خاطبتني بُنَيَّتي ..
أبتاه !
شجرة التوت ! ..
لنغدو إليها سريعاً ..
فنستل ثمارها ..
انطلقت مع الأبناء تلقاءها ..
فلم أجد أثراً لها ..
رمقت وجوه أبنائي ..
حين فغروا أفواههم !
وسكنوا في ذهول وعجب !
أين هي !!
لقد غابت شجرة التوت !
وتذكرت ذلك البستاني الذي دلف إلى حديقتنا ذات يوم .. حين انتزعها من أصلها .. بعد أن شاخت .. واصفرت اوراقها .. وتحجرت عناقيدها لتغدو كالفحم ..
لقد جادت بالعطاء ..
وصبرت طيلة تلك السنين ..
ولم نبادرها بشيء من الوفاء والعرفان ..
حتى آثرت الرحيل ..
لتتركنا خاليي الوفاض حول مكانها اليتيم
حيث كنا سابقاً إلى جوار نُزُلِها..
وحينها .. وقفت ساكناً إلى جوار فتياني ، وقد لبّدت وجوهنا غيومُ الوجوم ..
لأجد كلماتي تبوح بما سكن الفؤاد من حنين ، وأنطق بصوت مزق قيود الصمت المُطبِق العنيد
قائلاً لأبنائي ..
: (( في بيتنا .. كانت هناك شجرة توت ! )