القائد الشهيد عبد الرحيم الحاج محمد
يعد القائد المجاهد عبد الرحيم الحاج محمد أحد أبرز وجوه الثورة الفلسطينية في عام 1936 _ 1939، وقد سمعت عن جليل أعماله منذ سنوات طفولتي عام 1974، حيث جلست مع كبار السن، وفي عام 1986 أخذت أبحث عن حياة الثائر عبد الرحيم الحاج محمد وعارف عبد الرازق، وحمد زواتا، وغيرهم.
ومما شجعني لزيارة قريته وأبنائه ومقبرة القرية ومقابلة ثوار عملوا تحت إمرته، والإطلاع على مصادر مراجع متعددة في لغات مختلفة، شملت مؤلفات وصف ومنشورات وزعها الشهيد ووثائق أحضرتها من بريطانيا.
وقد دلني البحث على دوره المهم الذي أسهم به، واهتمامه بوحدة فصائل الثورة، وتواضعه وحبه للجماهير، وتأثيره في الثورة العربية الفلسطينية الكبرى، حتى يصح القول أنه باستشهاده في 29/3/1939انتهت الثورة .
في حياته وسيرته النضالية
ولد الشهيد عبد الرحيم الحاج محمد، في قرية ذنابة، المجاورة لمدينة طولكرم عام 1892 وهو من عائلة آل سيف ذات النضال العريق والذين جاءوا من قرية برقة، فأحد أجداده ناضل مع صلاح الدين، وآخر تصدى مع مجموعة منظمة من منطقته لقوات نابليون القادمة لاحتلال مدينة عكا، حيث قبض عليه وتم إعدامه شنقا، كما وينحدر مجاهدنا من أصول عائلة ماجدة ومالكة ذات أصول طبقية امتلكت المساحات الواسعة من الأرض وامتدت أراضيها من قرية ذنابة شرقا حتى البحر المتوسط غربا، ووقفت أكثر من مرة في وجه غزاة فلسطين(1).
تعلم عبد الرحيم في كتاب القرية، ثم أنهى صفوف المدرسة الحكومية في طولكرم، وفي شبابه انخرط في سلك الجندية الإجباري، وعاد إلى بلده بعد نهاية الحرب.
عمل عبد الرحيم الحاج محمد في تجارة الحبوب في العشرينات من القرن العشرين، بعد أن خدم في الجيش التركي في بيروت وطرابلس الشام، وكان ذلك في الحرب العالمية الأولى .
عرف الثائر الشهيد كتاجر للحبوب وكان محبوبا عند جمهرة الفلاحين في قضاء طولكرم، حيث صادقهم وتساهل معهم واستدانوا منه الكثير من المال، ولم تقتصر العلاقة على الفلاحين، بل أن صداقاته الواسعة امتدت لتطال العديد من المدن الفلسطينية القريبة من قريته .
أمسى عبد الرحيم الحاج محمد بعد فترة من العمل التجاري يعاني عجزا ماليا، حيث فقد رصيده المالي وأرهقته الضرائب الباهظة ووضعت السلطات البريطانية يدها على ماله فأعلن عجزه وإفلاسه المالي وباع متجره وكان ذلك قبل انطلاق الثورة بسنوات، وتحول نحو الزراعة ، فزرع أرضه في "دبة القراية " على بعد 3كم غربي طولكرم، وفي هذا المكان زرع البطيخ والترمس وحفر عيون الماء، بالتعاون مع أقربائه وزرع الخضروات بصنوفها المختلفة.
بداية المشوار النضالي: بينما كان يقوم شيخ المجاهدين عز الدين القسام في جامع الاستقلال بمدينة حيفا على توعية الناس ونشر فكرة النضال المسلح للوقوف في وجه الخطر الصهيوني في فلسطين، كان البطل عبد الرحيم الحاج محمد يقوم بدعوى مماثلة في منطقة طولكرم، وقد لقيت دعوته نجاحا بين صفوف الفلاحين، وكذلك سكان المدن الذين أحبوه، وأخذ يجمع التبرعات لشراء الأسلحة ويقوم بتدريبات سرية لبعض أصدقائه في المناطق الشرقية من ذنابة مستغلا خبرته العسكرية السابقة إبان خدمته في الجيش التركي.
ويذكر داود الحسيني في مذكراته أن عبد الرحيم التقى به في مقهى المغربي بيافا حيث يجلس داود وإخوانه وهو يتباحث مع إخوانه فيما وصلت إليه أحوال فلسطين، ووصفه بأنه طويل القامة يلبس الكوفية والعقال والقنباز، وقد جلس معنا وأظهر لنا استعداده للعمل الجدي في الجبال وذلك عن طريق تأليف فرق من الشباب النشيط لمهاجمة البريطانيين بالسلاح وقد استمر النقاش ساعة بعد أن انسحب اثنين من الحاضرين أظهرا عدم رغبتهم في حمل السلاح وتمخض الاجتماع على ما يلي:
يعود عبد الرحيم إلى منطقته لتأليف الشباب في فرق وإشعال نار الثورة فيها.ويقوم داود الحسيني بجمع المال والإعانات لمساعدة الثوار الفلسطينيين، وشراء السلاح والعتاد وإرساله للمجاهد عبد الرحيم وإخوانه، وقد نجح داود وصديقه في جمع مائتين وخمسين جنيها، وأرسل له حوالي عشرين بندقية مع عتاد وعدد من المسدسات وصندوق أصابع ديناميت وهكذا انطلق بأعماله الثورية، وتلا ذلك اتصال داود وصديقه بعارف عبد الرزاق ويؤكد أ.سميح حمودة على أن الثورة بدأت في هذه المنطقة وليس صحيحا ما ذهب إليه إميل الغوري في أن الثورة بدأها رجال الجهاد المقدس بقيادة عبد القادر الحسيني وأن عبد الرحيم الحاج محمد وعارف عبد الرزاق كانا عضوين في هذا التنظيم.
التقى بالمفتي وطلب تقديم السلاح من أجل القيام بالأعمال الثورية في جبال نابلس.
ولقد أعد عبد الرحيم هذه المجموعة للقيام بأعمال اغتيال ضد جنود العدو وضباطه، وضرب المستعمرات اليهودية القريبة من طولكرم وجنين، كما نشط في إتلاف محاصيلهم الزراعية وبياراتهم وقد أطلق على منطقة نابلس وجنين وطولكرم "مثلث الرعب" وذلك لشدة الهلع والذعر الذي أصاب الجنود البريطانيين واليهود في تلك المنطقة.
ومع استشهاد القائد عز الدين القسام في العشرين من شهر تشرين ثاني عام 1935، بات عرب فلسطين مقتنعين بضرورة رفع راية الكفاح الشعبي المسلح، وكان أحد أبرز هؤلاء عبد الرحيم الحاج محمد وقد تعزز ذلك إبان الإضراب الكبير، وما تلاه من خروج للثوار لأعالي الجبال.
بعد أن نجحت الجماهير الفلسطينية في تحقيق الإضراب الشامل خاصة في المدن، أخذت تتحول نحو شكل آخر من النضال يتمثل في الكفاح المسلح وركوب أعالي الجبال، وفي هذه الفترة الممتدة بين 15/4/1936 والأول من أيلول 1936 حيث حضر إلى فلسطين البطل المجاهد القومي فوزي القاوقجي جاءت الترتيبات للعمل على انخراط أبناء الريف في هذه المنطقة مع الثورة وقادتها وليشكلوا رديفا لها ومنها قرية بلعا، وكفر اللبد وارتاح وكفر صور وبيت إمرين ودير الغصون.
وعن هذه الترتيبات التي تمت بين الفلسطينيين والمتطوعين العرب، وكان ملخصها حسبما يذكر سميح حمودة ما يلي:
تقسيم شباب القرى إلى قسمين أحدهما للجهاد والثاني للاحتياط وتبادل الأدوار مع مراعاة أن تفرض الأسلحة على القرية بنسبة عدد رجالها، ويعمل الاحتياط في حراسة الثوار عندما يمرون في قراهم، كما أن القرى تجمع مالا لذوي الشهداء، ويقوم داود الحسيني بجمع العتاد والسلاح والمعلومات عن حركات الجيش البريطاني والبوليس .
إن هذا يعني أن مادة الثورة من الفلاحين والمثقفين الثورين أمثال داود الحسيني ومحمود السخن الذي عمل هو الآخر مساعدا للقائد عبد الرحيم، بينما كان دور قيادة القدس غائبا عن المسرح، ويؤيد داود الحسيني القول بأن المفتي أمين الحسيني كان منشغلا في قضايا ثانوية اعتبرت مضيعة للوقت.
وهذه دلالة أكيدة على أن الثورة ثورة أبناء الريف وكانت بعيدة عن قيادة الأفندية في مدينة القدس كما ذهب إلى ذلك غسان كنفاني وعبد الوهاب الكيالي والمستشرق اليهودي تسفي البليغ والذين اعتبروها ثورة فلاحين.
قام بطلنا عبد الرحيم الحاج محمد ومعه الثوار المغاوير أمثال: عبد الرحمن زيدان، وسعيد بيت إيبا، وعبد الحميد مرداوي بأكثر من هجوم على القوافل والسيارات اليهودية والقوات البريطانية بعد أن توفرت لديهم كميات من البنادق الألمانية والفرنسية والتركية، والذخائر المختلفة التي كانوا يشترونها من سورية ولبنان مقابل أسعار خيالية .
كانت قرية ذنابة مسرحا لأول عملية ثورية قادها البطل عبد الرحيم الحاج محمد، فقد انطلقت أول طلقة من "جبل السيد" في ذنابة مع أوائل صيف عام 1936، ويطل هذا الجبل على الطريق الواصل بين طولكرم ونابلس والذي تعبره القوافل البريطانية واليهودية، نهارا وليلا، كما نشط الثوار بغاراتهم المتكررة على سجن نور شمس حيث وضعت قوات الاحتلال الإنجليزي المناضلون والمواطنون العرب رهن الاعتقال، وقد ساعد عبد الرحيم الحاج محمد في القيادة والتنفيذ كل من الأبطال كامل الحطاب والبطل سليمان أبو خليفة، والبطل إبراهيم العموري، عبد اللطيف أبو جاموس وغيرهم.
وتلا تكرار الهجوم على سجن نور شمس بأيام قلائل، معركة بطولية نادرة بالقرب من قرية بلعا على طريق نابلس ـ طولكرم، وكانت أبرز معارك الثائر عبد الرحيم في هذه الفترة معركة المنطار (لية بلعا)وهي الأولى في 21/6/1936 حيث تمر السيارات في منعطف خطر وتشرف عليه مرتفعات خربة أبو خميش من الجنوب، وقد أشرف عليها عبد الرحيم ونفذها قائد الفصيل إبراهيم العموري، واستمرت لأكثر من 7 ساعات، وقتل فيها أكثر من خمسين جندي، وضابط من الأعداء، وتم إسقاط طائرة وتدمير ثلاث آليات إنجليزية، وقد شكل هذا كله بداية طيبة لسمعة الثورة .
وقد اعترفت المصادر البريطانية بهذه المعركة وذكرت أنها كانت على علم بمخطط الثوار وأنها تمكنت بفضل طائراتها ورشاشاتها من إيقاع الخسائر بالعرب وكانت الخسائر 21 إصابة ـ25 إصابة بينما كانت خسائرها أربع إصابات: قتيل واحد وجريحان بصورة بالغة وجريح واحد بصورة طفيفة.
لقد تلا هذه المعركة البطولية قيام القائد عبد الرحيم الحاج محمد ورفاقه بسلسلة كمائن وهجمات نصبت على الطريق العام وهم ما بين كر ففي10/8/1936م، بعد أن رابطوا في جبال بلعا قرب موقعة " المنطار " على طريق طولكرم عنبتا، دير شرف نابلس، واحتلوا جميع الاستحكامات والخنادق الواقعة بين قرية بلعا ومدينة نابلس .
حضرت القوات البريطانية من تلك المنطقة حتى انهال عليها رصاص الثوار المرابطين، فتعطلت السيارات وتوقفت عن السير، فنزل الإنجليز واختبئوا بين الصخور على مقربة من الطريق، لكن رصاص الثوار كان أسرع من أن يمكنهم من الاحتماء طويلا أو الفرار، فقتل الكثير منهم واتصلوا بمراكزهم، وجاءتهم النجدات المكونة من 25 سيارة عسكرية منها 5 مدرعات بالإضافة إلى غطاء جوي مكون من خمس طائرات، على أن هذا الأمر لم يرهب الثوار الذين ناضلوا بعزم وإيمان حتى غروب الشمس، وانسحب الإنجليز مخلفين خلفهم ستون قتيلا، كما وضع الثوار الألغام في طريق القوات الإنجليزية فانفجر أحد الألغام تحت سيارة إنجليزية مما أدى إلى مقتل ضابط وأربعة جنود.
وتمكن الثوار من الانسحاب وكانت خسائرهم استشهاد أربعة، منهم: الشهيد عبد اللطيف أبو جاموس ابن عم الشهيد عبد الرحيم الحاج محمد من قرية (ذبابة)، والشهيد أمين حسين علارية من قرية اكتابه، وشهيد ثالث من قرية كفر اللبد، وقد نكل البريطانيون بالشهداء وتم ربط جثث الشهداء الأربعة بمؤخرة إحدى الدبابات التي جرتهم من منطقة بلعا لغاية طولكرم ، وكان هذا شأن بريطانيا بعد كل معركة!
معركة بلعا الثانية 3/9/1936
جاءت هذه المعركة بعد وصول القائد فوزي القاوقجي ومعه المتطوعين من الثوار العرب، وجرت بعد وضع حواجز حجرية على الطريق العام، وكمنوا على جانب الشارع من أعلى جبل المنطار واشترك في التخطيط والتنفيذ القادة الثوريون عربا ومنهم فلسطينيين وسوريين وعراقيين وأبرزهم فوزي وعبد الرحيم، وفي هذه المعركة استخدم الإنجليز الطائرات، وقرروا قصف القرى التي خرج منها الثوار، وقد بدأها الثوار الساعة السادسة والنصف صباحا بضرب قوة بريطانية كانت في طريقها إلى عنبتا وزرعوا الألغام على مسافة طويلة في الطريق، مما أسهم في وقف تقدم النجدات في كلا الاتجاهين وأعاقت وصوله لبلعا لعدة ساعات و فيها تجسدت بطولة عربية وأخذ الإنجليز يقصفون بمدافعهم وطائراتهم وكانت حصيلة المعركة إسقاط طائرتين وقتل جندي مشاة وجرح ضابطين وجنديين وتكبد الثوار العرب عشرون شهيدا، ضموا فلسطينيين وعراقيين وسوريين وأردنيين.
وشاركت بعض فصائل عبد الرحيم في معركة جبع التي خطط لها فوزي القاوقجي، وكذلك معركة بيت إمرين ومعركة كفر صور.
لقد عبرت الجماهير الشعبية عن حماستها للثورة ودور أبطال هذه المعركة، وأنشدت أبياتاً غنائيةً التي أصبحت جزءا من تراثنا الشعبي ومنها البيت التالي.
بين بلعا والمنطار صار إشي عمره ما صار
وبين بلعا والليلة والبارود يدوي دية
وعلى أثر العمليات العسكرية التي قام بها الثوار في مثلث الرعب في زمن الانتداب البريطاني، قامت القوات البريطانية بحملات عسكرية كبيرة لتفتيش المنطقة بحثا عن ثوار ترافقها مدرعات وطائرات، وسيارات عسكرية في قرية بلعا، كفر عبوش كفر بيت أمرين.
كما قامت بهدم بيت الثائر عبد الرحيم الحاج محمد، ومئات المنازل للثوار منهم: فارس العزوني، وعارف عبد الرزاق، حيث نسفت منزل عبد الرحيم الحاج محمد بتاريخ 27/9/1936 لكن الأهالي قاموا ببناء المنزل من جديد، واغتاظت السلطات البريطانية من هذا الالتفاف حول الثائر عبد الرحيم فقامت بنسفه مرة أخرى سنة 1938 كما كانت قريته عرضه للتفتيش والتنكيل والزيارات العسكرية المفاجئة.
علاقة القائد القومي فوزي القاوقجي بالقائد الوطني عبد الرحيم الحاج محمد:
تقاطرت إلى منطقة جبال نابلس، الذي يسمى باسم "جبل النار " بضعة مئات من الثوار المتطوعين العرب والذين قدر عددهم من 300ـ 500 ثائر يقودهم الثائر فوزي القاوقجي في جهاد مقدس اتجه نحو فلسطين، وكانوا سوريين وعراقيين ولبنانيين وأردنيين، وفي يوم 25 آب 1936 كان اجتماعهم جميعا في منطقة جبل جوريش. التقى فوزي القاوقجي بعدد من الثوار الفلسطينيين كان من بينهم : عبد الرحيم الحاج محمد، وفخري عبد الهادي وتوفيق علاري. وعارف عبد الرازق وغيرهم.
شاور القائد فوزي القاوقجي ثوار فلسطين حول أسلوب المعارك الفعال والتخطيط لها واختيار مكان يناسب ديمومة الثورة وتوجهوا إلى بلعا، وكانت هناك معارك شهيرة في قرى بلعا وبيت أمرين، وفي كفر صور.
كما أنه قام بتأسيس محكمة ثورية تكونت من منير الريس رئيسا، ومحمد الأشمر، وعبد الرحيم الحاج محمد وفخري عبد الهادي، وهدفها فرض النظام والعدل بين الناس.
كان من ثمار التعاون المشترك بين المناضلين الفلسطينيين، وفرقة المتطوعين التي يقودها فوزي القاوقجي أن جرى تشكيل لجنة لجمع التبرعات والإعانات بصورة رسمية، وعلى أعلى المستويات، وتضم القائد عارف عبد الرازق (طيبة المثلث) وإبراهيم نصار(عنبتا) وفخري عبد الهادي (عرابة)، وكان عبد الرحيم محمد أحد أعضاء هذه اللجنة وقام فوزي بتقسيم ميدان الثورة الرئيس إلى ثلاث مناطق:
المنطقة الأولى: تمتد شمال طريق طولكرم ـ دير شرف، وغربي دير شرف ـ جنين وجنوبي وادي عارة. وعين فخري عبد الهادي قائدا لهذه المنطقة.
والمنطقة الثانية: جنوبي طريق دير شرف ، طولكرم، وغربي طريق دير شرف ونابلس حتى السهول الغربية، وجعل عليها قائدا عبد الرحيم الحاج محمد (أبو كمال يساعده عارف عبد الرازق (الطيبة).
المنطقة الثالثة وتمتد شرقي طريق جنين ـ نابلس، وكانت بقيادة الشهيد سليمان السعدي الصانوري.
وقد اعترف القائد عبد الرحيم وقادة آخرون للقائد فوزي القاوقجي برئاسته للثورة، والذي أشرف بدوره على معركة المنطار الثانية والتي جرت شمالي الشارع العام بين نابلس وطولكرم بالقرب من قرية بلعا بتاريخ 3/9/1936.
وقد تحدث فوزي القاوقجي في مذكراته عن دور عبد الرحيم الحاج محمد ومساعده عارف عبد الرازق والذي وصفه بأنه مثالا لروح الجندية النظامية بين مجاهدي فلسطين كافة.
وظلت أهمية عبد الرحيم كركن أساس بارز في الثورة حتى بعد خروج فوزي القاوقجي من فلسطين والذي تركه وكيلا عنه وربط الثوار الفلسطينيين بعضهم ببعض، وتأمين احتياجاتهم بواسطة اللجان وللمحافظة على عتادهم وسلاحهم ومراعاة عدم تسربها لليهود.
وقد سجل القاوقجي في مذكراته دور القرى والأشخاص الذين برزوا في معمعان الثورة ومنهم عبد الرحيم الحاج محمد وعارف عبد الرازق وفخري عبد الهادي، وبلعا، وعلار وصانور وغيرهم دون حصر.
وهكذا أصبح الثائر عبد الرحيم في موقع القيادة والمسؤولية التاريخية وقد تمرس في حرب العصابات.
نجحت الثورة في إيقاع الخسائر بالبريطانيين كما أن الإضراب الكبير أقلق مضاجع الإنجليز في وقت تعبت فيه طبقة الملاكين الفلسطينيين من النضال، ثم أن القائد فوزي القاوقجي أخذ يمثل مصدر استقطاب للثوار والجماهير الفلسطينية، عندها أخذت "قيادة الأفندية" ـ قيادة الشعب الفلسطيني حينذاك يبحثون عن وسيلة لوقف الإضراب الكبير، وترافق هذا مع ميل الأنظمة العربية للتوسط ورفع الإحراج عن بريطانيا، وأخيرا تم وقف الإضراب نزولا عند وساطة الزعماء والملوك العرب، ورحبت القيادة الفلسطينية بوقف الإضراب والسير في مساعي وجهود الوساطة العربية وأقرت وقف الإضراب وخروج الثوار والمناضلين والمتطوعين العرب.
غادر فوزي القاوقجي فلسطين في يوم 13/10/ 1936 بعد الإعلان عن وقف الإضراب الذي استمر 176 يوما .
عودة القائد عبد الرحيم إلى فلسطين:
توجه عبد الرحيم الحاج محمد يوم23/11/1936 إلى دمشق خشية الوقوع في أيدي القوات البريطانية التي أعلنت عن تقديم مكافأة كبيرة لمن يقبض عليه وعلى مجموعة من قادة الفصائل الفلسطينية، ولم يكن عبد الرحيم على ثقة بصدق نوايا بريطانيا وجهودها ولهذا أقام صلات مع الحركة الوطنية السورية واللبنانية، واتخذ من قرية قرنايل اللبنانية ومن صديقه نايف هلال وشبابا آخرين منطلقا لإرسال السلاح بانتظار ساعة العودة، وشرع في التحضير لجمع السلاح والمعونات المالية حيث عاد إلى فلسطين في الفترة الواقعة بين نيسان وأيار 1937 حسبما يذكر نمر سرحان وزميله مصطفى كبها في حين جاء في منشور في ذكرى وفاة القائد والمجاهد الكبير أن قضى عاما في سوريا، وقد أوكل للقادة إبراهيم العموري، وإبراهيم نصار وسليمان أبو خليفة، أمور نصب الكمائن وزرع الألغام على الطريق الرئيسية وسكك الحديد لعرقلة حركات الجيش البريطاني وتقييدها، كما أن الثورة تفجرت من جديد بعد فشل جهود لجنة بيل وانحيازها الكامل للبريطانيين واليهود.
وقد ثبت أن إحساس الثائر عبد الرحيم كان في محله حيث أعلن وزير المستعمرات غداة وصول لجنة بيل (لجنة التحقيق الملكية ) أن وقف الهجرة اليهودية لا مبرر له ومعلنا تحديد جدول هجرة لستة شهور قادمة، مما حمل أبناء فلسطين على مقاطعة اللجنة، وقد عرفوا تسويف بريطانيا ومماطلتها.
وصل القائد عبد الرحيم إلى قرية النزلة الشرقية التي جعلها مركز قيادته، وبدأ يجمع صفوف الثوار ويدعو المواطنين إلى حمل السلاح ويشرف بنفسه على تدريب الرجال من أبناء القرى المتحمسين للثورة وقاموا بعمليات أقلقت راحة الإنجليز.
عندها قرروا قتله بأي ثمن وجندوا عملائهم وجواسيسهم لهذه الغاية كما ترصدوا حركاته ومن معه، ونجح في إفشال عدة محاولات لاغتياله من قبل عملاء وجواسيس السلطة البريطانية وكان من أبرزها الكمين الذي اعد له وهو يقوم بجولة اعتيادية بين جنين وطولكرم، حين فوجئ بحركة غريبة فأمر رفاقه أن يتوزعوا ودارت معركة عنيفة بينهم وبين القوة البريطانية المهاجمة استمرت عدة ساعات، وأظهر فيها عبد الرحيم ألوانا من البطولة وأعمالا تبعث على الفخر والاعتزاز، وأصيب الثائر بجرح بليغ في ذراعه ونجا من الأسر بعد أن جاءت فزعات من الثوار التي نجحت في فك الطوق عنه ونقل إلى مغارة للعلاج وقام بتضميد جراحه الدكتور فؤاد دعدس، ولم يتراجع عن تقديم التعليمات للمجاهدين.
وقد استعان بخيرة المجاهدين ومنهم: عارف عبد الرازق، ويوسف أبو درة، والشيخ عبد الفتاح المزرعاوي ومحمد الصالح أبو خالد، وعبد الله الطه، وحمد زواتا، وفارس العزوني، وعبد الله الأسعد، وغيرهم .
كما أن عبد الرحيم حرص على استشارة المثقفين أمثال الشاعر عبد الرحيم محمود ومحمود السخن.
وبدأ تقسيم الثوار على سرايا وألوية بأسماء قادة بارزين في تاريخ العروبة والإسلام، ومنها: العاصفة، والرعد القاصف، والعراق، وخالد بن الوليد، وسعد بن أبي وقاص، الزلازل وغيره.
ووجه دعوته للشباب العربي تحت عنوان "يا شباب العرب" مذكرا بأهمية الثورة على الظلم والاستبداد التي مارستها بريطانيا لإخراج الشباب العربي من بلاده وتشتيته، وهو يشجعهم على ترك الجبن والخنوع والتردد وإلا سيكون حالهم أكثر تعاسة وشقاء، وإلا سيكون حالهم حال المهاجر الباكي على فراق وطنه، ومشددا على الظلم والجور الواقع على بلاده وتشتيت زعماء البلاد، ومرحبا بالشباب المتحمس أصحاب النخوة الذين يرمون للتحرر من العبودية والظلم.
كان من نتائج اشتداد الثورة وزيادة لهيب نيرانها أن الإنجليز أصدروا بلاغا باسم المندوب السامي يقدم فيها مكافأة مالية للقبض على قائمة من الثوار شملت 22 ثائرا وتراوحت بين مائة وخمسمائة جنيها وعشرة آلاف جنيها لمن يدل على قاتل أو قتلة المستر أندروز حاكم لواء الجليل.
وأنشأ عبد الرحيم المحاكم الثورية للشعب بدل المحاكم الإنجليزية وعين لها قضاة كان أشهرهم بشير إبراهيم من قرية زيتا، طولكرم، وجمع هذا الرجل بين دور القاضي والثائر ورجل الإصلاح الذي يصلح بين الناس العاديين وأيضا بين قادة الثورة، وكان إخلاصه بمستوى إخلاص عبد الرحيم، وكانت تجري المحاكمات ليلا أو في محل تجاري ليشهد الناس على ما يجري، ونادرا في العراء المكشوف على بيادر القرى وفي ميادين التجمعات. وكانت قراراته أحيانا أكبر من قدرة الفصيل في المنطقة ويحترمها قادة الفصائل وربما تشكل لجنة قضائية من قادة الفصائل.
الفصائل التابعة لعبد الرحيم الحاج محمد:
وصل عدد الفصائل تحت إمرته إلى ثلاثة عشر فصيلا وانخفض العدد في عام 1937 إلى ثمانية فصائل ثم عاد وارتفع عددها إلى اثني عشر فصيلا تراوح عدد الثوار فيها من 200 ـ 400 ثائر منظم، ويتبعه محمد الصالح الحمد، وعبد الله الطه من قرية سيلة الظهر، وإبراهيم العموري (أبو جاسر) من قرية ارتاح، ومحمود إسماعيل البريمي (أبو فتحي) من قرية كفر اللبد، وجميل خضر من الرامة، وعبد الحميد مرداوي من بيت أمرين والأصل من قرية (مردة)، وسليمان أبو خليفة (أبو فارس) من وادي الحوارث، جميل خنفر ـ الرامة ويسكن في سيلة الظهر، ومصطفى الأسطة من نابلس، وعبد الله الحادر من دير الغصون، وعبد الله الأسعد من عتيل، والعبد الصادق من عتيل. وسعيد سليم من بيت ايبا، والملقب سعيد بيت ايبا. وخالد الحامد من عتيل وعبد اللطيف كعوش من طولكرم ويطلق عليه رئيس الحرس القيادي، وفصيل عطية، ومصطفى الأسطة من نابلس، كفر اللبد، وعبد الله الطه من سيلة الظهر، وعبد القادر الصادق، ويقدرهم رجل المخابرات الصهيوني عزرا دنين بـ 163 ثائرا، وأرى أن هذا غير صحيح إذ أن العدد يفوق المائتين كما ظهر من خلال المقابلات وكتاب فيصل عارف عن أبيه.
ويظهر من خلال رسائل الشهيد التي نشرتها المراجع العربية والكاتب الصهيوني عزرا دنين وروايات الذين قابلتهم أن الشهيد أقام علاقاته وتعهد بالرعاية مجموعة من قادة الفصائل في جنوب فلسطين ومنهم: عبد الحليم الجيلاني في الخليل وإبراهيم الصانع في منطقة بئر السبع، و توفيق الصايغ في غزة، وكان حريصا على إظهار أهمية التنسيق والوحدة الوطنية، والتعاون حيث يطلب من القائد عبد الحليم الجيلاني أن يرسل له سلاحا مما غنمه بعد احتلال مدينة بئر السبع ولم يميز بين مسيحي ومسلم، وهو صاحب الشعار القائل في منشوراته "الوطن فوق الجميع".
كانت للشهيد عبد الرحيم دائرة من المؤيدين في قرى ومدن عديدة من فلسطين وخاصة في قرية رامين الذين شكل منهم مجموعة كانت أشبه ما يكون بالحرس الثوري، وقد وجدت أن للثائر صورا عديدة احتفظ بها بعض أصحابه في كفر قدوم.
ولم تقتصر علاقة الثائر عبد الرحيم بالمدنيين بل أنها طالت العسكريين والعاملين في الشرطة الإضافية في الجيش البريطاني، حيث أمدوه بالمعلومات عن تحركات الجيش ومن أبرزهم المقدم رشيد عبد الفتاح، حتى أن بعض العاملين بالبوليس نهبوا السلاح والخيل من مركز البريطانيين والتحقوا بالقائد عبد الرحيم.
دور عبد الرحيم الحاج محمد في الجهاد وتنظيم العمل الثوري:
كان عبد الرحيم الحاج محمد يعمل بجهود حثيثة لتوحيد صفوف الثوار وتنظيم شؤونهم، وتجنيب الثورة ما أمكن أي منزلقات وأخطار وقع فيها ثوار فلسطين في عدة مناطق، وتشير الدراسة التي قام بها الباحث إلى أن بعض المحسوبين على القائد عارف عبد الرزاق قد أساءوا للثورة كثيرا ببعض الأخطاء التي ارتكبت وجمع الإعانات المالية وجبايتها على حساب التبرع للثورة وجرى توظيف القوة والبطش والشدة ، واغتيال أشخاص وطنيين بتهمة العمالة، ونجاح المشبوهين في التسلل إلى أوساطهم ومنهم :الحاج مسعود والحاج محمد اليمني والحاج محمد المسلم، وتشير عدة مرويات إلى أنهم يهود مستعربين دخلوا صفوفا الثورة وقد تعرضت للتشويه بسببهم، إلى جانب الاختلاف حول الصلاحيات والمسؤوليات بين القائدين عبد الرحيم الحاج محمد وعارف عبد الرازق وانحياز العائلات الفلسطينية لهما على حساب الآخر، حتى أن الصحف البريطانية وإذاعاتها صارت تتحدث عن هذا الخلاف، ومثلها الصحافة العربية، ولكن الثائر عبد الرحيم نفى وجود خلافات وظل يحاول توحيد جهود الثورة، وتجنيبها دسائس البريطانيين والاستقلال في مناطقهم .
و دفع القائد زميله في النضال الشهيد القائد محمد الصالح (أبو خالد) للتوسط بينه وبين زميله في السلاح القائد عارف عبد الرزاق وأثمرت الجهود في عقد لقاء في مؤتمر دير غسانة من قرى رام الله في أواسط عام 1939من أجل التباحث في شؤون الثورة وضع حد للمشكلات التي بدأت تأخذ أبعادا خطيرة في أوساط الثوار، وأهمها تعدد ألقاب القائد العام والخلاف على مناطق السيطرة والاغتيالات السياسية باسم الثورة وتأثرها بالخلافات العائلية بين أبناء القرى، وكبار كالتجار في المدن وأبناء القرى بجمع الإعانات والإتاوات ولعبت المعارضة المأجورة لحساب البريطانيين دوراً سلبياً فيها، وأشارت الكتب والصحف اليهودية والبريطانية إلى شرخ عميق بين صفوف الثوار.
نظم مؤتمر المصالحة الذي دعي باسم "مؤتمر دير غسانة" حضره جمع كبير من قادة الثورة الفلسطينية وفصائلها المناضلة خاصة في وسط فلسطين ومنهم: عبد القادر الحسيني قائد منطقة القدس، وعبد الحليم الجيلاني قائد منطقة الخليل. والشيخ عبد الفتاح المزرعاوي قائد منطقة رام الله، وفصائل عارف عبد الرازق، وفصائل تابعة للقائد عبد الرحيم الحاج محمد.
كان القائد عبد الرحيم مهتما بتحقيق نجاحات في المؤتمر لمصلحة الثورة المقدسة، ونشر بيانا باسم مجلس قيادة الثورة في فلسطين بدأه بآية "محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم" وفيه استعرض الإشاعات المغرضة بسمعة الثورة وهدد مروجيها بالعقاب وأن محاولاتهم تهدف لخلق الشقاق والنفاق. مبينا أن الجميع كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا.
ورغم ذلك استنتج الباحث أن أزمة قيادة ظهرت بين الثوار، وأن خطاب عبد الرحيم كان خطابا مسئولا يهدف إلى وضع حد مدركا لخطورة الإشاعة في الحرب النفسية وتأثيرها على دعم والتفاف الجماهير حول الثورة.
وكان من نتائج المؤتمر عقد مصالحة بين الفريقين، وخاصة عبد الرحيم وعارف حيث تكللت جهود المؤتمرين بالنجاح، واتفق على تشكيل مجلس قيادة ثورة مكون من عارف عبد الرزاق، وعبد الرحيم الحاج محمد، وحسن سلامة، ويوسف أبو درة، ومحمد الصالح "أبو خالد"، واتفقوا على تشكيل قيادة مجلس الثورة وممارسة موقع القائد العام بالتناوب الدوري، واتفقا على خطوط الأعمال الحربية الرئيسة، وتصالح الأخوين عبد الرحيم وعارف وتناول الثوار طعام العشاء في القرية حيث أرادوا قضاء ليلتهم، وفي منتصف تلك الليلة شاهد الحراس من رجال الثورة قوات إنجليزية كبيرة تحاول محاصرة القرية مدعمة بالطائرات الحربية، وحدث اشتباك بين العدو البريطاني والثوار، وقد جاء في منشور الثورة.
بسم الله الرحمن الرحيم
مجلس القيادة العامة للثورة العربية في فلسطين
21 رجب 1357 هـ ، 15/9/1938
نصر من الله وفتح مبين
قررت القيادة العامة في سوريا الجنوبية باستعراض استكشافي في المنطقة فذهب عدد كبير من قادة الفصائل والفرق المنظمة يمتطون الخيول العربية، بعد أن تجولوا في عدة أماكن وذلك للتنظيم والترتيب والتعارف والتآلف بين المجاهدين.
وفي يوم الخميس الموافق 20 رجب 1357 هـ الموافق 15 /9/ 1938 وبالقرب من قرية بيت ريما ودير غسانة، تقدم جيش العدو المستعمر إلى تلك الجهات لتطويقها فأرسل الطائرات لاستكشاف مع العلم أن العدو يعلم بمكان جيوشنا الجرارة، ولكن لما علم بتنظيم فرقنا المجاهدة تنظيما عسكريا تراجع عن مجابهتنا واكتفى بإرسال نجدة جوية مشكلة من اثنتي عشرة طائرة فما كان من جنودنا البواسل إلا أن أطلقوا نيران بنادقهم ورشاشاتهم على طائرات العدو فحمي وطيس المعركة وتمكن المجاهدون خلالها من إسقاط طائرتين وقتل من فيهما وأصيب بقية الطائرات بإصابات مختلفة مما اضطرها أخيرا للانهزام، وكانت خسارتهم الفادحة أما خسارتنا فشهيد وإصابة اثنين بجراح بسيطة وقتل أربعة رؤوس من الخيل، هذا ولا صحة لما أذاعته الحكومة البريطانية من إصابة عدد كبير من المجاهدين، ومما هو جدير الذكر أن جنودنا البواسل أظهروا في هذه المعركة بطولة منقطعة النظير بينما كانت تسمع الأهازيج والأناشيد الوطنية أثناء المعركة من بعيد وتعلن القيادة أسفها الشديد من الأعمال البربرية التي ارتكبها الإنجليز مع الأهالي من قتل الأبرياء الآمنين لما عجزوا عن ملاقاتنا .
هذا والوطن فوق الجميع(8)
المجاهد الصغير
عبد الرحيم الحاج محمد
وفي هذه الثورة خسرت قائدا مهما لعب دورا في عقد المؤتمر والصلح والمعروف بنزاهته وطيبته إنه الثائر المجاهد محمد الصالح أبو خالد والذي أصدر بشأنه المنشور التالي:
بسم الله الرحمن الرحيم
ديوان الثورة العربية الكبرى
في سورية الجنوبية(فلسطين)
24 رجب 1357ه
قال تعالى: "ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون".
يأسف ديوان الثورة العربية الكبرى أشد الأسف أن ينعي إلى الأمة العربية المجاهد الكبير السيد محمد الصالح والمشهور بأبي خالد ابن الثورة البكر فقد كان رحمه الله رحمة واسعة ركنا حصينا من أركانها وسيفا سله الله على أعداء الأمة عظيما.
فقد خرج المرحوم للجهاد في سبيل الله فجاهد حق جهاده، وبقي كذلك يكافح الاستعمار ويقارع الظلم إلى أن حانت منيته في 21 رجب سنة 1357ه في المعركة التي دارت رحاها في الجهة الجنوبية بين جنود الحق وأعوان الباطل فقاوم مقاومة الأبطال بين التكبير والتهليل حتى قضى نحبه بعد أن أدى ما يجب على نحو أمته وبلاده أيضا ولذلك فإن ديوان الثورة العربية الكبرى يعلن للشعب العربي الفلسطيني الإضراب العام وذلك يوم الجمعة فقط الموافق 28 رجب 1357هـ حدادا عليه وتقديرا لخدماته وحسن بلائه ونسأل الله أن يلهمنا بالصبر وان يعوض الله أخيرا(9)
المجاهد الصغير
عبد الرحيم الحاج محمد
علاقة القائد عبد الرحيم بالقيادة والجماهير
يصف كبار السن والرواة الذين قابلناهم في أماكن مختلفة أن عبد الرحيم كان موصوفا بحكمته واعتداله، وسعة صدره وعدم تسرعه في الحكم، وابتعد عن التدخل في المسائل الشخصية التافهة، وحصر جهوده في الإخلاص للوطن وعدم الطمع في منصب أو جاه سياسي، ويشير العارفون وكبار السن في حينه أن عبد الرحيم كان أكثر إخلاصا من غيره من الثوار، وكان حريصا على الابتعاد عن قضايا الاغتيال السياسي أو اللصوصية التي شوه بها بعض الثوار وجه الثورة حتى وصفها الأعداء والمعارضون بالتمرد والشغب واللصوصية والسلب والنهب.
وكان يرى أن الاغتيالات السياسية شيء يبعث الفساد في البلاد، ويسيء إلى أهداف الثورة المقدسة، وجدنا عبد الرحيم يشن حربه الشعواء على الذين جمعوا المال، وبأختام مزورة، وباسم الثورة، وفي هذا تضليل وأيما تضليل ودس وافتراء على الثورة والثوار، ويظهر ذلك من خلال منشورات وزعت باسم ديوان الثورة العربية، ويشهد عدد من الكتاب اليهود والأجانب على نظافة يده وتواضعه وأنه أفضل نموذج من بين قادة فصائل الثورة حتى كانوا منحازين للفكر الصهيوني لم يجدوا شيء يشوهون به الثائر غير القول أنه أفلس في تجارته وصار مطلوبا للحكومة البريطانية ولم يجد غير اللجوء للثورة للتخلص من إفلاسه وسجنه مع أنها كانت واحدة من الأكاذيب والدعايات الملفقة.
حاول عبد الرحيم ما أمكنه الجهد تجنيب الثورة، سوء تصرفات البعض، وفرق بين نضال شعبنا ضد الصهيونية كحركة عنصرية لا ضد الديانة اليهودية مستلهما روح التسامح الإسلامي، ومن القصص المشهورة في تاريخه النضالي، أن الثوار قبضوا على مهندس يهودي وبعد أن بحثت محكمة الثورة في شؤونه، أمر ديوان الثورة العربية الكبرى لفلسطين بإطلاق سراح اليهودي الذي ثبت عدم انتمائه للحركة الصهيونية، أو مناصرته لأفكارها، وهو ما ثبت نصه في المنشور التالي:
القيادة العامة للثورة العربية بفلسطين
26 جمادي الثانية 57هـ
بسم الله الرحمن الرحيم
بيان إلى الأمة العربية الكريمة
لقد أسر مجاهدو فيصل الزلزال على طول طريق حيفا، يافا المهندس اليهودي (جيشو دفنا) وفي الجلسة المنعقدة في تاريخ 18/8/38 قررت هيئة محكمة فصيل الزلازل إعدام هذا الشخص رميا بالرصاص مع إعطائه حقا باستئناف هذا الحكم إلى المحكمة الثورية العليا.
وعند طلبه الاستئناف إلى المحكمة المذكورة التي تشكلها القيادة وأركان حربها وبعد سماع أقواله وأقوال كثير من الشهود قررت المحكمة ما يأتي:
1. وبما أن شهودا عرب موثوقين قد شهدوا لصالح جيشو دفنا المذكور.
2. وبما أنه لم يعترف أنه يعتنق فكرة الصهيونية التي نكرهها ونحاربها.
3. بما أن قتله يسبب كوارث وآلام لأطفاله الصغار.
4. وبما أن محكمة القيادة تأخذ بقول العرب الشهير "العفو عند المقدرة"
5. وبما أنها تعتبره أسيرا يجب أن لا يؤذي.
لكل هذه الدلائل وملابستها حكمت القيادة الحكم التالي:
1. إطلاق سراح الأسير المذكور وعدم قبول الفدية التي عرضها الأسير نفسه ومقدارها ألف جنيه ليكون هذا دليلا على أن الثورة أوجدت لغاية عليها تتنزه عن المادية الخسيسة.
2. صرف خمسة جنيهات من خزانة الثورة وملابس عربية لهذا الأسير وإرجاعه إلى مقره بسلام.
3. تكليف لجنة النشر بإعلان هذا الحكم وحيثياته على أناس ليعلموا أن العرب نبلاء في كل أفعالهم وأنه من أعدائهم كما قال الشاعر:
وحللتمو قتل الأسرى غدونا عل السرى نمن ونصفح
ويكفيكمو هذا التفاوت بيننا وكل إناء بالذي فيه ينضح
المجاهد الصغير
عبد الرحيم الحاج محمد.
ومع أن عبد الرحيم بقي يعاني من ديونه بالأموال طيلة سنوات الثورة، وحتى مماته بسبب خسارته في تجارته، إلا أنه رفض رفضا قاطعا أن يتقاضى مليما واحدا لإعالة أولاده على حساب الثورة أو سداد دينه على نفقة الثورة بل باع أرضه لسداد ديونه وكانت تعيل أسرته من قبل أخوته وشقيقاته، لا على حساب الثورة وظل أبو كمال أرملا إلى ساعة استشهاده.
أما علاقته بالمفتي فقد اعتبره الزعيم الأوحد وفي أكثر من بيان تناول هذه المسألة، وكان عبد الرحيم موضع ثقة المفتي، لكنه اختلف معه في وجهات النظر، وفي أكثر من مكان قال عبد الرحيم أنه يقاتل من أجل الوطن لا من أجل القيادات، حيث كان يريد القتال حتى النهاية بينما كان المفتي يرهن جهوده تارة بالتهدئة والجهود السلمية مع بريطانيا، وهكذا آمن بالقتال حتى النهاية، وقبل وفاته التقى بالمفتي في بيروت وشكا الاغتيالات السياسية التي باتت تنهك البلاد.
ضعفت الثورة منذ أواخر عام 1938، وأخذت تتآكل من داخلها في عام 1939، حيث ازداد العملاء والجواسيس المؤيدين للإنجليز، وضاعف البريطانيون اضطهادهم للثوار وحل الإرهاق والتعب بالجماهير الشعبية، ونجح الإنجليز في استخدام أساليب قمعية حديثة، وخطط عسكرية جهنمية مبتكرة، سواء باستخدام سلاح الطيران لقصف تجمعات ومواقع الثوار، أو بفرض مختلف أشكال الحصار، وحظر التجوال لعدة أيام، أو استخدام أساليب التجسس بالاغتيال لقادة الفصائل، ودس المشبوهين والعملاء في صفوف الثورة للقيام بالاغتيال والقتل والنهب والسرقة باسمها، وتنامي الاحتراب السياسي والحمائلي بين الحزبين الرئيسين حزب آل النشاشيبي وحزب آل الحسيني وانعكس سلبا على عناصر وقيادات الحركة الوطنية الفلسطينية، وتشكيل (عصابات السلام) وهي فصائل عميلة للبريطانيين وتعادي الثورة وتتخذ خطة مضادة وممارسات للإجهاز عليها والتي أدارها فخري عبد الهادي الذي انتقل من خندق الثورة إلى خندق الثورة المضادة، والذي وجدت فيه بريطانيا ومعه فخري النشاشيبي خير قيادة للركوب، وقد استمر دعمه بضعة شهور ثم سحبوا منه سلاحه، هذا ناهيك عن التقاء الظرف الدولي والتحالف بين بريطانيا وفرنسا في الحرب العالمية الثانية.
أثر استشهاده في نفوس أبناء فلسطين:
توجه عبد الرحيم في أوائل عام 1939 إلى دمشق للتباحث مع القيادة السياسية الفلسطينية فيها حول شؤون الثورة، وكان مراقبا من قبل السلطات الفرنسية حتى أنها خططت للقبض عليه كما أوردت بعض التقارير البريطانية، والتقى فيها بقادة اللجنة المركزية للجهاد ومنهم: محمد عزة دروزة وداود الحسيني وسليم أبو لبن، وشرح لهم الأحوال في فلسطين وقرر الرجوع من سوريا إلى فلسطين في آذار 1939 ونام ليلته في صانور عند صديقه كامل الحسين.
حدثني الثائر أسعد قاسم من قرية عسلة أن الدكتور داود الحسيني لم يكن متحمسا لرجوع الثائر عبد الرحيم وأدرك المخاطر الجمة التي تنتظر قيادة الثورة، حتى أنه وصف طريقا أخرى لأسعد القاسم منبها للمخاطر التي تحيط بعبد الرحيم واستهدافه من قبل الإنجليز وعملائهم في فلسطين.
وفي رأي الباحث أن داود كان يعلم أن عبد الرحيم معروفا للجميع بينما كان أسعد غير مغمور ومن الصف الأخير في الثورة.
وصلت وشايات للبريطانيين عن قدوم القائد عبد الرحيم إلى فلسطين، ويظهر أن عملاء الإنجليز، وبعض الحاقدين من العائلات الفلسطينية كانوا له بالمرصاد. والذين اتهموه بأنه كان وراء اغتيال شخصين في منطقة جنين هما محمد وأحمد أرشيد المعروفين بوطنيتهما، ومع أن الشهيد كان نظيفا من هذه الأعمال وأنكر علاقته وصلته بها ولكن الدس والتخريب طاله هو الآخر ولم يسلم منه.
راقب هؤلاء قدومه إلى صانور التي كانت غير بعيدة عن قرية الكفير القريبة. سارع العملاء بالوشاية عنه، ولم تكن المرة الأولى التي يشي فيها العملاء والجواسيس عنه، ورغم ذلك عملت القوات البريطانية على قاعدة أنه قد يصح الخبر هذه المرة، فأرسلت قوة كبيرة ورأت في حصاره والقبض عليه أو القضاء عليه فرصة لا تعوض خاصة وأنه رأس الثورة المسلحة ويشكل رمزا مهما من رموزها.
وقامت بفرض ثلاثة أطواق عسكرية على قرية صانور في منطقة جنين وتقدرهم بعض الروايات والمراجع بثلاثة آلاف جندي. صلى القائد عبد الرحيم صلاة الصبح وبلغه خبر الحصار وحاول الفكاك منه، حيث ركب فرسه وأرخى لجامها محاولاً اختراق الحصار في سهل القرية الذي كان مزروعا بالقمح إلا أن البريطانيين عاجلوه بإطلاق النار عليه، فخر شهيدا في صانور ومعه رفيقه في السلاح سليمان خليفة. بينما نجح رفيقه سعيد سليم باختراق الحصار بعد أن قذف بعباءته على محاصيل القمح فأصلوها نارا وقد ظنوا أنه أصيب، وقد بعث موته الحزن العميق في جميع أنحاء فلسطين، وبموته ضعفت الثورة، وأصابها الوهن، وعجز خليفته الثائر أحمد أبو بكر أن يسد الفراغ الذي نشأ في الثورة.
ترك الثائر الشهيد وراءه أربعة أبناء وهم: كمال وجواد وعبد الكريم وجودت وكان أرملا منذ عام 1934ولم يتزوج بعد وفاته.
وقد جاء في ذكرى وفاته أنه تحين الفرص للجهاد منذ شهر آذار 1936، وكان يرأس نواة من الشباب المستعد للتضحية والفداء وأصبحت نواة فصيله واستكمل جهاده مع القاوقجي وعندما خرج من البلاد أواخر سنة 1936 كان موضع تكريم أهل البلد، وفي واحدة أصيب بجراح بليغة ومكث شهرا يتطبب في الجبال والكهوف، وفي سنة 1939 استدعي من قبل زملائه لرسم الخطط للثورة وعاد لميدان الجهاد مملوءا بالحماسة وعرج على صانور وبات ليلة فيها مع بعض أعوانه وتوضأ وصلى الصبح وأنبأوه عن وجود طوق، تمنطق بسلاحه وركب جواده مخترقا نطاق الجمع، وكان معه سعيد بيت ايبا وسليمان خليفة واستشهد عبد الرحيم وأدى له العدو البريطاني تحية عسكرية، وحذر الجميع نقل جثمانه إلى بلدته وأمرهم بدفنه في الحال، ولكن المجاهدين لم يعبأوا ونقلوه إلى بلدته ذنابة.
وقد أوصى الملك غازي ملك العراق برعاية أبنائه وكان وثيق الصلة به ويتلقى منه النصح والإرشاد، ولم يمض على استشهاد الفقيد أسبوعين حتى وقعت الكارثة للملك غازي فقضت على حياته، ترك الفقيد أربعة أشبال اثنان منهم في الصفوف العليا في كلية روضة المعارف الوطنية والثالث في مدرسة الصناعة في مصر والرابع وأصغرهم سنا في كلية النجاح الوطنية.
كان نبأ استشهاده علامة حزن كبرى في فلسطين. أضربت البلاد وأغلقت الحوانيت، وتوقفت حركة السير وصدرت الصحف مجللة بالسواد، مما دفع السلطات لإعلان تحذيري في يوم 29/3/1939، وتحدى الناس وأعلنت حالة الطوارئ في يافا.
وقد ترجم المرحوم يوسف حنا عن الضابط البريطاني جيفري مورتن عن الوشايات التي كانت تصل له عن الثوار والإخباريات الكاذبة ولكنه كان مهتما بها حتى يقبض على عبد الرحيم وغيره حتى لو كانت واحد بالمائة، وقد وصفه بمكانته وأخلاقه عند الشعب وأن الرجل كان مؤمنا وقد دلته التحريات أنه يقضي ليلته في قرية أخرى غير صانور وكان مهتما بنفسه بملاحقته ولكن الرواية الكاذبة منعته من القبض عليه وقتله الجيش في صانور، ولم يكد يسمع الخبر حتى حضر عدد من الجنرالات الإنجليز ذوي الرتب الرفيعة لمشاهدته والتيقن من صحة الخبر.
أشادت الصحف الفلسطينية بمناقب الشهيد وأعلنت مختلف الجاليات وأعلنت الطائفة الأرثوذكسية حدادها وبدت غزة حزينة، وشاركت الجاليات الأجنبية الألمانية واليونانية وأعلنت حدادها، واهتزت طولكرم للنبأ العظيم وأضربت إضرابا شاملا وظهر الوجوم على محياهم.
ويذكر أكرم زعيتر جليل أعمال الثائر الذي كان محبوبا ومخلصا وتطرق للروايات والإخباريات والوشايات وتفاصيل الاصطدام مع القوة البريطانية، ويلاحظ أن السلطة لقبت الشهيد بالزعيم المعروف، وأن قائدا في الجيش البريطاني وقف أمام جثمانه الطاهر مع قسم من جنوده وأدوا التحية العسكرية له.
وقد صدرت بيانات النعي من إخوانه في مجلس قيادة الثورة ومن القائد عارف عبد الرازق، "في ذمة الخلود أخا حبيبا وكبيرا... لقد قضى الليث ولكن العرين سيخرج ليوثا، لا يخيفهم الموت، ولا تردهم المصاعب..." أما المجاهد عبد الحميد المرداوي فقد رثاه بأبيات شعرية وكلمات نثرية رقيقة ونقتطف منها:
شجرة الأرض تسقى بالماء وشجرة الاستقلال تسقى بالدماء
أبكي عليك وما أعز من البكا وأنوح إذ ناح الحمام وأسجع
مني السلام عليك ما هب الصبا يا نخبة الزعماء أنت الأروع
يا سيد الشهداء، قل لي يا أبا كمال ماذا دهاك وماذا حل بك يا خير ما نفديه أجل أيتها الروح الطاهرة، إنك تنادينا فلبيك لما توحيه إلينا للقضاء على الخونة اللئام على تلك الذرة المنحطة المرتشية بالدينار الإنجليزي المزيف الملطخ بالعار المغموس بدم الشهداء الأبرياء وضحايا الاستعمار الغاشم...".
ورثاه الشهيد عبد الرحيم محمود ونقتطف من درر شعره:
إذا أنشدت يوفيك نشيدي حقك الواجب يا خير شهيد
لا يحيط الشعر فيما فيك من خلق زاك ومن عزم شديد
أما الشاعر برهان الدين العبوشي فقد رثاه ومما قال:
عبد الرحيم أما علمت مكانه يا دهر فهو بنا كصحب محمد
يا قائد الثوار يوم كريهة أشعلت للهيجا لظى لم تخمد
وزرت قبره في قرية ذنابة عام 1986
ومما كتب على قبره:
يا زائرا لأبي كمال في الثرى عبد الرحيم ضحية الأوطان
أدع الإله له بقلب مخلص واقرأ له ما شئت من قرآن
مات عبد الرحيم وبقيت ذكراه راسخة في التاريخ الفلسطيني كرمز كفاحي مقاوم وشريف جمع بين الدين والوطنية والقومية وكان درسا في الأخلاق وعنوانا للوطنية الصادقة التي لا تشوبها شوائب رحم الله الشهيد وأسكنه فسيح جنانه وإنا لله وإنا إليه راجعون.
المصادر والمراجع:
الكتب:
ـ بهجت أبو غربية، مذكرات المناضل بهجت أبو غربية 1916ـ 1949 في خضم النضال العربي الفلسطيني، مؤسسة الدراسات الفلسطينية.
ـ حسني أدهم جرار، شعب فلسطين أمام التآمر البريطاني والكيد الصهيوني 1920ـ 1939، دار الفرقان، عمان، الأردن.
ـ حسن صالح عثمان، فلسطين في سيرة البطل عبد الحليم الجيلاني، ط2، جمعية العنقاء الثقافية، الخليل2002
ـ زياد عودة، عبد الرحيم الحاج محمد بطل ...وثورة، الوكالة العربية للتوزيع والنشر، 1984
ـ نمر محمد سرحان، ومصطفى داوود كبها، بشير إبراهيم، القاضي والثائر في ثورة 1936ـ 1939
ـ يوسف رجب الرضيعي، ثورة 1936 في فلسطين دراسة عسكرية، منشورات شمس، 1982ط.
ـ مصطفى داوود كبها، ثورة 1936الكبرى دوافعها وانعكاساتها، نيسان 1988 ط1
ـ عزرا دنين، شخصيات ووثائق بالعبرية، 1944
الحوليات والبيانات
ـ بيانات ومنشورات الشهيد عبد الرحيم الحاج محمد ويحتفظ الباحث بعشرة منها، ووردت في كتب أخرى.
ـ حوليات القدس، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، الدكتور سميح حمودة، أوراق داود الحسيني: جوانب مستترة من النضال الفلسطيني في فترة الانتداب.
ـ مجلة الجليل، مقال من إعداد عبد العزيز أمين عرار، التي حررها ماهر دسوقي في رام الله صدرت لمرة واحدة عام 1994.
المقابلات:
ـ مقابلات ميدانية وشفوية: اللقاء مع ابنه كمال عبد الرحيم في قرية ذنابة عام 1986.
ـ اللقاء مع الشيخ عبد الفتاح المزرعاوي قائد منطقة رام الله في ثورة 1936ـ 1939في عام 1994 .
ـ اللقاء مع المرحوم أسعد القاسم من قرية عسلة رفيق الثائر فارس العزوني في عام 1998
ـ اللقاء مع فيصل عارف عبد الرازق في قرية الطيبة 1986
ـ اللقاء مع المرحوم محمود أسعد الخطيب في كفر ثلث 1985
المؤلف في سطور
ـ عبد العزيز أمين موسى عرار .
ـ مواليد بلدة كفر ثلث /محافظة قلقيلية 27/11/ 1957
ـ رب أسرة مكونة من 8أفراد.
ـ التحق بجامعة بيرزيت وتخرج فيها عام 1986 .
ـ حصل على شهادة الماجستير في جامعة النجاح الوطنية 13/6/2001
الأعمال والوظائف:
ـ عمل في صحيفة الموقف المحتجبة لمدة ست شهور، وكتب في العديد من المجلات والصحف العربية والفلسطينية.
ـ عمل مديراً للمركز القومي للدراسات والإعلام في رام الله عام 1993، وباحثا غير متفرغ في مركز الدراسات والتوثيق في جامعة بيرزيت.
ـ التحق بسلك التربية والتعليم في 1/9/ 1994 وعمل معلما لمادة الاجتماعيات.
ـ حصل على شهادة الماجستير في جامعة النجاح الوطنية 13/6/2001
ـ عين مشرفا لمادة التاريخ في محافظة قلقيلية في عام2003
المؤلفات والأبحاث:
ـ شارك وألف وكتب عددا من المؤلفات والدراسات والأبحاث منها:
ـ إصدار كتاب حرب الكرامة العربية عام1983، عن مطبعة جمعية العمال التعاونية في نابلس.
ـ إصدار كتاب القرية الفلسطينية بين المتحول والثابت، عن دار القلم في رام الله 1985.
ـ نشر كتاب السياسة العربية والمسألة الفلسطينية، عن مطبعة الوحدة 1986 ـ نشر كتاب بعض حقول الفكر عند القائد صدام حسين، عن مركز الدراسات القومية في مدينة رام الله، عام 1993
ـ إصدار كتاب قرية بيت جبرين رقم 23من سلسلة القرى الفلسطينية المدمرة عن مركز توثيق الأبحاث جامعة بيرزيت، عام .1995
ـ نشر كتاب حزب البعث لعربي الاشتراكي في فلسطين ودوره في الحركة الوطنية لفلسطينية 1948ـ 1982، المركز القومي الأعلام 2008 .
ـ إصدار كتاب سيرة الثائر فارس العزوني 1913ـ 1940 عن جمعية كفرثلث الخيرية، نشر عام 2005.
نشر العديد من الدراسات في مواقع مختلفة من مواقع الانترنت، منها: دراسة عن الشخصية العربية الفلسطينية من خلال الأمثال الشعبية .وسيرَّ كوكبة من شهداء كفرثلث، وكتاب قرية خريش المدمرة، .وأسباب ونتائج الحرب الإيرانية ـ العراقية وجذور الاتفاق الفلسطيني ـ الإسرائيلي، ويعد دراسة عن أغاني الحب والوطن في الأدب الشعبي الفلسطيني.
حصل على عدد من الجوائز التقديرية في مسابقات بحثية وثقافية.
المعاناة والكفاح:
اعتقل وسجن إداريا ودون محاكمة، ومجموعها 8مرات وبلغت قرابة 5 سنوات بين أعوام 1978ـ 1991
الخبرات التعليمية والحياتية:
حاصل على العديد من الدورات التربوية والمجتمعية، وعمل مدربا ومتدربا في التنمية وحقوق الطفل، وحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني، ورئيسا لجمعية كفرثلث الخيرية، وعضو هيئة إدارية لنقابة المعلمين في المدارس الحكومية في محافظة قلقيلية