قرية عين غزال
تقع إلى الجنوب من مدينة حيفا ، وتبعد عنها حوالي 14.5كم، وترتفع 125 م عن سطح البحر . بلغت مساحة أراضيها 12605 دونمات ، وتحيط بها أراضي قرى الطيرة ، المزار ، عتليت، ودالية الكرمل، يعتقد بأن القرية أنشئت من قبل أبو الهيجاء وهو أحد قادة صلاح الدين الأيوبي الذي توفي بعد معركة حطين عام 1187. قدر عدد سكانها عام 1922 حوالي (350) نسمة وفي عام 1945حوالي (650) نسمة . يحيط بالقرية عدة خرب أثرية أهمها (خربة حجلة ) وتحتوي على أساسات وحجارة مدقوقة ونحت في الصخور وصهاريج منقورة في الصخر. قامت المنظمت الصهيونية المسلحة بهدم القرية وتشريد أهلها البالغ عددهم عام 1948 حوالي (745 ) نسمة وكان ذلك في 15/7/1948 وعلى أنقاضها أقام الصهاينة مستعمرة (عين هود ) عام 1954 وتعرف باسم قرية الفنانين، وكذلك أقيمت مستوطنة "نيرعتسيون" سنة 1949 على أراضي القرية. *قام المهاجرون من قرية عين حوض ببناء قرية بنفس الاسم بجوار القرية الأصلية ولكن السلطات الإسرائيلية ضربت سياجاً حولها لمنعها من التوسع ورفضت الاعتراف بها ولذلك لم تحصل القرية الجديدة على أية خدمات بلدية.
نقلت صحيفة(( نيويورك تايمز)) عن صحيفة يهودية قولها إن هجوما شن على القرية بتاريخ 14 آذار \ مارس 1948* دمرت فيه أربعة منازل تدميرا شاملا. وقالت الشرطة البريطانية إن امرأة فلسطينية قتلت وجرح خمسة رجال في ذلك الهجوم. وكانت صحيفة ( فلسطين) أوردت نبأ حدوث هجوم على عين غزال قبل ذلك بأيام قليلة* أي في 10 آذار \ مارس * لكن من دون ذكر للتفصيلات. بعد ذلك التاريخ بنحو شهرين* وقع هجوم آخر في 20 أيار\ مايو. فقد قال أحد المخبرين لمراسل وكالة إسوشيتد برس إن الهاغاناه اقتحمت عين غزال بعد أن أوقف القناصة السير على طريق حيفا- تل أبيب. ولم يذكر شيء عن وقوع ضحايا .
كانت قرى عين غزال وجبع وإجزم تشكل (( المثلث الصغير)) إلى الجنوب من حيفا* وهذه القرى صدت عددا من الهجمات الإسرائيلية في الأشهر اللاحقة وشكلت جيبا لم يتم احتلاله إلا مع نهاية تموز\ يوليو 1948. وقد جرت ثلاث محاولات رئيسية لاقتحام القرى الثلاث* فأفشل المدافعون عنها المحاولتين الأولتين في 18 حزيران \ يونيو و 8 تموز \ يوليو على التوالي. وخلال المحاولة الثالثة* استغل الجيش الإسرائيلي الهدنة الثانية لشن هجوم* قوامه قوات خاصة مستمدة من ألوية غولاني وكرملي وألكسندروني. بدأت العملية في 24 تموز\ يوليو* اشتملت على قصف عنيف بالمدفعية وقصف جوي استمرا يوما كاملا ( وفيما بعد* كذب وزير الخارجية الإسرائيلي* شرتوك* حين قال لوسيط الأمم المتحدة العملية في 24 تموز\ يوليو* اشتملت يوما كاملا ( وفيما بعد* كذب وزير الخارجية الإسرائيلي* شرتوك* حين قال لوسيط الأمم المتحدة إن ( الطائرة لم تستخدم). وفي 26 تموز\ يوليو* أشارت وكالة إسوشييتد برس في نبأ لها* وببساطة إلى أن الطائرات والمشاة الإسرائيلية نفضت الهدنة الفلسطينية بمهاجمة القرى الثلاث
وعلى الرغم من شراسة الهجوم فإن احتلال هذه القرى لم يتم إلا بعد يومين* وقد استمر الجنود الإسرائيليون يطلقون النار على سكان القرى أثناء فرارهم. ويقول المؤرخ الإسرائيلي بني موريس إن سكان القرى الذين وقعوا في الأسر أمروا بدفن 25-30 جثة محترقة في عين غزال* وأشار بعض التقارير إلى وقوع مجزرة في القرية. غير أن المسؤولين الإسرائيليين نفوا ذلك قائلين إن الجثث أحرقت لأن أصحابها وجدوا أمواتا* ولأنها كانت بدأت تتعفن. وأودت صحيفة ((نيويورك تايمز)) في ذلك الوقت أن ضباط ال الإسرائيليين اعترفوا لمراقبي الهدنة التابعين للأمم المتحدة بأن تسعة من القرويين قتلوا في عين غزال. ولم تعثر الأمم المتحدة على أي أثر يدل على وقوع مجزرة. لكن محققيها قدروا* في أواسط أيلول \ سبتمبر* عدد القتلى والمفقودين من القرى الثلاث بمئة وثلاثين * وفق ما ذكرت صحيفة(( نيورك تايمز))* بتدمير إسرائيل ( المنتظم) لعين غزال وجبع* وطلب من الحكومة الإسرائيلية أن ترمم* على نفقتها كل المنازل التي تضررت أو دمرت خلال الهجوم وبعده. وقال برنادوت إن 8000 شخص طردوا من القرى الثلاث* وطالب بالسماح لهم بالعودة إليها. غير أن إسرائيل رفضت هذا الطلب
لم يبق قائما في موقع القرية سوى مقام الشيخ شحادة المتداعي. ويمكن رؤية أنقاض الحيطان وركام الحجارة في أرجاء الموقع كلها* فضلا عن صفوف من شجر الصنوبر والتين والرمان ونبات الصبار. وقد سيج الموقع مؤخرا لاستخدامه مرعى للمواشي. أما الأراضي المستوية المجاورة له* فتزرع فيها الخضروات والموز وغيره من أصناف الفاكهة. وغرست أشجار اللوز في بعض السفوح.
أقيمت مستعمرة عين أيالا ( 145226) على بعد 3 كيلومترات إلى الجنوب الشرقي من موقع القرية* وذلك في سنة 1949* وعلى عكس ما يقول موريس* فإنها ليست على أراضي القرية. أما مستعمرة عوفر ( 148225)* فقد أقيمت في سنة 1950 على أراضي القرية. على بعد كيلومترين الى الجنوب الشرقي منها.