يفكوا الحصار عن "الكوبانيات" ومر جنود اليهود بين كتيبين للجيش المصري كبيرتين ومن دون أي مقاومة. بعدين راحوا لجسر بين حانون وفجروه … ثم 3 ايام وهم يهاجموا بلدنا ونتصدى لهم ونطردهم ونقتل منهم ونأخذ سلاحهم وكنت انا ايامها في المقاومة. وبعدين في هجوم ثاني ، كان ابي في البيت وعنده راديو وتفاجأنا وقت الهدنة واذا باليهود داخلين القرية وبسرعة جمعت طرد النحل ودخلت البيت ورآني اليهود و3 منهم لاحقوني ودخلوا البيت وسألوا ابي مين هنا ؟…فأجاب انا عيان لوحدي . ولما شعرت انهم يمكن يفتشوا ويجدوني فتحت الباب وخرجت لهم ولما رأوني وضعوا الرصاص في بيت النار وبدأت اتحدث مع احدهم وقلت له كنتم تمروا من جنب بلدنا ولم نهاجمكم فسألني "وين العيال؟" قلت: في المجدل وسأل لماذا؟ قلت لانه في حرب. وبالفعل كان بيتنا على الطريق وكانوا يحملوا مياه من عندي لما كانوا يمروا وما كنا نطخ عليهم. قال: والرصاص الذي تسمعه الان … فقلت: "انتم تطخوا وهم بيطخوا عليكم" ثم فتشوا ووجدوا البدله ، فقلت: هذه بدلة للدوليين من اجل العمل في المياه … وخرجت معهم فوجدت البلدة محتلة ، ونقل اليهودي للضابط الحديث الذي دار بيني وبينه فأخبرني الضابط ان معه أوامر ان لا يجرج احد في قريتنا ويبدو ان ذلك لانهم لم يجدوا مقاومة من بلدنا لاننا كنا نذهب ونقاوم مع البلدان الأخرى. ويذكر الحاج عيسى انه جراء الهجمات اليهودية ومع الهجرة قتلوا الحاج يوسف جبر من بلدته وهو مزارع وليس مع المناضلين وايضا قتلوا زوجته عزيزة ابو رية من كوكبة. وقتلوا ناس من الذين عادوا للبلد بعد ما خرجنا . واضاف : هجموا في احدى الليالي على جيش السعودية الذين كانوا يقاوموا وراح ابي واخبر الضابط المصري في المجدل علشان يفكوا الحصار عن إخوانهم لكنهم رفضوا. وذبحوا من السعوديين عدد كبير حتى واحد سعودي ظل يقاوم حتى اخر طلقة وكان يقول هبت ريح الجنة. وشاهدنا مقاومين كانوا يقاتلوا بجرأة كأنهم يمشون بين زخات المطر واحدهم حامل المورتر على أكتافه. ويضيف الحاج عيسى المهم طلعنا على برير حيث كانت عيالنا قد سبقونا وبعد ثلاث ايام طلعت كل البلاد وهاجرت ثم وصلنا الى غزة في شهر عشرة بعد عيد الأضحى ب3 أيام حتى وصلنا جباليا النزله وأذكر انه في الهجرة قتلوا صالح خليل عوض الله. ثم يعود ليتذكر ان اليهود قتلوا خلال قصفهم بالطائرات عام 48 أولاد محمود عبد الله حمد وبنت وولدين وقال : تركناهم في الطريق وابقينا عليهم فقط اللحاف ويتذكر الحاج عيسى ذكريات من عام 1956 وكأنها إخطلطت بأحداث النكبة فيقول: ف ال56 قتل اليهود 3 من أولاد عمي عبد الفتاح محمد صلاح وعبد اللطيف صلاح وإبراهيم عبد اللطيف صلاح ايضا قتلوا محمد خليل يوسف وجميعهم كانوا يعملوا في سيناء عندما هاجم اليهود مصر. - ثم صمت بحزن وقال: وياما دفنا شهداء وخرجنا ببجنازات شهداء وياما قاومنا . ثم يتذكر حادثه المحطة عام 1954 ويقول: ضربوا المحطة في السودانية وطلعوا كوماندوز نزلوا علينا ووصلت الدبابات حتى وادي غزة وهناك حاصروا الجيش المصري (في المحطة) وقتلوا 77 واحد منهم و33 واحد نجوا وذبحوا وابن عمي الذي كان مع الشهداء وهو سليمان صلاح اسماعيل كان أيامها مع الجيش المصري وكان متزوج ومرته حامل وانجبت بنت بعد وفاته. ثم يبكي الحاج عيسى هو يتذكر أحباءه من الشهداء ويقول : ابن ابني استشهد جديد في الانتفاضة اسمه محمد محمود عيسى صلاح قتلوه على ايرز. ويضيف وهو يحاول ان يجفف دموعه والله لما شفته كان أصبعه على الزناد مثل ابن عمه اللي قتلوه في ال54 وروحه وشكله زي أهل الجنة … ودعناه … وكل يوم نودع ونودع الله يرحمهم جميعا.

القصة عيسى محمود محمد صلاح

*******


القرية

اسدود


1948 التاريخ

الاسم: عبد الفتاح احمد طومان مواليد:1928م البلدة الأصلية:اسدود العمر20 عاما وقت الهجرة العنوان الحالي:خان يونس المخيم بلوك

القصة

g"" الحاج عبد الفتاح أنهى الصف السابع وعمل كاتبا مع الجيش البريطاني تحدث عن قريته اسدود وعن موقعها وذكريات الهجرة فقال: كان يحدها من الجنوب الشرقي بيت دراس والشمال الشرقي البطاني الغربي ومن الجنوب الغربي حمامة ومن الشمال الغربي أبو سويرح ومن الشمال برقة ومن الغرب البحر المتوسط. ويتابع وصفة للبلد... كان في اسدود حوالي 55 بيارة منها بيارات خمس دونمات وبيارت 20 دونم وكانت المياه قريبة جدا ومتوفرة وعندنا خضار ومزروعات كثير وتمتاز بلدنا بالكروم الكثيرة وكان أكثر الناس يربوا الماشية وعندهم اكتفاء ذاتي من لبن وحليب وقمح وشعير وزيت وقطن وبندورة وكان في البلد مطحنتين حتى المطحنة إللى في بيت دراس هي لأهل اسدود وكانت أقرب كوبانية الى اسدود هي نتساريم وهي صغيرة بين حمامة واسدود بالضبط وهي معمولة على نظام الكيبوتس وأصل الأرض لحمامة اشتراها واحد من "زرنوقة" اسمه "احمد الشوربجي" اشترى تقريبا ألف دونم وكان يبيعها لليهود وكان بعد ذلك يخاف يتنازل عنها ولكنهم هددوه. وحول الاشتباكات التي حدثت مع اليهودوقال طومان:"أول معركة صارت في اسدود هي معركة أبو سويرح وفي هذه المعركة طلعوا اليهود من "جان يبنا" وكان اليهودي ابن "حاييم وايزمن" معهم وكانوا 12 نفرا. ولما شافوهم الناس من اسدود هجموا عليهم وقتلوهم جميعا وما مات حدا من أهل البلد وكان أيامها في البلد بعض المدرسين الذين بيعملوا مع الجيش البريطاني وناس من البوليس وناس شاركوا في الحرب العالمية مع الإنجليز وكان فيه سلاح كثير حوالي 400 بندقية وتطلع منها 40 بندقية كويسة فقط. وكان من انشط المقاومين "ديب أبو زينة" 25 سنة واستشهد في معركة بيت داراس الثانية وأجانا قائد من تونس اسمه محمد التونسي وهذا الشخص كان مبعوث من تونس لفلسطين وكان يقسمنا مجموعات ويدربنا كيف نتحرك ونمشي وكنا نغير وقتها على اليهود. واحضرت مرة انا لوح زينكو من الصاج ودهنته بوية سوداء وكتبت علية بالبوية الحمراء من التي كنا نأخذها من الانجليز العبارة التالية:" على جميع السيارات عدم الدخول خطرا جدا الطريق ملغمة" وكان الإنجليز اللى بيشوفوا الطريق بيقفوا عندها وحرمناهم من الدخول في هذه الطريق ورحنا نسفنا الجسر اللى في الجهة الشمالية حتى لا يستطيعوا الهجوم علينا. وفي اسدود لم تحصل معارك مباشرة إلا عندما جاء الجيش المصري وأبيد في هذه المعركة مئات اليهود عندما دخلوا أطراف البلد وقتلوا من البلد (عبد الرحمن مكاوي 48عام) من المقاومة و(احمد السباغ 30عام ) من المقاومة و(محمد زقوت 23 عاما) من المقاومة... وقتلوا أثناء ملاحقتهم لليهود و(محمود الناطور40 عاما) بقنبلة من اليهود وهو في بيته ومات فيها من 10 الى 12 نفر من أهل اسدود والجيش والمهاجرين من القرى الأخرى ودفنوا جميعا في اسدود. وبدات الغارات علينا بالطائرات وضربوا عائلة بحالها منهم رب العائلة (محمود الصوري) وزوجته وأولاده وحوالي خمسة الى ستة أنفار ولم يبقى من هذه العائلة إلا واحد من أبنائه لم يكن في الدار ومات واحد مصري كان على الجرن. وبعد هذا الضرب شردوا الناس في البيارات واكتشفوا اليهود هذا الأمر لاحقوهم وقتلوا (هنيه عودة طومان 40 سنة) و(طرفة أبو حديد 30 سنة) وهي من عرب وادي حنين. وبقيت الحرب سجال بين اليهود والمصريين فالمصريين يضربوا الكوبانيات من بعيد وكانت طيارتين مصريتين يضربون اليهود... في الأخر بدأ السلاح الجوي الاسرائيلي يتطور أكثر. بعدين صدر أمر انسحاب من قيادة الجيش المصري من الملك فاروق وهاجرنا من البلد وأطاع القائد الأوامر ولكن "بيه" الفالوجه لم يطلع ولو كان قائد اسدود عصى الأوامر لبقيت أهل اسدود في البلد. وخرجنا إلى المجدل مباشرة ومنها الى وادي غزة وبعدها إلى خان يونس. ويضيف بالنسبة لحالات التسلل أنا واحد من الذين رجعوا إلى اسدود وطحنت فيها قمح في الليل وكنا نأخذ الحبوب وبقينا شهر نرجع على البلد ونحضر منها أغراض. وفيه ناس راحوا وما رجعوا زي (احمد النوري) و(توفيق شلاشن) و(جبر جودة) وجميعهم شباب وهناك واحد وهو راح يجيب حب اسمه (عوض نصار) في الثلاثين من عمرة إنطخ في الطريق وفيه ناس راحوا قالوا القينا احمد النوري في الدار ودفناه في نفس الدار وكان المتسللين يذهبون فرادي وجماعات.

القصة

عبد الفتاح احمد طومان

*******

القرية

يبنا

1947 التاريخ

الاسم:حسني حسن عرفة من مواليد عام 1929 البلدة الأصلية: يبنا مكان السكن الحالي:الشيخ رضوان بغزة

القصة

ابو حسن لدية ذكرى حزينة من الهجرة وهي مقتل أخيه في غارة يهودية أثناء هروبهم من قريتهم ويذكر هذه الحادثة في سياق حديثة التالي: كان عمري في ذلك الوقت 18 سنة تقريبا والدي اضطر للسكن في الرمله للعمل في الزراعة كنت أيضا أساعده في عملة حيث اقوم بتشغيل ماتور المياه لأننا كنا نشتغل عند اليهود ويبنا قرية كان يحدها من الشمال قرية بشيت وحوليها زرنوقه والقبيبه والبحر في الغرب. وأتذكر ان المناوشات بدأت مع اليهود في العام 1947 أيامها كنت اشتغل عند اليهود أقوم تعبئة الحمضيات ولم يكن عربي غيري عندهم ورغم ذلك كانت لديهم حراسة مشددة من جماعة الهاجاناه وفي مره سمعنا ضرب نار حول قرية "عاقر" وسألني اليهود الذين كنت اعمل لديهم وهم يستعدون للهرب هل ستهرب ؟ قلت سوف اهرب قبلكم وهرب اليهود وتركوا ذخيرتهم خلفهم ومنها قنبلتين ميلز رجعت وجمعتها في سلة ووضعت فوقها برتقال واذا بسيارة نقل تأتي لتحميل صناديق البرتقال وطلبت من صاحبها اليهودي توصيله حتى طريق يبنا حيث كنا نعمل في مستوطنة (روخوفت) وهى مستوطنة قديمة لليهود وفي وسط الطريق تعطلت السيارة بالقرب من مركز الشرطة حيث كان الإنجليز لا زالوا موجودين وانا خفت يفتشوا السلة ويلاقوا الذخيرة وجاء مختار مستوطنة "روخوفت" وسألني من وين اننت؟ قلت له من (زرنوقة) لأن كانت علاقتهم كويسه مع زرنوقة وتركني اواصل طريقي حتى وصلت الى بيتي وأعطيت الذخيرة والقنبلتين لواحد من المناضلين عندنا في البلد. (ويصف ابو حسن الوضع قبل الهجرة بفترة وجيزة قائلا: ) بدات المناوشات بيننا وبين اليهود وبطلنا نذهب (لروخوفت) للعمل وكان البريطانيين يحضروا بدباباتهم ويقولون لنا لا تخافوا احنا عندكم وبعدها بفترة قالوا في اشتباكات بين اليهود والعرب وان عبد القادر الحسيني استشهد في القسطل وبعدين بدات الهجرة في البدايه ما هجم اليهود على البلد لكن هجموا على قرية بشيت وراح اهل البلد يفزعوا لاهل بشيت وايامها استشهد منا 7-8 شهداء واذكر منهم واحد اسمه "سالم القططي" من المناضلين وكمان "مصباح زيغان" "وفارس الهمص" "وحامد خليفة". واستمرت المعركة ايامها من يوم ليومين وبعدين صار اليهود يضيقوا على الناس وكانوا زمان يخافوا على ولايهم وحريمهم فانسحبت الناس. واحنا طالعين مشينا في البيارات ليلة حتى اسدود وقضينا فيها 9 ايام وبعدين هجموا اليهود علينا في اسدود وصار ضرب كثير وسقط شهداء من أهل اسدود وأيامها دخل الجيش المصري وتمركزوا في اسدود ولم يكن بعد ضرب طائرات. بعدين انتقلنا للمجدل وهناك صار قصف كثير بالطائرات علينا في المجدل وناس ياما راحت وتلاقي الجثث في الشوارع . (صمت الحاج ابو حسن للحظة وضعف صوته قائلا أيامها استشهد أخي على (حسن عرفة) حيث أصيب في القصف وأبي حمله حتى غزة وهناك توفى الله يرحمه في المستشفى المعمداني وكان عمرة أيامها 11 سنة فقط. … "وإيش بدي اقول" أيامها راح ناس كثير ومن بينهم عبد الرحمن الفرع زوج خالتي… ويتابع وبعد 6شهور في المجدل ولما صار ضرب الطائرات رحل الناس ومن بقى ظل تحت حكم اليهود واحنا طلعنا … كانت عائلتنا 4 بنات و4 اولاد وأبي وأمي وفي غزة سكنا في البداية بالشغف في المبيض حتى سلمنا الصليب خيم واستمر القصف علينا في غزة وبيت حانون ومن كان يرجع للبلد يطخوه. (يعاود ابو حسن وصف موت أخيه قائلا) كنت انا وقت ضرب المجدل في البيارات وشظية اصابت اخي في بطنه ووصلت الشظية لكبده وأيامها ما تركوا مكان إلا قصفوه حتى البيوت. ويضيف … اليهود كان سلاحهم (استنات) و(برنات) ولما كنت اشتغل معهم كانت دائما الحراسة رغم إني العربي الوحيد بين 40 –50 يهودي باستغرب كيف أصبحوا هم الأسياد كان أيامها المعلم اليهودي بيقولي بكره بنأخذ البلاد ومنها يبنا كنت اقول له "فشرت" … ما كنا بنصدق انه يصير هيك.

القصة حسني حسن عرفة الراوي

*******







رد مع اقتباس
قديم 03-29-2013, 08:07 PM رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
ziad sukkar
عضو مبتدئ
 
الصورة الرمزية ziad sukkar
إحصائية العضو






 

ziad sukkar غير متواجد حالياً

 


افتراضي شهود عيان على جرائم اليهود - الجزء الاول


تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها
شبكة عجور الحاسوبية
http://********/zikrayat.html

شهود عيان
على جرائم اليهود - الجزء الاول


تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

الشجرة * الطنطورة * عرب الصبيح
****************************
الشجرة

اسم الشاهده:سمية بكارنة

العمر :20 عاما (1948)ً

بلد الشاهدة الحالي:طرعان

بلد الشاهده الاصلي:الشجرة

مصدر الشهادة: مقابلة شخصية

تقول الشاهدة(كنا نسمع وقتها انو اليهود قاعدين بيحضروا ليهجموا على البلد وانهن محضرين(500)

جندي النا ولَعَرَب الصبيح. وصارت الشباب تتحضر ليدافعوا عن البلد.وكان على كل دار حارس من اهل البلد ومعاه بارودة ليحمي أهل الدار.واقترح قسم من اهل البلد انه نخبي البنات والنساوين بس ما وافقوا وطمنونا. بس في كم بنت وشب طلعوا ولما وصلوا الجبل تقابلوا مع كم يهودي،بالأول قالولهم انه مش راح يصيبوهم ولما وصلوا لعندهم قتلوا الشابين اللي كانوا مع البنات(محمد اللافي،وسعد الأحمد)وقتلوا(زهرة أحمد الفقير)وباقي البنات هربوا ورجعوا للبلد وكان راعي بقر مارق وقتها اسمه (محمد العبد) طخوه كمان. ويوم الخميس الصبح ضربوا البلد وهجموا على البلد بالاتفاق مع محمد رزق من قيادة جيش الإنقاذ وكانوا كتار الجنود فوق ال (200) جندي،وصارت البلاد اللي حوالينا تبعتلنا شباب ليساعدوا اهل الشجرة وبوسط النهار صار الهجوم الكبير علينا واشتبكوا شباب البلد وشباب الانقاذ مع جنود اليهود وانقتل منا كثير)). وتضيف الشاهدة(وفاتوا على دار عمي (ابراهيم الحسن البكر وكان عنده حسن الحجة) وقتلوهما بالبلطات وزتوهن عنا بره عند النسوان. وانقتل كمان (عيسى السعيد وفالح ابن حسن العايشة من السلايمة) وانقتلوا (3) أخوة مع بعض (خالد وابراهيم ومصطفى المحمد من الذيابات). وكانت خالتي فاطمة المحمود(أم الفايز) متخبية بين كومة الزبالة فطلعوها وطخوها بصدرها،وكان حدنا كومة تبن متخبي فيها ولد ابن (14)أو (15)سنة اسمه ياسر العيلوطي طلعوه من التبن وطخوه برأسه قدامنا،وكان محمود ابن حسن المهران مرمي حد التبنات ومطخوخ، وكان عبده بكارنه وابو رشدي البكر متحصنين في المضافة ويطخوا على اليهود بس ما صمدوا وتصاوبوا اللي برجله واللي بكتفه)). وتستطرد قائله(بعدين انسحبوا اليهود لأول البلد زي هدنة بيناتنا وما استرجوا اهل البلد يدفنوا الشهداء الا بالليل، ودفنوا الميتين مع بعض وكانوا (36) زلمة وبنت ومن شباب البلاد التانية. وباليل ضبينا أغراضنا واللي منقدر عليه وصاروا اهل البلد يهربوا منها واللي راح على البلاد اللي حدنا على كفر كنا وطرعان واللي راح للأردن واللي على سوريا)).

الشهداء حسب رواية الشاهدة:

محمد (الكيوفي)-طرعان* سعد الأحمد-الشجرة * زهرة احمد الفقير-الشجرة * العبد الأعمر الزرعيني-طرعان* سليم الزرعيني-طرعان * نمر العيساوي-طرعان * عيسى السعيد-السلايمة * فالح ابن حسن العايشة-السلايمة * محمد العبد-الشج* خالد محمد الذيابات* مصطفى محمد الذيابات * ابراهيم محمد الذيابات* فاطمة المحمود(أم فايز)-الشجرة* محمود حسن المهران* ياسر العيلوطي 15 سنة-الشجرة* حسن الحجة-الشجرة* ابراهيم الحسن البكر-الشجرة* محمود لافي دحله-الصبيح*

*******

اسم الشاهده:سليمة عوض زرعيني (زوجة الشهيد سليم محمد زرعيني)

العمر:79 عام(2002م)

البلده الأصلية:طرعان

البلده الحاليه:طرعان

المصدر مقابلة شخصية

ليلة الاستشهاد(معركة الشجرة):

تقول الشاهدة( كان يسهر زوجي عند صديقه اسعد من القريه وعندما عاد الى البيت وجد بنته البكر حفيظه والتي كان عمرها 6 أشهر تبكي بصوت عال،فأخذ يناوبني على تهدئة البنت،أخذ يدور في البيت حاملاً البنت وهكذا نامت حفيظه. أول النهار واذ بصوت ينادي سليم سليم "بقلك" يقول لك العبد الأعمر تجنّد الشجرة مطوقة. وفعلا اخذ السلاح والفشك ووضعه على وسطه وكتفيه فقلت:لأ يا سليم لأ سليم لا تروح إسا بطوخوكوا اليهود هن مستحكمين في الليل. فقال لي توكلي على الله،تعربشت فيه فدفعني بقوة قائلاً "تركيني بدي اموت شهيد" وخرج. عندما طلع النهار فزعت الناس ونزلت الناس على درب السوق وكان معي بنتي حفيظه والحاجه ام عصام. فقدتُ واذ باصبع البنت ملتهب وتحت اظفرها حبة عنب(وهذا ما سبب لبكائها في الليل)فقالت أم عصام هاتِ حتى نخرج حبة العنب(المقصود البذره)فقلت لها يا أم عصام خليها تاييجي ابوها(سليم). - في ذلك اليوم استشهد العبد الأعمر الزرعيني وكنت عند دار عمي اعمر. خرجت وسمعت من الناس يوم استشهاد العبد الأعمر انه سليم مصاوب وموجود في كفركنا حاولت ان أفهم الأمر وحكى الناس قالوا لا لا فشي إشي!!. قمت وركضت حتى مفرق كفر كنا-المؤسسة اليوم(المحدر)على نفس واحد، وجدت ابو عفيف حسن البكارنه حيث كان الرجل عند المحدر، وسألته عن صدق الخبر فقال لي ان سليم غير موجود مع جرحى كفر كنا. رجعت على نفس واحد وبسرعه، وجدت الناس قد تجمعوا في المقبرة فقلت يا تُرى الم ينتهوا من دفن الشهيد العبد الأعمر .جئت المقبرة وفرقت النساء ورأيت واذ بسليم مُمدد وصرخت بأعلى صوتي وارتميت على جثته. - الشيء المفرح يا بوي ان اصابته كانت في صدره يعني مواجه مُش منهزم)).

*******

اسم الشاهده: هنيه محمود سليمان (زوجة الشهيد ابو الوليد)

العمر: من مواليد 1924

البلد الاصليه:طرعان

المصدر:مقابلة شخصية

تقول:

((كان الطيران يقصف البلد(طرعان) وكثير من الناس فرت الى وادي العين والمُغر-الشهيد ابو الوليد عمر عيساوي كان يطلق من بارودته على الطيران لإبعاده،وكان يحث الناس على اسقاء جيش الانقاذ ومساعدته. يوم الجمعة ثالث ايام رمضان في الليل طلب مني ان آخذ إبني الذي لم يتجاوز عمره العام الى البعينه حيث يسكن أهلي ولكنني رفضت وأصريت على البقاء الى جانبه ،طلب مني الاختباء في مغارة دار خاله السعيد. كانت الدنيا رمضان قبل السحور جاء ابو الوليد واعطاني مفتاح العقد وقال لي انه سيذهب لمقابلة مندوب جيش الانقاذ حيث طلب تجميع العناصر المقاومة. عاد ابو الوليد بعد صلاة الفجر الى مكان نومنا في تلك اليلة في المغارة،فاشتكيت من البراغيث فقال لي :البراغيث ولا قصف الطيران يا هنية" فقلت له خليك هون لا تضيع الأولاد" فقال لي "توكلي على الله" قلت له" هو ما فش في البلد إلا انت؟" وخرج وكان هذا آخر حديث معه. بقيت ابحث عنه طيلة النهار في البلد اسأل الى اين ذهب ابو الوليد سألت الجيران والأصدقاء ولكن دون جدوى، فاعتليت سطح الدار لأرقُب من بعيد ما يحدث في الجهة الجنوبية المؤدية للشجرة.وعند ساعات الظهيرة رأيت من بعيد جثة هامدة محمولة على أريكه يحملها رجال من البلد وعندما اقتربوا وعرفت الأمر صحت وصرخت وكان الذي كان. الإصابة كانت في الجبين،استشهد ابو الوليد صائم في ثالث ايام رمضان يوم السبت 10/7/1948 بعد أن أدى صلاة الفجر)).

*******

اسم الشاهد: محمد اللافي (شقيق محمود لافي دحله)

العمر: مواليد 1926

البلد الأصليه:طرعان

المصدر:مقابله شخصية

يقول:

((أخوي استشهد في معركة الصبيح وأجتو الرصاصه في جبينه مثل ما كان يتمنى دائماً. اليهود كانوا مستحكمين وقتلوا من الصبيح الكثير_أخوات علي النمر وغيرهن ذبحوهن ذبح. استشهد أخوي وقد كان صائماً لأنه كان يصوم كل يوم خميس واثنين وبعد ما صلى الفجر وعلى وضوء. الاستشهاد كان يوم الخميس 15/5/1948)).

*******

الشاهد:محمد سليمان البكر(ابو سليمان)

العمر عندما ترك الشجرة:11عاماً (مواليد 1937)

بلد الشاهد الحاليه:طرعان

بلد الشاهد الأصليه:الشجرة

مصدر الشهادة:مقابلة شخصية

اللي بعرفه وسمعته وكيف تشردوا وانقتلوا اهلها للشجرة مع اني ما كنت واعياً منيح وقتها، بس سمعت من ابوي سليمان البكر هو التالي: ((كان الهجوم على الشجرة يوم الخميس الصبح بالتعاون مع محمد رزق العراقي وكان هادا من قيادة جيش الانقاذ العربي، وكان مسؤولاً عن تدريب الشباب،واللي تبين بعدين انه يهودي خاين من قيادة الهاجاناه وكان الهجوم صار بعدما انقتل كم شب من بلدنا وهم راجعين من طبريا عند منطقة. الخان وكانوا رايحين يجيبوا سلاح للبلد وما عرفنا اذا جابو أو لا . وصار الهجوم من اليهود وكانوا كيف قال ابوي (250) جندياً وانقتل من اهل الشجرة نفسها (25) قتيلاً منهم سعد الأحمد (ابو طرماح)وحسن الحجة وابراهيم البكر انقتلوا بالبلطات وبعدني متذكرهم مرميين بين القش ومصارينهم بره. وتصاوب أخوي عبده البكر وكان متخبياً بالمضافة مع نمر ابو سعده ويطخوا على اليهود منها، وأسروه اليهود وحطوه بسجن سمخ ولما احتلها السوريون طلعوه وهرب لسوريا ورجع مرة بال(88) وبعدها ما عدنا شفناه. وبتذكر انه خالتي زهرة كانت متخبية بالخزانة وطلعوها وطخوها بس ما ماتت وضلت تزحف واتخبت بين البقر.واللي عرفته انها هربت لسوريا وماتت على الطريق. وانقتل كمان (3) من الذيابات مصطفى وخالد وابراهيم المحمد. وبالليل بعد الدفن قرر أهل البلد يهربوا بس اللي عارضهم محمد رزق العراقي اليهودي بس الشباب ما ردوا عليه وطلعوا غصباً عنه بالتهديد وكل جماعة تفرقت ببلد)).

الشهداء حسب رواية الشاهد:

خالد محمد الذيابات* مصطفى محمد الذيابات* ابراهيم محمد الذيابات* حسن الحجة-الشجرة* ابراهيم الحسن البكر- الشجرة* *سعد الأحمد البكر(ابو طرماح)-الشجرة المصابين: زهرة البكر-الشجرة * عبده سليمان البكر-الشجرة * نمر ابو سعده-الشجرة

*******

اسم الشاهد:أبو هاني

العمر(1948) :41 عام

بلد الشاهد الحاليه:كفر كنا

بلد الشاهد الاصليه:الشجرة

مصدر الشهادة:مقابلات شخصية (ذاكرة لا تموت/وديع عواودة)

-جاء اليهود..((احملوا بضائعكم وارحلوا))..صاح أحدهم.. - ((لا..لن يتحرك منا احد))..قال ابراهيم وأضاف(من يحمل بضائعه ويخرج سأطلق النار عليه بنفسي)). -سيقتلوننا جميعاً.. - قلت لن يخرج أحد - وما العمل؟! -لنقاتل حتى آخر قطرة دم..فهذه ارضنا ولن نتخلى عنها بهذه السهولة. وتجمع (25) شاباً ورجلاً من قرية الشجرة،وحضر العشرات من الناصرة والقرى المجاورة، يحملون السلاح ويتمركزون في مناطق مختلفة .كان ذلك في الساعة الثالثة من فجر معركة "الشجرة" في العام 1948 التي تعرضت للقصف استشهد جراؤه عشرات الرجال والنساء والأطفال وتشتت على أثره كل سكان القرية،فرحل أغلبيتهم الى سوريا اما الباقون توزعوا على الناصرة وطرعان وكفر كنا وغيرها. ابو هاني كان عمره يوم غادرها (41) عاماً،وكان اباً لولدين. والكل يتحدث ان ابا هاني كان واحداً من ابطال المعركة،قاتل حتى آخر لحظة وقبل ان يخرج منها دفن بيديه عمه الشهيد خالد ذيابات( حفرت قبره داخل ارضي حتى لا يطلق الجنود علينا النار)). قصص كثيرة ذكرها أجدادنا وكل من عاصر تلك الفترة،تعكس مآس عاشها شعبنا آنذاك.وأبو هاني كان يذكر قصصاً كثيرة أكثرها الاماً ورعباً هي قصة ابنة علي الأحمد التي نسيت طفلتها في الأرجوحة. "وابنة علي الاحمد هي أمرأة متزوجة ولها كثير من الأولاد والأطفال،أصغرهم طفلة لم تكن تبلغ السنة الأولى وقت الرحيل.فعندما سقطت القرية اهتمت بلملمة بعض الحاجيات وكل اولادها..الا انها نسيت طفلتها التي وضعتها في الصباح في المرجيحة المعلقة في سقف أحد قناطر البيت.وعندما تذكرتها،كان ذلك متاخراً جداً.ولم يكن ممكناً ان تعود لأخذها،وعبرت الحدود الى سوريا. هناك،حيث أقيم مخيم خاص لللاجئين الفلسطينيين،حلمت بالعودة الى الشجرة في يوم غد أو بعد غد.. حتى تطعم طفلتها وتعود الى احتضانها،الا أن الغربة طالت،وراحت تبعث المراسيل.. على امل ان يكون عابر سبيل قد شاهد الطفلة وأخذها. ووصل اثنان الى البيت فعلاً..ووجدا الطفلة كما هي في المرجيحة نفسها..تلوح بين قناطر البيت،ولكن:جسد بلا روح..وكانت الطفلة آخر شهيدة من الشجرة دفنت تحت تراب قريتها".

*******

اسم الشاهد:فندي محمود عواوده/ أبو خالد

العمر عندما ترك الشجرة:36عاماً (1948)

البلد الحاليه:كفر كنا

البلد الاصليه:الشجرة

مصدر الشهادة:ذاكرة لا تموت (ص 149)،وديع عواودة)

لا يزال يحتفظ بالكوشان فهل يكذب نفسه ليصدقه الآخرون. ((سامحك الله. بدك تفتح لي جراحي القديمة في مطلع هذا الصباح)).قال محمد ذيابات ابو خالد معلقاً على طلبنا بأن يستذكر ويذكر على مسامعنا بعض مشاهد الحياة في قريته ((الشجرة))،وبأن يروي لقطات من طفولته التي انتهت قبل أوانها،عام 1948.ثم أضاف ابو خالد مستطرداً،وقد ارتسمت بسمة حزينة على محياه: (( يا الله،الجرح لم يندمل أصلاً من وقتها)).بكلماته هذه وبحديثه لاحقاً عبّر ابو خالد عن حسرة جميع ((اللاجئين في وطنهم)) الذين يرون في كل يوم أراضيهم الواسعة في مسقط رؤوسهم على مرمى العصا ويحرمون من أن تطأ أقدامهم على شبر منها..فهذه الأرض باتت في حكم((شم ولا تذوق))بعد ان أصبحت ((أموال غائبين)) في مفهوم القضاء والعدل في زماننا.. في كفر كنا،المجاورة لمسقط رأسه-الشجرة،جلسنا الى ((ابو خالد)) الذي أشعل سيجارة واستهل حديثه بالقول(على الأقل كنت اتمنى أن احظى في اسرائيل اليوم بالمعيشة التي عشتها في الشجرة قبل النكبة،ففي تلك الأيام سكنت بيننا مجموعة من اليهود،أغلبهم من أصل كردي،وشاركونا "حوش البيت" ولا زلت أذكر صلات الصداقة والجيرة الحسنة بين "دار الياهو" وبين اهالي القرية لكن الحركة الصهيونية نسفت تلك الروابط وتدهورت الاحوال بنا وغدا صاحب الدار لاجئاً واللص صاحب الحق)). وعن الأيام التي سبقت وقوع النكبة قال ابو خالد(في نهاية عام 1947 ازدادت المناوشات والصدامات بين سكان الشجرة وبين المستوطنين اليهود في "كوبانية ايلانية" المجاورة التي أسسها نشيطو الصهيونية في مطلع القرن.وكما هو الحال في معظم انحاء فلسطين ،لم يكن في الشجرة سوى(20-30)بندقية قديمة كان أصحابها يضطرون لشراء ذخيرتها من جيوبهم ومن كان بحوزته (50) رصاصة فهو "ابو زيد خالو".ومقابل الأسلحة البدائية كان اليهود قد امتلكوا البنادق الرشاشة من نوع"الهوشكيز" وغيره.وقد كنا نميز بين سلاح العرب وسلاح اليهود فور سماعنا أزيز الرصاص)). وعن محاولة اهالي الشجرة البقاء فوق ترابهم عشية يوم النـزوح،أضاف ابو خالد بلهجة تنم عن الأسى الدفين،في الصدور: (( قبيل احتدام المعركة الفاصلة رحل الكثير من السكان العزل الى القرى المجاورة،وقد روى لي والدي ان الشباب المسلحين قاوموا حتى آخر طلقة واستشهد (18) واحداً منهم عدا من شهداء القرى المجاورة من كفر كنا وعين ماهل ولوبية ولا زلت أذكر ان المرحوم جمال يوسف سمارة من كفر كنا كان أحد هؤلاء الشهداء)). وعن معركة الشجرة والصبيح روى المرحوم فندي محمود عووادة من كفر كنا الذي شارك في هذه المعركة فقال((شاركت مجموعة من القرى المجاورة ذهبت لنجدة الشجرة في ربيع 1948،وبعد انتهاء المعركة دخلت مع بعض المقاتلين أحد بيوت القرية بحثاً عن الماء فنظرت الى داخل جرة فخارية واذا بطفل مذبوح قد رمي في داخلها،ولاحقاً علمنا ان هذا كان واحداً من أقارب علي النمر من قبيلة الصبيح(المجاورة للشجرة) الذين قتلتهم العصابات اليهودية انتقاماً لمقتل ثمانية من أفرادها من سكان مستوطنة "كيشت")) . وتابع ابو خالد حديثه فقال( بعد ان سقطت الناصرة ومنطقتها لم تعد تقوى الشجرة على المقاومة، فرحل اهلها الى لبنان فيما بقي القليل منهم في القرى المجاورة،وقام جنود الهاغاناه بدخول طرعان المجاورة بحثاً عن الشجارنة،وأبلغوا مختار القرية انه يجب إخلاء هؤلاء من القرية،وقد اعتقلوا والدي في كفر كنا وسلموه بعد شهرين من الاعتقال الى الجيش العراقي لكنه تمكن من الهرب والعودة الينا)). وبعكس بعض اللاجئين في وطنهم لم ينقطع ابو خالد عن زيارة مسقط رأسه منذ 1948،حتى وان "دمعت العين"وحزن القلب.وعن ذلك قال(نار الحنين الى ايام الطفولة والى مراح العين،لم تنطفئ في داخلي وكانت تدفع اقدامي فتأخذني الى هناك عشرات المرات ولا أشبع من زيارتها فحبها يكبر في قلبي كلما كبرت مع الأيام،وكيف لا وهي الشجرة التي تفيأنا بظلالها ولهونا في روابيها الجميلة.وهل تعتقد انها استهوت قلب المرحوم ناجي العلي حتى الجنون صدفة؟!".وجّه ابو خالد سؤاله الانكاري وأضاف:"في العام 1966 تكررت نكبة الشجرة ثانية حينما قامت السلطات بهدم بيوت القرية حتى لم يبق حجر على حجر في محاولة لطمس معالم التاريخ والجغرافيا))وأحياناً يلتقي ابو خالد بعض السكان اليهود في مستوطنة "ايلانية"التي تقوم على اراضي الشجرة ويتبادل النقاش معهم،وعن لقاء تم بينه وبين سمحة يوسف من "ايلانية" بعد ايام من الاعلان عن اتفاق أوسلو عام 1993 قال(قال لي سمحة بلهجته مشككاً: "شو بدو يصير على ما يبدو"،قلت"آه بس على الورق! فأجابني متسائلاً ولماذا على الورق فقلت له "اذا كان لا بد من السلام الحقيقي فعليك السماح لي بالعودة الى هنا وبناء بيت لي في ارض والدي... فقال يوسف:"هيك كثير...!)) "وهل يستنتج من كلماتك هذه ان اتفاقات أوسلو ليس لها منذ وضعت ان تحقق المصالحة بين الشعبين"؟ قال ابو خالد ساخراً(اية مصالحة،هيك ما بصير سلام،ثم وماذا مع مصيرنا نحن من بقينا في الوطن وحولونا الى لاجئين...ينعم الاغراب على أراضينا وأنا لا أملك مترين من الأرض لأعمر بيتا لأولادي))،ثم قام ابو خالد الى خزانته وأخرج منها رزمة كبيرة من الكواشين والخرائط والصور التي يحتفظ بها بعناية كبيرة وقال(وماذا افعل بهذه الحقائق...هل أكذّب نفسي كي يصدقني الآخرون؟!)).

*******

اسم الشاهد:حسين محمد رُماني (ابو هاشم)

العمر:15-16 سنة (1948)

مكان السكن الحالي:طرعان

البلد الاصليه:الشجرة

اليوم الذي تمت فيه المقابلة:الثلاثاء 30/10/2001

قال ابو هاشم(كانوا يدخلوا على البلاد يجمعوا الشباب ويقتلوهم،لكن في الشجرة كانت حرب،هاجموا الشجرة بساعات الصباح وفاتوا على البلد (من ثلاث جهات)بالسلاح وطخوهم، الناس هربت وطلعت من جهة الجنوب وهجت من نواحي كفر كنا واللي كانوا يشوفوه كانوا يقتلوه برِيّة البلد ،وقسم بقلب البلد .واستشهد من الشجرة (22) شخصاً منهم: ابراهيم حسن البكر* محمد اللافي-الملقب بالكيوفي* ابراهيم محمد الذياب * ياسر عيلوطي* حسن الحجة بكر * فضل عيلوطي* علي النوفل * سعد علي الأحمدي* فالح حسن السلايمة *طه الحجة* سعيد سلايمة * محمد عيد الذياب*

الاسم البلد

محمود لافي دحلة من طرعان طرعان

عبد الاعمر زرعيني طرعان

نمر قاسم عيساوي طرعان

سليم محمد زرعيني طرعان

جمال يوسف سمارة كفر كنا

عرسان اللافي منصور حمدان كفر كنا

احمد اسماعيل حكروش كفر كنا

احمد اسماعيل قيم

محمود محمد عودة الله

(كان متزوج 40 يوم فقط وبعدها زوجته تزوجت) كفر كنا

استشهد كمان اثنين من عين ماهل بتذكر انا شفناهم وهن حاملينوا لواحد منهما على الحمار اجريه من ناحه وراسو من ناحه)). ويضيف ابو هاشم(الدول العربية ساعدت لكنها طلعت بالآخر مؤامرات تسليم،كان عبد الله قائد الجيش العربي بهذاك الوقت،أجا العرب فاتوا على فلسطين إحتلوا سمخ ووصلوا طبريا وعبد الله رجعهن،في مقبرة بجانب جنين اسمها مقبرة الشهداء العراقيين-أجو يساعدوا العرب. طلعت دعاية انو اليهود قالوا للختيريه(ختيار)اللي من الشجرة وهجوا على طرعان انه بيجو على لوبية يدفنوا الموتى وبعدين طلعت الدعاية انه كل طرعاني ساكن عندو شجراوي رايحين ينسفوا بيتو (دارو)ومن شان هيك هجوا على لبنان وغيرها وكان عدد الشجرة يمكن بوقتها (800) نسمة،يعني الشجراوية هجو من الشجرة لطرعان ومن طرعان للبنان...وقت الهجاج كان من 5-8 ايار سنة 48. في بلاد كثيرة هججوها اليهود لما احتلوا صفورية هجت كل البلاد للجليل الأسفل الغربي،كلو من عرابه وللشمال هج على لبنان وبعدين احتلوا الجليل كلو. دخلوا على عيلوط ونقوا عشرين شاباً وطخوهم بساحة البلد،جنب حطين في عرب المواسي قتلوهم عشان يخوفوا الناس فيهم ،وكمان بالطنطورة قتلوا الكثير. كان يقتلوا واحنا اللي نشوفوا ميت كُنا ندفنوا بس ما كانوا هم يشوفو الجثث)).

******

اسم الشاهد:محمد عايد ذيابات/ ابو خالد

العمر:14 سنة (1948)

مكان السكن الحالي:كفر كنا

البلد الأصليه:الشجرة

اليوم الذي تمت فيه مقابلته:السبت 5/11/2001

يستذكر ابو خالد فيقول(الشجرة عبارة عن حارتين يهوديه وعربيه. واول ما صارت الخلافات الجذرية صارت مُقاطعة بينا وصرنا نضرب على بعضنا. ودامت الحالة مدة طويلة عدة شهور راح ضحايا بطلع (7-8) ضحايا منا،وصار حصار ما نغدرش نبين على بعض،حوالي ستة أشهر مقاطعة وصراع دائم،هم بدهن يستقلوا واحنا بدنا نستقل،هم الهم ارض مُلك،واحنا النا ارض مُلك ولما تضايقوا جابوا حمله عسكرية كثيفة ضربوا الشجرة وجولاني (مسكنه) وعرب الصبيح ولوبيا. وصارت معركة طويلة وانقتل فيها من كل البلاد ومن الشجرة حوالي (18) شخصاً مع العلم انه لم يكن تكافؤ بالسلاح. عندهن سلاح أجدد وأكثر وإحنا زي باقي العرب فشكه ،فشكه،باروده مصديه،تهريب من سوريا والبلاد العربية والواحد كان يبيع حلالوا من أجل شراء سلاح،بالحملة العسكرية احتلوا البلد بالرشاشات،احنا كان عنا قطعه أوتوماتيك،عشان بتوكل فشك كتير مكناش نلاقي فشك الها.تقريباً في (25) نيسان اطلعونا وهن طلعوا كمان وصارت حمله عسكرية عربيه من البلاد،الناصرة،عين ماهل،صفورية...وهاي الحمله طلعت اليهود عن البلد بس هذا جيش المناضلين لم يكن مُنظماً للمواظبة على حراسة البلد. كانوا يهبوا بس لما يكون مشكله وبس تخلص يروحوا ما يضلوش يحرسوا البلد،منشان هيك رجعوا اليهود)). ويضيف ابو خالد(كان بكل البلد تقريباً بس (25) قطعه ومش نافعات،وكانوا اليهود يهجموا علينا بسيارات مصفحه،كانوا يصفحوا الكابينه ويفوتوا على البلد بدبابة،يحموا أنفسهم بها وكانوا يتجمعوا بقلبها،انقتل تقريباً (18)واحد من خيرة شباب البلد. هم ملطخين بالدم والجريمة من يوم ما ظهروا،في مرة مسكوا شب عمرو (16) سنة متخبي مع النسوان أجا الجندي الاسرائيلي سحبوا وأطلعوا بره وطخو. اجو بدهن يوخذوا الختياريات على القيادة العسكرية اليهودية أسرى اللي عمرهن فوق ال 70 وال 80 وكانت وحده عميه وعاجزة بتغدرش تمشي. أجت بنتها حملتها على ظهرها تنها توصلها،شافها الجندي وقلها مش غادرة تمشي حطيها على البلاطة وما دارت ظهرها أجا طخها قال بدو يريحها. بعدها ب 20 يوم في (15)ايار أول تأسيس دولة اسرائيل والوقت اللي معين من قبل بريطانيا تنو ينسحب جيش الانجليز من فلسطين جاء جيش الانقاذ العربي بقيادة(فوزي القوقجي) من لبنان ،سوريا،اليمن،مراكش،وصار صراع وحرب لحد انو العرب سيطروا على الموقف.أما احنا اللي هجينا ما رجعنا صرنا طالعين من البلد،والامم المتحده حطت واحد اسمه (كونت برندوت)مراقباً على الصراع بين العرب واليهود ،واليهود طخوه بالقدس لأنه حكى كلمة لصالح العرب وقال بدنا نقيم دوله عربية ودوله يهودية. ولما سيطر جيش الانقاذ على الموقف اعلنت الأمم المتحدة هُدنة لصالح اليهود عشان يحضروا حالهن ويجيبوا أسلحة من (تشيكو سلوفاكيا).وكانت الهدنه شهر والجندي قبال الجندي وكانت حالة هدوء وخلصت الهدنه وهجموا على بعض وأكلت الفترة حوالي شهر ،واليهود قووا حالهن رجعتلهن السيطرة وهيك كلما تضايقوا كانوا يعلنوا هدنه وبعدهن مستسلمين،هاي العادة.وبريطانيا كان لازم تطلع بـ(15) ايار لكن عشان اليهود ضلت 6-8 اشهر تنو يدبروا حالهن.شو بوقتها ما كانش غير أكم دولة عربية مستقلة هي سوريا استقلت عن فرنسا.ومصر استقلت من الاستعمار الانجليزي،الأردن كانت كلها انجليز صافي وعبد الله كان يوخذ معاشوا من اليهود قبل الانجليز،وما قبل يفوت الحرب الا وهو قائد. والجيش السوري فات ووصل لحدية سمخ أجا عبد الله ارجعهن وقتل منهن،هاي الأشياء اليهود كشفتها بعد 35 سنة. في من القواد اليهود "الياهو"،"جولدا مئير" راحوا سهروا عند عبد الله وقدموا طلباتهن ايش بدهن،قلهن ساعدوني بساعدكوا،يعني ساعدوني اطلع الجيش المصري مهو وصل تلة "اللطرون" هاي قبل القدس ورجعهن،يعني كان خاين واليهود بديت تكشف هذا الشيء)).

أسماء الشهداء:

محمد العبد* خالد محمد ذياب* سعد علي الاحمدي* عبد الحليم ذياب* صالح حسن عمر* محمود فارس* علي نوفل سرحان* عيسى السعيد* فضل العيلوط* طه درويش* مصطفى سعد* حسن معارنة* ابراهيم عزيزي* ابراهيم بكر* ابراهيم ذياب* حسن محمد* عبد الكريم مغربي* فالح محمد* فاطمة طه* فاطمة محمود* زهرة موسى * محمود اللافي-كيوفي* محمد صالح مطر* محمد سليم صالح* الشاعر عبد الرحيم محمود* نمر قاسم عيساوي-طرعان* عبد الأعمر زرعيني-طرعان* سليم محمد زرعيني* محمود حسن مهران* ياسر العيلوطي* جمال يوسف سمارة* احمد اسماعيل حكروش*

محمود محمد عودة الله

..................

[1] الخالدي،وليد،كي لا ننسى،ص:401.

[2] احصائيات الأونروا للاجئين عام/1998م.

[3] ابو ستة،سلمان،(كتاب سجل النكبة،1998).

[4] الخالدي،ص 401.

[5] صحيفة فلسطين،19/2/1948.

[7] أنظر وليد الخالدي.

[8] المصدر السابق

[9] المصدر نفسه.

----------------------------------------


الطنطورة


اسم الشاهد:الحاج ابو رياض عبد الرزاق


العمر:؟ مكان الاقامة الحاليه:الفريديس

البلد الاصليه:الطنطورة

تاريخ الاحتلال:23/5/1948

المصدر:كل العرب،10/10/1997،ص1

يقول السيد ابو رياض عبد الرازق(ان المناوشات الأولى،وأول معركة،كانت في الأيام العشرة الأخيرة من كانون الثاني (48).وبدأت التحرشات من قبل سكان زمّرين(وقد اشتراها البارون وأقام عليها قرية زخرون يعقوب)،وقتل في تلك الفترة أحد ابناء القرية (محمود ابو مديرس).ويوم (15) ايار 1948 جاءت مصفحة واختطفت ثلاثة اشخاص عندما كانوا يصلحون سيارة باص تعطلت في الشارع الرئيسي.وهم سائق الباص أبو لوة ،وهو ليس من الطنطورة وكان معه يحيى ابو عبود ومرعي دسوقي)). ويضيف(كنت شاهداً على المعركة،بعد الواحدة ليلاً يوم 1 حزيران بدأ الهجوم على القرية من كل الجهات.كان معنا بعض الاسلحة الشخصية الخفيفة،لكن ماذا نفعل مع هذه المصفحات.كنا نضرب فشك أحمر وهم يضربون قذائف من المصفحات.كان هناك "برن" على سطح المدرسة لكن رصاصه انتهى...وفي الصباح استسلمت القرية على امل أن تترك العصابات الاحياء ولا تدمر القرية. لكن الذي كان،أن جمعوا اهالي القرية في الساحة،أوقفوا جميع من بقي من القرية وأداروا وجوههم الى الحيطان وقتلوهم بدم بارد.انا كنت شاهداً على هذه الجريمة،قتلوا حوالي (95) شخصاً،وسجلت اسماء من ماتوا.أما من ظل حياً فقد أحضر اليهود سيارات شحن، وضعونا فيها وكبونا على الفريديس،ومن هناك انطلقت الهجرة الثانية الى سوريا ولبنان والأردن. وهناك مجموعة من الرجال أخذهم اليهود الى المعتقل،والكبار في السن اخذوهم الى طولكرم وسلموهم للجنة القومية،وجاء الصليب الأحمر واخذ النساء الى أزواجهن وتفرقوا في البلاد العربية.وهكذا دمرت القرية،وما بقي منها تحول الى كيبوتس اسمه "نحشوليم)).

*******

اسم الشاهد:الحاج محمد عبد اللطيف (ابو أحمد)

العمر:65 سنة

مكان الاقامة الحاليه:الفريديس

البلد الأصليه:الطنطورة

المصدر:صوت الحق والحرية 8/12/1996،ص27

يقول الحاج ابو أحمد(كنت صغيراً لم اتجاوز الرابعة عشر من عمري،لكن رأيت بأم عيني الجثث الملقاة على الارض،لكني لم أر من قتل،حيث كنت ممن جمعوا بين النساء كبقية الاولاد الذين جمعوا مع النساء الى ساحة عامة قرب المقام،والرجال اعتقلوا ونقلوا الى (زمّرين) ثم الى معتقلات أخرى.لقد كان ترانسفيراً جماعياً وكان نصيب الاولاد والنساء الى قرية الفريديس،وأنا ممن كانوا مع النساء. وبقينا في قرية الفريديس بينما تركنا بيوتنا تخفق الرياح بأبوابها)). يتوقف الحاج ابو أحمد عن الكلام ليتذكر تلك الأيام وكانه يعرض شريطاً تلفزيونياً أمام عينيه فيقول(يوم كانت الحرب كان الشباب يدافعون عن القرية. جاء الجنود من البر والبحر،فالشباب يقاومون على التل خلف خط سكة الحديد والجيش من ورائهم داخل القرية،فكانوا في حصار محكم وبعدها سقطت القرية وكان ما كان)). ويضيف الحاج ابو احمد(لقد كنت صغيراً وتكاد ذاكرتي تخونني فهذه الصورة كما ترى لا يوجد فيها رجال فهي بعد المذبحة*وبعد نقل الرجال الى زمرين وأم خالد حيث المعتقلات)).

*******

اسم الشاهد:الحاج عبد الرحمن دكناش(ابو فهمي)

العمر:بداية (90) سنة

مكان الاقامة الاصلي:الفريديس

البلد الأصليه:الطنطورة

المصدر:صوت الحق والحرية 8/12/1996،ص27

يقول الحاج ابو فهمي(كان ذلك ليلة تسريحي من الجندية بعد خدمة عسكرية دامت ثماني سنوات.هوجمت القرية ليلاً من جميع الجهات براً وبحراً،وكان معنا من الذخائر القليل القليل.وفي تلك الليلة جاءنا مندوب من قبل الملك (عبد الله) وقال لا تستسلموا سيأتيكم المدد ولو على الجمال،لكن هذا كان هراء وليس حقيقة،لأن المنطقة كلها كانت قد ملئت عساكر.عندها أطلقت ثلاث رصاصات طلبت فيها النجدة من عين غزال فأجبت باللاسلكي ان الطريق مليئة بالدبابات ولا يمكن أن يصل مدد ،عندها ايقنا بوقوع الكارثة. وفعلاً سقطت القرية وجمع كثير من الرجال الى الساحة ثم أديرت وجوههم الى الحائط ورشوا جميعاً بالذخائر الحية،رأيت ذلك بأم عيني واعطاني الضابط قلماً ودفتراً وحمّالتين وطلب تسجيل اسماء اصحاب الجثث فكانوا (95)رجلا وأمرأتين. هذا ما سجلناه لكني لم أسجل بعض الجثث كي لا ينكلوا بأفراد عائلاتهم وكان من بين الذين لم أسجلهم عمي وابنه)). ويضيف ابو فهمي(كنا عدة شباب بيننا صديق لي أذكر اسمه (مرشد) كان يعمل عند اليهود في الكيبوتس وكان يتعلم العبرية،فسمعناهم يقولون في التقرير الذي رفعه قائد الكتيبة وكان اسمه شمشون الى مسؤوليه اننا احتلينا منطقة استراتيجية وقد قتلنا حوالي (250) شخصاً،هذا ما ترجمه صديقي (مرشد). وبعد ذلك طلبوا منا ان نحفر قبراً كبيراً وعدة قبور صغيرة فقال لنا (مرشد) انهم يقولون انهم سيقتلوننا جميعاً وان هذه قبورنا التي نحفرها بأيدينا.وفي هذه الاثناء جاء يهودي كان يعمل عنده مرشد فعرفه فقال له لا تخف سأذهب الى الضابط وارجع اليكم،فذهب ثم عاد بورقة افراج، لكنهم نقلونا الى المعتقلات وبقيت ثمانية عشر شهراً أتنقل بين السجون حتى نهاية الافراج عني)).

*******

اسم الشاهد:فوزي محمود احمد طنجي(ابو خالد)

العمر:؟

مكان الإقامة الحاليه:مخيم طولكرم

البلد الأصليه:الطنطورة

المصدر:مقابلة شخصية

يقول ابو خالد(لقد قتلوا أبناء عائلتي واصدقائي أمام عيني،كان ذلك قبل (53) عاماً،أخذونا الى مقبرة القرية،ثم وضعونا في صفوف،ثم جاء القائد اليهودي وقال لجنوده خذوا عشرة،ثم اختاروا عشرة منا وسحبوهم الى جانب الصبره وأطلقوا عليهم النيران،ثم عادوا وأخذو عشرة آخرين،ثم عادوا مرة ثالثة حيث قاموا بدفن القتلى،ثم قتلوهم وتكرر الأمر...ولن أنسى ابداً وجوه هؤلاء الجنود فقد ظننتهم ملائكة الموت،فعندما وقفت هناك كنت على يقين ان هذه هي لحظاتي الأخيرة،فبعد لحظات سيأخذونني ويطلقون علي النار...واثناء الحديث مع الحاج فوزي انهمر بالبكاء الشديد وهو يقول اتمنى اني مت آنذاك،ولا أن تلاحقني هذه الأحداث حتى هذه اللحظات)).

*******

اسم الشاهد:رزق عشماوي(ابو سعيد)

العمر عندما تمت المجزرة: 13 عاماً

مكان الإقامة الحاليه:الفريديس

البلده الأصليه:الطنطورة

المصدر:مقابلة شخصية

يقول ابو سعيد(على مقربة المسجد كانت ساحة،وقد قام الجنود اليهود بصف الشباب قرابة (25) شاباً وكذلك فتيات وكان أمامهم (10-12)جندياً يهودياً،ثم فجأة قاموا باطلاق النار على الشباب وامروا الفتيات بالانصراف.عند عودتي الى الشاطئ اصطدمت بجثث القتلى كانوا (40-50)شهيداً كلهم على طول الجدران. وعندما هممنا بالخروج كان الجنود يوجهون بنادقهم الى أمهاتنا،ويستذكر إحدى الأمهات التي غطت على أولادها مخافة قتلهم وعندما نادى احد الاطفال على امه أطلقوا عليه النار...والتي من شدة الخوف اصيبت بشلل وترجينا اليهود أن ينقلوها بالسيارة فقالوا لا حاجة نقتلها وتستريحو... لقد كان في القرية بئران،بئر اُلقيت فيه جثث الشباب،وآخر القيت فيه جثث الفتيات. ولا أزال اتذكر تلكم المرأة التي رجت الجنود أن تبعد جثة زوجها عن الشمس،وهمَّ أحد الجنود بقتلها،ولكنهم وافقوا على ابعاد جثة الزوج عن الشمس)).

*******

اسم الشاهد:رسلان حسن ايوب أعمر (ابو الحسن)

العمر:75 عاماً،وعندما حدثت المجزرة 23 عاماً

البلده الحاليه:مخيم طولكرم

البلده الاصليه:الطنطورة

المصدر:مقابلة شخصية

يقول ابو الحسن(ان الدولة التي تقوم على الظلم والجريمة لن تدوم أكثر من ساعة، والدولة التي تقوم على الصدق والامانة تظل الى قيام الساعة)). بهذه الكلمات افتتح ابو الحسن شهادته التي تهّرب من الادلاء بها كثيراً،وأضاف: ((بعد ان احتلوا القرية جمعونا على شاطئ البحر،واختاروا سبعة شباب لجمع جثث القتلى،وقد كنت واحداً منهم،وعندما كنا نجمع الجثث وجدنا جثتين داخل اشواك الصبر وخفت الاقتراب منهما،لأن الصبر فيه شوك كثير.وعندما اقترب منا الضابط اشتكى الحارس على أنني رفضت أن أدخل الصبره،فشهر سلاحه مهدداً بقتلي،فنهضت وقفزت الى داخل الصبره،وقد جهزنا الجثث. قمنا بتجهيز الجثث وترتيبها،كل اربعة أو ثمانية أو عشرة جثث معاً،والجثث التي جمعناها (60-70) جثة أو اكثر...فأنا لا أذكر بالضبط.وعندما كنا نعمل على تجميع الجثث في "أكوام"فجأة دخل جندي مصاب بيده وقال للحراس:انه ينوي قتل اثنين منا انتقاماً لأصابته بيده.وأشار الى من كان بجانبي وإلي،وقد كان هذا الشاب قد فرغ من سحب جثتي أخويه،ولم يعد يبالي بما سيحدث له،تقدم وبعد 100م أطلق هذا الجندي النار عليه فقتله.انا كنت محظوظاً فلم أقم...أحد الجنود ضربني على ظهري بمؤخرة بندقيته،آلمني كثيراً قمت ثم سقطت ارضاً من شدة الألم في ظهري،اذ لا يزال يلاحقني هذا الألم الى اليوم.حيث أشعر بآلام حادة في ظهري. ثم قام الجيش باعتقال كل الشباب المتبقين بالقرية(ممن بقوا على الشاطئ)بين جيل(10) سنوات الى جيل(100)عام،في البداية ارسلوهم الى زخرون يعقوب ثم الى أم خالد(نتانيا) ثم الجليل ورعنان...انا مكثت في السجن(11)عاماً،اما النساء والاطفال فارسلوا الى الفريديس ولكن بعد مصادرة حليهّن وأموالهن)).

*******

اسم الشاهد:احمد صالح زراع (ابو سهيل)

العمر:؟

البلد الأصليه:الطنطورة

كان المرحوم احمد صالح زراع"ابو سهيل" قد أكد على ان الجنود الصهاينة ارتكبوا فضلاً عن الفضائح والمجازر* عمليات اغتصاب في حق مسلمات الطنطورة،وقد كان شاهداً على أحد هذه الجرائم...يقول (رحمه الله)(بعد سيطرتهم على القرية جمعونا على شاطئ البحر،الرجال الى جهة والنساء والأطفال في جهة أخرى،ثم بدأوا يرسلوا مجموعات من الشباب الى المقبرة لقتلهم... وكنت قد رأيت آنذاك فتاة جميلة تبلغ من العمر (16)عاماً واسمها رسمية الشما،وأربعة من الجنود يجرونها حيث سحبوها من بين جميع النساء.حاول عمها أن يمنعهم وينقذها لكنهم دفعوه جانباً،وعندما أصر الدفاع عن عرضه أطلقوا عليه رصاصه في رأسه فأردوه قتيلاً...لقد هتكوا عرضها،وخرجت حزينة الى الضفة الغربية ولم تتزوج قط في حياتها...)).

*******

اسم الشاهده:الحاجة فردوس ابو الهيجاء

البلد الحاليه:كابول

البلد الاصليه:الطنطورة

المصدر:مقابلة شخصية

وكانت الحاجة فردوس ابو الهيجاء وهي تسكن في كابول...قد قدمت شهادة مماثلة عن ما قام به الجنود الصهاينة من اغتصاب للحرائر...تقول(كانت ساكنه بجنبنا ختيارة كبيرة أجت بعد ما انقتلوا أهلها،وكنا نقعد حواليها وتحدثنا عن اللي صار.بتقول:كانوا بعد ما دخل الجيش يفصلوا الرجال عن النسوان.الشباب أخذوهم وقتلوا منهم كثير قدامنا ،طخ في روسهم يا بصدورهم... وجمعوا النسوان والصغار وصاروا ينقوا البنات والصبايا،بنات ال16 وفوق،ولمو فوق (30) بنت وحملوهن بسيارات الجيش ليأخذوهن ويتعدو عليهن..وقامت كم مره(امرأة)كبيرة تحاول منعهم فمسك الجندي بلطه عن الأرض وضرب مره(امرأة) على رأسها فيها،فلق رأسها شقفتين،وما استجرى حد يحكي وضلوا رايحين بالبنات)).

*******

اسم الشاهد:درويش مصطفى ابو شاب

العمر:58 عام(8 أعوام وقت النكبة)

البلد الحاليه:مدينة عكا

البلد الأصليه:الطنطورة

المصدر:مقابلة شخصية

الشاب العكاوي حالياً،الطنطوري سابقاً،اسمه درويش مصطفى أبو شاب،ولكن اسمه الحقيقي هو درويش مصطفى الشيخ خليل مفتاح.واما لماذا سميت عائلته "ابو شاب" فلهذا قصة ستأتي في السياق. درويش العكاوي يملك دكاناً صغيراً في عكا الى يمين الصاعد على درجات مسجد الجزار الشمالية،يبيع فيه أوان وتذكارات فخارية للسياح. درويش،كان عمره ثماني سنوات عند النكبة عندما اضطرت عائلته للانتقال من جسر الزرقاء الى الطنطورة سعياً وراء لقمة العيش لأن رب الاسرة كان يشتغل في مستوطنة "بنيامينا"،وهي اقرب الى الطنطورة من جسر الزرقاء،واستأجرت العائلة بيتاً في القرية من عائلة سليمان أطرش. واستقرت فيه حوالي ثلاثة شهور قبل احتلال الطنطورة،قال درويش(مرض أخي خليل مرضاً خطيراً،وكان من المفروض أن يحقن بحقنة معينة يومياً،وهذا بالذات كان سبباً آخر لانتقالنا من جسر الزرقاء الى الطنطورة.وفي خلال هذه الفترة من اقامتنا في الطنطورة حدثت المأساة المفجعة)). وتابع(أذكر فيما أذكر،ولم تختلط علي الأمور بعد هذه السنين الطوال عندما أعود بالذاكرة الى الخلف الى تلك الأيام السوداء،أتصور ،جثثاً كثيرة،وكنت اركض باكياً في مسرب يقوم الصبر على جانبيه،لألحق بوالدتي،حال سقوط القرية بأيدي المحتلين الذين جمعوا النساء والأولاد على حدة،وجمعوا الرجال معاً على حدة بالقرب من مكان النساء والأطفال. -كنت أدوس على الجثث،على الأيدي والأرجل والاجساد...)) اغرورقت عيناه،واوشك على البكاء،وتابع...((نعم كان ذلك بالقرب من مصنع الزجاج القريب من مقبرة القرية على تخوم الطنطورة،وفي أثناء جريي للحاق والدتي وانا ابكي وأصرخ،أذكر كما اراكم الآن انني كنت أدوس على الجثث..أدوس على الأيدي...على الأرجل،على الأجساد..كان القتلى بالعشرات. وأذكر انه قبل احتلال القرية ببضعة ايام رست سفينة على مقربة الطنطورة..كانت سفينة كبيرة أُنزل منها قارب..رسا على شاطئ الطنطورة ونزل منه اثنان..لا أذكر شكلهما الآن،وقالا للسكان ..من شاء منكم السفر والرحيل،فنحن على استعداد لنقله الى لبنان،الى تركيا،الى سوريا.. وأذكر ان عدداً من الناس،رحلوا على هذا المركب.. وأذكر ان المحتلين جمعوا النساء في اليوم التالي على شاطئ البحر،وجاءت مجندات يهوديات رحن يفتشن النساء تفتيشاً دقيقاً على أجسادهن،ولم يتركن اسوارة او عقداً أو خاتماً،أو"كرداناً" الا أخذنه،كما اخذن ما وجدن من نقود مع النساء. وأكثر ما أذكره:اللحظة التي أطلقوا فيها النار على عدد من الرجال وقتلوهم بدم بارد. وكان بينهم والدي "مصطفى الشيخ خليل مفتاح"،وخالي عبد الشيخ إبراهيم أبو العينين،وآنئذ لم أعد اسمع غير عويل النساء وصراخ الأطفال وأنا بينهم. ...هل تصدقون انني اسمع هذا العويل والصراخ كلما دار الحديث عن تلك الأيام،وقد عرفت فيما بعد انهم دفنوا القتلى في قبور جماعية،غير انه لا أثر للقبور ولا للحجارة. جمعونا في سيارات وأرادوا قذفنا الى الضفة الغربية،ولكن مختاراً قيل انه مختار الفريديس،قال للغزاة..لقد أخذتم ما تبقى من الرجال الى المعتقلات،وما فيه لهؤلاء النساء والأطفال مأوى يذهبون اليه..وعندها قالوا:من شاء أن يبقى في الفريديس فلينـزل،وأذكر ان عائلتنا وعائلة الأطرش نزلتا في الفريديس)). وتابع(وعند بدء تسجيل السكان،سألوني عن اسم عائلتي فلم أتذكر لأنني كنت ما زلت تحت تأثير هول ما شاهدته،وكنت مشتتاً كلياً من تأثير الصدمة ومنذئذ اصبح اسم عائلتنا أبو شاب في الهوية ،وطبعاً رسمياً، كان اسم عائلتنا هو شيخ خليل مفتاح. اعرف أننا وعائلة سليمان الأطرش قد نزلنا من السيارة-سيارة الترحيل،ولا اعرف ماذا كان مصير الباقين في السيارة. وحيث لم يكن هناك أي عمل على الإطلاق،كان الناس الذين لجأوا الى الفريديس،ونحن منهم،في شبه مجاعة،وأذكر جيداً ان مختار الفريديس في حينه،ولا أذكر اسمه،كان يدور على البيوت في القرية ويجمع كسرات الخبز وحبات البندورة والخيار في طرف قمبازة ويوزعها على المنكوبين أمثالنا. وجاء يوماً أحد الخواجات،وطلب أولاداً لكي يقطفوا "البامية"من ارض الطنطورة،ولما كنت أكبر الصبيان في العائلة،ذهبت مع من ذهب من الأولاد مع الخواجا وبدأنا نقطف البامية من ارض قريتنا ..وما كان أحد ليسأل عن مبلغ الأجرة..فأي شيء كان حسناً.. ولكنني لم أعرف ان في نبات"البامية"يوجد شوك،وهذا الشوك أدمى أصابعي..وعدت الى البيت ودموعي تنهل بغزارة قهراً وألماً. قررت أمي ،كبيرة العائلة،ان نعود الى جسر الزرقاء..وانتقلنا الى البيت الذي كنا نسكنه قبل أن نرحل الى الطنطورة.ولم يمض وقت طويل حتى جاء قريب لعائلتنا يسكن في حيفا لزيارتنا..واقترح علينا ان يأخذنا للسكن في "كفار سمير" قرب العزيزية..حيث كان يمكن أن يجد لوالدتي عملاً..وافقنا..وانتقلنا الى هناك،وبدأت أعمل في حيفا عند شخص يشتغل في الفخار للسياح وغيرهم،تعلمت الصنعة،وانتقلت الى عكا حيث واصلت العمل في المصنوعات الفخارية..وبقيت هذه مهنتي حتى اليوم)).

*******

اسم الشاهد:مصطفى سليمان الأطرش

العمر:66 عام(13عام وقت المجزرة)

البلد الحاليه:الفريديس

البلد الاصليه:الطنطورة

المصدر:مقابلة شخصية

يقول(كان عمري في تلك المأساة،ثلاثة عشر عاماً،وأنا أعي ما حدث تماماً وكأنه حدث اليوم.. كانت قريتنا مزدهرة،قسم من الأهالي كان يعمل في الشرطة الانتدابية،وآخر يعمل في الزراعة،حيث كانت قريتنا تملك ما يقارب(24)الف دونم (في الموسوعة الفلسطينية 14.550 دونم)وعدد سكانها يقارب(2300)نسمة،وقسم كبير من الأهالي كان يعيش على صيد الأسماك. قدمت عائلة الشيخ خليل مفتاح من الفريديس الى الطنطورة واستأجرت عندنا غرفة من المرحوم والدي ولذا فأنا اعرف العائلة معرفة قريبة. كانت ارض قريتنا محاذية لأرض "زمارين"-(زخرون يعقوب) حول الأرض،ويبدو انه كان لهم مطامع في ارضنا. وفي مناوشة أوشكت أن تكون اشتباكاً جرح فيها أحد سكان زخرون يعقوب،ثم توفي لاحقاً..ولا شك ان هذا أجج حقداً وعداء.. وأيام النكبة،حاول اليهود مرتين أو ثلاثاً اقتحام الطنطورة وفشلوا بل وتكبدوا خسائر ايضاً،ثم خططوا بعد ذلك لاحتلال القرية بهجوم واسع النطاق..وكان ذلك بعد منتصف الليل بقليل..وقاومت القرية بشجاعة ولكنها سقطت في صباح اليوم التالي في ايدي اليهود..وكانوا قد جاؤوا بقوة إضافية قيل انها بلغت ثمانين جندياً،إضافة الى الفرقة التي هاجمت الطنطورة،وكانت الفرقة الأولى قد أوشكت على احتلال القرية التي سقطت في حوالي التاسعة والنصف صباحاً)). وتابع(فور سقوط القرية،بدأ الغزاة في جمع الأهالي كلهم،رجالاً ونساء وأطفالاً،وكل ما تبقى من أحياء في القرية،حتى المواشي،البقر،والغنم،حملوها في سيارات ،وبعضها في القطار وأخذوها. الرجال على حدة والنساء والأولاد على حدة في نفس الساحة،وراحوا يسألون عن الهويات أولاً،ثم بدأوا يستجوبون ويسألون..أين أفراد الجيش السوري؟..أين أفراد الجيش المصري؟..ولم يكن في قريتنا أي جندي مصري أو سوري. اختاروا من بين الرجال (14)رجلاً من الذين توسموا فيهم القوة والبأس...)) تنهد بحسرة وألم دفينين وتابع... ((كان المرحوم والدي بين هؤلاء،كما كان أيضا طيب الذكر والد درويش وخاله كذلك. أوقفوا هؤلاء الـ(14)مقابل حائط،وفي مواجهة رشاش..كنت بين الرجال والشبان الباقين،ننظر الى هذه الجريمة التي على وشك الوقوع..والخوف يكاد يقتلنا..وأمروا الرجال هؤلاء ان يديروا وجوههم صوب الحائط.. في هذه الأثناء،أشار الجندي الي أن اتقدم منه،ثم أشار لشخص آخر ايضاً وفي أثناء تقدمنا،نحوه اعترضنا جندي آخر،لم ير على ما يبدو إشارة الجندي الأول،وصاح بنا..الى اين..فقلت له: هكذا طلب الجندي وأشرت نحو الجندي..فقال بالعربية.."طيب..تخيّب"ورغم الموقف الصعب والخوف الشديد،وجدت نفسي أقول له:لا تكلمني هكذا..وكان رده ضربة على رأسي بعقب بندقيته..وقبل ان أقع ارضاً،سمعت صوت الرشاش يلعلع في رشقة طويلة ..لقد اطلقوا النار على الرجال الـ(14). ساعدني الشخص الذي كان معي على الوقوف..نظرت..رأيت كومة من الملابس فسألته..هل يجمعون الملابس من البيوت؟فقال:قم..هذه ليست ملابس، انهم الـ14شخص..قتلوهم!. وصلنا الى مكان الأولاد والنساء أمرني جندي أن أملأ اباريق هناك بالماء،وان اسقي النساء والأولاد.وتوجهت الى بيت قريب لأملأ الأباريق..وفاجأني رجل ممدود على الأرض بدون رأس..كان رأسه ملقى على مقربة من الجثة..وقد فُصل جسده،وقفلت راجعاً ركضاً وقد هالني ما رأيت ..فقام احدهم بالقاء خرقة على الجثة والرأس وغطاهما.. أحضر أحدهم خبزاً جمعه من البيوت ووعاء فيه جبنة..وطلب الجندي ان اقسم الرغيف نصفين وان أضع في كل نصف قطعة جبنة واقدمها للأولاد والنساء. حملوا القتلى على عربة حصان..ورموهم في الحفرة: حملونا في اليوم التالي في سيارة شحن وأرادوا رمينا في القسم العربي مما تبقى من فلسطين،لكن مختار قرية الفريديس رجاهم ان لا يفعلوا لأن الأكثرية كانوا من النساء والأولاد،ذلك انهم ساقوا الرجال الى المعتقلات،وترجلنا من الشاحنة..عائلتنا وعائلة مفتاح.. في اليوم التالي أخذوا عدداً من الرجال من قرية الفريديس الى الطنطورة،الى المقبرة،وهناك أمروهم بحفر حفرتين كبيرتين، وكانوا يأتون بالقتلى ويلقونهم في الحفرتين،وقد استخدموا عربة يجرها حصان حملوا عليها القتلى الى الحفرتين. ثم أمروا بحفرة ثالثة..صغيرة..وألقوا فيها ثلاث نساء . كان عدد القتلى(98) قتيلاً منهم ثلاث نساء..وهنا..من الضروري أن أبين بأن الذين قتلوا في أثناء المعركة من أبناء قريتنا كان بين(10-12)شخصاً..الأمر الذي يشر بأن الباقين قتلوا بدم بارد)).

-----------------------------------------


عرب الصبيح

اسم الشاهد:الحاجة فاطمة قاسم سعود عيد

اسم الشاهد:الحاجة فاطمة قاسم سعود عيد

البلد الاصليه:عرب الصبيح(شبلي)

العمر:14 سنة عند حدوث المجزرة/عمرها الحالي 64

تُركت مع اخواتها الخمسة في القرية فأمرت اخواتها بالهرب واللحاق بأهلها الذين هربوا الى عين ماهل والناصرة،وأما هي فقد حملت أخوتها الثلاثة وكانت تحمل احدهم وتركض مسافة(10-13) متراً ثم تعود لتاخذ التالي،حتى وصلت الى عين ماهل،ولولا ذلك لكانت هي واخواتها من الشهداء. تروي الشاهده فصولاً من تلك المجزرة فتقول(عاد قسم من السكان الى القرية في الليل،ورأوا تلك المناظر وبدأوا بالصراخ،ثم وضعوا الجثث في مغارة عين المنصور الواقعة بجانب عين الماء دون ان يدفنوا.وترك الناس العشيرة وتشتتوا في الأردن ،حيث يوجد هناك عشرة حمائل والباقي ذهب الى سوريا،واستقروا في خان الشيخ حتى هذا اليوم. كما واستقرت بعض الحمائل في كفر كنا منها:قطران،سعود،النجدات،حمود،ونايف(والذين يسجلون في الأوراق الرسمية قطران). تقدم اليهود في هجومهم الى عين ماهل فاجتمع المجاهدون من ابناء الصبيح،كفر كنا الناصرة،عين ماهل،ووصل في تلك اللحظة الشيخ توفيق الابراهيم مع المناضلين لنجدة إخوانهم،وبدأ العرب بالهجوم على اليهود،والذين كانوا أكثر عدداً وعده،وأضطروهم للانسحاب من عين ماهل ثم الصبيح ثم اشتبكوا بين البيوت(الصبيح) مرة اخرى.وقد تمكن العرب مره اخرى من استعادة الأراضي،وقد خسر اليهود ثمانية وعشرين قتيلاً وظلت كلمة العرب هي العليا في ذلك القطاع،حتى سقطت الناصرة وصفورية بيد اليهود)).

*******

اسم الشاهد:عبد الله اسعد شبلي

العمر:مواليد 1914

مكان السكن الحالي:عرب الشبلي

البلد الأصليه:عرب الصبيح

اليوم الذي تمت فيه المقابلة:السبت 24/11/2001

المكان الذي تمت فيه المقابلة :بيت الشاهد

يتحدث السيد عبد الله شبلي عن قبيلته فيقول(الصبيح أصلها من اليمن اول شي، والاختلاف اللي صار بين اليهود وعرب الصبيح أساسه وسببه إنو اليهود فاتوا على عرب الصبيح(فرقة منهم)والعرب قتلوا منهن(سبعه).أجا صار حرب رسمية بينهم،بشهر (4) عملت اسرائيل حملة كبيرة وحطت قوة شمالية وعلى الساعة (4) الصبح فاتوا على الصبيح واحتلوها،وقامت الحرب بينهم وبين الناس الموجودين في الصبيح،من الساعة الرابعة حتى العاشرة تقريباً.وأجت فزعة انقاذ( من العرب) لكن اليهود اجا منهم فرق الهاجاناه والارغون.والصبيح هزموهم بس انقتل من العرب(33) واحد بعرف منهم (1) عايد الفارس(2) محمد ابو عيد (3) نهاد الجاسم والباقي نسوان وأطفال صغار،إحنا ما صار علينا إشي قد الظهيرات)). (الظهيرات(قسم من عرب الصبيح) كانت نقطة مراقبة لقائد الجيش العربي راسم(من الأردن). ويضيف الشاهد(مقطرن واشديدة،هجوا من غير ما تفوت اليهود عليهم،هجموا اليهود ثلاث مرات على العرب بشهر (4) وشهر (5)ولم يقتلوا أحداً بس بشهر(6) انتصر اليهود بعد ما سقطت صفورية والناصرة،عرب الصبيح استسلمت وقتلوا اللي بقي بالبلد. النايم نايم والذي انهزم انهزم،واللي ظل انقتل،طلعوا على الجبل عند الخوري ورجعوا على دورهم،قعدنا (21) سنة واحنا تحت التصاريح(نطلع أو ممنوع). كان عندي ولد عمره (14) سنة ما عنده هوية كان يشتغل عند يهودي،أجو دبوه في بير ماء عمقه تقريباً ثلاثة امتار اسمه عيسى محمود طليعة. قاموا عنا التصاريح بعد احتلال الضفة والجولان. ظلت الحروبات والناس هجت واحنا تخبينا عند الخوري براس الجبل (أشار بيده لجبل الطور)أخذوا الحلال والأراضي وباعوها للناس بيع. بتذكر كمان مات من الصغار1) طالب السلام (2)اولاد سلامه حسين خليل(3) علي محمد الخليل ومرته وأولاده الخمسة.(4)محمود العلي:عمره (20-21) سنه كان متخبي بخابية القمح،قتلوه بالبلطة)).

*******

اسم الشاهده:حمده الذيب الغوري

العُمر :16 سنة (1948)

مكان السكن الحالي:عرب الشبلي

البلد الأصليه:عرب الصبيح

اليوم الذي تمت فيه المقابلة:السبت 24/11/2001

المكان:بيت الشاهده

تستذكر السيده حمده تلك الايام السود فتقول(أول ما أجت اليهود على البلد،قالوا لبعض عرب الصبيح والظهيرات(جانب بيت كيشت) (ما يتحاكون في بينهم ثار دم من 15 سنة)،قال القائد اليهودي روحوا على الظهيرات اما الصبيح ما تروح عليهم. كنا احنا واليهود ملاح ابنا ابنهن وميتنا ميتهن.أجو قتلوا الضابط بذاته اللي قلهن ما تروحوا على الصبيح. -احنا هجينا على الناصرة تقريباً شهرين ثلاثة،وبعدين عند جبل الطور وكان أقسام من كل البلاد والناس سلمت.اليهود فاتوا بالليل،اليهود تضرب والعرب تضرب،الانجليز سلموا فلسطين لليهود،الحرب قامت،معهم دبابات من الانجليز من حدية الشجرة-العفولة،الدبابه على الدبابه... حياة أبوي هجوا على سوريا هو ومرتوا(زوجته)(امي ماتت وأبوي بدّل فيي)وأولاده،وكمان شباب.وصار يصل سوريا وما يعرف الدرب ويرجع عقب الاحتلال بأكم يوم قلت لأخت زوجي تضل وأنا رحت أدوّرعلى أبوي،لاقيتو عند الشجرة بينشفق عليه،قلتلوا أنا زوجي غايب وبدك ترجع معاي،بدي حدا معاي،أجا رجع هو واولاده ومرته.اليهود لما حوطوا البلد أهل البلد هجت كل العرب واللي ظل كان اليهود يقتلوه. اخوتي هجوا على الاردن،أنا رجعتهم،سجلتهم بعد الاحتلال وقلت للحاكم العسكري انهن مش فارين بس بيجوا.وقلت للمهربين يرجعوهن بتذكر انقتل من أهل العرب حياة :طلاع حسن ذياب،سليمان الشمسي مقطرن،طلعوا عليهم بتراك جنـزير وهرسوهم هرس. بعد ما احتلوا البلد،مهن جابوا مهربين عشان يهججوا اللي ضل ،كان ابو هلاله(محمد هلاله)من عرب الصبيح،ومحمد الشويش من الشركس اكبر خائنين للعرب سلموا فلسطين. وقتلوا كمان عَلْيه وغزالة النمر(خوات)بالبلطة هن واولادهن)). وتضيف الشاهده(الساعة(4-5) صباحاً مع غزو الصبيح اجو من تلا الشجرة،وكان راعي اسمه(أحمد العقلة)مع البقرات فكروا جيش قاموا رشوا البقر رشه وحده وماتوا البقرات والراعي . اليهود فاتوا على البلد بدهن حياة علي النمر لأنه كان مع جيش الانقاذ وقتل (7) يهود. وكان قائد من الاردن اسمه (راسم) خرب أكثر ما عمر ،طلع كذاب ووعد وأخلف.حياة علي النمر قتلوه بعد (4-5) سنين وهو جاي تهريب من سوريا فسد عنو ابن عمو علي الجاسم)). أما عن قصة اخوات شيخ العشيره علي النمر فتقول( عَليه وغزالة خوات علي النمر شقوهن بالبلطات،اجت فزعت العرب من كل البلاد،صفورية،اكسال،عين ماهل،وكل البلاد وانتصرت على اليهود (مهي بالأول اليهود صارت تخبر بعض انها انتصرت على الصبيح بالمخشير)العرب خاينه وصلوا خبر لليهود تعالوا ساعدوا اليهود بعرب الصبيح،العرب قوية بس باعت وخانت بعض،واللي خرب بيت الصبيح أكثر اشي جيِّت راسم من الأردن، مهو اصلاً عبد الله جد حسين هو اللي باع فلسطين كلها،الخاين،ابن.....)).

*******

اسم الشاهد:محمود أحمد محمد طليعة(أبو حسن)

العمر:25 سنة(1948)

مكان السكن الحالي:عرب الشبلي

السكن الاصلي:عرب الصبيح

اليوم الذي تمت فيه المقابلة:السبت 24/11/2001

يتحدث السيد محمود عن حادثة عرب الصبيح وما مارسه اليهود في حق أهلها اصحاب الارض فيقول(إحنا يا سيدي عرب الصبيح كانت من الجسر-المفرق كفار طابور-الشركس لحديّة عين ماهل(وأشار بيده)هاي كانت كلها عرب الصبيح-نحن قبل الاتراك موجودون في هذه البلاد. في ال48 جابوا (ناس)من بره هن يهود (2) اسلام،مسيحية ما بنعرف شوهن،الانجليز جابوهن وهذول عملوا حركات بين العرب واليهود،عشان يهججوا العرب والعرب يا حصرةإيدها فاضية واليهود سلحتها الانجليز. هاي الحركات قاموا بقتل اليهود تيعملوا إنو إحنا اللي قتلناهن.أنا كان عمري 25 سنة عندي ثلاثة اولاد والناس هجت،الناس ضعيفة بالمادية والسلاح وهجت على سوريا ولبنان وظل (400) نفر فقط،ختيارية،اولاد،نسوان)). ويضيف السيد محمود(فاتوا من طرف الشمال(من تلا الشجرة وقتلوا نسوان وأطفال وأعيالهم وانقتل من عيلة وحده (21) نفر ومن الصبيح كلها تقريباً (30) نفر.عرب الصبيح كانت أكثر من 10.000 شخص كانت كبيرة. بتذكر من اللي انقتلوا1) غزالة نمر العقلة الها ستة اولاد انقتلوا معها كمان(2)وأختها عليه نمر عقله والها خمسة أولاد انقتلوا معها،فاتوا على دورهن وهن نايمات وقتلوهن. (3)عايد الموسى(اتخبى عندو ستة ،سبعة نسوان أجا الجيش فات عليهم وقتلهم كلهم مع بعض). (4) نهار الجاسم كان عمره (70) سنة (5)أخوه أحمد الجاسم (60) سنة تقريباً. (6)رجا الفارس(كان أعمى على التخت طخوه بالفراش) (7)علي محمود كان عمره(50) سنة وإجره مكسوره مغدرش ينهزم(8)حامد خليل حسني،(9)عمشه الصعوب-مره ختياره وكبيرة ما غدرت تنهزم،(10) احمد الجسم(11)عدلة مرة محمد الخليل من عرب الشمالية. -اللي ضلوا بعرب الصبيح كانوا عُجز وفقراء وعرب الصبيح ملاكه ومش رحالة كان عندها حلال وأراضي... -فاتوا علينا بشهر (12 سنة ال48) وانتهى الصراع بشهر رمضان بـ10 رمضان يمكن بشهر (6)،الناس كان معها أبو فشكه،عصا،اول مرّة فاتوا بالليل بسيارات الانجليز الساعة الرابعة وسرقوا من عنا (14) راس بقر وأخذوهن على (قادورية).ضلوا عندهن تقريباً شهر وبعدين ذبحوهن،النايم نايم واللي إنهزم إنهزم واللي ظل انقتل،سلموا على الجبل عند الخوري ورجعوا على دورهن،قعدنا (21) سنة وإحنا تحت التصاريح(نطلع أو لا ممنوع)) .

*******

اسم الشاهد:محمود الأسعد شبلي(ابو خالد)

العمر عندما تمت المجزرة:21 سنة(1948)

مكان السكن الحالي:عرب الشبلي

البلد الاصليه:عرب الصبيح

تاريخ المقابلة:السبت 24/11/2001

يتحدث السيد محمود عن أحداث عشيرته فيقول( زمان الـ48 كانت عرب الصبيح ساكنه هون من الشجرة الى منطقة الشرار(ام الغنم) مجموعات مجموعات...بيوت شعر وبيوت طين كل كيلو متر،نص كيلو تلاقي (4-5) بيوت،يعني التمركز كان من الشجرة الى الشرار. بدأت المناوشات في الـ48 واحنا ما بديناها مثلنا مثل باقي الناس.اليهود عندهم مجموعات اضافية مثل قوة العسكر كانوا يعملوا اعتداءات على الفلاحين والرعيان والناس ترد عليهم.بقيت هاي المناوشات من أول شهر(1-11) يعني آخر(12). -اتفق العرب واليهود،لكن الفرق الاضافية من اليهود(هجانا)نكثوا العهد وبقوا يعتدوا على العرب،اعتدوا على بيوت الصبيح بطريق الشارع العام عند العفولة،احنا صُرنا ندافع عن بعض ظلت المشاكل لشهر 2 تقريباً. كان طرش (بقر)عند "بيت كيشت" اليوم فاتوا على مزروعات اليهود.أجا اليهود الاضافية بدهن ينهبوا الطرش،اجا المسلحون العرب اعترضوهم وصار قتال وانقتل من اليهود(7) وتصاوب (2) وشرد (2) كانوا هن (11) ومن وقتها صارت مقاومة رسمية بينا وبينهن حتى شهر/4 بآخره تقريباً. وأجت قوة بالليل وطوقوا عرب الصبيح من تلا كفر كنا وعين ماهل،وكنا نصلي الفجر وكنت أتوضأ،وبدأت الطلقة الأولى وقتلوا حوالي (30) نفر نسوان وأطفال بالبلطات وبالطخ(المعركة كانت عند بيت كيشت-اليوم-)وإحنا هجينا على الجبل وأجتنا قوة وفزيع من الجيران وانقتل من اليهود تقريباً (40) واحد)). يضيف الشاهد(هاجموا الناس بشهر2-4،الصبيح كانت بلد طويلة ،الجهة التي كنا احنا فيها لم يأتوا عليها لأنها لم تكن المركز(جيش الانقاذ العربي كان يساعد،ويهاجم اليهود بس والله ما ساعدت لا عرب ولا غيرها بشكل جدي). ظل العراك للساعة/11 وقتل اليهود حوالي (40) قتيلاً.كلهن أطفال وعجز نسوان،بتذكر ثلاث ختيارية وواحد مجنون، وكذلك عم زوجتي رفض يطلع معنا اسمه علي أحمد الخروب،وكمان حامد جليل كان شاب يقاتل بالمقدمة،ونسوان وأطفال قتلوهم بدورهم،بفراشهم.عرب الصبيح هي (7) حمايل ،احنا اسمنا عيلة الشبلي ضلينا هون ولما صارت المعركة حمينا حالنا بالدير.ولما قامت اسرائيل استسلمنا وإحنا بالدير ،يعني كان معهم مدافع هاون وبواريد ومصفحات،كانوا مسلحين من الانجليز،واحنا كان معانا يا دوب لكل عيلة بروده كنا نوخذها من الحاكم العسكري بالناصرة.الدول العربية مثل الأردن كانت خاينة وما إلها مساعدات.في عائلات كانوا يبيدوها بالمرة من عيلة وحدة قتلوا تقريباً (12) نفر،غزالة وعليه خوات قتلوهن هن واولادهن (بنات نمر) )).

--------------------------------







رد مع اقتباس
قديم 03-29-2013, 10:22 PM رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
أمان
عضو ملكي
 
الصورة الرمزية أمان
إحصائية العضو






 

أمان غير متواجد حالياً

 


افتراضي



::. شكرا الك اخوي زياد سكر::.

يعطيك ربي ألف عافية .............

في ميزان حسناتك ...........







رد مع اقتباس
إضافة رد

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:14 PM بتوقيت عمان

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. Designed & TranZ By Almuhajir
[ Crystal ® MmS & SmS - 3.6 By L I V R Z ]
mess by mess ©2009