بسم الله الرحمن الرحيم
إخوتي الاعزاء حفظهم الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،
أشرف النسب : فقد كان نسبه - عليه الصلاة والسلام - أشرف الأنساب ، وأصرحها.
قال تعالى : { إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ }
فالله - عز وجل - اصطفى هؤلاء إذ جعل فيهم النبوة والهداية للمتقدمين ، واصطفى قريشا من كنانة ، واصطفى من قريش بني هاشم ، واصطفى من بني هاشم سيد ولد آدم محمدا - صلى الله عليه وآله وسلم - فكان آل إسماعيل أفضل الأولين والآخرين ، كما كان بنو إسحاق أفضل المتوسطين.
أما اصطفاء الله لقبيلة قريش فقد كان بما آتاهم الله من المناقب العظام ، ولا سيما بعد سُكنى مكة ، وخدمة المسجد الحرام ؛ إذ كانوا أصرح ولد إسماعيل أنسابا ، وأشرفهم أحسابا ، وأعلاهم آدابا ، وأفصحهم ألسنة ، وهم الممهدون لجمع الكلمة.
أما اصطفاء الله لبني هاشم فقد كان لما امتازوا به من الفضائل والمكارم ؛ فكانوا أصلح الناس عند الفتن ، وخيرهم لمسكين ويتيم.
وإنما أطلق لقب هاشم على عَمْرو بن عبد مناف ؛ لأنه أول من هشم الثريد - وهو طعام لذيذ - للذين أصابهم القحط ، وكان يشبع منه كلَّ عامٍ أهلُ الموسم كافة ، ومائدته منصوبة لا ترفع في السراء ولا في الضراء. وزاد على هاشمٍ ولَدُه عبدُ المطلب جدُّ الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - فكان يطعم الوحش ، وطير السماء ، وكان أول من تعبد بغار حراء ، وروي أنه حرم الخمر على نفسه.
وبالجملة فقد امتاز آل النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - على سائر قومه بالأخلاق العلية ، والفواضل العملية ، والفضائل النفسية.
ثم اصطفى الله - عز وجل - محمدا - صلى الله عليه وآله وسلم - من بني هاشم ؛ فكان خير ولد آدم ، وسيدهم.
( اشرف الانساب )
مع التحية المعطرة بذكر الله
أخوكم الوجيه بن شاكر طريِّق