ريري طفلة ليست كباقي الاطفال
طفلة تبلغ من العمر خمس سنوات * كنتُ في زيارة الى منزل احد الاصدقاء لتهنئتهم بمناسبة حدثت عندهم
دخلتُ منزلهم وكانت هي المرة الاولى التي ادخل فيها ذلك المنزل
جلست قليلا وتبادلتُ الحديث انا وصاحبة المنزل * واذ بها تنادي ريري تعالي ياريري *علمتُ ان ريري هو اسم الدلع لتلك الطفلة كنتُ انتظر بلهفة وشوق لرؤية تلك الطفلة *سمعت عنها الكثير ولكنني ساشاهدها للمرة الاولى
رفضت الطفلة المجيء * وبعد لحظات ذهبت الاخت الكبرى وجاءت بها وكانت ريري محمولة بين يدي اختها الكبرى صاحبة العشرةِ سنوات * وضعتْهَا بجانبي * نظرتُ اليها وكانني انظر الى ملاك من السماء
لا اعلم كيف اصف جمال تلك الطفلة
طفلة ذات بشرة بيضاء وصاحبة عيون واسعتان سوداوتان وشعر اسود طويل ناعم
سبحان الله . لا يوجد انسان كامل (حلف الزين مايكمل)
قدر الله لتلك الطفلة الا تستطيع المشي كباقي الاطفال طفلة في عمر الزهور لا تستطيع الوقوف ولا المشي الا بمساعدة ذويها
رأيت في تلك الطفلة براءة لا يحملها اي طفل وحساسية يفتقدها اصحاب القلوب المرهفة وتحمل ذكاء بقدر ماتحمله من حساسية
اخذتْ الفتاة تستعرض قدراتها امام ضيفتها بقدرتها على الوقوف * تقف لثوان لا تتعدى الخمس وتقع
وتقع وتتعالى صوت ضحكاتها فرحا تنظر الي وتضحك وتنظر لوالدتها وجدتها وتقول "شوفوا هيني وقفت"
وتعود لتقع من جديد
طفلة تتحرك هنا وهناك زحفا غير آبهة لإعاقتها * طفلة اذا نظرت لعينيها تدرك ماذا يعني الامل وكيف يكون التفاؤول
اثناء حديثي ووالدتها علمت ان ريري صاحبة الخمس سنوات " بتعمل رجيم "
دهشت وصدمت ،
كيف تفكر طفلة كريري بعمل رجيم وماهو السبب الذي يجعلها تفكر بالتخفيف من وزنها
بالرغم من صغر سنها وصغر حجمها ونحالتها الملحوظة
الا ان الطفلة ريري "بتعمل رجيم
التفت اليها سائلة اياها " ريري حبيبتي ليه بتعملي رجيم "
فأجابتي بكل صراحة وبكل وضوح ودون اي تردد
" عشان يقدروا يحملوني " سارعت بسؤالها من هم
اجابت " اخوتي ومعلماتي"
تابعتْ واسترسلتْ وحدها قائلة " المعلمة لما بتوخذني على الحمام بتحكيلي انت ثقيلة وبدي اخلي اهلك يجبولك ووكر "
تتحدث تلك الطفلة وتقلد معلمتها بنبرة استهزاء وكأن الامر لا يعجبها او بتعبير ادق وكأن الامر يجرحها
تجمعتْ العبرات في عينيّ لا اعلم لما شعرت حينها انني بحاجة للبكاء
هل البكاء على حال تلك الطفلة ، ام البكاء على طريقة التفكير التي تفكر به تلك الطفلة او لاسباب اخرى دارت في خاطري في تلك اللحظات
تماسكتُ وخنقت العبرة قبل ان تخنقني وتظهرامام الحضور ،
اي ذكاء تحمله تلك الطفلة ريري ، ذكاء يجعلها تدرك ان هناك من يتضايق من حملها لمساعدتها لقضاء حاجتها
الامر الذي جعلها تفكر بالتخفيف من وزنها
صمتنا للحظات بينما كانت تشتكي هي من بعض التصرفات من معلماتها في المدرسة
التفتُ ونظرت الى جدتها واذا بعبراتها قد خنقتها فمسحتْ ما سال من دمعها على خدها
ودعتْ لها بالشفاء بقلب يعتصره الالم والامل بالله عزوجل
حان وقت رحيلنا من بين تلك العائلة التي تحتوي اجمل طفلة رأتها عيناي
توجهت ريري الى الباب زاحفة واغلقت الباب لا تريد مني الخروج تعالى صوتها
"خليكي .خليكي" حملتها وقبلتُ جبينها وخديها وتمنيت وبكل صدق ان يرزقني
الله بفتاة كريري بجمالها ونوعمتها وحساسيتها ورقتها حتى بإعاقتها