بنى نعيم
بني نعيم
بني نعيم بلدة عربية تتبع محافظة الخليل. تقع إلى جهة الشرق من الخليل على بعد 7 كم تقريباً وتربطها بها عدة طرق معبدة. عرفت بلدة بني نعيم في العهدالروماني باسم قرية كفار بروشا الحصينة. وبعد الفتح العربي الإسلامي عرفت باسم كفر بريك. ولما نزل النعيمات من عرب الحناجرة جنوبي فلسطين واستقرت طائفة منها في ناحية كفر بريك نسبت القرية إليهم، وأصبحت تعرف منذئذ باسم بني نعيم.
وقد كانت هذه البلدة، مدينةً كنعانية عربية، وردت في مسلّة الفرعون مرنفتاح، تحت اسم: بنو عام. وفيها كان العماليق، وهم فرعٌ كنعاني، كان يطلق عليهم، لقب الجبّارين، وهم أجداد اللخميين، الذين كانوا ينتشرون في كل أنحاء فلسطين. وهكذا انتسبت إلى هذه المدينة الكنعانية: بنوعام، معظم عشائر النعيمي، فهي الخزّان الأصلي لهذه القبائل، التي انتشرت في فلسطين وسوريا ولبنان والأردن والعراق والخليج، وقد كانوا فروعاً من قبائل بني لخم العربيةالكنعانية.
أمّا الرواية الثانية، الموثقة تاريخياً، فهي انتسابُ الراهبين المسيحيين الخليليين: نعيم وتميم إلى بنو عام، وهما أول من أعلنا إسلامهما أمام الرسول، وعادا سراً إلى فلسطين في العهد الروماني. ومنحهما الرسول، ما يُسمّى في التاريخ: إقطاع آل الداري؛ عمل الأخ الأكبر تميم الداري في الفقه الإسلامي، وكان شقيقه الأصغر نعيم، مسؤولاً عن الأرض. لهذا كان نعيم الداري، ينتسب إلى بنو عام، التي دفن فيها في خربة بني دار الواقعة في بلدة بني نعيم الحالية.
وهكذا لا تناقض بين الروايتين: الأرجح أنَّ مدينة بنو عام الكنعانية، تمّ تحريفها لغوياً إلى بني نعيم، أو أطلق عليها الاسم، منذ بداية الإسلام، نسبة لنعيم الداري، فلا تناقض، لأنّ نعيم الداري، ينتمي أصلاً إلى بنو عام الكنعانية.
وقد كانت عناقيد العنب، منقوشة على الأحجار الكنعانية، والرومانية، والبيزنطية. أما فلسطين، فقد اتحد فيها الشعبان: الفلسطي، والكنعاني، في أرض فلسطيم. وذكر اسمها مرّات عديدة في كتاب هيرودوت أبو التاريخ، بينما لم يرد أي ذكر فيه لبني إسرائيل على الإطلاق. لقد تمّت إضافة ذلك، لاحقاً.
وينتسب إلى بلدة بني نعيم، موسى بن نصير فاتح الأندلس، الذي ولد في هذه البلدة. واشتهرت بالعنب والتين النعيمي، والسمن النعيمي، والرخام فالحجر النعيمي بنيت منه القصور في فلسطين والأردن والعراق.
نشأت بلدة بني نعيم فوق بقعة مرتفعة من جبال الخليل تمثل الحافة الشرقية لهضبة الخليل وتعلو 970 م عن سطح البحر، تتألف من بيوت مبنية من الحجر أو من الاسمنت، ويتخذ مخططها شكل المستطيل الذي يمتد امتداداً شمالياً شرقياً– جنوبياً غربياً في محور عمراني يحاذي الطرق المؤدية إلى الخليل.
وتضم مدينة بني نعيم محالاً تجارية متناثرة بين البيوت السكنية، وفيها مساجد تزيد على ثمانية عشر مسجداً،أهمها مسجد لوط الذي ينسب إلى النبي لوط علية السلام.
ومن الآثار التي ما زالت قائمة في البلدة حتى الوقت الحاضر بقايا سور عال مربع الشكل على زواياه أبراج، لعله من بقايا الحصن الروماني. وفي جامع القرية قبر ينسب إلى النبي لوط. نقشت على اللوحة الحجرية المثبتة فوق باب المقام العبارة التالية: «بسم الله الرحمن الرحيم. جدد عمارة مقام النبي لوط السلطان الملك الظاهر برقوق خلد الله ملكه». ومن الآثار التي ما زالت قائمة في القرية إلى الآن بقايا سور عال مربع الشكل طول ضلعه يقرب من عشرين متراً.وارتفاعه يبلغ ثمانية امتار وفي اعلاه نوافذ صغيرة، وعلى زواياه أبراج، ولعله من بقايا الحصن الروماني.
وفي الوقائع الفلسطينية (ص1490) ان بني نعيم تحتوي على «مبان قديمة، وقطع معمارية في القرية، جامع النبي لوط. وتعود آثار أخرى أحدث بناء إلى عهد الملك الظاهر برقوق، وقد أقيمت لمنع غارات البدو على البلدة. تبلغ مساحة أراضي بني نعيم 71*667 دونماً، وأراضيها متوسطة الخصب تزرع فيها الحبوب والخضر في الجهات المنخفضة وبطون الأودية، والأشجار المثمرة في سفوح المنحدرات الجبلية. وأهم الأشجار المزروعة الزيتون والعنب والمشمش واللوز والتين.
وتعتمد الزراعة على مياه الأمطار التي تهطل بكميات كافية للزراعة ونمو الأعشاب الطبيعية.
تأسست في بني نعيم مدرسة للبنين في أوائل العهد البريطاني الأسود ،وفي عام ـ 1942-1943 المدرسي كان أعلى صفوفها الرابع الابتدائي.وفي آخر سنة من سني العهد المذكور كانت المدرسة تضم خمسة معلمين، وللمدرسة أراض واسعة استغلت مؤخرا لبناء المدارس ومبى البلدية ومكتبة البلدية ومبنى لنادي بني نعيم والهلال الاحمر
وبعد نكبة عام 1948م ارتفعت المدرسة في مستواها إلى نهاية المرحلة الإعدادية، ضمت في عام 1966ـ 1967 المدرسي في صفوفها الابتدائية والإعدادية 536 طالباً، كما تأسست فيها مدرسة للبنات ضمت في العام المذكور 254 طالبة. وجميعهن في المرحلة الابتدائية. وفي بني نعيم اليوم عشرات المدارس لكافة المراحل الدراسية للبنين والبنات.
تبلغ مساحة مدينة بني نعيم 207كم مربع،أي ما يعادل 15.35 % من مساحة محافظة الخليل وتعتبر مدينة بني نعيم ثاني أكبر بلدة من حيث المساحة في محافظة الخليل.
نسبة الأراضي الصالحة للزراعة هي 11.3% وهي آخذة في الزيادة بسبب عمليات استصلاح الأراضي من قبل أهالي المدينة.
أما نسبة الأراضي التي تستخدم للمراعي فهي 81% وهذه الأراضي تقع في المنطقة الشرقية للمدينة وتسمى منطقة المسفرة، حيث يتم زراعة جزء منها بالحبوب من قمح وشعير وعدس وكرسنة،ونذكر هنا أنه لا توجد أراضي مروية وذلك لعدم توفر مياه الأمطار وعدم وجود آبار ارتوازية للري،وذلك حتى فترة وجيزة،حيث تم الآن حفر آبار ارتوازية وهناك مخطط لحفر آبار اخرى حيث تعتبر هذه المنطقة عبارة عن حوض مائي من أكبر الأحواض في فلسطين،وكانت فترة الاحتلال عائقاً أمام تطور الزراعة وحفر الآبار في هذه المناطق. كما أن تطور الحياة أثر على حرفة الزراعة والرعي بشكل خاص، خاصة في المناطق البعيدة عن بني نعيم وذلك بسبب قلة الانتاج وكثرة الانفاق.
أما بالنسبة لتضاريس مدينة بني نعيم فهي عبارة عن جبال متضاربة المنسوب مع جبال الخليل وحلحول غرباً،وتنحدر بشكل واضح باتجاه الشرق نحو البحر الميت، وهذا الانحدار ادى الى نشأة الأودية والسهول بفعل عوامل النحت والتعرية،ولكن هذه التعرية بطيئة بسبب عامل الجفاف الذي يميز مناخ هذه المدينة،وتشكل مرتفعات الخليل ومن ضمنه مرتفعات بني نعيم وحلحول خط تقسيم المياه water Divider وذلك بين التصريف الذي يتجه غرباً نحو البحر المتوسط وبين التصريف الذي يتجه شرقاً نحو البحر الميت،والذي يتخلل أراضي مدينة بني نعيم مكوناً عدد من الأودية الجافة التي تشكل أحواضاً نهرية متكاملة من المنبع الى المصب كلها تقع في أراضي بني نعيم،حيث يبدأ منسوبها من 970م فوق سطح البحر الى 392م تحت سطح البحر،أي أن الفرق في المنسوب بين المنبع ومستوى المصب بيلغ 1362 نقطة.
هذه الأودية بحوالي 23كم أفقي وهي المسافة الأفقية بين موقع مدينة بني نعيم والبحر الميت،وهذه الأودية هي: واد الغار،واد سيف،واد الجرفان،واد المنطار،واد عامرة،وواد الوعر والمعزه.
أما سطح مدينة بني نعيم والذي يقع عليه البناء فهو بحدود 30كم2، والمنازل منتشرة من الغرب باتجاه الشرق، من خلة ابو بيظة وخلة الوردة الى صرمعين وبئر الهفاف وخلة الشعرة وخلة اللوزة شرقاً،ومن جهة الشمال منطقة عربية وشحمان الى شعب صبح، وواد الأعور والمشاهد جنوباً.
والجدير ذكره هنا أن لاختيار الموقع القديم للمنازل اسباب منها:
1. انها منطقة مرتفعة.
2. تشرف المنطقة على الأراضي الزراعية والمراعي.
3. قربها من مقام النبي لوط عليه السلام.
وبازدياد عدد السكان أخذت عدد المباني المقامة تزداد تدريجياً في مختلف الاتجاهات، وصارت تأخذ طابع جديد سواء من حيث التصميم أو الاتساع أو من ناحية المواد المستخدمة في البناء،حيث هناك مباني حديثة مكونة من طابقين أو ثلاثة من الحجر الأبيض الذي يستخرج من محاجر المدينة ويعالج اما بالنحت اليدوي(دقاقة) أو بالمناشير الآلية الموجودة في المدينة.