يا طـالـب المـجــد فـي عجــور مــورده =عـــذب مـعـيــن يـروّي غــلــة فـيـنـــــا=شــــم الأنــــــوف أبــاة دام عـــزهــــــم =هـــم الأوائــل إن نــادى مـنــاديــــــنــــا=تـفـوح يـا بـاقـة الأزهـــار فـي وطـنــي =فــوح الأريـــج ونـفـح الطيــب يغـريـنـا كلمة الإدارة


مبارك .........مبارك لعجور ومنتديات عجور       »     عجور التاريخ و الحضارة - الحلقة الثانية       »     سجل الوفيات لعجور ١٣٢٠هـ -١٣٣٠هـ ١٩٠٢م - ١٩١١م       »     عجور التاريخ و الحضارة       »     ميزانية قرية عجور - 1939       »     عجور - وقوعات الزواج 1915م       »     عهد عشائر عجور بالحفاظ على اراضي عجور المشاع و عدم بيعها لل       »     اول أحصاء(حصر نفوس) موثق لسكان عجور1878م       »     أراضي عجور المشاع - حصري       »     اسماء من عجور مطلوبون للضريبة 1       »     ضريبة الانتداب البريطاني "3"       »     عجور - لجنة 18 ( اللجنة القومية لعجور)       »     أراضي عجور الحكر       »     عجور التاريخ و الحضارة-الحلقة الثالثة       »     علم النفس الاجتماعي       »     ملوك المملكة الاردنية الهاشمية       »     موسوعة صور القدس- زهرة المدائن       »     دليل الجامعات العربية و العالمية       »     روائع الشعر العالمي       »     موسوعة الاصول و القبائل العربية كاملة       »    

آخر 25 مشاركات
ملف عن الحج وما يتعلق به (الكاتـب : نور الهدى - آخر مشاركة : قلم حزين - )           »          كبرت بنتــي / قصة مؤثرة (الكاتـب : أمان - آخر مشاركة : قلم حزين - )           »          مبارك .........مبارك لعجور ومنتديات عجور (الكاتـب : م .نبيل زبن - آخر مشاركة : نور الهدى - )           »          عجور التاريخ و الحضارة - الحلقة الثانية (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          سجل الوفيات لعجور ١٣٢٠هـ -١٣٣٠هـ ١٩٠٢م - ١٩١١م (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          عجور التاريخ و الحضارة (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          ميزانية قرية عجور - 1939 (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          عجور - وقوعات الزواج 1915م (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          عهد عشائر عجور بالحفاظ على اراضي عجور المشاع و عدم بيعها لل (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          اول أحصاء(حصر نفوس) موثق لسكان عجور1878م (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          أراضي عجور المشاع - حصري (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          اسماء من عجور مطلوبون للضريبة 1 (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          ضريبة الانتداب البريطاني "3" (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          عجور - لجنة 18 ( اللجنة القومية لعجور) (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          أراضي عجور الحكر (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          عجور التاريخ و الحضارة-الحلقة الثالثة (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          كيف و متى تحدثين طفلك عن التحرش ؟ (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          قصص اطفال للبنوتات الحلوين (الكاتـب : اميرة عجور - آخر مشاركة : م .نبيل زبن - )           »          علم النفس الاجتماعي (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          ملوك المملكة الاردنية الهاشمية (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          موسوعة صور القدس- زهرة المدائن (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          دليل الجامعات العربية و العالمية (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          روائع الشعر العالمي (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          موسوعة الاصول و القبائل العربية كاملة (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          ضيف اليوم بصراحة (الكاتـب : Big heart - آخر مشاركة : ajoor - )


العودة   منتديات عجور - بيت كل العرب > الاقسام الفلسطينية > قسم رجالات فلسطين
قسم رجالات فلسطين كل ما يتعلقوعشائر ورجالات فلسطين



إضافة رد
قديم 12-28-2012, 09:35 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
م .نبيل زبن
المؤسس
 
الصورة الرمزية م .نبيل زبن
إحصائية العضو







 

م .نبيل زبن غير متواجد حالياً

 


افتراضي ادباء و شعراء فلسطين


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

..نحو توثيق لاهم شعراء و ادباء فلسطين و فنانيها * سنحاول ان نجمع اهم محطات حياتهم* سطور من انتاجهم الشعري و الادبي و الفني
اتمنى ان يشارك الجميع بذلك

الفهرس


1-غسان كنفاني صفحة 1
2- محمود درويش
3-نوح ابراهيم
4-ناجي العلي
5-ابراهيم نصر الله
6-عبد الرحيم محمود
7-ابراهيم طوقان
8-عبد الكريم الكرمي (ابو سلمى)
9-د سلمان ابو ستة
10-عبد الرحمن بارود(ابو حذيفة)
11-جورج نجيب خليل
12-فاروق مواسي
13-شفيق حبيب
14- توفيق زياد
15-سميح القاسم
16-معين بسيسو
17-لطفى الزغول
18-راشد حسن
1- مريد البرغوثي
20-طلعت سقيرق
21-معين شلبية
22-تميم البرغوثي
23-محمود مفلح
24-اميل حبيبي
25-ماجد ابو شرار
-------
26-فدوى طوقان ص 2

27-زينب حبش
28-محمد القيسي
29-دحلمي الزواتي
30-دياب ربيع
31-محمد الاسعد
32-يوسف الخطيب
33-دمسعد محمد زياد
34-موسى حوامدة
35-اياد عاطف حياتلة
36-تركي عامر
37-عبد الوهاب زيادة
38-هارون هاشم رشيد
39-كفا كامل احمد الخضرا
40-خليل السكاكيني
41-كمال بطرس
42-محمد على طه
43-فاروق ابراهيم
44-سعود الاسدي
45-شكيب جهشان
46-سالم جبران
47-سلمى الخضراء الجيوسي
48-رشدي الماضي
49-احمد القدومي
50-احمد دحبور
51-امين شنار
-----------
52-ايمن اللبدي ص 3

53-محمد دلة
54-باسل جمعة
55-تركي عامر

56-توفيق الحاج
57- توفيق الصايغ
58- ثريا ملحس
59-د جمال سلسع
60-حسين جميل البرغوثي
61-حنان الاغا
62-خالد ابو خالد
63-جمال قعوار
64-راضي عبد الجواد
65-ربيحة الرفاعي
66-سعيد المزين
67-عبد اللطيف عقل
68-عبد الهادي كامل
69-عز الدين المناصرة
70-علي ابو مريحيل
71-ماجد مهنا عليان
72-محمود جمال ريان
73-ابتسام ابو شرار
74-جاد عزات
75-غالب احمد الغول
----------
76- انور الخطيب ص 4

77- مجيد البرغوثي
78-محمد طارق الخضراء
79-صالح احمد كناعنة
80-محمود الدسوقي
81-رائد احمد غنيم
82-انيس ابو عريش
83-محمد تيسير عريقات
84-ميساء السويسي
85-عائشة الخواجا الرازم
86-محمد محمود البشتاوي
87-حسن البحيري
88-فيروز شحرور
89-سحر الرملاوي
90- فراس حج محمد
91-مصطفى الصيفي
92-منذر ابو حلتم
93-مؤيد الريماوي
94-صقر ابو عيدة
95-سليم صبحي سلامة
96-خالد مهنا
97-سامية عياش
98- مـــي زيادة
99-ابراهيم عوض الله الفقيه
100-محمد خليل
101-سلمان الناطور
102-هارون هاشم رشيد
103- غريب عسقلاني
104-نعومي ...
105-هند جودة







رد مع اقتباس
قديم 12-28-2012, 09:36 PM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
م .نبيل زبن
المؤسس
 
الصورة الرمزية م .نبيل زبن
إحصائية العضو







 

م .نبيل زبن غير متواجد حالياً

 


افتراضي


*فهرس ادباء و شعراء فلسطين
106- رشا سيف الدين السرميطي ..ص 5
107-بسام محمود عليان
108- زياد يوسف صيدم
109-د. عبد الرحمن عبد العزيز اقرع
110-يوسف الخطيب
111-يوسف النبهاني
112- دينا سليم حنحن
113-ابـــو عـــرب
114-ابراهيم فوال
115-احسان عباس
116-ادوارد سعيد
117-مسلم مصطفى محاميد
118-عيسى عدوي
119-اكرم زعيتر
120-انطون شماس
121-نازك ضمرة
122-بلال محسن
123-عفيف شليوط
124-محمود احمد ابو كتة الدراويش
125-عطا الله منصور
126-انيس الصايغ
127-جريس فضل دبيات
128-منى عادل ظاهر
129-يوسف مصطفى شحادة
130-عصام حماد
131-نتالي حنظل
132-غادة كرمي
======

133- اسامة عبد الملك عثمان...ص 6
134-برهان الدين عبوشي







رد مع اقتباس
قديم 12-28-2012, 09:44 PM رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
م .نبيل زبن
المؤسس
 
الصورة الرمزية م .نبيل زبن
إحصائية العضو







 

م .نبيل زبن غير متواجد حالياً

 


افتراضي


1- غسان كنفاني

روايات وقصص قصيرة متجذرة في عمق الثقافة العربية والفلسطينية.
ولد في عكا، شمال فلسطين، في التاسع من نيسان عام 1936، وعاش في يافا حتى أيار 1948 حين أجبر على اللجوء مع عائلته في بادئ الأمر إلى لبنان ثم الى سوريا. عاش وعمل في دمشق ثم في الكويت وبعد ذلك في بيروت منذ 1960، وفي تموز 1972، استشهد في بيروت مع ابنة أخته لميس في انفجار سيارة مفخخة على أيدي عملاء إسرائيليين.
أصدر غسان كنفاني حتى تاريخ وفاته المبكّر ثمانية عشر كتاباً. وكتب مئات المقالات في الثقافة والسياسة وكفاح الشعب الفلسطيني. في أعقاب اغتياله تمّت إعادة نشر جميع مؤلفاته بالعربية، في طبعات عديدة. وجمعت رواياته وقصصه القصيرة ومسرحياته ومقالاته ونشرت في أربعة مجلدات. وتُرجمت معظم أعمال غسان الأدبية الى سبع عشرة لغة ونُشرت في أكثر من 20 بلداً، وتمّ إخراج بعضها في أعمال مسرحية وبرامج إذاعية في بلدان عربية وأجنبية عدة. اثنتان من رواياته تحولتا الى فيلمين سينمائيين. وما زالت أعماله الأدبية التي كتبها بين عامي 1956 و1972 تحظى اليوم بأهمية متزايدة.
على الرغم من أن روايات غسان وقصصه القصيرة ومعظم أعماله الأدبية الأخرى قد كتبت في إطار قضية فلسطين وشعبها فإن مواهبه الأدبية الفريدة أعطتها جاذبية عالمية شاملة.
كثيراً ما كان غسان يردد: <<الأطفال هم مستقبلنا>>. لقد كتب الكثير من القصص التي كان أبطالها من الأطفال.
ونُشرت مجموعة من قصصه القصيرة في بيروت عام 1978 تحت عنوان <<أطفال غسان كنفاني>>. أما الترجمة الإنكليزية التي نشرت في عام 1984 فكانت بعنوان <<أطفال فلسطين


مؤلفاته
موت سرير رقم 12 .
أرض البرتقال الحزين .
رجال في الشمس .
عالم ليس لنا .
(الشيء الآخر (من قتل ليلى الحايك .
ما تبقى لكم .
أم سعد .
العاشق .
عن الرجال والبنادق .
الباب .
الادب الفلسطيني المقاوم تحت الاحتلال .
القبعة والنبي .
القميص المسروق .
ادب المقاومة في فلسطين المحتلة .
جسر الى الابد .
في اللادب الصهيوني .
عائد الى حيفا .
:الاثار الكاملة .
المجلد الاول- الروايات -
المجلد الثاني- القصص القصيرة -
المجلد الثالث- المسرحيات


كتاباته
ثورة 1936 الفلاحية في فلسطين .
...فضول طفل .







عضو في أسرة تحرير مجلة "الرأى" في دمشق.
عضو في أسرة تحرير مجلة "الحرية"

فى بيروت رئيس تحرير جريدة "المحرر" في بيروت.
رئيس تحرير "فلسطين" في جريدة المحرر.
رئيس تحرير ملحق "الأنوار" في بيروت.
صاحب ورئيس تحرير "الهدف" في بيروت.
كما كان غسان كنفاني فنانا مرهف الحس،
صمم العديد من ملصقات الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين،
كما رسم العديد







رد مع اقتباس
قديم 12-28-2012, 09:56 PM رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
م .نبيل زبن
المؤسس
 
الصورة الرمزية م .نبيل زبن
إحصائية العضو







 

م .نبيل زبن غير متواجد حالياً

 


افتراضي


2- محمود درويش

محمود درويش الابن الثاني لعائلة تتكون من خمسة ابناء وثلاث بنات ، ولد عام 1941 في قرية البروة ( قرية فلسطينية مدمرة ، يقوم مكانها اليوم قرية احيهود ، تقع 12.5 كم شرق ساحل سهل عكا) ، وفي عام 1948 لجأ الى لبنان وهو في السابعة من عمره وبقي هناك عام واحد ، عاد بعدها متسللا الى فلسطين وبقي في قرية دير الاسد (شمال بلدة مجد كروم في الجليل) لفترة قصيرة استقر بعدها في قرية الجديدة (شمال غرب قريته الام -البروة-).






تعليمه:
اكمل تعليمه الابتدائي بعد عودته من لبنان في مدرسة دير الاسد متخفيا ، فقد كان تخشى ان يتعرض للنفي من جديد اذا كشف امر تسلله ، وعاش تلك الفترة محروما من الجنسية ، اما تعليمه الثانوي فتلقاه في قرية كفر ياسيف (2 كم شمالي الجديدة).



حياته:
انضم محمود درويش الى الحزب الشيوعي في اسرائيل ، وبعد انهائه تعليمه الثانوي ، كانت حياته عبارة عن كتابة للشعر والمقالات في الجرائد مثل "الاتحاد" والمجلات مثل "الجديد" التي اصبح فيما بعد مشرفا على تحريرها ، وكلاهما تابعتان للحزب الشيوعي ، كما اشترك في تحرير جريدة الفجر .

لم يسلم من مضايقات الاحتلال ، حيث اعتقل اكثر من مرّة منذ العام 1961 بتهم تتعلق باقواله ونشاطاته السياسية ، حتى عام 1972 حيث نزح الى مصر وانتقل بعدها الى لبنان حيث عمل في مؤسسات النشر والدراسات التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية ، وقد استقال محمود درويش من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الحتجاجا على اتفاق اوسلو.

شغل منصب رئيس رابطة الكتاب والصحفيين الفلسطينيين وحرر في مجلة الكرمل ، واقام في باريس قبل عودته الى وطنه حيث انه دخل الى اسرائيل بتصريح لزيارة امه ، وفي فترة وجوده هناك قدم بعض اعضاء الكنيست الاسرائيلي العرب واليهود اقتراحا بالسماح له بالبقاء في وطنه ، وقد سمح له بذلك.



وحصل محمود درويش على عدد من الجوائز منها:

جائزة لوتس عام 1969.
جائزة البحر المتوسط عام 1980.
درع الثورة الفلسطينية عام 1981.
لوحة اوروبا للشعر عام 1981.
جائزة ابن سينا في الاتحاد السوفيتي عام 1982.
جائزة لينين في الاتحاد السوفييتي عام 1983.






شعره:
يُعد محمود درويش شاعر المقاومة الفلسطينة ، ومر شعره بعدة مراحل .

بعض مؤلفاته:

عصافير بلا اجنحة (شعر).
اوراق الزيتون (شعر).
عاشق من فلسطين (شعر).
آخر الليل (شعر).
مطر ناعم في خريف بعيد (شعر).
يوميات الحزن العادي (خواطر وقصص).
يوميات جرح فلسطيني (شعر).
حبيبتي تنهض من نومها (شعر).
محاولة رقم 7 (شعر).
احبك أو لا احبك (شعر).
مديح الظل العالي (شعر).
هي اغنية ... هي اغنية (شعر).
لا تعتذر عما فعلت (شعر).
عرائس.
العصافير تموت في الجليل.
تلك صوتها وهذا انتحار العاشق.
حصار لمدائح البحر (شعر).
شيء عن الوطن (شعر).
وداعا ايها الحرب وداعا ايها السلم (مقالات).







رد مع اقتباس
قديم 12-28-2012, 10:08 PM رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
م .نبيل زبن
المؤسس
 
الصورة الرمزية م .نبيل زبن
إحصائية العضو







 

م .نبيل زبن غير متواجد حالياً

 


افتراضي


3- نوح ابراهيم :الشاعر الشعبي لثورة 1936


ولد نوح إبراهيم عام 1913 في مدينة حيفا، ونشأ في عائلة شعبية فقيرة، وتلقى فيها دراسته الابتدائية. ولكنه لم يلبث أن تركها واضطر للعمل في إحدى المطابع. تفتحت فيه روح الشاعر الشعبي في سن مبكرة فأصبح الروح الحية في الأندية والمنظمات الكشفية ومنظمات الشباب والعمال فكان يلقي قصائد حول الأحداث المتلاحقة في تلك الفترة، وكانت له نشاطات اجتماعية ووطنية متعددة.

وهو يعرف بأنه الشاعر الشعبي لثورة (1936 – 1939) ومن أشهر قصائده المغناة
(من سجن عكا طلعت جنازة).

وقد اعتقل نوح إبراهيم عدة مرات من قبل السلطات البريطانية، ولم يسمح له بنشر أشعاره في كتاب. ولم يجمع شعره حتى الآن إلا جزئياً. وقد تحول الكثير من شعره إلى هتافات على أفواه الناس في المسيرات والمظاهرات من نوع:

دبرها يا مستر دل

بلكي على إيدك تنحل.

وهو مقطع من قصيدة طويلة للشاعر الشهيد.



وفي عام 1937 اعتقل، في سجن المزرعة ثم في سجن عكا وقضى فيهما خمسة أشهر، وبعد ‏خروجه من المعتقل التحق بصفوف الثوار عام 1937، حيث نظمه الشهيد عز الدين القسام في صفوف الجهادية، وأطلق عليه لقب تلميذ القسام، وكان يشارك بنفسه ‏في الكثير من المعارك ضد الاستعمار الإنجليزي.

وظل نوح إبراهيم يقاتل ويكتب ويلحن حتى ‏استشهد، في معركة حول قرية طمرة، إحدى معارك جبال الجليل، عام 1938 وهو في طريقه للاشتراك في اجتماع قيادة الثورة في منطقة الجليل ‏الغربي، ودفن هناك.



ومن ‏المعارك المشهورة التي شارك فيها شاعرنا الشهيد وتركت أثراً في نفسه معركتا "جورة بحلص" و"وادي التفاح" ‏في جبال الخليل فغنى لهما:

- تحيا شباب الخليل

أصحاب الباع الطويل

- كل الأمة بتعرفهم

همتهم ما إلها مثيل

- كل الأمة بتعرفهم

ودايماً تفتخر فيهم

- يا ما جاهدوا في الجبال

حتى ينصروا أمتهم.

‏- "جورة بحلص" مشهورة

همتهم فيها مشكورة

- لكن وقعة "وادي التفاح"

كانت ساعة منظورة

-بالشهامة منظوين

بالبسالة مشهورين

- الله يكتر أمثالهم

حتى يعينوا فلسطين.



أرخ بالكلمة للثورة الفلسطينية:



نظم نوح إبراهيم عدداً كبيراً من الأهازيج والقصائد الشعبية حول مختلف القضايا والأحداث ‏الوطنية والسياسية الفلسطينية والعربية في تلك الفترة.. وذاع صيت ‏أغانيه بشكل واسع، وبعضها ما زال متداولاً حتى اليوم..

ومن قصائده الشعبية المشهورة التي لحنها وغنّاها بنفسه، وما زالت كل الأجيال التي وعت فترة الثلاثينات تحفظها عن ظهر قلب.. القصيدة التي قالها إثر استشهاد ‏الشيخ المجاهد "عز الدين القسام" بعد معركته الشهيرة مع الجيش الإنجليزي في أحراش ‏يعبد:

- عز الدين يا خسارتك

رحت فدا لأمتك

- مين بينكر شهامتك

يا شهيد فلسطين

- عز الدين يا مرحوم

موتك درس للعموم

- أه لو كنت تدوم

يا رئيس المجاهدين

- ضحيت بروحك ومالك

لأجل استقلال بلادك

- العدو لما جالك

قاومته بعزم متين

- أسست عصبة للجهاد

حتى تحرر البلاد

- غايتها نصر أو استشهاد

وجمعت رجال غيورين

- جمعت رجال من الملاح

من مالك شريت سلاح

- وقلت هيا للكفاح

لنصر الوطن والدين

- جمعت نخبة رجال

وكنت معقد الآمال

- لكن الغدر يا خال!

لعب دوره بالتمكين

- لعبت الخيانة لعبة

وقامت وقعت النكبة

- وسال الدم للركبة

وما كنت تسلم وتلين

- كنت تصيح الله أكبر

كالأسد الغضنفر

- لكن حكم المقدر

مشيئة رب العالمين

- ما أحلى الموت والجهاد

ولا عيشة الاستعباد

- جاوبه رجاله الأمجاد

نموت وتحيا فلسطين

- الجسم مات والمبدأ حي

والدما ما تصير ميّ

- منعاهد الله يا خيّ

نموت موتة عز الدين

- اقروا الفاتحة يا إخوان

على روح شهدا الأوطان

- وسجل عندك يا زمان

كل واحد منّا عز الدين.



قصيدة "دبرها يا مستر دلّ":

‏ تعتبر قصيدة "دبرها يا مستر دلّ" من أشهر القصائد الشعبية لنوح إبراهيم، وقد حفظها في ذلك الزمن الكبير والصغير، و‏هي قصيدة طويلة تتألف من عدة مقاطع، يطلب الشاعر فيها من المستعمر أن يسلّم بحرية ‏شعبه الفلسطيني واستقلاله، ويندد فيها بمحاولات الإنكليز قمع الثورة ومطالباً بمنع بيع أراضي ‏العرب، ووقف هجرة اليهود إلى فلسطين. والمستر "دلّ" هو القائد العام للجيش البريطاني في بلادنا في تلك الفترة.



- يا حضرة القائد "دل"

لا تظن الأمة بتمل

- لكن إنت سايرها

بلكي على يدك بتحل



- ما دمت رجل خطير

وقائد عسكري كبير

- وقضيتنا كلها فهمتها

ما بلزم إلك تفسير

- فهّم لندن باللي صار

واللي بعده راح يصير

- العرب أمة إصرار

صداقتها لازمتكو كتير

- دبرها يا مستر "دل"

بلكي على يدك بتحل.



- إن كنت عاوز يا جنرال

بالقوة تغيّر هالحال

- لازم تعتقد أكيد

طلبك صعب من المحال

- لكن خذها بالحكمة

واعطينا الثمن يا خال

- ونفذ شرط الأمة

من حرية واستقلال

- دبرها يا مستر "دل"

يمكن على يدك بتحل.



- جيت فلسطين الحرة

حتى تقمع الثورة

- ولما درست الحالة

لقيت المسألة خطرة

- بدنا تفهّم بريطانيا

حتى تكفينا شرها

- وتصافي الأمة العربية

بمنع البيع والهجرة

- ودبرها يا مستر "دل"

يمكن على يدك بتحل.



- ما دمت صاحب السلطة

حل هالمشكلة وهالورطة

- ونفذ وعود الشرف

حتى تمحي هالغلطة

- للدولة هذا أشرف

وأحسن مشروح وخطة

- ودبرها يا مستر "دل"

بلكي على يدك بتحل.



‏ولم يكن المستر "دلّ" الوحيد الذي خاطبه نوح إبراهيم شعراً وغناء، بل خاطب الكثيرين من ‏ممثلي السلطة البريطانية المركزيين.. ومنهم المندوب السامي البريطاني في فلسطين ‏الجنرال "غرينفيلد وكهوب"، وندد بتآمره مع الحركة الصهيونية واغتصاب حقوق العرب ‏خلال مدة حكمه كلها..

وتهكم على "وكهوب" الذي يدعي أنه صديق للفلاح، وندد بقوانين الحكومة الجائرة و‏ظلمها:

‏- يا فخامة المندوب

السير "غرينفل وكهوب"

- إنت عارفنا مظلومين

وبدك تسكتنا بالطوب

- يا فخامة المندوب

السير "غرينفل وكهوب"

‏- في مدة هالخمس سنين

فوضوك ع فلسطين

- طارت حقوق العرب

وقويت الصهيونيين

- إنفتحت أبواب الهجرة

حتى صرنا مهددين

- أُجبر خاطرنا مرة

واعطينا بعض المطلوب

- يا فخامة المندوب

السير "غرينفل وكهوب".



- باعك طويل بالسياسة

وسلموك الرياسة

- وإنت صديق الفلاح

وهو ما بملك نحاسة

- ارفع عنا هالقوانين

وهالظلم وهالتعاسة

- ولا تزيد البلة طين

وخذها بلطف وكياسة

- يا فخامة المندوب

السير "غرينفل وكهوب".



- دولتك إسلامية

أكثر منها انجليزية

- حيث رعاياها بالملايين

بكل الكرة الأرضية

- إن كان بدك مصلحتها

خليها تحل القضية

- حتى تحفظ سمعتها

وهادي فرصة ذهبية

- يا فخامة المندوب

السير "غرينفل وكهوب".



- فلسطين أرض الإسلام

مهد المسيح والإسلام

- بعصر المدنية والنور

صارت في شدة وظلام

- وإنت فهمك كفاية

حيث ملينا من الكلام

- غايتنا رفع الراية

مع الاستقلال التام

- يا فخامة المندوب

السير "غرينفل وكهوب".



وواكب نوح إبراهيم بحسه ووعيه الوطني السياسات البريطانية الجائرة تجاه قضية شعبه وهمه اليومي، وكان لها بالمرصاد مع رفاقه الثوار لا بالسلاح فقط، وإنما بالكلمة المقاتلة.. الكلمة الرصاصة. ولما كانت الحكومة البريطانية كثيراً ما تلجأ إلى تشكيل لجان التحقيق نتيجة للهبات الشعبية الثورية، لكسب ‏الوقت وطمأنة العرب والاحتيال لتهدئة الأحوال، حتى بلغ عدد اللجان تلك أربعاً كان ‏آخرها "لجنة التحقيق الملكية" التي وصلت البلاد في 12 تشرين الثاني/ يناير سنة 1936.

فخاطب نوح بكلماته المقاتلة لجنة التحقيق الملكية هذه في إحدى قصائده المغناة. وقد كان العرب ‏في البداية مقاطعين لها، ثم تراجعوا وقرروا التعاون معها استجابة لرغبة وطلب "الملوك العرب"‏‏



- يا جناب اللجنة الملكية

خلي عندك نظرية

- بلكي تفضي هالمشكل

وتحلي هالقضية

- بالأول قاطعناكِ

حتى نحفظ شرفنا

- رجعنا تعاونا معاك

حيث ملوكنا أمرتنا

- ولما نزيهة شفناك

عرضنا لك القضية

- فضي بقى هالمشكل

وحلي لنا هالقضية

‏- يا ما شفنا لجان تحقيق

وقلنا مننول المطلوب

- كثرت يا لورد الخوازيق

واشتغل فينا ضرب الطوب

- ومشينا بقى في طريق

حتى نوصل للمرغوب

- وفضوا بقى هالمشكل

وحلوا لنا هالقضية

‏- فلسطين قضيتها

زي الشمس مفهومة

- الصهيونية اغتصبتها

وبدها تعمل حكومة

- والعرب بدها حقوقها

ومطاليبها المهضومة

- وفضوا بقى هالمشكل

وحلوا لنا هالقضية

‏- العرب أمة أشراف

بكل الدنيا معروفين

- غير المولى ما بتخاف

تفدي بروحها فلسطين

- فضي بقى هالمشكل

وحلي لنا هالقضية

- يا جناب الملكية

خلي عندك نظرية.



وتمجيدا لأبناء فلسطين، من زعماء وثوار، من مسلمين ومسحيين، منفيين ومعتقلين وشهداء، تغنى نوح إبراهيم ببطولاتهم وخلدها في سجل المؤمنين، للأجيال المتعاقبة الساعية إلى إكمال مشوار الأجداد المجاهدين حتى تحرير الوطن المغتصب:



- الله يحيي المعتقلين

والزعماء المنفيين

- نياله اللي تعذب

في سبيل فلسطين

- نياله اللي تعذب

وذاق الألم و التعب

- مش هين ابن العرب

هذا نسل المشهورين

- هذا نسل الأماجيد

حمية وعزم شديد

- والحرية هيك تريد

رجال غيرة وطنيين

- اللي تعذب نياله

النيشان يحلا له

- كل الغالي يرخص له

من مسيحية ومسلمين

- واللي حارب وجاهد

واللي مات واستشهد

- ذكره للأبد مخلّد

في سجل المؤمنين

- واللي خسر راسماله

وما بملك قوت عياله

- الأمة لازم تقدم له

تعوّض له قده مرتين.



كما غنى نوح إبراهيم بعد الإضراب المشهور الذي أعلنه بحارة ميناء يافا (على ‏إثر انكشاف عملية تهريب أسلحة للحركة الصهيونية) والذي كان فاتحة حركة إضرابية ‏سياسية واسعة جداً.... يقول
في


قصيدة بعنوان "بحرية يافا":



- تحيا رجال البحرية

من إسلام و مسيحية

- بحرية يافا البواسل

أصحاب الهمة العلية

- تحيا بحرية يافا

رجال النخوة المعروفة

- أظهروا مدة الإضراب

شهامة عظيمة موصوفة

- وعطلوا كل الأعمال

وأعطوا مثل لحيفا

- رفعوا رأس الأمة يا خال

ومشيوا بأول صفوفها

- في الإضراب ضحوا كتير

واجهوا الأمر العسير

- وكانوا مثل للجميع

من كبير مع صغير

- ست أشهر صبروا عالجوع

رفضوا الربح الوفير

- والمثل بحكي وبقول

الشرف عند الفقير

- رأسمالهم الشهامة

مبداهم الكرامة

- معروفين بالشجاعة

والبسالة والهمة

- لازم الكل يكافيهم

والشعب يشجع ميناهم

- وفي وقت الشدة يعينهم

مثل ما أعانوا الأمة

‏- بيوتهم نسفوها

رجالهم حبسوها

- ما خلوا حيلتهم شي

أطفالهم شتتوها

- كل هذا وهم صابرين

عالعهود محافظين

- وإن نادتهم فلسطين

بالأرواح يفدوها.



قبل نحو واحد وسبعين عاماً رحل نوح إبراهيم، لكن ذكراه العطرة باقية بيننا ببقاء أشعاره التي تحرسها ذاكرتنا الشعبية الوطنية. ولكم هي عديدة محاولات الباحثين والمهتمين بتوثيق "الكلمة الفلسطينية" من شعر وقصة وكافة الأجناس الأدبية والفكرية لجمع التراث الفلسطيني الشفاهي والمكتوب.

وفي هذا السياق قام الباحث الأستاذ نمر سرحان في مؤلفه (موسوعة الفلكلور الفلسطيني، جزء 2، مطبعة التوفيق، عمان، 1977) بجمع

ما توفر من أشعار نوح إبراهيم ونشرها.



كما صدر حوله عدد من المؤلفات هي:

1. نمر حجاب، الشاعر الشعبي الشهيد نوح إبراهيم، 2005.

2. سميح شبيب، الشاعر الشعبي نوح إبراهيم: الشاهد والشهيد، دراسة في ندوة بعنوان "التاريخ الاجتماعي الفلسطيني بين غابة الأرشيف و أشجار الحكايات"، 21- 22 تشرين ثاني 2003/ جامعة بير زيت.

3. عبد العزيز أبو هدبا، "الشاعر نوح إبراهيم، بالكلمة المنغمة أرخ للثورة الفلسطينية، 1935- 1938"، مجلة الزاوية، العدد3- 4، شتاء- ربيع 2003.

4. خالد عوض، نوح إبراهيم شاعر وشهيد. مطبعة فينوس، الناصرة، 1990.

5. خالد عوض، نوح إبراهيم الشاعر الشعبي لثورة 36- 39.



في العام 1990 منح اسم الشاعر الشهيد نوح إبراهيم وسام القدس للثقافة والفنون، من منظمة التحرير الفلسطينية.










رد مع اقتباس
قديم 12-28-2012, 10:18 PM رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
م .نبيل زبن
المؤسس
 
الصورة الرمزية م .نبيل زبن
إحصائية العضو







 

م .نبيل زبن غير متواجد حالياً

 


افتراضي


3-ناجــــــي العلي


ناجي سليم حسين العلي (1937 إلى 29 اغسطس 1987)، رسام كاريكاتير فلسطيني، تميز بالنقد اللاذع في رسومه، ويعتبر من أهم الفنانين الفلسطينيين. له أربعون ألف رسم كاريكاتوري، اغتاله شخص مجهول في لندن عام 1987. قام الفنان نور الشريف بعمل فيلم له باسم ناجي العلي أثار ضجة في وقتها وطالب بعض المحسوبين على الحكومة المصرية بمنع الفيلم، بسبب انتقاده للنظام المصري.
سيرته الذاتية
لا يعرف تاريخ ميلاده على وجه التحديد، ولكن يرجح أنه ولد عام 1937، في قرية الشجرة الواقعة بين طبريا والناصرة، بعد قيام الكيان الصهيوني هاجر مع أهله عام 1948 إلى جنوب لبنان وعاش في مخيم عين الحلوة، ثم هجر من هناك وهو في العاشرة، ومن ذلك الحين لم يعرف الاستقرار أبدا، فبعد أن مكث مع أسرته في مخيم عين الحلوة بجنوب لبنان اعتقلته القوات الإسرائيلية وهو صبي لنشاطاته المعادية للاحتلال، فقضى أغلب وقته داخل الزنزانة يرسم على جدرانها. وكذلك قام الجيش اللبناني باعتقاله أكثر من مرة وكان هناك أيضاً يرسم على جدران السجن. سافر إلى طرابلس ونال منها على شهادة ميكانيكا السيارات. تزوج من وداد صالح نصر من بلدة صفورية الفلسطينة وأنجب منها أربعة أولاد هم خالد وأسامة وليال وحسنية.
رسومه
كان الصحفي والأديب الفلسطيني غسان كنفاني قد شاهد ثلاثة أعمال من رسوم ناجي في زيارة له في مخيم عين الحلوة فنشر له أولى لوحاته وكانت عبارة عن خيمة تعلو قمتها يد تلوّح، ونشرت في مجلة "الحرية" العدد 88 في 25 سبتمبر 1961.
في سنة 1963 سافر إلى الكويت ليعمل محررا ورساما ومخرجا صحفيا فعمل في الطليعة الكويتية، السياسة الكويتية، السفير اللبنانية، القبس الكويتية، والقبس الدولية.
مقولات لناجي العلي
• اللي بدو يكتب لفلسطين* واللي بدو يرسم لفلسطين* بدو يعرف حالو: ميت.
• هكذا أفهم الصراع: أن نصلب قاماتنا كالرماح ولا نتعب.
• الطريق إلى فلسطين ليست بالبعيدة ولا بالقريبة* إنها بمسافة الثورة.
• كلما ذكروا لي الخطوط الحمراء طار صوابي* أنا أعرف خطا أحمرا واحدا: إنه ليس من حق أكبر رأس أن يوقع على اتفاقية استسلام وتنازل عن فلسطين.
• متهم بالإنحياز* وهي تهمة لاأنفيها* أنا منحاز لمن هم "تحت".
• أن نكون أو لا نكون* التحدي قائم والمسؤولية تاريخية.

حنظلة
حنظلة شخصية ابتدعها ناجي العلي تمثل صبياً في العاشرة من عمره، ظهر رسم حنظلة في الكويت عام 1969 في جريدة السياسة الكويتية، أدار ظهره في سنوات ما بعد 1973 وعقد يداه خلف ظهره، وأصبح حنظلة بمثابة توقيع ناجي العلي على رسوماته. لقي هذا الرسم وصاحبه حب الجماهير العربية كلها وخاصة الفلسطينية لأن حنظلة هو رمز للفلسطيني المعذب والقوي رغم كل الصعاب التي توجهه فهو دائر ظهره للعدو.
ولد حنظلة في 5 حزيران 1967، ويقول ناجي العلي بأن حنظلة هو بمثابة الأيقونة التي تحفظ روحه من الانزلاق، وهو نقطة العرق التي تلسع جبينه إذا ما جبن أو تراجع.
وعن حنطلة يقول ناجي: ولد حنظلة في العاشرة في عمره وسيظل دائما في العاشرة من عمره، ففي تلك السن غادر فلسطين وحين يعود حنظلة إلى فلسطين سيكون بعد في العاشرة ثم يبدأ في الكبر، فقوانين الطبيعة لا تنطبق عليه لأنه استثناء، كما هو فقدان الوطن استثناء. واما عن سبب تكتيف يديه فيقول ناجي العلي: كتفته بعد حرب أكتوبر 1973 لأن المنطقة كانت تشهد عملية تطويع وتطبيع شاملة، وهنا كان تكتيف الطفل دلالة على رفضه المشاركة في حلول التسوية الأمريكية في المنطقة، فهو ثائر وليس مطبع.
وعندما سُئل ناجي العلي عن موعد رؤية وجه حنظلة أجاب: عندما تصبح الكرامة العربية غير مهددة، وعندما يسترد الإنسان العربي شعوره بحريته وإنسانيته.
شخصيات أخرى
كان لدى ناجي شخصيات أخرى رئيسية تتكرر في رسومه، شخصية المرأة الفلسطينية التي أسماها ناجي فاطمة في العديد من رسومه. شخصية فاطمة، هي شخصية لا تهادن، رؤياها شديدة الوضوح فيما يتعلق بالقضية وبطريقة حلها، بعكس شخصية زوجها الذي ينكسر أحيانا. في العديد من الكاريكاتيرات يكون رد فاطمة قاطعا وغاضبا، كمثال الكاريكاتير الذي يقول فيه زوجها باكيا: سامحني يا رب، بدي أبيع حالي لأي نظام عشان أطعمي ولادي فترد فاطمة: الله لا يسامحك على هالعملة. أو مثلا الكاريكاتير الذي تحمل فيه فاطمة مقصا وتقوم بتخييط ملابس لأولادها* في حين تقول لزوجها: شفت يافطة مكتوب عليها "عاشت الطبقة العاملة" بأول الشارع* روح جيبها بدي أخيط كلاسين للولاد. أما شخصية زوجها الكادح والمناضل النحيل ذي الشارب، كبير القدمين واليدين مما يوحي بخشونة عمله.
مقابل هاتين الشخصيتين تقف شخصيتان أخرتان* الأولى شخصية السمين ذي المؤخرة العارية والذي لا أقدام له (سوى مؤخرته) ممثلا به القيادات الفلسطينية والعربية المرفهة والخونة الإنتهازيين. وشخصية الجندي الإسرائيلي* طويل الأنف* الذي في أغلب الحالات يكون مرتبكا أمام حجارة الأطفال* وخبيثا وشريرا أمام القيادات الانتهازية.
اغتياله
اطلق شاب مجهول النار على ناجي العلي في لندن بتاريخ 22 يوليو عام 1987 فاصابه تحت عينه اليمنى، ومكث في غيبوبة حتى وفاته في 29 اغسطس 1987، ودفن في لندن رغم طلبه أن يدفن في مخيم عين الحلوة بجانب والده وذلك لصعوبة تحقيق طلبه.
قامت الشرطة البريطانية، التي حققت في جريمة قتله، باعتقال طالب فلسطيني يدعى إسماعيل حسن صوان ووجدت أسلحة في شقته لكن كل ما تم اتهامه به كان حيازة الأسلحة. تحت التحقيق، قال إسماعيل أن رؤساءه في تل أبيب كانوا على علم مسبق بعملية الاغتيال. رفض الموساد نقل المعلومات التي بحوزتهم إلى السلطات البريطانية مما أثار غضبها وقامت مارغريت تاتشر، رئيسة الوزراء حينذاك، بإغلاق مكتب الموساد في لندن.
لم تعرف الجهة التي كانت وراء الاغتيال على وجه القطع. يتهم إسرائيل بالعملية وذلك لانتمائه إلى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين التي قامت إسرائيل باغتيال بعض عناصرها كما تشير بعض المصادر أنه عقب فشل محاولة الموساد لاغتيال خالد مشعل قامت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية بنشر قائمة بعمليات اغتيال ناجحة ارتكبها الموساد في الماضي وتم ذكر اسم ناجي العلي في القائمة.
دفن الشهيد ناجي العلي في مقبرة بروك وود الإسلامية في لندن وقبره يحمل الرقم 230191. وأصبح حنظلة رمزاً للصمود والإعتراض على ما يحدث وبقي بعد ناجي العلي ليذكّر الناس بناجي العلي









رد مع اقتباس
قديم 12-28-2012, 10:24 PM رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
م .نبيل زبن
المؤسس
 
الصورة الرمزية م .نبيل زبن
إحصائية العضو







 

م .نبيل زبن غير متواجد حالياً

 


افتراضي


4-ابراهيم نصر الله

إبراهيم نصر الله

إبراهيم نصرالله من مواليد عمّان، الأردن، من أبوين فلسطينيين، هاجرامن أرضهما عام 1948م، درس في مدارس وكالة الغوث في مخيم الوحدات، وأكمل دراسته في مركز تدريب عمان لإعداد المعلمين. غادر إلى السعوديةحيث عمل مدرسا لمدة عامين 1976-1978م، عمل في الصحافة الأردنية من عام 1978-1996م. عمل في مؤسسة عبد الحميد شومان -دارة الفنون - مستشارا ثقافيا للمؤسسة، ومديرا للنشاطات الأدبية فيها بين عامي 1996 إلى عام 2006. تفرغ بعد ذلك للكتابة.



الشعر
شهدت تجربة نصر الله الشعرية تحولات كثيرة، حيث شكلت دواوينه الثلاثة الأولى ما يشبه الوحدة الواحدة، من حيث طول القصيدة، وإن كان ديوانه الثالث (أناشيد الصباح) قد شهد نقلة في تركيز قصائده على الإنساني أكثر وأكثر، وبدا احتفاؤه بالأشياء والتفاصيل عاليا، كما في قصائده النوافذ والدرج ورحيل وقصائد الحب التي احتلت الجزء الأكبر من الديوان، وكذلك حضور قصيدة النثر فيه بصورة لافتة. وكان نشر عمله الشعري (نعمان يسترد لونه) نقطة مهمة في مسيرته، حيث حضرت القصيدة السيرية المركبة التي تشكل العمل كله، وقد أثار هذا الديوان الكثير من ردود الفعل، وتم منعه عام 1998 بعد 14 عاما من صدوره، والتراجع عن ذلك، وبعد 23 سنة من صدوره منع مرة ثانية في الأردن وتم تحويل الشاعر بسببه للمحكمة، لكن حملة تضامن واسعة، حالت دون المضي في هذه القضية. وقد شهدت النصف الثاني من الثمانينات ظهور القصيدة الملحمية في تجربة نصرالله، وكان من أبرز تلك القصائد: الحوار الأخير قبل مقتل العصفور بدقائق، الفتى النهر والجنرال، وقصيدة راية القلب ـ ضد الموت، التي تأمل فيها نصرالله الموت من زواياه المختلفة، على الصعيد الفردي والإنساني الواسع، وصولا لقصيدته الملحمية (فضيحة الثعلب) التي كتبها عام 1990.
وما لبث نصرالله أن خاض تجربة القصيدة القصيرة جدا في ديوان كان له أثر كبير في الحركة الشعرية العربية وهو ديوان : عواصف القلب 1، الذي تبعه بعد سنوات ديوان: شرفات الخريف، وكتاب الموت والموتى، الذي يتأمل فيه الموت عبر مائة قصيدة وقصيدة، وصولا لحجرة الناي، أو عواصف القلب 4. وفي عام 1999 نشر ديوانا يشكل سيرة شعرية لأمه هو (بسم الأم والابن)، ثم أتبعه بديوان سيري آخر هو (مرايا الملائكة)وهو سيرة متخيلة للشهيدة الفلسطينية الطفلة، ابنة الشهور الأربعة: إيمان حجو. وقد أفاد نصرالله من خبراته الروائية بشكل واضح في كتابة هذين العملين.
أما ديوانه الأخير (لو أنني كنت مايسترو) فقد اعتبره النقاد نقلة أخرى في مسيرته، نحو فضاءات إنسانية جديدة ومواضيع مختلفة، تداخل فيها الإنساني والوطني والكوني بصورة عميقة.


الرواية



أما على المستوى الروائي، فقد أحدثت روايته الأولى (براري الحُمّى)أصداء لم تزل مستمرة حتى اليوم، حيث توالت طبعاتها ومناقشتها في دراسات نقدية وأكاديمية، وتم اختيارها قبل أربع سنوات كواحدة من أهم خمس روايات ترجمت للدنمركية، وبعد 26 سنة على صدورها اختارها الكاتب الأمريكي مات ريس بتكليف من الغاردين البريطانية كواحدة من أهم عشر روايات كتبت عن العالم العربي وتقدم صورة غير تلك الصورة الشائعة في الإعلام. أنجز نصرالله عددا من الروايات بعد براري الحمى، والتي نالت اهتماما كبيرا، وشكلت تجربته في الملهاة الفلسطينية أول مشروع واسع على المستوى الروائي لتأمل القضية الفلسطينية على مدى 125 عاما، ووصلت روايته زمن الخيول البيضاء، الرواية الأخيرة التي صدرت ضمن هذا المشروع، إلى اللائحة القصيرة لجائزة البوكر العربية، في حين أثار مشروعه الآخر (الشرفات)الذي يشكل الوجه الآخر للملهاة الفلسطينية، منذ صدور الرواية الأولى منه اهتماما نقديا وقرائيا واسعا. وأعيدت طباعة أعمال مرات كثيرة وفي غير عاصمة عربية.
من أعماله
الشعر
 الخيول على مشارف المدينة عام 1980م.
 نعمان يسترد لونه عام 1984م.
 أناشيد الصباح عام 1984م.
 الفتى والنهر والجنرال عام 1987م.
 عواصف القلب عام 1989م.
 حطب أخضر عام 1991م.
 فضيحة الثعلب 1993م.
 الأعمال الشعرية (مجلد) عام 1994م.
 شرفات الخريف عام 1996م.
 كتاب الموت والموتى عام 1997م.
 بسم الأم والابن عام 1999م.
 مرايا الملائكة 2001م
 حجرة الناي 2007 م
 لو أنني كنت مايسترو 2009
نُشرت مختارات من قصائده بالإنجليزية، الإيطالية،والروسية، والأسبانيةالبولندية، والتركية، والفرنسية، والألمانية. ترجمت بعض رواياته إلى الإنجليزية، الإيطالية، الدنماركية.
الروايات
 براري الحمى عام 1885م
 الأمواج البرية سردية عام 1988م.
 عو 1990م.
 مجرد 2 فقط 1992م
 حارس المدينة الضائعة -1998م- بيروت.
الشرفات (لكل رواية استقلالها عن الروايات الخرى)
 شرفة الهذيان 2005 م
 شرفة رجل الثلج 2009
 شرفة العار 2010
صدرت طبعاتها عن الدار العربية للعلوم ـ بيروت
الملهاة الفلسطينية
مجموعة روايات لكل رواية استقلالها عن الروايات الأخرى
 طيور الحذر 1996م
 طفل الممحاة 2000م.
 زيتون الشوارع 2002 م
 أعراس آمنة 2004م
 تحت شمس الضحى 2004 م
 زمن الخيول البيضاء 2007 (اللائحة القصيرة لجائزة البوكر العربية عام 2009)[1]
صدرت طبعاتها الجديدة عن الدار العربية للعلوم ـ بيروت، منشورات الاختلاف ـ الجزائر ودار مكتبة كل شيء، فلسطين
كتب أخرى
 هرائم المنتصرين ـ السينما بين حرية الإبداع ومنطق السوق. 2000م
 السيرة الطائرة ـ أقل من عدو أكثر من صديق 2006 م
 صور الوجود ـ السينا تتأمل 2008
معارض
 كتاب يرسمون - معرض مشترك لثلاثة كتاب - عمان 1993م.
 مشاهد من سير عين.معرض فوتوغرافي، دارة الفنون - عمان 1995م.
 تحت شمسين، معرض فوتوغرافي، دارة الفنون - عمان 2004م.
 حياة البحر الميت، معرض فوتوغرافي ـ كوريا 2004م

نال سبع جوائز على أعماله الشعرية والروائية منها:
 جائزة عرار للشعر 1991م
 جائزة تيسير سبول للرواية 1994م.
 جائزة سلطان العويس للشعر العربي 1997م.
• الندوات والمؤتمرات • شارك في كثير من المهرجانات الشعرية والندوات الأدبية والفنية التي عقدت في الأردن، مصر، العراق، الإمارات العربية المتحدة، سورية، لبنان، المغرب، تونس، ليبيا، اليمن، السعودية، قطر، البحرين، فرنسا، الولايات المتحدة الأمريكية، إيطاليا، كوريا، ألمانيا، كولومبيا، السويد، اسبانيا، كولومبيا، بريطانيا، سويسرا، الدنمارك..




• المصادر التي تناولت أعماله بالدراسة
1ـ رسائل جامعية • قدمت حول تجربته: • رسالة ماجستير حول رواية (عَـوْ) كلوتيلد جوثير، جامعة إنلكو ـ باريس 1998 • رسالة ماجستير حول تجربته الشعرية / أكرم الدويري/ جامعة اليرموك 1999 • رسالة ماجستير حول تجربته الروائية / هيام شعبان/جامعة اليرموك 2001 • رسالة جامعية حول ديوان (شرفات الخريف) بورنيلا آريو/جامعة نابولي/ إيطاليا ‏2001‏ • رسالة جامعية حول رواية (عو) مع ترجمة لها، سارة تريولزي، جامعة روما 2001 • رسالة جامعية حول رواية (طيور الحذر) تشينزيا باناديس، جامعة نابولي 2003 • رسالة دكتوراه (البنية والدلالة في روايات إبراهيم نصرالله) مرشد أحمد/ جامعة الزاوية 2004 • رسالة جامعية حول روايته (أعراس آمنه) مايلا غاتين جامعة روما 2005. • رسالة ماجستير حول روايته (طيور الحذر) سميرة هنيني، جامعة إنلكو ـ باريس 2005. • رسالة ماجستير بعنوان (التشكيل الجمالي في شعر إبراهيم نصر الله) صالح حسن رجب، معهد البحوث والدراسات العربية ـ قسم الدراسات الأدبية واللغوية ـ القاهرة 2005.
2 ـ كتب
• (شعرية طائر الضوء ـ جماليات التشكيل والتعبير في قصائد إبراهيم نصرالله) الدكتور محمد صابر عبيد، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت 2004 • (البنية والدلالة في روايات إبراهيم نصرالله) الدكتور مرشد أحمد، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت 2005 • الكون الروائي ـ قراءة في الملحمة الروائية (الملهاة الفلسطينية) د. محمد صابر عبيد، د. سوسن البياتي، المؤسسة العربية للدراسات والنشر ـ بيروت 2006 • عين ثالثة/ تداخل الفنون والأجناس في أعمال إبراهيم نصرالله الإبداعية. حسين نشوان، منشورات وزارة الثقافة ـ الأردن 2007 • سحر النص: من أفق السرد إلى أجنحة الشعر/ قراءات في المدوّنة الإبداعية لإبراهيم نصرالله. مجموعة باحثين. منشورات الدائرة الثقافية ـ أمانة عمان والمؤسسة العربية للدراسات والنشر- بيروت 2007









رد مع اقتباس
قديم 12-28-2012, 10:28 PM رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
م .نبيل زبن
المؤسس
 
الصورة الرمزية م .نبيل زبن
إحصائية العضو







 

م .نبيل زبن غير متواجد حالياً

 


افتراضي


4- الشاعر الكبير عبد الرحيم محمود


ولد عبد الرحيم محمود سنة 1913 في بلدة عنبتا التي تقع قرب طولكرم في فلسطين، ويلقّب بالشاعر الفلسطيني الشهيد وهو يتمتع باحترام الأجيال الشعرية الفلسطينية وتقديرها الكبير.

درس المرحلة الثانوية في مدرسة النجاح (التي أصبحت الآن جامعة النجاح) في نابلس حيث علّم اللغة والأدب العربيين حتى عام 1936. عندما اشتعلت ثورة 1936 ترك عبد الرحيم محمود التعليم وانضمّ إلى المجاهدين الذين يقاومون الاحتلال البريطاني، ولقد استمرّ يكتب الشعر الحماسي الذي يدعو فيه شعبه إلى الجهاد من أجل حقوقه الوطنية.

درس ما بين عامي 1939 و 1942 في الكليّة الحربيّة في العراق وتخرّج برتبة ضابط. وقد دعته الحكومة العراقية فيما بعد ليدرس في بغداد أولاً ثم في البصرة حيث انضم إلى ثورة رشيد عالي الكيلاني ضد الاستعمار البريطاني.

عاد إلى فلسطين بعدها، وظلّ إلى يوم استشهاده نشطاً على الصعيدين السياسي والشعري.

انضم إلى صفوف المدافعين عن فلسطين ضد الزحف الصهيوني ما بين عامي 1947 – 1948 وذلك بعد صدور قرار التقسيم.

استشهد في معركة الشجرة في 13 تموز 1948.

يحفظ عشرات الآلاف من الفلسطينيين والعرب شعره الذي يتمتع بنظرة رؤيوية لمستقبل فلسطين الأليم الذي تحقق بعد استشهاده.

جمع شعره وصدرت مجموعته الشعرية الكاملة أكثر من مرة

سأحمل روحي على راحتي وألقي بها في مهاوي الردى

فإما حياة تسر الصديق وإما ممات يغيظ العدى







رد مع اقتباس
قديم 12-28-2012, 10:31 PM رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
م .نبيل زبن
المؤسس
 
الصورة الرمزية م .نبيل زبن
إحصائية العضو







 

م .نبيل زبن غير متواجد حالياً

 


افتراضي


5-ابراهيم طوقان

ولد فى مدينة نابلس، سنة 1905، لأسرة من كبار الملاك، تمكنت من تعليم أبنائها، مجتازة العوائق التى نصبتها الحكومة العثمانية، ومن بعدها سلطات الانتداب البريطانى على فلسطين.
تلقى الفتى إبراهيم دراسته الابتدائية فى المدرسة الرشيدية، قبل أن يتنقل إلى مدرسة المطران فى القدس، سنة1919، وفيها قضى أربع سنوات ليلتحق بعدها بالجامعة الأمريكية فى بيروت، حتى تخرج منها سنة 1929.
تجلى نشاطه الأدبى، أثناء دراسته فى الجامعة الأمريكية، وساعد الدكتور لويس نيكل البوهيمى فى تحقيق كتاب "الزهرة"، لمحمد بن داود الظاهرى الأصفهانى.
بعد تخرجه من الجامعة الأمريكية، غدا مدرسا للغة العربية فى "مدرسة النجاح الوطنية" بنابلس، قبل أن ينتقل للتدريس فى الجامعة التى تخرج منها، لسنتين متواليتين 1931-1933. بعدها عاد إلى فلسطين، ليزاول التعليم فى المدرسة الرشيدية بالقدس، لبضعة أشهر، قبل أن تجرى له عملية جراحية فى المعدة، عين بعدها فى إدارة المياه بنابلس.
فى سنة 1936 ترأس القسم العربى فى إذاعة القدس، حيث أغنى القسم بالأحاديث الأدبية، والروايات التمثيلية، والأناشيد، وحياة الشخصيات الفلسطينية، ووظف الإذاعة فى بث الروح الوطنية، فأتهم بالتحريض ضد الانتداب البريطاني، وأقيل من وظيفته سنة 1940
ما دفعه إلى التوجه للعراق، والعمل مدرسا فى مدرسة المعلمين الريفية هناك، لكنه لم يلبث أن اشتد عليه المرض، فغادر العراق إلى مسقط رأسه ليموت بعد أيام وذلك يوم الجمعة الموافق 2 ايار 1941.
جمع فى ديوان شعر، صدرت منه طبعات عدة،
كما جمع الشاعر الفلسطينى المتوكل طه بعضا من أحاديث إبراهيم طوقان ومقالاته، وأصدرها فى كتاب.
اشتهر عن طوقان قصائده الوطنية، لعل أهمها "الفدائى"، وفيها يقول:

لا تسل عن سلامته
روحه فوق راحته
بدلته همومه
كفناً من وسادته
هو بالباب واقف
والردى منه خائف
فاهدئى يا عواصف
خجلاً من جراءته
صامت لو تكلما
لفظ النار والدما
قل لمن غاب صمته
خلق الحزم أبكما
حين أقدمت سلطات الانتداب البريطانى على إعدام الأبطال الثلاثة (فؤاد حجازى/ محمد جمجوم/ وعطا الزير)، سنة 1930، خلدهم إبراهيم طوقان بقصيدة أشبه بالمسرحية الشعرية، حملت اسم "الثلاثاء الحمراء" اليوم الذى تم فيه إعدام الأبطال الثلاثة.
يضيق إبراهيم ذرعا من اتكالية الشعب فخاطبه قائلا:

أمسيت يا مسكين عمرك بالتأوه والحزن
وقعدت مكتوف اليدين: حاربنى الزمن
ما لم تقم بالعبء أنت، فمن يقوم به إذن؟!
وطن يباع ويشترى
وتصيح فليحيا الوطن
لو كنت تبغى خيره
لبذلت من دمك الثمن
ولقمت تضمد جرحه
لو كنت من أهل الفطن
وفى قصيدة "يا رجال البلاد" كأن إبراهيم طوقان يصف قادة الصدفة، الذين قفزوا إلى سدة القيادة الفلسطينية، مستقوين برياح معادية.

وطنى مبتلى بعصبة (دلالين)
لا يتقون فيه الله
فى ثياب تريك عزا ولكن
حشوها الذل والرياء شذاها
ووجوه صفيقة ليس تندى
بجلود مدبوغة تغشاها
كما لم يخل شعر إبراهيم طوقان من الغزل، والرثاء، إلى الأناشيد التى ملأت حياتنا أطفالا وفتيانا.
وربما يجدر الاشارة الى ان طوقان هو صاحب النشيد الوطني الذي يتردد صداه في كل الوطن العربي


مَــوطِــنــي مَــوطِــنِــي
الجـلالُ والجـمالُ والسَّــنَاءُ والبَهَاءُ
فـــي رُبَــاكْ فــي رُبَـــاكْ

والحـياةُ والنـجاةُ والهـناءُ والرجـاءُ
فــي هـــواكْ فــي هـــواكْ

هـــــلْ أراكْ هـــــلْ أراكْ
سـالِماً مُـنَـعَّـماً وَ غانِـمَاً مُـكَرَّمَاً

هـــــلْ أراكْ فـي عُـــلاكْ
تبـلُـغُ السِّـمَـاكْ تبـلـغُ السِّـمَاك
مَــوطِــنِــي مَــوطِــنِــي

مَــوطِــنِــي مَــوطِــنِــي
الشبابُ لنْ يكِلَّ هَمُّهُ أنْ تستَقِـلَّ أو يَبيدْ
نَستقي منَ الـرَّدَى ولنْ نكونَ للعِــدَى
كالعَـبـيـــــدْ كالعَـبـيـــــدْ

لا نُريــــــدْ لا نُريــــــدْ
ذُلَّـنَـا المُـؤَبَّـدا وعَيشَـنَا المُنَكَّـدا
لا نُريــــــدْ بـلْ نُعيــــدْ
مَـجـدَنا التّـليـدْ مَـجـدَنا التّليـدْ
مَــوطِــنــي مَــوطِــنِــي

مَــوطِــنِــي مَــوطِــنِــي
الحُسَامُ و اليَـرَاعُ لا الكـلامُ والنزاعُ
رَمْــــــزُنا رَمْــــــزُنا
مَـجدُنا و عـهدُنا وواجـبٌ منَ الوَفا
يهُــــــزُّنا يهُــــــزُّنا

عِـــــــزُّنا عِـــــــزُّنا
غايةٌ تُـشَــرِّفُ و رايـةٌ ترَفـرِفُ
يا هَـــنَــاكْ فـي عُـــلاكْ
قاهِراً عِـــداكْ قاهِـراً عِــداكْ
مَــوطِــنِــي مَــوطِــنِــي


رحم الله شاعر فلسطين الفذ الذي مات وعمره 36 سنة ليقطع الموت بذلك مسيرة من الابداع لم يشاء الله لها ان تستمر







رد مع اقتباس
قديم 12-28-2012, 10:35 PM رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
م .نبيل زبن
المؤسس
 
الصورة الرمزية م .نبيل زبن
إحصائية العضو







 

م .نبيل زبن غير متواجد حالياً

 


افتراضي


6- الشاعر عبد الكريم الكرمي «أبو سلمى»
(١٩٠٩-١٩٨٠)

قبيل النكبة
أنوّه، بداية، بأنه لضيق المجال لن أستطيع أن أفيَ شاعرنا ؛ تلك القامة الشامخة والهامة المرفوعة، حقه كاملاً في هذه العجالة. وعليه لن أعرض لسيرة حياته: من مولد ونشأة وثقافة وأسرة وما إلى ذلك. فتلك قضايا، على أهميتها، يمكن الوقوف عليها بسهولة، وهي مبثوثة في تضاعيف الكتب والمجلات أو في مواقع الإنترنيت المختلفة. باعتقادي، سوف نكون أكثر فائدة في ما لو يتم التركيز أكثر على ثقافة الأسئلة لا على ثقافة الأجوبة، لأن الأسئلة، في منظور ما، تعد مفاتيح المعرفة والأفكار والتوعية.

عندما سئل نجيب محفوظ عن النبوءة في الأدب في مقابلة معه، قال: إن مسؤوليةَ الأديب لا تنحصر في عكس الواقع، بل يجب أن تتمثل في قدرته على تصوّر النتائج المترتبة على هذا الواقع. إذا كان الأدب قبل النكسة لم يحصل له مثل هذا الحدْس فهذا يعني أنه بحاجة إلى نكسة ليستيقظ، وإذا كانت النكسة أتت مفاجئة له، فهذه شهادة على الأدباء لن يغفرها لهم التاريخ، وهي دليل على أنهم كانوا من ضمن «الخونة»!

هذه الإجابة الواضحة والجريئة تدل على مدى نفور محفوظ من الأدب الذي يهدف إلى مجاملة السلطة ومدحها والتصفيق لها، ذلك الأدب الذي يحمل زورًا اسم الأدب الملتزم. وفي نفس المقابلة، يوضح محفوظ قدرة الأديب الحدْسية على التنبؤ وكأني به يسائله: أيها الأديب أين كنت؟

نسوق مثل ذلك الكلام لكي نوضح الفرق الكبير بين أدباء العرب، قبيل نكسة عام 1967، وأدباء فلسطين قبيل النكبة عام 1948، ففي حين لم ينهض الأدباء العرب بدورهم وتقاعسوا إذ لم يؤدوا واجبهم كما يجب، ولم يتنبأوا أو يتنبهوا على تلك الأخطار المحدقة ويحذروا منها بحدسهم وتوقعاتهم، نجد، على العكس تمامًا، شعراء فلسطين، مثال ذلك: أبو سلمى وإبراهيم طوقان وعبد الرحيم محمود وآخرون، الذين تنبأوا وأيقنوا بأم العين، بما كان لديهم من قوة الحدْس محذرين مما كان ينتظر وطنهم وشعبهم من مخاطر وأهوال، وأن النكبة واقعة لا محال، وباتت قاب قوسين أو أدنى، لكن المسألة مسألة وقت ليس أكثر! وعن تلك المرحلة يقول أبو سلمى: الشعر لا انقطاع له في فلسطين آباؤنا قاوموا الاستبداد العثماني، البريطاني، الصهيوني.. كان للشعر هُويةٌ خاصة – هذه ليست إقليمية – خلاصة هذه الهوية: الشاعر في المسيرة مع الشعب، الشعراء جزء من هذا الشعب فهم أدرى بتصوير آلامه وإحساساته والتعبير عن آلامه وتطلعاته، ورسمِ درب المستقبل نحو المجتمع الأفضل.

لقد نهض شعراء فلسطين بالمسؤولية، عشية النكبة وقبل وقوعها، على أكمل وجه انطلاقا من وعيهم المبكر وواجبهم الوطني وقوة حدسهم. فحين أحسوا بالخطر الداهم يلوح في الأفق، هبوا يدقون أجراس الخطر ويقرعون الخزان مرات ومرات، يحذرون وينذرون شعبهم وأبناء جلدتهم، حكاما وشعوبا، مما يتربص بهم من مؤامرات كبرى توشك أن تحل بفلسطين وشعبها، متخذين من شعرهم وسيلة كفاحية مباشرة، بغية إيقاظ الجماهير وتثويرها، والوقوف في وجه المؤامرة ومحاولة منع وقوعها، قبل فوات الأوان، أو قبل أن يقع الفأس في الرأس كما يقال، لكن لا من مجيب ولا من مستجيب، أو كما قال الشاعر:

لقد أسمعت لو ناديت حيًا

ولكن لا حياة لمن تنادي

ويثبت واقع الحال إلى أي مدى كان أولئك الشعراء واقعيين وصادقين في الوقت نفسه، لكن للأسف لم يتلق صوتهم إسنادا موازيا على أرض الواقع في القوة والأثر والتأثير، فقوة الكلمة بحاجة إلى قوة الفعل أيضًا. وأسفرت تلك المؤامرات عن ضياع معظم أجزاء الوطن وتشريد غالبية أبنائه، وبين عشية وضحاها صار من لا يملك شيئا يملك كل شيء!

كان لاشتداد الصراع في فلسطين، ولاسيما حين بلغت الثورة أوجها ما بين عام 1936 وعام النكبة 1948، تأثير كبير على الحركة الشعرية في فلسطين. أبو سلمى أحد ثلاثة شعراء يمكن أن يمثلوا خير تمثيل الشعر الفلسطيني في عهد الانتداب البريطاني على فلسطين، كان قد التقى في القدس بزميليه الشاعرين إبراهيم طوقان، وعبد الرحيم محمود، ليشكلوا معًا مثلثا وطنيا شامخا في تجربة شعرية رائدة، ركيزتها الأساسية فلسطين: الوطن والشعب!

* يقول إبراهيم طوقان في قصيدة رثاء لمدينة القدس وعنوانها ((القدس)) عام 1934:

قضيةٌ نبذوها بعدما قُتلت

ما ضرّ لو فتحوا قبرًا يواريها

* وهذا الشاعر عبد الرحيم محمود، متنبئًا بوقوع النكبة وضياع الوطن وفي مقدمته القدس، ومخاطباً ******عندما زار فلسطين عام 1935:

المسجد الأقصى: أجئتَ تزورُهُ

أم جئت من قبلِ الضياع تودِّعُه

* أما أبو سلمى فينشر قصيدته المشهورة ((إلى ملوك العرب)) عام 1936، التي مطلعها:

انشر على لهب القصيد

شكوى العبيد إلى العبيد

وقد حملت تلك القصيدة اسم شاعرنا واشتهر بها واشتهرت به، ليس في أرجاء فلسطين فحسب وإنما في أرجاء الوطن العربي كافة أيضا. وهي أشهر أشعار أبي سلمى قاطبة، وتعد ملحمة حقيقية تروي قصة خيبة أمل الفلسطينيين في ملوك العرب الذين خذلوا ثورتهم عام 1936 ! وقد حمّل أبو سلمى، في تلك القصيدة، الحكام العرب جزءا كبيرا من المسؤولية في تشريد الشعب الفلسطيني وفقدان وطنه.

ولعل أهم قاسم مشترك بين أولئك الشعراء الثلاثة، على مستوى المضمون هو اشتراكهم في الموضوعات ذاتها تقريبا، أي في غيرتهم الوطنية الصادقة والتزامهم بقضايا شعبهم ووطنهم. وكان من الطبيعي، أن تستحوذ تلك الموضوعات على حياتهم كلها وتكون شغلهم الشاغل، وبالتالي أن تشغل حصة الأسد من مساحات أشعارهم، وتأتيَ على حساب موضوعات أخرى مثل التخلف الحضاري، والقضايا الاجتماعية بأنواعها المتعددة. وقد يكون السبب في ذلك مردُه إلى حجم المأساة أو النكبة التي كان يجري التحضير لها. وقد أعلن ذلك أبو سلمى بنفسه إذ يقول في رسالة بعث بها إلى كتّاب فلسطين وجاء فيها: أحيي أخوةَ الكلمة والدرب، المؤمنين بدور الفكر في معركة البناء والتحرير. إن مسيرة الكلمة الفلسطينية، التي جوهرها النضال عبر الزمن كانت مرتبطة بمسيرة الشعب الذي جوهره النضال وخوض الغمراتِ والنكبات، وستظل على العهد – كما كانت – تتألق في هذا الوطن العربي المزدحمة فيه قطعان الليل… إننا نحن الكتّاب الفلسطينيين ملتزمون بالكلمة – الموقف – التزامنا بالقضية: الأرض والثورة والشعب، وسنسير في هذا الطريق الدامي الطويل ولن نضل! وقد لقب أبو سلمى بزيتونة فلسطين، كتعبير عن مدى التصاقه الحميم ثقافيا ونفسيا بقضية وطنه وشعبه!

ومن المفيد أن نذكر في السياق ذاته، بأنه وإن كتبت حول أولئك الشعراء الثلاثة دراسات جمة، لكنها في معظمها لم تعتمد التقييم الفني معيارا لها، بل ركزت على المضمون أكثر، وهو ما كان منتشرًا حينذاك. وفي مثل تلك الدراسات يرتفع الشاعر قيمة، لا لجودة شعره وإنما لوطنيته أو لأن موضوعات شعره تلامس قضايا شعبه ووطنه! وتلك ظاهرة عانت منها أيضا الحركة الأدبية المحلية عندنا، مما دفع المرحوم محمود درويش إلى إطلاق صرخته المعروفة: أنقذونا من هذا الحب القاسي!

بدأت براعم موهبته الشعرية تتفتح منذ صغره، كانت أولى خطوات شاعرنا في التجربة الشعرية اللون الغزلي مثله في ذلك مثل معظم الشعراء، وعن تلك القصائد يقول أبو سلمى: هو الشباب كله في الغزل، إذ ليس ثمة ما يشغل القلوب الغضة غير شعر الحب. ويقول المرحوم إحسان عباس: لو حصرنا نظرنا في شعر أبي سلمى قبل النكبة، لوجدناه ينقسم إلى قسمين: شعره في فلسطين وشعره في المرأة أي الغزل. كانت قصائده الغزلية النبع الذي يمد قصائده الوطنية بدفق حيوي، وقد مزج أبو سلمى في شعره الغزلي بين الكلاسيكية والرومانسية. وهو، إلى ذلك، شاعر محافظ ومتمسك بالغرض الشعري مرتبط بقضيته.

أما أجمل قصائده في الغزل فتلك التي تغزل فيها بمحبوبته وعنوانها (ذات الخال) والتي مطلعها:

ألا يا ربَّةَ الخالِ

أما تُشجيك أحوالي

وسواها كثير من تلك القصائد التي خصّ بها أبو سلمى ذات الخال، وبها ذكريات من الشاطئ الغربي في عكا، وتل الزهور قرب الشاطئ الغربي حيث يقع بيت المحبوبة. ومما جاء في قصيدته (الشاطئ الغربي) ويشير الشاعر في تعليقه بخط يده إلى أن الشاطئ الغربي في عكا، وأن القصيدة في محبوبته رقية ومن أبياتها:

رقت على الشاطئ الغربي أحلامي
وأطلقت من حنايا القلب أنغامي

يا ربةَ الخال يحمي الثغرَ معترضًا
فدًى لخالك أخوالي وأعمامي

لا تكتمِ الخفقَ يا قلبي إذا نظرَت
فنظرتُها وحيي وإلهامي

حمامةَ الشاطئ الغربي سال دمي
ردي الجناح على جرح الهوى الدامي
وقد أصبحت فيما بعد شريكة حياته حين اقترن بها في عام 1936، وهي رقية حقي رئيسة الاتحاد النسائي في عكا وابنة رئيس بلديتها.

جاء في مقال للكاتب المصري عبد القادر المازني نشره في جريدة البلاغ المصرية عام 1935، يتحدث فيه عن غزل أبي سلمى، قوله: ومن كان لا يعرف جميل بثينة، أو كثيّر عزة، أو العباس بن الأحنف – فهذا أبو سلمى يعرّفه بهم أتم تعريف وأوفاه. ولست أعرف في فلسطينَ أو غيرها شاعرا له مثل رواة أبي سلمى وجنده المدافع عنه… وحياته كلها في (دنيا الهوى) وقلّ أن يطل منها ليرى ما في غيرها، وحسبه من دنياه أن تهتف باسمه شفتان مرتجفتان، وترددان شعره أو تتغنيان به. ولكنه، ككل عربي، لا يسعه إلا أن يرثي لحال قومه ويندب ما صار إليه وطنه! هذا ما رآه المازني في شعر أبي سلمى آنذاك… عام 1935، فهو يرى، مع بداية طريقه الأدبية وتجربته الشعرية، أن الغزل هو الموضوع الأساسي في شعره. وشعره الغزلي ينبض بالحرارة وصدق العبارة مطرزا بالصور الرائعة والحريرية الناعمة!

ومن رائعة له في الغزل قوله:

تسائل: كيف عرفت النسيب
وممن تعلمت شعرَ الغزل

تعلمتُه من شذى وجنتيكِ
إذا ما تفتح زهرُ الأمل

ومن مقلتك قبستُ السنى
فرفَّ على الشعر سحرُ المقل

ومن شفتيك سرقت العبيرَ
وحُلمَ الصبا والأغاني الأول

ومن ثغركِ العذبِ ذقتُ الهوى
ولولاه.. لم أر وحياً نزل

إلى أن يقول في البيت الأخير:

ألم تعرفي بعدُ سرّ النسيبِ
وممن تعلمتُ؟! قالت أجل
لم تعمر تلك التجربة الشعرية: العاطفية أو الغزلية طويلا، وذلك مع بدء نسيج خيوط المؤامرة على وطنه وشعبه، فكان لا بد من أن تؤدي به تلك التجربة العاطفية إلى التجربة النضالية، أو كما قال هو نفسه: لكن الغزل ينتهي دائما إلى غزل مع وطني! ومنذ عام 1930 تقريبًا وأبو سلمى يواكب في شعره أحداث القضية الفلسطينية وتطوراتها. وسَرعان ما بدأ يصطدم بالواقع الذي أفرزه الانتداب البريطاني الجاثم على صدر بلاده وشعبه، من استيطان وتضييق وتآمر وما إلى ذلك. من ذلك الخضم إذًا بدأت تنبثق وتتحدد تجربة أبي سلمى الشعرية يقول: لقد كنت في فلسطينَ، أتغنى بها، ويخفق قلبي في شعري لها، وعشت قضيتها ومأساتها! فحين نشبت في القدس سنة 1929 أحداث حائط البراق نشر أبو سلمى قصيدة تحت عنوان يوم البراق يقول فيها:

لهفي على الوطن العزيز

وأهلُهُ شعبٌ هضيمُ

شعب يريد حياته

وبِحبِّ موطنه يهيمُ

مع مرور الوقت، بدأ الشاعر رحلته في مواكبة الواقع، حيث استطاع أن يتمثل عناصر التجربة النضالية لشعبه، على الرغم من محاولات السلطات الرسمية المستمرة فرض حصار مشدد على مثل ذلك الشعر. وكان من الطبيعي أن يصدح بمثل ذلك الشعر، لأنه عاش تلك التجربة بندوبها العميقة، وأجوائها الثقيلة وذاق مرارَتها على جلده كما يقال، ففرضت حضورها عليه، مبتدئا وفق المنهج الواقعي ثم المنهج الواقعي الاشتراكي، من حيث التركيز على المضمون لا على الشكل.

منذ البداية نجد أن أبا سلمى قد فصل فصلا تاما بين محورين في شعره: الحكام والشعب، وكان من الطبيعي أن ينحاز إلى الثاني، يقول:

لنا دول ليتها لم تكن

مطايا وأذنابَ مستعمرينْ

وجامعةٌ لم تزل دميةً

يخفُّ إليها الرجيمُ اللعينْ

أكثر ما تمتاز به أشعاره: الوطنيةُ الصادقة، فقد دأب على فضح مواقف المستعمر البريطاني المتآمر مع الحركة الصهيونية، والرجعية العربية والرجعية الفلسطينية من حكام وإقطاعيين، المتآمرين ضد وطنه وشعبه.

وحين كان يدرّس في المدرسة البكرية الثانوية بالقدس عام 1936 نشر قصيدته الثورية ((جبلُ المكبِّر)) والتي يحمل فيها على المستعمر الإنجليزي في صحيفة الرسالة المصرية قال فيها:

جبلَ المكبِّر طال نومُكَ فانتبه

قم واسمَعِ التكبيرَ والتهليلا

جبلَ المكبِّر لن تلين قناتنا

حتى نحطّمَ فوقك الباستيلا

وجبل المكبر جبل جميل من جبال القدس المعروفة، بنيت عليه دار المندوب السامي البريطاني. وعلى الرغم من أنه كان نشر القصيدة تحت الاسم المستعار ((أبو سلمى)) فقد كلفه ذلك أن يخسر وظيفته، وكانت سبب فصله من العمل في التدريس!

مع تصاعد الأحداث في فلسطين، وإمعان الحكام العرب في التآمر وخيانتهم لثورة الشعب الفلسطيني عام 1936 أطلق قصيدته الشهيرة إلى ((ملوك العرب)) والموسومة ((لهب القصيد))، والتي انتشرت بسرعة وذاع صيتها في الآفاق، إلى أن أصبح يُعرف بها وتعرف به. وقد ظلت ثورة أبي سلمى ضد ملوك العرب وحكامها تستعر في فؤاده إلى ما بعد النكبة!

وكان يرى في الشعب مصدر القوة والخلاص ويرى في الطبقة العاملة طليعة الكفاح والنضال، للتحرر من الاستعمار والمستغِلين، ما يمكن أن يشي بروح التضامن الأممي مع كل المضطهَدين في العالم، يقول في قصيدة له تسعى للخلاص والتحرر:

أيها الثائرون في العالم الرحب

على الظالمين في الآفاق

حطموا النِّير فهو من أثر الوحش

على الأرض واعصفوا بالوثاق

كذلك له من الأشعار في المناسبات، كالرثاء والتكريم، والاحتفال والمساجلات والإخوانيات وما إلى ذلك، وله في قوى الكفاح الواعية والصامدة، والمتحالفة مع قوى الطبقة العاملة فقال: قالوا يساريون.. قلت أجلهم عملا ومبدا

وطنٌ على أيديهم يجني مع الأيام سعدا

لم يعرفوا كيف المبادئ تشترى عدًّا ونقدا

هذي المطارقُ والمناجلُ تحصد الظلام حصدا

وتحرر الإنسان حتى لا نرى في الكون عبدا

دأب على نشر أشعاره تحت غير واحد من الأسماء المستعارة في الصحف الفلسطينية آنذاك: فلسطين والدفاع والجامعة والمطرقة ومرآة الشرق، والصحف السورية: القبس والأحد، والصحف المصرية: البلاغ والرسالة وسواها.

كان أبو سلمى شاعر المقاومة اليساري في فلسطين، لا يعرف الهوادة لا مع المستعمر ولا مع الرجعية العربية، يرى النضال في العالم وحدة لا تتجزأ. يمزج صور الطبيعة بمشاهد النضال، وملامح الحبيبة بملامح الوطن، وأغلب شعره مما يصلح أن يختار للغناء، ولا تفارقه غنائيته مهما يختلف موضوعه.

وكان يشارك باستمرار في الأحداث والمناسبات الوطنية، في فلسطين وفي سوريا ففي عام 1934 أقامت إدارة الكلية العلمية الوطنية في دمشق احتفالا لتكريم شاعري فلسطين طوقان والكرمي وتم انتخابهما عضوين في المجمع الأدبي. وقد نوّه الدكتور منير العجلاني بهما قائلا: إنهما بانضمامهما للمجمع قد جعلا دمشقَ عاصمة أدبية لسورية وفلسطين، فالسياسة جزّأتهما والأدب وحدهما!

ونتيجة لموقفه الثوري الدائم من الحكام العرب، وقد قام بفضحهم وتعريتهم على حقيقتهم، وهي من المفارقات العجيبة الغريبة، أنه حينما شُرِّد من وطنه وقدم لاجئاً إلى سوريا، أن يجد في ملفه لدى سلطات الأمن السورية مكتوباً عليه (عدو الأمة العربية رقم واحد)!

ومن أهم خصائص شعره قبل النكبة: النبرة السياسية الخطابية، والتزامه بالجماهير العمالية والفلاحية. وظف شعره في خدمة وطنه وشعبه، فطغت عليه الحماسة والوطنية. التنبؤ بصدق عن وقوع النكبة، مأساة الشعب الفلسطيني. أسلوب مباشر، واضح القصد صريح العبارة. التزامُ تقاليدِ الشعر العربي في الإيقاع والوزن والقافية. وقد ازدادت تجربته الشعرية، بعد النكبة، توهجا وتألقا وإن كانت النكبة وتشرده من وطنه قد أعاقا، إلى حد ما، تجربته الشعرية، ولم يمكناه من التفرغ الكامل لتنمية موهبته وصقلها كما يجب.

وعن مكانته، يخاطب المرحوم محمود درويش أبا سلمى قائلاً: أنت الجذع الذي نبتت عليه أغانينا، نحن امتدادك وامتداد أخويك اللذين ذهبا إبراهيم وعبد الرحيم الذي قاتل بالكلمة والجسد، لا لسنا لقطاء إلى هذا الحد. إننا أبناؤكم لقد كنت شاعر المقاومة قبل اكتشاف النقاد لهذا التعبير!

ومما جاء في محاضرة للمرحوم إميل حبيبي قوله: إننا نعتبر أنفسنا زملاء وتلاميذ لأولئك الكتّاب العرب التقدميين البارزين، أمثال أبي سلمى، وإبراهيم طوقان، وعبد الرحيم محمود ومخلص عمرو، وغيرهم من جواهر ذلك العقد المكنونة!

ثم يضيف قائلاً: ما من مهرجان عقدته عصبة التحرر الوطني أو مؤتمر العمال العرب، من القدس حتى حيفا، ومن الناصرة حتى أسدود، إلا ووقف فيه أبو سلمى شاعرا وخطيبا يعتز بشعبه ويعتز به… كما تفخر الاتحاد بأن جميع قصائد أبي سلمى منذ العام 1944، قد خص بها هذه الصحيفة التي اعتبرها دائما وحتى أيامه الأخيرة صحيفته ومحبوبته.

أما صديقه المرحوم حنا نقارة فيقول: كان اسم أبي سلمى قد سبقه إلى كل مكان في فلسطين، وهو صاحب قصيدة:

انشر على لهب القصيد

شكوى العبيد إلى العبيد

القصيدة التي انتشرت زمن ثورة 1936، وبعد أن توفي زميله إبراهيم طوقان عام 1941 أصبح شاعر فلسطين دون منازع!

وكان أبو سلمى قدم إلى مدينة حيفا ومكث فيها سبع سنوات (1941-1948) يعمل في مكتب المحامي ((صلاح الدين العباسي))، وقد سكن في حي الألمانية في شارع البساتين حيث شارك في مختلف النشاطات الثقافية لعصبة التحرر ومؤتمر العمال العرب والنادي الأرثوذكسي العربي. وحين سقطت حيفا في 22 نيسان 1948 غادرها أبو سلمى إلى عكا ومنها إلى دمشق، تاركا وراءه بعض أوراقه. يقول حنا أبو حنا في ما كتبه تحت عنوان ((جولة مع أوراق أبي سلمى)): هذا الصندوق الصغير أمانة في عنقك. ولم أكن لأتيح لأحد أن يخرجه من هنا، لولا ثقتي بك إنك تدرك قيمة ما فيه.. لصاحبه ولي.. إنه أمانة الأدب والصداقة في عنقي! بهذه الكلمات أسلم إليّ الرفيق المحامي حنا نقارة صندوقا صغيرا من الكرتون اجتمعت فيه أوراق وكراسات وقصاصات صحف.. إنها مخلفات صديقه الحميم الشاعر أبي سلمى – عبد الكريم الكرمي!

وبعد، فإن المرء ليصاب بأشد حالات الإعجاب والحيرة، حين يقف وجها لوجه أمام شاعر أصيل في مثل قامة أبي سلمى، لما قدمه من دفاع عن وطنه وشعبه وإنه ليذوب شعرا في حبهما، في وقت لم يكن فيه مدارس تعلم الوطنية أو الولاء للوطن. فشعره يحفل بأروع اللوحات الفنية التي تحكي وتحاكي عبق ربوع الوطن، كان الوطن يجري في عروق شاعرنا مجرى الدم، مما جعله نموذجا في الانتماء والولاء الوطني! وهو القائل:

فلسطينُ الحبيبة: كيف أغفو

وفي عينيَّ أطيافُ العذابِ

وحسبُه ما يقوله فيه د. حسام الخطيب في تقديمه لكتاب (أبو سلمى، حياته وشعره لغادة أحمد بيلتو): إنه كان رجلا في أمة وأمة في رجل!

والذي يقرأ سيرة ومسيرة حياة هذا الشاعر يعي جيدا مدى دقة هذا القول وصحته. وقد أكد إليوت على ضرورة التعرف على أنفسنا من خلال الشاعر الذي نقرأه فهل نحن نقرأ شاعرنا؟ وهل طلابنا وطالباتنا يقرأون شعره؟ هل ندرسه في مدارسنا ومعاهدنا الأخرى؟

المصادر
1.أبو سلمى: لهب القصيد، هدية المواكب، دار النهضة، الناصرة، كانون أول 1984.
2.من فلسطين ريشتي، بيروت، 1971.
3.عبد الرحمن ياغي: حياة الأدب الفلسطيني من أول النهضة حتى النكبة بيروت، 1981.
4.عبد الله عوض الخباص: القدس في الأدب العربي الحديث، عمان 1995.
5.عبد الله الغذامي: ثقافة الأسئلة، دراسات نقدية، ط2، دار سعاد الصباح الكويت، 1993.
6.غادة أحمد بيلتو: أبو سلمى، حياته وشعره، دمشق، 1987.
7.محمد بنيس: حداثة السؤال، ط2، المركز الثقافي العربي، بيروت و الدار البيضاء، 1988.
8.محمد خليل: النقد الأدبي داخل فلسطين-48 في نصف قرن (1948-1998)، ط2، دار الهدى للطباعة والنشر كريم، كفرق، 2007.
9.ناصر الدين الأسد: الحياة الأدبية في فلسطين والأردن حتى سنة 1950 دار الفارس، الأردن، 2000.
10.الجديد، عدد 3، آذار مارس 1984.
11.الموسوعة الفلسطينية، الدراسات الخاصة، ج4، بيروت، 1990.
ملاحظة
نص المحاضرة التي قدمها د. محمد خليل في الندوة الأدبية التي عقدت في مكتبة "أبو سلمى" بمبادرة من مؤسسة توفيق زياد للثقافة الوطنية والإبداع في الناصرة وبالتعاون مع بلديتها، وذلك احتفاء بذكرى مرور مئة عام وعام على ميلاد الشاعر الفلسطيني عبد الكريم الكرمي "أبو سلمى". وكان شارك في الندوة أيضا كل من د. حبيب بولس والشاعر مفلح طبعوني







رد مع اقتباس
إضافة رد

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 3 ( الأعضاء 0 والزوار 3)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:25 AM بتوقيت عمان

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. Designed & TranZ By Almuhajir
[ Crystal ® MmS & SmS - 3.6 By L I V R Z ]
mess by mess ©2009