الحياة السياسية والحركة الوطنية في فلسطين
الفترة العثمانية
مرت الدولة العثمانية كغيرها من دول العالم الأخرى “لعظمى” بدأت قوية وازدهرت وكان لها إيجابياتها العظيمة وبعد ذلك وصلت إلى مرحلة الشيخوخة والتراجع بعد ان دب فيها الضعف نتيجة للضعف الاقتصادي ، وفساد الادارة والمؤامرات الاستعمارية ضدها ، وقيام العديد من محاولات الانفصال عن الدولة والاكتفاء بال الاسمي بها ، مثل حركة “الشيخ ظاهر العمر الفريداني في فلسطين”.ومن قبله محاولة محمد على في مصر.
بدأ الوعي السياسي في فلسطين بداية مبكرة وكان هذا الوعي ملحوظاً في فترة الدولة العثمانية.. وكان لفلسطين دور في الدولة العثمانية بحيث كان لأهل فلسطين ممثلين في مجلس المبعوثان الذي انتخب في أعقاب صدور الدستور حيث كان كل من روحي الخالدي، وسعيد الحسيني وحافظ السعيد ممثلين عن لواء القدس، والشيخ أحمد الخماش عن لواء نابلس وأسعد الشقيري على لواء عكا.
لقد كان المثقفين الفلسطينيين متابعين للتطورات السياسية حينذاك وكانت لهم آرائهم وتوجهاتهم إذ اتخذوا مواقف ثابتة وحازمة في وجه سياسة التتريك التي مارستها جمعية الاتحاد التركي ضد الثقافة العربية، وكذلك كان لهم مواقفهم ضد سياسة التجنيد الإجباري للشباب العربي وزجهم في حروب لا لاعلاقة لهم فيها سوى تحقيق مطامع الدولة التركية.
وقد تأثر المثقفون ورجال الفكر في فلسطين بالتيارات السياسية التي ظهرت بين إخوانهم العرب في هذه الحقبة من الزمن وأثروا فيها.
ولعل أهم هذه التيارات هي الدعوة للجامعة الإسلامية، والدعوة إلى القومية العربية والوقوف بوجه الحركة الصهيونية والهجرة اليهودية إلى البلاد”.
فالجامعة الإسلامية:نادى بها جمال الدين الأفغاني وساعده محمد عبده وتأثر فيها أهل فلسطين مؤيدين مبادئ الإصلاح الشامل في العالم الإسلامي، ومن ابرز المثقفين الذين أيدوا دعوة الجامعة الاسلامية ، روحي الخالدي وأسعد الشقيري وعبد القادر المظهر. وعارضها رجال الدين الذين لم ينم لديهم وعي سياسي سليم في تلك الفترة.
أما الدعوة إلى القومية العربية:فقد فقد كان المد القومي العربى ملازما للمد القومي التركي
وعلى الرغم من الحساسية الشديدة في مسألة القومية ، لدى الطرفان كانت ردة الفعل العربية أكثر تمسكاً بالعروبة ومن ثم ازداد الإقبال على إنشاء الجمعيات والأندية الأدبية والسياسية العلنية والسرية في سبيل الدفاع عن كيانهم القومي الذي أصبح مهدداً بالنزول.
فقد أسس شكري الحسيني من القدس “جمعية الإخاء العربي العثماني 1908″ وأنشئ لها فروع في القدس ضم إسماعيل الحسيني وحنا العيسى … وزريق وفيض العلمي وخليل السكاكيني.
وكذلك في المنتدى الأول سنة 1909 لإحياء الوعي القومي في العاصمة العثمانية كان للمثقفين الفلسطينيين لهجة مشتركة منهم جمال الحسيني وعاصم بسيسو ولا ننسى مساهمة الطلبة من فلسطين بتأليف جمعية للطلبة هي “جمعية العلم الأخضر” في الاستانة في أيلول سبتمبر 1912، لتقوية الروابط القومية بين الطلبة العرب في المدارس العليا وتوجيههم إلى النهوض بأمتم وكان من مؤسسيها عاصم بسيسو ومصطفى الحسيني وشكري غوشة.
وجمعية العربية الفتاة سنة 1911 شارك فيها عوني عبدا لوهاب، ورفيق التميمي وكان لها دور بارز في الحركة العربية التي تعاونت مع الشريف حسين بن علي وأعلنت الثورة على الأتراك وضمت هذه الجمعية واحداً وعشرين عربياً من فلسطين وعند قيام الثورة العربية من مكة سنة 1916 لم يتكاسل أبناء فلسطين عن اللحاق والالتحام مع أبناء العروبة الواحدة الجسد الواحد والمصير الواحد وال الوجداني والمادي مع أبناء كل العرب.