الرينة
واقعة في الجليل الأسفل شمال شرقي الناصرة وتقع على سفح جبل سيخ الشرقي البالغ ارتفاعه 574 م عن سطح البحر* عدد سكان القرية بالغ 15900 نسمة، ويعتقد انه كانت موجودة في عهد الرومان وكانت تدعى بـ"راني".
بُنيت الرّينة على سفح تلّ كان يسمّى تلّ آبل وهو كنعانيّ عربي لا تزال آثار ساكنيه القُدماء موجودة إلى اليوم، وبهذا تكون الرّينة من أعرق القرى العربيّة القديمة الّتي تأسَّست قبل الميلاد بكثير، تتكوّن فئة السّكان فيه من طائفتين، الإسلاميّة والمسيحيّة تربط بينهم أواصر المحبّة والأخوّة والتواصل، وفيها مجلس محلّي يُنتخب مرّة كل خمس سنوات ويرأسه السيّد عدنان بصول.
اختلف المؤرّخون في سبب تسمية الرّينة بهذا الاسم، فمنهم من اعتقد أنه محرّف من راني Rani وهي قرية رومانيّة كانت مبنية على سفح جبل سيخ ، وآثارها موجودة حتى اليوم، واعتقد آخرون أن التّسمية نسبة لقائد عسكري اسمه رينيه كان موجودا فيها، وهناك فئه حاولت أن ترجع الاسم إلى الكلمات العربيّة مثل رنا أو ران ورناء وغيرها.
بلغت مساحة المنطقة المبنيّة في الحيّ القديم من الرّينة 139 دونمًا لتكون بذلك ثاني أكبر قرية عربيّة في منطقة النّاصرة بعد يافة، أمّا مساحة المنطقة المبنيّة في الحيّ الجديد بعد الزّلزال المدمّر سنة 1927 فكانت حوالي 120 دونمًا، أمّا اليوم فمساحة المنطقة المبنيّة في الحيّ القديم والجديد معًا أكثر من الضّعفين
الخِرَبْ في الرّينة
من المعروف أنّ الإنسان في القدم بنى بيوته بالقرب من مصادر المياه، وبما أنّ الرّينة غنيّة بهذه المصادر فإنّ آثار الأبنية القديمة مُنتشرة في كلّ مكان فيها.وأمّا أهمّ هذه الخِرَبْ :ويقع في الجهة الشماليّة الشرقيّة للرّينة، حيث توجد آثار مدينة آبل العربيّة الكنعانيّة القديمة، وتحتوي على أساسات بيوت ومدافن منقورة بالصّخر، كما يوجد بقربها وإلى الجهة الشماليّة منها بقايا جدران القناة التي أوصلت المياه من عين البيضا إلى صفّورية.تقع هذه الخِرْبَة في الجهة الجنوبيّة الشرقيّة من القرية، وهي مليئة بالآثار التي تدلّ على أنّها كانت مسكونة في العصور القديمة، وقد حوّلها المغتصبون اليهود إلى مقبرة لمغتصبة "نتسيرت عيليت" والتي بُنِيَت بيوتها على الأراضي العربيّة المُصادَرَة.وهي أنقاض بلدة راني الرّومانيّة التي يظنّ البعض أنّ اسم الرّينة مُشْتَقٌ منها، وهي موجودة في الجهة الشرقيّة للقرية، على سفح جبل سيخ المُصادَر بالقرب من عيون الجِنان التي ذكرت سابقًا.الإنسان سكنها منذ القدم.وهي بجانب عين القناة التّي ورد ذكرها سابقًا وفيها آثار أبنية قديمة.
إنّ ما يميّز هذه الخِرَب وغيرها أنّها جميعًا وبدون استثناء مهملة، ولم تجد حتّى الآن من يعرّف النّاس بمجرّد وجودها وأهميّتها ودلالتها، والّتي تعني قبل كلّ شيء أنّ قرية الرّينة عريقة وأنّ أصلها عربيّ بدون أدنى شكّ، لأنّ الإنسان الواعي هو ذلك المُدرك لأهميّة التّراث الذي يكوّن حلقة الوصل والامتداد بين الماضي والحاضِر، والتّراث هو الجذور العميقة لهذا الشّعب في هذه البلاد وهذه حقيقة، وإثباتها هو المِحَكّ لكلّ وطني مخلص يعتزّ بانتمائه لهذا الشّعب في هذا الوطن