بسم الله الرحمن الرحيم
كِبرت بِنتي
لما تجوّزت أمها ، قلّي حَماي : " حُط بنتي بعيونك
هاي مدلِّلة اصبر عليها ، هاي حسّاسة لاطفها
هاي روحي من جوّا دير بالك عليها " .
حبّيتها لإم ولادي ، مرقت علينا ايام حلوة وأيام عاطلة
زعلتها قهرتها نزلتلها دموعها ، كل ما ازعلها تزعّقلي
" بدي اروح ع دار ابوي "
وأتعصبَن ! أُقعدي ساكتة يَ مرا إنتي ملكش الا دارك !
بعد سنين زواج وبلّشنا شوي شوي " نزهق "
الروتين الي عشناه ، مشاكلنا زادت
تفشّشنا ببعض كثير
بس كلمة ابو مرتي بترن بذاني رن
وأسكت واصبر ، واحتويها من جديد.
اجت بنتي ، اجت يلّي قلبت الدار فوقاني تحتاني
اجت يلّي زيّنت الدار بضحكتها وعياطها
اجت يلي ردّتلنا الروح بهالبيت ، أجت دلّوعة أبوها .
دلّعتها لبنتي ، شو بدك يابا انا حاضر ،
شو بتطلبي روحي بعطيكي ياها ، الغيّورة أمها كانت تقلّي " دلّلني زيها "
واضحك من شقاوتها وغيرتها من بنتها ، شفت حالي بعيونهن البطل القوي الحنون .
كِبرت صغيرة أبوها ، وكل ما ارجع من الشغل تعبان اشوفها بتستناني بسؤال " وشو جبتلي اليوم ؟
" ، احضنها وأنسى ابو التعب والهم .
كبرت صغيرة أبوها ، وبطّلت تركض عندي بكتاب العبراني اشرحلها الكلمات
بطّلت تناديني ع غرفتها اقرالها القصّة قبل النوم
بطّلت تتمدّد بحضني وتغفى واحنا نحضر فيلم !
كبرت صغيرة أبوها ، صارت بدها مصروف من حالها تشتري شوكلاطاتها
وبطلت تعجبها البوظة الي كنت اجيبلها ياها بصغرها !
كبرت صغيرة أبوها ، صارت بس تزهق تطلع مع صاحباتها
وبطّلت تعجبها طلعاتي المتواضعة معها بالسيارة !
بتذكر مرة ، أخدتها عَ مدينة الملاهي
ومن خوفي عليها منعتها تركب القطار الي بتشقلب بالسما الا اذا طلعت انا معها
ومع اني معي ضغط وممنوع اركب ، ركبت حدها وابسطتها !
اليوم صار بدها سيارة تروح وتيجي فيها لحالها !
بطلت بنتي تفهم اني بخاف عليها ، بطلت بنتي تطلبني اوديها واجيبها !
صارت بنتي تبرر كل طلباتها " يابا انا كبرت وصرت مسؤولة عن حالي "
كِبرت بنتي ، وأجوها عرسان !
بس انا ما شبعت منها ، بعد اول عريس تقدملها
ومجرد التفكير بالفكرة خلاني اضعف ، زرتها بغرفتها بالليل
مسحت ع شعراتها وعيّطت
بنتي الغالية كبرت ، وانا بعدني بشوفها صغيرة .
" البنت صارت كبيرة يا ابو محمد ، ولازم تشوف حياتها
" خواتي وأمها حاولوا يضغطوا علي بعد ما حاولت اخليها عندي اكثر وقت
واتحجج بتعليمها
قرّرت انو افتحلها المجال .
وافقت بنتي ، وكبرت بنتي
وصارت تشكي وجعها لشاب ثاني
صار هو ان زعّلها تسوّد الدنيا بوجهها
واشوفها عبوسة وتكشّر الدنيا بوجهي .
بطّلت اضحّك بنتي بكلمتين
صارت تستشيره اله بغراض الدار ،
صارت تسهر معه بالليالي ومعادتش تحضر الأفلام معي .
كبرت بنتي وبدها تتجوّز !
وقلبي عَ بنتي بوجعني ..
اول ليلة الها مع جوزها ، نمتها ع تختها .
اتخيلها مع إنسان ثاني وعيلة جديدة وحياة جديدة ،
ويوجعني قلبي خايف عليها .
اشتقت لصوتها من بعيد تقول " يابا
" اشتقت لضحكتها الي مالية الدار !
اشتقت لما كانت تركض ع حضني تشتكيلي من اخوها
يلي ضربها
كبرت بنتي
واشتقتلها لبنتي .
تذكرت كلمات ابو مرتي لما أخدت بنته
وفهمت دموعه ، وفهمت انه بنته ، ام ولادي انا
هدية غالية من رب السما الي ، وأمانة عظيمة برقبتي !
وأنها عاشت صغيرة بحضن أبوها
وبحضني عاشت امرأة مسؤولة
عظيمة مرتي ، تركت بيت أبوها واجت لعندي ،
يحرم علي الله الهنا ان ما وفّيتها حقها !
ولانها بنت مرتي ، قطعة من روحي