يا طـالـب المـجــد فـي عجــور مــورده =عـــذب مـعـيــن يـروّي غــلــة فـيـنـــــا=شــــم الأنــــــوف أبــاة دام عـــزهــــــم =هـــم الأوائــل إن نــادى مـنــاديــــــنــــا=تـفـوح يـا بـاقـة الأزهـــار فـي وطـنــي =فــوح الأريـــج ونـفـح الطيــب يغـريـنـا كلمة الإدارة


مبارك .........مبارك لعجور ومنتديات عجور       »     عجور التاريخ و الحضارة - الحلقة الثانية       »     سجل الوفيات لعجور ١٣٢٠هـ -١٣٣٠هـ ١٩٠٢م - ١٩١١م       »     عجور التاريخ و الحضارة       »     ميزانية قرية عجور - 1939       »     عجور - وقوعات الزواج 1915م       »     عهد عشائر عجور بالحفاظ على اراضي عجور المشاع و عدم بيعها لل       »     اول أحصاء(حصر نفوس) موثق لسكان عجور1878م       »     أراضي عجور المشاع - حصري       »     اسماء من عجور مطلوبون للضريبة 1       »     ضريبة الانتداب البريطاني "3"       »     عجور - لجنة 18 ( اللجنة القومية لعجور)       »     أراضي عجور الحكر       »     عجور التاريخ و الحضارة-الحلقة الثالثة       »     علم النفس الاجتماعي       »     ملوك المملكة الاردنية الهاشمية       »     موسوعة صور القدس- زهرة المدائن       »     دليل الجامعات العربية و العالمية       »     روائع الشعر العالمي       »     موسوعة الاصول و القبائل العربية كاملة       »    

آخر 25 مشاركات
ملف عن الحج وما يتعلق به (الكاتـب : نور الهدى - آخر مشاركة : قلم حزين - )           »          كبرت بنتــي / قصة مؤثرة (الكاتـب : أمان - آخر مشاركة : قلم حزين - )           »          مبارك .........مبارك لعجور ومنتديات عجور (الكاتـب : م .نبيل زبن - آخر مشاركة : نور الهدى - )           »          عجور التاريخ و الحضارة - الحلقة الثانية (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          سجل الوفيات لعجور ١٣٢٠هـ -١٣٣٠هـ ١٩٠٢م - ١٩١١م (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          عجور التاريخ و الحضارة (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          ميزانية قرية عجور - 1939 (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          عجور - وقوعات الزواج 1915م (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          عهد عشائر عجور بالحفاظ على اراضي عجور المشاع و عدم بيعها لل (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          اول أحصاء(حصر نفوس) موثق لسكان عجور1878م (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          أراضي عجور المشاع - حصري (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          اسماء من عجور مطلوبون للضريبة 1 (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          ضريبة الانتداب البريطاني "3" (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          عجور - لجنة 18 ( اللجنة القومية لعجور) (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          أراضي عجور الحكر (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          عجور التاريخ و الحضارة-الحلقة الثالثة (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          كيف و متى تحدثين طفلك عن التحرش ؟ (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          قصص اطفال للبنوتات الحلوين (الكاتـب : اميرة عجور - آخر مشاركة : م .نبيل زبن - )           »          علم النفس الاجتماعي (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          ملوك المملكة الاردنية الهاشمية (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          موسوعة صور القدس- زهرة المدائن (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          دليل الجامعات العربية و العالمية (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          روائع الشعر العالمي (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          موسوعة الاصول و القبائل العربية كاملة (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          ضيف اليوم بصراحة (الكاتـب : Big heart - آخر مشاركة : ajoor - )


العودة   منتديات عجور - بيت كل العرب > قسم ابناء منتدى عجور > ملتقى عجور للموسوعات
ملتقى عجور للموسوعات موسوعات عالمية في منتديات عجور



إضافة رد
قديم 04-21-2011, 12:08 PM رقم المشاركة : 31
معلومات العضو
م .نبيل زبن
المؤسس
 
الصورة الرمزية م .نبيل زبن
إحصائية العضو







 

م .نبيل زبن غير متواجد حالياً

 


افتراضي


الانتهازية

كظاهرة في المجتمع فهي اتخاذ الانسان لمواقف سياسية أو فكرية لايؤمن بهافي سبيل تحقيق مصالح فردية أو حماية مصالح شخصية...أي ان الانتهازية تعني التضحية بالاهداف الاستراتيجية من أجل تحقيق أهداف مرحلية مؤقتة...

والانتهازي بشكل خاص(المثقف الانتهازي)هو انسان ذكي جداا يتمتع بمرونة عجيبة،غير مبدئي،وبراغماتي،لاعب ماهر يجيد كل الادوار يكرس قلمة لمنافعة الشخصية وهو افضل من يقوم بتزييف الحقيقة وغالباا ما يكون الانتهازيون ذوو شخصيات جذابة ومثيرة..ان الفرد الانتهازي مجرد من أي مبدأأو عقيدة أو فكرة أو مذهب معين وسرعان ما ينقلب عن ادعاءاتة ولايمانع عن الخروج عن الجماعة التي يدعي الانتماء اليها....




خصائص الانتهازية....

1الانتهازية ليست ظاهرةعامة بل ظاهرة فردية تخص التركيب الاخلاقي للفرد..وقد يجتمع الانتهازيون في فئة أو تكتل أو تجمع ولكن هذا التجمع مؤقت تقتضية الظروف ويزول فور زوالها..

2لاتشكل الانتهازية طبقة أو فئة وانما تأتي من عموم الطبقات والفئات والفرق..

3الانتهازية ليس لها موقف صريح وواضح لان مواقفها وآرائها لاتنبع من معتقداتها..

4لاتمتلك الانتهازية أي شئ يمكن أن تقدمة للمجتمع ولا يمكن أن تكون عاملاا ايجابياا في أي مرحلة من المراحل ولا تطرح نفسها كنظام بديل لأي شئ...وان كانت تطرح نفسها كرمز من رموز الحكم في بعض الأحيان والسبب في ذلك في أنها لاتهتم بتنظيم المجتمع بل بتحقيق مصالح أنانية خاصة بها...









رد مع اقتباس
قديم 04-21-2011, 12:54 PM رقم المشاركة : 32
معلومات العضو
م .نبيل زبن
المؤسس
 
الصورة الرمزية م .نبيل زبن
إحصائية العضو







 

م .نبيل زبن غير متواجد حالياً

 


افتراضي


الاتجاهات النفسية الاجتماعية




الفصل الأول:
الاتجاهات





-لمحة تاريخية:


يعتبر المفكر الإنجليزي"هربرت سبنسر"من أوائل علماء النفس الذين استخدموا اصطلاح الاتجاهات( ).فهو الذي قال أن الوصول إلى الأحكام الصحيحة في المسائل المثيرة للجدل"يعتمد إلى حد كبير على الاتجاه الذهني للفرد الذي يصغي إلى هذا الجدل أو يشارك فيه".وقد استعمل هذا المصطلح بمعان مختلفة قليلاً أو كثيراً.كما يعتبر المفكر الأمريكي"جوردون ألبورت"أن مفهوم الاتجاهات،هو أبرز المفاهيم وأكثرها إلزاماً في علم النفس الاجتماعي الأمريكي المعاصر،،فليس هناك اصطلاح واحد يفوقه في عدد مرات الظهور في الدراسات التجريبية.ويرجع ألبورت سبب شيوع هذا الاصطلاح إلى العوامل التالية:




(1)إن هذا الاصطلاح لا ينتمي إلى أي من المدارس السيكولوجية التي كان يسود بينها النزاع،وهي مدرسة الغرائز السلوكية،مدرسة الجشطات.وعليه فمن الطبيعي أن يتلقفه غالبية علماء النفس الذين كانوا يقفون خارج هذه المدارس.



(2)إن هذا الاصطلاح يساعد المتبني له، أن يتهرب من مواجهة مشكلة البيئة والوراثة التي كان الجدل حولها محتدماً طوال العقدين الثالث والرابع من هذا القرن.



(3)أن لهذا الاصطلاح قدر من المرونة، يسمح باستخدامه في نطاق الفرد وعلى نطاق الجماعة.وقد استخدم فعلاً في كل من هاتين الوجهتين،مما جعله نقطة التقاء بين علماء النفس وعلماء الاجتماعي،تتيح بينهم المناقشة والتعاون في البحث.



(4)الرغبة الملحة لدى علماء النفس بوجه عام، وخاصة في أمريكا في أن يتمكنوا من استخدام المقاييس في دراستهم.فالقياس في أذهان الكثيرين هو الذي يجعل البحث جديراً بأن يسمى بحثاً علمياً.





- مفهوم الاتجاه النفسي:


لم يوجد تعريف واحد مقنع يعترف به جميع المشتغلين في الميدان ،إلا أن التعريف الذي ذاع أكثر من غيره و الذي لا يزال يحوز القبول لدى غالبية المختصين و هو تعريف جوردون ألبورت: "الاتجاه حالة من الاستعداد أو التأهب العصبي و النفسي، تنتظم من خلال خبرة الشخص، و تكون ذات تأثير توجيهي أو دينامي على استجابة الفرد لجميع الموضوعات و المواقف التي تستثير هذه الاستجابة ".




و لتقريب المعني المقصود إلى ذهن يمكن القول إن الاتجاه هو الحالة الوجدانية القائمة وراء رأي الشخص أو اعتقاده فيما يتعلق بموضوع معين، من حيث رفضه لهذا الموضوع أو قبوله و درجة هذا الرفض أو القبول.




".ويعرف"بوجاردس" الاتجاه قائلاً:بأنه"ميل الفرد الذي ينحو سلوكه تجاه بعض عناصر البيئة أو بعيداً عنها متأثراً في ذلك بالمعايير الموجبة أو السالبة تبعاً لقربه من هذه أو بعده عنها"وهو يشير بذلك إلى مستويين للتأهب هما:أن يكون لحظياً،أو قد يكون ذات أمد بعيد.




وسنحاول فيما يلي مناقشة كل مستوى من هذين المستويين على حدة بشيء من الإيجاز:




(أ)التأهب المؤقت أو اللحظي:وينتج بطبيعة الحال من التفاعل اللحظي بين الفرد وعناصر البيئة التي يعيش فيها،ويمثل ذلك،اتجاه الجائع نحو الطعام في لحظة إحساسه بالجوع وينتهي هذا التهيؤ المؤقت بمجرد إحساس الجائع بالشبع.




(ب)التهيؤ ذا المدى الطويل:ويتميز هذا الاتجاه بالثبات والاستقرار،ويمثل ذلك اتجاه الفرد نحو صديق له،فهو ثابت نسبياً،لا يتأثر غالباً ، كماضايقات العابرة، ولذلك فمن أهم خصائص هذا النوع من الاتجاهات أنه تأهب أو التهيؤ،له صفة الثبات أو الاستقرار النسبي الذي يتبع بطبيعة الحال تطور الفرد في صراعه مع البيئة الاجتماعية والمادية.وعليه فالاتجاهات هي حصيلة تأثر الفرد بالمثيرات العديدة التي تصدر عن اتصاله بالبيئة وأنماط الثقافة، والتراث الحضاري للأجيال السابق، كماا أنها مكتسبة وليست فطرية.





عوامل تكوين الاتجاهات النفسية:


هناك عدة عوامل يشترط توافرها لتكوين الاتجاهات النفسية الاجتماعية نذكر منها:





(1)قبول نقدي للمعايير الاجتماعية عن طريق الإيحاء:يعتبر الإيحاء من أكثر العوامل شيوعاً في تكوين الاتجاهات النفسية،ذلك أنه كثيراً ما يقبل الفرد اتجاهاً ما دون أن يكون له أي اتصال مباشر بالأشياء أو الموضوعات المتصلة بهذا الاتجاه.فالاتجاه أو تكوين رأي ما،لا يكتسب بل تحدده المعايير الاجتماعية العامة التي يمتصها الأطفال عن آبائهم دون نقد أو تفكير،فتصبح جزءاً نمطياً من تقاليدهم وحضارتهم يصعب عليهم التخلص منه،ويلعب الإيحاء دوراً هاماً في تكوين هذا النوع من الاتجاهات فهو أحد الوسائل التي يكتسب بها المعايير السائدة في المجتمع دينية كانت أو اجتماعية أو خلقية أو جمالية،فإذا كانت النزعة في بلد ما ديمقراطية فإن الأفراد فيه يعتنقون هذا المبدأ.







(2)تعميم لخبرات"والعامل الثاني الذي يكون الإنسان من خلاله اتجاهاته وآرائه هو"تعميم الخبرات"فالإنسان دائماً يستعين بخبراته الماضية ويعمل على ربطها بالحياة الحاضرة فالطفل(مثلاً)يدرب منذ صغره على الصدق وعدم الكذب أو عدم أخذ شيء ليس له،أو احترام الأكبر منه عمراً..الخ.والطفل ينفذ إرادة والديه في هذه النواحي دون أن يكون لديه فكرة عن أسباب ذلك،ودون أن يعلم أنه إذا خالف ذلك يعتبر خائناً وغير آمن،ولكنه عندما يصل إلى درجة من النضج يدرك الفرق بين الأعمال الأخرى التي يوصف فاعلها بالخيانة،وحينما يتكون لديه هذا المبدأ(أي المعيار)يستطيع أن يعممه في حياته الخاصة والعامة.






(3)تمايز الخبرة:إن اختلاف وحدة الخبرة وتمايزها عن غيرها،يبرزها ويؤكدها عند التكرار،لترتبط بالوحدات المشابهة فيكون الاتجاه النفسي،ونعني بذلك أنه يجب أن تكون الخبرة التي يمارسها الفرد محددة الأبعاد واضحة في محتوى تصويره وإدراكه حتى يربطها بمثلها فيما سبق أو فيما سيجد من تفاعله مع عناصر بيئته الاجتماعية.


(4)حدة الخبرة:لا شك أن الخبرة التي يصاحبها انفعال حاد تساعد على تكوين الاتجاه أكثر من الخبرة التي يصاحبها مثل هذا الانفعال،فالانفعال الحاد يعمق الخبرة ويجعلها أعمق أثراً في نفس الفرد وأكثر اً بنزوعه وسلوكه في المواقف الاجتماعية المرتبطة بمحتوى هذه الخبرة وبهذا تتكون العاطفة عند الفرد وتصبح ذات تأثير على أحكامه ومعاييره.












مراحل تكوين الاتجاهات:



يمر تكوين الاتجاهات بثلاث مراحل أساسية هي:




1-المرحلة الإدراكية أو المعرفية: يكون الاتجاه في هذه المرحلة ظاهرة إدراكية أو معرفية تتضمن تعرف الفرد بصورة مباشرة على بعض عناصر البيئة الطبيعية والبيئة الاجتماعية التي تكون من طبيعة المحتوى العام لطبيعة المجتمع الذي يعيش فيه،وهكذا قد يتبلور الاتجاه في نشأته حول أشياء مادية كالدار الهادئة والمقعد المريح،وحول نوع خاص من الأفراد كالأخوة والأصدقاء،وحول نوع محدد من الجماعات كالأسرة وجماعة النادي وحول بعض القيم الاجتماعية كالنخوة والشرف والتضحية.






2-مرحلة نمو الميل نحو شيء معين: وتتميز هذه المرحلة بميل الفرد نحو شيء معين،فمثلاً أن أي طعام قد يرضي الجائع، ولكن الفرد يميل إلى بعض أصناف خاصة من الطعام،وقد يميل إلى تناول طعامه على شاطئ البحر،وبمعنى أدق أن هذه المرحلة من نشوء الاتجاه تستند إلى خليط من المنطق الموضوعي والمشاعر والإحساسات الذاتية.





(3)مرحلة الثبوت والاستقرار: إن الثبوت والميل على اختلاف أنواعه ودرجاته يستقر ويثبت على شيء ما عندما يتطور إلى اتجاه نفسي، فالثبوت هذه المرحلة الأخيرة في تكوين الاتجاه.






....يتبع.






رد مع اقتباس
قديم 04-21-2011, 12:55 PM رقم المشاركة : 33
معلومات العضو
م .نبيل زبن
المؤسس
 
الصورة الرمزية م .نبيل زبن
إحصائية العضو







 

م .نبيل زبن غير متواجد حالياً

 


افتراضي


تصنف الاتجاهات النفسية إلى الأنواع التالية:



1-الاتجاه القوي: يبدو الاتجاه القوي في موقف الفرد من هدف الاتجاه موقفاً حاداً لا رفق فيه ولا هوادة،فالذي يرى المنكر فيغضب ويثور ويحاول تحطيمه إنما يفعل ذلك لأن اتجاهاً قوياً حاداً يسيطر على نفسه.




2-الاتجاه الضعيف:هذا النوع من الاتجاه يتمثل في الذي يقف من هدف الاتجاه موقفاً ضعيفاً رخواً خانعاً مستسلماً،فهو يفعل ذلك لأنه لا يشعر بشدة الاتجاه كما يشعر بها الفرد في الاتجاه القوي.



3-الاتجاه الموجب:هو الاتجاه الذي ينحو بالفرد نحو شيء ما(أي إيجابي).

4-الاتجاه السلبي:هو الاتجاه الذي يجنح بالفرد بعيداً عن شيء آخر(أي سلبي).



5-الاتجاه العلني:هو الاتجاه الذي لا يجد الفرد حرجاً في إظهاره والتحدث عنه أمام الآخرين.



6-الاتجاه السري:هو الاتجاه الذي يحاول الفرد إخفائه عن الآخرين ويحتفظ به في قرارة نفسه بل ينكره أحياناً حين يسأل عنه.



7-الاتجاه الجماعي:هو الاتجاه المشترك بين عدد كبير من الناس، فإعجاب الناس بالأبطال اتجاه جماعي.




8-الاتجاه الفردي:هو الاتجاه الذي يميز فرداً عن آخر، فإعجاب الإنسان بصديق له اتجاه فردي.



9-الاتجاه العام:هو الاتجاه الذي ينصب على الكليات وقد دلت الأبحاث التجريبية على وجود الاتجاهات العامة، فأثبتت أن الاتجاهات الحزبية السياسية تتسم بصفة العموم، ويلاحظ أن الاتجاه العام هو أكثر شيوعاً واستقراراً من الاتجاه النوعي.



10-الاتجاه النوعي:هو الاتجاه الذي ينصب على النواحي الذاتية، وتسلك الاتجاهات النوعية مسلكاً يخضع في جوهره لإطار الاتجاهات العامة وبذلك تعتمد الاتجاهات النوعية على العامة وتشتق دوافعها منها.







رد مع اقتباس
قديم 04-21-2011, 01:01 PM رقم المشاركة : 34
معلومات العضو
م .نبيل زبن
المؤسس
 
الصورة الرمزية م .نبيل زبن
إحصائية العضو







 

م .نبيل زبن غير متواجد حالياً

 


افتراضي


كيف نمنح اطفالنا السعادة ...؟؟


إن السعادة حال ذهنية وسمة شخصية. والحال هذه مزاج يروح ويجيء. أما سمة السعادة فهي أكثر استقراراً. فهي الاستعداد للشعور بالسعادة. وسمة السعادة هذه مهارة يمكن اكتسابها، وأفضل سبيل إلى ذلك التغلب على المصاعب الصغيرة في مرحلة الطفولة. يمكن أن يتمتع المرء بطفولة سعيدة جداً ويغدو بالغاً بائساً. والواقع أن الطفولة الخالية من أي ألم أو خيبة هي شبه صيغة لبلوغ بائس. وتحديد صيغة لمزاج سعيد في الحياة أمر صعب غير أن الباحثين تمكنوا من تحديد مقومات أساسية قد تساعد الوالدين على تنشئة أطفال يتمتعون بسمة سعادة هي جزء لا يتجزأ من شخصياتهم. هنا بعض ارشادات تساعد الأهل في هذا المجال
:
1 ـ امنحوا أولادكم حرية الاختيار: الأولاد مستثنون من المشاركة من أخذ القرارات في كل المجالات والشعور بالعجز الذي يخلفه هذا الأمر يمكن أن يجعل من الطفولة مرحلة اقل سعادة مما يعتقد البالغون. وإذا كان الوالدان لا يتنازلان عن دورهما كصانعي قرارات، ففي إمكانهما البحث عن طرق لإشراك أطفالهما فيها. من المهم أن يدرك الوالدان أن تقديم الخيارات ليس كفيلاً بتوفير السعادة. فقد يختار الولد أن يكون غير سعيد، السعادة فعل إرادة. ولكل شخص أسباب ليكون غير سعيد، لكننا نستطيع أن نكيف ردود فعلنا حيال تلك الأسباب. السعادة إذاً، مسؤولية الولد إلى حد ما
.
2 نمو علاقات حميمة: تعتبر العلاقات البناءة من مقومات السعادة. ولئن يكن الوالدان عاجزين عن التحكم بالحياة الاجتماعية لولدهما مستقبلاً، ففي إمكانهما رعايتها بجعل علاقتهما حميمة ومريحة مع كل من أولادهما. يحتاج الأولاد إلى علاقات إيجابية مع والديهم إذا كان لهم أن ينجحوا في إقامة علاقات جيدة مع الآخرين. ويمكن الوالدين أيضاً أن يشجعا أولادهما على لقاء أولاد آخرين باستمرار عبر إلحاقهم بفريق لعب. يمكن أن يشكل المنزل المفتوح للأصدقاء عنصراً آخر مساعداً. يمكن الوالدين أن يساعدا أولادهما على تطوير علاقة تعاطفية مع الآخرين، فيتحدثان إليهما
.
3 ـ قوموا دوافعكم إلى التدليل: تؤكد الأبحاث، أن ذوي المداخيل (الكافية) هم أسعد من غيرهم. المهم هو الحصول على ما يكفي لسد الحاجات الأساسية والشعور بالاكتفاء بما نملك. إن إعطاء الأولاد الكثير يولد لديهم وهماً بأن نيل الأشياء هو مصدر السعادة. إن الأولاد غير الماديين قادرون على الاكتفاء بالأقل لأنهم أقدر على الإبداع في اللعب بما يملكون. هذا لا يعني حرمان الأولاد كلياً من الهدايا، بل ينبغي ألا يشعروا بأن سعادتهم تعتمد على دفق دائم من الأشياء المادية
.
4 ـ شجعوا الاهتمامات المتنوعة: يعيش الأفراد السعداء حياة متوازنة، ذلك لأن سعادتهم نابعة من مصادر عدة. ومتى توفقت السعادة على أمر واحد فإنها تصير غير ثابتة. وفي حين لا يسع الوالدين معرفة ما قد يحوز اهتمام طفلهما، ففي إمكانهما أن يقترحا عليه جملة نشاطات متنوعة. وقد يعني ذلك تقصير الوقت الذي يسمح له خلاله بمشاهدة التلفزيون أو ممارسة ألعاب الفيديو التي قد تخنق اهتمامات أخرى. إن التشجيع على الاهتمامات المتنوعة أمر مهم، خصوصاً بالنسبة إلى الأولاد الذين يبرعون في أمر واحد. وغالباً ما يلق هؤلاء اهتماماً كبيراً جداً بموهبتهم بما يدفعهم إلى حصر نشاطهم بها وإهمال اهتمامات أخرى
.
5 ـ علموا أولادكم مهارة التكيف: يمر الأشخاص السعداء بأوقات كئيبة مثلهم مثل سائر الناس، لكنهم أكثر مقدرة من غيرهم على تخطيها. لذلك يمكن على الوالدين مساعدة أولادهما على اكتسبا هذه المهارة البالغة الأهمية بأن يلفتا نظرهم إلى ذلك الضوء الرفيع في آخر كل نفق مظلم. وحين يتعذر إصلاح أمور حياتية بمواجهتها من موقف آخر، ينبغي للأهل مساعدة أطفالهم على اكتشاف مصادر تعزية وراحة. يجب تعليم الولد إيجاد العزاء في أمور تحيي فيه الحس بالسعادة، كالاستماع إلى الموسيقى أو قراءة كتاب أو ركوب دراجة أو مناقشة مشكلة مع صديق
.
6 ـ وفروا لأولادكم بيتاً سعيداً. إن إحدى أفضل الوسائل لمساعدة الولد على إيجاد سعادة دائمة هي بحث الأهل عنها في حياتهم هم. إن أفضل ما يمكنكم القيام به من أجل ولدكما هو أن تصيرا شخصين سعيدين راضيين. فالولد الذي يترعرع في بيت سعيد يملك فرصة أكبر ليغدو بالغاً سعيداً.
قد يكون ال بين الانسان والسعادة عائداً إلى أسباب وراثية جزئياً. وثمة دلائل على أن النزوع إلى السعادة مزاج وراثي، لكن السعادة تنشأ أيضاً في الجو الذي يوفره أهل سعداء الاكتساب العاطفي يتم خلال السنوات الأولى.
فالولد يتوصل إلى استنتاجات من الجو العاطفي المحيط به قبل تعلمه الكلام، فيتساءل: هل العالم مفعم بالقلق والغضب أم هو مكان آمن سعيد؟ لذلك يتحتم على الوالدين أن يمارسا في حياتهما القيم التي تولد السعادة. عليهما أن يطلعا أولادهما على أسباب سعادتهم.






رد مع اقتباس
قديم 04-21-2011, 07:54 PM رقم المشاركة : 35
معلومات العضو
م .نبيل زبن
المؤسس
 
الصورة الرمزية م .نبيل زبن
إحصائية العضو







 

م .نبيل زبن غير متواجد حالياً

 


افتراضي


الأسرة الكبيرة


هناك عدد غير قليل من الامراض الاجتماعيه المتفشيه في مجتمعنا تقريبا منذ زمن طويل تشترك كلها في اصل واحد هو التعلق المرضي بالاسره الصغيره علي المستوي العائلي فقط‏*‏ وعدم اعتبار الوطن ككل اسره واحده كبيره لها ما للاسره الصغيره من حقوق يجب تاديتها باخلاص وامانه وتجرد‏.‏

ان هذا الولاء الشديد للاسره الضارب بجذوره الي ما قبل التاريخ المكتوب ياتي علي حساب الولاء للمجتمع‏*‏ فالمحسوبيه التي تقضي بمحاباه الاقارب والمعارف ومن لهم مصالح مشتركه وتذليل الصعوبات امامهم في قضاء المصالح او التوظيف في موسسات الدوله هي احد هذه الامراض‏*‏ ثم ياتي بعد ذلك التهرب الضريبي النابع من حرص رب الاسره علي تفضيل مصلحه اسرته الصغيره‏*‏ واولاده علي اسرته الكبيره التي هي المجتمع باسره‏*‏ ثم الانانيه والفرديه‏*‏ والنفور من العمل الجماعي بروح الفريق‏*‏ كل هذا ايضا نابع من التعلق المرضي بالاسره الصغيره‏*‏ والتعصب لها علي حساب المجتمع ككل‏!!‏

فهل الانسان المصري يعنيه ويهمه ويشغله صلاح الموسسه التي يعمل بها‏*‏ خاصه اذا كانت حكوميه مثلما يعنيه صلاح اسرته وسعادتها وراحتها؟‏!..‏

ان الافراط في حب الاسره والتعلق الغريزي بها والذي لا يستند في كثير من الاحوال الي العقل‏..‏ بل الي مظهر الدين لا جوهره‏*‏ له تاثير كبير في تعلق الفرد بالمجتمع ككل‏*‏ وفي علاقته بالنظام السياسي‏*‏ وبالحكومه القائمه علي شئون هذا المجتمع‏..‏

فالمثل الشعبي يقول‏:‏ انا واخي علي ابن عمي‏..‏ وانا وابن عمي علي الغريب‏!!..‏ وهو مثل ظاهره الحب والترابط المتدرج بين من تربطهم صلات الدم وغيرهم من الغرباء‏..‏ ولكن باطنه‏..‏ وجوهره الحقيقي يثبت للمتامل الفاحص انه من اهم اسباب التعلق المرضي بالاسره الصغيره‏..‏ فالصياغه الصحيحه يجب ان تكون هكذا‏..‏ انا في جانب الحق والعدل وكل ما يرضي الله سواء كان ذلك مع الغريب او ابن العم او ضد اقرب الناس وهو الاخ‏..‏ او المصلحه الشخصيه‏*‏ لان القيم النبيله هي التي يجب ان تكون لها الاولويه في الممارسات اليوميه بين الناس‏!!‏ وللاستاذ العقاد راي يقول ان المصري اجتماعي من ناحيه الاسره وعراقه المعيشه الحضريه‏*‏ ومن ناحيه انتظام العادات والعلاقات منذ اجيال عديده علي نظام الاسر والبيوت‏*‏ وهذا اقوي ما يربطه بالمجتمع او بالامه والحياه القوميه‏*‏ وهو اقوي في نفسه جدا من النظام السياسي والمراسم الحكوميه‏*‏ فلم تكن الحكومه في تلك الازمان الطويله لتمتزج بنفسه قط امتزاج الالفه والطواعيه والمعامله المشكوره‏*‏ بل ربما كان صدوده عن الحكومه مما ضاعف اعتماده علي الاسره وحصر عواطفه الانسانيه في علاقاته البيتيه‏*‏ فعلاقته بالحكومه علي الاغلب علاقه مهادنه محتمله لم تبلغ ان تكون علاقه ود يحرص عليه الا في الندره التي لا يقاس عليها‏!!‏
واذا كنا بذلك قد عرفنا المرض وادركنا اسبابه فمن السهل اذن الوصول الي العلاج الناجع الذي يتمثل في اهميه غرس القيم النبيله وتحقيق العدل واشاعه الحب حتي لو تعارض ذلك مع المصلحه الشخصيه المقيده بحب الذات الضيق المحصور في الانانيه البغيضه‏*‏ لتحل محلها ال نحنيه ان صح التعبير وهي تغليب المصلحه العامه للمجموع علي المصلحه الفرديه‏*‏ وبالتالي تغليب مصلحه الامه‏(‏ مجموع اسرات المجتمع‏)‏ علي الاسره الصغيره‏.‏

د‏.‏ سمير محمد البهواشي







رد مع اقتباس
قديم 04-21-2011, 07:57 PM رقم المشاركة : 36
معلومات العضو
م .نبيل زبن
المؤسس
 
الصورة الرمزية م .نبيل زبن
إحصائية العضو







 

م .نبيل زبن غير متواجد حالياً

 


افتراضي


الاغتراب في التحليل النفسي




مفهوم الاغتراب :

يعتبر مفهوم الاغتراب من أكثر المفاهيم التباساً بالنسبة للإنسان العادي كما هو الحال بالنسبة للمختص * و يعود ذلك لتشعب المواضيع و الأشياء التي تكمن خلف هذا المصطلح الأمر الذي يجعل المصطلح نفسه يستخدم بصورة تفتقر بشدة إلى التمييز لدرجة يصبح معها تحديد أي مجال أو وضع ينطبق عليه وضع المغترب أمراً بالغ الصعوبة * إذ ليس من الواضح من هو ذلك الذي يفترض أنه مغترب *

هل هو الشخص الذي يعيش منعزلاً و ليس لديه جهاز تلفزيون أو كمبيوتر * أم شخص يقضي معظم أوقاته أمام التلفزيون أو الكمبيوتر ؟ و هل الاغتراب نفسه هو حالة ناتجة عن تأثير موضوعي و بالتالي هل له مصدر موضوعي خارجي * أم هو حالة ذاتية صرفة * و هل غربة الإنسان هي غربته عن ذاته أم عن مجتمعه أم عن الطبيعة أم عن الأفراد الآخرين ؟

إننا نجد في الواقع أن كل المحاولات التي بذلت حتى الآن لإبراز هذه المشكلة تشير إلى عناصر معينة يشترك فيها مفهوم الاغتراب قد تساعد في إضاءة جانب معين حول تحديد متفق عليه لذلك المصطلح * حيث أبرزت تلك المحاولات الاغتراب بمعنى الانسلاخ عن المجتمع أو العزلة أو الانعزال * أو العجز عن التلاؤم و الإخفاق في التكيف مع الأوضاع السائدة * و اللامبالاة مع عدم الشعور بالانتماء بل و حتى انعدام الشعور بمغزى للحياة بحيث يمتد المفهوم ليشمل مجموعة من الأمراض النفسية و العقلية المعاصرة *

و من الناحية المنهجية يمكننا أن نعبر عن المضامين التالية للاغتراب :

1- الاغتراب بمعنى الانفصال :

و هو يعني تلك الحالات الناتجة عن الانفصال المعرفي عن كيانات أو عناصر معينة في واقع الحياة * و كثيراً ما ينشأ عن هذا الانفصال حالة من الاحتكاك و التوتر بين الأجزاء المنفصلة * و قد برز هذا المعنى في كتابات الفيلسوف الألماني الشهير هيجل الذي استخدم هذا المصطلح بشكل متكرر في كتابه ( ظاهريات الروح ) الصادر سنة 1807 * حيث نجد فصلاً كاملاً يزيد عن المائة صفحة يحمل عنوان " العقل المغترب عن ذاته ممثلاً بالثقافة " أعقبه بفصل آخر يحمل عنوان " العقل المتيقن ذاته ممثلاً بالأخلاق " حيث اعتبر الكون مكوناً من أجزاء منفصلة و متناقضة و متفاعلة * لكنها متكاملة * على نحو ما سنرى لاحقاً .



2- الاغتراب بمعنى الانتقال :

و هنا يرتبط الاغتراب بعملية التخلي عن حق من الحقوق التعاقدية * و قد وظف هذا المعنى للاغتراب في البحوث التاريخية الإنجليزية و كان يقصد به نبذ أو مصادرة حقوق الملكية المتعلقة بأحد الأفراد * أو نقل هذه الحقوق من ذلك الفرد إلى آخر مع التأكيد على الشعور بالغضب أو بالتسليم من جانب الأفراد الذين يواجهون مثل ذلك الإجراء .


3- الاغتراب بمعنى الموضوعية :

و هو ينشأ عن شعور الفرد بوجود الآخرين و استقلالهم عنه * أي هو وعي الفرد بوجود الآخر بصرف النظر عن العلاقات التي تربطه به * و يعتبر هذا المؤشر من أهم عوامل الاغتراب لا سيما في الفلسفة الوجودية ممثلة بسارتر * حيث الوضعية هنا غالباً ما تكون مصحوبة بالشعور بالوحدة و العزلة بدلاً من التوتر و الإحباط .


4- الاغتراب بمعنى انعدام القدرة أو السلطة :

هنا يدخل المفهوم الماركسي للاغتراب معبراً عن العجز و عدم القدرة أو الاستطاعة * و يعتبر هذا المعنى هو الأكثر تكراراً في البحوث المعنية في الاغتراب * و يستدعي هذا المعنى تأكيد الظروف الموضوعية للأفراد باعتبارها مسئولة عن تحديد درجة ما يكمن من واقعية في استجاباتهم إلى تلك الظروف .


5- الاغتراب بمعنى تلاشي المعايير :

و يستند هذا المعنى إلى الأبحاث التي قام بها عالم الاجتماع الفرنسي إميل دوريكهايم حول موضوع اسماه " الأنوميا " أو اللامعيارية * فأوضح أن المجتمع الذي وصل لتلك المرحلة يصبح مفتقراً إلى المعايير الاجتماعية المطلوبة لضبط سلوك الأفراد و أن معاييره التي كانت تتمتع باحترام أعضاءه لم تعد تستأثر بهذا الاحترام الأمر الذي يفقدها سيطرتها على السلوك * و ضمن ذلك الإطار أكد بعض الباحثين الاجتماعيين على مفهوم التخاطب و الاتصال الذي يصبح حاوياً على عنصر التكلف بين الأفراد و ضعف الحافز و سطحية الشعور بحيث يغدو التفاعل بين الأفراد مجرداً من العمق الفكري و العاطفي.
.

...يتبع







رد مع اقتباس
قديم 04-21-2011, 07:58 PM رقم المشاركة : 37
معلومات العضو
م .نبيل زبن
المؤسس
 
الصورة الرمزية م .نبيل زبن
إحصائية العضو







 

م .نبيل زبن غير متواجد حالياً

 


افتراضي


الاغتراب عند فرويد


إن التحليل النفسي ليس مجرد علم أكاديمي يختص بحالة فردية معينة كالطب مثلاً الذي يختلف بطريقة جذرية عنه في تقويمه لمفهوم العارض* فالعارض بالنسبة للطب بمثابة جسم غريب يجب اقتلاعه و استئصاله * أما في التحليل النفسي هو الدال على الذات بمفهومها اللاشعوري و لهذا الدال أو العارض بسلسلة من الدلائل التي ارتسمت في تاريخ حياته بما تخلل ذلك من أحداث كان من نتيجتها تكوين هوامات و امتثالات لا شعورية أصبحت الموطن الأول المعبر عن رغباته .

و من هذا المنطلق بالذات بدأ فرويد * و إذا كان ماركس قد أكد على أن وجود الإنسان هو الذي يحدد وعيه و ليس وعيه هو الذي يحدد وجوده * فإن فرويد جاء ليؤكد على أن الوجود الاجتماعي هو لذي يحدد الشعور و ليس العكس *

فالأنا الأعلى هي معطى خارجي يفرض نفسه على الغرائز * هذا المعطى لا يقصد به فرويد مجموعة القوى الاقتصادية الاجتماعية التي تسيطر على الإنسان كما وصفها ماركس * بل هو بصورة رئيسية مجموعة القيود الثقافية و التعاليم و الإرشادات الأخلاقية التي لا تسمح بالظهور الحر لرغبات الفرد اللاواعية * وكما أن الماركسية تعبر عن الوعي الاقتصادي بصيغة قوانين انطلاقاً من استغلال الأكثرية من قبل الأكثرية * كذلك فإن التحليل النفسي هو تعبير عن الوعي بالقمع الجنسي الاجتماعي * لكن الخلاف الجوهري هو أن الاستغلال الماركسي هو استغلال تمارسه طبقة على طبقة أخرى * أما عند فرويد فإن ذلك القمع الجنسي يشمل الطبقتين معاً ذلك القمع و الكبت الذي اعتبره أقدم من ظاهرة الاستغلال الطبقي من حيث منطلق التاريخ البشري .


يذهب فرويد إلى أن الدوافع اللطيفة البنّاءة و المفعمة بالحب لدى الإنسان ليست أولية بل نشأت بصورة ثانوية من ضرورة كبت دوافعه الخبيثة الأصلية * و هو يفهم الحضارة على أنها نتيجة هذا النوع من الكبت * فهو يرى و على خلاف روسو أن الإنسان تتحكم فيه بالأصل دوافع شريرة و كلما نما المجتمع و تطور * كلما مضى في إكراه الإنسان على أن يقمع و يكبت هذه الدوافع حيث يلجأ لآلية تصعيدها *

و لكن لما كانت قدرة الإنسان على تكوين ردود فعل تصعيدية محدودة فإن هذا الكبت يبقى غير ذي فاعلية و غير ذي تأثير * حيث تعود الدوافع الأصلية إلى الحياة و تنشط * و بما أنه من الصعوبة إحداث تغيير عميق في تلك الدوافع الأصلية فإن ذلك سيفضي إلى أعراض عصابية هي إحدى محاور الاغتراب النفسي عند الإنسان * يقول فرويد " إن كل فرد هو بالقوة و بالعرض عدو للحضارة التي هي بالأساس لصالح البشرية قاطبة بوجه عام * و إنه مما يبعث على الاستغراب أن بني الإنسان الذين لا يحسنون الحياة في عزلة و على إنفراد يشعرون مع ذلك بوطأة اضطهاد ثقيلة بحكم التضحيات التي تنتظرها منهم الحضارة حتى تجعل حياتهم المشتركة ممكنة " من تلك المقولة يٌبرز فرويد أحد جوانب اغتراب الإنسان النفسي من خلال التناقض التاريخي الذي يعانيه بين الواجب المفروض عليه من الحضارة التي تحميه * و بين الرغبة بالتمرد عليها لتحقيق دوافعه الأصلية المقموعة * فهناك تباهي بالحضارة تضاده كره و نفور لا شعوري منها لما تمثله من قوة ضغط و إجبار قسري مهولة *

و من هذا المنطلق بالذات تٌطرح ضرورة حماية الحضارة من الفرد * وفي خدمة هذه المهمة تعمل تنظيمات الحضارة و مؤسساتها و شرائعها التي ليس غرضها الأوحد تحقيق توزيع معين للخيرات بل والحفاظ أيضاً عليه و تثبيته و حمايته أمام نزوات البشر العدائية .


فالحضارة عند فرويد قامت بشكل أساسي على مفهوم الكبت الجنسي و نحن نستنبط التعارض بين الحضارة و الجنسية من كون الحب الجنسي هو علاقة بين اثنين لا مجال فيها لشخص ثالث إلا أن يكون متطفلاً أو يلعب دور معكر الصفو * بينما تقتضي الحضارة بالضرورة علاقات بين عدد كبير من الكائنات * هذا التعارض يوجه إلى كبت يٌقابل بعدوانية هي أيضاً متأصلة بالبشر * و بفضل هذه العدوانية الابتدائية التي تؤلب بني الإنسان بعضهم على بعض يجد المجتمع المتحضر نفسه مهدداً باستمرار بالنهب و الدمار *

و لا يكفي للمحافظة عليه الاهتمام بالعمل التضامني كون الأهواء الغريزية أقوى من الاهتمامات العقلية * لذلك على الحضارة أن تٌجنّد كل ما في متناولها لكي تحد من العدوانية البشرية عن طريق ردود أفعال ذات طابع أخلاقي إلزامي * و من هنا كان ذلك الاستنفار لطرائق و مناهج تحض بني الإنسان على تماهيات و علاقات حب مكفوفة من حيث الهدف * و من هنا أيضاً هذا التقييد للحياة الجنسية * و من هنا أخيراً كان ظهور المثل الأعلى المفروض على الإنسان بأن يحب قريبه كنفسه *

يقول فرويد " إذا كانت الحضارة تفرض مثل هذه التضحيات الباهظة لا على الجنسية و حسب بل و على العدوانية أيضاً * فإننا نفهم في هذه الحال فهماً أحسن لماذا يعسر على الإنسان غاية العسر أن يجد في ظلها سعادته " فكل حضارة مٌلزمة بأن تشيد نفسها على الإكراه و على نكران الغرائز * و على خلاف ماركس ينظر فرويد نظرة متشائمة لإمكانية إحلال المساواة التامة التي تنهي حالة الاغتراب كما وصفها ماركس فيقول " لا ريب أن نسبة مئوية محددة من البشر و بحكم استعداد مرضي أو قوة غريزية مُشتطّة ستبقى أبدأ لا اجتماعية * و لكن إذا ما توصلنا إلى تقليص تعداد الأكثرية المناوئة لثقافة ما حتى تصير أقلية نكون قد فعلنا الكثير * بل و ربما كل ما يٌستطاع فعله " و سبب صعوبة ذلك هو أن غرائز الإنسان التي تصطدم مع الحضارة هي ليست عوارض اكتسبها الإنسان عبر تطوره التاريخي * بل هي متأصلة في جِبلّة الإنسان كإنسان * و بالتالي فإنه لا المواد نفسها و لا سبل اقتنائها و توزيعها يمكن أن تشكل جوهر الحضارة أو طابعها الأوحد * ذلك أن هذه الموارد و السبل تجد نفسها مهددة بروح التمرد و الظمأ إلى التدمير لدى أولئك الذين يسهمون في نشوء الحضارة و الثقافة * لهذا كان هناك و بشكل دائم إلى جانب الموارد * الوسائل التي تهدف و تٌستخدم للدفاع عن الحضارة كوسائل الردع و القهر و غيرها من الوسائل التي تهدف إلى إصلاح ذات البين بين الإنسان الفردي كغرائز و الإنسان الاجتماعي كثقافة * و إلى تعويض البشر عن تضحياتهم التي تعد بمثابة ركيزة للتراث الروحي للثقافة *

و قد اصطلح فرويد على تسمية الحرمان بضرب القسر الذي تمارسه الثقافة لمنع الغرائز الإنسانية من الظهور و لبقاء الإنسان فوق الواقع الحيواني البدائي الذي كان يعيش فيه * فالأخلاق يعيشها الفرد عند فرويد أولاً على صورة تضحية أو عذاب * فهو يضحي بشيء عزيز عليه كغريزته و ذلك للحصول على رضا المجتمع * فالحضارة قامت بتأثير دفع الضروريات الحيوية و على حساب إشباع الغرائز و إنه يعاد خلقها دائماً في جزء كبير منها على النحو نفسه * إذ أن كل فرد جديد يدخل في المجتمع البشري يفرض عليه من أجل الصالح العام التضحية بغرائزه عن طريق كبتها * فالكبت كما يقول فرويد يبدو بأنه أحد أسس تطور البشر الحضاري * حيث تقوم الأديان بدورها في إنجاز شطر من هذا الكبت للغرائز فتحض الفرد على التضحية بملذاته و تقديمها قرباناً للإله * و بالتنازل و التحويل يستخدم الإنسان آلياته لكي يتحرر من سلطان غرائزه الشريرة و الضارة بالمجتمع *

لهذا ليس من قبيل المصادفة أن تكون جميع خصائص البشرية قد عٌزيت إلى الآلهة القديمة * كما لم يكن ضرباً من التناقض مع ذلك ألا يؤذن للإنسان أن يسوغ آثامه بالمثال الإلهي .
إن مبدأ الواقع هو المقابل المثالي لمبدأ اللذة * و هو المقابل الذي ساعد على استمرار الجماعة و ديمومتها الحضارية * فالأنا ترفض الحصول على لذة يتبعها ألم فتتردد بالاختيار بين اللذات * و على أساس هذا الاختيار تنشأ الروابط الاجتماعية *

يقول فرويد " من اليسير أن ندرك أن الأنا هو ذلك الجزء من الهو الذي طرأ عليه تعديل تحت التأثير المباشر للعالم الخارجي بوساطة النسق الإدراكي الشعوري * إنه بنوع ما امتداد للتمايز السطحي * و هو يجاهد أيضاً ليمد تأثير العالم الخارجي إلى الهو و نوازعه * و يسعى إلى إحلال مبدأ الواقع مكان مبدأ اللذة الذي يسود بلا منازع في الهو * فالأنا من هذا المنطلق يشبه في علاقته بالهو الفارس الذي يتعين عليه أن يلجم قوة الحصان العظيمة مع الفارق بأن الفارس يحاول أن يفعل ذلك بقواه الذاتية *

بينما الأنا يفعل ذلك بالاستعانة بقوة من مصدر آخر * لهذا السبب بالذات يغدو الأنا هو المظهر الأول و الأساسي لتدعيم دفاعات الحضارة و إعادة التوازن للنفس البشرية مع العالم المحيط " إن تحقيق الدوافع على عواهلها و بأكبر قدر ممكن من الحرية كان ممكناً إلى حد ما خلال طفولة الجماعة البشرية حيث كان الأمر الأكثر طبيعية عندما كانت الأعراف لم تتخذ بعد شكلاً صلباً * و لكن بعد التطور الحضاري اللاحق لم تلبث هذه الدوافع و أن كٌبتت بفعل سيرورة بوسعنا أن نقارنها بالكبت الفردي * تلك الدوافع لم تتلاشى كلياً بل ظلت موجودة في ثنايا الأسطورة التي أصبحت حلم جماعي ( كما الحلم هو أسطورة فردية ) *

...يتبع







رد مع اقتباس
قديم 04-21-2011, 07:59 PM رقم المشاركة : 38
معلومات العضو
م .نبيل زبن
المؤسس
 
الصورة الرمزية م .نبيل زبن
إحصائية العضو







 

م .نبيل زبن غير متواجد حالياً

 


افتراضي


أي عبارة عن مجموعة من الرموز التي تمر دون أن يفهم الشعب مغزاها الحقيقي أو الكامن المٌعبّر عن نوازع البشرية المكبوتة بقوة * فرغبات الهو الغريزية تعاود الظهور و الولادة مع كل طفل بشري و ثمة طبقة كاملة من الكائنات الإنسانية المصابة بالأمراض العصابية ترد على تلك الضروب من الحرمان بالنفور من الحياة الاجتماعية * و مما يتفق و تطورنا أن الإكراه الخارجي يجري استبطانه شيئاً فشيئاُ إذ تتبناه سلطة نفسية خاصة نسميها الأنا الأعلى التي تعتبر إحدى مكونات الثقافة الاجتماعية المعاصرة * و اشتداد ساعد الأنا الأعلى هو ميراث سيكولوجي رفيع القيمة بالنسبة للثقافة *

لذلك نجد بأن معظم الناس ينصاعون للنواهي الثقافية المتعلقة بكبت و قمع المتطلبات الغريزية العدوانية و الجنسية تحت الإكراه الخارجي وحده المحسوس و المهاب الجانب * و هذا ينطبق بدوره أيضاً على تلك المتطلبات الثقافية المسماة بالأخلاقية التي تشمل الناس قاطبةً * فثمة عدد لا يقع تحت الحصر من المتحضرين الذين سيتراجعون مذعورين و لا بد أمام فكرة القتل أو اشتهاء المحارم لكنهم لا يتألبون عن تلبية جشعهم و عدوانيتهم و شهواتهم الجنسية و لا يترددون بإلحاق الأذى بقريبهم بالكذب و الخداع و الافتراء إذا ما أمكن لهم أن يفعلوا ذلك بلا عقاب * لكن ما هذا العقاب ؟
إنه عقاب ثنائي خارجي ممثل بالسلطة الاجتماعية و داخلي ممثل بالتربية الصارمة الاجتماعية التي يمثلها الأنا الأعلى الذي هو بالنهاية محصلة لعاملين كلاهما على غاية كبيرة من الأهمية * و احد من طبيعة بيولوجية و آخر من طبيعة تاريخية * و بهذا الصدد يقول فرويد " لقد قامت الحضارة * و بتطورها تٌلجم عدوانية الإنسان و جنسيته بحيث نتبين أصلين للشعور بالذنب الذي ترسخه الحضارة * أولها القلق حيال السلطة و ثانيها و هو لاحق يتمثل بالقلق إزاء الأنا الأعلى الاجتماعي* الأول يرغم الإنسان على العزوف عن تلبية دوافعه الغريزية * و الثاني و نظراً لاستحالة إخفاء ديمومة الرغبات المحرّمة عن الأنا الأعلى فإنه يدفع الإنسان فوق ذلك إلى إنزال العقاب على نفسه *

و بهذا يكون قد تمت استعاضة و مقايضة تعاسة خارجية متوَعّدة كخسارة حب السلطة الخارجية و القصاص الذي تنزله * بتعاسة داخلية متواصلة تعبّر عن نفسها بتوتر داخلي ملازم للشعور بالذنب " فتمايز الأنا الأعلى عن الأنا لم يكن بمحض الصدفة * بل هو يحمل أبرز سمات تطور الفرد و تطور النوع * و إن كان هذا التمايز يٌعطي تعبيراً دائماً لتأثير الوالدين فإن فيه بحد ذاته تأييداً لوجود العوامل التي يدين لها بنشأته * فالأنا الأعلى حسب فرويد سيحفظ طبع الأب * و بقدر ما كانت عقدة أوديب قوية * و بقدر ما تم كبتها بسرعة تحت تأثير السلطة و التوجيه الديني و التعليم و المطالعات ...بقدر ما ستكون سيطرة الأنا الأعلى على الأنا أشد وطأة في المستقبل في صورة الضمير بل وفي صورة الإحساس اللاشعوري بالذنب * حيث يتحول الأنا الأعلى إلى وكيل للأخلاق * وإلى رمزية ضمن نفسية لتلك المثل الثقافية و التحريمات التي يفرضها الوالدان الممثلان لعادات و مٌثل الحضارة المفروضة على الطفل * و من هذا المنطلق حلل فرويد مفهومه للاغتراب النفسي المفروض من الحضارة *

فلئن تكن الحضارة هي الطريق الوحيد الذي لا غنى عنه للارتقاء من الأسرة إلى البشرية * فإن ذلك التعزيز يكون عندئذ مرتبط ارتبطاً وثيقاً بمسارها من حيث أنه نتيجة لصراع الازدواجية الذي تولد فيه و عليه * و للخصومة السرمدية بين الحب و الرغبة بالتدمير و الموت * و لعل توتر ذلك الشعور المتناقض سيبلغ ذات يوم بفضل الحضارة مستوى شاهق الارتفاع فلا يعود في مكنة المرء أن يطيقه إلا ببالغ الصعوبة لأن هذا النجاح التعزيزي للكبت سيكون على حساب انقسام للأنا * هذا الانقسام الذي لا يندمل أبداً بل يزداد مع مرور الوقت * حيث لا مناص من أن تتناحر سيرورتا التطور الفردي الذي يهدف للسعادة الشخصية و التطور الحضاري الذي يهدف إلى الاتحاد مع كائنات إنسانية أخرى * و من أن تختصما على مواقعهما عند كل لقاء *

من ذلك يقول فرويد " لقد قصدنا رغم كل شيء أن نصور الشعور بالذنب على أنه المشكلة الرئيسية لتطور الحضارة * و أن نبين فضلاً عن ذلك لماذا يتوجب دفع فاتورة تقدم هذه الأخيرة بنقصان في السعادة " * فالإنسان منقسم بل و يبدو أقرب للممزق ضمن نزاع لا هوادة فيه ضمن التفاعل مع الحضارة * حيث يبدو مسرحاً للتصادمات و الصراعات بين قواه النفسية التي تعبر عن نفسها في داخل الفرد و من خلال علاقاته مع المحيط * فهناك الهو الغريزي و الأناني و الجنسي و العدواني إطلاقاً * والأنا الذي يجاهد لكي يكون أخلاقي اجتماعي مهذب *


...يتبع







رد مع اقتباس
قديم 04-21-2011, 07:59 PM رقم المشاركة : 39
معلومات العضو
م .نبيل زبن
المؤسس
 
الصورة الرمزية م .نبيل زبن
إحصائية العضو







 

م .نبيل زبن غير متواجد حالياً

 


افتراضي


و الأنا الأعلى الذي يمكن أن يصير مفرطا في أخلاقيته لدرجة يكون قاسياً كقسوة غرائز الهو العدوانية * و من هذا الجانب يتبدى لنا اغتراب الأنا المسكين و ضياعه حيث يتعين عليه أن يخدم سادة ثلاث متنازعين متناقضين و أن يعيش تبعاً لذلك تحت تهديد خطر ثلاثي يتمثل جانب منه من العالم الخارجي و جانب آخر من ليبيدو الهو و غرائزه و جانب ثالث من صرامة الأنا الأعلى * و ما ينشأ عن ذلك من حصر و قلق عماده الإنسحاب أمام الخطر .


لذلك يرى فرويد أن حياتنا كما هي مفروضة علينا ثقيلة الوطء و تغل أعناقنا بكثرة كثيرة من المشاق و الخيبات و المهام كأداء * و حتى نستطيع لها احتمالاً فلا غنى لنا عن مسكنات التي يرجعها فرويد إلى ثلاثة أنواع : أولها إلهيات قوية تتيح لنا أن نعتبر بؤسنا هيناً أمره * و ثانيها تلبيات بديلة تخفف من وطأته * و ثالثها مخدرات تفقدنا الإحساس به * و ليس لنا عن واحدة على الأقل من هذه الوسائل غناء .


أما الشعور النرجسي بالرضا و الارتياح المتولد عن المثل الأعلى الثقافي فإنه يشكل واحدة من القوى التي توازن و تعوض على نحو ناجع العداء للحضارة داخل الجماعة الثقافية بالذات حيث يقول فرويد معارضاً ماركس مرة أخرى بأن ليس الطبقات صاحبة الامتيازات من هذه الثقافة أو تلك هي وحدها التي تستطيع المشاركة فيها * و إنما المضطهدون أيضاً الذين يعوضهم الحق في احتقار أولئك الذين لا ينتمون إلى حضارتهم عن الإجحاف الذي يكابدونه في جماعتهم بالذات * و من الممكن للمضطهدين علاوة على ذلك أن يكونوا على عاطفي بأولئك الذين يضطهدوهم * و أن يروا في سادتهم بالرغم من كراهيتهم لهم مثلهم الأعلى * و لو لم تكن مثل هذه العلاقات الباعثة على الرضا و الارتياح في صميم الأمر موجودة لما أمكن لنا أن نفهم – حسب فرويد – كيف استطاع عدد كبير من الحضارات أن يدوم و يعمر طويلاً بالرغم من عداء المجموع الذي له ما يبرره و يسوغه .


و الدين عند فرويد هو محاولة أنسنة الطبيعة ووحشيتها التي لا تقهر بالنسبة للإنسان * والإنسان قام مع الزمن بتجريد قوى الطبيعة من سماتها و قسماتها الإنسانية * و لكن مع ذلك تبقى الضائقة البشرية كما هي * و يبقى معها الحنين إلى الأب أو الآلهة ( التي هي كبديل رمزي عن الأب المفقود لدى فرويد ) التي تحتفظ بمهمة ثلاثية يٌفترض أن تؤديها * فهي أولاً تقوم بتعزيم قوى الطبيعة و هي ثانياُ تصالحنا مع قسوة الأقدار كما يتجلى ذلك في الموت بشكل خاص * و هي أخيراً تعوضنا عن الآلام و الأوجاع و ضروب الحرمان التي تفرضها علينا حياة المدنيين المشتركة * و بتلك التصورات الدينية يشعر الإنسان بأنه محمي من جانبين * من العالم الخارجي و أخطار الطبيعة و القدر * و من الأضرار التي يتسبب فيها المجتمع الإنساني و قمع الثقافة * و بشكل عام ينظر فرويد إلى الأفكار الدينية التي تطرح نفسها كمعتقدات بأنها ليست خلاصة التجربة أو النتيجة النهائية للتعامل أو التفكير *

و إنما هي تحقيق لأقدم رغبات البشرية و أقواها و أشدها إلحاحاً * و يكمن سر قوتها في هذه الرغبات * فالإحساس المرعب بالضائقة الطفلية أيقظ الحاجة إلى الحماية التي مثلها الأب * و إدراك الإنسان أن هذه الضائقة تدوم الحياة كلها جعله يتشبث بأب أعظم قوة و أشد بأساً من خلال التفكير بالسلطان الرفيق و العطوف للعناية الإلهية * و بما أن الدوافع الغريزية هي أكثر قوة في الإنسان من الدوافع العقلية فإن ذرية البشر كانوا سيستمرون إلى اليوم في إفناء بعضهم البعض بلا رادع لو لم تؤد إحدى الجرائم ( قتل الأب ) إلى رد فعل انفعالي جامح و مثقل بالنتائج المحملة بالذنب و التي نتج عنها المثال الأخلاقي ( لا تقتل ) * تلك الوصية التي كانت تقتصر في ظل الطوطمية على الحيوان البديل عن الأب ثم اتسع نطاقها فيما بعد لتشمل الغير * و التي لا تزال إلى اليوم عرضة للانتهاك بين حين و آخر * و على ذلك فإن تراث الأفكار الدينية لا ينطوي على تحقيق لرغبات و حسب * بل أيضاً على تذكيرات تاريخية هامة .


و يقدم فرويد نظرة قد تبدو قريبة من نظرة ماركس بخصوص الدين حين يقول " لا شك في أن الإنسان سيتوصل يوم يقطع رجاءه من عالم الغيب أو يركز كل طاقاته المحررة على الحياة الأرضية إلى أن يجعل الحياة قابلة للاحتمال من قبل الجميع * و لن تسحق الحضارة بعدئذ أحد "
لكن فرويد يطرح نظرة أكثر تشاؤماً في محاولة تجاوز حالة الضياع التي اعتبرها من المكونات الجبلية للإنسان * و ليست نتيجة ظروف خارجية يمكن تغييرها * لذلك فإن حل مشكلة الإنسان يقتصر على نطاق محدود لا يتجاوز المفهوم الشخصي * حيث يقول " إذا كان البرنامج الذي يفرضه علينا مبدأ اللذة و الذي قوامه أن نكون سعداء برنامج غير قابل للتحقيق * فإنه من الممكن لنا مع ذلك ألا ننكص عن أي مجهود يرمي إلى تقريبنا من تحقيقه * و يمكننا وصولاً إلى ذلك أن نسلك طرقاً عدة شديدة الاختلاف تبعاً للجانب الذي نعطيه الأولوية منه * أللجانب الإيجابي أي الفوز بالمتعة * أم للجانب السلبي أي تماشي مع الألم *

لكننا نعجز مهما جهدنا عن تحقيق كل ما نتمناه بأي طريق من تلك الطرق * حيث السعادة بهذا المعنى لا يمكن أن تكون إلا نسبية * لذلك فلا وجود هنا لنصيحة تصلح للجميع * بل يتوجب على كل امرئ أن يبحث بنفسه عن الكيفية التي يمكنه بها أن يغدو سعيداً " فقد أدرك فرويد إدراكاً واضحاً لا لبس فيه أن الإنسان عبارة عن بسط جدلي للتناقض بين الطبيعة ممثلة بالاندفاعات الفيزيولوجية النفسية * و بين المجتمع ممثلاً بالضغوط النفسية الاجتماعية التي بلغت درجة من التبطّن فتح من خلالها طريقين للتحليل النفسي * طريق إعادة تلاؤم الفرد مع المجتمع المحيط به * و طريق تحرير الطاقات النفسية التي ينبغي لها أن تتيح للأفراد خلق حياة اجتماعية جديدة * لكن بالمقابل نجد أن محللين نفسيين هم تلامذة لفرويد رفضوا الانطلاق من مفهوم النفس المبنية من الداخل _ داخل الأنا الفردية * والأنا الأعلى عندهم لم يكن يفرض من خارج الذات بل من داخلها * فالأخلاق تعبر عن رغبة عميقة للأنا * و ليس عن قسر ميكانيكي لأمر أو تنبيه خارجي * و هذا ما انطلق منه فروم كما سوف نرى .







رد مع اقتباس
قديم 04-21-2011, 08:49 PM رقم المشاركة : 40
معلومات العضو
م .نبيل زبن
المؤسس
 
الصورة الرمزية م .نبيل زبن
إحصائية العضو







 

م .نبيل زبن غير متواجد حالياً

 


افتراضي


الضمير الحر .. بين المسؤولية والواجب
في مقالتي هذه لا أود التحدث عن النماذج السلبية التي لاترى اي غضاضة او تأنيب ضمير في سلوكها المضاد لطبيعة الانسان وفطرته اولا * ومناهض لحقوق الانسان في كل مكان ولقانون السماء المفترض الأخذ به لخلق مجتمع قائم على الحق والفضيلة والجمال ثانيا ..
سوف أتحدث هنا عن الضمير في حدود مفهوم المسؤولية الاخلاقية والواجب الديني والاجتماعي .. إن الضمير هو نور الله على الأرض اودعه صدور البشر ليكون هاديا له في سلوكه وتصرفاته واختياره.. وهذا النور .. ماهو إلا اداه يستخدمها المؤمن * وأقول المؤمن وهذا ضرورة مسبقة * لمعرفة الصواب والخطأ * او سبيل التفضيل بين شيئين على نفس المستوى في الأهمية .
ومن هنا لنا ان نتحدث عن مبدأ أو قيمة الاختيار بين المسؤولية والواجب في ظل ضمير حر .. يعرف ما عليه وما له .. ويؤكد على استحقاق الغير والأنا على كافة ضرورات الحياة والحب والسعادة والاشباع والحق في إثبات الذات وتمكينها من أدواتها لخلق وإبداع وجودها ..
وقد راعني أن لايكون حديثنا دوما سوى عن الواجب .. حتى بات هاجس يلاحق البشر في كل مكان .. ولم يعد هناك لغة تداول شرعية تنص على تفعيل الضمير ومحاولة خلقه من جديد .. وباتت مسألة الضمير مسؤولية الفرد دون توجيه له او تدارك لنقص ادراكه او حتى متابعة المفاهيم التي تخترق وجدانه وعقله كل يوم .. حتى ماتت قدرة الاختيار وسط هذا الإملاء غير المدروس .. وهذا التبادل غير المنصوص على قواعد منطقية تنفع في تغطية اي قصور عند المتلقي ..
لذا إن مسألة خلق ضمير جديد .. بات مسألة ملحة في ظل الظروف التي تلاحقنا في كل مكان .. وضمير جديد لا يعني ان نصنعه من خلال املاء فقط .. لابد من تفعيل استخدام جديد لمفهوم الضمير .. ومحاولة ترسيخه في وجدان افراد الأمة .. ولابد من النظر أن هناك ما يسمى بالمسؤولية الفردية والاجتماعية .. وليس الواجب فقط هو ما يحكمنا .. بل المسؤولية هي اكبر من أن تهمل .. او تتجاوزها إرادة الأمة .. لذا عند الحديث عن الضمير في ظل هذين المفهومين : الواجب والمسؤولية يصبح من الواجب النظر إلى ضرورة تأسيس عقل جديد يمكنه من استيعاب إمكانية تحديد المهم والأهم .. من المهم ان نقوم بالواجب .. ولكن الأهم أن نسائل انفسنا عن مسؤولياتنا .. فمن الواجب ان نعيش ولكن المسؤولية تفرض علينا تساؤلا عن كيفية هذا العيش وفي ظل اي ظروف وفي ظل اي شروط .. ليس كافيا ان نعرف واجباتنا * ولكن الأهم أن نعي مسؤولياتنا .. والضمير الحر هو الضمير الذي يتجاوز حدود الواجب لأبعد مما هو واجب فقط .. بل إلى حدود مسؤولية لا يمكن تجاوزها او إغفالها ابدا ..
وإذا ما حاولنا إعادة ترتيب الأولويات في حياتنا سوف نجد ان ما يحكم اختيارنا هو الواجب / المسؤولية .. فمن الحق ان يعيش الفرد في ظل شروط مجتمعية مقبولة وطيبة من خلال اقامته حد الواجب هو وغيره .. ولكن من المسؤولية أن نعي ان هذا الحق لا يمكن تحقيقه في ظل نزوع ذاتي نحو اشباع الفرد احتياجاته فقط دون الأخذ في الاعتبار حقوق الآخرين في هذا الوجود * بل سوف نجد ان المسؤولية تفرض ذاتها بأن نأخذ حق التساوي بين الجميع .. فقد تخلق الظروف لفرد ما إمكانيات اكبر من الغير .. فمن مسؤوليات ضميره الحي أن يكون مسؤولا عن محيطه ومن يتواجد فيه ..
وإذا ما تحدثنا عن الخيار الديمقراطي بين المسؤولية والواجب .. سوف نجد ان هذا الخيار مرهونا بالعقل / الضمير .. بأن يصبح هناك تحليلا وتمكينا اكبر في هذه المسألة فلابد من إعادة صياغة الضمير الفردي والجمعي مرة جديدة .. على اساس من التفعيل المسبق للمفاهيم القيمية .. وإعادة صياغة جديدة لمفهوم المجتمع / الفرد تسعفنا في تحريك الضمير لوجه اختيار تكون مسؤولة أكثر مما هي واجبة .. هنا ولابد ايضا من إعادة مفاعيل المؤسسات القيادية والتعليمية والدينية لإجادة العمل على مستوى فكري وعملي عميق لا يأخذ فقط بما يظهر على السطح ولكنه يسعى لأن يخلخل التراتبات الذهنية والمفهوماتية وإعادة تأهيلها وصياغتها بناءها على مبدأ المهم ثم الأهم ..







رد مع اقتباس
إضافة رد

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:38 PM بتوقيت عمان

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. Designed & TranZ By Almuhajir
[ Crystal ® MmS & SmS - 3.6 By L I V R Z ]
mess by mess ©2009